أخر الاخبار

رواية جراح الماضي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سارة الزعبلاوي

 


رواية جراح الماضي

الفصل الثامن عشر 18 

بقلم سارة الزعبلاوي

 

ارتجف و هو يحمل جسدها الهزيل بين ذراعيه و دمائها تسيل على يده و تلطخ ثيابه..


كاد قلبه أن يغادر ضلوعه من شدة الخوف،،

نعم يخاف أن يفقدها.. هي من ستعوضه عن ما حدث في الماضي..

هي من سلبت قلبه ولم تعطيه له مرة أخرى،، 

هـي فـقـط و كـفـي!!


وصل نحو المشفى و هو يحمـلها بين ذراعيه و يصرخ مناديـًا


- دكتور بسـرعة.. دكتور!! 


سمعـت " ليلي" تلك النداءات،، فهرولت لتفزع من ذاك المظهر.. 

تقدمت نحوه مسرعه و هي تسأله بهلع


- آية دة.. اية اللى حصلها يا مازن!! 


ثم أردفت هاتفة


- حضروا العمليات بسرعة يلا!! 


أجابه هو بصوت متهدج يشوبه القلق


- معرفش،، روحتلها الفيلا عشان أبلغها بوفاة حسام لقيت الخدامة مدبوحة و هي على حالها دة!! 


نظرت لها و هي بين يديه برعـب و قالت


- دة حد حاول يسقطها!! 


دلفت بها نحو غرفة العمليـات ليجلس هو مفكرًا في من يكون له مصلحة في فعل هذا... 


أمسـك هاتفه و قام بعمل اتصل،، 


- الو.. ايوة يا محمد!! 


- الو يا مازن بيه!! 


- انا عايزك تطلع على القسم دلوقتي و تعمل بلاغ بجريمة قتل و اعتداء و تاخد قوة و تطلع على العنوان اللي هدهولك دة و انا هتابع معاك و هحاول اجيلك! 


- تمام يا فندم.. 


خرجت " لـيلـي" من غرفة العمليات و الأسى يبدو على وجهها.. 


اقترب منها و قال بترقـب


- عملتي اية ،،هي كويسة؟! 


أومأت بالإيجاب و قالت بصوت حزين


- بس البيبي نـزل! 


زم شفتيه بضيق،، فأكملـت هي قائلة


- من الواضح أن كان في محاولة اعتداء المقصود منها أن البيبي ينزل.. و في أثار ضرب جامدة على جسمها و أثر ضغط سكينة على رقبتها!! 


جز على أسنانه قائـلًا بغيظ


- متقلقيش ،،اللي عمل كدة هيتجاب قريب اووي!! 


- اللي عمل كدة معروف كويس اووي يا مازن و غرضه من كدة واضح اوي!! 


ضم حاجبيه و هو يقول بتساؤل


- وضحى كلامك شوية يا ليلى.. مين اللي هيبقي عايز يعمل كدة!! 


- مفيش غير سما مرات حسام خصوصا بعد هو ما مات،، عايزة تضمن أن هي و ابنها بس اللي هيورثوا!! 


أغمض عينيه محـاولًا السيطرة على غضبه تجاه هذه المخلوقة التي تدعي " سما" و قال


- انتي كلامك صح!! 


وجد " نـور" خارجة من غرفة العمليات على الفراش.. 

ذهب خلفها و دخل تلك الغرفة التي ادخلوها فيها.. 


جلس بجانبها على الفراش و هو ينظر لها بفحص قلق،، ابتسمت " ليـلي" و هي تقول


- انا هروح اظبط إجراءات دخولها المستشفى و هرجع تاني.. 


- اتفضلي.. 


رد عليها " مازن" بهذه العبارة ثم اقترب من " نور" و هو يحتوي كفها الصغير بين كفيه و يقبله بحب شديد.. 


وضع كفها على وجهه و هو يقبله قائـلًا


- نفسي اقولك اني بحبك يا نور،، خايف اووي من رد فعلك.. عارفة ان انا فرحت في وفاة حسام.. حسيت اني بني آدم مريض،، بس بجد فرحت لأنك ماتستاهليش واحد زيه... فرحت لأني أخيرًا هقرب منك من غير ما اكون بعمل حاجة غلط،، عارفة اول مرة شوفتك هنا لنا وقفت مبلم قدامك.. تقريبا في نفس الاوضة،، انا عارف انك اتنرفزتي مني لاني كنت ببصلك جامد اووي،، بس حسيت كأنك خطفتيني.. من اللحظة دي و انا بتعذب يا نور خصوصا بعد ما عرفت انك متجوزة... 


بدأت تتململ فترك كفها برفق حتى لا تنزعج منه،، وضعت يدها على بطنها و هي تقول بدون وعي 


- ابني لا حرام عليكم سيبوني.. متقتلونيش!! 


هزها برفق و هو يقول 


- نور فوقي متخافيش،، اهدي!! 


فتحت عينيها بصعوبة و هي تبكي قائلة


- حسام عايز يقتل ابني يا مازن.. الحقني!! 


ربت على خصلات شعرها و هو يقول مطمئنـًا إيـاها 


- متخافيش يا نور.. حسام مـات!! 


و على عكس ما توقع انهيارها و بكائها.. وجدها تبتسم قائلة


- مات خلاص،، مات و مش هيقتل ابني!! 


أمسك كفيها بتلقائية قائـلًا


- محدش هيقرب منك يا نور.. متخافيش!! 


دلفت " ليـلي" و هي تنظر لها و لابتسامتها بدهشة و قالت


- سلامتك يا نور.. مين اللي عمل فيكي كدة!! 


لاحظت " نور" كفها القاطن بين يدي " مازن" فانتزعته بهدوء و هي تنظر إلى " ليلي" قائلة


- مش عارفة.. انا كنت قاعدة في الجنينة عادي.. مرة واحدة سمعت صوت باب الجنينة بيتفتح و انا عارفة ان عم سامح مسافر و مش موجود.. قعدت انادي عليه يمكن يكون رجع بس مفيش حد بيرد،، بعدها لقيت خمس ستات لابسين اسود و جايين ناحيتي كان شكلهم يخوف اووي.. جريت على الفيلا جوة و انا بنادي على سمر تلحقني،، بس هما جم ورانا.. سمر وقفت قدامهم عشان تمنعهم يدخلوا الاوضة بتاعتي و انا دخلت و قفلت الباب،، و بعدين سمعت صوت صرخة سمر.. فتحت الباب بالراحة اشوف في أية لقيتهم دبحوها.. و لقيت الست اللي كان معاها السكينة جت و كتفتني و حطيتها على رقبتي و واحدة تانية جت تقف قدامي و قالتلي أن حسام هو اللي باعتهم عشان يسقطوني،، مرة واحدة هجموا عليا و بدأوا يضربوني جامد في بطني و مشيوا،، آخر حاجة فكراها مازن و هو بينده عليا!! 


- استحالة يكون حسام اللي عمل كدة لأنه اتقتل!! 


قالها " مازن" بتفكير لتردف " ليلي" 


- و بعدين لو حسام عايز يعمل كدة مش هيسلط ستات يعني و هو مش بالغباء دة عشان يخليهم يقولوا لنور أن هو اللي عايز يسقطها.. انا واثقة أن اللي عملت كدة سما و قالت للستات دول يقولوا كدة عشان تبعد عنها الشبهات.. غبية!! 


- ليلي هو البيبي لسة كويس!! 


تسـاءلت" نور" بخوف لتنكس " ليلي" رأسها قائلة بحزن 


- لا يا نور للأسف البيبي نزل!!! 


_______________________________________


¶ جالسة بجانبه على الفراش و هي تهزه قائلة بمرح 


- أحمد.. يا احمد اصحى بقى كفاية نوم الساعة بقت 4 العصر و انت لسة نايم!! 


تمتم بصوت غير مفهوم


- شوية يا فاطمة.. 


نظرت له بغيظ... فهي على هذا الحال منذ ساعة تقريبا،، نهضت من الفراش و ذهبت.. 


اطمئن هو أنها ذهبت فذهب في نوم عميق مرة أخرى... و فجأة انتفض من محله و هو يصيح قائـلًا بغضب


- يا بنت المجانين.. ميه متلجة يا فاطمة في عز الشتا دي!! 


وضعت يديها بخصرها و قالت بضيق 


- بصحيك بقالي ساعة مش بتصحي.. أعملك اية ؟! 


نهض من الفراش و هو يقترب منها بخطى بطيئة و قال 


- انا هقولك تعملي اية يا فاطمة.. 


نظرت له بهلع و هي تراه يتقدم منها فصرخت و هي تركض للهروب منه.. 

لكنه كان أسرع منها و أمسكها من ملابسها من مؤخرة رقبتها.. 


شهقت و هي تترجاه قائـلة


- أحمد و حياة امك بهزر معاك.. أحمد يا نهار اسود خلاص!! 


تجاهل صراخها و حملها بين يديه و توجه نحو المرحاض،، اقترب من حوض الاستحمام.. 


فتشبثت هي بملابسه قائلة


- آسفة و الله يا احمد.. يخربيت اللي يهزر معاك نزلني!! 


- انا هوريكي اللي يهزر معايا أخرته هتبقي إية يا فاطمة!! 


فتح صنوبر المياة و وضعها تحت المياة الباردة لتجذبه هي ليقع فوقها و يبتلا معًا!! 


- ربنا يسامحك يا احمد.. خرجني بقا و الله هموت من الساقعة و النبي!! 


أطفأ صنوبر المياه و حملها لتصبح هي فوقه و تمدد هو على المياه.. 


- مش فاهم انا هو في حد يصحى حد كدة،، عايزة اية انتي!! 


زمت شفتيها بضيق طفولي و قالت


- انت سايبني قاعدة لوحدي و انا المفروض يعني عروسة جديدة.. و بعدين طنط زهرة اتصلت و قالت إنها عزمانة على الغدا عشان تصالحك!! 


لاحظ رجفتها،، فخلع سترته و أحاطها بها و حملها و هو يخرج من المرحاض.. صرخت هي به قائلة 


- يخربيتك هتاخد برد!! 


ألقاها على الفراش و هو يتجه ليجلب منشفة و هو يقول


- انا غلطان لأهلك اني خايف عليكي تاخد برد!! 


اتجهت نحوه و هي تحيط خصره من الخلف و تقول بسماجة 


- من أمتي الرومانسية دي يا ابو حميد.. 


- اوعي يا فاطمة عشان البس.. اوعي عشان مدكيش في وشك.. 


وقفت أمامه و هي تقبل وجنته قائلة


- خلاص بقا متزعلش... المهم دلوقتي احنا هنروح لطنط و انت لازم تعتذرلها يا احمد! 


تنهد و هو يحتضنها لتستشعر دفئ جسده فتغمر حالها به.. ليقول هو


- مكنتش متخيل انك هتتغيري كدة في يوم و ليلة!! 


عبثت أصابعها في خصلات شعره و هي تقول


- الأول مكنتش حاسة نحيتك بأي مشاعر إنما دلوقتي انا بحبك.. و لازم اخلي الدنيا كلها تضحك في وشك.. 


________________________________________


¶ لفت الحجاب حول شعرها بعشوائية لتتناثر خصلات شعرها البنيه على جبينها و هي تدخل إليه الشرفة قائلة


- صباح الخير يا فهد!! 


نظر لها بابتسامة و هو يقول.. 


- صباح النور يا منى.. نمتي كويس؟! 


زمت شفتيها و هي تجلس على المقعد أمامه قائلة 


- لا طبعًا منمتش كويس،، انا خايفة يا فهد! 


سقط الحجاب من علي شعرها لتنحني لتجلبه فيمنعها هو قائلا


- منى انتي دلوقتي مراتي بجد.. يعني مفيش حاجة تخليكي قاعدة قدامي بالحجاب و تتخنقي كدة!! 


تجلى الارتباك على قسمات وجهها،، فاردف هو


- و بعدين انتي خايفة من أية،، هما هيمشوا النهاردة و كل حاجة هتخلص!! 


- انا خايفة من عدي.. خايفة منه اووي!! 


- ليه هو ماله بيكي أصلًا،، محدش يقدر يجي جنبك،، يلا بس اجهزي عشان الفطار جهز.. ننزل نفطر معاهم عشان يتكلوا على الله!! 


أومأت بالموافقة و ارتدت ملابسها.. و خرجا معًا من غرفة الزوجية.. 


أمسك " فهد" بكفها و اتجه نحو مجلسهم للطعام،، رحب بهم جميعًا.. لاحظ ان " مني" تضغط على كفه و كأنها تأكد على وجوده بجانبها،، نظر إلى الجهة التي تنظر بها ليجد " عدي" ابن عمها ينظر لها و هو يدقق في كل قطعة في جسدها.. 


تنحنح بخشونة و هو يجلسها ثم يتجه ليترأس المائدة و هو يطلق نظرات حارقة إلى " عدي".. 


- انتم لازم تعملوا الدخلة في قنا!! 


قالها " حكـيم" موجهًا حديثه إلى " فهد".. ليرد " فهد" قائلًا


- احنا اتفقنا امبارح يا حاج حكيم أن الفرح هيبقي هنا.. و انت وافقت اية اللى غير رأيك بقا!! 


نظر "حكيم" إلى " عدي" و كأنه يستشيره ليرد الآخر قائـلًا


- لازم نفرحوا بشرف بتنا و البلد كلها تشهد على شرفها!! 


جز" فهد" على أسنانه و قال بضيق


- أولا يا حاج حكيم انا كلامي معاك انت،، ثانيا أظن انت اكتر واحد عارف ان بنتكم شريفة و محدش يقدر يقول كلمة عليها


- و هي لو كانت شريفة صوح كانت اتجوزت من غير ما تجولنا!! 


ضرب " فهد" المنضدة بيده غضبًا من هذه الجملة الصادرة من " عدي" و قال


- هتقعد في بيتي يبقى تقعد باحترامك و تتكلم عن مراتي عدل و متتجرأش ترفع عينك فيها.. انت فاهم!! 


- اهدي بس يا فهد يا ولدي.. و انت يا عدي،، عيب اللي عتجوله على بت عمك دية!! 


نطق بها " حكيم" و هو يحاول إصلاح الأمر الذي أفسده " عدي".. ليرد " فهد "


- انا عامل احترام ليك بس يا حاج حكيم.. 


- تشكر يا ولدي،، بس خلينا نفرح بيكوا في الصعيد احسن!! 


صمت " فهد" مفكرًا بالأمر ليقول 


- ماشي يا حاج حكيم.. عشان مزعلكش بس الفرح هيتعمل في الصعيد.. 


_______________________________________


¶ دخل إلى الحجرة القاطنة بها و هو يحمل تلك الملاك التي تشبهه كثيرًا في الملامح.. 

ابتسمت " نور" ابتسامة باهتة و قالت 


- شكرًا يا مازن انك وافقت تجيبها.. 


اتجه نحوها و جلس على المقعد المجاور للفراش و هو يقول


- اعرفكم ببعض،، حياة بنتي،، و دي يا يويو طنط نور.. 


ابتسمت " نور" و هي تمد يدها له لتحمل الصغيرة فقال هو


- انتي لسة تعبانة يا نور.. 


- لا انا بقيت كويسة،، عشان خاطري سيبني اشيلها شوية 


ابتسم و هو يعطيها " حياة" التي ابتسمت ما إن رأت وجه " نور".. 


ظلت " نور" تداعبها و هو تضحك معها و هو يتابعها بشغف.. و يستشعر اشتياقها لكونها أم كثيرًا.. 


تنهد براحة و قال بتردد 


- تتجوزيني يا نور! 


___________________________________


¶ دلفت إلى المنزل و للتو قد عادت من المشفى،، 

سمعت صوت ضحكات " فارس" و" هند" قادمة من الداخل.. 

ابتسمت و هي تخلع حذائها و تتجه للداخل.. 

اتجهت ناحية المطبخ.. لتختفي الابتسامة من وجهها و هي تنظر للفوضى التي أحدثاها في المطبخ.. 


- آية دة يا فارس.. 


- بناكل مم يا مامي.. 


قالتها " هند" ببراءة و قد تعلمت الحديث مؤخرًا على يد " فارس".. 

لتقول " ليلي" و مازالت الصدمة مسيطرة عليها


- آية اللي انتم عملتوه في المطبخ دة!!، ،دقيق على الحيطة و الماية مغرقة الأرض و الشوكولاته سايحة على الترابيزة.. انتم كنتوا بتعملوا اية!! 


ضحك " فارس" على مظهرها و هو يتجه ليغسل يده و يقول


- حاولنا نعمل كيك بالشوكليت بس فشلنا.. انفجرت في وشنا!! 


ضحكت " ليلي" رغمًا عنها من لهجته هذه و قالت


- طيب قولولي اشتري و انا جاية أو اعملكم انا،، إنما تبهدل الدنيا كدة.. حرام عليكم يا ظلمة!! 


حمل " فارس" " هند "و أحاط " ليلي" و اتجه للخارج و هو يقول


- حصل خير.. كل دة هيتنضف عادي يعني!! 


نظرت لملابسه التي تلطخت بالشوكولاتة و الدقيق.. وضعت يدها علي سترته و هي تلطخ يدها بالدقيق و الشوكولاته و وضعتها على وجهه.. 


- عشان تحرم توسخ الدنيا تاني كدة انت و بنتك.. البس بقا!! 


ابتعدت عنه لتضحك " هند" بشدة على مظهره،، ابتسم هو ابتسامة صفراء و انزل " هند" أرضا و اتجه نحو " ليلي" التي دخلت المطبخ.. 


كانت مولية ظهرها له،، فاقترب منها ببطء حتى لا تشعر به و سكب إناء اللبن عليها.. 


صرخت هي بتقزز و هي تقول


- يع يا فارس يع.. لبن!! 


ضحك هو على مظهرها و هي تكاد تبكي مثل الأطفال و تدبدب بقدميها أرضًا.. 


سمع صوت دقات الباب،، قالت


- دة مازن.. انا هروح افتح!! 


اتجهت نحو الباب بهذا المظهر و فتحته لتجد " مازن" و بجانبه " نور" و هي تحمل طفلة لم تتعدى عامها الثالث


نظرت له بدهشة.. هو أخبرها انه سيأتي وحده للجلوس مع " فارس"، 

فلمـَ جاءت " نور" معه!! 


- انتي هتفضل متنحة كدة كتير.. و بعدين انتي عاملة كدة لية؟! 


قالتها " نور" بتساؤل.. فكادت " ليلي" أن ترد لكن صوت" فارس" سبقها حينما قال


- يلا يا ليلى كل دة بتفتحي الباب!! 


نظرت لها " نـور" بدهشة و قالت


- مين اللي معاكي دة يا ليلى.. اوعي كدة!! 


ازاحتها " نور" لتدلف بينما هتف " مازن" بها قائلا 


- اصبري يا نور عشان افهمك!! 


دلفوا للداخل لتقف" نور "أمام " فارس" بصدمة قائلة


- فارس.. ازاي يعني؟! 


جذبها " مازن" قائلًا... 


- قولتلك اصبري هفهمك.. 


______________________________________


¶ تململت في الفراش و هي تشعر به ينهض ليحرمها من أحضانه الدافئة.. 

فتحت عينيها ببطء و هي تراه يرتدي ملابسه ليغادر الحجرة،، كعادته في الآونة الأخيرة.. يأتي ليقضي معها الليل كأي عاهرة و في الصباح يتركها و يذهب للجلوس مع " ريم"!! 


- انت رايح فين يا يوسف،، مش كل يوم على الحال دة!! 


نظر لها بلا مبالاة و لم يجيبها فبكت هي بقهر و قالت


- انت مش جايب واحدة من الشارع يا يوسف تقضي معاها وقت لطيف،، انا مراتك،، دة انت ناقص ترميلي فلوس في وشي و تخرج!! 


- هنا،، بلاش نكد على الصبح.. 


لفت جسدها بالغطاء و هي تقول 


- نكد؟!... انا كدة نكد يا يوسف،، خلاص طلقني و سيبني في حالي ارجع لشغلي و حياتي و انت عيش مع مراتك التانية في سعادة يا يوسف!! 


- بلاش الكلام الخايب دة.. و اعملي حسابك مفيش شغل من هنا و رايح حتى لو رجعنا مصر!! 


لم يترك لها فرصة الاعتراض و تركها و خرج لتبكي و هي تقول 


- انا رخيصة.. انا استاهل كل اللي بيحصل دة.. ارحمني يا رب بقى و خلصني من اللي انا فيه دة!! 


دلفت " منيرة" و هي تري حالتها البائسة تلك.. اقتربت منها و هي تجلس على الفراش بجانبها قائلة


- خرج و سابك تاني!! 


- ايوة.. بيعاملني على اني واحدة رخيصة جايبها من الشارع،، انا تعبت يا منيرة.. و لا هو عايز يطلقني و يخصني من العذاب دة.. و لا عايز ينسى اللي فات و يبدأ معايا صفحة جديدة.. 


- اسمعيني زين يا هنا،، متخليهوش يجرب منك تاني! 


- ازاي يعني،، انتي عارفة يوسف ممكن يتجنن عليا!! 


- لا صدجيني هو هيتعصب شوي بس مش هيجربلك الا برضاكي.. و ساعتها بجا انتي لازم تتجننيه،، كيف ما بتجولو في مصر.. شوج و لا تدوج.. 


- و انا كدة هستفاد اية ؟! 


- هتعرفيه جيمتك.. هتخليه يرمح وراكي،،أجولك على حاجة بس تبجي سر بيناتنا!! 


- قولي.. 


- هو ما جربش لريم.. و هي اللي جالتلي إكدة،، بيدخل عندها الصبح يجعد في البلكونة و يخرج يجعد معاكي بالليل.. عارفة معناته اية الكلام دية!! 


- آية؟! 


- أنه اتجوزها عشان يجهرك كيف ما جهرتيه،، بس هو عاشجك انتي بس.. و مش رايد حد غيرك،، و انتي بجا لازم تسيطري عليه و تخليه يرمح عليكي!! 


صمتت " هـنا" مفكرة في حديث " منيرة".. لتردف الأخري


- يلا اتصبحي إكدة و البسي خلاجاتك و انزلي عشان ناكلوا مع بعض!! 


_______________________________________


¶ اعتلت الصدمة ملامح " نور" و هي تقول


- يعني انتم كنتوا مخبيين عليا كل دة! 


- مش دة المهم دلوقتي يا نور.. المهم أن انتي و فارس و هند لازم تسافروا ليوسف النهاردة.. 


قالها " مازن" لترد " نور" 


- طيب فارس و هند عشان معرضين هنا للخطر،، طيب انا لية؟! 


تنهد " مازن" و هو ينظر إلى" فارس" الصامت و قال


- في حاجات كتير هتوضح الايام الجاية يا نور.. بس اللي اقدر اقولهولك دلوقتي أن اللي بيحصلك مرتبط بنسبة كبيرة باللي بيحصل لفارس و ليلي!! 


ضمت حاجبيها بعدم فهم و تساءلت 


- طيب و ليلي لية مش هتسافر معانا! 


- ليلي لو سافرت معاكم هيشكوا أن في حاجة غلط.. عشان كدة لازم هي تفضل هنا و تتواصل معاهم عشان توصلنا بيهم! 


- و انا مش هعرض حياة مراتي للخطر يا مازن! 


- يا فارس افهم ليلي هيتعين عليها حراسة من بعيد.. هي الوحيدة اللي هتقدر توصلنا ليهم.. و وجودك هنا مش هيفيد بحاجة بالعكس دة هيعقد الأمور أكتر،، صدقني ليلي هتبقي في أمان.. و انت و نور لازم تسافروا دلوقتي عشان الوقت اللي بيمر دة مش في صالحنا نهائي! 


نظرت له " ليلي" نظرة مشجعة و قالت و هي تربت على يده


- اسمع كلام مازن يا فارس.. انت لو اتعرف انك عايش هيقتلوك انت و هند إنما أنا هما محتاجيني و مش هيأذوني.. في الصعيد انت هتكون في أمان أكتر و انتي يا نور لازم تبعدي شوية عن اللي بيحصل دة و تروحي تشوفي هنا و تقفي جنبها!! 


- يلا يا فارس مفيش وقت،، قوم هات اللي انت محتاجه و يلا!! 


نهض " فارس" و من خلفه " ليلي" لتجهز له ما سيحتاجه.. كان تائه فاحتضنته هي قائلة


- حبيبي اللي بيحصل دة كابوس و هينتهي و هنرجع لبعض تاني صدقني..


ضمها إليه بقوة و قال


- خدي بالك من نفسك يا ليلى.. انا مليش غيرك انتي و هند في الدنيا دي!! 


- و لا انا ليا غيرك.. متخافش كل دة هينتهي و الله.. 


تم إعداد كل شيء و استعدوا للمغادرة،، 


- فارس انت عندك بلكونة بتبص على الشارع الخلفي صح!! 


- ايوة.. 


- انت هتنط منها و انا هاخد نور و هند و هنلفلك بالعربية،، عشان انت مينفعش تخرج من الباب! 


احتضن " ليلي" للمرة الأخيرة بقوة.. 

انحنت " ليلي" تحتضن " هند" و هي تقول


- دودو حبيبتي أنتِ هتسافري مع بابي و انا هاجي وراكم،، اسمعي كلام بابي عشان مزعلش منك! 


أومأت لها الصغيرة بسعادة،، 

هبطوا ليتبقي " فارس" معها.. اتجهوا نحو الشرفة.. و قبل أن يقفز " فارس" أحاط وجهها بكفيه و اقترب منها و هو يهمس لها


- بحبك! 


قبلها بشغف و كأنها المرة الأخيرة و هو لا يجد نقطة إرتواء.. أبعدته عنها برفق و قالت


- يلا يا فارس الوقت مش في صالحنا.. يلا 


نظر لها بحب ثم قفز إلى الشارع نظرا لعدم طول المسافة بين الشرفة و الأرض... 


استقل السيارة مع " مازن" و انطلقوا نحو الصعيد.. 


___________________________________


¶ انحني على ركبتيه ليقبل يد والدته و " فاطمة" خلفه تغمز لها بسعادة لنجاح خطتهما،، 


- سامحيني يا أمي.. انا غلطت و عارف كدة.. بس انتي لازم تسامحيني!! 


ربتت على ظهره و هي تجعله ينهض و قالت


- لو عايزيي اسامحك فعلًا تنسى اللي فات و تخليك مع مراتك بس.. 


احتضنها هو بحب قائلا


- اعتبري اللي انتي بتقولي عليه حصل.. 


جلسوا على المائدة و هم يتناولون الطعام،، أعلن هاتف " أحمد" عن استقبال رسالة.. 

لم تنتبه " فاطمة" و " زهرة" لانشغالهم بالحديث.. 

فتح هو الرسالة و قرأها لتتغير تعابير وجهه كانت قادمة من تلك التي تدعي " شاهي".. 


" انا تحت بيت امك.. انزل عشان معملكش فضيحة في الشارع انت و الست هانم مراتك" 


نهض من علي المائدة و هو يقول


- طيب معلش يا جماعة نسيت السجاير في العربية هجيبها و آجي! 


- اتفضل يا حبيبي.. 


قالتها " فاطمة" بابتسامة ليهبط هو.. بينما قالت " زهرة" 


- برافو عليكي يا فاطمة.. انا راهنت نفسي عليكي و كنت عارفة انك بتحبي أحمد 


سمعا صوت شجار آت من أسفل،، فاتجها نحو الشرفة لينظرا ما الأمر.. 


وجدا " أحمد" و معه " شاهي" و يبدو أنهما يتشاجرا.. 


- مين دي اللي واقفة مع احمد.. 


تساءلت " زهرة" لترد " فاطمة " بغضب


- دي العقربة اللي اسمها شاهي! 


ارتفع صوت " زهرة" و هي تنادي " أحمد" قائلة 


- هاتها و اطلعوا يا احمد مش عايزين فضايح في الشارع! 


تردد " أحمد "و هو ينظر نحو" فاطمة" التي لم ترتسم اي معالم على وجهها.. فقالت " زهرة" 


- يلا يا احمد.. 


استجاب" أحمد "لها.. بينما قالت " فاطمة" 


- عايزة اية الزباله دي تاني.. هي مش بتحرم من آخر مرة! 


- اهدي يا فاطمة و خليكي عاقلة عشان نعرف نتصرف!! 


دخل " أحمد "و معه " شاهي" التي ابتسمت لـ " فاطمة" بغل.. لتبادلها " فاطمة" ابتسامة السخرية.. 


- انتي عايزة اية من الآخر،، لو عايزة قرشين قولي و هنديكي و تختفي من حياتنا!! 


قالتها " زهرة" لترد " شاهي" 


- انا جاية اقوله أن ليه ابن عنده حقوق عليه و لازم يتكفل بيه!! 


- اه و ابني دة مظهرش غير دلوقتي لية يا شاهي.. 


- لو مش مصدقني نعمل DNA و نتأكد.. 


نظر لها بصمت فقالت " زهرة" 


- يبقى بكرة تنزلوا تعملوا ال DNA و نعرف إذا كان الولد ابنه و لا لأ!! 


_____________________________________


¶ هبطت مع " منيرة" للطعام،، وجدته جالس بجانب " ريم" و هو يحتضنها و يطعمها في فمها بيده.. 


تنهدت بغيظ لتهمس لها " منيرة" 


- اتفجنا على أية.. اياكي تخليه يحس انه فارج معاكي!! 


جلست على المائدة و الابتسامة مرتسمة على وجهها.. 


- فارس و نور زمانهم على وصول يا هنا!! 


قالها" يوسف" لتنظر له باستغراب قائلة


- هما جايين.. مقولتليش يعني؟! 


- لسة فارس مبلغني من شوية انه جاي هو و هند بنته و نور!! 


- هو فارس خلف؟! 


تساءلت " منيرة " بصدمة لتجيبها " هنا" بسعادة لمجيئهم 


- اة طبعا من زمان كان مخلف من ليلي!! 


صمتت " منيرة" و هي تتحسر على حبيب عمرها الذي لم يشعر بها و لو للحظات.. 

تمنت لو تكون هي محل " ليلي".. تمنت لو يكن " هو" لها ذاك الحب الذي يكنه لـ " ليلي"!! 

و لكنها لا تعلم أنها " لـيـلـي" واحدة دون سواها التي يعشقها " فـارس"!!!! 


بعد ساعات قليلة وصلوا إلى منزل" يوسف"،، استقبلوهم بحرارة.. 

وقفت " منيرة" تنظر إلى " فارس" بشغف.. ابتسم و هو يحمل " هند "على ذراعه و هو يقول


- ازيك يا منيرة!! 


نظرت نحو" هـنـد" التي تشبه " ليلي" كثيرًا ثم قالت


- منيحة  الحمد لله.. بنتك دية؟! 


- اه.. هند بنتي!! 


- ربنا يخليهالك!! 


_______________________________________


¶ مرت ثلاث أيام تنتظر فيهم " لـيـلـي" اي جواب أو مكالمة منهم.. 

لكن لا أحد قام بالتواصل معها.. 

كانت جالسة في غرفتها تقرأ في كتاب ما عندما سمعت صوت قادم من الخارج.. 

دق قلبها بعنف و نهضت بحذر متجهة إلى الخارج لترى من في الخارج أم أنها تخيلات!! 


ظلت تسير في المنزل و لم تجد شيء.. فاعتقدت انها تهيأت... و لكنها رأت طيف لشخص ما.. 


فهتفت قائلة


- مين.. مين اللي هنا؟! 


لم يجيب أحد عليها،، أمسكت هاتفها و هي تتصل بـ " مازن".. 

و فجأة ظهر أمامها شخص عريض البنية طويل القامة.. 


صرخت و هي تركض نحو غرفتها و تغلق الباب خلفها.. 

كان هو يدفع الباب من الخارج و هي تقاوم بكل ما أوتت من قوة من الداخل.. 


رد " مازن" على اتصالها بصوت ناعس و هو يقول


- الو يا ليلى.. في أية؟! 


انتفض عندما سمع صوت صراخها قادم و هي تقول


- الحقني يا مازن في واحد عندي في الشقة.. الحقني!! 


________________________________________


أنا عارفة اني بقالي فترة بنزل فصول قصيرة و طبعا انا بتأسف على كدة لأن انا عندي ظروف خارجة عن إرادتي.. 

بس اتمنى اني اكون قادرة اني اخليكم تستمتعوا بقراءة الرواية و لو شوية.. 

و خصوصا أن الرواية خلاص قربت تخلص.. و اوعدكم أن بكرة بإذن الله هنزل فصل طويل 

بس عايزة أعرف رأيكم حتي لو نقد.. و اية توقعاتكم للي جاي 

هل مازن هيلحق ليلي.. و مين الراجل دة و عايز منها إية؟! 


                     الفصل التاسع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close