أخر الاخبار

رواية جراح الماضي الفصل الواحد والعشرون 21 والاخير بقلم سارة الزعبلاوي

 


رواية جراح الماضي

الفصل الواحد والعشرون 21 والاخير 

بقلم سارة الزعبلاوي


¶ و بالفعل دوي صوت طلقات نارية بالمكان،، لكن لم تصب الفتيات... 

فتحن اعينهن ليجدن " محسن" قـد سقط أرضـًا..

بدلًا أن تخرج الطلقة لتستقر بجسدهن،، استقرت بجسد " محسن"..


صاح بهن الرجل الذي يمسك السلاح،،


- يلا،، اهربوا.. يلا!!


وقفن مكانهن و الصدمة مازالت مسيطرة عليهن،، صاحت " ليلي"


- يلا مش وقته منك ليها،، يلا!!


صوب هذا الرجل السلاح في وجه الرجال الآخرون،، حتي يحمي الفتيات أثناء هروبهن...


اتجهن نحو ممر ما مظلم و فارغ... اخرج هذا الرجل هاتف و أعطاه لـ " ليلي" و قال


- انا مينفعش اخرج معاكم اكتر من كدة،، خلي الموبايل دة معاكم و في حد اول لما تخرجوا من القصر هيتواصل معاكم يبلغكم هتعملوا اية..


بعد أن قال الرجل هذا،، تركهم و عاد مرة أخري لضالته.. بينما نظر بعضهن الي بعض،، فقالت " فاطمة"


- احنا لازم نخرج من المكان دة دلوقتي.. مش وقت تفكير خالص!!


- نخرج ازاي و احنا مش عارفين حاجة في المكان دة..


تساءلت " هنا" لترد " ليلي"..


- هندور علي أي مخرج و اكيد هنوصل لكن مينفعش نفضل في مكانا دة.. يلا


سرن في الممرات و في تلك العتمة التي تبعث الخوف في النفس..

شعرن بحركة أقدام حولهن.. فتراجعن للخلف و قالت " نور" بهمس خائف


- هيمسكونا تاني و هنتقتل!!


رمقتها " فاطمة" بحدة و قالت بنفس الهمس، و لكن بنبرة شجاعة


- اسكتي خالص،،  عشان محدش يسمعنا!!


تعالت أصوات الأقدام و كأنها تقترب منهن،، كتمن أنفاسهن خوفًا من القادم،، سمعن صوت امرأة تقول


- يا بنات متخافوش،، انا هساعدكم متقلقوش!!


ظل الصمت مسيطر الي أن قالت " ليلي "..


- انتي مين!!


- انا ناريمان والدة فهد!


تنفست" ليلي" براحة و قالت بهدوء و هي تقترب منها


- احنا هنخرج من هنا ازاي،، و اية معني اللي بيحصل دة!


قالت " ناريمان" بصوت خافت


- مش وقته.. حسام قالب القصر  عليكم خصوصًا بعد ما محسن مات.. يلا!


اتبعنها و هم يسرن في ممرات ضيقة و مظلمة إلي أن وصلوا الي شرفة مضيئة تطل علي المظهر بالخارج...

مظهر مهيب،، يجعل القلب يسقط أرضا..

فقد كان القصر فوق جبل شاهق الارتفاع،،


- في تحت الشباك دة سلم هتنزلوا عليه و هتلاقوا عربية هتركبوها و هي هتوصلكم..


قالتها " ناريمان" لترد عليها " فاطمة"


- حيلك حيلك بس،، السلم دة هيودينا علي فين و العربية دي هتودينا فين؟!


- السلم دة هينزلكوا  علي الجبل و العربية هتوديكم في مكان آمان لحد ما تخرجوا من ألمانيا!!


كادت " فاطمة" أن تعترض و لكن " ليلي" قالت


- خلاص يا فاطمة.. خلينا نخرج من اللي احنا فيه دة،، يلا انا اول واحدة هنزل!!


صعدت علي شيء مرتفع الي حد ما و تسلقت النافذة و هبطت علي السلم.. 

و من بعدها فاطمة فعلت مثلما فعلت هي،، 

بينما " نور" و " هنا" نظرا لبعضهما برعب فقالت " ناريمان" 


- يلا يا بنات،، يلا مفيش وقت!! 


هزت " نور" رأسها بطريقة هيستيرية و قالت بهلع


- لا.. انا مقدرش ، مش هينفع اعمل كدة! 


- اهدي يا نور،، افهمي يا حبيبتي.. احنا لو فضلنا هنا اكتر من كدة هنموت.. مفيش وقت يلا! 


قالتها" هنا" لتهدئها ثم اردفت قائلة


- انا هنزل اهو و انتي ورايا.. مفيش وقت يا نور بالله عليكي يلا. 


هبطت " هنا" بينما وقفت " نور" بجسد مرتعش تنظر إلي الأسفل... 

شجعتها " ناريمان" قائلة 


- يلا يا حبيبتي مفيش وقت اخواتك مستنينك تحت! 


أقدمت " نور" برعب علي النافذة و قالت بصوت منخفض 


- انا خايفة.. 


هرولت " ناريمان" إليها برعب و قالت


- يلا في صوت.. يلا ألحقي انزلي قبل ما حد يشوفك! 


هبطت " نور" للاسفل بينما التفت " ناريمان "لتجد" حسام" خلفها و يداه ملطختان بدم " محسن" و قد ارتسمت خطوط حمراء في عينيه و تشعث شعره.. فظهر بمظهر الوحش!! 


تراجعت " ناريمان" للخلف و تعالت انفاسها و هي تقول برعب


- اا.. اهدي يا حسام،، انا.. انا معرفش حاجة 


أصبح قريبـًا منها إلي حد الخطر و قبض علي رقبتها و قال


- انتي اللي دبرتي لقتل ابويا و هربتيهم،، لازم نهايتك تبقي علي أيدي... 


انتفضت بين يديه و قالت بصوت متقطع


- حس.. حسام و الله مش.. مش انا ،، هه.. هموت سيبني! 


ظل يقبض علي رقبتها بعنف حتي انقطعت أنفاسها و فارقت الحياة،، 

ضحك بجنون و هو يقول 


- و دلوقتي الدور عليكم يا بنات زين! 


بينما في الأسفل وقف الفتيات في مكان فارغ تمامـًا،، قالت " فاطمة" 


- فين العربية دي و هنعمل اية في المكان المقطوع دة!! 


نظرت " ليلي" حولها و قالت


- اصبري يا فاطمة.. اكيد العربية دي هتيجي دلوقتي! 


التفتن حولهم و هن يسمعن صوت احتكاك سيارة بأرض الجبل الصلبة.. 


وقفت أمامهن سيارة يقطن بها " سمير".. اقتربت منه " ليلي " و هي تقول باستغراب


- عمو سمير !! 


نظر حوله بتوجس و قال بنبرة عجولة


- يلا يا ليلي اركبي انتي و اخواتك! 


استقللن السيارة معه و علامات الاستفهام تزداد برؤسهن،، قال هو بقلق


- ناريمان فين؟! 


- في القصر،، هربتنا و فضلت هي!! 


قالتها " ليلي" ليتردد هو و يبدأ صراع عنيف بين قلبه و بين عقله... ايعود لها و ينقذها من بين براثن هذه المافيا ام يتركها لقدرها و يتخلي عنها كما تخلت عنه هي من قبل.. 

حسم أمره و أدار محرك السيارة و انطلق.. 


_________________________________________


¶ في إحدي المنازل المتواجدة في المدينة الألمانية " ميونخ"،، كان " فارس" واقفـًا أمام الشرفة و هو يدخن سيجارته،، ربما تكون هذه السيجارة المائة له.. 


جاء من خلفه " مازن" و ربت علي كتفه و قال مطمئنًـا إياه 


- خلاص سمير كلمني و قالي انه علي وصول.. اهدي و بطل توتر كدة يا فارس،، لازم تكون مستعد عشان تفهم ليلي كل حاجة لأن اكيد هي هتيجي مش طيقاك بعد ما محسن حكالها كل حاجة! 


دعس السيجارة في الإناء المخصص لها و قال بارتباك


- هو دة اللي مخوفني،، مش عارف هي هتفهم اللي هحكيهولها و لا لأ!! 


هنا فُتح البـاب و دلف منه " سمير" و خلفه الفتيات... 

هرول إليه " فهـد" الذي كان يجلس علي الاريكة و قال


- فين ماما.. اقصد ناريمان؟! 


نظر " سمـير" أرضًا  و قال بحزن دفين


- هي اختارت طريقها يا فهد و انا مش هقدر امنعها عن اللي هي اختارته.. اهم حاجة ان البنات بخير !! 


اتجه " فارس" ببطء نحو " ليلي" التي كانت تبعث له نظرات جامدة... 


امسك بكفها فلم تصدر هي اي ردة فعل.. اقترب منها و هو يقول بتوتر


- وحشتيني اووي... 


نزعت كفها منه و نظرت حولها و قالت موجهة حديثها للجميع


- هو انا ممكن افهم اية اللي بيحصل دة.. فهموني لو سمحتوا!! 


تنهد " مازن" و هو يقول


- فارس هيفهمك كل حاجة يا ليلي.. بس اتمني انك متتسرعيش في حكمك! 


ضحكت بتهكم و قد تقوست شفتيها بسخرية و قالت و هي تنظر نحو " فارس" قائلة باتهام


- متسرعش في حكمي ازاي يعني يا مازن!!... متسرعش في حكمي لما اعرف ان فارس بيه الدكتور المحترم كان عارف مين السبب في موت بابا و مقاليش... متسرعش في الحكم لما اعرف انه كان بيكلم لينا من ورايا بعد جوازنا... و لا علي انه كان سلبي و محاولش يعمل اي حاجة تنقذ حياة بابا و لما طلبت منه الطلاق ما حولش يفهمني اللي حصل و سابني خمس سنين اتعذب بتأنيب الضمير أن انا السبب في موت بابا... قولي يا مازن متسرعش في الحكم علي اية بالظبط؟! 


- طيب يا جماعة ممكن نسيبهم لوحدهم شوية،، يلا!! 


قالها " سمـير" ليتجه كل شخص الي ضالته... 


اقترب منها " فارس" و امسك كتفيها بكفيه لتغمض هي عينيها و هي تقول


- ابعد عني يا فارس.. انت مهما تتكلم و تقول فرصك معايا خلصت!! 


- لا يا ليلي.. مفيش حاجة خلصت،، كفاية بقي لحد كدة... انتي لازم تفهمي و تقتنعي كمان باللي هقولهولك.. 


صمتت و لم تتحدث و داخلها يغلي من فرض سيطرته عليها،، 


- أولا انا كنت بكلم لينا و بلغتها بوفاتي عشان تبلغ  محسن فيظهر و نعرف نقبض عليه... امـا بقي موضوع معرفتي بكل حاجة حصلت دة موضوع طويل! 


نظرت بعيدًا و لم تعيره اي اهتمام ليمسك هو بذقنها و يرفع وجهها له و هو يقول


- لما بكون بكلمك يا ليلي تبصيلي.. انا كل حاجة عملتها عشان احميكي انتي.. و انتي دلوقتي جاية تلوميني... 


ادمعت عينيها و هي تنظر له بلوم و قالت 


- انا تعبت يا فارس خلاص.. مبقاش عندي خلق استحمل اي حاجة بتحصل،، كفاية تعب 10 سنين!! 


ضمها له و قبض عليها بشدة و هي بين احضانه،، همس لها قائلًا


- خلاص يا ليلي،، مفيش تعب تاني.. كل حاجة انتهت صدقيني،، فاكرة لما قولتيلي أن اللي احنا فيه دة كابوس و هينتهي.. انا دلوقتي بقولك انه خلاص انتهي! 


أبعدت حالها عنه و قالت 


- انت ليه مقولتليش كل اللي حصل دة،، لية سبتني اتعذب يا فارس!!


تنهد و هو يجلس قائلًا 


- كنت خايف عليكي... كانوا بيهددوني بيكي و انا بالنسبالي الموت احسن و لا أن حد يمسك،، و لما عرفت انهم عملوا كدة في زين بيه خفت اكتر لحد ما انتي طلبتي الطلاق.. مكنتش عايز اسيبك بس في نفس الوقت كان لازم نبعد عشان اقدر احميكي،، بعد ما انفصلنا كنت براقب حياتك من بعيد و عرفت ان محسن خلي حسام يتجوز نور عشان يسيطر عليكم كلكم.. كان لازم أفضل بعيد عشان اعرف انا هعمل اية،، و لما نزلت مصر فاطمة بلغتني انها عارفة ان حسام هو اللي قتل زين بيه.. و دة ساعدني كتير اووي،، شجعني اني اقربلك تاني.. و لما موضوع هنا دة حصل ملقتش غير مازن ألجأ ليه عشان اخلص من الكابوس اللي دمرلي حياتي و بعدني عنك انتي و هند!! 


أما في الداخل جلست " نور" أمام " مازن" و هي تقول


- حسام مش هيسكت و مش هيسبنا نطلع من ألمانيا يا مازن! 


ابتسم و قال


- حسام نهايته قربت.. متقلقيش يا نور


صمت هو قليلًا ثم استطرد قائلًا بتردد 


- انتي مردتيش عليا في موضوع الجواز يا نور... 


ابتسمت بخفة و أبعدت عينيها عنه و قالت


- أولا انا يعتبر لسة متجوزة يا مازن،، ثانيا انت لازم تتكلم مع فهد في الموضوع دة! 


قطب حاجبيه بدهشة و قال


- و اية علاقة فهد بموضوعنا يا نور!! 


نهضت و قالت


- تعالي ورايا و انت هتعرف.. 


خرجت في بهو المنزل و قالت 


- ممكن كلكم تتجمعوا هنا.. 


اجتمعوا جميعهم عدا " فهد" الجالس في ركن ما علي اريكة و يبدو أنه لم يسمع ندائها.. 


ارتفع صوت " نور" و هي تقول 


- يا فهد... فهد 


انتبه لها و قال بابتسامة باهتة 


- نعم يا نور


- تعالي ثواني لو سمحت،، هما لازم يعرفوا دلوقتي! 


نهض من محله و اتجه نحوها فامسكت هي بذراعه لتتأبطه قائلة


- احب اعرفكم يا جماعة،، فهد زين سويلم!! 


نظروا لها جميعًا بذهول و كأنها جنت... من أين لها أن تأتي بهذا الحديث.. 


- آية اللي انتي بتقوليه دة يا نور!! 


قالتها " فاطمة" بتعجب.. لترد " نور" قائلة 


- فهد يبقي اخونا.. اية العجب في اللي بقوله دة! 


- اخونا ازاي يعني و ابوه واقف وسطنا اهو! 


تساءلت " هنا" ليرد " سمير" بأسف قائلا


- نور عندها حق و معاها الأوراق  و الصور اللي تثبت كلامها.. فهد يبقي ابن زين سويلم و تقدروا تتأكدوا لما ترجعوا مصر من تحاليل ال DNA


تملك الذهول منهم فأصبحوا مثل الصنم الذي لا يتحرك له ساكن... تحركت " ليلي" تجاهه و وقفت أمامه بابتسامة و احتضنته.. 

بادلها هو العناق بحب شديد.. لتقول هي بصوت خفيض لا يسمعه سواه 


- مكدبتش عليك لما قولتلك اني بحسك اخويا فعلًا!! 


دفعتها " هنا" بعيدًا و هي تقول


- آية يا حاجة.. روحي اقفي جنب جوزك لما نتأكد الأول!! 


قطبت " ليلي "حاجبيها و قالت


- بس انا من غير تحاليل متأكدة أن هو اخويا.. 


- من اية دة يعني يا دكتور! 


تساءل " فارس" بغيظ و هو يراها تتشبث بذراع " فهد" لترفع هي كتفيها بلا مبالاة قائلة


- احساس!! 


- يا عم هو اخوهم... المهم دلوقتي يا استاذ فهد،، انا عايز اطلب ايد نور منك!! 


قالها " مازن" بلهفة واضحة ليبتسم له " فهد" ثم نظر لـ " نور" التي أبعدت نظرها عنه.. فقال بواقعية


- متنساش يا مازن انها لسه علي ذمة راجل.. 


- هتطلق منه.. أو تخلعه،، لكن اكيد مينفعش تكمل معاه حياتها! 


قالها " مازن" و هو ينظر لها منتظراً رد فعلها،، ليقول " فهد" 


- يبقي لما يتم الطلاق نقدر نتكلم في الموضوع دة.. لكن دلوقتي مقدرش و لا انا و لا هي نديك وعد! 


- هو ممكن افهم اية معني اللي حصل.. احنا ازاي خرجنا من عند محسن و ازاي الراجل بدل ما يقتلنا قتل محسن و اية علاقة ناريمان بالموضوع!! 


قالتها " ليلي" بحيرة ليرد " مازن" قائلًا


- سمير لما عرف باللي حصل عرض انه يساعدنا من خلال انه يتصل بناريمان.. و هي قدرت تساعدنا اننا ندس راجل من عندنا وسط رجالته.. بس مكنش في مخططنا اننا نقتل محسن.. و فعلًا ناريمان سعدتكم انكم تهربوا!! 


- طيب و مصير عمو سمير في القضية اية؟! 


تساءلت" ليلي" ليقول " مازن" 


- احنا هنقدر انه ساعدنا في الوصول ليكم و يمكن دة يخفف عنه الحكم شوية!! 


- طيب و ناريمان يا مازن بيه.. انتم لازم تساعدوها قبل ما يكتشفوا انها اللي هربت البنات و يموتوها!! 


قالها " سمير" برجاء حينها كُسر الباب و دلف منه " حسام" و من خلفه بضع رجال يحملون الأسلحة.. 


ارتد الفتيات للخلف و الفزع مسيطر عليهن،، ليضحك " حسام" قائلًا


- لا هو للأسف مش هيقدر يلحقها يا سمير.. لأن ناريمان زمانها بتدفن دلوقتي!! 


تقدم منه " سمير" بوجه مكفهر و قال


- انت عايز اية يا حسام،، ابعد عن طريقهم انت نهايتك قربت.. أما السجن أو الموت،، و الموت أقرب!! 


امسك " حسام" بمسدسه ليوجهه ناحية " فارس "و قال


- هنبدأ بالدور،، اول واحد كان السبب في اللي بيحصل.. دكتور فارس،، هتوحشني و الله!! 


احتضنته " ليلي" و هي مغمضة عينيها و منتظرة القادم.. و لكن " سمير" امسك يده التي تحمل المسدس و منعه من التصويب ناحية " فارس" و بدلا من أن تصيب الرصاصة " فارس "أصابت " سمير".. 


سقط " سمير" غارقًا في دمائه ليهرولوا نحوه،، قال " سمير" بصوت متقطع 


- سامحني يا فهد،، انا اللي دخلتك دايرة انت ملكش فيها.. قول لداليا تسامحني انا و ناريمان و تدعيلنا بالرحمة.. انا كنت بحبك زي ابني يا فهد،، سامحني!! 


انقطعت أنفاسه و اُغمضت عيناه ليفارق تلك الحياة.. و هذه النهاية المثالية لمثل من عاشوا مثل حياته،، لمثل من تسببوا في دمار حياة كثير من البشر.. و ربما يكون رحمه الله من عذاب المرض!! 


و في هذه اللحظات حاصرت الشرطة المنزل و طالبوا  " حسام" أن يستسلم هو و رجاله و لكنه أبي.. 

فما كان مصيره الا رصاصة لتنهي حياته البشعة تلك.. 

حياته التي امتلأت بعتمة الكراهية و الحقد.. حياته التي لم تعرف يومًا معني الحب!! 


___________________________________


¶ مرت ثلاث ليالي و في الليلة الثالثة كانوا قد وصلوا مطار القاهرة... 


و انتهي الأمر.. انتهي الظلم و القهر،، انتهي الحب المزعوم من قبل " حسام" لـ"نور".. 

انتهت مثالية " محسن" المزعومة... 

و عاد حق " زين".. 


ركضت " هنا" نحو " يوسف" و احتضنته بشدة كأنها تفتقده منذ أعوام،، بادلها هو ذلك العناق،، لكن ليس عناق بارد كما كان يفعل سابقًا.. بل عناق ملحمي،، عناق يسحقك و يجرفك في تيارات العشق،، عناق تجعل الأمواج تتقاذفك و انت مستسلم لها!! 


خاف من فقدانها،، خاف عندما شعر انها لن تكون ملكه،، أعاد جميع حساباته.. 


أصلح كافة الأمور و انتهت تلك الفترة السوداء!! 


- انا آسف.. انا آسف يا هنا علي كل دموعك اللي كانت بسببي،، آسف علي عقاب ليكي علي حاجة انا السبب فيها.. سامحيني!! 


قالها " يوسف" بأعين دامعة يسكنها الرجاء،، لتحتضن هي وجهه بين يديها و تقول


- انا مزعلتش منك اصلا يا يوسف عشان اسامحك،، انت كان ليك حق في كل حاجة عملتها.. انت اللي المفروض تسامحني! 


- هننسي كل اللي فات و نبدأ حياة جديدة يا هنا،، انا طلقت ريم.. هنسيب قنا و هنعيش هنا انا و انتي و بس،، و انتي هترجعي لشغلك و انا هأسس مستشفي جديدة!! 


ابتسمت بحب و ألقت حالها بين ذراعيه،، ليأتي " فارس" من خلفهما و يقول


- انت يا حاج انت و هي،، احنا في المطار يا بابا.. ليكم بيت يلمكم بلاش شغل التسول دة!! 


ضحك " يوسف" و اقترب من " فارس" مربتا علي كتفه و قال


- شكرًا يا صحبي علي وقفتك جنبي و استحمالك ليا!! 


- مين اللي المفروض يشكر مين يا يوسف،، لو حد المفروض يشكر التاني يبقي المفروض انا اللي اشكرك،، كفاية اني كنت السبب في بعدك عن هنا و كنت السبب اني ادمرلك حياتك.. شكرا يا يوسف انك الوحيد اللي متخلتش عني في ازمتي و فهمتني!! 


تساءلت " فاطمة" بخوف داخلي


- اومال فين أحمد؟! 


امتعضت ملامح " يوسف" و قال


- في المستشفي يا فاطمة.. متقلقيش هو فاق!! 


- مستشفي ليه.. انا عايزة اروحله! 


قالتها هي بلهفة و بعيون تتلألأ فيهما الدموع،، لتربت " ليلي" علي ظهرها و تقول


- متقلقيش يا فاطمة،، يوسف بيقول انه كويس!! 


- قولي يا يوسف فين المستشفي دى! 


- هوديكي يا فاطمة.. يلا!! 


_____________________________________


¶ دخل الي منزله و ملامحه مرهقة و متعبة... هدر بصوت مرتفع 


- منى.. داليا!! 


لم يجد إجابة،، فصعد الي الأعلي و اتجه نحو غرفة " داليا" ليجدها فارغة.. اتجه نحو غرفته و فتحها ليجد " مني" جالسة و هي تبكي بقهر.. 


فزع هو من مظهرها هذا و اقترب منها و هو يحتضنها بين يديه قائلا


- مالك يا منى.. في أية،، حد اتعرضلك و لا حد جراله حاجة؟! 


هزت رأسها بالنفي و قالت بصوت تشوبه الشهقات المتتالية


- انت بتحب ليلي يا فهد لدرجة انك تسيبني ليلة فرحنا و تسافر عشان تنقذها و ميهونش عليك حتي طول الفترة اللي فاتت تسأل عليا،، بتحبها اوي للدرجة دي؟! 


ابتسم و هو يزيد من ضمها إليه و يقول


- اة طبعًا بحبها يا منى!! 


دفعته بعيدًا و قالت بصوت صارخ


- يبقي تطلقني.. طلقني عشان انا مش هستحمل اشوف حبك ليها.. انا بحبك و انت مبتحبنيش يبقي تطلقني!! 


قهقه بصوت مرتفع و قال


- انا بحب ليلي لأنها اختي يا منى.. طبيعي احبها!! 


- ااه قولي بقا انها زي اختك و الكلام دة.. انا.. 


قطع حديثها و هو يقول


- لا مش هقول انها زي اختي لأنها فعلًا اختي.. انا مش ابن سمير يا منى،، انا فهد زين سويلم!! 


توقفت عن البكاء و لم تعير اهتمام لأي مما قال.. لكنها قالت


- يعني انت مش هتتجوز ليلي!! 


ضرب كفيه ببعضهما و قال


- يعني انت سيبتي كل اللي قولته و أن ليلي اصلا متجوزة و انها تبقي اختي و مسكتي في إني مش هتجوزها دة انتي مخك فوت صحيح؟! 


ابتسمت بخجل ليقول هو بمكر


- و انتي بتعيطي قولتي حاجة شبه بحبك تقريبًـا،، و لا انا سمعت غلط!! 


تدرجت وجنتيها بين اللون الوردي و الأحمر و لم تجيبه فاقترب هو منها قائلا


- و انا كمان بحبك يا منى،، بحبك و كل اللي قبلك دة كان وهم!! 


لمعت عينيها و نظرت له غير مصدقة لما قال،، ليقترب منها مقبلا تلك الدموع الساقطة علي وجنتيها و قال بهمس


- انا مش هسمح لحاجة تخليكي تعيطي تاني يا منى.. مش هيبقي قدامي في الحياة غير أني اسعدك و بس!! 


__________________________________________


¶ كانت مستقلة السيارة بجواره و هي تتأفأف قائلة 


- انت واخدني فين يا مازن عايزة افهم!! 


- لو صبر القاتل علي المقتول.. اصبري يا نور و هتفهمي كل حاجة!! 


وقفت السيارة أمام مشفي حكومي،، هبط هو و هي و اتجها نحو إحدي الغرف،، فتحها " مازن" و هو يقول 


- تعالي يا نور،، تعالي عشان تشوفي انه يمهل و لا يهمل.. 


دلفت " نور" و الدهشة تتملكها من حديثه.. و لكنها فهمت مقصده حينما وجدت " سما" راقدة علي فراش و بجانبها طفل ذو ملامح مشوهة للغاية،، 

فزعت " نور" من ذاك المشهد،، لتقول " سما" بلهفة


- سامحيني يا نور.. سامحيني علي كل حاجة عملتها معاكي،، سامحيني لأن أمي ماتت بجلطة لما عرفت ان كل اللي خططتله ضاع،، سامحيني لأن ربنا عاقبني لما سقطتك و اداني طفل مشوه زي ما انتي شايفة... سامحيني لأن مبقاش ليا حد في الدنيا دي،، سامحيني لأني مريضة بكانسر في الثدي.. سامحيني لأن خلاص ايامي بقت معدودة و كمان انا بكرة هينطقوا بالحكم عليا!! 


تنهدت " نور" و دموعها تسقط علي وجنتيها بحزن و قالت


- مسمحاكي و ربنا يسامحك.. ربنا يتولاكي برحمته! 


قالتها ثم انطلقت خارج الغرفة و خلفها " مازن".. 

استقلت السيارة و بكت هي بشدة،، امسك هو بكفها قائلا


- مالك بس يا نور!! 


- صعبانة عليا اووي.. ربنا يسامحها و يتولاها برحمته!! 


نظر لها مطولا و قال


- انتي طيبة اووي،، بعد كل اللي عملته فيكي مسمحاها لا و كمان بتعيطي عشانها!! 


- دي بشر يا مازن،، و اي انسان معرض انه يغلط.. ربنا يسامحها.. لو سمحت متكلمنيش في الموضوع دة تاني يا مازن عشان انا اتعذبت بما فيه الكفاية و عايزة اعيش،، كفاية كدة!! 


ابتسم و هو يقبل كفها و قال


- هتعيشي و هتنسي كل اللي فات يا نور لأني مش هسمح لحاجة تضايقك و لا تزعلك تاني.. 


ابتسمت بخجل و سحبت كفها منه و قالت


- انا عايزة اشوف حياة،، وحشتني اووي! 


_______________________________________


¶ جلست بجانبه و هي تقبل كفه بحب شديد و قالت 


- سلامتك يا حبيبي،، انا آسفة.. انت من يوم ما عرفتني و مش بيحصلك اي حاجة حلوة.. آسفة.. 


ربت علي خصلات شعرها و هو يقول


- انا من يوم ما عرفتك يا فاطمة و انا عرفت يعني اية حب... انسي اي حاجة فاتت و تعالي نبدأ من جديد! 


هنا دلفت والدته مبتسمة و قالت


- مازن كلمني و قالي ان المحكمة حكمت علي شاهي و الدكتور 3 سنين!! 


ابتسمت " فاطمة" و هي تقول 


- قولتلك أن ربنا مش بيرضي بالظلم،، دلوقتي كل واحد خد جزاءه.. 


- عندك حق يا فاطمة،، يلا بقي عشان نحضر الشنطة النهاردة معاد خروج أحمد من المستشفي 


قالتها " زهرة" لتستجيب لها " فاطمة" و تبدأ بمساعدتها.. 

________________________________________


¶ في الصعيد،،، 

 ركضت " هند" نحو " فارس" و " ليلي" و احتضنتهما بقوة.. 

شعر " فارس" أن روحه ارتدت إليه مرة أخري،، شعر ان الحياة عادت تبتسم له مرة أخري... 


انتهي عذاب السنوات السابقة و بدأت حياة جديدة.. 

بصحبة حبيبة عمره و ملاكه " هند"!! 


اتجهت " منيرة" نحوه بخطوات خجولة و قالت


- أني آسفة يا فارس... معرفاش اني عملت أكدة كيف.. سامحني!! 


ابتسم " فارس" و هو يقول


- متتأسفيش يا منيرة،، و شكرا انك اخدتي بالك من هند الفترة اللي فاتت.. و مبروك علي الفرح!! 


- الله يبارك فيك! 


قالتها و انسحبت للاعلي ليخرج هو و " ليلي" و " هند".. و استقلوا السيارة عائدين للقاهرة.. 


تساءلت " ليلي" 


- هي منيرة بتتأسف علي اية يا فارس؟! 


نظر لها بطرف عينه و لم يجيبها،، نكزته هي في ذراعه و قالت


- فارس رد عليا.. كانت بتتأسف علي اية؟! 


- مينفعش اقولك يا ليلي،، و بعدين اللي ستره ربه ميفضحهوش عبده.. صح و لا إية؟! 


صمتت و هي تنظر له بغيظ فضحك هو علي مظهرها و قال


- انا عايزك تنسي اي حاجة يا ليلي في الفترة اللي فاتت.. عايزك تعيشي حياة جديدة من غير زعل و لا حزن.. انسى و متسأليش و لا تقلبي في الماضي!! 


_____________________________________


¶ بعد مرور أربعة اشهر... 


وقفن الفتيات أمام قبر والدهن و والدتهن،، اتممن قراءة الفاتحة.. فقالت " ليلي" 


- سامحني يا بابا.. سامحني اني كسرت كلمتك،، بس انا كنت بحب فارس و مكنتش هستحمل اني ابعد عنه.. و اهو ربنا عاقبني علي كل اللي عملته.. المهم انك تسامحني،، ربنا يرحمك يا حبيبي 

و انتي يا أمي.. متقلقيش وصيتك اتنفذت ،، و فهد أخد حقه في الورث.. اهم حاجة تبقي مستريحة و راضية عننا! 


قالت " هنا" بدموع 


- سامحني يا بابا انت و ماما... سامحوني لاني خذلتكم،، انا عارفة اني غلطت كتير... بس ربنا اكيد هيسامحني و انتم كمان هتسامحوني!! 


- وحشتني اوي يا بابا انت و ماما،، انت عارف يا بابا انا اتدمرت بعد وفاتك،، اتدمرت اووي... ربنا يرحمك يا حبيبي،، انا هفضل فكراك انت و ماما و عمري ما هنساكم و لا انا و لا اخواتي 


قالتها " نور".. لتستكمل " فاطمة" قائلة


- انا سمعت كلامك يا ماما،، قربت من اخواتي.. حبيتهم و حبيت أحمد و الأهم من كل دة حبيت نفسي عشان اقدر احبهم،، رجعنا حقك يا بابا من محسن و حسام،، ربنا يرحمك انت و ماما.. 


هتف " فهد" الواقف خلفهم


- يلا يا بنات... المفروض أن فرح نور النهاردة و احنا كدة هنتأخر و بعدين هنا غلط عليها الوقفة الكتير عشان البيبي،، يلا عشان مازن اتصل بيا اكتر من عشر مرات!! 


ابتسمت الحياة مرة أخري و انتهت تلك الظلمات... 

عاد الحق لذويه و بدأت عصور الازدهار.. 


اجتمع الأخوة و انتهي التفرق و التشتت.. 


______________________________________


¶ مساءً في حفل زفاف " نـور" و " مـازن".. 


امسك " فهد" بيد " نور" و هو يسلمها الي " مازن" الذي كان أكثر شخص سعادة علي وجه الأرض،، 

قال " فهد" بابتسامة


- خلي بالك منها يا مازن.. 


ربت " مازن" علي كتفه و هو يقول


- انت مش محتاج توصيني علي نور،، صدقني هعوضها عن كل اللي فات! 


قبل" مازن" جبين" نور" بحب و امسك كفها و بدأ حفل الزفاف.. 


هبط " مازن" ليجد " شاكر" المحامي يركض نحوه و هو يقول


- أستاذ فهد.. 


وقف " فهد" و هي ينظر له باستفسار و قال


- ايوة يا استاذ شاكر.. خير في حاجة! 


- اه طبعًا ،، بخصوص وصية مرفت هانم الله يرحمها.. 


- طيب اتفضل نقعد و اتكلم.. 


جلسا علي إحدي المناضد،، ليقول " شاكر "


- طبعا انتم فاكرين ان ورث مدام نور ضاع بمجرد أن حسام  مات.. لكن الكلام دة مش صحيح،، طالما أنها متطلقتش منه يبقي هي ليها حق الورث،، لأن الوصية بتنص علي أنها تحرم من الورث في حالة واحدة و هي طلاقها من حسام.. لكن طالما حسام مات قبل ما يتم الطلاق هي كدة لم تخرج عن الوصية و لها الحق في الورث! 


تهللت اسارير " فهد" و هو يقول


- شكرا يا متر.. 


بينما علي الجهة الأخرى استندت " هنا" بظهرها علي صدر " يوسف" الذي احتضن خصرها و هو يقول


- انا عارف ان كان نفسك في فرح زي دة،، بس.. 


بترت " هنا" جملته و هي تضع يدها علي شفتيه و قالت


- انا مش مهم بالنسبالي اي حاجة غير انك تبقي جنبي يا يوسف،، كفاية انك تكون جنبي!! 


و علي خشبة المسرح كانت" نور" بين يدي " مازن "الذي كان يغازلها بكلمات الحب و هو يقول


- صدقيني انا بالنسبالي حياتي بدأت من اللحظة دي،، كل اللي فات دة كأنه محصلش.. مش عارف انا حبيتك امتي و ازاي يا نور.. بس اللي عارفه ان ربنا بعتنا لبعض عشان نعوض بعض عن اللي فات! 


حاوطت عنقه بذراعيها و قالت بحب


- انا بحبك اووي يا مازن! 


تهللت أساريره و قال بوجه منفرج من السعادة 


- و انا بعشقك يا قلب مازن! 


و بجانبهما كان " أحمد"  يغمر " فاطمة" بين احضانه.. 


همست له بحب 


- انت مسامحني يا احمد... 


رفع وجهها له و قال


- انا مزعلتش منك اصلا عشان اسامحك يا فاطمة،، من اول يوم خطوبة و انا عارف انك مش بتحبيني،، بس كان عندي امل لكن الظروف لخبطت معانا.. بس في الآخر اديكي اهو في حضني.. مراتي و حبيبتي و كل حاجة ليا في الدنيا!! 


و علي منضدة في منتصف القاعة كان " فارس" يجلس بجانب " ليلي" التي تداعب " هند" 

زفر بضيق و قال


- انا زهقت علي فكرة.. من ساعة ما رجعنا من ألمانيا و انتي مهتمة بهند و نسياني و كأني ابن البطة السودة مش جوزك مثلًا!! 


ابتسمت و هي تقبل وجنته و قالت


- حبيبي هند محتاجة تحس ان احنا جنبها الفترة دي،، لكن انا مقدرش انساك.. 


نهض من محله و غمز لها قائلا


- طيب.. 


تركها و ذهب و هي لا تعي ما الذي يقصده... صعد الي المسرح فتوقفت الموسيقي،، نظرت له بذهول.. عندما قال


- انا آسف لو وقفت الفرح.. بس انا كنت حابب أوجه رسالة لأغلي حد في حياتي،، حابب اقول لمراتي و حبيبتي،، بحبك،، بحبك و آسف علي كل مرة غلطت فيها في حقك.. آسف علي كل السنين اللي فاتت، اتمني انك تسامحيني... و تكملي حياتك معايا انا و هند!! 


صفق الحضور جميعًا و انفرجت الأسارير و عادت السعادة تحلق فوق عائلة " سويلم" مرة أخري بعد سنوات من الحزن و الهم! 

عاد الحب يغمرهم و السعادة هي عنوان المقبل من حياتهم... وانتهي الشر و الكراهية و عتمة الظلم!!! 

            💓    تمت بحمد الله  💓

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
   💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام الرواية كامله💚
ولكن يجب إن اترك 5 تعليقات لكي يفتح الفصول
في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم 
الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار

 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك        

🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close