أخر الاخبار

رواية جراح الماضي الفصل الثاني 2 بقلم سارة الزعبلاوي



رواية جراح الماضي

الفصل الثاني 2

بقلم سارة الزعبلاوي 


( جراح الماضي )

←الفصل الثاني :

 ¶ كان يتجول في مكانهما القديم التي كانت تفضله كثيرًا باحثًا بعينيه عنها.. بلهفةو شوق، بعد غياب خمس سنوات.. و مازال وعدها له يتردد في أذنه


         " هستناك... هستناك رغم أن أنت بتقولها بلسانك يا يوسف أن أحنا ملناش نصيب في بعض.. بس أنا واثقة أن و الله أحنا هنتجمع تاني .. "


دق قلبه بعنف عندما تذكر آخر كلماتها إليه .. و لكن سرعان ما أنسحبت الدماء من جسده ليشعر بقلبه يكاد يتوقف عندما رآها تقف بين ذراعي رجل غيره.. تحاوط عنقه بذراعيها و هو يجذبها إليه من خصرها  ...زاغت عيناه و هو يشعر بشعور الخذلان يجتاحه.. شعور لأول مرة يراوده

انسحب بهدوء خارج المكان و هو يترك قلبه معها لثاني مرة .. فيبدو أن قلبه يأبي أن يعود إليه .. 

و يبدو أيضًا أنها بدأت حياة جديدة .. حياة جديدة بدونه.. و تخلت عن وعدها له


في نفس الوقت التي خرج فيه ... كانت هي تدور بين ذراع هذا الوسيم المتعلقة برقبته لتلمح طيف له.. ربما كان يُهيئ لها.. لكنها قالت بهدوء

- ثواني يا مروان و هرجعلك


خرجت مهرولة علها تلحق هذا الطيف الذي رأته.. و بالفعل لم تكن مجرد تهيؤات.. لا تعرف كيف اجتازت تلك المسافة الفاصلة بينهما ركضًا ... وقفت أمام سيارته و هو علي وشك التحرك لتتسع عيناه بصدمة و هو يخرج من السيارة و هي تقترب منه لتقف أمامه كأنها غير مصدقة أنه أمامها بعد أن فشلت كل محاولاتها للعثور عليه طوال تلك السنوات السابقة..

تنفس بعمق و هو يقول بلهجة جاهد لكي تكون ثابتة


- هنا... أزيك ؟!

- ك ك.. كويسة ..


قالتها بصوت متحشرج غير مصدقة انه بعد غياب كل تلك السنوات .. تكون مقابلتهما بكل هذا البرود ... هتفت في محاولة لتحريك ذكرياته 


- ما وحشتكش !!

- اممم.. أكيد وحشتيني أنتي و طنط مرڤت و اخواتك كمان ..


ليس هذا ما تريده منه .. أخذت عيناها تتجول ما بين مقلتيه العسليتان و هو واقف أمامها واضع يديه بجيبا بنطاله كجبل الجليد الذي لا يتحرك له ثابت

- يوسف،، أنت مالك بتتكلم كدة ليه !!

- انا ؟!.. بتكلم ازاي يعني.. عادي.. أظن كمان يا هنا أن هو دة كلامنا مع بعض أصلا لا أكتر و لا أقل .. و عن اذنك بقا لأن عندي شغل كتير و بعدين أنتي كمان ممكن تتاخري علي خطيبك اللي كنتي واقفة معاه.. مش خطيبك برضو ؟!


هزت رأسها و قد بدت الأمور أكثر وضوحا لها.. فقد رآها مع هذا المعتوة المدعو ب " مروان " .. و لكن مهلا.. يجب عليه أن يتفهم الأمور .. قالت بهدوء

- يوسف .. الموضوع مش زي ما انت فاهمة.. ممكن تقعد عشان أفهمك ..


قاطع حديثها قائلا 

- مفيش حاجة تتفهم يا هنا .. عن اذنك بقي لأن أنا كدة أتأخرت .. و ربنا يوفقك في حياتك ...


تركها في صدمتها هذه و استقل سيارته و انطلق لتقف هي متأملة في محله الذي كان يقف فيه و دموعها تنساب علي وجنتيها بخفة كحبات من الألماس متدحرجة علي سطح مطلي بالذهب .. 


¶ كانت جالسة بغرفتها شاردة كعادتها و هي تتطلع بهذا الكتاب في يدها .. 

هذا الكتاب الذي شهد كل لحظة من لحظات حياتها معه.. كل موقف حدث بينهما سواء كان .. مفرح ، رومانسي ، حزين .. كان هذا الكتاب يُكتب بيديه و يديها

حتي لحظة ابتعادهما و انفصالهما شهد عليها ..

انتفضت من محلها و عيناها متسعتان بخضة عندما فُتح الباب و اصطدم بالحائط بقوة و هي تنظر لشقيقتها الواقفة أمامها و الغضب جالي علي وجهها لتقول


- مقولتليش لية أن فارس رجع من السفر يا ليلي !؟


سارت حتي أصبحت أمامها مباشرة و هتفت ببرود أعتادت عليه خاصة عند معاملة كلا من " فاطمة ، هنا " 

- أولا: الطريقة اللي أنتي دخلتي بيها دي طريقة الناس الهمجية بس يا بشمهندسة ثانيا : لو اللي حصل دة أتكرر تاني يا هنا متزعليش مني 

ثالثا بقي و دة الأهم ان انا معرفش أن فارس أصلا رجع من السفر و حتي لو أعرف دة شيء ميهمنيش و مظنش كمان أنه يهمك..


- لا يهمني .. كان لازم أعرف ان يوسف رجع ..


رفعت حاجبها بسخرية و قالت

- اها.. فهمت عشان تلحقي تبعدي عن شوية الصيع اللي انتي ماشية معاهم.. هو شافك معاهم و لا اية ؟!


هتفت بصوت مرتفع و نبرة تشوبها الغضب

- بطلي بقا برود شوية .. و متكدبيش لأني واثقة انك كنتي عارفة أن فارس رجع و مقولتليش..

- و انا هكدب لية بقي.. هخاف منك مثلا.. بس احب اقولك اني فعلا اول مرة اعرف ان فارس رجع مصر منك دلوقتي .. و لو مش عايزة تصدقي فالحيطة قدامك اهي

- ماشي يا ليلي ، بس خليكي فاكراها..


خرجت مثلما دخلت بعاصفتها الهوجاء لتجلس " ليلي " علي الفراش و هي شاردة.. 

لقد عاد مرة أخري .. ترى هل عاد لها .. أم عاد لقضاء عمل له و يذهب مرة اخري ..

و إن كان قد عاد لقضاء عمله.. فلمـَ بعث لها بهذه الورود إذًا ؟!

أسئلة كثيرة تدور بذهنها و لم تجد مفر منها 


¶ كان جالس يتابع العمل علي الحاسوب الخاص به و هو ينظر إلي " يوسف " بطرف عينيه منتظر أن يتحدث بما فيه بدلًا من جلوسه شارد هكذا لكنه لا يفعل.. حتي قال " فارس "

- مالك ؟!

- ها.. مليش يا فارس  ..


ترك " فارس " ما بيده و اتجه ليجلس أمامه مباشرة و هتف و هو يضع كفه علي كتفه 

- مقولتليش عملت أية النهاردة ؟؟

- في أية بالظبط ؟!


رفع " فارس " حاجبه بتعجب و قال

- أنت مش روحت النهاردة عشان تقابل هنا .. عملت اية معاها ؟!


تنهد " يوسف " بحسرة علي حبه الوحيد و قال بابتسامة سخرية

- و لا حاجة.. معملتش و لا حاجة.. من الواضح انها بدأت حياة جديدة .. ربنا يوفقها ..


قطب " فارس"  حاجبيه بدهشة و قال

- يعني أية اتجوزت و لا اتخطبت!!

- معرفش !!


هتف بها " يوسف " و هو ينظر إلي اللا شيء .. لينظر له " فارس " باستغراب و هو يقول

- بقولك أية أنا مش فاهم منك حاجة .. هطلب كوبيتين قهوة و صحصح معايا كدة و احكيلي


هز " يوسف " رأسه بالموافقة .. لينهض " فارس " و يقوم بطلب القهوة تاركًا خلفه هذا الشارد الذي بدت له الحياة مؤخرًا مثل السماء الملبدة بالغيوم 


¶ دائمًا ما أكره الحكم و النصائح التي تكون من نوع 

" إذا كان الفراق يؤلم ليلة فالاقتراب يؤلم ألف ليلة .. " .. بغض النظر أني لم أقتنع بها و أري أنها خاطئة 

فأنا أريد أن أتخلص من الألم نهائيًا .. و لكن لم تعد الفرصة سانحة ...

ف " الألم " قد أقتحم حياتي و لم يخرج منها منذ أول ليلة رأيتك فيها...

فالفترة التي عرفتك فيها كانت مليئة بالألم .. لتدخل أنت إلي حياتي و أظن أن الألم سينتهي و لكني كنت ساذجة حينما أعتقدت ذلك .. فقد كانت بداية جديدة لمرحلة أشد ألمًا ...


أغلقت الدفتر الخاص بها بعدما أنتهت من كتابة تلك الكلمات التي تخرج بها الألم الكامن في قلبها..

تنهدت و هي ترجع ظهرها إلي الخلف لتعود أيضًا بذاكرتها نحو الماضي


← كانت تعيش فترة مؤلمة .. فالآن قد مر شهر علي وفاة والدها.. أقرب شخص لها في هذه الحياة.. مرشدها و معلمها فارقها الي الأبد ..

أعتزلت العالم و صارت وحيدة لا تغادر غرفتها.. و هي تسبح في ذكرياتها مع والدها و تتحسر علي الايام التي لن تعد ..

حين سمعت صوت باب غرفتها و هو يُفتح لتدلف إليها شقيقتها ذات البطن المنتفخ و هي تجر قدميها  و هي بالكاد تستطيع السير لتجلس أمامها و هي تتحدث بصوت متحشرج باكٍ قائلة

- نور .. ممكن تتكلمي .. عشان خاطري .. بقالي شهر محدش فيكم راضي يتكلم معايا .. يا رب أموت بقا و أخلص 


رفعت نظرها نحوها و هي تنظر إلي حالتها التي يرثي لها و الحزن الذي أنهكها و لم تصدر أي تعليق..


عادت الأخيرة إلي البكاء و النحيب و هي تقول بصوت متقطع من وسط دموعها

- طيب قولي أي حاجة .. طيب قولي حتي أنك بتكرهيني و مش بتحبيني !!


تنفست بعمق و هي تعصر عيناها بقوة في محاولة منها للتماسك لتقول بصوت منهك

- أنا عمري ما هكرهك يا ليلي .. مفيش حد بيكره أخوه .. ما بالك بقي لو توأمه!!!

- طيب ليه مش بتكلميني .. ليه بتعملي زيهم 

- أنا .. أنا بس لحد دلوقتي مش مصدقة أن بابا مش معانا..


قالتها و قد عادت الدموع الي وجنتاها مرة اخري رغم كل محاولتها للثبات و التي باءت جميعها بالفشل 


- أنا السبب في موته .. صح ؟!!

- لا يا ليلي .. دة عمره و مكتوبلة .. أنتي مش سبب أبدًا في موته.. اوعي تقولي كدة تاني !!

- لو مكنتش زعلته مكنش هيجيله القلب و مكنش هيموت ..

- استغفري ربك ... دة قدر و مكتوب و محدش يقدر يغيره !!


أرتمت بأحضانها و هي تبكي و تتمني لو يعود الزمان مرة أخري ..

مرت الأيام و الليالي و هي حبيسة غرفتها قليلة الحديث الا مع " ليلي " التي تأتي لها لتهون عليها و هي في الأساس تحتاج إلي من يساعدها في هذه الفترة العصيبة ..

بدأت الحياة تسير و هي الوحيدة التي مازالت قاطنة بمحلها .. لا تتحرك ..


استمعت إلي نصيحة والدتها و قررت الذهاب إلي طبيب نفسي .. علها تخرج من دوامة الوحدة و الحزن التي وضعت حالها بها


رجل ستيني .. يغلب علي شعره الخصلات البيضاء التي تعطيه وقار يذكرها بوالدها..

جلست أمامه و هي تدقق في ملامحه و هي تحاول أن تتخيل أن الجالس أمامها هو والدها،، ابتسم هو ببشاشة و قال

- ازيك يا آنسة نور ...

- تمام


قالتها بصوت خفيض و عيون زائغة كأنها ضائعة وسط بحر لا يوجد فيه قارب للنجاة

هز رأسه بتفهم لحالتها و قال

- باباكي الله يرحمه توفي بقاله قد أية ؟؟

- بقاله خمس شهور ..

- الله يرحمه .. زين بيه كانت سمعته طيبة جدًا

- هو حضرتك كنت تعرفه..


هتفت " نور " بها و هي تنظر له بلهفة و كأنها تنتظر أخبار عن حبيبها الغائب ليبتسم و قد بدأت تتجاوب معه و قال

- حقيقة أنا معرفهوش معرفة شخصية لكن ابني هو اللي شركته ليها تعاملات معاه.. و بصراحة كان دايما بيشكر فيه و بيثني علي أمانته ..

- بجد .... و كان بيحكي لحضرتك أية كمان عليه ؟!


بدأت حالتها تتحسن و هي تستشعر حنان الأب بهذا الطبيب الذي لا يعاملها كمريضته بل كابنة له..

و بعد عدة زيارات متتالية 


- شوفي بقا أنا صابر عليكي قد اية .. لازم بقا تنفذي وعدك و تبدأي تحكيلي ..


ابتسمت له و قالت برقتها المعهودة

- عايزني أبدأ أحكي من فين بالظبط ؟؟

- من أول لما أنتي تحسي أنك عايزة تحكي،من أول لما تحسي أن المشكلة بدأت..

- شوف يا دكتور محسن ... من وجهة نظري أنا  ان المشكلة بدأت من أول لما ليلي سافرت 

- قولتيلي ليلي تبقي أختك صح ؟!

- اه .. توأمي

- امم.. كملي .. اية المشكلة اللي بدأت مع سفر ليلي

- سفر ليلي أصلا هو اللي كان مشكلة ..

- وضحي أكتر يا نور .. أحكي كأنك بتفتكري مع نفسك كأني مش موجود .. متستنيش أني أقولك كملي .. احكي و بس

- أحنا اربع بنات توأم ... انا و ليلي و فاطمة و هنا .. أحنا كنا متعلقين ببعض بطريقة خرافية ... بنحب بعض جدا .. مكناش متخيلين أن في حاجة ممكن تبعدنا عن بعض .. لحد ما خلصنا الاعدادية و كنا داخلين ثانوي ... ليلي ساعتها طلبت من بابا أنها تسافر ألمانيا و تكمل دراستها الثانوي هناك و تدخل كلية طب كمان هناك.. المشكلة بقا بدأت بعدم تقبلنا لسفرها .. زي ما قولت لحضرتك .. تعلقنا ببعض كان كبير .. لكن ليلي كانت بتبص لمستقبلها.. مقدرش اتهمها بالأنانية زي ما فاطمة ما أتهمتها .. لأنها كانت أكتر واحدة متعلقة بليلي .. لكن اللي حصل بعد كدة أن فاطمة بدأت تدخل في حالة اكتئاب و مكنتش متقبلة سفر ليلي .. و بدأت فاطمة تبقي عدوانية جدا مع ليلي في كل إجازة هي بتنزل فيها ... لدرجة ان ليلي مبقتش عايزة تنزل إجازات  خوفا من تصرفات فاطمة معاها و اللي بابا و ماما حاولوا كتير يمنعوها و يقوموها بس مفيش فايدة .. 

- طيب و أنتي رأيك أن تصرفات فاطمة دي كانت نابعة من تعلقها بليلي بس و لا في سبب تاني ؟؟

- مش فاهمة قصد حضرتك .. 

- يعني ممكن تكون غيرة مثلا أن والدكم سفرها هي بس و أنتم لا او حاجة زي كدة ..

- لا لا ... مش دة تفكير فاطمة نهائي ... لأن فاطمة عارفة كويس أنها هي كمان لو طلبت من بابا يسفرها هي كمان مكنش هيمانع .. فاطمة بس  مشكلتها انها حساسة اووي ... مكنتش قادرة تتقبل بعد ليلي عنها لحد ما الموضوع اتقلب انها تبقي عدوانية معاها 

- تمام كملي 

- بعد دخولنا الجامعة كانت إجازات ليلي قليلة قوي عشان دراستها الي جانب طبعا انها مش بتنزل مصر تجنبا للخناقات اللي بتحصل بينها هي و فاطمة .. فكنا كل كام شهر بنسافرلها انا و هنا .... 

في تاني زيارة لينا ليلي قالتلنا أنها بتحب ... فرحنا .. طبيعي نفرح ما هي توأمنا يعني .. بس بعد كدة فرحنا بدأ يتحول لخوف لما تخيلنا رد فعل بابا لما قالتلنا أن هي بتحب دكتورها في الجامعة اللي كان وقتها عنده ٣٥ سنة !!

طبعا كانت صدمة بالنسبالنا .. دة اكبر منها بخمستاشر سنة .. 


← يا له من ماضٍ مؤلم .. أخرجتها منه صوت الدقات علي الباب حينما سمعت صوتها الدافئ هاتفا

- نور .. نوري .. أنتي صاحية


ابتسمت بدفئ و هي تستمع إلي شقيقتها الحبيبة لتقول

- أدخلي يا ليلي ..


فُتح الباب لتطل منه بقامتها القصيرة و تسير بابتسامة جميلة و لكن من كثرة الحزن أصبحت باهتة.. جلست علي الفراش أمامها و قالت

- عاملة أية ؟!

- كويسة .. المهم أنتي بقالي يومين شيفاكي مش مظبوطة .. مالك ؟!


تنهدت و هي تنظر أرضًا و تحدثت بحزن دفين قائلة

- فارس رجع !!!


¶ كان ينظر إليه و هو قاطب حاجبيه و قال بسخط

- و مسمعتهاش ليه يا فالح !!

- اسمع اية يا فارس .. بقولك كانت واقفة في حضنه .. افهم منها أية ؟!!!

- مش يمكن عندها مبرر يا يوسف ..


نظر له و كأنه كائن فضائي و قال

- مبرر!!... يعني أنت لو كنت لقيت ليلي واقفة في حضن واحد تاني هتقف تسمعها و تفهم مبرراتها ؟!!

- يوسف...


هتف بها " فارس " بغضب .. و زفر " يوسف " بندم علي ما قاله .. 

وضع يده علي كتفه و هو يقول معتذرٌا

- مش قصدي يا فارس .. بس أنا فيا اللي مكفيني .. متخيل لما تقعد أكتر من خمس سنين حاطط أملك في حد و يخذلك ... 

- متخيل يا يوسف .. بس أنت  كنت لازم تبقي أهدي من كدة .. كنت لازم تسمعها .. مش تقعد تعذب في نفسك و تحط ايدك علي  خدك و تتخيل سيناريوهات مش موجودة أصلا 

-  انا كنت حاسس ان مخي وقف ساعتها ،، و معرفتش أتصرف

- اللي حصل حصل .. المهم تعرف انت هتعمل أية 

- هستني شوية أشوف هي هتعمل اية .. و بعد كدة أحدد أنا هعمل اية


¶ نظرت لها بتفكير و قالت 

- طيب و أنت محاولتيش تشوفيه أو تكلميه


هزت رأسها لها باستفهام و قالت

- أشوفه ليه ؟؟.

- يعني اية تشوفيه ليه يا ليلي ... مش كفاية خمس سنين .. هترجعوا أمتي ؟!!


هبت واقفة و هي تقول

- و هو مين اللي قالك يا نور أني ناوية ارجع لفارس أصلا.. الموضوع انتهي من زماان

- لا يا ليلي الموضوع ما انتهاش .. انتم الاتنين بتحبوا بعض .. و اللي حصل زماان انتهي .. و انتي الغلطة الوحيدة اللي غلطتيها أنك سبتي فارس

- قصدك الحاجة الوحيدة اللي عملتها صح اني سيبته .. و اللي انا بعمله دلوقتي دة هو اللي صح 

- يعني اية ... هتعيشي بقيت عمرك علي ذكري بينكم !!

- و مين قالك أصلا أن أنا بفكر فيه .. أنا ميهمنيش دلوقتي غير شغلي و بس ..


اقتربت منها و هي تنظر في عيناها و تقول بابتسامة

- عينيكي بتقول عكس اللي انتي بتقوليه يا ليلي ... انتي بتكدبي عليا !!


جلست علي الفراش بإنهاك و هي تقول

- اه بفكر فيه و نفسي أشوفه و المسه حتي و لو لمرة واحدة .. بس مش هينفع ... أنا كسرته يا نور .. مش هيبقي ليا عين اقف قدامه .. غير بقا اني حتي لو فكرت ارجعله صورة بابا مش هتفارقني و تأنيب الضمير هيفضل عندي طوول عمري .. فالوضع دة هو الاحسن لينا احنا الاتنين  .. كفاية مشاكل الشغل عليا .. متزوديش الهم بالله عليكي يا نور 

- ليه أنتي عندك مشاكل في الشركة؟!

- لا في المستشفي 

- فيه اية ؟

- محمود باع نصيبه ..

- طيب و اية المشكلة في كدة يا ليلي ؟!!

- المشكلة ان هو كلمني في الموضوع دة قبل كدة و انا قولتله أن انا هشتري نصيبه بس يصبر عليا يكون معايا سيولة ..بس الباشا مصبرش و راح باعها و مش بس كدة دة بيقول أنه باعها لواحد كويتي بيقول أنه مش هيقدر ينزل مصر دلوقتي .. يعني أنا كدة مش عارفة مين اللي مشاركني .. و مش عارفة آخد أي قرار لأن في اوراق واقفة علي إمضته.. 

- طيب و بعدين هتعملي أية ... 

- هعمل اية يعني ... هستني لما سيادته ينزل مصر و احاول معاه انه يببعلي نصيبه

- بس في حاجة غلط في الموضوع.. محمود نصيبه ٢٥℅ يعني مين يعني اللي هيبقي عايز يشتري ٢٥ ℅ من مستشفي !!

- معرفش .. لسه بفكر في اللي حصل لأني حاسة اني الموضوع دة فيه حاجة غلط!! 


                    الفصل الثالث من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close