أخر الاخبار

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 الاخير بقلم سلوي فاضل

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 الاخير بقلم سلوي فاضل
( اشتياق)

وصلنا المستشفى والدكتور كان منتظرنا، دخلت أمل نظرت لها وكأنها أخر مرة اشوفها فيها، خايف من البعد، جه لؤي ورحمة ودخلوا للدكتور واحنا هناك، ما كنتش قادر أنظر لوجه لؤي اللي ثار عليا بقوة ومسك في ملابسي بمجرد ما شافني.
 
اتهمني بمنتهى العصبية وصوت عالي وصل لمرحلة الصراخ: 
-عملت فيها إيه؟ هي كانت ناقصاك، مش كفاية اللي شافته مني قبل كده،  قولت لك مش حاسمح لك تأذيها، عملت فيها إيه؟  

تدخل الدكتور يمنع حدوث مشادة بينا: 
-مش كده، اتفضل نتكلم، أنا محتاج اسمع منكم؛ عشان أعرف أتعامل إزاي، لازم نتعاون وإلا هَتضروها أكتر تفضلوا.

سابني لؤي وقعدنا، اتكلمت ادافع عن نفسي أو يمكن بقنع نفسي بكلامي عشان اهرب من تأنيب ضميري:
-ما كنش قصدي اوصلها لكدة، أنا كنت مخنوق عشان حكيت لك.

فاجأني برده وبنرة تحمل من الغضب كتير صدمني: 
-ما حكتش حاجة، أمل ما قالتش غير "أنا كويسة ما تقلقش"، عشان هي مش قادرة تثق فيا لحد دلوقت وأنت عارف، هي سامحتني بس، وأنت كنت بتبعدها عني، والشيء الوحيد اللي سكتني إني شايفها مبسوطة، مش عايز أفسد حياتها تاني؛ بس لو كنت عارف إني لما أوصلها إمبارح حلاقيها  كده النهاردة كنت منعتها ولو بالقوة.

كلام لؤي نزل عليا كالرصاص، كنت عارف من الأول أنها مش حتتكلم، بس الخوف منعني أصدقها أو أصدق إحساسي، وطيت راسي والألم يقتلني ويذبحني، ونظرات أمي ليا حادة، كلها غضب واتهامات، حتي زوجة لؤي نظراتها حيرة وعتاب.

اتكلم لؤي بحزن وألم، والندم مالي حروفه:
-حتي حالتك وحالتي مش حتشفع لحد فينا، رغم كل اللي أنا عملته فيها كانت واقفة علي رجلها بتعافر فيا وفي الدنيا؛ لكن أنت وصلتها فين؟!
 
نزلت دموعي تاني: 
-والله حبيتها قوي.

تدخل تاني الدكتور بعد ما نظراته مسحت انفعالاتنا كلنا ودرستها: 
-أنا محتاج اسمع الكل، عايز المختصر من كل حد، بعد كده حاقعد مع كل واحد علي حده.

 كل واحد منّا حكى للدكتور من وجهة نظره، وبعدها هو اتكلم:
-تمام، مين أكتر حد ممكن تثق فيه وتحس معاه بالأمان،طبعاًا غير حضرت الظابط.

كلنا جاوبنا في صوت واحد
أنا وماما ورحمة: عمتها
لؤي: عمتي
ابتسم الدكتور: وهي فين؟ 
رد لؤي: 
-للأسف مسافرة ومش بتنزل مصر.
-طيب إحنا دلوقتي نركز أنها تفوق الأول، ونشوف اللي حيحصل؛ لكن الزيارات ممنوعة.

رد عليه لؤي برجاء وتمني نبرة أول مرة اسمعها منه:
-أنا محتاج أشوفها ولو من بعيد أطمن عليها، رجاءً يا دكتور هي مش حاسة بحاجة، وأنا والله مش حتكلم.
-تمام، بس دي أخر مرة لحد ما أسمح بالزيارة.

نظرت للدكتور اللي أبتسم ورد بدون ما اتكلم
-أنت لسه موصلها، علي العموم أدخل معاه وهي ثواني بسيطة بدون أي كلام.

دخلنا غرفتها اللي كانت كل حاجة فيها بيضا زي قلبها، اقترب منها لؤي وقبلها من جبينها وقبل يدها، وأنا كنت متكتف عاجز إني أقرب منها، الحسرة متملكة مني كسراني وقاتلاني، خرجنا من عندها تكلمنا مع الدكتور، اللي طلب نترك أرقامنا بالإدارة عشان يبلغونا بمواعيد مقابلتنا معه.

كل يوم أروح المستشفى أسأل عليها، بودن ما أشوفها وأخيرًا بعد يومين فاقت، وكانت الصدمة أنها فاقدة النطق تايهة، مش حاسة بالواقع ومش سامعة حد.

 مفيش حد أحكي له، ماما سابتني فعلًا ومش راضية حتي تقابلني ولا بترد علي اتصالاتي، كنت بزور بابا أحكي له الألم يتملكني كل لما أنظر لجهة المقابر عندهم، بشعر بوجودها، بشعر كأن والدها يوبخني للي عملته فيها، وبقيت مش قادر أزور بابا، حتى غرفتي مش بقدر أنام فيها بدونها، كنت بنام علي الكنبة بالصالة ولما كنت بتعب واحتاج اتكلم أدخل الغرفة، وامسك الصورة اللي علي الكمود واتكلم معاها وأعتذر لها.

اهملت شغلي مش مركز تأخير وتواهان وأخطاء، وبعد ما كنت مميز ومثل يحتذى به أصبحت مثال للاهمال، عذروني لظروفي ولملف خدمتي واعطوني إجازة مفتوحة، وزادت معاناتي ووحدتي، وكل يوم أقف أمام المستشفى بالساعات.

عدت ايام كتيرة وأمل علي حالها أفتكرت الدكتور لما قال أنه ممكن يحتاج عمتها، اخدت تليفون أمل أدور على نمرتها، وأول ما فتحته لقيت اتصالات كثيرة من رقم من الخارج، توقعت أنها عمتها واتصلت به وفعلًا هي.
-أمل أنت فين؟ قلقتيني.
-أنا عماد يا طنط.
-إزيك يا ابني هي أمل فين؟ أنا قلقانة عليها، وبحلم بيها وبسالم الله يرحمه.
-أمل محتاجاكي قوي.
-مالها يا ابني؟ احكي لي.

حكيت لها وأنا منهار ومخنوق.
-كده بردو يا ابني، دي ما حبتش حد غيرك، ودايما تقولي إلا هو استحالة يأذيني، علي العموم مش وقت كلام أنا نازلة علي أول طيارة.

-حأكون منتظرك، ابعتي لي المعاد.
-حابعته لك بس عشان خاطر أمل؛ لأن العلاقة بيني وبين لؤي مقطوعة.
-مش هَلوم حد مش هَلوم غير نفسي، عارف إني ما استاهلش تعاطف من حد، وما استاهلش أمل، عايزها تخف وتبقي كويسة، وأنا قابل أي قرار منها بس تخف. 

وصلت طنط هدي، وأصرت تطلع من المطار علي المستشفى، ولأن الوقت كان بدري قوي طلعت الشنط اللي معاها علي الفندق، وكان نفس الفندق اللي ماما فيه ووديتها المستشفى، واتصلت بالدكتور اللي جه يقابلها.
-كان مهم جدًا وجودك معاها، هي مش مستجيبة قوي للعلاج.

ردت عمتها باهتمام وقلق:
-والعمل.
-وجودك حيفرق معاها، هو أستاذ عماد اللي كلمك؟

طنط هدي بنظرات تأنيب وحزن: 
-أيوه.
-حضرة الظابط، ممكن تسيبني مع مدام هدى شوية.

خرجت بخزي، عارف إن الكل شايفني السبب بحالتها، وأنا متأكد من ده، الغريب إن طنط خرجت من عند الدكتور أ،قل حدة بكتير، وتعاملت معايا كويس علي عكس حالتها الأولى.

الوحيدة اللي الدكتور سمح لها بالزيارة، كانت بتشوفها كل يوم وطلبت منها ترجيتها أوصلها كل يوم، وافقت علي مضض، كان نفسي أطمن علي أمل منها.
 حالتي بقت صعبة مش حاسس بأي حاجة، كل يوم شبة اللي قابله واللي بعده، لما عرفت أنها انتبهت وحست بالوقع واتكلمت فرحت قوي، كان نفسي أقابلها، حاولت أعرف أي حاجة من عمتها؛ لكنها كانت بخيلة جدًا في كلامها، وكانت قاصدة والزيارة لسه ممنوعة عنها، طالت الفترة قابلت الدكتور كام مرة وحكيت له عنها.

 وفي مرة منهم سألني على الجوايا:
-أحكي لي عن مدام أمل، شايفها إزاي؟ 

ارتسمت بسمة علي وجهي بالرغم من حالتي السيئة وشكلي اللي اصبح غير مهندم، حسيت بحنين واشتياق زادوا بكلامي عنها:
-أمل أحسن واحدة ممكن حد يقابلها أو يعرفها، هادية محترمة حنينة طيبتها ما تتوصفش، رقيقة جدًا، بريئة جدًا صافية.
 
ابتسمت بحزن ونظرت للدكتور  واكملت:
-متسامحة بشكل غريب.
-عرفتها ازاي؟
 -شوفتها كتير في المقابر كتير من وقت وفاة والدتها؛ لكن التعامل عن قرب بعد ما بعدت عن لؤي، لما كان عندها مشكلة مع جيرانها.
-وساعدتها؟! 
 -أيوه، لما كنت بحس أنها محتاجة حاجة كنت بساعدها فيها. 
-ليه؟
-في الأول كانت صعبانة عليا، عشان كنت بشوف أخوها يعاملها إزاي وقت المقابر وحسيت بضعفها. 
-قربت منها وتجوزتها عشان صعبانة عليك؟!!
-لأ، أول ما عرفتها كانت صعبانة عليا؛ لكن لما كنت بتعامل معاها كانت مختلفة شفافة بريئة تلقائية، كنت بحب اتكلم معاها وأشوفها، لما حسيت إني قربت منها قوي كنت عايز أبعد، وفعلًا حاولت كتير بس القدر كان بيحطنا قصاد بعض.
-ازاي؟

ابتسمت بحنين وكأني شايف كل اللي حصل من تاني: 
-جت القسم مع جيرانها صدفة من ترتيب القدر؛ عشان أعرفها من قريب بحجة قوية؛ عشان أخد رقم تليفونها  واكلمها، لما تعبت وهي في القسم وشيلتها وديتها المستشفى، حتى لما هي كمان حبت تبعد ورفضت ترد علي مكالماتي؛ حصل إنفجار في القسم وتبرعت لي بدمها وعرفت من ماما أنها تعبت، إحساسي أنها في عروقي كان جميل وغريب، وقتها أصريت أقرب وأجبرتها في الأول تتكلم معايا أول مرة بس، وبعد كده بقي برضى.

-وبعدين.
-عرفت اللي يخليني لازم أبعد، فحاولت أبعد وفشلت.
-اللي هو إيه؟
-مش عايز أقول.
-ورجعت ليه؟
-لؤي عرف مكانها، كان حيقتلها وأنا لحقتها، كان هيجبرها علي حاجات هي رافضاها، انكسارها ودموعها وجعوني خصوصا لما عرفت أن بنت اخوها ماتت، قررت أحميها وتجوزتها، كانت بتقربني منها كل يوم أكتر وأكتر بدون ما تشعر، حببتها وما قدرتش أقولها.
-إيه سبب خناقكوا أخر مرة.
-ينفع ما أقولش؟
-أستاذ عماد حضرتك بتحب مدام أمل؟
-أيوه والله بحبها.
-عايز تساعدها؟
-أيوه لو ينفع أفديها بروحي حأعمل كده.
-لازم تتكلم؛ عشان اللي أنت مخبيه سبب مهم في تعبها.

ما كانش قدامي خيار، لو علاجها وجعي أنا قابل المهم ترجع كويسة من تاني، اتكلمت وحاسس إني بغرز سكينة في ظهري وراسي بالأرض: 
-أنا عندي مشكلة في الإنجاب، مش بخلف تقريبا، أخدت أدوية قبل كده وما جابتش نتيجة، كان في عملية المفروض أعملها، كنت رافضها قبل كده وكنت هاعملها وأمل رفضت، لما راحت عند اخوها؛ أفتكرتها حكت، فهمت من كلامه إنه عارف حاجة.
-وإيه سبب رفضها؟
-نسبة نجاح العملية ضعيف.
-وأنت ليه تعملها ادام نسبة نجاحها ضعيف؟ وهل في مضاعفات خافت عليك بسببها؟
أنا: عشانها، حبيت أعوضها عن موت هبه، ومش حقدر أكفل طفل، وكان ممكن يحصل عجز جنسي حالة فشل العملية.
-أستاذ عماد لازم أولا تقدر تواجه نفسك، إن اللي عندك وارد يحصل لأي حد، وأنه مش عيب فيك، لازم تتقبل ده، هي مدام أمل متضايقة من الموضوع ده؟ 
أنا: أبدًا، عمرها ما اتكلمت فيه أنا ما كنتش أعرف بمعرفتها للمشكلة دي من قبل الزواج، ماما قالتها بدون علمي، وعرفتني أنها قالت لأمل ليلة ما جبتها هنا.
-والسبب اللي كنت عايز تبعد عن أمل بسببه له علاقة بحالتك؟
-أيوه، كنت فاكر أنها عاقر، أخوها كان بيقولها كده وهي في المقابر، بس عرفت إن جوازتها اللي قبلي كانت حامل، حسيت إني حاحرمها من حاجة مهمة لأي ست، وكنت خايف انجرح زي ما حصل لي في جوازي الأول.
-أنا خلصت كلامي المرة دي بس اكيد لنا جلسات تاني، حضرت الظابط أنت محتاج تتقبل نفسك، دي أول خطوة ممكن تساعد أمل بها.

قابلت الدكتور كتير بعدها وكل مرة أطلب منه أقابلها ويرفض، وبعد كده قالي أنها رافضة تقابلني، اتجرحت لكنها معذورة اللي حصل لها مني مش هين، نفسي أشوفها وتسامحني نفسي أضمها تاني وحشتني قوي، قوي.

 عدي شهرين، الأيام شبه بعضها وأمل بعيد عني مش قادر حتي أشوفها، باقف أمام المستشفى بالساعات؛ عشان هو ده المكان اللي هي فيه، بكلم صورتها كل يوم قبل ما أنام، ضاعت حياتي بضياعها.

أخيرًا كلمني الدكتور وطلب من أروح المستشفى عشان أقابلها واكلمها، كان المفروض أفرح، لكن كنت خايف، حاسس إني رايح امتحان ومش مذاكر، أفكار كتير راودتني، تخليت ردود افعال كتير لها، أنا عارف أنها دايمًا ردود أفعالها ناحيتي بتكون أفضل كتير من خيالي؛ لكن المرة دي كنت خايف قوي.

 
 مش عارف لبست ازاي، مش بفكر في شكلي أصلًا، ولا عارف وصلت إزاي! في الحقيقة ما كنتش شايف حتي الطريق، وصلت ودخلت عندها، مش  قادر أرفع عيني وأنظر لها ورغم اشتياقي لها إلا إني مكسور ومهزوم، جلست قريب منها، أصعب حاجة تكون قريب من حبيبك ومش قادر تنظر له مكسوف منه.

معظم الكلام كان بيني وبين الدكتور وأمل بتسمع حسيت بدموعها ماشوفتهاش؛ لأني أضعف من إني أنظر لها وأنا أذيها وقاتلها، وجه لي الدكتور أسئلة كانت بتدور بداخل أمل، وأنا كنت عاجز قبل كده عن إجابتها بالرغم اني كنت متأكد أنها نفسها تعرف إجابتها،  بالرغم من كل اللي عملته فيها كانت أحسن مني أول الدكتور ما وصل للنقطة اللي واجعاني رفضت إن الدكتور يكمل.

-عملية إيه اللي اختلفتوا عليها وهي كانت رافضة إنك تعملها وخايفة عليك.
أمل: لأ، مالوش لازمة الكلام في الموضوع ده مش عايزة. 

وقتها الدكتور بص لأمل بابتسامة أنا نظرت لها مستغرب لسه خايفة عليا
-ليه يا أمل مش ده سبب حالتك، خايفة عليه؟!
-مش عايزة لو سمحت بلاش.
-طيب يا أمل أنا حسيبك معاه تتكلموا، حافضل قريب جدًا، أستاذ عماد لازم تواجهوا بعض بدون تجريح عشان نخرج من الأزمة دي، وبعد ما تخلصوا محتاج أقعد معاك.

خرج الدكتور وبدأت الكلام.
-أنا ما استاهلش خوفك عليا.

مرت لحظات من الصمت وبعدين أكملت كلامي وأنا حزين مكسور، ومن كلامنا حسيت أنها لسه خايفة عليا، أكيد لسه بتحبني ماكرهتنيش، كنت محتاج احضنها جدًا وحشتني وتعبان قوي؛ فحضنتها جامد وقولت لها إني بحبها وحشتني، ماصدقتش وأول مرة تتعصب عليا، خرجت كل اللي جواها وفهمت من كلامها قد إيه عذبتها وتعبتها حاولت أفهمها إني حبتها فعلًا، وضعت من بعدها وأتوجعت عشانها؛ لكن جرحها من نظرات العطف والشفقة اللي شافتهم مني كتير كان أقوى. 

استجمعت قوتي قربت منها ولفتها ناحيتي بالراحة، ورفعت وجهها ونظرت لعينها، قولت لها كل مشاعري وإحساسي ناحيتها بدون خوف، فهمتها إني كنت حجازف بالعملية عشانها، إني كنت ضعيف، اترجبتها تسامحني وعدتها مش حخذلها تاني، كلام كتير قولته، وهي كانت كعادتها معايا متسامحة رقيقة ردودها أكبر وأحلى من أحلامي.

قالت لى بصوت مخنوق وعينها في الأرض ودموعها علي وجهها: 
-بالرغم من كل اللي قولته يومها، إلا إنك وحشتني، وكنت بتعذب في بعدك وكل يوم كنت بتوحشني أكتر. 

 داوت جراحي بكلامها، حسيت بحبها ليا اللي ما قلش رغم تعذيبي واذيتي لها.
رفعت وجهها برقه ومسحت دموعها: 
-والله كنت بموت وأنا عارف إني وجعتك وأذيتك، باتعذب عشانك، حسيت بألم ووجع عمري ما تخيلتهم وماكنتش قادر عليهم.

ضميتها وخرجت الألم اللي جوايا: 
-آاااااااااااااااه يا أمل سامحيني.

نظرت لي وسالتني بدموع: 
-بتحبني فعلًا؟
-بحبك وحيات أمل بحبك.
 مسحت دموعها وسألتها بتمني:
 -هترجعي معايا؟

ابتسمت  بسعادة وأماءت:
-أيوه.
-هَسأل الدكتور حضري حاجتك أول ما يوافق نمشي.
-حاضر.
-مطيعة. 

لسه للكلمة تأثير عليها، وابتسامتها اللي بتعزف علي أوتار قلبي أحلى الأنغام، غمرتني السعادة من تاني، تحول حزني لفرح، حضنتها حضن طويل كان نفسي ترجع معايا؛ لكن الدكتور رفض، قال بعد يومين، واللي مروا عليا سنين، فضلت معاها أقبل رأسها وأيدها لحد ما الدكتور طردني تقريبا. 

رجعت البيت نظفته وحلقت ذقني حاولت أكلم ماما وبردوا ما رضيتش ترد عليا، كلمت عمتها وحكيت لها وفضلت توصيني كتير علي أمل، وكلمت لؤي وعمل زي طنط هدى، وفضل يوصيني عليها ويهددني بردوا طبيعة بقي، اتفقنا نروح لأمل كلنا وهي خارجة من المستشفى. 

 يوم خروجها زينت البيت وجهزت كأني عريس رايح يستقبل عروسته، روحنا كلنا ما عدا ماما؛ مش عايزة تشوفني، دخلنا لأمل أخدتها في حضني امامهم كلهم، وأعتذرت لها شيلتها ولفيت بيها شوفت حمرة الخجل في وجهها والفرحة، وعدتها إن عمري ما أزعلها تاني.

 واحنا في العربية سألت علي ماما وعرفت أنها سابت البيت من يوم تعبها، نظرت لي بشفقة علي حالي، وعرفت قد إيه النظرة دي مؤلمة من حبيب، وأصرت نروح لها الفندق الأول، وهناك وطلبت أنتظرها لحد ما تنزل، طلعت لها لوحدها وكلنا منتظرين ومتأكدين ان ماما حتزل معاها، وفعلًا نزلت ماما، وشوفتها بعد أكتر من شهرين بوست ايدها وحضنتها وحشتني قوي واعتذرت لها.
-مراتك دي كنز، حافظ عليها اوعي تزعلها، عمرك ما حتلاقي زيها.
-في عنيا والله، وأنت كمان يا ماما سامحيني بقي وأرجعي معايا.
-حرجع طبعًا، وأنا حسيبها لك كده لوحدها.

ضحكنا كلنا ورجعنا البيت، فرحتي وهي داخلة البيت تاني لا توصف، سعادة كبيرة اجتمعنا كلنا لأول مرة، وكعادة أمل صافت الزعل بين عمتها ولؤي اللي داب معظمه وقت تعبها.

رجعت شغلي أقوي من الأول،  وترقيت كمان علاقتي بلؤي تحسنت كتير، بقي يخاف علي أمل من الهوى وهي مبسوطة، بتقولي بتشوف فيه باباها وأنا بقيت مطمن وهي معاه. 

اتفقت معها نتابع مع دكتور، وهي شرطت نعمل كل حاجة بدون ما أضُر نفسي، حكيت لها كل حاجة مريت بيدها في جوازي الأول، ساعات بحس أنها بتعاملني كأني ابنها، والصراحة مبسوط وأنا كمان شايفها مراتي وبنتي وأمي كمان.

ماما وأمل أصحاب جدًا، مش بخلص لما يتآمروا عليا وباتحامى في أمل، ولسه بتوه في بحر عيونها الزرقا، بالرغم من كل اللي حصل لها لسه بريئة زي ما هي، لسه بتجنن في قربها وشايفها ملكة ملكتني بحبها وخجلها، ما بقتش خايف أنها تسيبني، الحياة مختلفة ولسه بتبني لي طموحات والواقع معها أحلى بكتير، بنسمع أم كلثوم مع بعض وندندن معاها 
 حكاية أملي ومليكة قلبي حكايتنا لسه مستمرة.

بطلت أكلم نفسي لأني دايما بكلم أمل "أمل حياتي"

 *حلقة خاصة* 

أمل
( دخلنا ننام زي كل يوم كالعادة اخدني في حضنه احلي حاجة في الدنيا هو نام وأنا فضلت صاحية، منتظرة الساعة تدق 12 بكرة عيد ميلاده أول عيد ميلاد ليه من بداية زواجنا جبت له هدية ومخبياها، قبل 12 بشوية قمت قعدت علي السرير طلعت الهدية علي الكُمود بصيت للساعة لحد ما دقت 12 بوسته علي خده برقه وهو فتح عينه وابتسم وشدني لحضنه من تاني، أماني ) .

عماد
( كل ما أدخل أنام لازم أخدها في حضني، وأعتذر لها علي كل ألم سببته لها وأفضل حاضنها، راحتي وسعادتي في الحضن ده، بنسي أي وجع بنسي الدنيا كلها، بس النهارده صحيت علي بوسة جميلة ورقيقة، لقيتها قاعدة علي السرير جنبي مبتسمة شديتها لحضني تاني )
سألتها وأنا مبتسم: 
-صاحية لحد دلوقت ليه؟
ردت برقة كالعادة: 
-كل سنة وأنت طيب، أول عيد ميلاد لك بعد جوازنا.

لسه هَجيب الهدية ضمني له أكتر 
واتكلم بحب: 
-وأنت طيبة يا أحلى وأجمل هدية بعتها لي القدر، يا مليكة قلبي.

رديت وأنا مبسوطة، قلبي بيرفرف من السعادة: 
-كده كتير عليا قوي، أنا كان نفسي في كلمة حلوة واحدة بس، كدة كتير عليا قوي.
-أنت تستاهلي أحلى وأجمل وأرق الكلمات بس للأسف مش لاقي كلام يعبر عنك، الكلمات عاجزة قدامك.

طبعا حمرة الخجل اللي كست وجهها بتجنني جدًا وبموت فيها وباستمتع جدًا، و هي عشان تخرج من حالتها اديتني الهدية.

-كل سنة وأنت طيب، كل سنة وأنت حبيبي.

عماد
( كلامها لوحده أكبر هدية فتحت الهدية كانت سلسلة فضة فيها أية الكرسي وفي ظهر الآية صورة لينا في الفرح أحلى وأجمل هدية، ماهي عادتها من يوم ما عرفتها تبني لي أحلام وطموحات و الحقيقة أجمل وأحلى، بصيت في عيونها اللي شوفت فيهم الخجل، اتكلمت وأنا مثبت عيوني عليها وفرحان بها )

-أحلى هدية من أغلى هدية بعتها لي القدر، أنت فضلتي صاحية ليه؟ كان ممكن تديهالي الصبح.

ردت بابتسامة: 
-عشان أكون أول حد يعيد عليك، ونبدأ السنة الجديدة وأحنا مع بعض لكن الصبح حتروح شغلك علي طول .

-طيب ممكن نحتفل بالليل.
-أكيد يا حبيبي بس بالليل مش حنكون لوحدنا أنا عزمت لؤي ونور وجوزها.
  
عماد بضحكة مسموعة: 
-أنا بقيت طفل وبيتعمله عيد ميلاد ناقص تقولي عزمتي أصحابي كمان.
-طفلي الكبير وفرحة عمري طبعا، بس ما عزمتش أصحابك أصلها حفلة عائلية صغيرة، وأنا بعتبر نور أختي مش مجرد صاحبة، ولقيتها فرصة تتعرف علي جوزها أكتر.  
-موافق بس نحتفل أنا وأنت الأول.
-عماد نام بكرة عندك شغل.
-اممم وأنت مش عندك شغل.
-لأ، أخدت إجازة يومين. 
-أحلى عيد ميلاد ده ولا إيه ؟!! ادام أنت إجازة يبقي لازم نحتفل أنا وأنت نشغل اغنية ام كلثوم، نسمعها مع بعض .
-حجيب عصير.

كانت حتقوم من جنبي شديتها لحضني وسالتها وأنا عيني في بحور عيونها
-مش ندمانة يا أمل إنك معايا ؟

أمل
( كنت عارفة قصده إيه بالرغم أنه متأكد من ردي إلا أني بشوف السؤال في عنيه كتير باحاول دايمًا أطمنه ما أنا عمري ما تخيلت اني ممكن أحب وأتحب، هو بيديني أكتر من اللي حلمت به، مش حاكون بخيله معاه أبدًا عمري، وحأفضل أطمنه وأريح قبله )

-عمري ما أندم علي أحلى حاجة حصلت في حياتي، عمري ما حسيت إني عايشة غير لما قابلتك، كنت سندي وقت ضعفي، أماني وقت خوفي.
ابتسمت بحب وكملت كلامي:
-مديونة لك بعمري ما أنت شيلت السكينة من علي رقبتي .

 
 شدني لحضنه بقوه بعد اخر كلمة، وشدد في ضمه ليّا:
-بلاش السيرة  دي، قد إيه كنت أناني وعذبتك كتير.

بصيت في عيونه بحب وابتسامة: 
-لو ما حسناش بالألم مش هنقدر ونحس بطعم السعادة .. والحب، وبعدين أنت إبني البكري والوحيد مش عايزة غيرك، حبي وحناني لك لوحدك، وأنا كمان حبك وحنانك ليا لوحدي، ما ليش شريك.

ختمت كلامي بقبلة علي خده وطبعا وشي بقي الوان لسه بتكسف مش عارفة حبطل كسوف امتي.

  
عماد
( كلامها رقيق زيها ريحني وطمني بالرغم إني متأكد من ردها لكن كل فترة بحب أسمع منها عشان أبعد أي تفكير سلبي، واحنا لسه بنتابع مع دكتور اللي مديني أمل بسيط لاحتمال الشفاء بمرور الوقت، على عكس قبل كدة بنتظم علي الأدوية وبدعي ربنا إني اخف عشانها ، هي مش محسساني إن عندي مشكلة، بتهتم بكل تفاصيلي بتهتم بالدوا عشاني دايما بتقولي إن علاجي عشان يكون عندي أمل بس مش فارق معاها غيري واني كل حياتها، مش بتمل مني ومن سؤالي كل شوية إن كانت ندمانة علي جوازنا ، بحبها كلمة قليلة علي إحساسي ناحيتها وهي عندها حق لو ماكنتش عرفت سمر وخيانتها ما كنتش حقدر أمل وحبها زي دلوقتي دايما بروح معاها المقابر عرفتها علي بابا وعرفته عليها و هي كمان عرفتني علي عمو سالم و طنط حنان كل ما نروح هناك نبص لبعض ونضحك نفتكر الصدف الحزينة اللي بقت أحلى صدفة في حياتنا وسبب سعادتنا )

-حتفضل سرحان كدة أنت قولت حنحتفل أنا جبت العصير وحشغل الأغنية اهو بس حتقدر تروح الشغل بكرة كده هتتعب.

حطيت العصير علي الكُمود قعدت علي السرير جنبه، التفت لي:
 -للأ، أنا كمان هأخده إجازة، جهزتِ أنهي أغنية؟   
-أكتر أغنية تحبها، أنت عمري.

ابتسمت وغمزتها : 
-لا ماهي بقت أكتر تاني أغنية بحبها .
-امممم دي معلومة جديدة، من امتي غيرت أغنيتك المفضلة؟ ويا ترى بقت إيه الأغنية اللي تحبها أكتر؟! وبعدين زعلانه جدًا عشان ما قولتليش.

كتفت ايدي أمامي، وعملت نفسي زعلانة بس الحقيقة عمري ما أزعل منه أبدًا، أبدًا.

طفلتي حبيبتي زعلت مني حاوطت وجهها بكفوفي بصيت في بحر عيونها واتكلمت بحب: 
-لما تعرفيها حتعذريني.

ادعيت الزعل وبحاول أخفي ضحكتي ومش عارفة : 
-خلاص قول وأنا احكم يا أفضل زعلانة يا إما أغير رأيي.

-بالرغم إنك في الحالتين مش زعلانة خصوصا أنه عيد ميلادي بس عارف أنك حتتأكدي إني عندي حق، الأغنية الأحب ليا دلوقت يا مليكتي، هي أمل حياتي يا حب آتي.

أمل
( ارتسمت البسمة والفرحة علي وجهي عيد ميلاده واداني أحلى هدية بجد، أنا انسانة محظوظة بعماد عمادي وعماد حياتي، يا رب ديمها عليا سعادة وأرزق السعادة لكل محروم وأسعد قلب عماد كمان وكمان )

-أكيد مش زعلانة دلوقت، يلا بقي شغليها وتعالي في حضني أكمل هدية عيد ميلادي.

أمل
( شغلنا الأغنية سمعناها مع بعض وغنينا معاها نزلت دموعي في آخر الأغنية دموع فرحة كنت مستبعداها في يوم )

عماد 
( مسحت دموعها وأنا متأكد المرة دي أنها من الفرحة بس قلبي وجعني بردوا اخر قوبليه في الأغنية كان معبر عن كل مشاعري لها).
وغيبت في بحور عينيها وكانت احلي بداية لسنة جديدة لا حياه جديدة مع أملي ومليكتي وحبيبتي أمل حياتي هدية القدر ليّا وتاني يوم اتجمعنا وكلمتنا عمتها وكانت أحلى لمة وأيامنا كلها بقت حب هي دايما سند في الصعب بنسي لما بشوفها تعب اليوم بحس بالطفولة معاها قوتني في أوقات ضعفي عدي سنتين دلوقتي ماحستش بيهم ربنا يديمها عليا نعمة . 

تــــــمَّت
 من واقع الحياة اتمني تكون عجبتكم 

الأغنية :
أمل حياتي يا حب غالي ما ينتهيش
يا أحلى غنوة سمعها قلبي ولا تتنسيش
أمل حياتي يا حب غالي ما ينتهيش
يا أحلى غنوة، غنوة سمعها قلبي ولا تتنسيش
خذ عمري كله بس النهار ده ، بس النهار ده
وسيبني أحلم سيبني ، وسيبني أحلم سيبني
يا ريت زماني ، يا ريت زماني ، يا ريت زماني
 يا ريت ، يا ريت ما يصحينش
أملي حياتي عينيّ يا أغلى مني ، يا أغلى مني عليّ
يا حبيب امبارح و حبيب دلوقتِي
يا حبيبي لبكرة و لآخر وقتي
إحكي لي قول لي
إيه من الأماني ناقصني ثاني و أنا بين إيديك
عمري ما ذقت حنان في حياتي زي حنانك
ولا حبيت يا حبيبي حياتي إلا عشانك
أول ما قابلتك واديتك قلبي يا حياة القلب
أكثر من الفرح ده ما احلمش
أكثـر من اللي أنا فيه ما اطلبش
بعد هنايا معاك يا حبيبي، يا حبيبي ، يا حبيبي
لو راح عمري ، لو راح عمري
أنا ، أنا ، أنا ، أنا ما اندمش
أملي حياتي عينيّ يا أغلى مني ، يا أغلى مني عليّ
يا حبيبي لبكرة ولآخر وقتي
يا حبيبي لبكرة ولآخر وقتي يا حبيبي ، يا حبيبي
بعد هنايا معاك يا حبيبي، يا حبيبي ، يا حبيبي
لو راح عمري ، لو راح عمري
أنا ، أنا ما اندمش
وكفاية أصحى على إبتسامتك بتقول لي أعيش
أسمعها غنوة ، أسمعها غنوة
بتقول لحبي ما ينتهيش ، ما ينتهيش
خليني جنبك خليني في حضن قلبك خليني
وسيبني أحلم سيبني ، وسيبني أحلم سيبني
 يا ريت زماني ، ما يصحينيش
يا ريت ، يا ريت ما يصحينيش
يا اللي حبك خلى كل الدنيا حب
يا اللي قربك صحى عمر وصحى قلب
وأنت معايا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close