أخر الاخبار

رواية جراح الماضي الفصل العاشر 10بقلم سارة الزعبلاوي



رواية جراح الماضي

الفصل العاشر 10

بقلم سارة الزعبلاوي


أسرعت " ليلي" نحو " مرفت" بهلع و هي تري شحوب وجهها،،

تحسست نبضها بأيدي مرتعشة... و تجمد جسدها محله،،

بينما شقيقاتها بجانبها يتساءلون عن ما حل بوالدتهن...

و هي تري المشهد حولها بالتصوير البطيء.. و جميعهم منعدمين الأصوات،، أفواههم تتحرك فقط.. 


تساقطت دموعها بهدوء و هي تترك أثر علي وجنتيها،،

أفاقها من تلك الصدمة مظهر " فارس" الراكض نحوها مناديا باسمها...

نظرت له و كأنها ترجوه أن ينجدها من تلك المصيبة التي ستلحق بهم قريبا،،

اقترب و هو يتحسس نبض " مرفت" لتقول " ليلي" بصوت يكاد يسمع


- مفيش نبض!!


- النبض ضعيف يا دكتورة.. يلا مش هنقعد نتفرج و نعيط!!


نظرت له ببلاهة و كأنها لا تعي حديثه...

وجدته يحمل " مرفت" بين ذراعيه و يسير بها و من خلفه شقيقاتها،، فأسرعت هي نحوهم و هي بالتو قد أدركت واقعها!!


____________________________________


¶ ترك قاعة الاحتفالات من خلفه و خرج ليتصل بتلك التي وعدته أن تأتي و لم تأتي...

اتصالات عديدة و لا يوجد مجيب!!

راوده القلق و بدأ عقله ينسج سيناريوهات من صنع خياله هو فقط!!

ليتفاجئ بكف يربت علي ظهره بحنو قائلا


- آية يا فهد.. واقف هنا لية؟!


- مفيش يا داليا،، معلش يا حبيبتي ارجعي انتي لخطوبتك انا هعمل مشوار مهم و هرجع علطول..


قطبت حاجبيها و هي تنظر له باستفهام و قد قالت


- مالك يا فهد.. في أية؟!


- حوار مهم كدة في الشغل هظبطه بسرعة و آجي..


ثم انحني ليقبل جبينها و هو يغمز بإحدي عينيه قائلا


- مبروك يا دود.. مش هتأخر يا حبيبتي!!


تركها و ذهب لتقف هي مفكرة في أمره و هي لا تعلم مخزي لتلك التصرفات!!!


______________________________


¶ كانت الدقائق تمر ببطء،، و كأن الانتظار خلق لهذة اللحظات فقط...


تبا لك أيها المرض،، فمن أعطاك الحق أن تسرق منا لحظات عمرنا..

من أعطاك الحق أن تسلبنا أعز الأشخاص علي قلوبنا..


كان الفتيات ينتظرن خارج غرفة العمليات،، حيث دخلت " ليلي" مع " فارس" منذ ساعتين و لم يخرج أحدا منهما إلي الآن!!


نهضت " فاطمة" و الرؤية مشوشة أمامها من فرط الدموع المغلفة لعينيها...

سارت لتجد يد تحاوطها و سمعت صوته قائلا


- رايحة فين يا فاطمة؟!


هزت رأسها و بكائها يتزايد و هي لا تعلم اية ستتجه بالفعل،، فقد قتلها الانتظار..


- اقعدي بس كدة و هي إن شاء الله هتبقي كويسة...


- لا يا احمد،، ماما مش هتبقي كويسة.. ماما سمعتنا و احنا بنتكلم عن موضوع هنا!!


اضطربت ملامحه و اتسعت عينيه من الصدمة و قال


- استغفر الله،، اهدي بس و هي إن شاء الله هتبقي كويسة..


- يا رب.. يا رب


دعت " فاطمة" بقهر و قد أوشكت علي الانهيار.. فاحتضنها هو مقربا رأسها من صدره ليخفف عنها تلك الآلام،، فهو يتألم مثلها تماماً!!


لتقترب " زهرة" والدة " أحمد" من " هنا".. تلك المسكينة التي فقدت كل شيء و لم يكتفي منها القدر..

بل علي أوشكت أن تفقد والدتها الآن..


لم تكن تبكي،، بل كانت صامتة.. شاردة،، و كأنها فقدت الشعور بالواقع من حولها..

احتضنتها " زهرة" برفق و هي تتلو عليها بعض آيات القرآن...


أما " نور " المعروف عنها الهدوء،، فقد خالفت طبعها هذه المرة بسيرها أمام غرفة العمليات و هي تبكي لاعنة ذلك الحظ الذي جعل والدتها تأتي في اللحظة التي كانوا يتحدثون فيها عن اغتصاب " هنا"!!!


أوقفها " حسام" ممسكا بذراعيها و هو ينظر في عينيها بثبات ليجعلها تهدأ قائلا


- اللي انتي بتعمليه دة ملوش لازمة يا نور،، هي هتبقي كويسة لكن قلقك و عياطك دة مش هيجيبوا نتيجة!!


حدقت فيه بحزن،، ليست هذا ما تحتاجه منه الآن..

هي تحتاج حبه في هذه اللحظات.. تحتاج الشعور بخوفه عليها!!

تحتاج حضن يشعرها بالأمان كالذي منحه " أحمد" إلي " فاطمة"!!


و بالداخل في غرفة العمليات كانت شحنات القلق و الاضطراب هي المسيطرة


- ليلي طالما ايدك بترتعش كدة و مش عارفة تشتغل يبقي استريحي انتي عشان كدة مش هينفع!!


قالها " فارس" بحدة و هو ينظر لها.. لم تستجيب بينما ظلت تنقل نظراتها  بينه و بين جسد والدتها الملقي أمامها

و بإشارة ثانية من عينيه جعلها تبتعد و هي تقف متابعة للمشهد من حولها،، بينما بدأت الممرضات يتهامسن عن حالة " ليلي" تلك و عن تحكم " فارس" الغير مفهوم بها!!


ليصدح صوت " فارس" بغضب و بالطبع قد سمع تلك الهمسات اللعينة،، ليقول


- انا مش عايز اسمع صوت واحدة فيكم.. اشتغلوا و انتم ساكتين!!


التزم الجميع الصمت،، و لكن جهاز نبضات القلب أعلن تمرده بتعالي صوت الإنذارات التي تشير إلي انخفاض ضربات القلب..


انتفضت " ليلي" من محلها و هي تنظر إلي " فارس" برجاء.. و لكنها تناست أن قدر الله لا أحد يستطيع تغييره!!


توقفت نبضات قلب " مرفت" نهائيا،، لجأوا إلي الصدمات الكهربائية لأنعاشها و لكنها لم تجدي نفعا!! 


انتهي الأمر كما بدأ،، و إلي الله ترجعون.... 


وقف " فارس" و حالة الحسرة مسيطرة عليه... بينما اقتربت" ليلي" ببطء من الفراش الراقدة عليه والدتها بينما تحلق حوله روحها المغادرة... 


- ماما.. ماما فوقي،، يا ماما انتي قولتي أن عمرك مهتسبيني مهما حصل.. اديكي اهو بتخلفي بوعدك معايا،، مش انتي اللي علمتيني مخلفش بوعدي مهما حصل.. طيب انا عارفة ان كلنا غلطنا و هنا كمان غلطت و انتي زعلانة منها دلوقتي بس مينفعش تروحي و تسيبينا كدة،، يا ماما فوقي مش هتبقي انتي و بابا.. لا يا ماما حراام كدة.. حرااام!!! 


تعالت صرخاتها و هي تحتضن جسد والدتها،، احتضنها " فارس" محاولا السيطرة علي حالتها تلك و دموعه هو الآخر تتساقط... 


و علي صدي تلك الصرخات الحزينة المتألمة للفراق... 

دخلوا جميعا،، و هم يرون الممرضات يقومن بتغطية وجه " مرفت".. 


اتجه الفتيات نحوها و أصوات صراخهن تتحد مع صراخ " ليلي" ليشكلوا قالب جديد من الحزن.. 


ابتعدت " ليلي" عن " فارس" الذي انشغل بأمر البقية و سارت بضياع.. 

إلي خارج المشفي بأكملها،، سارت حافية القدمين في الشوارع.. بكائها المكتوم و أنينها يضعف أعتي إنسان.. 


تسمع صوت ينادي باسمها و لكنها لا تكف عن السير... لا تبالي بأحد،، 

و مع انعدام الرؤية سقطت علي إثر صخرة لم تلحظها أمامها.. 


لم تحاول النهوض بل ظلت علي حالها و هي تبكي و تصرخ باسم والدتها


وجدت أحدهم يرفعها من محلها و هو يقول بقلق


- ليلي... فيه اية،، مالك؟! 


- ماما ماتت يا فهد.. ماتت خلاص،، راحت و سابتنا!! 


قالتها و هي تنتحب و قد كانت  ممسكة بقميصه،، لم ينتظر و لم يتمهل علي مظهرها هذا و احتضنها دافنا إياها بين أحضانه،، عائدا بها إلي المشفي!! 


____________________________________


¶ عاد إلي منزله منهك بعد يوم طويل من العمل و التحقيقات الغير منتهية،، 

دلف ليجد المربية الخاصة بابنته جالسة و علامات النزق واضحة علي وجهها


- اهلا يا ضحي.. 


- اهلا يا مازن بيه،، حضرتك اتأخرت النهاردة! 


- معلش يا ضحي كان عندي شغل كتير.. المهم حياة عاملة اية؟! 


- كويسة الحمد لله... أكلت و نامت من شوية!! 


أخرج من جيب بنطاله نقود و أعطاها إياها قائلا 


- اتفضلي يا ضحي مرتب الشهر اهو.. 


- شكرا يا مازن بيه،، استأذن انا بقي عشان اتأخرت علي ولادي.. 


- اتفضلي!! 


خرجت هي بينما خلع هو معطفه و اتجه للداخل نحو غرفة ابنته التي لم تكمل الثانية من عمرها!! 


اتجه نحو الفراش النائمة فوقه بهدوء... قبلها بحب أبوي شديد،، يعوضها عن غياب الأم! 

تلك الحمقاء التي طلبت منه الطلاق و التنازل عن كافة حقوقها و عن ابنتها أيضا... 

تركت تلك الملاك و هي لم تتعدي الشهر السادس من عمرها.. اختفت و لم يعرف لها طريق، و لا يريد معرفة أين هي فكل ما يريده هي ابنته فقط!! 


جلس علي الأريكة المقابلة لفراشها يتأملها بهدوء و هو يفكر في القادم.. 

ماذا سيفعل مع ملاكه تلك،، فبالتأكيد ستسأل عن والدتها ما إن تكبر.. ماذا سيقول لها حينها.. 

عزيزتي لقد تخلت عنك والدتك لأسباب غير معلومة.. تركتك و انت لا تتعدين شهرك السادس!! 


سحقا لتلك القلوب القاسية التي لا تعرف الرحمة و لا الإنسانية،، 

سحقا لمن يرون أن الحياة أموالا فقط و ليست سوي ذلك!! 


______________________________________


¶ اليوم قد مر يومين علي وفاة ذلك القلب الذي احتواهم جميعهم،، 

ذلك القلب الذي كان يغدق عليهم بالحب و الحنان اللانهائي!!! 


لكن الروح لم تمت.. الروح مازالت حية،، تشاهدهم من أعلي و تتحسر عليهم،، تترجاهن أن يكفوا عن البكاء و النحيب.. 

فالعمر مازال أمامهن و الحياة لا تقف علي شخص مهما كان!! 

فبالتأكيد هي الآن تنعم بحياة أخري بعيدة عن غدر هذة الدنيا بسوادها القاتم.. 


انتهي العزاء و أصبح المنزل فارغ عليهن فقط... 

مات الأب و ماتت الأم.. 

و ليس أمامهن إلي أن يواجهن هذه الحياة بمفردهن.. دون سند أو حماية،،


- احم.. انا عارف انه مش وقته،، بس مرفت هانم قبل ما تموت كانت عاملة وصية و قالت إنها تتفتح بعد اسبوع من وفاتها،، حبيت بس ابلغكم بالموضوع عشان تبقوا عارفين لحد ما نفتحها!! 


قالها " شاكر"  المحامي الخاص بعائلتهن،، 

و لكن و لا واحدة منهن استجابت لحديثه.. فكلا منهن في عالم آخر.. كلا منهن تفكر في القادم،، 

وجود والدتهن كان داعم لهن،، كان يخفف الكثير من الأحمال و المصائب المتتالية.. 

و الآن ماذا سيفعلن من دونها!!! 


- و انت يا استاذ شاكر متعرفش اية محتوي الوصية دي.. 


- احم.. هنعرف كلنا بإذن الله يا استاذ حسام لما نشوف فيديو الوصية.. 


صمت " حسام" بينما قال " أحمد" 


- تمام بس البنات يفوقوا من الصدمة يا استاذ شاكر،، انت شايف حالتهم عاملة ازاي.. 


- انا مقدر يا احمد بيه،، بس مرفت هانم وصتني أن الوصية تتفتح بعد اسبوع من وفاتها.. 


- خلاص يبقي بعد اسبوع إن شاء الله.. 


قالها " فارس" لينهض " شاكر" قائلا


- طيب استأذن انا،، و البقاء لله


تولي " فارس" مهمة إخراجه من المنزل و وصل معه نحو الباب،، الذي ما إن فتح حتي امتعضت ملامح " فارس" و هو يري " فهد" أمامه


- سلام يا استاذ فارس!! 


قالها " شاكر" و هو ينطلق خارجا ليقول " فهد" 


- ازيك يا دكتور فارس،، اومال فين ليلي!! 


لاحظ " فارس" تخليه عن الألقاب،، ليقول بضيق 


- ليلي تعبانة يا استاذ فهد و مش هتقدر تقابل حد.. 


قبض " فهد" علي الباب و هو يقول بحدة نتيجة لانعدام ذوق " فارس" 


- اه بس هي اللي طلبتني عشان أجيلها فياريت حضرتك تبلغها اني جيت!! 


جز " فارس" علي أسنانه و هو يقول بضيق


- اتفضل علي ما ابلغها.. 


دخل " فهد" بينما اتجه " فارس" للداخل نحو الغرفة التي كانوا يجلسون بها و الغضب يتصاعد داخله 


- فين ليلي؟! 


قالها " فارس "بغضب،، ليرد " أحمد" بدهشة قائلًا 


- طلعت اوضتها.. 


تركه " فارس" و اندفع نحو غرفتها و الغضب قد انسج غيوم سوداء لتغطي عقله و إدراكه.. 

فتح الباب دون أن يطرق ليجدها جالسة علي الفراش في وضع القرفصاء،، 

ليتجه نحوها ممسكا بذراعها بعنف 


- انتي اتصلتي بفهد قولتيله يجيلك؟!


نظرت له بوجه خالي من التعبيرات و قالت


- ايوة، و اوعي عشان انزله!! 


نهضت من الفراش بوهن،، ليجذبها هو من خصلات شعرها.. فصرخت هي ضاربة إياه في صدره عدة مرات.. 

ليدفعها نحو الحائط قائلا


- هو انا مش قولتلك تقطعي علاقتك بالبني آدم دة،، و لا انتي مش بتفهمي!! 


صرخت به قائلة


- ملكش دعوة،، ابعد عني بقي!! 


كلماتها زادت غضبه ليسير و هو مازال ممسكا بشعرها و هي تتألم في يده و لكن من الواضح أن أذنه صمت،، 


هبط بها للاسفل و هو يقف أمام " فهد" قائلا


- بقولك اية.. متحلمش انها تكون بتاعتك في يوم من الايام،، ليلي ملكي و هتفضل ملكي.. انت فاهم!! 


المشهد جعل الدم يغلي في عروق " فهد" فاتجه نحوه مخلصا " ليلي" من يده، ثم لكمه.. و من هذه النقطة بدأ الاشتباك بينهما،، 

خرج الجميع من الغرفة علي صدي صريخ" ليلي".. 

اتجه كلا من " حسام" و " أحمد" نحوهما محاولين فض تلك المعركة،، 

بينما اتجهت " نور" نحو " ليلي" الباكية و هي تضع كفيها علي أذنها رافضة الواقع حولها.. 


نجحوا بالفعل في الفض بينهما ليأخذ " أحمد" " فارس" إلي إحدي الغرف.. باعدا إياه عن " فهد" 

بينما نظر" حسام" نحو " فهد" قائلا


- ممكن اعرف سيادتك مين؟! 


- ليلي أنتي كويسة.. 


قالها " فهد " متجاهلا تساؤل " حسام"، لتتجه " ليلي" نحوه قائلة


- انا آسفة يا فهد.. معلش 


- متتأسفيش.. مين دة اصلا عشان يعمل كدة؟! 


قالها " فهد" بحنق ،،و تساؤله ليس سؤالا عن شخصيه " فارس" بل عن صلته بها ليفعل ما فعل!! 


- فارس طليقي يا فهد.. 


حدق بها ببلاهة و هو يقول


- انتي كنتي متجوزة؟! 


- و مخلفة كمان.. 


قالتها " فاطمة" الواقفة خلفها حانقة علي ذاك الدخيل الذي يزيد الفجوة بين " ليلي" و " فارس" 


نظرت لها " ليلي" بذهول ،، لتقف أمامها " فاطمة" ضامة يدها لصدرها قائلة


- هو انتي فاكرة انك هتفضلي مخبية و محدش هيعرف غيرك انتي و نور هانم! 


- فاطمة اية اللي انتي بتقوليه دة ،، ليلي بنتها ماتت من زماان.. 


- ممتتش ،، البنت عايشة و عندها في المستشفي.. تحبي اقولك اسمها اية يا نور،، اسمها هند.. هند فارس المدني 


وقف الجميع مصدوما من حديث " فاطمة" الذي غير مسار الأمور،، 


- كفاية كدة يا فاطمة.. كفاية 


قالتها " نور" و هي تنهرها علي ما قالته أمام الجميع.. 


- أنتي اللي قولتي لفارس يا فاطمة؟! 


قالتها " ليلي" بلوم،، لترد " فاطمة" 


- اه انا يا ليلي.. 


- ليلي انا هستأذن دلوقتي و هكلمك بليل.. سلام 


قالها " فهد" و هو ينطلق إلي الخارج... 

دخلت " ليلي" نحو الحجرة الموجود بها " فارس".. 


- انت بتعمل كدة ليه.. حرام عليك بجد،، انا طلبت اقابله عشان مشكلة هنا.. 


- انا قولتلك انا هحلهالك.. 


نطق بها " فارس" و شعوره بالندم يتآكله ليس ندما علي ما فعله مع " فهد" بل علي إيصالها لتلك الحاله


- و انت كدة حلتها ،، علي العموم شكرا يا فارس.. 


- انت أتسرعت يا فارس،، لازم كنت تهدي شوية.. 


قالها " أحمد" ليقول " فارس" 


- معلش يا احمد انا مش قادر اتكلم.. عن اذنك.. 


______________________________


¶ فتح باب منزله و هو يدلف بهدوء ليجد شقيقته جالسة تنتظره... 

و ما إن رأته حتي شهقت بفزع و هرولت نحوه تتحسس وجهه الذي يملؤه الكدمات نتيجة اشتباكه مع " فارس "


- آية دة يا فهد.. اية اللي عمل فيك كدة يا حبيبي؟! 


- مفيش يا داليا،، خناقة عادية.. انتي اية اللي مصحيكي لحد دلوقتي!! 


- سيبك مني أنا.. انت فيك اية يا فهد بقالك كتير متغير،، قولي مالك؟! 


تنهد و هو يجلس علي الأريكة قائلا بحزن


- عارفة يا داليا لما تكوني بتحبي و واثقة أن اللي انتي بتحبيه مش بيحبك و عمره ما هيبقي ليكي... 


- ياااه،، للدرجادي... ليه يا فهد مش هتبقي ليك؟! 


- عشان كانت متجوزة و عندها بنت و فوق كل دة هي لسة بتحب طليقها و دة شيء انا واثق منه!! 


- هي السبب في اللي في وشك دة؟! 


- طليقها اتخانق معايا،، انتي عارفة انا اتخانقت معاه ليه.. كان ماسكها من شعرها و هي بتصرخ و انا مقدرتش استحمل المنظر... اتخانقت معاه،، و هي بتصرخ و احنا بنتخانق كانت بتنادي باسمه،، كانت خايفة عليه رغم أنه هو السبب في عياطها اصلا... 


- خلاص يا فهد.. مش لازم هي،، في الف واحدة غيرها تتمناك!! 


- بس انا مش عايز الالف واحدة دول.. انا عايزها هي!! 


________________________________


¶ إن الحمقى في هذا الزمان يكثرون،، و مفهوم الحمق الحقيقي ليس قلة أو عدم الإدراك.. 

بل إن الحمق الحقيقي هو العيش راكضا طوال الحياة وراء شيء ليس له قيمة.. 

و كنت تحسبه أنت بحمقك أنه أثمن شيء في هذه الحياة.. 

هكذا هي " نور"،، تعتقد أن " حسام" هو أغلي شيء في حياتها و لا تمتلك سواه... 

تعتقد أن حياتها بدونه ليس لها قيمة و لا معني.. 


- يعني اية يا حسام.. احنا مش اتفقنا انك هتشتري بيت جديد و نخلص!! 


- بس انا لما فكرت في الموضوع لقيت انك مينفعش تقعدي لوحدك!! 


- و مين قال اني هقعد لوحدي، انت هتبقي معايا!! 


ابعد وجهه عنها و هو يقول 


- انا مينفعش اسيب بابا لوحده يا نور.. 


- و الله،، قصدك مينفعش اسيب ست سما لوحدها 


- نور اتكلمي عنها عدل و متنسيش انها قبل ما مراتي فهيا بنت خالتي !! 


صرخ بها حسام.. لتنظر له بتعجب و كأن من يقف أمامها ليس زوجها.. شخص آخر.. أيعقل أن يكون أحب تلك ال " سما"!! 


- انا مش هعرف اقعد معاها في بيت واحد.. مش هقدر!!


- لا هتقدري يا نور و دة آخر كلام عندي.. 


تركها في غرفتها و هب خارجا بغضب متجها نحو غرفة " سما"،، التي كانت ممسكة بهاتفها و ما إن رأته حتي ألقت الهاتف بعيدا و كأنه جمرة من النار.. 


نظر لها بشك و قال 


- في أية مالك.. اتكهربتي اول ما شوفيني و رميتي الموبايل كدة ليه؟! 


ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تتجه نحوه بتوتر و رعشة قد اجتاحت اوصالها 


- مم .. مفيش يا حبيبي،، مالك متعصب كدة ليه!! 


ازاحها من طريقه و هو يتجه ليمسك الهاتف... و هو يقول


- افتحي الموبايل يا سما!! 


- في أية يا حسام.. اا أنت بتشك فيا؟! 


قالتها بتلعثم ليقترب منها ممسكا بفكها بحدة قائلا بصوت مرتفع


- افتحي الموبايل يا سما!! 


سيطر الخوف عليها فلبت طلبه و قامت بفتح الهاتف و هي تلعن غبائها،، فما تخطط له سينقلب عليها الآن،، 


جحظت عينيه و هو ممسكا بالهاتف و الصدمة احتلت كيانه.. 


- آية دة،، فهميني اية دة يا زباالة!! 


____________________________________

                الفصل الحادي عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close