أخر الاخبار

رواية جراح الماضي الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة الزعبلاوي

 


رواية جراح الماضي

الفصل السادس عشر 16

بقلم سارة الزعبلاوي



هل أنت ذلك العاشق الولهان..

هل أن من كنت تغدق علي بكلمات العشق و الغرام،،

هل أنت من كان يجرفني تيار عشقك إلى انهار الجنة!!


لا،، حتما إنني أحلم.. أين تلك الوعود التي اقسمت بها.. أين وعودك لي انك لن تكون لامرأة غيري!!

الآن انت تحاوطها و تضمها إليك و انا احترق بنار الغيرة!!

عفوا.. فحضنك هذا ليس ملك أي أحد سواي..

أنـت حقـي انـا فقـط.....


- يوسف لو سمحت عايزة اتكلم معاك لوحدنا!!


قالتها " هنا" بملامح جامدة،، ليومأ لها بالموافقة و هو يقول لجدته


- ستي.. عرفي ريم فين اوضتها!! 


- عنيا يا ولدي،، تعالى يا حبيبة جلبي،، متخافيش انتي في بيت جوزك.. خدي راحتك إكدة!! 


أغمضت " هنا" عينيها بألم و هي تستشعر تلك الفجوة التي تزداد بينها هي و " يوسف"!! 


صعدت خلفه و دخلا حجرتهما.. 

أغلقت الباب ليقول هو بلا مبالاة


- عايزة اية يا هنا.. يا ريت تقولي بسرعة علشان متأخرش على ريم.. 


ابتلعت تلك الغصة و قالت بصوت مرتجف جعل الألم يشتعل في قلبه


- انت بتعمل ليه فيا كدة يا يوسف،، انا عملتلك اية.. كل اللي حصل دة كان مش بإيدي و الله!! 


- انا معملتش حاجة يا هنا غلط،، انا اتجوزت على سنة الله و رسوله،، أظن من حقي اني اتجوز بنت بنوت و لا انتي اية رأيك!! 


بكت بحرقة و هي تعلم مغزى حديثه.. قالت


- ارحمني يا يوسف شوية،، انت جايبني هنا عشان تعذبني،، قولتلك انساني و عيش حياتك بس متعذبنيش كدة و انا شايفاك مع وحدة غيري!! 


اقترب منها مربتا على شعرها و قال بهمس و هو يمسح دموعها


- انا مش هسيبك يا هنا غير لما ازهق منك،، بس مش دلوقتي.. لما احس فعلا اني مش عايزك،، إنما حاليا انا لسة مزهقتش منك.. و متنسيش اني لسة مقربتلكيش اصلا.. نامي كويس لأن شكلك مرهق.. سلام!! 


قالها بقسوة ألمته هو قبل أن تألمها هي.. ثم انطلق خارجا،، جلست على الأرض و هي تبكي و تلوم حالها،، 

أتى بها إلى هنا و تزوجها ليعذبها و يذيقها مرارة العشق.. 

يا له من عشق اسود!! 


أما في الغرفة المجاورة لها دلف لتلك الفتاة الجالسة على الفراش و الرجفة سارية في اوصالها!! 


اقترب و وقف أمامها،، جعلها تنهض لتقف أمامه.. تجلى الرعب في عينيها و علت أنفاسها ليقول و هو يربت على كتفيها


- متخافيش يا ريم،، انتي كيف خيتي شهد.. انا مش هجربلك ،، انا لو كنت اتجوزت بدري شوي كنت خلفت جدك! 


أجهشت في البكاء لينظر لها باستغراب و يقول


- آية اللي عيبكيكي دلوج؟! 


- إكدة هيفكروني معيوبة و ابوي هيجتلني!! 


- محدش هجربلك.. متجلجيش ،، خدي راحتك و انا هدخل البلكونة.. و نامي براحتك انا ماهنمش على السرير!! 


- ممكن أسألك سؤال إكدة! 


- أسألي.. 


- ليه اتجوزتني و انت معيزش تجرب مني؟! 


ابتسم و قال


- متشغليش بالك بالمواضيع دية،، يلا نامي براحتك!! 


_________________________________________


¶ هي تري أن القدر يعاندها،، 

ترى أنها لم تستطيع أن تحيا حياة طبيعية مثل الخلق.. 

دائما ما تسلب منها الحياة كل ما تحبه.. 

بداية من والدها ثم مرض والدتها و أخيرا " فهد" الكامن داخل غرفة العمليات!! 


- اهدي يا بنتي إن شاء الله هيكون كويس متقلقيش!! 


قالتها والدتها و هي تراها تبكي بقوة،، بينما " داليا" تنظر لها بدهشة.. الطبيب قال إن الجرح لم يكن عميق و لم يصاب في منطقة خطر و لا شيء مقلق؟! 

فلم كل هذا البكاء.. 

أيعقل أن " مني " تحب " فهد".. 


جاء " مازن" مهرولا عندما أخبرته " داليا" بما حدث.. 

فهي لا تعلم إلى من تلجأ و لم يكن أمامها سواه.. فقد أخبرها" فهد" أنهما يتقابلا منذ مدة.. 

و بالطبع هو صديقه الحميم.. 


- فهد عامل اية يا داليا!! 


قالها " مازن" بقلق لتجب هي قائلة 


- الدكتور طمنا و قال إنه الحمد لله الجرح مجاش في مكان خطير و انه بس بيخيط الجرح و هيطلع فهد على طول.. 


- الحمد لله.. مين اللي عمل فيه كدة؟! 


- معرفش صدقني، هو الوحيد اللي عارف.. لما يطلع ابقى اسأله!! 


نظر نحو " مني" الباكية باستغراب و قال


- مين دي،،انا مش فاهم حاجة يا داليا.. 


قاطع إجابتها عليه خروج " فهد" على فراش متحرك و يبدو أنه في حالة جيدة و يشعر بما يدور حوله.. 


دخلوا خلفه للغرفة و جلسوا حول فراشه،، لتقول " داليا" 


- الف سلامة عليك يا حبيبي.. 


رد عليها بإرهاق قائلًا


- الله يسلمك يا داليا،، مني كويسة!! 


تساءل " فهد" عنها و هو يبحث عنها بعينيه،، 


- واقفة بعيدة ليه يا مني.. قربي


قالتها " داليا" لتقترب " مني" على استحياء قائلة بصوت خافت يبدو فيه البكاء 


- سلامتك،، انا السبب في اللي حصلك.. انا آسفة!! 


- انتي ملكيش ذنب.. الحيوان دة لازم ياخد عقابه!! 


رد عليها " فهد "بهذه الجمله،، ليقول " مازن" 


- سلامتك يا صحبي.. 


- الله يسلمك يا مازن،، مين اللي قالك على اللي حصل!! 


- انا اللي قولتله.. معرفتش اتصرف و كان لازم اتصل بيه.. 


قالتها " داليا" ليبتسم " مازن" قائلًا 


- و انت مكنتش عايزها تقولي و لا إية؟! 


- مكنتش عايز اتعبك.. 


- تعبك راحة يا سيدي،، انت معرفتش اللي حصل لليلي!! 


نظر له " فهد" باهتمام ما إن سمع اسم معذبته ينطق،، ليقول " مازن" 


- فارس جوزها مـات.. و الله صعبـانة عليـا جدا!! 


اتسعت حدقتي" فهـد" و هو يقول 


- آية اللي انت بتقوله دة.. فارس مـات،، ازاي دة حصل!! 


- حسام جوز اختها ضربه بالنار!! 


طأطأ " فـهد" رأسه بحزن و قال متسائلا 


- و هي حالتها عاملة اية دلوقتي! 


- منهارة طبعا ،، ربنا معاها!! 


________________________________________


¶ جلسـت في غرفته بمنزل والدته تنتظره،، 

لم تتحدث معه منذ عزاء " فـارس" و الآن جاء وقت الحساب!! 


وجدته يدلف و قد أغلق البـاب خلفه.. اتجه نحوها ليقبلها و لكنها منعته بيدها و قالت


- انت مش هتنفذ اللي قولتلك عليه يا احمد؟! 


زفـر بضيق و قال 


- فاطـمة اللي انتي بتعمليه دة ملوش داعي صدقيني،، اهدي و افهميني!! 


- افهم ايـة.. إن أنـت كنت متجوز عليـا!! 


رفع حاجبه الأيسر باستغراب و قال


- متجوز عليكي ازاي،، انا كنت متجوزها من قبل ما اعرفك بسنتين اصلا!! 


- حتـي لو،، كنت لازم تقولي.. و بعدين كلمني كـدة عن المبررات اللي تخليك تتجوز واحدة في السر يا استاذ يا محترم!! 


صاح بها بغضب نتيجة لإهانتها له قائلًا


- فاطمة اتكلمي عدل،، انا محترم غصبا عن عينك،، انا مستحملك بس عشان انتي من حقك تزعلي.. 


نظرت له و الدموع تترقرق في عينيها،، ليزفر هو مستغفرا و يقول


- مش قصدي اتعصب عليكي،، شوفي انا هفهمك رغم انك مش من حقك تحاسبيني لأن الكلام دة من قبل ما اعرفك.. و كانت مجرد نزوة مش اكتر! 


- حتى لو كانت مجرد نزوة يا احمـد كان لازم تعرفها و تعرفنـي أنــا كمان!! 


تفوهت بها والدته و يبدو أنها سمعت حوارهما،، ليقول هو


- طيب ممكن تسمعوني.. 


التزما الصمـت ليقول هو


- انـا زي اي شاب أكيد جت عليا فترة و كنت بعرف ستات،، و اتعرفت على شاهي لأن كان فيه بيني و بين جوزها شغل.. 


ضربت والدته على صدرها و قالت بصــدمة 


- يا نهـارك اسود يا احمد،، كمان متجوزة!! 


- هي اللي رخيصة و رضيت تمشي معايا من ورا جوزها يا ماما!! 


- أنــت اية اللى بتقوله دة،، انت عمرك ما كنت كدة يا احمد.. اية اللى جرالك؟! 


تفوهت بها " زهرة" بدهشة،، ليقول هو بندم 


- انا عارف انـي غلطت يا أمي و دي كانت مجرد فترة في حياتي.. و بعدين انا اتجوزتها بعد ما اتطلقت يعني ملمستهاش في الحرام،، كانت مراتي!! 


- طلقني يا احمد و وفر على نفسك المبررات الكتير دي،، طلقني و روح لست شاهي.. 


- اسكتي يا فاطمة دلوقتي،، اتفضل اطلع برا بيتي يا احمد.. براا!! 


- لا يا طنط... عشان خاطري خلاص،، هو هيطلقني بهدوء بس انتي متزعليش منه!! 


توسلت إليـها " فاطمة" ،، لتجيب " زهـرة" 


- لما يرجع لعقله و يعترف بغلطه يبقى يقعد في بيتي،، اتفضل برا.. 


صاحت بـها " زهـرة"، لينطلق " أحـمد" خارجًا ،، لتقول " فاطـمة" بحزن


- ليه بس كدة يا طنط.. انا كنت بضغط عليه عشان يبعد عن الزفتة دي و ميفكرش يرجعلها.. 


- و هو لازم يعترف بغلطه الأول،، المهم انا هشد و انتي ترخي عشـان ميرجعلهاش فعلا.. فهماني.!! 


- ازاي يعني.. 


- يعني تروحيله بكرة الشركة و تخففي عنه،، و بالنسبالي انـا هثبت على موقفي لحد ما يعترف بغلطه.. اوعي تسيبيلها الفرصة انها ترجعله تاني يا فاطــمة!! 


- أنا لا يمكن اسيب أحمد أبـدًا!! 


__________________________________


¶ أسدل الليل ستاره عليها و دموعها لازالت لم تجف بعد.. 

وقفت أمام الشرفة و هي تتخيله بين أحضان امرأة غيرها.. 

مجرد التخيل يقتلها،، تسلقت النافذة و وقفت على حافتها.. 

كانت مرتفعة عن أرض الحديقة كثيرا،، المظهر مرعب و لكن لا بد أن تتخلص من حياتها البغيضة تلك!! 


كادت أن تقفز و لكن صوت " منيرة" الشاهق خلفها و هي تصيح أوقفها


- يا لهووي،، اية اللى عتعمليه دية يا هنا.. الحجني يا يوسـف!! 


جاء " يوسف" مهرولا.. ليصدم من ذاك المشهد،، قال بصوت مرتجـف خائـف


- انزلي يا هنا.. اعقلي،، اللي انتي بتعمليه دة مش صح!! 


- انا حياتي كلها مش صح يا يوسف،، سيبني اخلص من عذابي بقا!! 


- مين اللي قالك انك كدة هتخلصيني من العذاب،، انا العذاب بالنسبالي هو بعدك عني،، انزلي يا هنا عشان خاطري.. 


ترددت و هي تسمع تلك الكلمات التي أعادت لها الأمل،، و لكنها حسمت أمرها في نهاية الأمر و هبطت من علي النافذة.. 


احتضنها " يـوسف" بقوة و كأنه يطمئن قلبه انها مازالت على قيد الحياة،، 

احتضنته هي الأخري و هي تبكي بقوة.. 

لتربت " منيرة" على ظهرها قائلة بحب 


- يوسف بيعشجك يا هنا،، هو اتجوز بس عشان يرضى سته!! 


ابعدها " يوسف" عنه برفق و هو يقول


- هي مش محتاجة انك تجوليلها اني بحبها،، هي عارفة إكدة منيح.. 


نظر لها بتأنيب على فعلتها تلك و تركها و خرج... لتجلس هي أرضا و الحسرة تملأها.. 

جلست " منيرة" بجانبها و هي تحتضنها قائلة


- مالك بس يا حبيبتي،، جوليلي مالك؟! 


- اقولك اية بس يا منيرة.. اللي حصل مينفعش يتقال!! 


- احكيلي بس يمكن أجدر اساعدك.. 


_____________________________________


¶ تجمعوا جميعهم في بيت " فارس" الذي صممت " ليلي " على الجلوس فيه و عدم تركه.. 


- انا مش فاهمة يا ليـلي،، يعني أنتِ مصممة تقعدي هنا لوحدك ليه!! 


قالتها " نـور" بتساؤل،، لتقول " ليـلي" بهدوء


- انـا مش قـاعدة لوحـدي،، انا معايا هند!! 


- خلاص يا جماعة سيبوها على راحتها،، ما تضغطوش عليها أكتر من كدة!! 


تفوه بها " فـهد" و هو ينهض قائلًا 


- انا هستأذن يا ليلى،، و لو عوزتي اي حاجة اتصلي عليـا بس و هكون عندك في أقل من ساعة!! 


ابتسمت له بامتنان و قالـت


- شكـرًا يا فهد!! 


- العفو.. خدي بالك من نفسك!! 


قالها ثم انطلق خارجا لتقول " نـور" 


- احـنا هنسيبك براحتك يا ليـلي،، بس خدي بالـك من نفسـك،، يلا يا فاطـمة!! 


تركوها و خرجوا،، لتنهض هي متجهة نحـو غرفة " فـارس" و هي تقول بضحك


- يلا اطلع مشيوا!! 


خرج " فارس" و هو يقول


- ممثلة قد الدنيا ما شاء الله عليكي.. 


ابتسمت و هي تتجه نحوه و تحتضنه بقوة،، هرولـت " هند" ناحيتهما.. و هي تتشبث بقدم " فـارس" قائلة بمرح طفولي


- با.. بـابـا،، سيلني ( شيلني) 


ضحك " فارس "و هو ينحني لها و يحملها بين ذراعيه قائلًا 


- اديني شيلتك اهو يا عيون بابا!! 


احتضنت عنقه و هي تقول 


- حبك!! 


قبلها بحب و هو يحاوط " ليـلي" و يتجه بهما إلى الاريكة ليجلس و قال


- و انا بحبك اكتر يا حياتي!! 


- عارف يا فارس... مجرد ما تخيلت أن التمثيل اللي بعمله دة حقيقة حسيت ان قلبي وجعني اووي!! 


قربها إليه و هو يقول


- كان لازم نعمل كدة يا ليـلي عشان اعرف انا هعمل اية فى اللي جاي!!! 


استندت على صدره و هي تتنهد متذكرة ما حدث في ذاك اليوم


~ منذ أربعة أيام ~


أخرجت الرصاصة من جسـده و هي في غرفة العمليات،، 

تنهدت براحة و هي تخرج من الغرفـة لتجد " مازن" أمامها و هو يقول


- آية الأخبار؟! 


- الحمد لله خرجت الرصاصة قبل ما توصل لمرحلة خطـر.. و دلوقتي هيخرج على العناية المركزة لمدة يوم بس يفوق و بعد كدة يخرج اوضة عادية 


- مفيش حاجة من الكلام دة هيحصل،، فارس مينفعش يقعد في المستشفي اكتر من كدة!! 


نظرت له بدهشة و قالت


- انا مش فاهمة انت بتقول كدة ليه!! 


- يخرج الأول و بعدين افهمك كل حاجة!! 


- يخرج ازاي يعني و هو محتاج رعاية و بعدين هقوله اية 


- انتي هتجيبيه على مستشفى خاصة بالحكومة و هما هيقدموله الرعاية اللازمة،، لكن دلوقتي انتي لازم تجعلني وفاته!! 


- أعلن اية،، اية اللى انت بتقوله دة؟! 


- ليـلي اللي انا بقولهولك دة في مصلحة فارس و هو لما يفوق هيحكيلك كل حاجة!! 


نظرت له بتردد ليقول هو 


- اسمعيني يا ليلى.. انا هجيب الرجالة عشان ننقله من غير ما حد يحس و هنجيب جثة واحد ميت و تعلني أن فارس مـات.. و احنا هنسهل عملية الدفن و مش هيحصل تشريح!! 


- طيب ليه كل دة؟! 


- هتفهمي بعدين.. يلا الوقت مش في صالحنا!! 


~ عودة إلى الواقع ~


- انـت مش ناوي تحكيلي بقى!! 


- دودو حبيبتي روحي العبي يلا.. 


قالها " فـارس" لتنطلق الصغيرة راكضة بينما هو يلتفت ل " ليلي" قائلا


- فاكرة يا ليلى لما قولتلك قبل كدة و احنـا في المانيـا أن في ناس عرضوا عليا اتاجر في الاعضـاء!! 


- ايـوة طبعا فاكرة و ساعتها بلغنا الشرطة و اتعين علينا حراسة لفترة عشان حاولوا يخطفوني عشان انت رفضت!! 


- بعد ما انفصلنا رجعوا تاني يهددوني و يعرضوا عليـا اشتغل معاهم،، بس انا رفضت خصوصا اني مبقاش عندي حاجة اخاف عليها بعدك،، خطفوني انا و يوسف لحد ما جيه واحد زميلنا في المستشفي و هربنا انا و يوسف و ساعدنا نخرج برة ألمانيا،، ساعتها مفكرتش هو ازاي عرف مكاننا.. كنت بفكر بس اني انفد بلدي انا و يوسف،، لكن بعد ما رجعت مصر لقيته رجع تاني و هو بيهددني و قالي انه بيشتغل معاهم و عرض تاني اني اشتغل معاهم و هددني بيكي انتي و هند،، في أي حال من الأحوال مكنش ينفع انفذ كلامهم،، و بعد مشكلة هنا دي و ظهور مازن حكيتله كل حاجة و هو قالي ان احنا لازم نمثل اني موت علشـان يقدر يتصرف و يحمينا انا و انتي و هند و يحاول يوصل للعصابة!! 


- ماحكيتليش الكلام دة قبل كدة ليه،، 


- لو كنتي عرفتي كان هيبقى خطر عليكي.. و انا مينفعش اعرضك للخطر حتى لو هدفع حياتي يا ليلى!! 


_____________________________________


¶ وصلت نحو مقر شركته و هي تستعد لأن تصلح ما حدث منذ يومين،، 

صعدت نحو مكتبه و ما إن رأتها السكرتيرة حتى ارتبكت و هي تقول بتلعثم 


- مدام فاطمة،، اهلا بيكي 


- اعلا بيكي يا علا.. 


قالتها " فاطمة" مسرعة و اتجهت نحو باب مكتبه لتقف السكرتيرة أمامها قائلة


- احم.. أحمد بيه قالي محدش يدخل عليه يا هانم!! 


- اوعي من وشي يا علا.. انتي بتستهبلي.. 


دفعتها بعيدا و هي تفتح الباب لترى " احمـد" و معه تلك الحمقاء " شـاهي" 


- ااه ، عشان كدة مش عايزة تدخليني.. 


- فاطمة.. 


قالها " أحمـد" بارتباك ،،لتغلق " فاطمة" الباب و هي تدلف متجهة نحوه قائلة 


- وحشتني قولت آجي اقعد معاك.. 


قالتها و هي تقبل وجنته و تجلس على ساقه بدلال قائلة


- سوري مأخدتش بالي انك قاعدة،، ازيك يا... 


تصنعت " فاطمة" النسيان لتردف " شاهي" بحقد


- شاهيناز،، و بيقولولي يا شاهي!! 


- ااه.. معلش اسمك مش مبلوع أصله،، بس اوعدك هحفظه!! 


- هو أحمد مقالكيش انه كان متجوزني قبل كدة و لا اية!! 


- أمم.. بصراحة هو قالي انك كنتي مجرد نزوة في حياته،، لكن مقليش حكاية الجواز دي،، بس عارف يا بيبي ذوقك كان وحش اووي زماان!! 


نهضت " شاهي" بغضب و هي تقول


- عن أذنك يا أحمد.. انا مش جاية اتهان عندك!! 


انطلقت خارجة لينظر " أحمد" إلى " فاطمة" الجالسة على ساقه و قال 


- أية اللي جايبك،، جاية تطلب الطلاق برضو!! 


- تؤتؤ ،،جاية اقولك ترجع معايا.. انا مش عيزاك تبعد عني يا احمد،، انا بـحـبـك!! 


كادت عيناه أن تغادر مقلتاه من الصدمة،، 

أحقًا قالتها؟!،، 


اقتربت منه قائلة بحب


- هترجع معايا و لا لأ؟! 


- طبعـًا هرجع معاكـي.. 


قطع تلك اللحظـات الصافيـة صوت الطرقات على الباب ليهتف هو قائلًا 


- أجلي كل الاجتماعات يا علا،، انا همشي!! 


_________________________________________


¶ كان ينتظرها بسيارته،، 

ينتظر تلك العيون التي شغلته و أرقته!! 

إنها " نـور"،، نعم فهو اسم على مسمــي.. 

فقد أنارت له عتمة حياته و أعادت له الأمل مرة أخرى.. 


وجدها تقترب منه بابتسامتها التي تبعث البهجة و السـرور في نفسه!! 


هبط من السيارة و هو يفتح لهـا لتستقر في المقعد المجاور له.. 

و اتجه ليستقل هو السيارة و ينطلق بها قائلًا بابتسامة


- معلش انا عارف ان الزيارة دي اتأخرت بس انتي عارفة الإجراءات!! 


- و لا يهمك،، المهم اني رايحة ازوره دلوقتي 


- معلش سامحيني على فضولي،، بس ممكن أسألك سؤال!! 


- اتفضل طبعا يا مازن؟! 


- هو انتي لسـة بتحبـيه.. اقصد يعني ممكن تسامحيـه على اللي عمله!! 


- اسامحه.. على أية و لا إية.. على أنه قتل بابا و لا انه خدعني و خانني بدل المرة ألف و لا انه يتم بنت اختي،، دة بني آدم مريض!! 


- اومال رايحة تزوريه ليه؟! 


- لما نوصل هتعرف!! 


التزم الصمـت و هو يرى شرودها.. 

وصلا نحو مقر السجن الذي يكمن به " حسـام".. 

صعدا نحو إحدى المكاتب ليقول الضابط بعد التحية


- ثواني يا مـازن بيه،، المسجون هيبقي قدام حضرتك.. 


و بعد بضع دقائق دخل " حسام" و مظهره يخيف من يقف أمامه... 

تركهم الضابط و خرج بعدما حرر " حسـام" من تلك القيود التي تحاصر كفيه.. 


اقتربت منه " نـور "و هي تنظر له بكره و بدون مقدمات صفعته بقوة.. لم يتزحزح بينما ظل ينظر لها،، نهض " مازن" واقفًا خلفها ليحميها من أي رد فعل من " حسام ".. 


- انت بني آدم مريض و زبااله،، حقير.. كرهتني فيك بعد ما كنت بعشقك حراام عليك ليه عملت كدة ليه!! 


مازال الصمت مسيطر عليه و هو مطأطئ رأسه كالطفل الذي يستمع إلى توبيخ والدته.. 


- انت عارف يا حسام انت لازم تتعذب.. اقولك انا حامل منك،، ايوة حامـل بعد ما اكتشفت حقيقتك و عرفت أنك زبالة.. مش هتلحق تتهمني و لا بابنك مني و لا من ال زبالة التانية اللي انت اتجوزتها.. و لا حتى هسيبك تتهمني باللي باقي من عمرك قبل ما يعدموك،، انت الحياة خسارة فيك!! 


أنهت حديثها و هي تخرج المسدس من حقيبة يدها و توجهه نحو رأسه.. 


ليصبح بها " مازن" 


- آية اللي انتي بتعمليه دة يا نور، هتودي حالك في داهية!! 


صرخت بجنون و هي تقول 


- هموته زي ما موت بابا.. زي ما موت فارس!! 


                الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close