أخر الاخبار

رواية عشقها الاسد الفصل السادس 6 بقلم رباب عبد الصمد



رواية عشقها الأسد

الفصل السادس 6

بقلم رباب عبد الصمد



 شهقت هنا اول ما سمعت هذا الخبر ولم يختلف عنها يحيى ذاك الشخص الذى لم تسمع له صوت حتى الان وفقد انقبض قلبه وكاد ان يتوقف عن الحياه نهائيا 

 اكمل زياد قائلا / لقد ذهبت لاستلم جثة مدام صفاء ولكنى لم اجد جثتها ولا هى فى قائمة عداد المتوفين وحتى الان جارى البحث عنها و جئت لاخبرك لاعرف رايك فيما تنوين عمله 

 بكت هنا بكاء حار وجلست قبالته على الكرسى ودفنت وجهها بين كفيها 

 جلس زياد ايضا قبالتها وحاول ان يهدا من صدمتها وسالها بهدوء / ماذا ستفعلين الان ؟

 رفعت هنا وجهها اليه وهى لا تفهم نيته من السؤال وسالته تسالنى عن اى شىء ؟

 زياد / عن يحيى انا اعرف انكى اصبحتى فى موقف لا تحسدى عليه ولكنى ارفع عنك الحرج واقول لكى لا تتحملى ذنبه واتركيه واهتمى بشئونك وانا ساخذه عندى واهتم به وساوفر له كامل الرعاية 

 هنا بصدمة قامت بسرعة من مكانها وجلست بجوار يحيى التى تظنه لا يزال ميت واحتضنت صدره اليها وقبلته من جبهته وقالت /لا ومن قال لك ان نيتى قد تذهب الى ذلك فهذا صغيرى ولن اتركه مهما حصل وسارعاه حتى يتم الله شفائه او يتوفاه برحمته 

 على الرغم ان يحيى لا يعرفها جيدا ولكنه فرح جدا لتمسكها به وعدم تخليها عنه ولكن لا يزال قلبه مفتور على والدته 

 زياد / كنت متاكد ان هذا سيكون ردك ولكنى اردت ان ارفع عنكى اى حرج 

 هنا / انا لن اتركه ابدا ولكن الحياه هى التى تقف وتسد جميع ابوابها فى وجههى 

 زياد بعدم فهم / ماذا حدث لكى 

 قصت عليه هنا حكايتها كلها وعن موقف اخوة يحيى منها ومضايقتهم لها والان هى لا تعرف كيف ستواجههم بخبر وفاه مدام فاء فقد يعاندونها اكثر 

 زياد بسرعة وبدون مقدمات / هل لكى ان تقبلى منى الزواج 

 هنا وهى مصدومة وفاتحة فاها / ها 

 زياد بهدوء مؤكدا لطلبه / اريد الزواج منكى 

 هنا / ومن قال لك اننى اوافق ان ابيع نفسى ؟

 قام زياد من مكانه واقترب منها وجثى امامها وامسكها من كتفها وقال / انا لم اتكلم فى بيع وشراء انا تكلمت فى زواج بمعنى عرض و ايجاب 

 هنا / وهى ترتعد بين يديه من مجرد لمسته لها وقالت / ولكنك طلبت منى الزواج لضعفى امامك وليس لحبك لى 

 زياد نافيا / لااا انتى لا تعرفين قدرك عندى فقد اعجبت بكى من اول مرة رايتك فيها اعجبت بكى وانا اراكى تحتمين منى بميت ولكنك اتخذتيه سندا لكى . اعجبت بكى لما وجدت امانتك مع يحيى وماله . اعجبت بكى عندما رفضتى التخلى عن ميت لمجرد انه امانه معكى فصدقينى وجدت فيكى ما اتمناه وتاكدت انكى افضل من تحمل اسمى وتصون شرفى فكم مرة جئت اليكى بمفردى وحافظتى على نفسك منى . صدقينى لقد امتنعت عن جميع الفتايات عندما رايتك ورايت برائتك فكم كنت انا ويحيى ملهمى البنات وكم كنا ننام فى احضان فتاه ونستيقظ على احضان اخرى 

 هنا بتوتر من كلامه / ولكنك لم تقل هذا من قبل الا عندما وجدتنى شريدة ولا احسن التصرف 

 زياد / لم اقل من قبل لانى وجدتك مشغولة والوقت ليس فى صالحى اما الان فلابد من قرارا وخفت ان تبتعدى فجاة عنى كما شعرت بمسؤليتى تجاهك واردت ان اكون سندك 

 هنا وهى تزيح يديه عنها / اطمان انا لن ابتعد عن يحيى ولن اتركه فما دامت اتنفس لن اتركه وحده 

 زياد / هذا عن صديق عمرى وماذا عنى انا ؟

 هنا بتوتر / لن اتزوج حتى احب 

 ابتسم زياد وقال / اذن اعتبر هذا وعد ؟

 تعجبت هنا منه فهى لم تقل انها موافقه عليه فسالته وعد بماذا ؟

 زياد وهو يبتسم غامزا لها / وعد بانكى ستتزوجينى ان احببتينى وانا متاكد انكى ستحبيننى 

 كادت هنا ان تتكلم ولكنه بادرها هو قائلا / لا تتكلمى فى اى شىء الان لاسباب كثيرة اولا لابد ان نجد مدام صفاء او نتسلم جثتها بالفعل وثانيا لابد ان نجد لكى عمل اخر بدلا مما يستغلونكى وثالثا لابد ان نحذر من الان من اخوة يحيى فهم لن يتركوكى وشانك ان عرفوا بما حدث لمدام صفاء وبالطبع لن نستطيع ان نخفى الخبر عنهم لانهم حتما سيعرفونه من الصحف واخيرا نستقر اولا على حالة يحيى وابتسم وهو ينظر اليه وقال / اعجز عن وصف فرحتى بالتطورات فى حالة صديق عمرى 

 هنا اخيرا خرجت عن صمتها وقالت / تعرف انا اشعر وكانكما توام فانتما تكادون متحدين حتى فى نبرات الصوت والشدة اللين 

 زياد بتعجب / واين عرفتى اننا متشابهين فى نبرات صوتنا فهل سمعتيه من قبل 

 هنا / انسيت ان احد طرق علاجى هو اسماعه اياه بعض مواقفه القديمة فكنت اسمعه مواقفه من السيديهات المحتفظ بها 

 زياد / امممم ثم نظر الى مجموعه كبيرة من الكتب على الكمود بجوار يحيى فسالها

 هنا وهى مبتسمة / انا اهوى القراءة وفى ذات الوقت اخشى الجلوس بمفردى فكل يوم اقرا كتاب واشرحه بصوت عالى ليحيى وكانه يسمعنى لعلى اصنع لنفسى ونساً

 زياد / اذن ان عاد يحيى للحياه سيكون عنده كم معومات هائل 

 هنا / اتمنى اولا ان يعود للحياه وبعدها يهون كل شىء 

..............

 مر شهر وهنا عادت للرعاية بمساندة كلا من الدكتور امجد والدكتور مروان ولكنها لم تسلم من مضايقات الدكتور حسام ومن الحاحه عليها بالزواج

 كما انها كثفت عملها بالمصنع واستطاعت ان تكسب ثقة العمال واصبحوا ينفذون لها ما تريده كما انها شرعت فى تقديم الجوائز العينية والمادية للعمال والوجبات الجاهزة من اجل تحفيزهم على العمل كما انها كانت تساعد كل مريض يحتاج لمساعدتها ولهذا اصبحت تحظى بحب الجميع وكان شعارها لهم ان هذا من خير المهندس يحيى ولا يريد منهم شىء سوى الدعاء له بالشفاء

 اما اخوته لا يزالون يقفون لها بالمكائد ويتصنعون اى مواقف ليمضونها على اى اوراق وهميه للتنازل عن ملكيتها ولكنه كانت دائمة الرفض على اوراق غير مفهومة حرصا على حق مدام صفاء 

 كما ان زياد لا زال يجرى اتصالاته لمعرفة مكان مدام صفاء حيث تاكدوا انها لم تمت كما انه كثرت زيارته لهنا لاجل الاطمئنان عى حالة صديقه ولمناقشة سير العمل معها واعطائها خبرته ونصائحه والاهم من اجل التقرب منها 

 كانت الاحاديث بينهم تطول وهذا كان يسعد يحيى الذى حتى الان لم يتكلم محاولا استكشاف ما يحدث حوله واستكشاف وجوه الناس التى لم يكن يظن بها اى سوء يوما حتى انه فى يوم سمع هنا وهى تسال زياد عن شهندة وهذا السؤال كان ينتظره من فتره لانه لم يجدها فخاف ان تكون اصيبت بمكروه ولكن ما سمع هنا تسال عنها الا وازدادت فرحته الداخليه ان حبيبة عمره لازالت على قيد الحياه ولكنه ما ان سمع رد زياد الا وصدم مما سمع

 زياد / للاسف نست يحيى وعاشت حياتها بالطول والعرض والغريب ان تصرفاتها الان عكس تصرفاتها سابقا فاصبحت كل يوم تقضيه مع رجل جديد حتى انا شخصيا راودتنى ان تقضى معى ايامها ولكن يومها صدمت فى حبيبة عمر صديقى ولكنى اعطيتها مبررها فهى كانت تعشقه ولما وجدته مات وتركها وحيده اصبحت تتصرف تصرفات غير محسوبه 

 هنا / للاسف خالفت نظرتى فيك فكنت اتوقع انك لن تحكم بالظاهر وتاخذ ببواطن الامور وان لك نظرة بعيدة مثل تلك التى رايتها فى يحيى 

 زياد حرك كتفيه بعدم فهم قصدها 

 هنا استطردت قائلة / شهندة لم تعشق صغيرى يوما فمن يعشق لا يتصرف تصرفات هوجائية ولا يرضى بديلا عن حبيبه ابدا ولكنها اصبحت تتصرف بطبيعتها ولكنها عندما كانت مع يحيى كانت تمثل الحب والبراءة وان كانت عشقته حقا لوجدته لم يمت ولكانت جلست تحت اقدامه فكان يكفيها وجود انفاسه بجوارها لتسندها وتقويها فهى ابدا ما عشقته فالقلب ان احب لان وان اعطى رضا ولذلك هى لم تلين لحاله لانها لم تعطيه حبها من الاساس

 يا عزيزى من يعشق يكتفى بمعشوقه ولن يرى فى الوجود غيره وقلب الاسد لم يمت على السنة الناس فكيف مات فى عينها قبل قلبها الم ترى انه لازال ينبض لما لم تكتفى به لما استبدلت غيره

 زياد نظر اليها نظرة ذات معنى غاص بها داخلها ليفهم معانى كلامها فقد خرجت منها الكلمات وكانها عاشقه عمن تتكلم عنه وكانها هى من اكتفت به عن الدنيا 

 زياد بتعجب بادرها بالسؤال لكى يرى ملامح وجهها ليتاكد من احساسه / اعشقتيه؟

 هنا توترت ملامحها وارتعد جسدها وتلعثم كلامها وهربت الحروف منها وحاولت ان تنطق ولم تعرف 

 زياد / اعشقتى ميت ؟ 

 هنا / يحيى ليس بميت 

 زياد / اعشقتيه؟

 هنا غيرت الموضوع من الاساس لكى تهرب من الرد لانها هى نفسها لا تعرف ما هو الرد 

من بين قلوب البشر اختارك قلبى حبيب

حبك ما كان على بالى لكنه قدر ونصيب

عينيك هى الدواء وحنانك هو الطيب

اصبحت اسيرة هواك وطيفك عنى ما بيغيب


 بينما كان يحيى بينهم يستمتع بالحوار وكان يتمنى ان يسمع ردها وليس لانه يحبها فهو لم يحبها ولكن اراد ان يفرق بين تلك التى قدم حياته وقلبه بين يديها ولم تكتفى به وبين تلك التى عشقته وهو ميت ولم تسمع منه حتى مجرد حرف واحد 

ايقنت ان خلف بعض الوجوه قناع

ولكل حنان قسوة

ولكل قلب طيب الف صدمة

..................

 فى الصباح بدات هنا تحاول ان تحمل يحيى من مكانه لتاخذه للحمام للاستحمام واخيرا نجحت بعد معاناه وكان هو مشفق عليها وحاول ان يخفف من حمله عليها ولكنه بدا يضطرب وهى تحتضنه وتجلسه على كرسى وشرعت فى تجريده من ملابسه فارتعد جسده خاصة انها ملاصقة له ولا ترتدى سوى شورت وتى شيرت بحمالات وتعقص شعرها الناعم اعلى راسها بلا مبالاه فزادها جمالا 

 شعرت هنا بارتعاد وقشعريره جسده فصرخت من الفرحة واخذت تقبله فهو الان فى تقدم كبير وان علمت انه يشعر بها وانه عاد للحياه وهى الان بين احضانه وهو عارى لصرخت خجلا ورهبة بدلا من صرختها فرحة به

 اخيرا انتهت من استحمامه ولبسته وطيبته وعادت تحمله مرة اخرى لسريره ولكنه كان يبتسم عليها وهو يسمع صوت نهجان انفاسها من ثقله عليها ولكن صدمته وهو يراها تبدل ملابسها بكل اريحية امامه كادت تجعله ينطق بها صارخا ... انا اراكى يا بلهاء واخيرا تمالك اعصابه وهدا من روعه نفسه ليكمل خطته 

 اخيرا فى المساء هنا جلست الى جواره واخذت تقرا له كتاب دينى وتشرح له ما تقراه كعادتها ثم استسلمت للنوم على صدره 

 اخيرا استيقظ هو وابتسم على تلك التى اصبحت نومتها المفضله على صدره ولكنه للوهلة الاولى وجد نفسه يمد يده ويملس على شعرها واقترب منها اكثر وتلذذ من رائحتها ووجد نفسه يربت عليها مشفقا عما عانته معه اليوم

 وظل ساهرا بجوارها حتى ان اذن الفجر ووجدها بدات تتململ فى نومها واستيقظت اخيرا وتوضأت وبدات تصلى وسمعها تدعو وتبتهل الى الله ان يشفيه ويعود لحياته من جديد فتعجب لتلك الفتاه التى ترعاه وتدعو له والادهى انها عشقته بدون اى امل فيه فهو بالنسبة لها ولغيرها مجرد ميت فمن اين اتت بتلك الثقة لتحبه 

هناك من يهديك الحب دون ان تهديه شيئا

وهناك من يهديك الالم بعد ان تهديه كل شىء

 عادت هنا ونامت بجواره مرة اخرى ولكنه هذه المرة ما ان شعر انها استغرقت فى نومها الا وضمها اكثر له فهو حقا بدا يشعر بانسها بجواره حتى وان لم يكن قد احبها بعد ثم طرات اليه فكرة فامسك بتليفونها وارسل رسالة الى صديقه زياد 

 اريد ان تحضر فى الثانية عشر ظهرا فى الفيلا لامر هام ...هنا

 ومسح الرساله وبدا يستسلم لنومه ليستعد لمواجهة القادم 

.........................

 ما ان ذهبت هنا للمستشفى الا وبدا يقوم من مكانه ولكنه وجد نفسه مرهون بالمحاليل المعلقه به فباستسلام حملها فى يده وبدا يخرج من غرفته يتجول فى البيت فكم اشتاق اليه ودخل غرفة والدته واحتضن صورتها وقد دمعت عيناه اشتياقا لها فاخذ يتخيل معاناتها معه طيلة فترة مرضه . اخذ يجول فى انحاء البيت ويتذكر مواقفه فيه ولكنه لم يجد ايا من الشغالين ولم يفهم السبب وفجاة رن جرس الفيلا وتوقع انه زياد جاء على حسب ما ارسل له الرسالة فوقف خلف الباب متوترا فاخيرا سيرى صديقه ويتمتع بحضنه الصادق فهو الشخص الوحيد الذى ظل على حاله من وفاءه له فحتى اخوته اكتشف انهم مجرد اقنعة واهية

 وما ان مد يده وفتح الباب الا وصرخ زياد من الصدمه ووقع مغشيا عليه 

 يحيى / لم اعرف ان قلبك اصبح رهيفا من يوم ان ابتعدت عنك يا صديقى واخذ يجذبه للداخل وهو يسحبه بيد واحدة لنا الاخرى مكبلة بالمحاليل ظل يسحبه لاقرب مكان ثم شرع فى افاقته برش قطرات المياه على وجهه

 اخيرا افاق زياد ولكنه بدا يزحف للخلف خوفا من يحيى الذى اعتقد انه جن 

 اخيرا ضحك يحيى ضحكته الرجوليه المميزة له فتوقف زياد عن الزحف وبدا ينصت له فوجد يحيى يشير له بالتقرب ويفتح له احضانه ويقول / لقد اشتقت اليك يا صديقى

 لم يستطع زياد ان يظل هكذا فاندفع لحضن صديقه اندفاعا واخذا يدوران وهما يحملان بعضهما البعض فتارة نجد ان يحيى هو من يحتضن زياد ويدور به وتارة نجد ان زياد هو من يحمل يحيى ويدور به ويردد قلب الاسد 

 اخيرا توقفا ووقفا وجها لوجه وقبل ان يسال زياد اجابه يحيى وقال / لقد عدت الى الحياة يا صديق عمرى


               الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close