أخر الاخبار

رواية جراح الماضي الفصل الثالث عشر 13والرابع عشر 14 بقلم سارة الزعبلاوي

 


رواية جراح الماضي

الفصل الثالث عشر 13

 والرابع عشر 14 

بقلم سارة الزعبلاوي



امتلأت القاعة بالصراخ و بدأ الناس يهرولون خارج القاعة حتي انها أصبحت شبه فارغة...


- يوسف أعقل.. هتودي روحك في داهية علشان واحد ميستاهلش..


قالتها " ليلي" و هي تحاول تهدئته لأنها تعلم حجم صدمته...


- لا يا ليلي مش هودي روحي في داهية علشانه.. عشانها هي،، عشان بحب هنا!!


- طيب يا يوسف لو بتحبها و عايز تكمل حياتك معاها هتودي نفسك في داهية.. انت مجنون!!


قالها " أحمد" و هي ينظر الي المسدس في يده... لتقترب منه" هنا" بتردد قائلة


- و لا انا و لا اي حد يستاهل انك تلطخ نفسك بالدم يا يوسف.. ارجع،، لو بتحبني ارجع و انساني.. انا مش ليك،، انا اصلا مستهلكش.. انت تستاهل واحدة نضيفة حافظت علي نفسها عشانك.. عشان بتحبك!!


يبدو أنها لها مفعول سحري عليه... حيث انزل المسدس و هو ينظر لها بعين دامعة


- انا مش عايز اي واحدة.. انا عايزك يا هنا،، لية عملتي كدة يا هنا.. لية وصلتينا للي احنا فيه دة!!


اقتربت منه و هي تمسك بيده قائلة


- أنسي و عيش حياتك.. صدقني انا مستاهلش اني ابقي مع واحد نضيف شبهك!!


دوي صوت طلقة نارية في القاعة غير معلومة المصدر.. لم تلبث حتي استقرت في جسد مروان ليقع صريعا علي الأرض.. بينما جميعهم مشدوهين من الذي حدث،،


استغل " يوسف" هذه الفرصة و سحب " هنا" الي الخارج و هو يكتم صوتها و انطلق بها هارباً...


اندفعوا جميعهم إلي " مروان" الملقي أرضا.. و طلبوا الإسعاف و هم يحاولون إنقاذه لأن الرصاصة استقرت بالقرب من قلبه!!!


بينما في الأسفل استقلت " هنا" السيارة بجانب " يوسف" و هي تقول..


- يوسف سبني لو سمحت.. اللي انت بتعمله دة غلط،، هيتهموك بخطفي!!


لم يبالي لها بينما انطلق بالسيارة و هي لا تكف عن البكاء و التوسل إليه.. نظرت حولها لتجد انهم على طريق فارغ..

يبدو أنهما خرجا من المدينة!!


- يوسف انت واخدني فين.. قولي لو سمحت هتاخدني فين!!


- اسكتي يا هنا.. اسكتي خالص!!


صاح بها " يوسف" لتقول هي


- انا مش خايفة على نفسي.. انا خايفة عليك!!


- و مخوفتيش عليا قبل كدة ليه لما مشيتي في الطريق اللي مشيتي فيه!!


- انا عارفة اني غلطت.. و غلطت غلط مش مغفور،، و مش عيزاك تسامحني.. انا عيزاك تبعد عني عشان متتأذيش بسببي اكتر من كدة!


- لو سمحتي اسكتي يا هنا خالص متعصبينيش..


التزمت الصمت و هي تتابعه و تتابع الطريق...

هي بالفعل ليست خائفة منه لأنها تعلم أنه مهما صار هو لن يأذيها و لو بكلمة حتى!!


مرت ساعات طويلة لم تحسبها هي و استسلمت للقادم..

يكفي شعورها بالأمان و هي معه،، و تبا لما حدث و سيحدث!!


كانت تنام احيانا و تستيقظ لتجده يتابعها و لكنه سرعان ما يدير وجهه عنها..

بعد العديد من الساعات وجدت " هنا" انهم أصبحوا في منطقة مأهولة إلى حد ما...


- احنا فين يا يوسف


تساءلت " هنا" و هي تنظر حولها ليقول


- في قنا!!


اتسعت حدقتيها و هي تقول


- قنا.. ازاي،، يوسف انت واخدني عند اهلك.. انت ناوي على أية؟!


لم يجيبها و هو يستمع إلى كل تلك التساؤلات،، ظلت هي تثرثر و تتسائل و هو متجاهلها...

حتي وصلا إلى منزل كبير.. يشبه القصر إلى حد ما و لكنه ذات طابع صعيدي..


هبط هو و اتجه نحوها ليفتح بابها و هو يقول


- يلا انزلي!!


- مش هنزل.. فهمني الأول!!


زفر بضيق و سحبها خارج السيارة بعنف و قال


- و انا مش باخد رأيك يا هنا.. اتفضلي قدامي!!


كادت أن تتعثر في فستانها العديد من المرات لأن الأرض غير مستوية


- براحة طيب.. يا يوسف هقع،، الفستان هيكعبلني!!


توقف للحظة و بدون مقدمات حملها بين ذراعيه لتشهق هي بخضة قائلة


- يا نهار اسود يا يوسف.. الناس بيتفرجوا علينا،، يوسف نزلني!!


لم يستمع إلى هذا الهراء،، صعد بها الدرج و كان الباب مفتوح..


دخل بها و هو يقول بتحذير


- انا مش عايز اسمع حسك يا هنا.. اخرسي خالص!!


- نزلني طيب.. هيقولوا علينا اية؟!


أنزلها و هو يعدل ملابسه،، و نادي


- يا ستي،، يا عمتي.. يا شهد!!


هرول الثلاث نساء على صوته الذي افتقدوه.. و لكن مظهره هو و " هنا" استوقفهم!!


فهو بحلته هذه في كامل اناقته،، و هي بفستان زفافها كعروس البحر...


- آية دية.. انت اتچوزت يا يوسف!!


قالتها جدته " صابحه" و هي تقترب منه.. ليتجه نحوها محتضنها و يقبل كفها قائلا بلهجة صعيدية


- و اني أجدر اتجوز من غير أمرك يا ستي!!


تهللت أساريرها و قالت بفخر


- ايوة إكدة.. دة انت ابن الغالي،، بس اية اللى بيوحصل دية!! 


أشارت لمظهره هو و " هنا".. ليقول هو بلهجة آمرة موجهة ل " هنا" 


- عنكتب الكتاب إهنه!! 


اتجهت " شهد" شقيقته نحو " هنا" و هي تحتضنها قائلة


- اتوحشتك يا هنا.. كيفك يا حبيبتي!! 


ابتلعت " هنا" ريقها بخوف و قالت بصوت خافت


- كويسة يا شهد!! 


زغردت " منيرة" عمته بفرحة و هي تقول


- مبروك يا يوسف يا ولدي... مبروك يا حبيب جلبي !! 


اقتربت جدته من " هنا" و هي تقول 


- آية اللي رجعكم لبعض!! 


نظرت " هنا" الي " يوسف" و كأنها تستغيث به لينقذها من ذلك الموقف... 


- وااه يا اما بركيلهم... 


قالتها " منيرة" بسعادة.. لتقول " صابحة" بتساؤل


- فين أهلها إياك.. 


- احم.. امها اتوفت بجالها شهر.. و مكانش ينفع نكتبوا الكتاب هناك،، عملنا حفلة إكدة و جينا إهنه نكتبوا الكتاب!! 


قالها " يوسف" و يبدو أنه خطط لكل شيء... 


- عال جوي... مبروك يا ولدي!! 


قالتها " صابحة " بضيق.. فهى لم تحب" هنا " يوما،، ترى أن " يوسف" لا بد أن يتزوج من بلدته و ليس من " البندر" كما تقول!! 

حتى أنها كانت سعيدة عندما علمت بأنه زفافهما لن يحدث!! 


- و عتكتبوا الكتاب دلوجتي و لا ميتي؟! 


تساءلت " شهد" ليرد " يوسف" قائلا و هو يحاوطها 


- لا هنكتبوه دلوجتي... انا اتصلت بالمأذون و هتلاجيه داخل دلوجتي!! 


كل ما يحدث هذا و " هنا "لا تتحدث.. الذهول مسيطر عليها تماما و لا تجرؤ أن تتحدث خصوصا أنها تخشى " صابحة" كثيرا!! 


- يوسف ممكن اتكلم معاك لو سمحت!! 


قالتها " هنا "برجفة.. ليوافق بعد أن اشفق على حالتها.. 


دخلا إلى حجرة ما و اغلقا الباب لتقول " صابحة" 


- شوفي جليلة الرباية... جفلت الباب عليهم كيف!! 


- يا اما حرام عليكي.. يوسف اللي جفل الباب!! 


تشدقت بها" منيرة" ردا على والدتها الماقتة ل " هنا".. لتقول " شهد "


- براحة شوي عليها يا ستي.. دية يتيمة!! 


- وااه.. شيفني ابليس إياك.. اني مطيجاش روحي.. هملوني لحالي.. هملوني!! 


صاحت " صابحة" بهما.. لينصرفوا من أمامها.. بينما في الداخل كانت " هنا" تجلس أمام " يوسف " و الرجفة مسيطرة على جسدها.. 


- يوسف اللي انت بتعمله دة غلط.. رجعني مصر و اقطع علاقتك بيا!! 


- هنا يا ريت متعترضيش على أي حاجة هتحصل... انتي دورك انك تفضلي ساكتة و بس 


جثت على ركبتيها أمامه و قالت بعيون دامعة


- يوسف انا مستاهلش انك تربط اسمك بيا.. انت تستاهل واحدة احسن مني!! 


قبض على فكها بيده و قال بهمس قاسي و هو مقربا وجهه لوجهها


- و انا قولتلك انا مش عايز واحدة غيرك.. انتي بتاعتي يا هنا.. أظن كلامي واضح!! 


هبطت دموعها بصمت ليمسحها هو بأصابعه قائلا


- و متعيطيش عشان مش بحب اشوف دموعك!! 


صوت دقات الباب و صوت " منيرة".. جعله ينهض


- يا يوسف.. عم محمود جه و معاه المأذون!! 


فتح باب الغرفة و هو يرحب بهم،، 

لم يمر الكثير من الوقت.. و أصبحت زوجته أمام الجميع،، فقد انتشلها من بين براثن " مروان" قبل أن يتموا عقد القران!!! 


_________________________________


¶ مر يومين و هم يبحثون عن " يوسف" و " هنا" في كل مكان!! 


و " فارس" يحاول الوصول إليه في جميع الأماكن التي من الممكن أن يتواجد فيها و لكن لا فائدة.. 


حتي اتصل به " يوسف" و أبلغه أن تزوج" هنا" و لم يبلغه بمكانه.. 

حاول " فارس" أن يعرف منه أي معلومات أخرى و لكن دون جدوى.. 


اجتمع " فارس "و " ليلي " و " نور" في الفيلا... و أتى المحامي... 


- ها.. اية القرارت اللي وصلتوا ليها!! 


- طبعا يا استاذ شاكر انا كلمت حضرتك و حكيتلك عن موضوع حسام 


- اه طبعا يا استاذ فارس.. و طبقا للوصية طالما مدام نور لسة على ذمته يبقى من حقها تاخد ورثها لكن لو تم الطلاق هتتحرم من الورث.. 


- تمام.. 


قام " فارس" بإخراج هاتفه و عرضه على " شاكر" قائلا


- و دي قسيمة جواز هنا و يوسف!! 


- دة حصل امتى دة يا استاذ فارس!!، ،مش المفروض هنا هانم فرحها على مروان من يومين.. 


- ايوة و حصلت ظروف و الفرح متمش،، المهم انهم نفذوا الوصية.. 


- تمام.. و حضرتك و مدام ليلي؟! 


نظر " فارس" الي " ليلي" بسعادة و قال


- المأذون جاي دلوقتى و حضرتك هتشهد على العقد!! 


- الف مبروك يا استاذ فارس!! 


- الله يبارك فيك يا استاذ شاكر.. 


لم يلبثوا الكثير من الوقت و أتى المأذون و أتم عقد القران و عادت " ليلي" الي " فارس" مرة أخرى... 


عادت بعد أن فقد الأمل في أن تكون له.. بعد أن تحطم قلبه على صخرة الفراق!! 


___________________________________


¶ في مكان مظلم.. 

غير صالح للحياة،، و في مخزن فارغ الا من بعض الحشرات و بعض الأشخاص.. 


كان يجلس على المقعد و هو يقول بعصبية


- انا عايز افهم يا حيوان انت.. يعني اية الرصاصة مجتش فيه!! 


- يا حسام باشا و الله كنت خلاص هضرب لكن هو اتحرك و بدل ما الرصاصة تيجي فيه جت في العريس!! 


- ماشي يا رامي.. انا عايزك تتابع فارس كويس و تجيبلي كل اخباره عشان لما اقولك نفذ تنفذ!! 


- حصل يا حسام باشا.. 


- و خد بالك يا رامي الرصاصة المرة دي لو مجتش في دماغ فارس هتيجي في دماغك انت!! 


- متقلقيش يا حسام باشا.. غلطة و مش هتتكرر.. 


- يلا غور من وشي.. 


خرج ذاك المجرم بينما ظل " حسام" يفكر في " نور".. 

كيف حالها.. و كيف أصبحت الآن!! 


نهض من محله و هو عازم على أن يراها فقد افتقدها كثيرا،، 


_____________________________________


¶ ابتسمت و هي تعطي لوالدتها الدواء و هي تقول 


- بالشفا يا أمي.. اجيبلك حاجة قبل ما تنامي!! 


- لا يا حبيبتي.. 


- تصبحي على خير.. 


- و انتي من اهله.. 


خرجت " مني" من غرفة والدتها و هي تتجه نحو الحديقة لتستمتع بنسمات الهواء العليلة في ذلك الوقت


فقد قاربت الساعة على العاشرة مساءً.. و هي تعشق ذاك الوقت كثيرا


ظلت تسير في الحديقة و هي تدندن بصوتها العذب للرائعة " وردة" 


" وبحبك والله بحبك والله والله والله بحبك 

قد العيون السود احبك 

وانت عارف منته عارف قد ايه كتيره وجميله 

العيون السود في بلدنا يا حبيبي 

احبك والله بحبك والله والله والله بحبك 

قد اغاني الصبر بحبك 

وانته عارف قلنا ايه فيها كل ليله 

وقال معانا الناي في سهرنا يا حبيبي 

احبك والله بحبك والله والله والله بحبك 

قد اللي فات من عمري بحبك 

قد اللي جاي من عمري بحبك 

وشوف قد ايه شوف قد ايه بحبك "


ما إن انتهت من غنائها بإحساس جياش و هي تتخيل" فهد " في كل كلمة تقولها


سمعت صوت تصفيق من خلفها... سقط قلبها في قدميها و هي تلتفت لترى من يصفق.. 

بالطبع لم يكن سوى" فهد "... ابتعلت ريقها و احمرت وجنتيها ليقول هو بابتسامة


- مكنتش اعرف ان صوتك حلو اووي كدة!! 


تنحنحت بحرج و هي تقول 


- انا آسفة لو ضايقتك أو ازعجتك يا فهد بيه!! 


رفع حاجبه الأيسر باندهاش من رد فعلها الخائف.. ليقول بابتسامة


- أولا انا زي اخوكي و احنا في البيت كمان مش في الشغل.. يعني تقوليلي يا فهد بس!! 


- ازاي يعني يا فهد بيه.. 


- هو اية اللي ازاي.. مني انا مش عايزك تحسي انك غريبة،، 


- احم.. بس اللي حضرتك بتعمله معانا دة كتير اووي!! 


- و لا كتير و لا حاجة... بس فعلا انتي صوتك حلو جدا.. اية بتحبي و لا إية؟! 


تسائل " فهد" بمشاكسة.. لتتلعثم هي.. 

فبماذا تجيبه،، نعم احبك!! 

احبك انت و اذوب بك عشقا!! 

يغزوني كيانك و تقتلني الرغبة في الاعتراف لك بذلك الحب المدفون!! 


- آية يا مني.. سرحتي في أية؟! 


- ها و لا حاجة.. 


- انا كنت بهزر اوعي تكوني زعلتي مني!! 


- لا طبعا مزعلتش من حضرتك... 


رنين هاتفه قطع ذاك الحوار الذي جعلها تحلق في السماء من الفرحة.. 


- عن اذنك بس.. هرد على الموبايل


- اتفضل.. 


ذهب و هي تتابع طيفه و تبتسم.. 

لم تكن تتخيل يوما أنهما سيدور بينهما حوار كهذا.. 


- مساء الخير!! 


وجدت " داليا" شقيقته بابتسامتها العذبة،، ابتسمت هي الأخرى قائلة


- مساء النور يا داليا هانم 


امتعضت ملامح " داليا" و هي تقول


- آية داليا هانم دي يا مني.. انا زي اختك،، يعني تقوليلي يا داليا بس!! 


تلعثمت " مني" و هي تقول


- آسفة مش قصدي.. 


- يا بنتي متتأسفيش.. انا عيزاكي تبقى على طبيعتك.. متتوتريش و اعتبري نفسك في بيتك! 


كانت نسمات الهواء تداعب حجابها.. فقالت و هي تعدل من وضعه


- انا مش عارفة اشكرك ازاي انتي و فهد بيه على اللي عملتوه معايا!! 


- لا متشكرنيش.. بصي انا عايزة اشتري شوية حاجات بكرة تيجي معايا؟! 


تساءلت " داليا" بلهجة يشوبها المرح.. لترد " مني" بخجل


- معنديش مانع طبعا


- خلاص يبقى بكرة ننزل مع بعض!! 


____________________________________


¶ وقفت واضعة يديها في خصرها و هي تنظر للمطبخ.. 

علاقتهما بإعداد الطعام تكاد تكون شبه معدومة.. 

فهي تلك المدللة التي لا تفعل شيء سوى التنزه و اللهو طوال اليوم !! 


وجدته يقهقه على مظهرها.. التفتت لتجده عاري الصدر،، شهقت و هي تقول


- انت واقف كدة لية 


وضع المنشفة على كتفه و هو يقول بضحك


- داخل احلق دقني يا فاطمة.. انتي اللي مالك واقفة عملة كدة ليه؟! 


كشرت قائلة


- أحمد انت مجبتش خدامة ليه.. انت عارف اني مليش في شغل البيت دة!! 


- لما نرجع من السفر هجيبلك واحدة تساعدك في شغل البيت.. بس مسمهاش خدامة يا حبيبتي،، كلنا زي بعض و احنا مش في زمن العبيد!! 


- أحمد انا وعدتك اني هتغير،، بس انت لازم تراعي أن انا متربية كدة طول عمري 


- يا حبي و انا مقولتش حاجة.. كله هيجي بالتدريج،، بس انتي لازم تتعلمي أن البشر كلهم واحد.. و مش معنى ان في ناس مش في نفس مستوانا أن احنا نعاملهم انهم عبيد عندنا،، فهماني!! 


ابتسمت و قالت 


- فهماك.. هو احنا هنسافر امتى و بعدين انت ليه مش راضي تقولي احنا هنسافر فين!! 


اتجه نحو المرحاض و هو يقول


- يعني لو قولتلك مش هتبقي مفاجأة ابدا.. 


_________________________________


¶ جالسة وحيدة في غرفتها،، منعزلة.. 

هكذا هي نهاية المطاف.. 

ماذا فعلت بك لتفعل بي كل هذا،، كنت أعشقك و سأظل.. 

لكني غير قادرة على أن اسامحك.. 

استنفذت كل فرصك لدى و تركتني اتألم بلوعة عشقك!! 


سمعت " نور" صوت قادم من الشرفة... 

تحركت و هي تعتقد أن الشجر يحتك بالنافذة و يحدث هذا الصوت،، 

لكن بمجرد أن فتحت النافذة صرخت و هي تتراجع للخلف.. 


- اهدي يا نور.. انا مش جاي اخوفك.. انا مقدرش اعمل حاجة تأذيكي اصلا!! 


تراجعت أكثر و أكثر و عينيها تدمع،، اقترب منها و قلبه يتقطع أجزاء بسبب مظهرها هذا 

لاحظ انها تغطي بطنها بخوف،، اقترب منها ناظرا نحو بطنها.. لمس يدها التي تمسك بها بطنها لتصرخ هي بكل ما تمتلك و هي تجلس أرضا و هي تتشنج واضعة يدها على أذنها قائلة 


- ابعد عني يا حسام.. ابعد،، سيبيني في حالي متموتنيش.. انا بكرهك.. بكرهك!! 


نزل لمستواها و هي يضمها رغما عنها ليزداد صراخها و هو يحاول أن يكتمه و لكنها أصيبت بنوبة من الفزع!! 


وجد الباب يفتح و تدلف منه " ليلي" و خلفها " مازن".. 

شهقت " ليلي" بخوف و هي تري " نور" في هذه الحالة،، 

اتجهت نحوه و هي تبعده عنها بقوة و تحتضنها و هي تهدئها،، لتقول " نور" و هي تبكي بخوف


- الحقيني يا ليلى عايز يقتلني.. الحقيني و النبي!! 


اتجه نحوه " مازن" مشهرا سلاحه في وجهه ليشهر" حسام" أيضا سلاحه قائلا بخوف


- ابعد عني احسنلك!! 


- سلم نفسك يا حسام.. هروبك مش هينجيك!! 


- و لا لما اسلم نفسي هنجي.. 


- بس العقوبة هتتخفف عنك شوية لأنك سلمت نفسك


- يا باشا دة كلام تضحكوا بيه على العيال الغلابة،، لكن حسام عدلي لا!! 


أطلق " حسام" رصاص لتغمض " ليلي" عينيها خوفا من الذي حدث و هي تحتضن " نور" الصارخة باسم " حسام" 


نظرت " ليلي" حولها لتجد أن الرصاص سكن في الحائط و لكنه فر هاربا من النافذة.. 

ليتبعه " مازن".. 


هدأت " ليلي" " نور" و هي تجيب علي هاتفها الذي ارتفع رنينه 


- الحقني يا فارس!! 


- في أية يا ليلى.. مالك!! 


- حسام اتهجم على نور في اوضتها و مازن وكيل النيابة كان هنا و طلع يجري وراه!! 


- اهدي طيب يا ليلى انا جاي على طول... 


تحرك " فارس" متجها نحو منزلهم و هو يقود السيارة،، وجد " حسام" يركض و من خلفه " مازن" 


أوقف " حسام" و هو يقيد حركته بالسيارة.. حيث أصبح محاصر بين سيارة " فارس" و بين الجدار.. 


اتجه نحوه " مازن" و هو يحاول أخذ السلاح منه.. 


أما في المنزل كانت " ليلي" جالسة و هي تحتضن " نور" قائلة


- متخافيش.. إن شاء الله هيقبضوا عليه!! 


كانت " نور "تأن بضعف،، 

بينما انتفضت " ليلي" و هي تسمع صوت طلقات مدوية في الهواء و يبدو أنها قريبة من المنزل!! 


ركضت هي و " نور" للخارج،، تفحصوا المكان من حولهم.. لتشير " نور" بيدها قائلة


- مش دي عربية فارس!! 


- ايوة هي.. 


ردت عليها " ليلي" بجسد مرتعش و هي تقترب لترى " حسام" ممسكا بالمسدس و ينظر بانتصار امامه.. 


اقتربت أكثر لتجد " فارس" ملقى ارضا غارقا في دمائه،، و هو يتألم بضعف و قد استقرت الرصاصة في ظهره... 


                  الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close