أخر الاخبار

رواية دموع العاشقين الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ندي ممدوح

             

رواية دموع العاشقين
الفصل الثامن والعشرون 28 
 بقلم ندي ممدوح


بسم الله ، الحمد لله ، الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ


عاد الشباب من مهمتهم بعد أيام ، لم يدور اي حديث يجمع بين رحيم و وعد ، تظنه تزوج لذا كانت تتجنب مقابلته تود نسيانه ، لكن هل للروح أن تنسي وطنها ومأوها ؟ 

_ بإحدى الغرف كانت تجلس غادة برفقة وعد فور وصولهم ، تحدثت غادة ببسمه وهي تجلس على طرف الفراش بإحراج : 

" مش مصدقه نفسي إني رجعت ، فكرت إني مش هرجع تاني "أدمعت عينيها وهي تتابع" جولت اني مش هشوف ماما تاني مكنتش مصدجه نفسي اول ما شفتك. 

ارتمت بحضنها باكية وهي تقول بصوت متحشرج : 

- شكراً لأنك جيتي ساعديتني. 

ربتت وعد بمحبه على كتفها وبهدوء تحدثت : 

- متقوليش كدا أنتِ أختي يا غادة مفيش بينا شكر وكنت مستعدة اعمل اى حاجه عشان ترجعي. 

أبتعدت غادة بنحيب وهي تقول بشهقات قوية : 

- مش مصدجه ان اخويا واد عمي اللي المفروض يكون اخ ليا ويحافظ على سمعته باعني كدا بسهوله وكله عشان رفضته وأنتِ يا وعد ساعدتيني. 

ضمت وعد رأسها لصدرها وهي تقول : 

- رحيم مش هيسبه انا متأكده واحمدي ربنا أنك بخير. 

أبتعدت غادة وهي تكفف دموعها وهمست : 

- أنا فعلاً بحمدة وبشكره ان حصل كدا عشان قابلتك تاني كنت فقدت الامل إني ارجع أشوفك والله. 

ثم نهضت دون أن تعطي فرصة الحديث لوعد وهي تقول : 

- ودلوقتى همشي بس متأكده إني هرجع أشوفك وكتير كمان. 

أبتسمت وعد بحزن من فكرة رحيلها ونهضت واقفه امامها وقالت بألم : 

- احنا يلا راجعين خليكم كام يوم ، ليه الأستعجال ده ؟ 

هزت غادة كتفيها بإستهانة وهي تهمس : 

- رحيم مصر ومعاه حق عشان ماما. 

همت وعد ان تجيب فمنعتها طرقات خفيفة على الباب ودلوف اسماء طالبه منهم النزول. 

تحدثت لمار موجهه حديثها لـ رحيم بكل جدية : 

- أنا عرفت بكل اللي عملته وبجد شكراً لحضرتك على مساعدتك لينا من غيرك المهمه مكنتش هتم. 

بادلها رحيم الابتسام وهو يهمس برزانه : 

- أنا عملت واجبي ليه الشكر ، دي بلدي برضوا. 

ضرب ياسين على كتفه برفق وهو يقول : 

- انا مش عارف بصراحه أنت ازاي مش ظابط معانا. 

أمسكت ديجا الجالسه على قدم رحيم بكفه ودفعتها بعيداً و وضعت كفها هي فـ قرص ياسين وجنتها مغيظاً أيااها. 

تحدث رحيم مجيباً ياسين بهدوء : 

- نصيب بقا هنعمل ايه؟ 

ثم قبل رأس ديجا وهو يقول بمحبة : 

- عامله يا خديجه كويسه ؟ 

أؤمأت ديجا بحياء وهي تبسل عينيها ، ثم خطرت بذهنها فكره ، فرفعت ذراعيها معانقه رحيم وتحدثت وهي تنظر مغيظه ياسين : 

- مش أنت يا عمو رحيم عاوز تتجوزني صح ؟ 

صوت أقدام نبؤت عن نزول أحدهم فرفع رحيم عينيه مشدوهاً بوعد التى هي برفقة أخته تخطو بضحكاتً وهمسات بينهما ، تابع بعشقً جارف يتولد بقلبه من جديد بعدما ظن أنه النهاية ، وان ذاك الحب سيدفن ، لطالما لم تغب عن باله قط لسيما كانت وما زالت حبيبته الاولى والاخيرة ، وما عكر صفو ذهنه هو ذاك اليوم حينما عرف بخداعها له لا يصدق أحقاً خدعته ، تنهد بصوتاً مسموع ؛ تابعت ديجا نظراته لتجده محدق بوعد فتمتمت بنفسها : 

- هو عمو رحيم بيحب البت وعد باين كدا؟ 

صفقت بحماس فجأة فتعلقت الأنظار بها حتى رحيم فاق لذاته فهمست لمار بتعجب : 

- ايه يا ديجا مالك؟ 

نظرت ديجا لرحيم مشرقة الوجه وهي تقول : 

- اصل عمو رحيم بيحب. 

التفتت لوعد الغير منتبها ، فأستدرك رحيم الموقف متنبؤً عما تود قوله فكتم فمها بكفه متحدثاً بضحكه خافته : 

- عموو رحيم قصدي قصدها تقول عمو رحيم بيحب البلد وعايز يمشي مش صح يا خديجه. 

قالها وهو ينظر إليها ، فعبست ديجا بوجهها بضيق وابعدت كفيه بسخط : 

-. لا مكنتش هقول كدا ؟ 

تحدث رحيم بهمس تام لديجا :

- يخرب بيتك هتوديني في داهيه انتِ طفلة انتِ. 

نفخت ديجا بضيق ثم ابعدت كفيه وتجلت من على قدميه. 

فعقدة لمار حاجبيها بعدم فهم فتبسم لها رحيم قائلاً : 

- طفله. 

تبسمت لمار بتعجب ولاذت بالصمت بينما أخذ رحيم بالحديث مع ياسين وعثمان. 

توقفا الفتيات عند الدرج وتساءلت وعد بترقب وابتسامة مصتنعه :- أكيد رحيم مستعجل عشان يرجع بسرعه اكيد عريس مش تجوز هو وبنت عمك. 

انبلجت بسمه ماكرة على ثغرها وهي تقول:

- لا الحكايه مش كدا ، دا راجع عشان مينفعش يغيب عن البلد كدا.، بتسألي ليه ؟

أنهت جملتها بغمزه ، فأردفت وعد قائلة بتوضيح :

- أبدًا بسئل عادي ، هما لسه متجوزوش ولا ايه؟

هزت غاده رأسها نفياً وهي تقول :

- لا لا تجوزوا بس...

قاطعتها وعد قائلة بجزع :

- ااااه ربنا يسعده ... تعالي نقعد معاهم.

لم تلهمها فرصه للأكمل ، أو تسمع ما تقوله وكيف لقلبها أن يسمع للمذيد وهو الذي يفيض عشقً لا يمكن النجاة من لعنته. 

في ذات الوقت دلف زيد معانقاً وعد بشغف وأشتياق من ثم أبنه وصافح رحيم بمودة وجلس بجانبهم يتسامرون. 

ثم نهض رحيم وهو يقول ببسمة إمتنان : 

- شكراً ليكم يا جماعه على أستقبالكم اللي فوق رأسي ده وهستأذنكم لازم نمشي. 

أنتفض فؤادها ورفعت بصره به لا ارادياً ، كأنها ترجوه أن يبقى ويظل معها ، إذ أنها لم تشبع منه بعد.، ولم تروى فؤادها ، أسترق نظره لها وآلتقت أعينهم بنظره طويلة مفعمه بحديث العتاب والشوق والحنين. 

حاولت لمار والشباب ان يثنوه عن رأيه بالذهب، ولكن كيف لهم بإرداع رأسٍ لصعيدي ؟

قالت لمار بعتاب :- والله ما ينفع كدا يا رحيم وبتزعلنا منك. 

بإعتزار رد رحيم بإحترام شديد وهو يغض بصره :-

معلش والله مره تانيه ان شآء الله بس لازم نمشي؟

تحدث ياسين وهو يضع يده على كتفه :-

طيب على الأقل خليك معانا شويه ؟

أيدت لمار حديثه قائلة :- ايوه خليك معانا شويه ، ولا عايزني أزعل منك ؟ 

بإستسلام أخيراً عاد رحيم لجلوسه مجدّاً. 

تحدث زيد بضحكه :- ايه يا بني الرأس الناشفه دي؟ 

ثم بفضول تحدث :- إلا صحيح أنت اسمك رحيم مين ؟ 

تبسم له رحيم فبادر أحمد قائلاً :-

يا بني هما الصعايدة دماغهم ناشفه بس وقت الشدة تليقهم جنبك جدعنه وطيبه وشهامه وكرم. 

تبسم له رحيم شاكراً فقال أحمد :-

رحيم حسن لقناوي مش كدا ؟ 

اؤما رحيم له ببسمة مؤكداً ، فتابع أحمد وهو غافل تماماً عن الصدمة التى أحتلت زيد كلياًّ واتسعت عينيه بقلقً بالغ :-

رحيم بباه من أكبر رجال الصعيد ومن بعده رحيم والبلد حرفياً كدا مفيش حاجه بتم من غير مشورته ورأيه. 

صمت أحمد قاطباً حاجبيه بدهش حينما وقف زيد مردًّا :-

قولت اسمه ايه.، رحيم حسن لقناوي ؟ 

تعلقت كل الأبصار به بينما أكد رحيم قائلاً :- ايوه رحيم حسن لقناوي. 

ثم امعن النظر به قائلاً :- أنت تعرفني ؟ 

زيد ناظراً له بتوهان ، غريبه هي الأقدار والصدف وقتما تضع بطريقنا أشخاصٍ ظننا أن لن نلقاهم بتاتاً، حتى بإحلامنا . 

ليضعهم القدر فجأة بطريقنا أهذة نهاية الطريق ام بدايته ؟ 

بعصبيه مفرطه حرك كفه على وجهه يحاول بشتى الطرق كبح غضبه ثم قال بنبره حاول جعلها هادئه : 

- هي دي صدفه ولا انتوا راجعين بعد السنين دي كلها عايزين مننا ايه ؟ 

# منكم ايه ؟ مش فاهم مقصدك تقصد انتوا اللي هو مين بالظبط وانا هعرفكم من فين دي اول مره اقابلكم؟ 

قالها رحيم بتعجب شديد وهو ينهض. 

لا يدري ما يقصد بكلماته.، حقاً لا يفقه شي. 

ابتسم زيد ساخراً وتحدث من بين اسنانه : 

- عايز ااااايه من امي يا رحيم.، انتوا لسه بتفكروا تنتقموا ؟ 

وقف الجميع مزهولاً ينظرا فيما بينهم بتعجب شديد

بدى له كل شيءٍ واضحاً بدأت الخيوط تلتئم ليردد بلهفه : 

- عمتي يعني عمتي منى هي أمك ؟ 

أنهى جملته بثقلاً عظيم وهو يرددها ببطئ خوفًا أن يك بحلمً لا أكثر ، أحتد الغضب بـ زيد فأكمل بهيجاً :- 

ايوه أمي ، أنت بقا بعد السنين دي كلهااا راجع عايز ايه ؟ 

كانت تدري لمار بكل شيء ، هروب والدة زيد مع والده هارون خوفاً من عائلتها هربًا من بطشهم ، ولكن نظرة رحيم المتلهفه صدمتة وحيرته أكدت لها ان جل شيء صدفه . 

فـ مهما افترق المراء عن سكنه لا بد له بنهاية المطاف ان يعود. 

لا بد له أن يلتقوا ، وأن يجمعهما القدر ، مهما تقلب بالفراق تارة والأوجاع تارة آخرى. 

اضمحلت قواه لا يصدق أبعد جل تلك السنين يجدها ، بعد بحثاً قصف من عمره يجدها دون عناء يا روعة الصدف والأقدار حينما تفاجنا بما نحب. 

قالت غادة وعباراتها على وجنتها تسيل :-

أنت بتتكلم جد يعني ، يعني عمتي عايشه وأنت ابن عمتي ، أنا مش مصدقه. 

أقتربت من رحيم تهزه بعدم تصديق.، ترجوه أن يؤكد ما استمعته حواسها :-

رحيم سمعت قال أيه ؟ عمتو لقيناها ! 

دنت من وعد ممسكه بكفيه وبدموعٍ غزيرة تابعت : 

- عمتي لقناها يا وعد ، أنتِ سمعتيه. 

ثم صمتتً لثوانً وتابعت بألم :-

بعد ما بابا مات لقيناها. 

ضمتها وعد مواسيه وهي تحاول استيعاب ما سمعته للتو. 

بغضب هم زيد أن يهجم على رحيم الساكن بسرور وقرة أعين ، فوقفت لمار حائل بينهما وتحدثت بتفهم شديد :

- أهدأ يا زيد ، دي مجرد صدفة، مأظنش ان رحيم مخطط لكل دا.، ولا راجع يأزي مامتك.

تحدث زيد ثائراً وهو يحاول الوصول لرحيم :-

اوعى يا لمار أنتِ متعرفيش حاجه ، دول ما بينسوش أبداً ، أكيد دي خطه من أبوه.

أخيراً خرج رحيم عن صمته قائلاً وهو يدنو منه بعدم تصديق :

- هي فين عمتي فين ؟

نظر له زيد بنظراتٍ حارقه وأمسكه من تلابيب قميصه وهو يقول بسخط :-

أنت عاوز ايه منها ؟ أياك تفكر تأزيها انا ادفنك هنا ؟

نزع رحيم يده عن قميصه بكل هدوء وهو يردف :-

اتكلم بعقل أنا مخطط لكل دا ازاي ؟ ما هو انا لو أعرف مكانها كنت جتلها هي ، هاجي هنا ليه.، مفيش حد عايز يازي عمته.

وأبويا تعيش أنت ، ولعلمك مكنش أبداً هيأزيها ولاخر لحظه كان بيوصيني عليها.

هدر زيد بانفعال :- والمفروض اصدقك أنا صح.

أبعد الشباب زيد للخلف حينما صرخت لمار تطلب منهم الهدوء وأخذت نفسٍ عميق وأشارت لهم بالجلوس.

صمتوا قليلاً متفكرين ، ثم تحدثت لمار مشيرة بسبابتها لزيد :-

مسمعش صوتك أنت فاااهم.، خلينا نسمعه هيقول أيه الأول.

ثم وجهت كلامها لـ رحيم :- اتكلم يا رحيم احنا سمعينك.

حرك رحيم يده بفتور على وجهه وبدأ في توضيح لهم جل ما حصل :- 

يوم ما جدي قرر يجوز عمتي لرجال أكبر منها بكتير ومتجوز كمان بابا حاول قد ما يقدر يمنعه بس منجحش ، بعدها عمتي هربت مع بباك هارون "قالها مشيراً لـ زيد وتابع بتنهيدة" جدي توفى بعدها بايام وفضل بابا يبحث عن عمتي عشان يرجعها ويطمنها ويجوزها بنفسه للي هيصونها بس للأسف مقدرش يوصلها وفضل لاخر لحظه لحد ما توفى وهو نفسه يشوفه وشايل ذنب كبير انه مقدرش يحميها.

رشق كلماته بصدورهم ثم رنا ببصره لزيد متحدثاً :-

بابا مكنش هيقتل ولا الكلام الهبل دا ، باب كان معرف الكل أنها اتجوزت بوجوده ورضاه ، ومكنش بينام الليل وهو قلقان عليها ورغم ذلك فضل لاخر لحظه عنده يقين انها هترجع.

عم الصمت والهدوء بعد ذلك ، أطرق زيد رأسه مفكراً بكلامه.

# فكر كويس في كلامي لو لقيت اني جاي وناوي شر يا بن عمتي فـ انا قدامك اعمل اللي عايزة بكل رحابة صدر ، لو صدقتني يبقى وديني لـ عمتي عشان ترجع بيتها ولأرضها.

قالها رحيم وهو يتوجه للخارج فتابعته وعد بصمت.

# كله هيبقى تمام ويعدي متقلقش.

انهت وعد جملتها واقفه أمامه ، ففترت شفتيه ببسمه محببه لمرآها أمامه وتحدث بهدوء :-

الحمد لله على كل حال ، عمري ما تخيلت أنك تكوني صلة الوصل بيني وبين عمتي ، لو مكناش اتقبلنا وحصل كل دا مكنتش هقابلها.، سبحان الله على الصدف ، وتقلبات الزمن بعد السنين دي كلها نتقابل.

# لعله خير متى أراد الله جمعكم لحكمه يعلمها هو.

شارد متأملاً بملامحها عيناها العميقتين التى تسحره.

فركت وعد أناملها بإرتباك وهي تهرب من عينبه المصوبه تجاهها وتحدثت بنبره مرتبكه مرتجفه :-

شكراً لأنك أنقذتني ، لو مكنتش وصلت بالوقت المناسب كان زماني ميته.

# بعد الشر عنك.

نطق رحيم بتلقائية وهو يتحاشى النظر لها ما ان استدرك لهفته.

ساد الصمت مشحون بالتوتر والإرتباك والكثير من الأحاسيس.

بدا رحيم ك المتفكر تتقلب قسمات وجهه ثم زفر بضيق وتنهد بصوتاً مسموع وهتف بوجع :-

عمري ما تخيلت يا وعد إنك تكوني بتلعبي بيا كدا! 

ابتلعت ريقاً جافاً وهي تتحدث بإستنكار شديد :-

أنا ملعبتش بيك يا رحيم أنت اللي مسمعتش باقي كلامي ولا ادتني فرصه اتكلم واوضحلك.

بنبره ساخره متألمه تحدث :-

توضحيلي أيه ؟

بعتاب أوضحت وهي ترفع بصرها بعينيه :-

رحيم دا كان شغل وكان لازم اخبي عليك اسمي ومهنتي "ابعدت نظرها قائله بصدق" لكن غير كدا أنا كنت صادقه في كل حاجه وأهمهم مشاعري ؛ رفعت عينها الغائرة بالدمع وتابعت مرّدّده بألم :- مبروك على جوزك يتمملك على خير.

أنهت جملتها وهي تتوجه للداخل شبه راكضه بخطوات ثابته متزنه عكس عاصفة فؤادها.

هم رحيم بالحديث ولكنها غادرت بسرعه ، صعدت وعد غرفتها مغلقه الباب خلفها وأسندت عليه مجهشه بالبكاء. 

خرج زيد مقتنعاً تماماً بصدق رحيم ودون حرف عانقه بصدقً خالص ، ظل يتحدثان لبعض الوقت حتى خرج عثمان برفقة غادة ، واقترب منهما ، وتحدث عثمان مخاطباً رحيم بمزاح :-

وأنا أقول لما دخلت تنقذني الواد ده جايب الشجاعه والحنقه دي منين اتاري العيله كلها كدا .

ضحك له رحيم ثم قال بغموض :-

أنا لقيتك صدفه مكنتش متوقع لها ، وعرفتك فوراً ، بس خلي بالك في خاين بينكم ، خاين مش سهل كمان.

ضيق عثمان عينيه بتساؤل :-

تقصد أيه ؟ مين الخاين أنت تعرفه.

ربت رحيم على كتفه قائلاً :- 

للأسف لا معرفوش ومقدرتش اتعرف عليه انا سمعت صوته بس كان مصري، خلي بالك.

اؤمأ عثمان برأسه مفكراً ، ثم أخذ زيد رحيم وغاده لوالدته ودلف عثمان للداخل مشتاقاً لمن هواها يسكن بالأعماق.، لثرثرتها وعفويتها طفولتها المفرطه.


🥀"رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ"🥀


دلف عثمان للداخل ببسمه مشتاقه وعينين تتوق لضمها باحثةً عنها وجدها بالمطبخ تعد كل ما يحبه فتوقف لدقائق متأملها بهيام دون صوت ، إلا أنها همست دون ان تلتفت له :-

مالك واقف كدا ليه من غير صوت ولا همسه. 

غبي هو ان ظن أنها لن تشعر به ، فكيف للروح أن لا تعرف سكنها ؟ 

# وعرفتي ازاي إني واقف ؟ 

قالها وهو يضمها بالخلف ويقبل وجنتها فأبعدت وجهها بإستحياء شديد وتمتمتً بتلعثم :-

أكيد يعني هعرفك ، قلبي مش هيحس بيك ازاي ؟ 

مال بوجنته على وجنتها مشدداً من ضمها وهو يقول :-

وحشتيني. 

بصوتٍ شجي قالت ببسمه ساخرة :-

واضح فعلاً. 

تتألم هي تود لو تكن أهم شيءٍ له ، لو يعطي لها بعض الوقت ، ولكن على ما يبدوا انها أخر أهتمامته. 

تحدثت بنبره نمت عن وجعاً دفين بفؤادها وهي تبتعد ترص الاطباق على المائدة :-

أن شاء الله هيجي يوم ومتلقنيش جنبك ، وهريحك مني خالص ، وقتها هتندم وهتتمني لو أكون موجوده وهتشتاق لكلامي وليا بس مش هتلاقيني. 

الأكل جاهز كل قبل ما يبرد. 

قالتها وهي تطفئ الشعله ، أعترته الصدمه وأستولت عليه. 

# أنتِ ليه بتقولي كدا ، أنا عارف ان من يوم جوزنا مقعدناش مع بعض حتى ساعه بس غصب عني، متزعليش. 

يا ليت الجروح تداوي من كلمه لما ظلت تلك الندبات تؤلم أفئدتنا ولا نستطيع البوح بها او كيف نصف ما نشعر به. 

تبسمت رغماً عنها بهمً شديد ، وجلست بجواره بصمت ، فأمسك كفيها بين راحتيه قائلاً بهمس :-

طيب ممكن متزعليش لو ليا خاطر عندك ، أنا مش هستحمل زعلك. 

نبرته الرقيقه أذابت فؤادها المتجمد تجاهه فجالت بعينيها بالسقف ثم رفعت عينيها به أخيراً مذ أن عاد وشهقت واقفه بصدمه وهي تقول بلهفه :-

اي دا يا عثمان مالك مين عمل فيك كدا ؟ 

قالتها وهي تحتضن وجهه براحتيها دامعة الأعين من تلك الجروح بوجهه.، لا غروٍ ان تلك الجروح ألتئمت لم تعد گ قبل ، لا سيما ان فؤادها لم يسعفها على فكرة تحمله المً ولو بسيط للغايه. 

هطلت دموعها وهي تقول بصوتاً مرتجف :-

بتوجعك صح؟ 

أمسك كفيها وأجلسها برفق ، وبتعجب تساءل :-

يا بنتي أنتِ زعلانه مني ، وبتبكِ عليا. 

شهقت بنحيب وهي تقول :-

مش جوزي.

فترت شفتيه ببسمه مشرقه مسرور وهو يجذبها لحضنه مهدأها وقبل رأسها وهو يقول :- خلاص يا مكتي متبكيش.

كفكفت دموعها وهي تبتعد متسائله ببهجه تسري بإوردتها :-

مكتك ؟

طفلته مكته تبكِ وتضحك في آنً واحد عفويه هي وبريئه تجعل حبها يتضخم بفؤاده لئلا تجعل مكان لاحد به غيرها ، قادره هي ان تنسيه اي ألماً مهماً كان حجمه وقوته ، قادره لتحيي فؤاده الميت وتلينه من قسوة الحياة وتطيب بخاطره.

قارصها من وجنتها بمناغشه وهو يهتف :-

طبعاً مكتي انا امال مين ؟

رفع حاجبه متسائلاً :- أنتِ مش هتأكليني ولا ايه؟

هزت رأسها وبنفى أجابة :-

هأكلك امال انا عامله الأكل لمين... كل يلا.

قطب حاجبيه بضيق متسائلاً :-

ايه كل دي ؟ هو انتِ مش هتأكليني ابنك يعني وكدا ؟

تبسمت بحياء وهي تلتقط الخبز وتطعمه بمحبه ، حتى رن هاتفه فأسرع بتقبيل جبينها على عجل وهو يغادر بلمح البصر.

فتنهدت بضيق وأنسابت دموعها گ السيل الجارف ، تشتاقه هي ولا يمكنها ان ترآه او تروي فؤادها منه ، 


🍃اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.🍃


اقتربا اسماء وحذيفه من سجى الجالسه برفقة ديجا فتحدثت أسماء وهي تعانقها بعفويه :-

سوسو عامله ايه وحشني مش بشوفك ليه ولا الواد ياسين حبسك فوق. 

ضحكة سجى بخفه وهي تقول :- 

لا لا مش حبسني أنتِ اللي دايماً في المستشفى. 

رفعت أسماء سبابتها على ذفنها وند منها صوتاً وبدت گ المتفكره وهي تقول :-

امممم حجه مقبوله ماشي. 

كادت سجى بالحديث إلا أن قاطعها حذيفه قائلاً بمرح :-

اي دا هو القمر دا كله لياسين متسيبك من ياسين وتتجوزي. 

# بتقول ايه يا بغل أنت ؟ 

همس بها ياسين وهو يجذب حذيفه من تلابيب قميصه. 

ثم بغيرة تحدث وهو يضغط على عنقه :-

تتجوز مين يا جزمه أنت اياك اسمعك بتقولها يا قمر تاني فاهم. 

بخوف مصتنع صاح حذيفه :-

يا مامااا يا بابا ابعدوا الغول دا عني ياااختي هيموتني هيعملني كفته. 

كاد عثمان ان يهبط الدرح فهاله منظر ياسين وهو معلق حذيفه رافعه ارضٍ فسقط ارضٍ من فرط الضحك. 

فصاح حذيفه بغيظ :-

بتضحك على ايه يا باف انت دا بدل ما تيجي تنقذني منك الله. 

ثم وجه كلامه لياسين :- 

ياسين حبيبي يا غالي سبني انا لسه في عز شبابي. 

انفجرا الفتيات ضحكاً ، فلم يستمع ياسين إليه هو أصلاً بعالم آخر متنبه فقط لضحكتها حتى صاح بغيره حينما تنبه للشباب :اسكتي يا سجى مسمعش صوتك. 

وضعت كفها مانعه ضحكتها.، حتى صاح حذيفه :-

أسماء يا غاليه نادمي لحد ينقذني يلا يا ماما. 

بغيظ وتشفى جلست اسماء بإريحيه بجانب سجى. 

تحدث ياسين بمكر :-

بقا يا جزمه أنت بتعاكس مراتي. 

هز حذيفة رأسه وهو يقول مستنكراً :-

أبداً بقا بذمتك انا بردوا اعاكس مرات اخويا اخص عليك يا اسو دا عثمان. 

يا شيخ دا انا هديك علقه دلوقتي تقول حقي برقبتي ؟ 

# وانا اللي كنت جاي ابعده عنك بس تصدق تستاهل اللي هيعملوا فيك موته يا ياسين. 

قالها عثمان رافعاً حاجبه بغيظ لحذيفه... فصاح حذيفه دون أن يشعر :- يا سجى ابعدي جوزك عشان مشرحهوش ليكِ يا ررربي فينك يا بلال انت الوحيد اللي بتحوش عني. 

تركه ياسين ثم ساد الصمت والهدوء واستكنوا جميعاً بصمت ، فقال عثمان بتعجب وهو يقلب بصره بهما :-

اي دا يا بني سبته ليه دا عاكس مراتك، يلا بقا ويبدوا كدا بلال مش موجود يعني هتموت يا عسل. 

قطب حاجبيه متسائلاً بقلق :-

انتوا مالكم متجمدين كدا ليه ؟ 

نطقت ديجا ببكاء وهي تغط وجهها بين كفيها :- 

علشان بلال مااات. 

صمت بل طال صمته يحاول بشتى الطرق.، تحليل تلك الجمله ومعناها ظناً منه أنها صغيرة لا تفقه شيء هكذا طمئن نفسه ، فإبتسم بألم وهو يقول :-

ديجا بتقول ايه فين بلال؟ 

ربت ياسين على كتفه وهو يقول بألم :-

بلال تعيش أنت ، احنا خلصنا المهمه دي خسرنين بلال للابد ! 

تجمد عثمان مكانه ، نزلت الكلمات على قلبه گ وقوع الصاعقه فسحقته تماماً. 

# أنت اتجنيت يا ياسين ايه اللي بتقوله دا. 

نطقت بها وعد وهي تخرج من المنزل مناديه على بلال ودلفت مرة أخرى قائله :- اي دا في ايه فين بلال ومامته وانجي فين ؟ 

دنت منها اسماء مربته على كتفها بدموعٍ لا حصى لها :-

اقريله الفاتحه يا وعد. 

خيم على المكان بكاءً وعويل وصدمه ، كابوس يتمنوا ان يفيقوا منه ، زكريات ما مضى تضيء امام اعين الجميع ، بلال صورته صوته كل ما به ، أوجعتهم أماتت أفئدتهم. 

بسويداء القلب نبت حنين شديد وشوق للقاءه. لكن كيف تخمد نيران الأشتياق لشخصٍ لن نرآه مجدداً ؟


💞رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً 💞


# طيب ممكن أعرف بنتي حبيبة ابوها زعلانه منه ليه ؟ 

همس بها ياسين لـ سجى العاقدة ذراعيها بضيق وتتجنب الحديث معه. 

ثم ضم وجهها براحتيه وقبل جبهتها بقبله عميقه وتساءل :-

طب أنا زعلتك في ايه ، حقك عليا والي عايزة هعمله بس متفضليش زعلانه كدا وحرماني من ضحكتك ، دي الحاجه الوحيده اللي بتنور قلبي. 

تمعن النظر بها باحثاً بكل شوق عن نوره ضحكتها التى تحاول تخبئتها وهي تغط وجهها بكفيها بطفوله ثم تسأل بحنان :-

هااا حبيبي زعلان ليه بقا ؟

أبعدت كفيه عن ذراعيها بضيق مصتنع وجلست على الفراش بعبوس وهي تقول بلوم :-

مش احنا اتفقنا انك هتقربني من ربنا وهتأخد بايدي للجنه... 

قاطعها ياسين وهو يجلس :-

حصل يا بنتي وانا عند كلمتي طبعاً بس ايه اللي مزعلك؟ 

ضم كتفها لصدره متسائلاً :-

بنتي زعلانه ليه من بابا متوجعيش قلبه. 

عبست بضيق حقيقي وهي تقول بعتاب واضح بنبرتها :-

بس بابا مش عند كلمته وصام انهارده من غيري. 

صمت ياسين معاتباً نفسه لم يدر ماذا يقول فلاذ بالصمت ، لم يجد مبرر لنفسه فتحدثت هي دامعه :-

أنت مش عاوزني أبقى نصيبك في الجنه ان شآء الله؟ 

بلهفه تحدث وهو يضغط على كفيها بين راحتيه :-

عايزك طبعاً ومفيش غيرك في دنيتي وجنتي ان شآء الله. 

همت بالحديث لكنه قبل جبينها قائلاً بآسف :-

حقك على بابا يا قلب بابا مش هتتكرر تاني ، سماح بقا المره دي ماشي ولو اتكررت اعملي اللي عايزه. 

ماشي هاااا ماشي فين ضحتك بقا ؟ 

ضحكت بخفوت وهي تخبئ رأسها بصدرة ، فتنهد بـ امان وأطمئنان وشدد من ضمها براحه وسكينه ، ثم تسأل:-

ايه رأيك نخرج؟

أبتعدت عنه بوجهاً منيراً وهي تقول مهلله :-

واختار انا نروح فين ؟

وضع كفه على وجنتها وهو يقول :- 

اختاري وأنا تحت أمرك!

إبتسمت متسائله بترقب :-

نروح الحسين وناخد البنات معانا. 

قالتها وهي تميل برأسها فقطب حاجبيه بضيق قائلاً :-

لا نروح لوحدنا ؟ 

زمت شفتيه بعبوس :- لا نروح كلنا. 

وافق ياسين وطلب منهن تجهيز نفسهم ، بعد وقت ليس بطويل استقلا السيارات.

حذيفه وأسماء ، ومكه و وعد وسمر وسجى وياسين وعمرو و ورد وديجا. 

# لحظه بس عشان مستني أنس. 

قالها ياسين وهما يقفا جانباً ، معانقاً كف سجى بكفه بتملك. 

بينما سمر تقشعر بدنها ، أخذت تتنفس مراراً وتكراراً نتيجة خفقان قلبها الراكض ، رآته فجأة مقبل عليهم مستنداً على عصاه فإرتبكت وهي تغض بصرها وتحاول تهدأت ضربات فؤادها ولكنها كلما حاولت ذادت. 

اقترب انس ملقياً السلام ، ثم تقابلت عيناه بآعين سمر لدقيقه فإبتسم بمحبة ثم أخذت ورد سجى وخطوا داخل الحسين. 


🍂فاللهم لا تردنا عن بابك مطرودين ولا صفرًا خائبين وارض عنا أجمعين 🍂


عادا جميعاً قبيل العشاء بعدما قضوا وقتاً ممتعاً عكس مكه التى لم تراودها السعادة وهو لس معها . 

# سجى حبيبي عامله ايه ؟

همس بها زين وهو خارج من المكتب يتعقبه يوسف. 

انبلجت بسمة مشرقه على وجه سجى وهي تصيح بفرحه :-

زين أنت هنا عامل ايه ؟ 

# الحمد لله يا حبيبتي أنتِ اخبارك إيه طمنيني عنك كويسه؟ 

اؤمأت سجى ببسمة ، من ثم استأذن زين مغادراً ليصيح يوسف بنبره حادة :-

ياسين تعالى عايزك ؟ 

أومأ ياسين برأسه وترك كف سجى هامساً بإذنها :-

لحظه واجيلك ماشي ؟ 

# عمو يوسف شوف الحنه بتاعتي.، احلى من البنات دول صح؟ 

همست بها ديجا ببراءة وهي تبسط ذراعيها امام يوسف ببريق لامع بعينيها سرعان ما انطفئ ، حينما صاح يوسف وهو يدفع ذراعيها بغضب هادراً :-

امشي بقا غوري من وشي السعادي بلا حنه بلا قرف. 

صدمة لجمت الجميع قطعته بكاء ديجا الحاد ليتنبوه لها صاحت لمار وهي تدفعه من صدره وقتما وصل لها صراخه بديجا التى لاذت بها :-

في ايه انت اتجنيت يا يوسف مااالك طايح في الكل ليه انت مين لاعب في عقلك كدا. 

دفعها يوسف بحده وهو يولج مكتبه ويقول :-

تعالى يا ياسين عايزك. 

شددت سجى بدموع على كف ياسين ليربت على كفها مطمئناً :-

مش هغيب متخافيش. 

تتبع ياسين والده وتجمع الفتيات حول ديجا التى ضمت سجى باكية بينما جلست لمار بهم تشعر بأن عائلتها تنهار وتتشتت وهي عاجزه تماماً عن فعل اي شئ.، جلست سجى ضامه ديجا لصدرها تحاول تهدأتها ، بينما خرج عمرو بعصبيه مفرطه من المنزل ، وجلست ورد تواسي لمار ، تحدث حذيفه متنهداً بضيق :-

هو في ايه بس لكل دا ؟ من أمتي عمي يوسف عصبي وبيزعق ولمين لـ ديج...... 

قاطع استرسال حديثه صراخ ياسين بصوتاً عال دون قصد منه :-

مش عاميييه انا مراتي مش عاميه. 

أغروقت عيناها بدموعٍ لا حصى وتعلقت كل الأنظار بها بألم ، ببراءة مفرطه مسحت ديجا لها دموعها الساقطه ، ثم ابعتدتها سجى مقتربه وهي تتبع صوت ياسين بثقل. 

# لااااا عاميه وهتطلقها يا ياسين انت فااااهم يااما هبقا غضبان عليك البنت دي متبقش مراات ابني دي هتجبلك عيال ازاي ولا تربيهم طلقها يا ياسين. 

ضرب ياسين على المكتب بغضب ، هذه اول مره يحادث أبااه بتلك اللهجه ، ولكن حينما يتعلق الأمر بذاته ماذا عليه ان يفعل مجرد التفكير بغيابها تقتله حياً :-

مش مطلق ومستحيل اطلقهااااا لو اخر نفس فيا.... 

شهقه حااادة صدرت من سجى جعلته يصمت بألم لاهثاً ، ألتفت لها وألمته دموعها التى كانت تكوى قلبه دون رحمه 

حرك وجهه بعصبيه على وجهه ونظر لوالده بآسف وهو يحرك رأسه يمنى ويسر وتحدث :-

ياريييت محدش ليه دعوة بينا. 

تود الهرب لو فقط يمكنها الابتعاد عن البشر حتى لا تستمع لكلامتهم الجارحه التى تجعل فؤادها ينزف وروحها تود الموت والرحيل من هذا العالم ، أرتطم رأسها بقوة بالباب خلفها. 

فضحك يوسف بملأ فمه لتتحول الأنظار إليه بغرابه وتحدث ساخراً :- 

طيب بذمتك في واحد يتجوز عاميه دا دي عايزه حد مرفق ليها في كل خطوة ايه هتقعد في البيت عشانها. 

ركضت سجى للخارج ولكن تعثر خطاها فهمت بالسقوط أرضٍ ، ليتلقفها ياسين بحضنه ، ومن غير حضنه يتلقفها حاملاً عنها اوجاع الحياة مهما كان حجمها ، وأين تذهب إذ لم يكن لحضنه.، أين تهرب اينما ذهبت ستجد حضنه يتلقفها من مقلبات الحياة مهما كانت.

هوت دموع الجميع وأولهم لمار التى أتقبض فؤادها بوجع لم تعتاده قبلاً ، كمن ينسحب منه روحه ببطئ شديد ، ضم حذيفه أسماء الباكيه متأثراً بحالة سجى التى ضمت ياسين بقوة وتبكِ بحرقه ، لو يستطع ياسين أدخلها بين ثنايا فؤاده لفعلها دون تردد ، أقتربت لمار بنظرات مفعمه بالوجع وجذبت سجى عنوة عن ياسين لحضنها ، فدفنت سجى وجهها بحضنها وهي تبكِ.

# اي دا في أيه مال سجى ؟ 

قالها ادهم الذي وصل لتوه مع احمد ، تدور عينهما بالجميع لكنهم لا يفقوه شئ. 

ربت أدهم على كتف سجى قائلاً بقلق :-

مالك يا سجى بتبكِ ليه كدا وايه الجرح اللي في رأسك دا ؟ 

ابتعدت سجى عن لمار راميه بذاتها بحضن ادهم الذي تلقفها بلهفه لتهمس هي بصوتاً متحشرج من البكاء :-

باباااا أنت كنت فين ؟ 

ربت ادهم على كتفها بأعين يغشاها الدمع ، بكت ديجا وهي تقترب من سجى قائله بحزن :-

بس يا سجى متزعليش يا حبيبتي. 

حملت سمر ديجا تحاول تهدأتها بحزن عميق غمر فؤادها. 

تقدم ياسين بحدة وغضب وهدوء مخيف من والده وتحدث وهو يجز على اسنانه :-

مش مسامحك ، بس غصب عني هسامحك أنا سيبلك البيت وماشي ، وياريت متدخلش بينا بعد كدا انا حر في حياتي يا بابا. 

رمقه بنظره متألمه ثم اتجه ناحية سجى جاذبها دون كلمه من أدهم وضمها بحنان قائلاًً بهمس لا يسمعه غيرها :-

بس يا حبيبتي حقك عليا انا السبب أحنا هنمشي من هنا. 

نظر له يوسف بأعين تتأرجح بها النيران وهدر به :-

بالسلامه وأياك ترجع تااااني ؟ 

ثم ألتفت لداخل المكتب غالقاً الباب خلفه بقوة كبيره. 

أبتعدت سجى بلهفه واستنكار عن ياسين قائله :-

هتمشى ايه أنت هتسيب أهلك بسببي ؟ لا مينفعش هما اهم مني، متغضبش بباك منك ، أنا انا همشي. 

همت أن تستدير فأمسك ياسين بذاعها قائلاً بحده :-

اسمها هنمشى. امشي يلا. 

وقفت حبيبه بوجهه باسطه كفيها بطريقه قائله بأعين تنبثق منها الدموع :-

لا يا بني مش هتبعد عني ، ايه بس اللي حصل بينكم من امتى وانتوا كدا في ايه بس مش هتمشى يا ياسين. 

علا نحيب سجى بقوه وهي تحاول نزع كفها من يد ياسين الذي يحاول ابعاد حبيبه عن طريقه. 

# مش كدا يا ياسين اهدأ ولما عمي يهدأ نعرف في ايه بس متمشيش خليك عاقل. 

همس بها حذيفه يحاول ثنيه عن قراره. 

بكت أسماء وهي تقول :- أنت مش هتبعد يا ياسين خليك. 

جذبته وعد بحده من ذراعه ، فـ في حين ذلك ترك كف سجى ، صرخت وعد بوجهه :-

هو ايه هتمشي وتسيب البيت ، دا بدل ما تحتوي الموقف وتعرف والدك ماله. 

تبسم ياسين بسخريه :- عايز يبعدني عن مراتي أنتِ متخيله ؟ مفكر إني أسيبها ميعرفش أنها رووحي اللي مقدرش اعيش من غيرها. 

اشتد الحديث والنزاع وعلت الأصوات فجأة وعلى حين بغته خيم صمت تام وسكون على صرخة ديجا باسم سجى تبعها ارتطام حاد . أنتزع فؤاده وهلع ثم هرع لها فوراً..


💮اللهم أجعل القرآن العظيم ربيع قلبي" 💮


رجع زين للمنزل توجهه للداخل وهم بإرتقاء أول درجه فأوقفه قول عائشة التى صاحت به غاضبه :-

أنت السبب في موت بلال مش كدا كان قصدك ياسين بس الضحيه كانت بلال مش كدا ؟ 

توجهت إليه وبعنف ادارته نحوها فلم يمانع ولكن نظر لها ببرود تام و وضع يديه بجيب بنطاله ، بعصبيه تحدثت عائشة ببكاء :-

ايه ذنبهم طيب ؟ موتني أنا اهوو وسيبهم بقا أنت قاتل متخيل يعني أيه ؟ 

علا نحيبها ببكاء ممزق للفؤاد وهي تردد فقط "قاتل" رفع ذقنها إليه وتحدث بهدوء :- 

أنا مش قاتل ، ومليش دخل في اي حاجه حصلت ، عايزه تصدقي صدقي مش عايزة براحتك ، أنا لو عايز أقتل كنت قتلت أمك من زمان. 

رفعت عينيها مزهوله وقد توقف سيل الدموع ، رمقها بضيق ثم ربت على كتفه وهو يهمس :-

مش قاااتل يا عائشة؟

تركها وأرتقىٰ الدرج ثم وقف بمنتصفه وتحدث دون ان يلتفت :-

أنا عايز أنتقم بس وأفرقكم غير كدا لا، انتوا حرمتوني من أهلي وأنا هحرمكم من بعض ، لو تحبي تشوفي أهلك بكرا روحي.

أنهى جملته وأكمل طريقه للأعلى فجست بإنهيار لا تدر ما عليها فعله ، هي على يقين تام أن والدتها يستحيل ان تسفك دم أنسانً بريئ ، كيف تجعله يفقه جل ذلك وما عليها فعله للحفاظ على عائلتها ؟ وكيف تلين قلب المتبلد ، ما أسخف هذه الحياة حينما تضعنا بكابوس لا نستطع عليه صبراً ، ينهش بكل جزءً منا بلا هوادة ، ثم يتركنا مجرد شظايا متناثره لا نستطع تجميع بقٰينا المتهالكه ، نتمني أن نفيق منذاك الكابوس لكن متى ينتهي وكيف ينتهي وتلك الأقدار تتقلب بما يحلو لها.


_ بغرفه باحد الفنادق ممد ياسين بجوار سجى التى ما زالت غائبه عن نفسها ، قست عليها هذة الحياة فذهبت لعالم آخر لعلها تجد به ما فقدته بهذه الحياة ، فك ياسين حجابها وأخذ يمسد على خصلاتها بمحبه وهو يهمس بصوتاً شجى :-

حقك عليا يا حبيبتي. 

نظر للمحاليل المعلقه بذراعها ، فلاحظ فراغها نهض بهدوء وخلع الابرة الطبيه من كف يدها ثم قبلها بحنان وبأعين دامعه غمغم :-

يارتني كنت موت قبل ما أشوف وجعك كدا حاسس بنار في قلبي قايدة. 

بوهن وهزل هزت سجى رأسها وقشعت الغشاوه من عينيها بوئيدة ، تنبه ياسين لأفاقتها فاعتدل بجلسته متحسساً وجهها وهو يقول :- 

سجى أنتِ كويسه فيكِ حاجه حاسه بـ أيه ؟ 

هطلت دموعها بغزارة وهي تهمس :-

ياسين أنت هتسبني ؟ 

لم ينبس بحرفاً حتى ثم جذبها لحضنه بقوة مطمئن فؤاده ليطمئن ويسكن هيجانه ، كأنه يستقبل حبيبًا طال انتظاره وزاد شوقه إليه ، ثم غمغم وما زال مغمض العينين :-

ياسين من غير سجى ولا حاجه. 

تشبثت به بقوه ، فأخذ هو يربت على ظهرها بحنان جم. 

_ بالمنزل الجميع جالس بحاله لا يرثى له ، الجو معبأ بالهموم والأثقال ، كسى عليهم الحزن والغم وطغى أفئدتهم ، وثبت حبيبه تجاه المكتب وفتحت الباب بقوة ، وجدت ياسين يجلس بصمت تام على مكتبه ، تقدمت نحوه وجذبته من ملابسه تهزه وهي تصيح :-

عملت ايه ابني ساب البيت ليه كدا ليه تبعدوا عني ليه ؟ 

أسدلت ذراعيها وقالت بنبره منخفضة وهنه :-

ليه يا يوسف من امتى وأنت كدا ؟ دا ابنك هان عليك تبعدوا عنك. 

رفعت عينيها بعينيه ، فهاله دموعها التى غزت قلبه گ الأسهم المسمومه ، هم بتحريك شفتيه ، ولكن بادرت هي قائلة :- 

طيب ازاي هان عليك تجرح سجى الملاك دا ، قدرت ازاي فهمني أنت ليه كسرتها كدا.

ضمها يوسف دون حرف ، بينما بالخارج جلست لمار بأعين تقدح شرار كلما جالت أمام عينيها صورة سجى الباكية .


🌻أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" [متفق عليه]🌻


بصباح يومٍ جديد ، خرج يوسف من المنزل مبكراً دون أن يحادث أحد ، فأستيقظت حبيبه أو بالأحرى هي لم تنم ، أو يرقأ لها جفن ولم يجف لها دمع ، ريثما يعود ابنها ، لا تدر كيف مر ليلته أهانئة أم شاقه ، أنام مرتاح أم لم ينم ، تود لو تطمئن فقط أن يأمن قلبها ، فخرجت من الغرفه تبتغى احد الشباب ، فأخبرتها هاله عن ذهابهم للعمل ، فكرة قليلاً من تسئل فتوجهت للأعلى مرة آخرى لتنصدم بـ سمر التى كانت للتو تهبط الدرج. 

- مالك يا مرات عمي تعالى اقعدي متقلقيش أكيد ياسين كويس. 

كأنها وجدت ذورق للنجاة من أوج أحزانها ، تمسكت بساعديها قائله بلهفه تطل من عينيها :-

سمرر أنتِ روحي لعمك زيد اسئلية عن ياسين ، لو قعد في شقة عثمان يبقى عارف وهيطمنك ، هتروحي صح ؟ 

بدت كالمتفكرة قليلاً ثم اؤمأت برأسها ببسمه :-

ايوة هروح وهرجع اطمنك وأن شاء الله هجيبلك اخبار حلوه. 

- توقفت سيارة الاجرة امام شركة زيد، ترجلت وعينيها تجوب المكان ، شيءٍ ما يشدها للداخل ، دفعت الاجرة وتقدمت لداخل الشركه ، لم يمنعها أحد أو الحرس فلطالما كانوا يعلموا من هي ، توجهت للمكتب مباشرةً وهمت برفع يدها لتطرق على الباب ولكنها تسمرت حينما ، انفرج وطل أنس من وراءه ، فأتسعت عينيها بصدمة لم تتوقع ملاقته تساءل وهو يقطب حاجبيه بضيق وعينيه تجوب بالمكان :-

أنتِ بتعملي ايه هنا ولا تقابلي مين ؟ 

نبرته الشرسه ارجفتها لذا قالت سريعاً وهي تطرف عيناها :-

عايزه أشوف عمي زيد هو هنا ؟ 

فتح انس الباب متنحياً جانباً وهو يشير لها للداخل :-

ادخلي الاول. 

دلفت بوئيدة وأرتباك وترك الباب مفتوحاً ودلف جالساً خلف مكتبه ، وبادر قائلاً :-

زيد سافر الصعيد ، في حاجه ولا ايه كلكم كويسين ؟ 

رفعت بصرها بصدمه وهي تردد :-

سافرر ؟ لا مفيش حاجه كلنا تمام بس ؟ 

قاطعها قائلاً بلهفه :-

بس أيه؟ 

تنهدت بضيق وقالت بقلق :-

امبارح عمي يوسف شد مع ياسين فساب البيت ومرات عمي قلقانه عشان كدا جيت اسئل عمو. 

وثب واقفاً وهو يستند على عصاه متأخذها مرفق بطريقه وقال ثائراً :-

ايه الكلام دا ؟ ازاي ياسين يعمل كده! 

ثم ألتقطت هاتفه مجرياً مكالمه هاتفيه برقمه ، فرد عليه ياسين ، واملاه مكانه. 

أستدار لسمر قائلاً :-

تعالي ، عرفت مكانه هنروح نشوفه. 

أكتفت بهز رأسها وتبعته بصمت للخارج ، حتى استقلت بالمقعد الخلفي وأدار هو عجلة القيادة منطلقاً. 

يسترق من الحين للأخر نظره متردده نحوها ، قربها مهلك أهلك فؤاده المضطرب ، لا سيما وأناره أيضاً ، بجانبه ولماذا هو مشتاق إذاً ؟ 

يود لو يريح فؤاده النازف بكلمة، امازالت تحب ياسين ؟ 

ألتفت لها في حين ألتفاتها فتلاقت عيناهما لثوانً قبل ان تسبل عينيه ويعيد هو نظره للطريق. 

هدأت قليلاً من موجة قلبها الراكض وتساؤلت وهي تبتلع ريقاً جافاً :-

أنت كويس ؟ 

اختلس نظره سريعه ثم صمت لدقيقه يحاول الثبات وردد :-

اه الحمد لله ، سمر أنت قصدي عاوز اسئلك سؤال؟ 

رفعت بصرها به قائله :-

ايه هو ؟ قول مالك سكت ليه ؟ 

بإستنكار قال :-لا لا مفيش خلاص أنسى. 

غضت بصرها وهي تقول :-

لا قول.كنت هتسئل علىٰ أيه؟

تأفف بضيق وهو يردد :-

أنت لسه بتحبي ياسين ؟

قالها وهو يصف سيارته بإشارة المرور ويتحاشى النظر لها منشغل الذهن يترقب أجابتها.

- لا مش بحبه ، ولا حبيته مشاعري أنا كنت فهماها غلط ، ياسين دايماً كان أخ مش أكتر ، بس أنا اللي كنت غبيه وافتكرت مشاعري حب بس هي مستحيل تكون كدا أبداً.

لا يدر ما أصابه كأن قلبه وروحه غادراً محلقون بالسماء عالياً.

توهج وجهه وسطع بريق عينيه وفترت شفتيه ببسمة ميئه.

غافلاً عن تلك الأعين التى تنظر لهما بشرارٍ وتوعد. 

دقائق وكانوا بجلسوا على احد الطاولات فى كافتريا الفندق.

عاتب انس ياسين لفعلته ، واخبرته سمر بقلق حبيبه ليهاتفها فوراً مطمئنها ، وذهب أنس لعمله بعدما وعده بالقاء بعد نهاية يومه.

بعد ذهاب أنس تحدثت سجى بإنقباض بصدرها لم تدر مصدره :-

ياسين أنا عايزه اشوف زين دلوقتي وعائشه ممكن توديني هما اكيد فى الشركه دلوقتي.

زفر بضيق من فكرة تواجدها مع ذاك الشاب الذي لا يرتاح له ، واغمض عينيه مستدعياً هدوئه قليلاً ، هم بالرفض لكن هيهات أن يطفئ تلك النظره التى تنير فؤاده الحالك فتمتم وهو يقف :-

ماشي يا سجى تعالي نروح ....

يلا يا سمر تعالي معانا نطمن على عائشة.

قالها وهو يجذب جاكته من ظهر المقعد ثم اثني ذراعه مسنده عليه.

امسكت سمر بكف سجى وتبعاه للخارج... 

بمنزل زين ، خيم الصمت والهدوء الدار بغرابه ، تجلس عائشة بغرفة صغيرة مخصصه للخدم بحزنٍ عميق طغى على ملامحها ، حتى بدت أنها بكهولتها وليس فتاة في مقتبل العمر.

تناهى لها صوتاً عالٍ لأول مرة تسمعه ، فنهضت وسارت متهاديه للخارج وذاك الصوت يعلى منادياً باسم زين ، كان الدار خالي من اي أحد إلا منها، لذالك خشت قليلاً من تلك النبره التى تنبؤ بالشر ، فتسللت بهدوء للخارج وجدت رجلاً يرتدى بذله ولكنه كبيراً بالعمر تعمقت النظر إليه فلم تسعفها ذاكرتها على تذكره... توارت خلف الجدار حينما جال ببصره ناحيته لكنه لم يبصرها.، ثم خطى للخارج فتبعته بصمت دون اصدار اي صوت ، رآته يستل هاتفه من جيبه مجرياً مكالمه فأسترقت السمع بفضول وهي تقترب مختبئ خلف الجدار.

تحدث سليم بنبره جافه يعتليها الحقد والكره:-

زي ما توقعت زين لسه مرجعش ، اول ما تشوفه طالع خلص عليه خليني ارتاح من قرفه ، هو اللي جابه لنفسه لما مبعدش من سكتي ، ويعرف مين هو سليم ، خلص عليه وبعدين على البت اللي معتبرها أخته وهيدمر عمه عشانها عشان وحده من الشارع.

واضعت كفها على فمها تكتم شهقتها ، متسعت العينين متجليه بهما نظرة صدمة وخوف ، هزت رأسها بدموعٍ لا حصى لها ورددت :-

زين لا مش هيحصله حاجه لا.

ركضت للداخل ك المتغيبه عن العالم وأجرت عدت أتصالات به لكنه يغلق بوجهها ، ذاك الأبله لو يدرك حالتها الأن أنها تكاد تموت رعباً ، حقاً لقد توقفت نبضاتٍ قلبها عن الخفقان ، هناك من يخنق بها بلا رحمه، أظلمت كل السبل بوجهها فدون تفكير ركضت موقفه تاكسى منطلقه لشركته وكل ثانيه تطلب من السائق الأسراع ، ودموعها لا تهدأ تدعوا مولاها ان يحفظه لها.

كأن الزمن متوقف حولها ، وأخيراً توقفت السيارة وترجلت بسرعه.، فوقع بصرها عليه خارجاً من شركته لتوه متوجهاً ناحية السيارة ، رآت من بعيد دراجه عليها شابٍ ملثم فخيل لها كل شيء نادت بإسمه بملأ فمها فوقف مندهشاً وهو يغلق باب سيارته مرة آخرى ، هاله منظرها بتلك الحاله فتقدم حتى وصلت إليه ، فضمته دون صوت لتستقر الرصاصه بظهرها ، كان السلاح كاتم للصوت لذالك لم يدرك ما أصابه ، لكنه باستمزاز :- 

رفع يديه ينوي دفعها ، حتى هاله منظر عيناها التى كساها الأحمرار والوهن وتنظر له بنظره غريبه لن ينساها مهما طال به الزمن ، أطرفت بعينيها لثوانً وأنفاسه تكاد تتلاشى وهي تقول بصوتاً منخفض للغايه :-

سليم.

- سليم؟!! مال سليم؟ انطقى.

بنظره عاشقه وقلباً مزدهراً لتلك النظره الحانيه من عينيه تبسمت بسمة كأنها شمعه اضاءت فجأة ، ورفعت كفيه تضم وجهه وبخفوت اجابت :-

أنا بحبك اوي يا زين.

ثم ارتخت رأسها على كتفه ، لم يدر ما يدور لم يستوعب للان فرفع كفيه محاوطاً ظهرها ، لتتلامس انامله شيءٍ سائل ، فنظر بيده وبصدمة نظر لها وهو يردد اسمهاااا. 

 عاااااائشة.

صرخ بها ياسين الراكض تجاههم....


           الفصل التاسع والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

   

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close