أخر الاخبار

رواية عشقها الاسد (الجزء الثاني) الفصل الرابع 4 بقلم رباب عبد الصمد

 


رواية عشقها الاسد (الجزء الثاني)

الفصل الرابع 4

بقلم رباب عبد الصمد


 تلعثمت هنا ولم تعرف بما تجيب فما بدر لمخيلتها للتو انها كانت تنام بجواره وتبدل ملابسها وهى معه فى نفس الغرفة وتبدل له ملابسه وهو كذلك ايضا ايعقل ان يكون قد راها واخذت تجاهد فى ان تبعد تلك الافكار عن راسها وتقول فى سرها ربما استعاد حياته بعدما بعدت عنه وحكى له زياد عنى 

 حسام مستفهما / لم تجيبينى 

 هنا / لا ابدا لا يوجد شىء مهم ولكن تخيلت عندما حدث كل هذا لى بسببه ولكن اين كان مختفى 

 حسام / لا اعرف المهم اسمعينى جيدا لقد وقعت انا وهو فى الاختيار امامك وبالطبع انا الخاسر فانا اعلم انفا حبك له 

 توترت هنا ولم تعرف بما ترد 

 حسام مكملا ولكن ولانى احبك شعرتى بى او لم تشعرى فانا اتمنى لكى الخير اينما كنتى واتمنى ان اراكى سعيدة حتى ولو لم تكونى معى ولكن ما اريد ان تفهميه منى اننى اريد منكى الصبر حتى لا تكونى انثى سهلة 

 هنا هزت راسها كتعبير على عدم فهمها فاكمل / هو ارادك له وهذا شىء يسعدنى ولكن ليس بتلك الطريقة فقد اختطفت وحبسك واصدر اوامره انكى له دون ان ياخذ رايك فاى حب هذا ؟ والادهى انه كان يريد ان يمنعنى من الدخول لكى او الكلام معكى باعتبارك من جواريه وهذا ما اقصده فالحب لا يكون ابدا بالاجبار او كسر الكرامة بالعكس الحب يعلى من شان الحبيب والحبيبة والرجل ان اراد ان يعشق عليه ان يبنى لمعشوقته الدنيا التى تتمناها هى وليست الدنيا التى يتمناها هووان ارادها ملكة عليه ان يبنى لها جنتها ويدعوها اليها وليس اجبارها عليها فالحب جميل ولكن الكرامة اجمل ولابد له ان يعلم ان الانثى عندما تجبر لا يكون لديها الا الحزن وان حزنت فلاتريد رجل عقلانى يثقلها بالحكم ولكنها تحتاج الى قلب ينصت لها ويشعر بحزنها فيحتويها لا يعاتبها ويقهرها اكثر والافضل دائما ان تكونى دوما من يتمناها ويبحث عنها وسط الزحام ولا تكونى ابدا كالتى لم يجد فى طريقه غيرها فالفرق كبير بينهم وخلاصة قولى لكى ان من اراد قربك اقترب منكى ومن اراد رؤيتك اتى اليكى فهى اشياء لا تمنعها ظروف او مسافات ولكن يمنعها الكبرياء وهو متكبر فكان اولى له ان ياتى اليكى المطار ويترجاكى للعوده معه ويعترف لكى بحبه لا ان يخطفك ويحبسك ويجبرك . 

 صمت قليلا قبل ان يكمل واخذ نفس عميق واستطرد قائلا / هل لى ان اسالك سؤال ؟

 نظرت له وامات براسها بمعنى نعم دون ان تنطق 

 استطر د مكملا كلامه / ما هو مقابل حبك له ؟

 تعجبت هنا لسؤاله فهزت كتفيها وقالت / لم انتظر منه اى مقابل انا احببته وهو ميت ولم يكن لقلبى امل فيه 

 ابتسم ابتسامة عذبة وقال / هذا عندما كان ميت ولكنه الان حى فما هو مقابل حبك له

 ردت بنفس اجابتها السابقة / لم انتظر منه اى مقابل ولكن قلبى هو من عشقه ولم يكن لى اى اختيار وان كنت املك اختيار فكان لى الحق فى ان ارفض او اقبل او حتى اطلب مقابل 

 نظر لها مليا ثم قال / لقد اخطا عقل وقلب الدكتورة 

 تعجبت من كلمته ولكنها ظلت منصته له لانها شعرت ان كلامه يحمل معانى ابعج مما تخيلتها فلم تقاطعه بينما اكمل هو قائلا / ان كان حبك له دون مقابل ودون امل وان الحب عبارة عن مجموعة احاسيس لا يد لنا فيها فهذا كله وهو ميت اما وهو حى فالوضع يختلف ولا بد ان يكون لحبك مقابل وليس حبك فقط بل تعودى ان يكون كل شىء تفعلينه لابد ان يكون له مقابل والمقابل الذى اعنيه ليس شىء مادى ابدا انا لم اقصد هذا ولكن المقابل الذى اعنيه هو كلمة شكر مجرد تقدير من الشخص المقابل او حتى دعوة طيبة او صداقة ودودة اوتجدى منه راى سديد فى وقت يكون عقلك مشتت فيه 

 واعلمى ان رب العباد وهو الغنى عنا عندما خلقنا وفرض علينا عبادته جعلها بمقابل . نعم فحتى العبادة بمقابل اما جنة او نار فهو اعطانا الخيار واعطانا مقابل ما نختاره 

 وخلاصة قولى يا هنا ان يحيى الان حى ولكى الحرية فى ان تحبيه ولكن بمقابل والمقابل هو ان يحبك مثل ما تحبينه والا فلا داعى من حبه وبالطبع اعرف انه ليس لكى سلطان على قلبك لكن لكى سلطان على تصرفاتك فتستطيعين ان تتحكمى فى نفسك وتبتعدين حتى لا تخسرى كرامتك . اما اذا كان لا يحبك وارادك لعلاجه فاهلا به مثله مثل اى مريض يتلقى علاجه ولا ننتظر منه الا مجرد كلمة شكر او دعوة طيبة 

 شردت قليلا وهى ناظرة اليه ثم اومات براسها بمعنى تمام وقد اقتنعت بكلامه ولكن كيف ستتصرف فهذا متوقف على رد فعل يحيى نفسه وكيفيه رؤياه اياها هل يراها كحبيبة ام طبيبة ثم عاودت وسالته وما العمل الان ؟


• النساء كالالات الموسيقية لا توجد اله تعطى نشازا ولكن يوجد عازف سىء لا يجيد العزف على اوتارها فتصدر صوتا كمن تمزقت كل اوتاره....كذلك كثير من عيون النساء من فرحت بالحب ولكن ابكاها النصيب

• تمهل فى الحب فليس كل من حولك يستطيع السير فى دربك 

• وليس كل من ينطق كلمات فى الحب يصدق ، فلا تتعجل فى الحب فتميت قلبك

 حسام / لابد ان يعرف ان الطريق اليكى ليس سهلا وانه لن ينالكى بسهوله وعليه ان يعترف ان كرامتك من كرامته قللا يجوز له كسرك ولهذا ساساعدك ولكن عليكى ان تتحلى بالصبر فانا اعرف انكى مشتاقة اليه 

 احمرت وجنتا هنا فقد شعر حقا بها 

 بينما اكمل هو / والان هو بالطبع مستشيط غيظا فى الخارج ولكنه منتظر رايك فتشبثى باعترافك بزواجنا حتى يعترف هو بحبه لكى امام الجميع 

 ثم اخذ نفس عميق واكمل / ثم اننا لا زلنا لا نعرف ما سننوى فعله بعدما عاد لحياته ولا نعلم متى عاد بالضبط وما مدى معرفته بكى وما مدى احتياجه لكى احقا عشقك ام انه يمثل العشق لتبقى معه اكمالا لعلاجه 

 هنا بالم وخوف / ايعقل ان يكون هذا ما قصده ؟

 لا تسبقى الاحداث واتركينا نرى ما سيفعله 

 كان يحيى فى الخارج متوترا واخذ يتحرك ذهاب وايابا امام مراى من والدته وزياد وكل لحظه يلصق اذنه بالباب لعله يسمع شيءا فقد اخذت الغيرة تنهش في قلبه وعقله يتخيل اوضاع لا يستصيغها فتاره يتخيل انه يحتضنها شوقا اليها واحيانا يتخيله يقبلها و..و..وعندما وصلت الغيرة لمنتهاها قرر ان يفتح الباب على حين غرة حتى يرى بنفسه ما يفعلونه وكادت والدته ان تمنعه وكذلك زياد ولكنه لم يسمع لهم وبالفعل اقتحم عليهم الحجرة ولكن حسام قد سبقه بعدما شعر بالهمهمات خارج الباب وقام باحتضانها بسرعه حتى يجبره على الاعتراف بحبها او الاعتراف باحتياجة اليها كطبيبة ولقد فهمت هنا مايقصده حسام ولهذا لم تبتعد عنه عندما فاجاها باحتضانه اياها 

 وما ان شاهد يحيى ذلك الا واقترب منه وابعدها عنه وجعلها خلف ظهره وصاح به وقال له وهو يشير بسبابته فى وجهه / ما هذا الم اقل لك انها تخصنى وانا لا اتنازل عما يخصنى 

 حسام بعصبيه مصطنعه / انت لست طبيعيا فمن تلك التى تخصك تقصد زوجتى ؟

 يحيى / لا تقل زوجتى 

 حسام / يبدو ان ما العلاج اثر على سلامة عقلك وتحرك نحوه وبدا يجذب هنا 

 يحيى لكمه على حين غرة فاوقعه ارضا 

 حسام قام بسرعة ليرد له اللكمة فصاحت مدام صفاء / ارجوك يا دكتور حسام كفى والان اذهبى يا هنا مع زوجك 

 يحيى نظر اليها وكانه يترجاها ولكن كبريائه منعه من الاعتراف بحبها فقال / كيف تذهبين معه وتتركينى الست بحبيك . الست بصغيرك . الم تتمنينى يوما وقلتى اننى امنية كل انثى 

 تنبهت هنا لما يقوله / اذا فقد عاد لحياته منذ فترة فاخذت تعافر فى الكلمات المتحشرجة فى حلقها وتجمع شتات نفسها ولكنها كانت اضعف ونظرت له نظرة عتاب فها هو يقر انها كانت تحبه ولكنه لم يريح قلبها ان كان يحبها هو الاخر ام لا ولكن احب كبريائه على كبريائها ولم تجد فى يديها اى رد فعل الا انها اقتربت بهدوء من حسام وامسكت يده وكان هذا علامة منها على انها اختارته هو ولكنها لم تجروء على البوح بهذا فهى حقا تتمناه وتسعد ان تكون بجواره ولكنه متكبر 

اه منك يا قلبى انتشلت روحى من جسدى

حائرة انا بينك وبين من هو نبضى

تائهة بين عشقى وخوفى من قدرى


 حاوطها حسام من كتفيها وتوجه بها نحو الخارج امام صدمة يحيى الذى وقف متسمرا مكانه وساد الجو صمت رهيب الا من انفاس يحيى المتلاحقة التى تنادى عليها بصمت 

 وقطع الصمت صراخ يوسف الصغير وهو يركض خلفها ويتشبث بها 

 مالت عليه وقد خانتها دموعها وانهمرت ولكنها تماسكت وقبلته بينما اخذ هو يبكى ويترجاها ان تاخذه معها 

 صاح به يحيى ليكف الا ان الصغير خاف منه وانكمش فيها وقال انا لا احبك لانك تخيف ماما وبابا حسام لم يخيفها ابدا ولم يكن يعلم الصغير انه حرق ابيه بكلماته البسيطة واشعره بالعجز امامها 

 جذبه بعنف وابعده عنها وكاد ان يتكلم الا ان حسام هو الاخر جذبها وخرج خارج الفيلا كلية اما هى فخرجت وهى تنظر له نظرة عتاب وكانها تعاتبه على جرح كرامتها 

 كاد يحيى ان تتوقف انفاسة فقد شعر انها ذهبت واخت نبضات قلبه معها فاخذ يتنفس بصعوبه وكانه يجاهد لان يبقى عل قيد الحياه بينما اقتربت منه والدته وربتت عليه وقالت له / اهدا يا بنى ستعود اليك ولكن بالحكمة 

 نظر لها يحيى ووجه يوحى بخيبة الامل ولكنه اطال النظر اليها بشرود وكانه يسالها بصمت كيف استعيدها . كيف اضمها مرة اخرى لاحضانى 

رفقا حبيبى بروح لك عاشقة 

روح بدونك عن الحياة غائبة 

روح بلا وجودك بالموت راغبه 

 اقترب زياد هو الاخر منه وقال / لما جرحتها ؟

 انتقلت نظرات يحيى اليه وظل على نفس حاله من الشرود والصموت وكانه لم يستوعب بعد انها رحلت كالطيف من امامه ولم يستطع ابقاءها معه

 زياد مكملا / كان بيدك ان تبقيها ان اعترفت لها بحبك وخيرتها بينك وبين زوجها . كان بيدك ان تبقيها ان اعطتها حرية الاختيار . كنت اشعرها باحتياجك اليها بدلا من ان تقول لها الم تعشقينى يوما وكانك تؤكد لها انها هى من عشقتك وحدها . للاسف لقد جرحت كرامتها 

 اخيرا خرج عن صمته وصرخ بهم قائلا / اصبحت امامها اعجز عن اى كلام او اى تعبير فانا اول مرة اتكلم معها وجها لوجه وكنت اود ان اطوقها بين احضانى والا اتركها ولكنها رحت كما الطيف مع غيرى 

 بكت امه على حاله وقالت / ان اردتها هيأ لها عرينك لاستقبالها اشعرها بحبك قبل قوتك

 اخذ يحيى يتنفس بصعوبه وتركهم جميعا ودخل الى غرفته وما ان اغلق بابه خلفه الا وجالت عينه بالاركان ونظر لمكان جلوسها واقترب منه واخذ يتحسسه ويحادثه كانه شخص قائم امامه / انتى اول من شعرت نحوها بالضعف لم اعرف كيف اتكلم او كيف اعبر عجزت امامك ولم تفهمى عجزى لم تفهمى كيف يجازف قلب الاسد بكرامته ليخطف امراة غيره كان عليكى ان تفهمى دون ان اتكلم 

 جلس ارضا واحتضن مكان جلوسها لعله ينفس عن رغبته فيها وشوقه اليها بشم رائحتها 

اتحمل عذابك وما اتحمل غيابك

اتحمل عتابك ولا اتحمل فراقك

 ظل طيلة الليل حبيس غرفته على نفس وضعه يحادث خيالها 

 بينما ظلت امه تبكى حاله وحاولت ان تاخذ الصغير فى حضنها الا انه ايضا لم يكف عن البكاء لاجل الذهاب لهنا وكان هنا اصبحت هى قبلة الحياه لهذا البيت 

 اما زياد فقد ظل معهم فى الفيلا يترقب ما سيؤل اليه الامر ولكن باله انشغل كذلك بما سيفعله يحيى فى الايام القادمة 

 بينما ظلت هنا شاردة الذهن وهى تجلس بجوار حسام فى سيارته واخذت تتذكر الموقف برمته فكيف كانت تتلهف ان يعود لحياته وبعدها كانت تتلهف ان ينجيه الله من اشقاءه وكانت تموت عشقا فيه وتتمنى لو نظر لها مجرد نظرة بينما الان قد عاد لحياته وطلب ان تبقى معه ومع ذلك استحال الامر فهل هذا ابتلاء من الله ام اختبار ام هو العشق وعذابه 

 افاقت من شرودها على صوت حسام التى للوهلة الاولى وجدته واقفا بجوارها فاتحا الباب المجاور لها ومادا لها يده فانتبهت فاذا بهم قد وصلوا ولم تنتبه هى لذلك 

 مدت له يدها ونزلت كالمغيبة عن الوعى بينما شعر بها حسام فابتسم لها اثناء ركوبهم للمصعد وقال / الطريق امامنا طويل ويحتاج الى تركيز وليس لشرود 

 ابتسمت له وشردت هذه المره فى حسام فكم تبدلت احواله وظهر الوجه الطيب الحنون منه 

 اخيرا وصلوا لشقته ودخلوا وهى ترتجف فلا تعلم ما سيكون مصيرها معه هل سيطالبها بحقه الشرعى و ينال منها ام يتركها لحبيبها


                   الفصل الخامس من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close