أخر الاخبار

رواية جسور وجميلة الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم دينا جمال

رواية جسور وجميلة

 الفصل السابع عشر والثامن عشر

 بقلم دينا جمال


صدح صوت أيهم قريبا منهم : جميلة، حميلة انتي فين 
تقدم ناحيتهم مسرعا ونزع جميلة من حضن جسور يضمها لصدره بشدة
أيهم: كدة يا جميلة كدة تخضي بابا ، ما تعمليش كدة تاني فاااهمة 

جميلة الصغيرة: حاضر يا بابا 
أيهم لجسور غاضبا: اياك تقرب من بنتي تاني 

قبض جسور علي يده بشدة ليته يملك دليلا واحدا يقول إن تلك الصغيرة ابنتع لكان دق عنق ذلك الايهم في الحال ، أخذ أيهم الصغيرة ورحل 
بينما ظل جسور يراقبهم وهم يبتعدون ، لوحت له الصغيرة من بعيد فرفع يده ولوح لها بدموع حبيسة مهددة بالسقوط 

جميلة بحزن: جسور 
نادته وسكتت لا تعرف ماذا عليها أن تقول لأول مرة تشعر بالشفقة عليه 
قام من مكانه ومد يده لها ليساعدها علي القيام 
فكرت للحظات وبدلا من أن تمسك يده القت نفسها في صدره ولفت ذراعيها حول عنقه 

جميلة: ما تزعلش يا بابا عشان خاطر جميلة 
انسابت دموع عينيه بصمت لف يديه حول جسدها يضمها لها بقوة 
جسور بحزن: قلبي حاسس أنها بنتي ، لو بس معايا دليل واحد علي إن بنتي عايشة 

جميلة مقاطعة بحزن: يعني كنت بتضحك عليا لما قولتلي اني بنتك ، اوعي بقي أنا زعلت منك 

حاولت الابتعاد عنه فشدد علي احتضانها 
جسور بمكر : أبدا هو دخول الحمام زي خروجه 
جميلة بخجل : جسور اوعي حد يشوفنا 
جسور بخبث : احنا مش فيلم بينا اتفاق ولا ايه 
جميلة بحذر : احنا في بينا اتفاق ، اتفاق ايه 

جسور: انكري بقي مش اتفقنا اخدك معايا عند الدجال في المقابل تنفذيلي طلب ، صحيح انتي كنتي قاعدة مركزة مع رجله ليه كدة 

جميلة ببراءة : كنت عايزة اعرف رجله هتبقي رجل معزة زي الفيلم 
جسور ضاحكا: انتي مصيبة ، بس بردوا ليا طلب 
جميلة بمرح: لاء مالكش ، حد ياخد على كلام العيال يا عمدة ، بس حلو العمدة الكاجول دا 

تقدم جسور بضعه خطوات بها الي أن وصلا خلف شجرة 
جميلة: انت بتعمل ايه
جسور: استني بس لحد يشوفونا ، ايوة كدة تمام 

جميلة بخجل : اوعي يا جسور بطل قلة أدب
جسور مبتسما بخبث : احنا لسه عملنا قلة أدب 
جميلة بصدمة: انت ناوي على ايه 
اتسعت ابتسامة جسور الخبيثة ولم يرد 
جميلة بدلال : جسور 
جسور ضاحكا: قديمة ، هتفضلي تقولي جسور وفي الآخر هتقوليلي يا عجوز وتطلعي تجري 
نفخت خديها بغيظ طفولي وربعت ذراعيها امام صدرها : اوووف طب انت عايز ايه دلوقتي 
مال علي اذنها وهمس لها بما يريد لتتسع عينيها بخجل 
جميلة بصدمة : يا قليل الادب يا ساف
ابتلع باقي شتيمتها في فمه فكانت قبلتهم الأولي 

جسور بيه ، يا جسور بيه 
ابتعد عنها سريعا ينظر للغفير الذي يأتي ناحيتهم مهرولا 
جسور غاضبا: عايز ايه يا زفت
الغفير: الست صفاء هانم بتسأل علي جنابك 

جسور غاضبا: غور قولهم جاي 
رحل الغفير مسرعا ، فعاد ينظر لها وجدها كالياقوتة الحمراء وجهها بأكمله مشتغل من الخجل تغمض عينيها وتضغط عليهما بشدة 

جسور بهدوء : جميلة 
فتحت عينيها المليئة بالدموع تنظر له 
جسور بصدمة: انتي بتعيطي للدرجة دي مش طيقاني 
لم يمهلها الفرصة للكلام كان غاضبا بسبب تلك الدموع التي مبررها الوحيد عنده أنها تكره قربه
جسور ساخرا: ما تشوفيش نفسك أوي دا أنا متجوزك شفقة ، وآخر مرة هفكر حتي اني أقرب ناحيتك 

ثم تركها ورحل غاضبا ووقفت هي متجمدة من الصدمة مكانها 
ذلك الاحمق لا يعرف أنها عندما تشعر بالخجل الشديد تدمع عينيها تلقائيا 

جميلة بضيق: جسور لو سمحت استني 
هرولت ناحيته سريعا ووقفت امامه تنظر له بتحدي
جميلة غاضبة: ممكن اعرف مين اداك الحق تقرر بلساني ، أنا طيقاك ولا لاء
جسور ساخرا: ردك وصل يا دكتورة 

جميلة بضيق: علي فكرة يا جسور أنت بتاخد قرارتك غلط ما بتديش نفسك فرصة تقكر ولا تسأل بتحكم علي ظاهر الصورة بس ، ثم اكملت بارتباك وهي تفرك يديها بخجل أنا لما بتكسف عينيا بعيط 

رمقته بعتاب ثم تركته وهمت بالرحيل عندما قبض علي رسغ يدها برفق 
جميلة: لو سمحت سيب ايدي 
جسور باحراج: جميلة أنا آسف ، أنا عمري ما اعتذرت لحد تقريبا غيرك
جميلة بضيق: مش ذنبي انك تنك وشايف نفسك
جسور بضحكة صغيرة: ماشي يا ستي ، أنا آسف ما كنتش اقصد اضايقك أنا بس .... 

جميلة مقاطعة: اتسرعت في الحكم
جسور : عندك حق خلاص بقي سماح 
جميلة: ماشي يلا بقي نروح أنا بردت الجو هنا برد أوي والجزمة كعبها عالي وجعالي رجلي 

جسور بصوت عالي: عززززام انت يا زفت 
الغفير : ايوة يا سي جسور بيه 
جسور: هاتلي عبايتي من العربية
هز الغفير رأسه إيجابا سريعا وهرول الي سيارة جسور 

جميلة: جسور مالوش لازمة احنا هنروح العربية أهو
احضر الغفير جلباب جسور الاسود الصعيدي الذي يضعه علي كتفيه 
فاخذه جسور منه ولفه حول جميلة بأحكام وانحني بجذعه قليلا وحملها بين ذراعيه 

جميلة بصدمة: يالهوي نزلني يا جسور 
وقفت السيدات والفتيات ينظرن الي عمدة بلدهم  الوسيم وهو يحمل زوجته ترمقهم الفتيات بابتسامة حالمة ، بينما يختلف تعابير المتزوجات ما بين غبطة وسرور وحقد وحسد وتنظر بعضهن الي أزواجهم شرزا برسالة فحواها ( ليلتك مش فايتة الليلة دي ) 

وضع جسور جميلة في السيارة ثم ذهب ليحضر والدته واخته فوجد زين يلعب مع مجموعة من الأولاد
جسور غاضبا: زين تعالا اهنه
تقدم زين نحوه برعب : ايوة يا خال
جسور غاضبا: اني مش خبرتك قبل سابق ما تلعبش مع حد 
زين بخوف : إني آسف يا خال هما الي جم لعبوا معايا 
جسور غاضبا: عقابك يعدين روح علي العربية يلا 
هرول الصغير مسرعا من امامه الي سيارة خاله 
جميلة مبتسمة: ما تخفش يا زين خالك بيحبك مش هيعاقبك
زين بحزن: عارف أنه هيحبني بس إني نفس العب مع العيال ، خالي ما بيرضاش خالص ودايما عايزني ابقي لحالي 

جميلة بحزن: ما تزعلش يا حبيبي أنا هكلمه وهخليه يوافق تلعب مع العيال 
زين مبتسما:، بجد يا مرات خالي 

جميلة بضيق: ايه مرات خالي دي قولي يا جميلة 
زين : لع عيب خالي يزعل وكله الا زعل خالي دا هو كل حاجة ليا بعد ابوي الله يرحمه 
جميلة مبتسمة: ماشي يا سيدي قول الي يعجبك 
جاء جسور ومعه صفاء وسهر ما أن رأت جميلة جسور شعر بضيق واختناق فاشاحت بوجهها بعيدا عنه
__________________________
أيهم: طب انتي زعلانة ليه يا جميلة 
جميلة الصغيرة: عتان انت زعقت لعمو 
أيهم بصدمة: مش عمو دا كان مخوف جميلة 
جميلة: لاء عمو كان بيضرب الراجل الترير الي عايز يموت العيال التغيرة ( الصغيرة ) 

أيهم بضيق: يعني انتي عيزاني أعمل ايه 
رفعت جميلة حاجبها بضيق فاكمل أيهم بضيق : حاضر يا ست ميلا هروح اعتذر حلو كدة
قبلته الصغيرة علي وجنته بسعادة : شاطر يا ايتم 
أيهم بحنان: قلب ايتم يلا بقي عشان تنامي 
دثرها أيهم بالغطاء جيدا وجلس بجانبها يمسد علي شعرها بحنان وهي نائمة بداخله قلق لا يعرف ماهيته ذلك الجسور يثير قلقه تجاه ابنته ، نظر أيهم ناحية وجهها الملائكي وهي نائمة واردف في نفسه بتصميم : ايوة انتي بنتي ومستحيل أخلي اي حاجة في الدنيا تبعدك عني 
___________________________
في السرايا ما أن وصلوا الي السيارة حتي تركتهم جميلة وصعدت الي غرفتها بضيق 
صفاء: أنت زعلت جميلة يا جسور
جسور: لاء ومش فاهم هي مضايقة
صفاء مبتسمة: طب اطلع شوفوها عروسة جديدة بقي وبتدلع 
هز جسور رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة وقبل رأس صفاء : تصبحي على خير يا ست الكل 

صفاء مبتسمة: وانت من اهله يا حبيبي ربنا يريح قلبك يا ولدي ويرزقك الذرية الصالحة 

ابتسم جسور لها ابتسامة صفراء ثم صعد لأعلي
دخل غرفته فوجد جميلة تقف امام النافذة تعقد ذراعيها بضيق امام صدرها تحرك قدمها بعصبية 
جسور في نفسه : مالها دي
تقدم ناحيتها الي اصبح قريب منها: جميلة 
نفخت بغضب ثم تركته وذهبت ناحية الفراش 
جسور بضيق: في ايه يا جميلة
جميلة غاضبة: مالكش دعوة 
قبض جسور علي رسغ يدها بعنف : صوتك يعلي اقطعلك لسانك مالك في ايه 

جميلة بضيق: ما اعرفش المشكلة أن أنا ما اعرفش أنا مخنوقة ومضايقة ومش طايقاك 
جسور بدهشة: لا حول ولا قوة الا بالله مالك يا بنتي
جميلة بدموع: ما اعرفش يا جسور حاسة بخنقه وحاسة إني  مضايقة كأن في حاجة طابقة علي نفسي 

جسور بهدوء: طب اهدي كدة وروحي اغسلي وشك واتوضي وتعالي 
هزت رأسها إيجابا ثم تركته وذهبت إلى المرحاض وفعلت مثلما طلب منها وخرجت وجدته جالس علي الفراش بعدما ابدل ملابسه 

اشار الى ان تأتي وتجلس بجانبه ، نظرت له بقلق ، فابتسم لها ابتسامة هادئة
جسور: تعالي ما تخافيش 
جلست بجابنه فوضع يده على رأسها وبدأ يقرأ عليها الرقية الشرعية 

o “أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه 

o “أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون

o “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” 

o “أعوذ بوجه الله الكريم، وبكلمات الله التامات، اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها، وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل والنهار، إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن

o “أُعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامَّة” 

o “بسم الله -ثلاثًا-، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ” 

بسم الله -ثلاثًا-، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر 

بسم الله -ثلاثًا-، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر 

بسم الله -ثلاثًا-، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر 

بسم الله -ثلاثًا-، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر 

بسم الله -ثلاثًا-، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر 

بسم الله -ثلاثًا-، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر 

o “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم 
” 
“بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم 

“بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم 

o “بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد ،الله يشفيك، بسم الله أرقيك” 

o “بسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين”

o “بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفى سقيمُنا بإذن ربِّنا” 

o “لا بأس عليك، طهور إن شاء الله” 

o “بسم الله الكبير، أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعَّار، ومن شر حر النار” 

o “حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم 

حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم

حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم 

حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم 

حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم 

حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم 

حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم 

o “اللهم أذهب الباس، رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقمًا” 

o “اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوًّا، أو يمشي لك إلى صلاة” 

o “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت 

“اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت 

“اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت 

o “اللهم أذهب عنه حرها وبرْدها ووصَبها 

شعرت بجفنيها يتثقلان وهو يقرأ عليها ، وبدأت تشعر بالنعاس يداهمها 
جميلة بنعاس : جسور أنا عايزة انام ، هاااااااا 
شهقت بعنف عندما القي علي وجهها بعض قطرات من الماء فجاءه 
جسور مبتسما بهدوء وهو يمسح قطرات الماء عن وجهها : اهدي اهدي ، خلاص 
جميلة بنعاس : هو ايه الي حصل
جسور مبتسما: محسودة يا ستي 
جميلة بنعاس : علي ايه يعني
جسور بغرور: كفاية أنك مراتي يا ماما 
جميلة بنعاس: طب حاسب من كتر النفخة تفرقع 
جسور ضاحكا: انتي مشكلة 
حملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش ودثرها جيدا بالغطاء وظل يمسد علي شعرها وهو يقرأ بعض آيات القرآن الكريم حتي غلبه النعاس 
____________________________
في صباح اليوم التالي 

يالهوي مز حتي وهو نايم 
قالتها جميلة بابتسامة حالمة وهي تتطلع الي ملامح جسور المستكينة وهو نائم 
وببقي مز أكتر لما بصحي علي فكرة 
قالها جسور بخبث وهو يفتح عينيه ، فخباءت جميلة وجهها تحت الغطاء
جسور بخبث : جميلة
جميلة بخجل : أنا نايمة 
جسور ضاحكا : لاء يا شيخة وبتردي عليا ازاي وانتي نايمة
جميلة  مبتسمة ببلاهة: عادي أنا بتكلم وأنا نايمة ، في ناس بتمشي وهي نايمة
رفع الغطاء عن وجهها ليقابل ذلك الياقوت الأحمر مرة أخري 

جسور بخبث: بقولك ايه 
جميلة ببلاهة : ايه 
جسور بخبث: قربي بس هقولك حاجة مهمة
جميلة: صحيح أنت اتجوزتني ليه
نظر لها جسور باشمئزاز : تكفير ذنوب ، الي بتعمليه فيا دا تكفير ذنوب أنا رايح الحمام 

تركها وغادر الي الحمام وهو يتمتم بغضب : أنت اتجوزتني ليه مش لما اتجوزك الأول فصيلة 
دخل الي الحمام وصفع الباب خلفه بضيق 

جميلة : ايه دا هو اتضايق ليه 
خرج جسور من المرحاض يجفف شعره بضيق 
جميلة: جسور 
جسور بضيق: نعم 

جميلة: هو أنت ليه مش بتخلي زين يلعب مع العيال عشان هو ابن أخت العمدة ودول ولاد ناس غلابة 

جسور بملل : جميلة الساعة كام
جميلة: 8
جسور: بصي يا جميلة قاعدة كدة اعرفيها ما تسأليش راجل مصري صاحي من النوم ولا سؤال عارفة إن شاء الله حتي تفطر ايه بدل ما تلاقي ايده معلمة علي قفاكي 

جميلة: بس أنا عايزة اعرف وعايزة اعرف كمان أنت اتجوزتني ليه 
جسور: حاضر بليل تمام كدة 
دق باب غرفة جسور 
جسور: ادخل
دخلت الخادمة : جسور بيه في راجل واقف تحت اسمه أيهم ومعاه عيلة اصغيرة
هتف جسور بقلق : جميلة
نزل جسور يهرول لأسفل سريعا الي أن وصل إليهم
جسور بقلق: خير في ايه جميلة كويسة 

أيهم بإحراج: ما تقلقش حضرتك ، أنا طبعا آسف على الازعاج وإني جيت لحضرتك بدري كدة بس جميلة أصرت اننا نيجي دلوقتي 

جسور سريعا؛ انتوا تيجوا في اي وقت 
فتح جسور ذراعيه وهتف بلهفة: تعالي يا جميلة 
تركت الصغيرة أيهم وأسرعت تحتضن جسور 
جميلة الصغيرة بسعادة: عمو جتور 

أيهم باحراج: معلش يا افندم اصلها لدغة في السين بتقولها تة ، أنا كنت لحضرتك أعتذر عن الي قولته امبارح أنا آسف يا جسور بيه 

جسور: ما فيش مشكلة ما حصلش حاجة
أيهم مبتسما: يلا يا جوجي بقي مش اعتذرنا لعمو 
جسور سريعا: بالسرعة دي اكيد لسه ما فطرتش صح ، صح يا حبيبتي 
هزت جميلة رأسها إيجابا : أنا عايزة كورن فلكت 
جسور سريعا: من عينيا 
أيهم باحراج:  بس يا افندم....
جسور مقاطعا: ما فيش بس مش هتمشوا من هنا من غير فطار ثم صاح بصوت عالي يا أم السعد
جاءت الخادمة مسرعة : ايوة يا بيه
جسور: حضري الفطور بسرعة
الخادمة : حاضر يا بيه 
جسور لجميلة : تعالي انتي معايا اجيبلك كورن فلكس 

حملها علي ذراعه وخرج بها من غرفة الصالون متجها الي المطبخ 
أم السعد: خير يا بيه
جسور: مالكيش صالح انتي شوفي بتعملي ايه
فتح جسور دولاب المطبخ  الذي يحوي تلك العلب علي مصرعيه فزين ابن اخته يحبه لذلك يحضر منه الكثير
جسور مبتسما: اختاري يا ستي الي يعجبك ولو عيزاهم كلهم نجيبهم كلهم 
جميلة الصغيرة: أنا عايزة بالتوكولاتة 
جسور: بس كدة 
اخرج لها جسور كل العلب التي بنكهة الشكولاتة 
_________________________

18
في غرفة الصالون يجلس أيهم قلقا علي صغيرته 
الي أن سمع صوت انثوي يهتف بنعاس 
سهر بنعاس : يا أم السعد حضري الفطور لزين عشان يروح المدرسة 

نظر لصاحبة الصوت ليفغر فاهه بصدمة من تلك الحورية فاتنة الجمال ، لأول مرة يري ذلك الجمال الطبيعي الغير ملطخ بتلك الألوان الاصطناعية ، تسأل في نفسه هل يعقل أن يكون شعرها بهذا الطول فعلا فهو يغطي ظهرها بأكمله 

أيهم بهيام : يا نهار أبيض علي الجمال ، دا الصعيد احلو قوي قوي 

خرج جسور من المطبخ وهو يحمل الصغيرة علي احد ذراعيه ويمسك بيده طبق كبير من ال( الكورن فلكس ) 

سهر باستفهام : واااه مين اصغيرة دي يا اخوي
جسور مبتسما: دي جميلة بنتي 
ثم تركها وغادر الي غرفة الطعام
سهر باسي: حسرة قلبي عليك يا أخوي 

بعد قليل كان الجميع متجمعين في غرفة الطعام وجسور يجلس الصغيرة علي قدميه يطعمها بيده 

أيهم: نزلها يا جسور بيه عشان ما تتعبش حضرتك
جسور بضيق: أنا الي هتعب مش أنت 
دخلت سهر غرفة الطعام ومعها الصغير زين
الذي ظل ينظر لتلك الصغيرة بدهشة ، ذهب كعادته وقبل يد خاله باحترام
زين : صباح الخير يا خال 
جسور مبتسما: صباح النور يا زين الرجال تعالا اهنه جاري 
عقد زين حاجبيه بدهشة منذ متي وخاله  يبتسم جلس زين علي الكرسي المجاور لجسور
زين : مين دي يا خال
جسور مبتسما: دي يا سيدي جميلة 
مد زين يده ليسلم علي جميلة : اني زين 

نظرت له الصغيرة بتناكة واشاحت بوجهها بعيدا 
زين غاضبا: واااه شوف عتبصلي كيف 
كتم جسور ضحكته بصعوبة نظر ناحية الصغيرة : جميلة ما سلمتيش علي زين ليه
جميلة ببراءة: عتان أحمد مت يزعل مني
رفع جسور حاجبه باستفهام: احمد مين
أيهم سريعا : دا دا دا شيخ الجامع الي جنبا 
جميلة الصغيرة : لاء يا ايتم مت تكذب أحمد دا تاحبي 
لطم أيهم علي خده ، أيهم في نفسه : الله يخربيتك هيدفنونا هنا 

جسور بضيق: صاحبك ازاي يا جميلة 
جميلة الصغيرة ببراءة: تاحبي في الحضانة بيقعد جنبي في الفتل ( الفصل ) ويبجبلي حاجات حلوة وبيبوس جميلة من خدها 

انحبست أنفاس جسور من المفاجاءة ، طفلته الصغيرة التي لم تتجاوز الخمسة أعوام لديها صديق والادهي من ذلك انه يقبلها 
جسور في نفسه: اجوزها واستر عليها قبل ما تفضحني واقتل أحمد ، دا اسلم حل 
هز رأسه نفيا بقوة 
جسور في نفسه: استغفر الله العظيم يا رب ايه الي أنا بقوله دا 

أيهم: جميلة كفاية كدة بقي ويلا نمشي 
جسور: تمشوا فين
أيهم: نروح حضرتك اصريت نفضل لحد ما الفطار وادينا أهو فطرنا ممكن تديني البنت بقي عشان امشي 

جميلة الصغيرة: لاء أنا هفضل مع جتور هو هيلعب معايا بالكورة تح يا عمو 

اتسعت ابتسامة جسور: تح يا قلب بابا 
امتعضت ملامح أيهم بضيق من تعلق ابنته بجسور فاق من شروده علي صوت جسور 

جسور: صحيح يا باشمهندس ، أنا عايز شهادة ميلاد البنت 
ازدرد أيهم ريقه بتوتر : ششهادة ميلادها ليه
جسور: أنت مطول هنا معانا ما تقلقش ، أنا عايز شهادة ميلادها وبطاقتك عشان اعملكوا بطاقة تموين ونقدملها في حضانة هنا في البلد 

ايتم بتوتر: شهادة ميلادها في القاهرة ما جيبتهاش معايا 
جسور بمكر : معقول تبقي مسافر وعارف أنها سافرية طويلة وما تجبش شهادة بنتك معاك 

أيهم بتماسك : أهم حاجة تكون بنتي معايا ، بنتي أهم حاجة عندي في الدنيا ، أنت عمرك ما هتحس بقيمة النعمة دي عشان ما عندكش عيال 

انقبض قلب جسور بغضة مريرة ورغم ذلك ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه : عندك حق أهم حاجة البنت 

قام جسور من مكانه يحمل الصغيرة علي ذراعه : البنت عايزة تلعب وزي ما أنت قولت أهم حاجة البت عن إذنك عايز تقعد بيتك ومطرحك ، مش عايز اتفضل وأنا بنفسي هجبلك البنت لحد البيت 

نظر أيهم ناحية سهر التي تطعم زين فهتف في نفسه بهيام : لاء امشي ايه بقي أنا قتيل البيت دا 

زين بضيق: مش هروح يا اما 
سهر : وبعدين وياك يا زين كل يوم نفس الحكاية ، المرة دي هقول لخالك 
زين بخوف: لع عشان خاطري يا إما ما عاوزش اروح ، طب خليني النهاردة بس 

صفاء : خلاص بقي يا سهر سيبيه النهاردة 
سهر : يا اما مغلبني ما عايزش يروح خالص 

كان أيهم يراقب هذا الحديث من بعيد الي أن وجد زين يخرج من غرفة الطعام متجها الي الحديقة ، فخرج خلفه بهدوء 
_____________________________
صفاء بمكر: ما خدتيش بالك من المهندس كان بيبصلك ازاي 
سهر بضيق : يا اما أنا بعد رامز قفلت علي قلبي بالضبة والمفتاح ، الله يرحمه كان زين الرجال 

صفاء : لحد امتي بقي إن شاء الله ، هتفضلي دافنة نفسك وشبابك بالحي لحد ما تشيبي وتعجزي وسنانك تقع ما تقوليلها حاجة يا جميلة ، جميلة انتي يا بنتي 
جميلة: هااااا
صفاء : دا انتي مش معانا خالص مالك يا جميلة
جميلة بقلق: مش عارفة يا ماما قلبي مقبوض أوي حاسة أن في حاجة وحشة هتحصل 
______________________________
رامز بمكر : كدة انتي جاهزة 
نظرت نهي الي نفسها في المرأه لتشهق بفزع مما رأت : الله يخربيتك ايه الي أنت عملتوا دا 

رامز ضاحكا بخبث: بس ايه رأيك ولا اكبر جراح فيكي يا بلد يقدر يكشفنا 

نهي : شيطان يا رامز 
انحني رامز بحركة مسرحية : عارف يا قلب رامز دلوقتي دورك انتي ومش عايز افكرك يا نهي الغلطة قصادها 

نهي مكملة بخوف: حياتي 
رامز مبتسما بخبث: بالظبببط ، يلا بقي يا روحي لسه الطريق طويل 
_____________________________
في سرايا السيوفي ( في الاسطبل ) 

جميلة بخوف : لاء الحتان وحت ، الحتان وقع جميلة 

جسور مبتسما: جميلة شاطرة ومش هتخلي حاجة تخوفها 
جميلة بخوف : لاء أنا خايفة الحتان وحت 
جسور : طب ايه رأيك يا ستي هركب معاكي 

صعد جسور علي صهوة جواده ومال بجزعه قليلا ليلتقط الصغيرة لتصبح بين احضانه علي صهوة الجواد 
حرك جسور لجام الجواد فبدأ يمشي بها برفق 

علي الجانب الآخر في الحديقة
جلس زين علي مقعد خشبي ينظر للأرض بحزن ، سمع صوت يهتف بجانبه بمرح
أيهم: أنا لقيتك قاعد لوحدك قولت أجي اونسك
زين بحزن: ما فرقتش أنا عمري لحالي 
ربط أيهم علي كتفه برفق : أنت ليه مش عايز تروح المدرسة
زين بحزن: اكدة ومش هروح المدرسة تاني واصل 
أيهم: ليه كدة يعني معقول ما عندكش حلم عايز توصله لما تكبر 

زين : نفسي ابقي داكتور
أيهم: طب والي نفسه يبقي دكتور يهمل دروسه وما يروحش المدرسة 
زين : إني بطلع الأول كل سنة 
أيهم: هايل ، طب  ليه مش عاوز تروح المدرسة 
زين بدموع: عشان دايما ببقي لحالي العيال بيخافوا يتكلموا معايا عشان اني ابن أخت العمدة ، ببقي دايما لحالي حتي في الفسحة كل العيال بتلعب مع بعضيها وأنا بقعد بحالي بعيد اتفرج عليهم وخالي ماعيرضاش يخليني اتكلم مع حد ولا العب مع حد 

أيهم بشفقة : ليه خالك ما بيرضاش
زين بدموع: ما اعرفش اخاف اسئله يزعل مني 

أيهم بمرح ليخفف عنه : بقولك ايه بتحب الكورة 
هز زين رأسه إيجابا سريعا 
أيهم: طب يلا قوم نلعب أنا وأنت 

أحضر زين الكرة وبدأ هو وأيهم في اللعب 
بينما انتهي جسور وصغيرته من جولتهم بالحصان فسلماه للاسطبل 

جسور : ها بقي يا ستي الحصان وحش
جميلة الصغيرة بسعادة: لاء الحتان حلو وأنت عمو حلو أوي
حملها جسور علي ذراعه وقبل وجنتها المملتئة : وانتي قلب عمو أوي 

ازدرد زين ريقه بخوف عندما وجد خاله يتقدم ناحيتهم 
زين بخوف: خال والله......
جسور مقاطعا بابتسامة: ممكن العب معاكوا 
جميلة الصغيرة : وأنا كمان
جميلة: وأنا كمان
جسور بدهشة: سلاما قولا من رب رحيم انتي بتطلعي منين
جميلة بغيظ : أنا عايزة العب معاكوا 
ناولها جسور الصغيرة : يلا يا ماما من هنا هش هش دي لعبة للولاد بس وخدي قلبظ الصغيرة دي معاكي 

ضيقيت الجملتين أعينهم بغيظ ثم عقدا ذراعيهم بغضب 
جميلة بغيظ : ماشي يا جسور ، احنا هنلعب لعبة للبنات بس ومش هنلعبكوا معانا يلا يا جميلة 
هزت الصغيرة رأسها إيجابا ، ثم رحلا بغضب 
ضحك جسور عليهم ثم تركهم وذهب ناحية زين وايهم ليلعب معهم 

في داخل السرايا 
جميلة للصغيرة : عسل يا جوجو ، بخدودك دي
ثم قبلتها بقوة علي خدها 
جميلة بمرح: عايزة تتاكل يا اخواتي
رمقتها جميلة الصغيرة بغيظ ثم رفعت يدها عاليا تدعي : ليه يا ربي خليت خدودي مقلبتة ( مقلبظة) كل النات ( الناس ) عمالة تأكل فيها 

صفاء ضاحكة: والله انتي عسل يا جميلة 
ثم نظرت ناحية سهر واردفت بألم: عارفة قلبي حاسس بردوا أنها بنته ، ربنا يريح قلبك يا إبني

جميلة بمرح : بقولكوا ايه مش هنقلبها دراما ، جسور مش راضي يخليني ألعب معاهم كورة وعمال يقولي لعبة للولاد بس احنا بقي هنلعب ومش هنلعبهم معانا 

سهر ضاحكة: واااه هنلعب يا جميلة في سننا دا
جميلة بضيق: مالوا سننا دا يا اختي ، دا اكبر واحدة فينا الي هي ماما صفاء شكلها ما يبجبش عشرين سنة ، يلا يلا بلاش الكلام العبيط دا هنلعب يعني هنلعب 

جميلة الصغيرة: تح يا جميلة ، تعالي نلعب القطة العايمة 
جميلة ضاحكة: اسمها العمية يا جميلة ، والله ما هزعلك يلا نلعبها مين الي هيغمي عينه 

نظر الجميع لها فاردفت بابتسامة بلهاء: ماشي خلاص أنا الي هغمي عيني
أمسكت ايشارب قطني اللون وربطته حول عينيها وبدأت تحرك يديها في الهواء تحاول الامساك بهم 

في الخارج
أيهم بتعب : يا نهار أنا والواد زين عليك ومش عارفين نغلبك ستة ، صفر يا مفتري ، حد يناولني كوباية ماية فرهدت خلاص 

أسرع زين ليحضر المياة فاوقفه صوت جسور 
جسور: خليك يا زين كمل لعبك وأنا هروح اجيب الماية 

تحرك جسور الي داخل السرايا فسمعها تهتف ضاحكة : الي همسكها هقطعها زغزغة وانتي يا جميلة يا صغيرة هقطع خدودك المقلبظة بوس

تحرك جسور ناحيتهم وهو يضحك بخفوت وضع إصبعه علي شفتيه اشارة لهم بالصمت ، تقدم ناحيتها بخفة وصفعها برفق علي رقبتها من الخلف ( قفاها ) 

جميلة غاضبة: اااه ايه يا سهر شغل المخبرين دا ، طب والله لو مسكتك لهاكل دراعك 

وقف جسور امامها مباشرة عاقدا ذراعيه امام صدره ، فاصطدمت جميلة به
جميلة: قفشتك يا سهر يا جزمة يا حيوانة يا ديل المعزة ، ايه دا 

ضغطت جميلة بكف يدها علي ذراع جسور المكتل بالعضلات 

جميلة بارتياب : بت يا سهر انتي مالك نشفتي ليه كدة يا رب ما يطلع الي في بالي 

ازاحت جميلة الايشارب ببطء من علي عينيها تنظر حولها بنصف عين بحذر ، فسرعان ما اتسعت ابتسامتها البلهاء 
جميلة مبتسمة ببلاهة : أيه دا جسور أزيك عامل ايه  أنت جيت أمتي 

رفع جسور حاجبه بمكر : بقي أنا ديل المعزة 

جميلة سريعا: والله ابدا دا أنا كنت اقصد البت سهر 

مال علي انها وهمس بمكر : هعاقبك علي الشتيمة زي المرة الي فاتت بس مش قدام الناس 
اتسعت عينيها بخجل فتلقائيا غزت حمرة الخجل علي خديها فرفعت راية انتصار فرسانها الحمراء 

جسور بجد: خلصتوا الغدا 
سهر : ايوة يا أخوي ثم اكملت بمكر دا حتي جميلة عاملة المكرونة بيدها 

ايه يا جماعة هو الي يطلب منكوا ماية يموت عطشان 
هتف يها أيهم بضجر وهو يدخل من باب السرايا 
رمقه جسور بتحذير فاردف بابتسامة بلهاء: أنا قصدي يعني إني عطشان أوي بوق ماية الهي يا رب تشربوا من زمزم 

جسور: خلاص انت هتشحت هنجبلك ماية 
احضر له جسور بعض المياة 
أيهم: مش يلا بقي يا ميلا احنا بقالنا كتير هنا 

جسور: يلا فين ما فيش مشيان من غير غدا 
أيهم بضجر: لاء بقي وبعد كدة تقولي ما فيش مشيان من غير عشا وشكلنا كدة هنبات هنا 

نظر له جسور بتوعد
أيهم مبتسما: هي السفرة منين من هنا صح طب أنا هسبقكوا 
ضحك كل من كان واقفا علي خفة ظل أيهم 
أيهم في نفسه : يالهوي علي دي ضحكة عصافير بتغني هيييييح 

تجمعوا بعد قليل علي طاولة الطعام وكالعادة جلست جميلة الصغيرة علي قدم جسور 
مد زين يده بقطعة من الدجاج تجاه الصغيرة ليطعهما ، فغضت الصغيرة أصابعه بقوة 

زين بتالم : اااااه واااه شايف يا خال
جسور ضاحكا: ليه اكدة يا جميلة
جميلة الصغيرة : عتان هو وحت وأنا مت بحبه
ثم اخرجت طرف لسانها لتغيظ زين 
زين غاضبا: شايف يا خال 
جسور مبتسما: معلش يا زين الرجال عندي دي

أيهم بضيق: كدة يا جميلة ينفع الدلع دا يلا خلصي اكلك عشان نمشي 

جسور بضيق: ما تزعقلهاش اني الي قولتلها صح يا جميلة
جميلة: ايوة عمو جتور قالي عيب العب مع ولد ولا اتلي ( اخلي ) ولد يبوت ( يبوس ) جميلة عشان جميلة ملكة ومت ( ومش ) اي حد يكلم الملكة تح يا عمو 

جسور مبتسما: صح يا قلبي 

تضايق أيهم كثيرا فالموضع بدأ يخرج عن سيطرته وصغيرته بدأت تتعلق بشدة بهذا الجسور عليه إذا أن ينهي عمله باسرع وقت ويأخذها ويرحل ، هو ايضا يشعر أن جسور هو والدها خاصة عندما سأله علي شهادة الميلاد يعرف أن عاجلا أم آجلا سترحل صغيرته عنه ولكنه يحاول أن يآخر ذلك الأمر المحتوم الي أبعد وقت 

بعد يوم طويل ملئ بالضحك والمزاح ودع جسور جميلة الصغيرة بعناق حنون 
جسور بحنان: خلي بالك من نفسك 
قبلته الصغيرة علي وجنته : وانت كمان يا عمو 
جسور لايهم: خلي بالك منها اوي
أيهم بضيق: ما اعتقدش إن حد هيخاف علي بنتي قدي ، عن اذنك يا جسور بيه 

رحل أيهم ومعه الصغيرة شعر جسور وقتها أن قطعة من روحه ترحل معها 

تركهم وصعد الي غرفته بدون كلمة واحدة 
صفاء بشفقة: ربنا يريح قلبك يا إبني ، اطلعي يا جميلة يا بنتي خليكي معاه ما تسيبهوش لوحده 

هزت جميلة رأسها إيجابا: تصبحوا علي خير 
صفاء / سهر : وانتي من اهله 

صعدت جميلة لأعلي فلم تجد بالغرفة ولكنها سمعت صوت المياة قادما من الحمام ، فخلعت حجابها وجلست على الفراش تنتظره دقائق وجدته يخرج من الحمام نظر ناحيتها نظرة باردة وبدون أن ينطق بحرف ذهب ناحية الفراش ونام عليه موليها ظهره 

جميلة: جسور
جسور: نامي يا جميلة أنا تعبان 
حاولت أن تضفي جو من المرح فاردفت بضحكة مرحة : آه طبعا تعبت عشان أنت عجوز
جسور:  شكرا نامي بقي 

قوست شفتيها بحزن : جسور ، جسور، جسور 

قام جسور غاضبا يهتف بحدة: يوووه هو أنا مش قولت نامي ما بتسمعيش الكلام ليه 

ارتجف جسدها خوفا من تغيره المفاجئ ، تلقائيا تجمعت الدموع في عينيها هي لم تكن تقصد شيئا فقط أرادت التخفيف عنه 

مسح جسور وجه براحة يده بعنف وهو يستغفر ويستعيذ من الشيطان 

جسور: ما تزعليش يا جميلة أنا بس مخنوق شوية 

جميلة بدموع: أنا آسفة أنا بس ما كنتش عيزاك تنام زعلان 

لاحت ابتسامة صغيرة علي شفتيه رغما عن ما به من آلام تعصف بقلبه : خلاص بقي يا ستي ما تزعليش عشان خاطر سور 

جميلة بانتباه: جسور ، ايه حكاية سور أنا مش فكراه غير طشاش بعيد 

تنهد جسور بتعب : حكاية سور هي إجابة سؤال اتجوزتني ليه 

Flash back 

كان يقف في شرفة غرفته علي الرغم من كونه مازال طفلا في الخامسة عشر الا انه يشعر بأن هموم الدنيا جميعا تقف فوق كتفيه يشتاق لأمه بشدة لم يستطع كرهها بالرغم من كل ما قاله له والده عنها 
كان شاردا عندما وجد سيارة فضيه اللون تدخل من باب السرايا ، يعرفها فقد جاءت حوالي أربع مرات قبل ذلك ودائما ينزل منها رجلين يتشاجران مع والده ولكن تلك المرة نزلت والدته وتلك الجنية الصغيرة ذات الشعر الأسود الطويل الذي يصل لنهاية قدميها ، تعلقت عينيه بوالدته أول الأمر ولكن سرعان ما وجد نفسه لا يستطيع أن يحيد بعينيه عنها فقرر الذهاب الي اسطبل الخيل حتي يبتعد عنهم ولا يدفعه شوقه بأن يذهب راكضا الي أمه 

في الحديقة
هشام بدبلوماسية: يا سليم بيه ما ينفعش كدة دي المرة الخامسة الي نجيلك فيها ، مدام صفاء من حقها تشوف عيالها ما ينفعش حضرتك تحرمها منهم 

سليم  بقسوة: إني حر هي الي اختارت تبعد عن والدها ال××××× 

مختار غاضبا: احترم نفسك بدل ما أمد ايدي عليك 

هشام بهدوء: اهدي يا يا مختار ، سليم احنا جايين نلاقي حل وارجو من حضرتك تلزم ابدك ، أنا كان ممكن أجي بقوة واخليها تشوف ولادها غصب عنك بس أنا قولت نمشي الموضوع ودي أحسن 

ضاقت الصغيرة ذرعا من هذا الحديث الذي لم تعي منه شيء فانسحبت بهدوء من بين والدها وعمها وبدأت تتجول في الحديقة تنظر حولها بدهشة الي أن سمعت صوت صهيل جواد بصوت عالي ظلت تمشي  خلف الصوت الي أن وصلت إلى اسبطل الخيول فوجدت حصان اسود صغير 
جميلة: أنت جميل أوي 
تقدمت ناحيته ببراءة وبدأت تمسد بيدها علي شعره الأسود الطويل وهي تبتسم بسعادة 
الي أن سمعت صوت غاضب يهتف خلفها : بعدي يا بت عن حصاني 
التفت جميلة له متخصره بضيق : أنت مين
جسور بفخر : اني جسور السيوفي 
جميلة: وأنا جميلة يا سور 
جسور بضيق: اسمي جسور مش سور
جميلة ضاحكة: لاء اسمك سور عشان أنت طويل زي السور 
جسور ساخرا: وانتي قصيرة وازعة
جميلة بدموع: أنت وحث يا سور جميلة طويلة 
تقدم جسور ناحيتها سريعا وجثي علي ركبتيه امامها : طب خلاص كفاية بكا عاد ، انتي يا ستي طويلة قوي حلو اكدة 
هزت رأسها نفيا واستمرت في البكاء ، نظر جسور حزله يفكر في حل لإسكات تلك الصغيرة الباكية ، فحملها فوق كتفيه 
جسور مبتسما: اكدة بقيتي اطول مني ، حلو اكدة كفي بكا عاد
جميلة ضاحكة: أنت حلو اوي يا سور عشان خليت جميلة طويلة 

جسور: تحبي تاكلي الحصان 
هزت رأسها إيجابا بحماس طفولي فانزلها برفق من علي كتفيه وامسك يدها متجها ناحية حصانه الاسود وضع في يدها بعض السكر وقربها من فم الحصان
جسور: ما خايفاش 
هزت رأسها نفيا ببراءة وابتسامة واسعة تشق شفتيها 
جسور: ليه
جميلة ببراءة: عشان أنت حلو يا جسور ومش هتخليه يخوف جميلة 
جسور مبتسما: اوعدك اني ما خليش حاجة واصل تخوف جميلة 

ظلت تلعب مع الحصان الي أن نامت في ذلك الوقت وعلي الجانب الآخر كاد قلب هشام أن يتوقف عندما لم يجدها ظل يبحث عنها هو ومختار وصفاء دون جدوي 

هشام غاضبا وهو يمسك سليم من تلابيب ملابسه: بنتي ، فيييين قسما بربي يا سليم لو بنتي جرالها حاجة لهقتلك 

بعد قليل وجدوا جسور قادما يحمل جميلة النائمة علي ذراعه 
اخذها هشام منه بلهفة : جميلة انتي كويسة يا بنتي
جسور: ما تخافش دي نايمة 
صفاء بلهفة: جسور ولدي 
سليم غاضبا: جسور ادخل السرايا 
دخل جسور الي غرفته وهو يقبض علي تلك القلادة التي سقطت منها عندما كان يحملها علي كتفيه بقوة 
ومرت الأيام ومازالت تلك الذكري عالقة بقلب جسور قبل عقله ، دخل كلية الشرطة وتعرف علي اللوا هشام وفي احد الأيام ذهب جسور لزيارة منزل اللوا لغاية في نفسه كان يود التقدم لطلب يد ابنته كان في ذلك الوقت في الخامسة والعشرون من عمره 
هشام مبتسما: منور يا جسور 
جسور مبتسما بتوتر : دا نور حضرتك، بصراحة يا افندم أنا كنت عايز افاتح حضرتك في موضوع مهم 
هشام : خير يا جسور 
كاد جسور أن يتكلم عندما سمع صوت باب الشقة يفتح دخلت تلك الصغيرة ولكن تلك المرة كانت بهيئة مختلفة كانت ترتدي جيبة المدرسة السوداء وقميص ابيض ويزين وجهها حجابها الابيض تحتضن حقيبتها 
جميلة مبتسمة: السلام عليكم 
هشام مبتسما: وعليكم السلام يا حبيبة بابي تعالي 
ذهبت جميلة وجلست بجانب هشام 
هشام : ما سلمتيش ليه يا جوجي
مدت جميلة يدها ناحية يد جسور التي تكاد ابتسامته تشق وجهه 
جسور مبتسما باتساع: ازيك يا جميلة أنا جسور
جميلة مبتسمة: ازيك يا عمو جسور 
تلاشت الابتسامة تدريجيا من علي شفتي جسور بعد كلمة عمو ، عاد ينظر لها مرة أخري ولكن بنظرة مختلفة فما امامه الآن ليست سوي طفلة كيف سيتزوج او يخطب حتي طفلة ، شعر بمدي حقارته في تلك اللحظة 
فاق علي صوت هشام وهو يهتف : خير يا جسور ايه الموضوع المهم الي كنت عايزاني فيه
جسور: هااا ، لا ابدا أنا كنت جاي اقولك اننا مسكنا العيال الي كانوا بيتجاروا في المخدرات في .......
هشام مبتسما: عفارم عليكم يا وحوش
جسور بابتسامة مصطنعة : طب عن اذن حضرتك أنا لازم استأذن ، مع السلامة يا افندم ، سلام يا جميلة 

جميلة مبتسمة: سلام يا عمو 
Back
جسور: لما قولتيلي يا عمو حسيت اد ايه أنا ندل ازاي افكر فيكي كزوجة وانتي شيفاني عمو ، عشان كدة قررت انساكي 

بعدها علي طول اتجوزت نهي كان عندها مشاكل في الحمل في بداية الجواز لكن بعد شويتين ربنا رزقنا ببنوتة فصممت اسميها جميلة 

جميلة: أنا بردوا مش فاهمة أنت اتجوزتني ليه
جسور: لاء يا جميلة انتي فاهمة بس عايزة تسمعيها صراحة جميلة انا بح....... 

قطع جملته صوت دقات سريعة وعالية علي باب الغرفة 
جميلة بقلق: في ايه
تركها سريعا ونزل لأسفل ليعرف من ذلك المجنون الذي يدق بابه بذلك العنف ، فتح الباب سريعا ولكنه ما أن رأي الطارق حتي اتسعت عينيه بصدمة 
جسور بصدمة: 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close