أخر الاخبار

رواية جراح الماضي الفصل العشرون 20 بقلم سارة الزعبلاوي

 


رواية جراح الماضي

الفصل العشرون 20

بقلم سارة الزعبلاوي



¶ كل فرد الآن كشف أوراقه... أصبح الأمر كما يقولون " اللعب على المكشوف"!!


اقترب منها " محـسن" و وقف أمامها مبتسمًـا و قال


- مكنتيش تتوقعي صح،، و لا انا بصراحة في يوم من الأيـام تخيلت انـك ممكن تعرفي.. لكـن هنقول اية بقى،، جوزك اللي صدرك ليـنا فاضطريت اخطفك عشان اعرف اجيبه،، كنتي فاكرة أن احنا هبل لدرجة ان احنـا هنبلع حوار موت فارس المفاجئ دة.. دي تمثيلية اتهرست خمسمية مرة!!


ارتعشـت شفتيـها و هي تقول 


- أنا مش فاهمة حاجة.. انت،، انت اية علاقتـك بتجارة الأعضاء و ازاي حسـام لسة عايش!! 


قهـقه " محـسن" و هو يجلس علي إحدي المقاعـد قائـلًا 


- بصي هبدأ بالسهـل لأن شكـلك مصدومة و مش مستوعبة.. 


صمتت لتسمع ما سيقول و هي تحـاول أن تستجمع شتات عقلـها،، ليردف هو


- اكيـد مكنش ينفع اسيـب حسـام يتعدم،،لأن كل المحامين اللي جبتهم أجمعوا أن قضيته صعبـة جدًا... خليت واحد من رجالتي جوة السجن يفهمه انه انا اللي بعته عشان يساعده يهرب و خليته يضرب حسام بالسكينة و بالتالي نقلوا حسام المستشفي و الإصابة مكنتش خطيرة و بالرشوة الدكتور وافق انه يحط جثة مكان حسام و يعلن وفاته و حسام سافر علي هنا من غير ما حد ما يحس بأي حاجة!!


ثقلـت أنفاسها و هي تحرك عينيها بينه و بين " حسـام" الذي ينظر لها بجنون أفزعهـا..


- أما بقي إية علاقتي بتجارة الأعضاء.. فأحب أعرفك بنفسي،، انا جون رئيس المافيا!!


أغمضت عينيها و هي تهز رأسها عدة مرات محاولة إستيعاب ما يقول،، فأكمـل هو قائـلًا


- انتي عارفة انا اعرفك انتي و فارس من قبل ما اعرف نور،، كنت متابعكم من زمان أو بالمعني الأصح متابع فارس من زمان.. طبيعي يعني أكبر جراح في ألمانيا هيفدني كتير في الشغل.. بس هو كانت راسه ناشفة جدًا،، حاولـت معاه كتير اووي و معرفتش اوصل لحاجة.. لحد ما اتجوزك و عرفت ان انتي نقطة ضعفه اللي هنعرف نوصله بيها... خليت حسام يعمل شركة في نفس مجال شركة ابوكي و يحاربه عشان يوقعه لأن لو ابوكي وقع انتي هتبعدي عن فارس لأنك هتبقي متخيلة انك السبب في موت ابوكي و في نفس الوقت الحظ ساعدني لما نور جاتلي العيادة عشان تتعالج و بردو خططت مع حسام أنه يوقعها عشان نسيطر علي فارس من كل حتة.... بس هو ما استسلمش فاضطرينا ننفذ تهديدنا ليه و خطفنا ابوكي و مات في أيدينا و قد كان و توقعاتنا طلعت صح و انتي بعدتي عن فارس،، اسكت انا بقي لا طبعًا اضغط عليه اكتر و اكتر و اخطفه عشان أجبره يوافق علي عرضي بس هو مش بيوافق،، قوم انا اية بقي افكر و اخطط و اخلي واحد من زمايله ينقذه و يساعده يهرب برة ألمانيا عشان فارس يثق فيه و كمان رميت في طريقه بنت لبنانيه،، لينا أكيد انتي عرفاها.. اوهمته انها بتحبه و هو يا عيني كان مصدوم من قضية الخلع اللي انتي رفعتيها عليه و محتاج حضن حنين يحتويه فبقت لينا قريبة منه جدًا لدرجة أنها نزلت معاه مصر و بقت بتبلغنا بتفاصيله اول بأول حتي هي اللي قالتلنا أن هو عايش مش ميت.. مش هكدب عليكي هو كان لسة علي صلة بيها حتي بعد ما رجعلك و هو اللي بلغها انه عايش...

المهم خلينا في موضوعنا لما نزل مصر انا برضو اللي عرفته أن بنته لسة عايشه و هددته بيها و بيكي،، و طبعًا هو المرة دي خاف من تهديدنا و اضطر يوافق.. بس طلع غبي و بلغ وكيل النيابة بكل حاجة و عملوا الخطة الفاشلة بتاعة موته دي عشان يضحكوا علينا... بس برضو فارس طلع غبي و بلغ لينا انه عايش و هي بلغتنا و هنا بقا كان دورنا.. نخطفك عشان نجيبه.. لأنه لازم يتعاقب علي غبائه قبل أي حاجة..


صمتت و هي تحلل حديثه في عقلها و قالت بذهول


- ازاي و التسجيل اللي انت كنت بتهزق حسام فيه علي اللي عملوا مع نور.. دة مازن سمعهولي..


أشعل سيجاره و هو يقول بابتسامة شيطانية


- كنت عارف انهم هيراقبوا حسام فكان لازم اعمل الشويتين دول..


- طيب و ما قبضوش عليه ليه طالما كانوا عارفين مكانه!


تساءلت " ليلي" بحيرة ليقول هو


- لأنهم كانوا عايزين ياخدوا اعتراف مني الأول عن طريق حسام أن انا رئيس المافيا لأنهم كانوا بيراقبوني في الفترة الآخيرة بس مكنوش يعرفوا أن انا فاهم هما بيعملوا اية و عارف تحركاتهم و كنت أسرع منهم و صفيت املاكي كلها و هربت برة مصر قبل ما يلحقوا يقبضوا عليا..


شعرت بألم في أنحاء جسدها فحاولت أن تحرك جسدها و لكنها فشلت.. نظرت لجسدها لتجد حالها مكبلة،، 


بدأت تأن من الألم فقال " محسن" بابتسامة


- متقلقيش دة مفعول المخدر.. احنا خدرناكي عشان نقدر نهرب بيكي برة مصر و المخدر مفعوله طويل شوية و ليه أعراض جانبية يعني ممكن لقدر الله تتشلي لو مخدتيش المصل المضاد للاعراض الجانبية!! 


اتسعت عينيها و هي تكاد تفقد القدرة علي الحديث من شدة الصدمات التي تتعرض لها،، ليردف " محسن" 


- و المصل دة بقا يا قطة مش هتاخديه غير لما دكتور فارس يشرف عندنا،، غير كدة يبقي لو انتي اتشليتي ذنبك في رقبته هو!،، عارف ان عندك أسئلة كتير بس يا عيني من الصدمة مش قادرة تقوليها... منها مثلًا ازاي انا ابقي رئيس المافيا،، اقولك.. انا كبرت لقيت ابويا كدة و اتعلمت منه و دخلت طب عشان يبقي غطا علي اللي بعمله مش اكتر و حسام هيكمل من بعدي،، و انتم مصيركم الموت.. 


_______________________________________


¶ وجد بـاب مكتبه يُفتح بعنف و يدخل منه " فـارس" و العروق بارزة في وجهه من شدة الغضب... اتجه " فارس" نحوه و أمسك بتلابيـب قميـصه و هو يهزه بعنف قائـلًا


- مراتي فين يا مازن.. انـطق مراتي فين!! 


ذُهـل " مـازن" من رد فعله و ابعده عنه قائـلًا


- اهدي يا فارس شوية خليني افهمك،، هما ما يقدروش يجوا جنبها لأن هما عايزينك انت،، لو أذوها مش هيعرفوا يوصلولك.. اهدي بقا.. 


صاح " فارس" بصوت هادر قائـلًا


- و الحراسة اللي انت كنت معينها كانت فين،، انت عارف لو ليلي جرالها حاجة انا هروح فيكم في داهية! 


- يا فارس الحراسة اتهجم عليهم و كلهم  اتصابوا و في منهم ماتوا... 


جلس " فارس" بقلة حيلة و هو يضع رأسـه بين كفيه و قـال 


- دة مكنش اتفقنا يا مازن،، احنا اتفقنا أن انا أبلغ لينا اني لسة عايش عشان تبلغهم و نستدرجهم مش هما اللي يخطفوا ليلي و يستدرجوني انا!! 


- اهدي بس.. الموضوع لسة في أيدينا،، احنا بنتواصل مع السفارة هناك عشان تبدأ البحث عنها!! 


انتفض " فارس" واقـفًا و هو يقول


- هو انا لسـة هستني السفارة تبدأ تدور عليها،، انا من بكرة الصبح هبقـي في ألمانيـا!! 


- و مين قالك ان احنا مش هنسافر.. بس لازم نظبط شوية إجراءات عشان نضمن الأمان هناك.. 


ارتفعت أنفاس " فارس" و هو يحاول أن يهدئ حتي يفكر بعقلانية ليرتفع صوت هاتفه برسالة.. 


فتحها و قد كان محتواها عبارة عن فيـديو يتضمن " ليـلي" و هي جالسة علي مقعد و تبكي بشكل يقطع نياط القلب و هي تتحدث قائـلة


- الحقني يا فارس،، الحقني هيموتوني ،، المخدر ليه أعراض جانبية و ممكن اتشل.. و هما مش هيدوني المصل غير لو جيت.. اوعي تتخلي عني يا فارس!! 


ثم فجـأة ظهر " حسـام" و هو يضحك تلك الضحكة الجنونية و يقول


- مفاجأة صح يا دكتور.. متقلقش مراتك في آمان،، بس لو في خلال أسبوع مبقتش في ألمانيا ابقي ادعيلها بالرحمة! 


انتهي الفيديو علي ذلك ليلقي " فارس" الهاتف ارضـًا و هو يقول بغضب و قد أوشك علي الجنون 


- عايش.. حسام لسة عايش يا مازن،، هيقتلوها.. احنا لازم نتصرف!! 


______________________________________


¶ تطلعت إلي حالها في المرآة بفستانها الرائع ذلك.. لا تصدق كل ما يحدث.. هل أصبحت زوجته بالفعل،، هل تحقق حلمها التي لطالما تمنته!! 


- مبروك يا عروسة.. 


التفتت بأعين متسعة و هي تقول


- دكتور ليلي؟! 


ابتسمت " نور" و قالت 


- لا انا نور توأمها... كنت جاية اباركلك انتي و فهد!! 


ابتسمت " منـى" بنقاء و قالت


- الله يبارك فيـكِ،، اومال فين دكتور ليلي!! 


امتعضت ملامح " نـور" و هي تقول 


- ادعيلها هي دلوقتي في أزمة و محتاجة اللي يدعيلها عشان تخرج منها!! 


نظرت لها" منى" بدهشة و قالت


- انا مش فاهمة حاجة! 


كادت " نـور" أن تجيبها و لكنها لمحت صورة لطفل في الخامسة من عمره علي المنضدة.. 

امسكتها بإيدي مرتعشة و قالت بتساؤل


- مين دة؟! 


- دي صورة داليا اخت فهد ادتهالي،، صورة لفهد و هو صغير!! 


ارتفعت أنفاس " نـور" و هي تنظر لتلك الصورة بعدم تصديق و قالت 


- انا لازم اشوف فهد دلوقتي يا منى!! 


- طيب اهدي بس.. انا هخلي داليا تندهه


______________________________________


¶ دخل الغرفة ليجدها تزرعها ذهابًـا و إيابـًا،، اقترب منـها و هو يمسك ذراعيها قائلًا


- ما تقعدي في حتة شوية بقا يا هنا.. 


نفضت يديه عنها و قالت بصوت مرتفع إلي حد ما


- انا عايزة افهم هو انت حابسني هنا يا يوسف،، يعني ليلي اتخطفت و انا قاعدة هنا و نور خرجت مش عارفة راحت فين و انا برضو قاعدة هنا.. فية اية؟! 


أخذ يقترب منها ببطء و هي تتراجع الي الخلف،، قال هو بصوت هامس


- اتعلمي و انتي بتكلمي جوزك صوتك يبقي واطي... 


صمدت أمامه و ضمت يديها لها و قالت


- لما تبقي تخرجني من الحبسة اللي انا فيها دي هبقي اكلمك بصوت واطي.. 


- انا مش حابسك يا هنا!! 


ضحكت بتهكم و قالت


- و الله.. يعني أنت مش قافل عليا باب الاوضة بالمفتاح و سايبني هنا لوحدي.. 


- دي مسمهاش حبسة يا هنا،، انا خايـف عليكي لأني عارف انك مجنونة و مش ضامن رد فعلك.. أما نور راحت فرح فهد و قالتلي أقل من ساعة و هترجع.. فاعقلي كدة شوية متنرفزنيش عليكي!! 


نظرت له بغضب و قالت بنفاذ صبر


- انت بقيت بارد كدة ليه؟! 


تركها و اتجه ليخلع ملابسه و هو يقول


- انا مش بارد يا هنا... اللي انتي شيفاة مني دة نتايج للي انتي عملتيه مش أكتر!! 


زفرت بضيق و قالت بصوت مخنوق و هي علي وشك البـكاء


- ايوة انا غلطت و معترفة بغلطي،، بس انت كمان غلطت.. و انا مش بعلق عليك غلطي... انا بس بفهمك أن مش انا لوحدي اللي غلطانة! 


رمي سترته بعنف علي الفراش و قال بحدة


- غلط عن غلط يفرق يا هنا! 


- لا يا يوسف انا غلطي زي غلطك بالظبط... زمان انت لو مكنتش مشيت و سبتني قبل فرحنا بأسبوع مكنش هيبقي دة حالنا أبدًا،، انت دمرتني يا يوسف و مع ذلك سامحتك و وفيت بوعدي و فضلت مستنياك... بس انت بتعاقبني دلوقتي علي فترة من حياتي انا كنت فيها ضايعة و متدمرة من غيرك،، و مفكرتش أن انت السبب في الفترة دي،، كل اللي فكرت فيه أن انا غلطت و لازم اتجلد و اتعاقب.. و انا بقولك اهو يا يوسف لحد ما مشكلة ليلي و فارس دي تخلص احنا لازم نرسي علي بر.. يا ترجع يوسف بتاع زمان و تطلق ريم و نبدأ صفحة جديدة يا اما تطلقني و تنسي اني كنت في حياتك يا يوسف عشان انا معدتش مستحملة كل اللي بيحصل دة!! 


نظر لها مطولاً و قال بهدوء 


- و انا مش هطلق ريم يا هنا!


و كأنه طعنها في قلبها بدون شفقة... أغمضت عينيها بألم و قالت


- يبقي اول ما المشاكل اللي احنا فيها دي تخلص هتطلقني يا يوسف.. انا مش هستحمل أن واحدة تشاركني فيك حتي لو بعشقك! 


سمع صوت صراخ من الأسفل فتركها و هبط مسرعـًا ليجد جدته تقبض علي خصلات شعر " منيرة" و هي تضربها بعنف.. 

ركض نحوهما و انتزع " منيرة" من بين يدي " صابحة" و هو يصيح قائـلًا


- آية اللي بتعملي دية يا ستي.. هتموت في يدك!! 


- تموت و لا تغور،، هتجيبلنا العار... يا رخيصة،، بجي بتعرضي حالك علي الراجل و عايزة تلبسيه مصيبة،، لا و كمان معجبهاش العريس اللي جايبهولها!! 


صكت " منيرة" وجهها و قالت 


- يا اما رايدة تجوزيني لراجل عنده 60 سنة.. أكبر مني بعشرين سنة يا اما!! 


- أحسن ما تبجي بايرة و مش لجية حد يلمك و هتجلبيلنا العار!! 


- لا يا ستي إكدة ميصيرش... انتي إكدة هتدفنيها بالحيا!! 


- بعد يا يوسف من وجهي،، خلينا اربي جليلة الرباية دية.. 


ركضت " منيرة" نحو غرفتها و فجأة انقطعت الأنوار.. و ارتفع صوت صراخ من الأعلي... 


_______________________________________


¶ نظر " أحمد" نحو الرجل الذي يحدثه بذهول و قال


- مين حضرتك و اية اللي انت بتقوله دة!! 


- انا دكتور رامي... زميل دكتور رفعت اللي عمل التحاليل... انا سمعته و هو بيتفق مع مدام شاهي انها هتديله 100 الف جنية مقابل أن نتيجة التحاليل تقول ان الولد ابنك! 


نظر نحو " شـاهي "و تصاعد غضبه و كان سيتجه نحوها ليلقنها درسـًا قاسيـًا لكن " فاطمة" أسرعت نحوه و هي تمسكه قائلة


- اهدي يا احمد،، تشهد بالكلام دة في النيابة يا دكتور رامي! 


ارتعدت " شاهي" و قالت برعب


- آية التخريف اللي انت بتقوله دة يا راجل انت،، اوعي تصدقه يا احمد دة.. دة فاطمة اللي دفعتله عشان يقول كدة.. 


قبض " أحمد" علي خصلات شعرها و قال


- سيرة مراتي متجيش علي لسانك... 


ثم تركها و التفت إلي " رامي" و قال


- بكـرة بإذن الله يا دكتور رامي هتيجي معايا النيابة عشان تشهد بالكلام دة! 


سحب " فاطمة" من ذراعها و اتجه للخارج،، جلس بالسيارة و انطلق مسرعـًا.. 


أمسكـت" فاطمة" بكفه و قالت 


- اهدي شوية يا احمد.. الحمد لله ان احنا عرفنا الحقيقة و خلصنا من الكابوس دة! 


- و افرضي مكناش عرفنا،، كنت هربي واد مش ابني.. 


- انا مش هفرض يا احمد،، انا شايفة الواقع اللي قدامنا و بكرة بإذن الله نروح النيابة نقدم بلاغ في الحرباية دي و الدكتور و نخلص من الكابوس دة! 


لاحظت " فاطمة " انه ينظر المرآة كثيرًا،، نظرت للخلف و هي تتساءل قائلة 


- مالـك يا احمد بتبص علي اية؟! 


- في عربية ماشية ورانا!! 


قطبت حاحبيها بدهشة و بدأ هو يزيد من سرعة السيارة... بدأت السيارة أيضًا تزيد من سرعتها،، فتأكد " أحمد" انها تراقبهما.. 


أصبحت السيارة بجانبهما و ظهر منها رجل ملثم ذو سلاح،، صرخت " فاطمة" فصاح بها " أحمد" و هو يدفعها للاسفل


- انزلي في الدواسة يا فاطمة!! 


استجابت لحديثه و وجدته يخرج سلاحه و بدأوا يتبادلون الطلقات النارية.. 


اصطدمت السيارة بسيارة " أحمد " فانحرفت سيارته عن الطريق و كاد أن يصطدم بشجرة ما فأضطر أن يوقف السيارة،، و قال.. 


- خليكي في الدواسة يا فاطمة،، متخافيش!! 


خرج من السيارة و وجد الثلاثة رجال يتجهون نحوه،، 

بدأ يتبادل الضرب معهم،، و لكن بالطبع هو لا يستطيع أن يتغلب عليهم وحده! 


اتجه رجل منهم نحو السيارة و اخرج " فـاطمة" بعنف.. 

صرخت و هي تري " أحمد" ملقي أرضًا... 


و بين لحظة و الأخري شعرت بجسدها يتهاوي و بأعصابها ترتخي و سقطت هي الأخرى إثر المخدر .. 


_____________________________________


¶ هبطت إلي الأسفل حيث بهو المنزل الذي فيه حفل زفاف " فهد"..  وجدته يقف أمام " سمير" و الصدمة تعتلي ملامحه.. 


اقتربت منه ببطء و هي ممسكة بيدها الصورة التي أعطتها لها " منى".. 

عرضت الصورة عليه و هي تقول


- الصورة دي صورتك يا فهد و انت صغير صح!! 


نظر للصورة و مازالت الصدمة مسيطرة عليه و يبدو أنها عقدت لسانه.. 


- انت مش ابن سمير،، انت اخويا!! 


هز رأسه بالموافقة علي حديثها و قال بصوت خفيض


- انا مش ابن سمير.. انا عارف يا نور!! 


نظرت نحو " سمير" الذي كان منكسًا رأسه و لم يتحدث،، 

قالت هي


- يا فهد ركز معايا.. انت فهد زين سويلم.. انا واثقة من اللي انا بقوله دة!! 


- واثقة ازاي يا نور.. معاكي اللي يثبت كلامك!! 


تساءل " سمير" بحيرة ليقول " فهد" 


- و في أية يثبت كلامها اكتر من انك لسة قايلي اني مش ابنك و انك اتبنتني  زمان من ملجأ.. 


- ملجأ؟! 


رددتها " نور" بدهشة ليقول " سمير" 


- زمان قبل ما نخلف داليا انا و ناريمان لفينا علي دكاترة كتير و كلهم أجمعوا أن انا مش بخلف،، لجأنا أننا نتبني.. روحنا ملجأ و ساعتها فهد كان عنده 4 سنين،، ساعتها مشرفة الملجأ قالتلنا انه كان تاية و هما اتبنوه في الملجأ.. ساعتها انا حسيت بحاجة بتشدني تجاه فهد،، اتبنيته و اعتبرته ابني و بعدها بثلاث سنين خلفت داليا و لما روحنا للدكتور عرفت ان مشكلتي في الخلفة مع الوقت اتحلت بس مكنتش قادر اتخلي عنك عشان كدة مرضيتش ارجعك الملجأ و اعتبرتك زي داليا و يمكن حبي ليك كان اكتر منها 


تنهدت " نور" و بدأت تقص عليهم حديث والدتها معها قبل وفاتها 


~ منذ شهرين ~


جلست أمام والدتها و هي تنصت إليها حينما قالت


- قبل ما اقول اي حاجة احلفي علي المصحف دة انك هتنفذي كل اللي هقولك عليه و محدش هيعرف الكلام اللي بينا دة !!


وضعت " نور " يدها علي المصحف و قالت


- و الله يا ماما هعمل كل اللي هتقولي عليه و الكلام دة سر بيننا !!


- بصي يا نور زمان ابوكي قبل ما يتجوزني كان ليه عم ليه بنت وحيدة ، عمه دة مات فاضطر ابوكي انه يسمع كلام جدك و يتجوزها .. بس بعدها بكام سنة حصل بينهم خلافات كتير جدًا و جدك معرفش يقنعهم انهم يكملوا مع بعض فاطلقوا


- طيب و فين المشكلة في كدة يا ماما ؟!


- اسمعيني لحد الآخر ، بعدها أنا و ابوكي اتجوزنا و خلفناكم و السنين عدت و الموضوع اتنسي ، لحد قبل ما ابوكي ما يموت بسنة .. جة واحد بيقول ان بنت عمه دي في المستشفي و طالبة تقابله ، راحلها و عرف منها أن بعد انفصالهم اكتشفت أنها حامل و خافت تقوله علشان مايخدش منها ابنها و اتجوزت من واحد زميلها و عاشت .. و الولد دة اتسجل باسم اللي اتجوزت منه .. بس  بعدها بتلت سنين الولد دة تاه منها .. الست طلبت من ابوكي انه يسامحها و انه يدور علي الولد دة ، و ماتت .. ابوكي قعد ٥ شهور قبل ما يموت يدور عليه و ملقهوش 


- اية دة !! ، انا مش مصدقة اللي بيتقال دة .. هو احنا ليه حياتنا متبقاش زي الناس الطبيعين  كدة  .. لازم ديما كدة يبقي في غموض ، أنا تعبت !!


- قدركم يا نور ، المهم دلوقتي ابوكي قبل ما يموت كان موصي المحامي بتاعه انه يدورله علي الولد دة بالصورة اللي امه ادتهالو و الاوصاف و المعلومات ، و فعلًا المحامي عرف يوصل للولد و معلومات عنه ... بس بعدها كلنا انشغلنا بوفاة ابوكي و نسينا الموضوع لحد ما المحامي كان هنا من شهر جايب ورق لليلي عشان تمضيه و شافني و فكرني بالموضوع بس قالي انه للأسف ان الولد اختفي و هو طول الفترة اللي فاتت كان بيدور عليه بس معرفش يلاقيه تاني و لما يأس بلغني 


- و بعدين يا ماما ، عايزة توصلي لأية بعد كل دة !!


- انتي بقي دورك هنا 


- انا ، ازااى يعني ؟!


- انتي هتبدأي تدوري عليه و تلاقيه عشان ياخد حقه في الميراث .. بس لحد ما تلاقيه مش عايزة حد من اخواتك يعرف يا نور .. و خليكي فاكرة انك مش بس هتدوري عليه عشان ياخد حقه ، لأ أنتي هتدوري عليه عشان انتي و اخواتك محتاجين سند ليكم يا نور .. فاهماني ؟! 


- فاهمة يا ماما !!


~ عودة للواقع ~


دخل " حكـيم" إليهم و هو يقول


- يلا يا عريس،، منى جهزت و خلصت و مستنياك.. 


ربتت " نور" علي ظهره و هي تقول 


- يلا يا فهد.. اطلع لعروستك و بعدين نبقى نتكلم في الموضوع دة! 


صعد " فهد" الأعلي بينما اتجهت " نور" الي الخارج لتسير في الحديقة... 


شعرت بيد تمتد لتضع شيء ما علي انفها و تشل حركة جسدها.. 

حاولت الفرار و لكنها شعرت بحالها تفارق الواقع!! 


______________________________________


¶ نثر " يوسف" الماء علي وجه " منيرة" المغشي عليها و هو يقول 


- فوجي يا عمتي.. فوجي!! 


فتحت " منيرة" عينيها بصعوبة و قالت 


- الحج هنا يا يوسف،، الحجها!! 


دق قلبه بطريقة هستيرية  و قال


- في أية يا عمتي،، هنا مالها!! 


وجد الخادمة تهرول إليه و هي تقول


- ست هنا مش موجودة في اوضتها يا سي يوسف!! 


انتفض " يوسف" و هو يقول بصوت هادر


- يعني اية مش موجودة في اوضتها،، في أية يا عمتي فهميني؟! 


- و انا طالعة يا ولدي الاوضة سمعت صوت صريخ مكتوم جاي من اوضة هنا،، فتحت الباب و لجيت واحد بيكممها و هي عتصرخ،، لما رحت الحجها من يده  زجني برة الاوضة و ضربني علي دماغي و جري!! 


ارتج المنزل بصوت صياح " يوسف" و هو يقول


- عبد العال،،انت يا زفت.. 


ركض الخادم و اتجه نحوه قائلًا 


- أمرك يا سي يوسف! 


قبض " يوسف" علي رقبته قائلًا


- انت واجف كيف الحمار علي الباب مداريش مين بيدخل و مين بيخرج،، هنا اتخطفت يا حيوان! 


ارتعدت الخادم و هو يقول بخوف


- و الله يا يوسف بيه ما حد دخل و لا خرج،، انا متحركتش من جدام الباب!! 


دفعه " يوسف" بعيدًا و انطلق الي الخارج و هو يحدث الحراس.. 


- مخارج البلد و مداخلها تتجفل مفيش حد يدخل و لا يخرج و البلد تتجلب الليلة و مترجعوش من غير هنا هانم!! 


______________________________________


¶ و في مكان ما يحيطه الظلام الدامس وقفت في أحد الأركان و جسدها يرتعش بخوف و قالت و هي تتحدث في الهاتف 


- الو يا مازن بيه... ايوة هما جابوها علي هنا 


- خلي عينك عليها يا ناريمان كويس... و انا  بكرة هكون في ألمانيا.. 


- يا مازن بيه جون أدي أمر انهم يخطفوا نور و فاطمة و هنا.. اعمل اية دلوقتي؟! 


- انتي متأكدة من اللي انتي بتقوليه دة يا ناريمان.. 


- ايوة متأكدة،، زمانهم اتخطفوا فعلا!! 


- طيب،، اعملي بس اللي قولتلك عليه و انا هتصرف!! 


____________________________________


¶ بعد مرور يومين... 

و تحديدًا في ألمانيا... وقف " محـسن" أمام الفتيات و هو يقول


- شرفتوني يا بنات زين،، اتمني انكم تكونوا مبسوطين بالإقامة في ألمانيا!! 


- ألمانيا ازاي يعني.. و انت بتعمل اية هنا يا عمو محسن و احنا اية اللي عامل فينا كدة؟!! 


ضحك " محسن" و رد علي " نور" قائلًا 


- طول عمرك يا نور بتصعبي عليا بسبب طيبتك دي،، بحس انك ساذجة و علي نياتك!! 


- انت و ابنك عصابة و لازم تتمحوا من علي وش الأرض!! 


قالتها " فاطمة" بغل ليقول " محسن" 


- لا مش احنا اللي هنتمحي من علي وش الأرض يا فاطمة،، انتي و اخواتك اللي هتموتوا و دلوقتي لأنكم عرفتوا حاجات كتير المفروض محدش يعرفها!! 


أشار لذلك الرجل الضخم الواقف خلفه و قال


- نفذ !! 


حضر الرجل سلاحه و هو يرتد للخلف مستعد لإطلاق الرصاص عليهن.. 

صرخن و هن يحتضن بعضهما البعض و هن يستشعرن قرب النهاية.. 

ربما تكون بالفعل النهاية ليصعدن لوالدهن و والدتهن.. 


أو ربما تكون نهاية الظلم و القهر و الفساد!!!! 


        الفصل الواحد والعشرون والاخير من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close