أخر الاخبار

رواية جراح الماضي الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة الزعبلاوي

 


رواية جراح الماضي

الفصل التاسع عشر 19 

بقلم سارة الزعبلاوي



¶ كانت أصداء جملتها و هي تقول 


-  الحقني يا مازن في واحد عندي في الشقة.. الحقني!! 


تتردد في أنحاء المنزل و هي تحـاول دفـع الباب من الخلف بكل قوتها،، 

و لكن في نهاية الأمـر أنتصر هـذا الرجل عليها و نجح في أن يدخل الحجرة.. 


ركضت ناحية منضدة مـا يوجد عليها سكين،، امسكته و هي تهدده قائـلة 


- ابعـد عني احسنلك،، هقتلك! 


صدحت ضحـكة هذا الرجـل و هو يخلع القناع الذي يرتديه و يقول


- بقيتي شرسة اووي يا دكتورة ليـلي.. اتغيرتي كتيـر!! 


جحظت مقلتيها و هي تقول بتـوتر 


- عمـاد ،، أنـت.. ازاي؟! 


- هو فـارس مقلكيش اني بشتغل معاهم و لا إية،، لا كان لازم يبلغك قبل ما يموت.. هو صحيح مات زي ما انتي بتقولي و لا لسة عايـش! 


استغلت هذا الحـوار و ركضت نحوه لتطعنه بالسكين و لكنه كان الأسرع و الأقوى.. 

حيث لوي ذراعيها خلفها و هو يكبلها بحبل ما و يضع شريط على فمها ليكتم صراخها... 


حملها على يده و اتجه بها خارج المنزل وسط صراخها و أنينها المكتوم.. 

وضعـها داخل سيارته و اتجه ليستقل هو السيـارة و لكن.. 

لسـوء حظه كان " مازن" قد وصل لتوه ليراه قبل أن يهرب بـ " ليلي".. 


استقل " عمـاد" السيارة بسرعة و انطلق ليلاحقه " مـازن" بسيارته.. 


استمرت المطاردة لعدة دقائق قبل أن يصطدم " مـازن" بسيارته في إحدى الأعمدة.. 


بينـما اتجه " عمـاد" بـ " ليلي" إلى إحدى المخازن المهجورة.. 

محاط بعدد هائـل من الرجال.. 

ألقاها على فراش متهالك و هو ينظر لهـا نظرات مقززة.. لتبادله هي بنظرات احتقار 


- تعرفي من زمان و انا بحقد على فارس و بحسده بسببك.. هو فارس في أية زيادة عني عشان تحبيه و انا لأ! 


أزال ذلك الشريط عن فمها لتقول هي


- فارس أشرف منك و من عشرة زيك.. كفاية بس انه مرضاش يتاجر بالبشر و يبقي حقير زيكم،، و بعدين انت ازاي تقارن بينك و بينه.. انت اية،، انت احقر بني آدم في الدنيا!! 


صفعها بقوة لتسيل الدماء من فمها،، و قال


- انا هوريكي فارس الاشرف مني دة اللي بتقولي عليه.. 


أمسك هاتفه و هو يقوم بتشغيل إحدى الفيديوهات لـ " فارس" و هو مع " ليـنا".. 

أدارت هي وجهها حتى تمنع حالها من مشاهدة تلك الحقارة.. و لكنه أمسك بفكها و هو يرغمها على المشاهدة قائـلًا


- اتفرجي على حبيب القلب و هو في حضن لينا.. اه صحيح طلع غبي و مفهمش أن لينا كانت بتشتغل معانا!! 


ألقى الهاتف بعيدًا و هو يقترب منها ببطء شديد قائلًا


- انتي حقي انا من زمان،، و دلوقتي انا هاخد حقي فيكي! 


ما إن اقترب منها حتى صدمته " ليلي" بجبهتها في جبهته.. 


أختل توازنه و ابتعد عنها متألمًـا،، ليدخل إحدى الرجال منقذًا إياها من بين براثن " عمـاد" و هو يقول


- مستر جون على التليفون عايز يكلمك يا عماد بيه! 


أمسك الهاتف منه ذاك الرجل و هو يشير له بالخروج.. 


- ألو مستر جون.. 


- ألو يا عماد.. ها،، جبتها!! 


- طبعًا يا مستر جون.. هي قدامي دلوقتي.. تحب تسمع صوتها!! 


- لا.. اسمع اللي هقولك عليه،، لحد ما الدنيا تهدي لأن أكيد الدنيا هتتقلب على خطفها... هتفضل في مكانك لحد ما اديلك الإشارة انك تتحرك هتوصل مطروح و منها هتركب الباخرة اللي مستنياك هتنقلكم من مصر لألمانيا.. خد بالك يا عماد أي غلطة هيبقي فيها رقبتك!! 


- متقلقش يا مستر جون.. 


- و متقربش منها يا عماد،، فاهمني طبعا!! 


جز على أسنانه و هو ينظر لها بغل و قال


- ماشي مستر جون.. 


أغلق الهاتف و هو يقول


- المرة دي فلتي من أيدي.. بس المرة الجاية مش هتفلتي يا دكتورة! 


_______________________________________


¶ جلسا على الارجوحـة في الحديقة و هما يتحدثان لتقول " هنـا" 


- كل دة حصل و انا معرفش يا نور!! 


- انا مكنتش عارفة اوصلك و فارس الوحيد اللي كان عارف مكانك انتي و يوسف و مرضيش يقولنا،، المهم أنتي عاملة اية مع يوسف.. اتصالحتوا اكيد؟! 


ضحكت " هنـا" بقهر و هي تقول


- لا متصالحناش.. هو اتجوز عليـا الحقيقة!! 


شهقت" نـور" و قالت 


- آية اللي انتي بتقوليه دة، ،هو يوسف اتجنن.. بعد كل الحب اللي كان بينكم دة يتجوز عليكي،، انا هخلي فارس  يتكلم معاه!! 


ردت " هـنـا" مسرعة


- لا لا يا نور.. الكلام دة بينا احنا بس،، انا هعرف اتصرف معاه و ارجعه عن اللي في دماغه!. 


جاءت الخادمة و هي تهرول قائـلة


- ستي هنا.. ستي هنا!! 


زمت " هنا" شفتيها بضيق و قالت


- و بعدين بقا يا عديلة،، قولتلك مية مرة بلاش ستي دى.. عايزة اية؟! 


- سي يوسف جالي أناديكي و هو في اوضتك دلوج.. 


- طيب روحي انتي و انا جاية وراكي! 


نهضت " هـنـا" و هي تقول


- انا هطلع يا نور.. محتاجة حاجة!! 


- لا يا حبيبتي اطلعي انتي شوفي يوسف!! 


صعدت " هـنـا" إلى غرفتها لتجده جالس على الفراش عاري الصدر و هو يدخن السجائر.. 


قطبت حاجبيها و هي تضع يديها في خصرها قائلـة


- و انت من أمتي و انت بتشرب سجاير يا يوسف!! 


- ملكيش فيه.. وحشتيني!! 


قالها و هو يجذبها إليه من خصرها لكنها دفعته بعيدًا و هي تقول ببرود مصطنع


- و انت موحشتنيش يا يوسف.. و متقربش مني تاني! 


صدح صوت ضحكاته و هو يقترب منها و يلمس وجنتيها قائـلًا بهمس


- و دة من أمتي يعني!! 


دفعت يده و هي تخرج ملابسها و تقول بلا مبالاة


- من هنا و رايح يا يوسف.. مش هتلمسني غير لما تغير معاملتك ليا و تبقى ليا لوحدي مفيش واحدة تانية تشاركني فيك! 


جذبها من ذراعها و قد ارتسم مزيج من الغموض و الغضب على وجهه و هو يقول


- هو انتي فكراني كدة هموت من غيرك.. لا فوقي يا هنا،، انا يوسف الدالي.. يعني مفيش اي ست تقدر تهز شعرة مني!! 


وضعت كفها على ذقنه النامية و قالت 


- حبيبي انا مش اي ست.. انا هنا،، قبل ما اكون مراتك انا حبيبتك!! 


لاحظ تأثيرها عليه فدفعها لتسقط على الفراش و ارتدى سترته وخرج هو من الغرفة كالعاصفة الهوجاء.. 


ابتسمت و هي تبدأ أولى خطواتها في إعادته لها،، إعادة ذاك الحبيب الغائب.. 

بينما هبط هو ليجلس في الحديقة و هي تتابعه من الشرفة.. 

وجدت " فارس" يتقدم نحوه و يجلس بجانبه


- مالك يا ابني عامل كدة لية؟! 


- فارس سيبيني في حالي انا مش ناقص!! 


أشعل " يوسف" تلك السيجارة التي في يده لينظر له " فارس" بذهول قائـلًا


- و من أمتي و سيادتك بتدخن يا يوسف،، كلمني زي ما بكلمك كدة عشان متزعلش مني!! 


رمقه " يوسف" باستخفاف و هو يقول


- لا زعلني منك يا فارس.. 


نزع " فارس" منه السيجارة و ألقاها أرضًا بعنف و هو يقول


- يوسف.. فهمني في أية مالك؟! 


نظر " يوسف " إلى نقطة غير معلومة و بدأ يقص على " فارس" كل ما حدث.. 


كل هذا و " هنا" تتابعهما و تلاحظ ردود فعل " فارس ".. 


- و انت كدة بقى بتعاقبها على حاجة هي ملهاش ذنب فيها.. تصدق اول مرة اعرف انك غبي يا يوسف!! 


قالها " فارس" بغضب.. لينظر له " يوسف" بذهول قائلًا


- انا اللي غبي.. انا اللي قولتلها تمشي في الطريق اللي كانت ماشية في دة لحد ما ضيعت نفسها!! 


- لا يا يوسف انت مقولتلهاش تمشي في الطريق دة.. بس يمكن انت كنت سبب اساسي في اللي حصلها ،، لو مكنتش مشيت و سبتها قبل فرحكم بأسبوع مكنش هيحصل كل دة.. و دة ميمنعش انها غلطت بس زي ما هي غلطت انت كمان غلطت و الصح أن انتم الاتنين تسامحوا بعض على اللي فات و تبدأوا صفحة جديدة! 


صمت " يوسف" مفكرًا بحديثه ليربت " فارس" على ظهره و هو ينهض قائلًا


- انا قولتلك الصح يا يوسف عشان انت اخويا و مبحبش زعلك،، فكر في كلامي و بلاش انت و هنا تكرروا اللي انا و ليلي عملناه زمان و متنساش أن العمر بيجري يا صاحبي و ان انت خلاص داخل على الأربعين،، يعني مفيش وقت تضيعه في الخصام و البعد.. عيش و انسى اي حاجة فاتت،، طالما انتم الاتنين بتحبوا بعض يبقى اي حاجة هتتحل!! 


تركه " فارس" و ذهب.. ليجلس هو قرابة الساعة في الحديقة و بعدها نهض متجهًا نحو غرفتها.. 


فتح الباب ليجدها تمشط شعرها أمام المرآة.. لم تعيره أي اهتمام مما أشعل فتيل الغضب في قلبه.. 


اتجه نحو الفراش و هو يخلع ملابسه و يقول بلهجة آمرة


- طلعيلي هدوم من الدولاب! 


- طلع لنفسك يا يوسف.. 


هدر بغضب قائلًا


- هنا انا مش هكرر كلامي،، أظن من أبسط حقوقي كزوج انك تشوفي انا محتاج اية و تعمليهولي.. مطلبتش منك اكتر من كدة!! 


تهادت في سيرها و اتجهت نحوه و وقفت بوجهه قائلة 


- و اظن انا كمان ان من أبسط حقوقي كزوجة انك تعاملني معاملة كويسة مش زيي زي اي واحدة جايبها من الشارع.. لما تبقى انت تنفذ واجباتك هبقي انفذ انا كمان واجباتي!! 


القى المنشفة في وجهها و اتجه نحو المرحاض.. لتجلس هي على الفراش في محاولة منها للسيطرة على الرجفة السارية في جسدها.. تحاول أن تتصنع الشجاعة أمامه و هي كقشة إذا أتت رياح خفيفة ستتقاذفها و لن تعود إلى ضالتها مرة أخرى!! 


خرج و هو يتمدد على الفراش لتقف هي قائلة


- لما انت هتنام هنا انا هنام فين!! 


لم يجيبها فاتجهت نحوه تهزه بعنـف و هي تقول


- هو انا مش بكلمك.. هتنام و تسيبني ليه!! 


جذبها لتسقط على الفراش.. بين أحضانه،، و قال


- نامي دلوقتي و الصبح قومي اتخانقي زي ما انتي عايزة.. 


- يوسف ابعد لو سمحت! 


احتضنها و هو يغلق عينيه مستقبلاً النوم و قال بصوت خفيض


- انا عايزك تنامي في حضني يا هنا.. مش هلمسك متخافيش!! 


و بهذه الكلمات استسلمت جفونها للنوم بين أحضانه و هي تستشعر الأمان و الدفئ


______________________________________


¶ كان سيدلف إلى حجرته ليطمئن أن " هند" خلدت للنوم قبل أن يستوقفه صوتها و هي تقول


- آية اللي جالج منامك لحد دلوج!! 


التفت لها مبتسمًا و هو يقول 


- مفيش يا منيرة... كنت بحاول اكلم ليلي.. قلقان عليها!! 


اختفت الابتسامة من علي وجهها و هي تقول


- مجاتش معاك ليه اومال؟! 


- عندها شغل مهم.. تصبحي على خير بقا عشان هند اكيد مش عارفة تنام من غيري


- و انت من اهل الخير!! 


تركها و دلف إلى حجرته بينما هي ظلت تسير و هي تستشعر أن هناك طوق يلتف حول رقبتها يمنع عنها الهواء و يخنقها.. 

بالتأكيد هذا الطوق هو.. عـشـق " فـارس" لـ " ليـلي"!! 


_______________________________________


¶ استقلت السيارة بجانبه و هي في عالم غير عالمنا.. عالم تمتزج فيه السعادة بالخوف فيتنجا لونًا جديدًا و هو " المجهول"!! 


القادم هو المجهول.. ما الذي سيحدث بعد إتمام حفل الزواج.. هذا ما جعلها خائفة.. حائرة و لكن.. 

أيضًا هي سعيدة،، كونها ستصبح زوجة " فهد" فقد تحققت أمنيتها الوحيدة في هذه الحياة! 


لكن هنالك دائمًا شيئًا يعكر هذه السعادة.. ألا و هو أنها تعتقد أن" فـهـد "مجبر على هذة الزيجة.. 

و هو ما لم تقبله على حالها تمامًا!! 


- مـالك سرحانة في إية؟! 


انتبهت له و نطق لسانها بتلقائية بما يعتمل داخل صدرها 


- فهد ارجع لو انت مجبر على الجوازة دي! 


ارتفع حاجبه الأيسر و ارتسمت ابتسامة على وجهه و هو يقول


- و مين اللي قالك اني مجبر.. انا الظروف ساعدتني مش اكتر.. 


- يعني اية مش فاهمة! 


قالتها " مني" بتعجب ليردف هو 


- لما نقعد لوحدنا هفهمك عشان ماما ناهد و داليا جايين!


 

اجار محرك السيارة و اتجه نحو " قـنـا".. 


غط الجميع في النوم عدا هي و هو.. 

استقبل هاتفه مكالمة.. فرد هو قائلًا


- ألو.. مين معايا! 


- انا نور اخت ليلي يا فهد.. ازيك؟! 


- تمام الحمد لله.. ازيك انتي يا نور،، مختفية فين انتي و ليلي!! 


- موجودين.. انا في قنا،، اتصلت اباركلك مازن كان قالي ان فرحك كمان يومين!.. 


- اه فعلًا فرحي كمان يومين.. بس انتي بتعملي اية فى قنا.. مش فاهم حاجة؟! 


- لما توصل هنتقابل و افهمك كل حاجة! 


- خلاص يبقى اول ما اوصل هتصل بيكي احدد معاكي معاد نتقابل.. 


- تمام.. سلملي على العروسة! 


- الله يسلمك.. 


أغلق الهاتف ليصطدم بنظرات " منى" الحادة الموجهة صوبه.. نظر لها بدهشة قائلًا


- لا إله إلا الله.. ممكن افهم مالك؟! 


- طالما عايز تتجوزني هتموت على أخبار ليلي هانم لية؟! 


ابتسم على تلك الغيرة المنبعثة من بين حديثها ليقول هو


- ليلي دلوقتي متجوزة يا منى،، يعني مفيش اي شيء يربطني بيها غير علاقة أخوة مش اكتر! 


- اه و الله.. و بتتكلم بلهفة عليها اوي كدة ليه! 


- انا بتكلم بلهفة عليها؟!...طيب و انتي مالك غيرانة عليا اووي كدة لية؟! 


قرر التلاعب بأوتار قلبها.. و نتيجة لتساؤله ذلك احمرت وجنتيها و هي تقول بتلعثم.. 


- و انا هغير عليك ليه يعني.. عادي بس انت لازم تحترم اني بقيت مراتك! 


- ماشي يا موني.. و انا بقولك ان انا مفيش بيني و بين ليلي اي حاجة تماما.. غير اني بعتبرها اختي و بس و يمكن ربنا حطني قدامها عشان اساعدها في الظروف اللي كانت فيهم! 


________________________________________


¶ بعد انتهاء العزاء التي أقامته " سما" لوفاة " حسام" جلست و هي تقول


- ها يا ماما.. اتصلتي على المحامي عشان يجي ينهي إجراءات الورث!! 


- اة.. قالي انه قرب،، أخيرًا خلصنا من حسام و الحرباية اللي كان متجوزها و هنورث و ناخد حق اختي اللي محسن كله عليها!! 


دق الباب فاتجهت " عصمت" لتفتحه.. دلف المحامي و الضيق مرتسم على وجهه.. 


- ازيك يا متر.. خير مالك!! 


- مفيش خير ابدًا يا عصمت هانم.. 


- ليه بس قولي فيه اية؟! 


- لما رحت عشان اعمل إعلام وراثة عرفت ان كل أملاك حسام بيه قبل ما يموت كتبها باسم الدكتور محسن عدلي والده و بالتالي أصبح استاذ حسام معندوش اي أملاك تورثها مدام سما و ابنها.. 


صاحت به " عصمت" بجنون 


- آية اللي انت بتقوله دة.. دة كلام فارغ،، يعني اية كل التخطيط اللي خططناه عشان اجيب حق اختي ضاع.. مفيش فلوس مفيش ورث كله بح.. دة انا اروح في محسن في داهية!! 


- اهدي بس يا مدام عصمت.. انا عرفت كمان ان دكتور محسن صفي كل شغله هنا و باع كل املاكه و هاجر برة مصر!! 


سقطت " عصمت" مغشي عليها من الصدمة لتصرخ " سما" قائلة


- ماما.. ماما؟! 


______________________________________


¶ جلس في مكتبه و هو لا يعلم إلى أي اتجاه سيسير... 

هل يسير في اتجاه قضية " نـور" أن في اتجاه قضية اختطاف " ليلي" التي لم يبلغ بها " فارس" الي الآن و لم يجيب على اتصالاته منذ البارحة.. 


نهض و هو يسير أمام الخمس نساء و هو يقول 


- مين اللي حرضك انتي و هي على الاعتداء على نور سويلم و قتل الخدامة!! 


قالت إحداهن 


- يا باشا قولنا لحضرتك.. حسام عدلي انت لية مش عايز تصدقنا!! 


- بقولك اية يا انتي و هي انا مبخدش من الشويتين دول.. حسام عدلي مات يبقى هيحرضكم ازاي على الاعتداء على نور!! 


قالت إحداهن بتوتر


- بص يا باشا انا هقولك على كل حاجة و اللي يحصل يحصل بقى!! 


نظرن باقيهن لها بتحرير لتقول هي


- سما مرات حسام بيه هي اللي حرضتنا على كدة...و قالتلنا نسقط نور و لو اتمسكنا نقول ان حسام بيه هو اللي قالنا نعمل كدة.. 


جلس على مكتبه و هو يقول للرجل الجالس بجانبه 


- اكتب يا ابني.. قررنا نحن مازن الرفاعي إصدار أمر ضبط و إحضار لسما إسماعيل و حبس كلا من سمية ابو ضيف و سميرة حمزاوي و سماح قنديل و خيرية رامي و سميحة سعد أربعة أيام على ذمة التحقيق! 


خرجن جميعهن و بقى بمفرده.. ليدخل عليه إحدى الأشخاص قائلا


- مازن بيه عرفنا نوصل لأخبار عن دكتور ليلي


نهض " مـازن" و هو يقول 


- قول بسرعة.. 


رطب الرجل شفتيه و هو يقول بتردد


- احم.. لقينا العربية اللي حضرتك اديتنا مواصفاتها غرقانة في النيل في الدقي.. و مفيش فيها جثث


شحب وجه " مـازن" و ارتفعت أنفاسه و هو يقول


- انتوا اتأكدتوا أن هي دي العربية! 


- ايوة يا فندم.. 


- و بلغتوا الضفادع البشرية تدور على الجثث!! 


- ايوة يا فندم و لم يتم العثور على أي جثث.. 


- يبقى احنا منقدرش نعلن وفاتها الا لما نلاقي الجثث لكن غير كدة ممكن يكون خدعة منهم عشان يشغلونا عن البحث عنها.. البحث لازم يستمر و يبقي في سرية تامة يا محمد،، و تطلع قوة على بيت المدعوة سما إسماعيل و يتم ضبطها! 


____________________________________


¶ جلسوا على مائدة الطعام،، جميعهم في وادٍ غير الآخر.. 

" يوسف" يفكر ما الذي ينبغي عليه أن يفعل في الأيام القادمة.. 

" نور" تفكر هل تقبل بعرض " مازن" للزواج منها ام لا.. 

" هنا" تفكر إذا كان ما تفعله مع " يوسف" صحيح ام لا.. 

" فارس" يفكر في " ليلي" و عدم ردها عليه هي و " مازن" و القلق يتآكله.. 

" منيرة" تفكر كيف تشغل عقل " فارس" عن " ليلي" و تجعله يقع في غرامها!!! 


مر اليوم سريعًا و أتى الليل و" فارس" لا يكف عن اتصالاته بـ" ليلي" و " مازن" و هو متيقن تمامًا أن هناك خطب ما.. 


و عندما فاض به الكيل بعث برسالـة إلى مازن يقول فيها 


(( ما هو و انت لو مردتش عليا و فهمتني اية اللي بيحصل انا هنزل القاهرة دلوقتي و اللي يحصل يحصل)) 


ترك الهاتف و هو يقبل" هند " النائمة بجواره و هي تذكره كثيرا بـ" ليلته".. 

نفس الملامح الفاتنة و المقلتان الواسعتان و الشعر البندقية المشاغب.. 


وجد باب غرفته يُفتح و تدلف منه " منيرة" و كاللصوص.. 

انتفض واقفاً و هو يقول لها 


- آية اللي انتي بتعمليه دة يا منيرة،، انتي ازاي تيجي هنا؟! 


- تعبت يا فارس خلاص.. معدتش جادرة اخبي.. لازم أجولك اني عشجاك.. من زمان،، من جبل ليلي و من جبل ما تعرفها،، انا اللي ليا حج فيك مش هيا.. انا اللي استاهل عشجك مش هيا؟! 


قالتها و هي تقترب منه حتى لامست صدره.. فدفعها هو قائلًا 


- انتي اتجننتي خالص يا منيرة.. اتفضلي اخرجي برة يوسف لو عرف انك هنا و لا سمع حاجة من اللي انتي بتقوليه دة هيقتلك! 


- ميهمنيش الدنيا كلتها.. انا ريداك انت،، هربي بتك زي بتي بالظبط و هعاملها زين و هبجي زي امها،، بس اتجوزني!! 


- اخرجي برة يا منيرة.. اخرجي برة بلاش فضايح!! 


كان يدفعها للخارج و بدون مقدمات صاحت هي بصراخ قائلة 


- الحجوني.. الحجوني يا خلج،، بيتهجم عليا!! 


نظر لها بذهول و هما واقفان على باب غرفته،، و على صوت صراخها هبط الجميع من غرفهم و استيقظت " هند" و هي تبكي... 


توتر " فارس" رغم أنه لم يفعل أي شيء مشين و لكن الظروف لم تكن في صالحه و جميعهم سيصدقونها و لا أحد سيصدقه.. 


- في أية يا عمتي.. اية اللى موجفك عند اوضة فارس و بتصرخي ليه؟! 


- الحجني يا يوسف.. صاحبك اللي انت مجعده في دارك حاول يتهجم عليا و جابني اوضته غصب!! 


قالتها و هي تبكي محتمية بـ " يوسف".. لينظر له " يوسف" بذهول و عقله لا يستطيع تصديق ما يقال،، 

لتقول " صابحة".. 


- يا دي الفضايح،، اخرج برة بيتي انت و بتك دلوج.. برة!! 


- فارس لا يمكن يعمل اي حاجة من الكلام الفارغ دة يا يوسف... و لو فارس خرج من هنا انا هخرج معاه.. 


قالتها " هنا" و هي تعلم دهاء " منيرة".. و تعلم أنها تحب " فارس" من نظراتها له.. 


- بالسلامة كلاتكم.. معوزاش حد في بيتي!! 


ردت عليها " صابحة" بهذة الجملة.،،ليصيح " يوسف" بغضب قائلا


- بس.. مش عاوز اسمع حس واحدة فيكم!!،، تعالى معايا يا فارس!.. 


خرج " فارس" مع " يوسف "نحو الحديقة.. قال" يوسف".. 


- بص يا فارس انت مش صاحب عمري و بس،، لا انت اخويا الكبير اللي مربيني،، و انا هسألك سؤال واحد و هصدق اللي انت هتقولوه،، الكلام اللي عمتي بتقوله دة صح؟! 


- لا يا يوسف مش صح.. بس انا مقدرش اقولك اية اللى حصل فعلًا،، تقدر تسأل عمتك!! 


انطلق " يوسف "من أمامه للداخل و هو يهدر 


- عمتي... 


هرولت إليه " منيرة" و هي تقف أمامه بارتباك قائلة 


- متصدجهوش يا يوسف.. دية هو.. 


قاطع حديثها و هو يقول


- همي ورايا على اوضتك! 


دخلت خلفه غرفتها ليقول هو


- احكيلي الحجيجة يا عمتي.. سمعاني بجول اية،، الحجيجة!! 


ارتعدت و أجهشت في البكاء قائلة


- انا بحبه.. هو مش بيحس بيا لية،، لية حب ليلي و اني لا!! 


جز " يوسف" على أسنانه و هو يقول


- يعني كنتي هتلبسيه مصيبة،، احكي اللي حصل يا عمتي!! 


بينما في الخارج هرولت " هند" نحو والدها و هي تحتضنه ببكاء قائلة


- عايزة مامي!! 


ضمها إليه بقوة و أتت " نور" من خلفها تربت على ظهره قائلة


- يوسف مصدقهاش يا فارس.. 


تنهد و هو يقول 


- مازن مردش عليكي.. 


- لا مردش من امبارح؟! 


وجد هاتفه يرتفع بالرنين و اسم " مازن" يضيء.. امسك الهاتف قائلا 


- انا عايز افهم انت مش بترد من امبارح و لا انت و لا ليلي على تليفوناتكم ليه؟! 


تلعثم " مازن" و قال بتردد


- ممكن تهدي يا فارس.. عشان اعرف افهمك!! 


- انا متنيل هادي اهو،، اتكلم؟! 


- ليلي اتخطفت بقالها يومين.. 


_______________________________________


¶ كان يتململ في الفراش و هي بين أحضانه.. ليست نائمة،، تشعر بتوتره و خوفه.. 

احتضنته و هي تقول


- هو انا ممكن افهم انت خايف ليه يا حبيبي؟! 


- هو اية اللي خايف لية يا فاطمة،، افرضي الولد دة طلع ابني فعلًا؟! 


حاوطت وجهه بين يديها و قالت


- حبيبي و لو افترضنا،، انت هتبقي مسئول عنه عادي جدا.. و بكرة مش بعيد.. نتيجة التحاليل هتظهر بكرة و تقطع الشك باليقين! 


احتضنها يستمد منها القوة و غط في ثبات عميق... 


أتى الصباح و بدأ يوم جديد،، 

استيقظ " أحمد" و " فاطمة" و اتجها إلى المشفى.. 

كانت " شاهي" واثقة تماما و هي تنظر لهم بتشفي.. 


خرج الطبيب و معه نتيجة التحاليل و هو يقول


- اتفضل يا استاذ احمد.. نتيجة التحاليل اهي،، و الولد ابنك فعلا


ضغطت " فاطمة" على كفه لتبث له القوة... بينما هو الصدمة سيطرت عليه 


و لكن هناك صوت أعاد له الأمل عندما قال


- نتيجة التحاليل دي مزورة يا استاذ احمد! 


________________________________________


¶ عتمة و رائحة كريهة و أصوات كثيرة تتحدث من حولها،، 

ارتفعت أنفاسها و هي تشعر بانفاس أحدهم أمام وجهها.. نزع عنها الشريط الذي يمنع الرؤية و هو يقول


- حمد الله على السلامة يا دكتورة... وصلتي ألمانيا بالسلامة اهو.. 


شهقت و هي ترتد للخلف و تقول بدهشة


- حسام؟! 


ضحك و هو يقول


- اه حسام مستغربة لية.. كنتي فكراني مت و لا إية،، طيب هموت و اسيب نور لمين.. للجربوع اللي اسمه مازن؟! 


قالها بنبرة جنونية و يبدو أنه فقد عقله،، لتجد " عماد" يقول


- أحب بقا أعرفك بالبوص.. مستر جون،، اتفضل يا مستر جون!! 


دلف من يدعي " جون" و هو يقول 


- اهلا بيكي يا دكتورة في قصري المتواضع.. 


جحظت عينا " ليلي" و هي تقول بذهول 


- عمو محسن؟! 


الفصل العشرون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close