رواية جراح الماضي
الفصل السادس عشر 16
بقلم سارة الزعبلاوي
هل أنت ذلك العاشق الولهان..
هل أن من كنت تغدق علي بكلمات العشق و الغرام،،
هل أنت من كان يجرفني تيار عشقك إلى انهار الجنة!!
لا،، حتما إنني أحلم.. أين تلك الوعود التي اقسمت بها.. أين وعودك لي انك لن تكون لامرأة غيري!!
الآن انت تحاوطها و تضمها إليك و انا احترق بنار الغيرة!!
عفوا.. فحضنك هذا ليس ملك أي أحد سواي..
أنـت حقـي انـا فقـط.....
- يوسف لو سمحت عايزة اتكلم معاك لوحدنا!!
قالتها " هنا" بملامح جامدة،، ليومأ لها بالموافقة و هو يقول لجدته
- ستي.. عرفي ريم فين اوضتها!!
- عنيا يا ولدي،، تعالى يا حبيبة جلبي،، متخافيش انتي في بيت جوزك.. خدي راحتك إكدة!!
أغمضت " هنا" عينيها بألم و هي تستشعر تلك الفجوة التي تزداد بينها هي و " يوسف"!!
صعدت خلفه و دخلا حجرتهما..
أغلقت الباب ليقول هو بلا مبالاة
- عايزة اية يا هنا.. يا ريت تقولي بسرعة علشان متأخرش على ريم..
ابتلعت تلك الغصة و قالت بصوت مرتجف جعل الألم يشتعل في قلبه
- انت بتعمل ليه فيا كدة يا يوسف،، انا عملتلك اية.. كل اللي حصل دة كان مش بإيدي و الله!!
- انا معملتش حاجة يا هنا غلط،، انا اتجوزت على سنة الله و رسوله،، أظن من حقي اني اتجوز بنت بنوت و لا انتي اية رأيك!!
بكت بحرقة و هي تعلم مغزى حديثه.. قالت
- ارحمني يا يوسف شوية،، انت جايبني هنا عشان تعذبني،، قولتلك انساني و عيش حياتك بس متعذبنيش كدة و انا شايفاك مع وحدة غيري!!
اقترب منها مربتا على شعرها و قال بهمس و هو يمسح دموعها
- انا مش هسيبك يا هنا غير لما ازهق منك،، بس مش دلوقتي.. لما احس فعلا اني مش عايزك،، إنما حاليا انا لسة مزهقتش منك.. و متنسيش اني لسة مقربتلكيش اصلا.. نامي كويس لأن شكلك مرهق.. سلام!!
قالها بقسوة ألمته هو قبل أن تألمها هي.. ثم انطلق خارجا،، جلست على الأرض و هي تبكي و تلوم حالها،،
أتى بها إلى هنا و تزوجها ليعذبها و يذيقها مرارة العشق..
يا له من عشق اسود!!
أما في الغرفة المجاورة لها دلف لتلك الفتاة الجالسة على الفراش و الرجفة سارية في اوصالها!!
اقترب و وقف أمامها،، جعلها تنهض لتقف أمامه.. تجلى الرعب في عينيها و علت أنفاسها ليقول و هو يربت على كتفيها
- متخافيش يا ريم،، انتي كيف خيتي شهد.. انا مش هجربلك ،، انا لو كنت اتجوزت بدري شوي كنت خلفت جدك!
أجهشت في البكاء لينظر لها باستغراب و يقول
- آية اللي عيبكيكي دلوج؟!
- إكدة هيفكروني معيوبة و ابوي هيجتلني!!
- محدش هجربلك.. متجلجيش ،، خدي راحتك و انا هدخل البلكونة.. و نامي براحتك انا ماهنمش على السرير!!
- ممكن أسألك سؤال إكدة!
- أسألي..
- ليه اتجوزتني و انت معيزش تجرب مني؟!
ابتسم و قال
- متشغليش بالك بالمواضيع دية،، يلا نامي براحتك!!
_________________________________________
¶ هي تري أن القدر يعاندها،،
ترى أنها لم تستطيع أن تحيا حياة طبيعية مثل الخلق..
دائما ما تسلب منها الحياة كل ما تحبه..
بداية من والدها ثم مرض والدتها و أخيرا " فهد" الكامن داخل غرفة العمليات!!
- اهدي يا بنتي إن شاء الله هيكون كويس متقلقيش!!
قالتها والدتها و هي تراها تبكي بقوة،، بينما " داليا" تنظر لها بدهشة.. الطبيب قال إن الجرح لم يكن عميق و لم يصاب في منطقة خطر و لا شيء مقلق؟!
فلم كل هذا البكاء..
أيعقل أن " مني " تحب " فهد"..
جاء " مازن" مهرولا عندما أخبرته " داليا" بما حدث..
فهي لا تعلم إلى من تلجأ و لم يكن أمامها سواه.. فقد أخبرها" فهد" أنهما يتقابلا منذ مدة..
و بالطبع هو صديقه الحميم..
- فهد عامل اية يا داليا!!
قالها " مازن" بقلق لتجب هي قائلة
- الدكتور طمنا و قال إنه الحمد لله الجرح مجاش في مكان خطير و انه بس بيخيط الجرح و هيطلع فهد على طول..
- الحمد لله.. مين اللي عمل فيه كدة؟!
- معرفش صدقني، هو الوحيد اللي عارف.. لما يطلع ابقى اسأله!!
نظر نحو " مني" الباكية باستغراب و قال
- مين دي،،انا مش فاهم حاجة يا داليا..
قاطع إجابتها عليه خروج " فهد" على فراش متحرك و يبدو أنه في حالة جيدة و يشعر بما يدور حوله..
دخلوا خلفه للغرفة و جلسوا حول فراشه،، لتقول " داليا"
- الف سلامة عليك يا حبيبي..
رد عليها بإرهاق قائلًا
- الله يسلمك يا داليا،، مني كويسة!!
تساءل " فهد" عنها و هو يبحث عنها بعينيه،،
- واقفة بعيدة ليه يا مني.. قربي
قالتها " داليا" لتقترب " مني" على استحياء قائلة بصوت خافت يبدو فيه البكاء
- سلامتك،، انا السبب في اللي حصلك.. انا آسفة!!
- انتي ملكيش ذنب.. الحيوان دة لازم ياخد عقابه!!
رد عليها " فهد "بهذه الجمله،، ليقول " مازن"
- سلامتك يا صحبي..
- الله يسلمك يا مازن،، مين اللي قالك على اللي حصل!!
- انا اللي قولتله.. معرفتش اتصرف و كان لازم اتصل بيه..
قالتها " داليا" ليبتسم " مازن" قائلًا
- و انت مكنتش عايزها تقولي و لا إية؟!
- مكنتش عايز اتعبك..
- تعبك راحة يا سيدي،، انت معرفتش اللي حصل لليلي!!
نظر له " فهد" باهتمام ما إن سمع اسم معذبته ينطق،، ليقول " مازن"
- فارس جوزها مـات.. و الله صعبـانة عليـا جدا!!
اتسعت حدقتي" فهـد" و هو يقول
- آية اللي انت بتقوله دة.. فارس مـات،، ازاي دة حصل!!
- حسام جوز اختها ضربه بالنار!!
طأطأ " فـهد" رأسه بحزن و قال متسائلا
- و هي حالتها عاملة اية دلوقتي!
- منهارة طبعا ،، ربنا معاها!!
________________________________________
¶ جلسـت في غرفته بمنزل والدته تنتظره،،
لم تتحدث معه منذ عزاء " فـارس" و الآن جاء وقت الحساب!!
وجدته يدلف و قد أغلق البـاب خلفه.. اتجه نحوها ليقبلها و لكنها منعته بيدها و قالت
- انت مش هتنفذ اللي قولتلك عليه يا احمد؟!
زفـر بضيق و قال
- فاطـمة اللي انتي بتعمليه دة ملوش داعي صدقيني،، اهدي و افهميني!!
- افهم ايـة.. إن أنـت كنت متجوز عليـا!!
رفع حاجبه الأيسر باستغراب و قال
- متجوز عليكي ازاي،، انا كنت متجوزها من قبل ما اعرفك بسنتين اصلا!!
- حتـي لو،، كنت لازم تقولي.. و بعدين كلمني كـدة عن المبررات اللي تخليك تتجوز واحدة في السر يا استاذ يا محترم!!
صاح بها بغضب نتيجة لإهانتها له قائلًا
- فاطمة اتكلمي عدل،، انا محترم غصبا عن عينك،، انا مستحملك بس عشان انتي من حقك تزعلي..
نظرت له و الدموع تترقرق في عينيها،، ليزفر هو مستغفرا و يقول
- مش قصدي اتعصب عليكي،، شوفي انا هفهمك رغم انك مش من حقك تحاسبيني لأن الكلام دة من قبل ما اعرفك.. و كانت مجرد نزوة مش اكتر!
- حتى لو كانت مجرد نزوة يا احمـد كان لازم تعرفها و تعرفنـي أنــا كمان!!
تفوهت بها والدته و يبدو أنها سمعت حوارهما،، ليقول هو
- طيب ممكن تسمعوني..
التزما الصمـت ليقول هو
- انـا زي اي شاب أكيد جت عليا فترة و كنت بعرف ستات،، و اتعرفت على شاهي لأن كان فيه بيني و بين جوزها شغل..
ضربت والدته على صدرها و قالت بصــدمة
- يا نهـارك اسود يا احمد،، كمان متجوزة!!
- هي اللي رخيصة و رضيت تمشي معايا من ورا جوزها يا ماما!!
- أنــت اية اللى بتقوله دة،، انت عمرك ما كنت كدة يا احمد.. اية اللى جرالك؟!
تفوهت بها " زهرة" بدهشة،، ليقول هو بندم
- انا عارف انـي غلطت يا أمي و دي كانت مجرد فترة في حياتي.. و بعدين انا اتجوزتها بعد ما اتطلقت يعني ملمستهاش في الحرام،، كانت مراتي!!
- طلقني يا احمد و وفر على نفسك المبررات الكتير دي،، طلقني و روح لست شاهي..
- اسكتي يا فاطمة دلوقتي،، اتفضل اطلع برا بيتي يا احمد.. براا!!
- لا يا طنط... عشان خاطري خلاص،، هو هيطلقني بهدوء بس انتي متزعليش منه!!
توسلت إليـها " فاطمة" ،، لتجيب " زهـرة"
- لما يرجع لعقله و يعترف بغلطه يبقى يقعد في بيتي،، اتفضل برا..
صاحت بـها " زهـرة"، لينطلق " أحـمد" خارجًا ،، لتقول " فاطـمة" بحزن
- ليه بس كدة يا طنط.. انا كنت بضغط عليه عشان يبعد عن الزفتة دي و ميفكرش يرجعلها..
- و هو لازم يعترف بغلطه الأول،، المهم انا هشد و انتي ترخي عشـان ميرجعلهاش فعلا.. فهماني.!!
- ازاي يعني..
- يعني تروحيله بكرة الشركة و تخففي عنه،، و بالنسبالي انـا هثبت على موقفي لحد ما يعترف بغلطه.. اوعي تسيبيلها الفرصة انها ترجعله تاني يا فاطــمة!!
- أنا لا يمكن اسيب أحمد أبـدًا!!
__________________________________
¶ أسدل الليل ستاره عليها و دموعها لازالت لم تجف بعد..
وقفت أمام الشرفة و هي تتخيله بين أحضان امرأة غيرها..
مجرد التخيل يقتلها،، تسلقت النافذة و وقفت على حافتها..
كانت مرتفعة عن أرض الحديقة كثيرا،، المظهر مرعب و لكن لا بد أن تتخلص من حياتها البغيضة تلك!!
كادت أن تقفز و لكن صوت " منيرة" الشاهق خلفها و هي تصيح أوقفها
- يا لهووي،، اية اللى عتعمليه دية يا هنا.. الحجني يا يوسـف!!
جاء " يوسف" مهرولا.. ليصدم من ذاك المشهد،، قال بصوت مرتجـف خائـف
- انزلي يا هنا.. اعقلي،، اللي انتي بتعمليه دة مش صح!!
- انا حياتي كلها مش صح يا يوسف،، سيبني اخلص من عذابي بقا!!
- مين اللي قالك انك كدة هتخلصيني من العذاب،، انا العذاب بالنسبالي هو بعدك عني،، انزلي يا هنا عشان خاطري..
ترددت و هي تسمع تلك الكلمات التي أعادت لها الأمل،، و لكنها حسمت أمرها في نهاية الأمر و هبطت من علي النافذة..
احتضنها " يـوسف" بقوة و كأنه يطمئن قلبه انها مازالت على قيد الحياة،،
احتضنته هي الأخري و هي تبكي بقوة..
لتربت " منيرة" على ظهرها قائلة بحب
- يوسف بيعشجك يا هنا،، هو اتجوز بس عشان يرضى سته!!
ابعدها " يوسف" عنه برفق و هو يقول
- هي مش محتاجة انك تجوليلها اني بحبها،، هي عارفة إكدة منيح..
نظر لها بتأنيب على فعلتها تلك و تركها و خرج... لتجلس هي أرضا و الحسرة تملأها..
جلست " منيرة" بجانبها و هي تحتضنها قائلة
- مالك بس يا حبيبتي،، جوليلي مالك؟!
- اقولك اية بس يا منيرة.. اللي حصل مينفعش يتقال!!
- احكيلي بس يمكن أجدر اساعدك..
_____________________________________
¶ تجمعوا جميعهم في بيت " فارس" الذي صممت " ليلي " على الجلوس فيه و عدم تركه..
- انا مش فاهمة يا ليـلي،، يعني أنتِ مصممة تقعدي هنا لوحدك ليه!!
قالتها " نـور" بتساؤل،، لتقول " ليـلي" بهدوء
- انـا مش قـاعدة لوحـدي،، انا معايا هند!!
- خلاص يا جماعة سيبوها على راحتها،، ما تضغطوش عليها أكتر من كدة!!
تفوه بها " فـهد" و هو ينهض قائلًا
- انا هستأذن يا ليلى،، و لو عوزتي اي حاجة اتصلي عليـا بس و هكون عندك في أقل من ساعة!!
ابتسمت له بامتنان و قالـت
- شكـرًا يا فهد!!
- العفو.. خدي بالك من نفسك!!
قالها ثم انطلق خارجا لتقول " نـور"
- احـنا هنسيبك براحتك يا ليـلي،، بس خدي بالـك من نفسـك،، يلا يا فاطـمة!!
تركوها و خرجوا،، لتنهض هي متجهة نحـو غرفة " فـارس" و هي تقول بضحك
- يلا اطلع مشيوا!!
خرج " فارس" و هو يقول
- ممثلة قد الدنيا ما شاء الله عليكي..
ابتسمت و هي تتجه نحوه و تحتضنه بقوة،، هرولـت " هند" ناحيتهما.. و هي تتشبث بقدم " فـارس" قائلة بمرح طفولي
- با.. بـابـا،، سيلني ( شيلني)
ضحك " فارس "و هو ينحني لها و يحملها بين ذراعيه قائلًا
- اديني شيلتك اهو يا عيون بابا!!
احتضنت عنقه و هي تقول
- حبك!!
قبلها بحب و هو يحاوط " ليـلي" و يتجه بهما إلى الاريكة ليجلس و قال
- و انا بحبك اكتر يا حياتي!!
- عارف يا فارس... مجرد ما تخيلت أن التمثيل اللي بعمله دة حقيقة حسيت ان قلبي وجعني اووي!!
قربها إليه و هو يقول
- كان لازم نعمل كدة يا ليـلي عشان اعرف انا هعمل اية فى اللي جاي!!!
استندت على صدره و هي تتنهد متذكرة ما حدث في ذاك اليوم
~ منذ أربعة أيام ~
أخرجت الرصاصة من جسـده و هي في غرفة العمليات،،
تنهدت براحة و هي تخرج من الغرفـة لتجد " مازن" أمامها و هو يقول
- آية الأخبار؟!
- الحمد لله خرجت الرصاصة قبل ما توصل لمرحلة خطـر.. و دلوقتي هيخرج على العناية المركزة لمدة يوم بس يفوق و بعد كدة يخرج اوضة عادية
- مفيش حاجة من الكلام دة هيحصل،، فارس مينفعش يقعد في المستشفي اكتر من كدة!!
نظرت له بدهشة و قالت
- انا مش فاهمة انت بتقول كدة ليه!!
- يخرج الأول و بعدين افهمك كل حاجة!!
- يخرج ازاي يعني و هو محتاج رعاية و بعدين هقوله اية
- انتي هتجيبيه على مستشفى خاصة بالحكومة و هما هيقدموله الرعاية اللازمة،، لكن دلوقتي انتي لازم تجعلني وفاته!!
- أعلن اية،، اية اللى انت بتقوله دة؟!
- ليـلي اللي انا بقولهولك دة في مصلحة فارس و هو لما يفوق هيحكيلك كل حاجة!!
نظرت له بتردد ليقول هو
- اسمعيني يا ليلى.. انا هجيب الرجالة عشان ننقله من غير ما حد يحس و هنجيب جثة واحد ميت و تعلني أن فارس مـات.. و احنا هنسهل عملية الدفن و مش هيحصل تشريح!!
- طيب ليه كل دة؟!
- هتفهمي بعدين.. يلا الوقت مش في صالحنا!!
~ عودة إلى الواقع ~
- انـت مش ناوي تحكيلي بقى!!
- دودو حبيبتي روحي العبي يلا..
قالها " فـارس" لتنطلق الصغيرة راكضة بينما هو يلتفت ل " ليلي" قائلا
- فاكرة يا ليلى لما قولتلك قبل كدة و احنـا في المانيـا أن في ناس عرضوا عليا اتاجر في الاعضـاء!!
- ايـوة طبعا فاكرة و ساعتها بلغنا الشرطة و اتعين علينا حراسة لفترة عشان حاولوا يخطفوني عشان انت رفضت!!
- بعد ما انفصلنا رجعوا تاني يهددوني و يعرضوا عليـا اشتغل معاهم،، بس انا رفضت خصوصا اني مبقاش عندي حاجة اخاف عليها بعدك،، خطفوني انا و يوسف لحد ما جيه واحد زميلنا في المستشفي و هربنا انا و يوسف و ساعدنا نخرج برة ألمانيا،، ساعتها مفكرتش هو ازاي عرف مكاننا.. كنت بفكر بس اني انفد بلدي انا و يوسف،، لكن بعد ما رجعت مصر لقيته رجع تاني و هو بيهددني و قالي انه بيشتغل معاهم و عرض تاني اني اشتغل معاهم و هددني بيكي انتي و هند،، في أي حال من الأحوال مكنش ينفع انفذ كلامهم،، و بعد مشكلة هنا دي و ظهور مازن حكيتله كل حاجة و هو قالي ان احنا لازم نمثل اني موت علشـان يقدر يتصرف و يحمينا انا و انتي و هند و يحاول يوصل للعصابة!!
- ماحكيتليش الكلام دة قبل كدة ليه،،
- لو كنتي عرفتي كان هيبقى خطر عليكي.. و انا مينفعش اعرضك للخطر حتى لو هدفع حياتي يا ليلى!!
_____________________________________
¶ وصلت نحو مقر شركته و هي تستعد لأن تصلح ما حدث منذ يومين،،
صعدت نحو مكتبه و ما إن رأتها السكرتيرة حتى ارتبكت و هي تقول بتلعثم
- مدام فاطمة،، اهلا بيكي
- اعلا بيكي يا علا..
قالتها " فاطمة" مسرعة و اتجهت نحو باب مكتبه لتقف السكرتيرة أمامها قائلة
- احم.. أحمد بيه قالي محدش يدخل عليه يا هانم!!
- اوعي من وشي يا علا.. انتي بتستهبلي..
دفعتها بعيدا و هي تفتح الباب لترى " احمـد" و معه تلك الحمقاء " شـاهي"
- ااه ، عشان كدة مش عايزة تدخليني..
- فاطمة..
قالها " أحمـد" بارتباك ،،لتغلق " فاطمة" الباب و هي تدلف متجهة نحوه قائلة
- وحشتني قولت آجي اقعد معاك..
قالتها و هي تقبل وجنته و تجلس على ساقه بدلال قائلة
- سوري مأخدتش بالي انك قاعدة،، ازيك يا...
تصنعت " فاطمة" النسيان لتردف " شاهي" بحقد
- شاهيناز،، و بيقولولي يا شاهي!!
- ااه.. معلش اسمك مش مبلوع أصله،، بس اوعدك هحفظه!!
- هو أحمد مقالكيش انه كان متجوزني قبل كدة و لا اية!!
- أمم.. بصراحة هو قالي انك كنتي مجرد نزوة في حياته،، لكن مقليش حكاية الجواز دي،، بس عارف يا بيبي ذوقك كان وحش اووي زماان!!
نهضت " شاهي" بغضب و هي تقول
- عن أذنك يا أحمد.. انا مش جاية اتهان عندك!!
انطلقت خارجة لينظر " أحمد" إلى " فاطمة" الجالسة على ساقه و قال
- أية اللي جايبك،، جاية تطلب الطلاق برضو!!
- تؤتؤ ،،جاية اقولك ترجع معايا.. انا مش عيزاك تبعد عني يا احمد،، انا بـحـبـك!!
كادت عيناه أن تغادر مقلتاه من الصدمة،،
أحقًا قالتها؟!،،
اقتربت منه قائلة بحب
- هترجع معايا و لا لأ؟!
- طبعـًا هرجع معاكـي..
قطع تلك اللحظـات الصافيـة صوت الطرقات على الباب ليهتف هو قائلًا
- أجلي كل الاجتماعات يا علا،، انا همشي!!
_________________________________________
¶ كان ينتظرها بسيارته،،
ينتظر تلك العيون التي شغلته و أرقته!!
إنها " نـور"،، نعم فهو اسم على مسمــي..
فقد أنارت له عتمة حياته و أعادت له الأمل مرة أخرى..
وجدها تقترب منه بابتسامتها التي تبعث البهجة و السـرور في نفسه!!
هبط من السيارة و هو يفتح لهـا لتستقر في المقعد المجاور له..
و اتجه ليستقل هو السيارة و ينطلق بها قائلًا بابتسامة
- معلش انا عارف ان الزيارة دي اتأخرت بس انتي عارفة الإجراءات!!
- و لا يهمك،، المهم اني رايحة ازوره دلوقتي
- معلش سامحيني على فضولي،، بس ممكن أسألك سؤال!!
- اتفضل طبعا يا مازن؟!
- هو انتي لسـة بتحبـيه.. اقصد يعني ممكن تسامحيـه على اللي عمله!!
- اسامحه.. على أية و لا إية.. على أنه قتل بابا و لا انه خدعني و خانني بدل المرة ألف و لا انه يتم بنت اختي،، دة بني آدم مريض!!
- اومال رايحة تزوريه ليه؟!
- لما نوصل هتعرف!!
التزم الصمـت و هو يرى شرودها..
وصلا نحو مقر السجن الذي يكمن به " حسـام"..
صعدا نحو إحدى المكاتب ليقول الضابط بعد التحية
- ثواني يا مـازن بيه،، المسجون هيبقي قدام حضرتك..
و بعد بضع دقائق دخل " حسام" و مظهره يخيف من يقف أمامه...
تركهم الضابط و خرج بعدما حرر " حسـام" من تلك القيود التي تحاصر كفيه..
اقتربت منه " نـور "و هي تنظر له بكره و بدون مقدمات صفعته بقوة.. لم يتزحزح بينما ظل ينظر لها،، نهض " مازن" واقفًا خلفها ليحميها من أي رد فعل من " حسام "..
- انت بني آدم مريض و زبااله،، حقير.. كرهتني فيك بعد ما كنت بعشقك حراام عليك ليه عملت كدة ليه!!
مازال الصمت مسيطر عليه و هو مطأطئ رأسه كالطفل الذي يستمع إلى توبيخ والدته..
- انت عارف يا حسام انت لازم تتعذب.. اقولك انا حامل منك،، ايوة حامـل بعد ما اكتشفت حقيقتك و عرفت أنك زبالة.. مش هتلحق تتهمني و لا بابنك مني و لا من ال زبالة التانية اللي انت اتجوزتها.. و لا حتى هسيبك تتهمني باللي باقي من عمرك قبل ما يعدموك،، انت الحياة خسارة فيك!!
أنهت حديثها و هي تخرج المسدس من حقيبة يدها و توجهه نحو رأسه..
ليصبح بها " مازن"
- آية اللي انتي بتعمليه دة يا نور، هتودي حالك في داهية!!
صرخت بجنون و هي تقول
- هموته زي ما موت بابا.. زي ما موت فارس!!