أخر الاخبار

رواية عشقها الاسد الفصل الثامن 8 بقلم رباب عبد الصمد



رواية عشقها الأسد

الفصل الثامن 8

بقلم رباب عبد الصمد


 تكررت زيارات زياد ليحيى بحجة الاطمئنان عليه ولكنه فى الحقيقة لاخذ التعليمات منه عما سيفعلونه 

 هنا تركته مع يحيى وقامت تجهز طعامه بينما زياد همس له قائلا / هناك اخبار مفرحة عن والدتك فهى اصيبت فى حادثة ومصابه فى مستشفى ... بالسعودية ولكن المؤسف ان السفارة قد ابلغت اشقائك وتحججوا بمشغولياتهم ولم يسافر لها احد ثم تنهد بحزن وقال وامتنعوا عن دفع اى مصاريف لعلاجها 

 تعصب يحيى جدا وكاد صوته ان يخرج فقال كيف جراوا على هذا انسوا انها والدتى ايعقل ان والدة يحيى تعالج على نفقة الدوله 

 زياد مهدأً له واخذ يربت على كتفه ويقول / لا تقلق وسافعل كل ما تريده فالمهم الان انها على قيد الحياه وهذا نحمد الله عليه اولا ثم نفكر فيما يجب علينا فعله 

 يحيى / هذا لا يحتاج الى تفكير اذهب لها واتى بها لاكبر مستشفى فى مصر وان كانت فى حاجة للسفر للخارج فاؤمر بذلك على الفور 

 زياد / وماذا سنقول لها عنك فان عرفت سيفتضح امرك امام اشقاءك 

 عاد يحيى للتفكير مرة اخرى وقال / افعل كل شىء وكانك صاحب التصرف ثم اكمل قائلا ومن الغد سابدا فى الخروج لاقرب مركز رياضى كما سابدا فى استعادة نشاطى وساذهب الى اكبر دكتور لاثبت رجوعى للحياة واخذ تقرير بهذا وعليك ان توفر لى سيارة وسترافقنى بالطبع 

 زياد بعدم فهم / وهل رجوعك للحياة يحتاج الى تقرير 

 يحيى / ايها الابلة انا فى نظر القانون عديم الاهليه واشقائى اخذوا حكم بذلك وبناء عليه يتصرفون فى اموالى وانا ان ظهرت هكذا بدون تقرير لن استطيع ادارة اموالى او اخذ اى حكم محكمة بابطال اى تصرفات قانوية فى اموالى 

 زياد / ولكن هنا فى استطاعتها اعطاءك هذا التقرير بسهولة 

 يحيى بعصبية / الم اقل لك انك ابله انا لا اريدها ان تعرف شىء اريدها فقط ان تتصرف على طبيعتها لاجل الخطوات القادمة 

 كادوا ان يكملوا ولكنهم سمعوا خطوات هنا فعادوا كما كانوا 

 ابلغها زياد عن موقف مدام صفاء وعن حالتها واخبرها انه سيسافر لها وان كانت حالتها تسمح فسوف يعود بها 

 هنا بفرحة / حمدا لله خيرا ستكتمل فرحتى فستعود لى امى وصغيرى فى تقدم يا لها من فرحة زياد بتعجب / الهذا الحد ارتبطى بتلك العائلة 

 هنا بتاكيد / وكيف لا ارتبط بمن فتحت لى بابها واخذتنى فى حضنها وامنتنى على اموالها 

 زياد / عندى اقتراح بالنسبة ليحيى 

 هنا بتساؤل / اى اقتراح 

 زياد / ارى ان تاخذيه الى المصنع فقد يساعدك هذا فى علاجه 

 هنا بعد تفكير / معك حق ساخذه معى 

 زياد / ويجوز ايضا ان تذهبى به للنادى فقد يحسن استنشاقه للهواء النقى من حالته 

...................

 فى المساء اخذت هنا تهندم من يحيى استعدادا للذهاب صباحا لمصنعه وقامت بحلق لحيته وطيبته بينما هو مستمتع جدا بلمسات يديها وكاد ان يفتضح امره عندما كان يهيم من لمساتها 

 وفى الصباح جاء اليوم الموعود وذهبت هنا به على كرسى متحرك لمصنعه وما كادوا يصلون الا وانقبض قلبه فاخيرا بعد طول غياب يقف الان امام صرحه الذى عمل على ازدهاره يوما بعد يوم . اخيرا عاد اليه بعد وفاته وما ان دخلت به بوابة المصنع الا والتف حوله العمال مهللين وداعين له بالشفاء واخذ يسمع دعواتهم له وفرحتهم به كما سمع بكائهم على حاله وهم يرونه هكذا فبعد ان كانت خطواته تهز اركان المكان اصبح بينهم ميت فى شكل حى على كرسى متحرك ومع كل هذا غمرته سعادة ما بعدها سعادة وكان يود ان قام فى تلك اللحظة واحتضن كل عامل من عماله كما سمعهم وهم يهتفون بهنا ويدعون لها ويقولون له انها قامت بفعل الكثير من الخير معهم لاجل فقط الدعاء له فزاد شعوره بالتملك من تلك القطة الصغيرة 

 بينما كان اشقاءه يقفون فى مكاتبهم يراقبون الموقف من نوافذ مكاتبهم فى صمت فكلا منهم سرت بجسده قشعريرة من وجود الاسد بين ارجاء مصنعه فبالرغم انه شبه ميت ولا يدرى بمن حوله الا انه استطاع ان يجمع العمال حوله فكانوا يخشونه حتى وهو فى موقفه ذاك وتمنوا لو هربوا الى جحورهم اهون عليهم من مقابلته 

 اخيرا يحيى فى مكتبه وسمعت هنا صوت طرقات عالباب فامرت الطارق بالدخول فلم يكن الا هم وما ان دخلوا الا وبدات تنتابهم الرجفه من وجوده واخذوا يحدقون فيه وكانهم لاول مرة يرونه وسالها ابراهيم ما سبب مجيئها به 

 هنا وهى تظهر اللامبالاه / هذا جزء من علاجه فعقله يخزن مايسمعه وهذا يساعده جدا خاصة ان حالته فى تقدم 

 ارتجف هشام فور سماه لتلك الكلمة وسالها / مذا قلتى ؟ اقلتى ان حالته تتماثل للشفاء 

 هنا وهى لا تعلم ما يخفونه / نعم فهناك تقدم مذهل نحو شفاءه وهذا بفضل طريقتى الجديدة فى العلاج معه 

 توتر الثلاثة ولم يحاول اى منهم النطق بشفا كلمة وساد صمت للحظات كان فيها يحيى الاخ يراقبهم بصمت وكاد يسمع خفقات قلوبهم 

 هنا قطعت لحظات الصمت بان طلبت كشف حسابات المشتريات والصادرات واوامر التوريد وكشف الميزانية والانتاج 

 تلعثم هشام من طلبها ذاك ومدى دقتها فى تلك الجزئيات فى هذا اليوم فانتقلت نظراته بتلقائية لقلب الاسد لشعوره انه وراء ذلك الطلب 

 ولم تخلف توقعاتهم فقد كان هو حقا صاحب هذا الاقتراح ولكن ابلغه لهنا على لسان زياد وكانه اراد ان يساعدها فى مراجعة الحسابات 

 حاولوا التملص منها ولكنها طلبت مكتب الحسابات امامهم وامرتهم بتلك الدفاتر 

.........

 عادت به هنا للبيت ونامت هى بينما ظل يحيى مترقبا لها وما ان استغرقت فى نومها الا واخذ الملفات وبدا يراجعها واخذ طوال ليلته مصدوم بكم المخالفات والسرقات وعندما انهكه التعب نظر لتلك النائمة بجواره الملاك فابتسم عليها ووضع الملفات مكانها وممد جوارها واخذ يتحس خصلات شعرها ويلامس بانفه وفمه وجهها واخذ يدفن وجهه بين خصلات شعرها بهدوء خشية ان تستيقظ ويفتضح امره ولكنه كان يود ان يحتضنها فشعربالشوق اليها يجتاحه ووجد قلبه ينطق بحروف اسمها فضمها اكثر لصدرة وقال هامسا فى اذنها لقد اسرتينى ووقعت فى حبك بل عشقتك وما دمت عشقتك فساجعلك اميرتى ثم ابتسم لها واستغرق فى نومه فقد اصبح معتاد على النوم وهى على صدره


لاجلك انتى ساكون لكى وحدك

واول حبى ان جعلت عينى عن البشر عمياء

سارتدى لكى كل الالوان واسمعك اعذب الالحان

تاكدى انكى معى ستنسى من تكونى

ساشعرك بانك فى عالم من الجنون


 استيقظت هنا وكلماته ترن فى اذانها وكانها كانت تحلم به يحادثها ولم تعلم انه كان يحادثها حقا فلو علمت لربما لم يسعها الكون كله ثم نظرت له وابتسمت وقامت من على صدره وهى لا تعلم انه هو من انامها هكذا ثم اخذت تحادثه عما سيفعلونه بيومهم وبعدها قامت وصلت وسمعها هو كعادتها هو اول من تدعوا له وما ان انهت صلاتها الا وبدات تجهزه وتجهز معه للخروج للنادى 

 وما ان وصلوا للنادى الا وقالت له / اليوم ستستمتع بالشمس يا صغيرى واخذت تبتسم لها وتطعمه وهو جالس على كرسيه المتحرك ولم تعلم انه كان شارد بذهنه يترقب المكان ويتذكر جولاته ومرحه مع شهنده وقد تبدلت ملامحه قليلا للغضب حاول الا يظهر ذلك ولكنها مشاعر ليس بيده اخفاءها وفجاة شعرت هنا برعشة يده فاستغربت ولكنها سرعان ما بدات تنتبه لذاك الصوت الانثوى الاتى من خلفها 

 شهندة بصدمة / يحيى ؟

 رمقها يحيى بنظرة حادة تحمل لها كل الغل والحقد فتوترت هى منها وارتعدت منه خوفا ورددت مرة اخرى يحيى ؟ 

 هنا نظرت لها هنا بتساؤل / هل تعرفينه ولكنها تذكرتها بسرعه فهذه هى اميرته التى كانت تراها معه فى الفيديوهات وشعرت بغيره تجتاحها فهى لا تعنى شيئا يذكر بجوارانوثتها الطاغية

 شهندة وهى متوترة ولا يزال بصرها معلق على يحيى ولم تلتفت لهنا ولكنها ردت بحروف متلعثمة/ انا شهندة 

 اخذت تنظر لها وتتفحصها فقد كانت حقا تحمل فى جسدها كل معانى الانوثة الخارقة من جمال وشياكة وشعر متطاير يخطف القلوب وجسد ممشوق يغرى اى رجل فقارنتها بسرعة بنفسها وبحزن حدثت نفسها كيف توهمت ان يحيى قد ينظر اليها يوما فشتان بينها وبين تلك التى تحمل كل معانى الانوثة اما هى فقد اخذ منها الزمان كل جميل ولم يترك لها الا كل شقاء وحزن وبصوت مخنوق قالت / لما لم تزورينه من قبل 

 شهندة ولا زالت على نفس وضعيتها من التحديق فى يحيى كنت مشغوله

 هنا / كنتى مشغوله عن خطيبك 

 هنا نظرت لها شهندة وقالت / هل فاق من غيبوبته ؟

 هنا / ليس بعد ولكنه يتماثل للشفاء 

 جلست شهندة وهى مجبرة وسالت بقلق/ ولكنى اراه يحدق بى وكانه يشعر بى فانا ادرى الناس بنظراته وقت غضبه 

 هنا بضيق من كلامها ولا تعلم سببه / هو لا يزال فى غيبوبته فكيف ينظر لكى نظرة غضب ولكنه يشعر بكلامنا وعقله يخزن مقتطفات من هذا 

 انفرجت اسارير شهنده وابتعدت بنظرها عنه فاعادت هنا عليها لسؤال لما لم تزورينه من قبل ؟

 هنا اطلقت شهندة ضحكة عالية وهى ترفع طفل صغير وتجلسه على الكرسى المجاور واخذت تمسح على شعره تحت عيون هنا المتسائلة وقالت / ومن انتى لتعرفى ان كنت ازوره ام لا 

 قصت عليها هنا حكايتها معه وطريقة علاجها واختفاء مدام صفاء 

 شهندة / انا لم ازره لعدة اسباب اولا انا لا اعرف ابدا ان استغنى عن حضن رجل وبمجرد بعده عنى احتجت لحضن غيره فهذا اول سبب ببساطه اما السبب الثانى ..

 قاطعتها هنا وهى متعجبة لجراتها وقالت / ان كنتى عشقتيه لاكتفيتى به فمن تعشق تكتفى وقلب الاسد يكفى اى انثى 

 اطلقت شهندة ضكة واستطردت قائلة بكل غرور / بل انا من يكتفى بى اى رجل 

 كادت هنا ان تتكلم وتستهزىء من غرورها ولكن شهندة اكملت قائلة اما السبب الثانى فى بعدى عن يحيى هو خوفى على نفسى وعلى ابنى 

 نظرت هنا للطفل البالغ من العمر عاما ونصف ويلاعب نفسه بالتصفيق بيديه وقالت مستفهمة ابنك هذا ؟

 شهندة / نعم ابنى وابن قلب الاسد 

 هنا ارتعدت اطراف يحيى من الصدمة ولم تقل صدمة هنا عنه فقد ارتجف قلبها وقالت بصوت متقطع وهى تبتلع ريقها / ولكن على حسب ما سمعت من مدام صفاء انكى كنتى خطيبته فقط

 شهندة بكل غرور / هذا فى الظاهر فقط ولكنى بينى وبين يحيى كنا زوجين وكان بيننا كل ما يكون بين اى زوج وزوجة ومن الطبيعى ان يكون بيننا اطفال ثم ابتسمت وقالت الم اقل لكى انا من يكتفى بى اى رجل 

 هنا نظرت هنا ليحيى نظرة عتاب وحزن وكانه حى امامها وما لا تعلمه انه فهم نظرتها وكان بوده ان يعتذر لها ويقول كل هذا قبل ان يراها والان هو يكتفى بها هى ولكنه لم يستطع ولكنه كاد ان يتقطع الما لاجل خزلانها فيه 

 وفى ذات الوقت اخذ يختلس النظرات لذلك الطفل القطعه منه واراد لو يضمه ولكن المسافات على الرغم من قصرها اصبحت اميالا واصبح لا ياتمن شهندة عليه 

 لم يختلف الوضع عند هنا فقد اخذت تحدق فى الطفل فقد كان نسخة طبق الاصل من ابيه

 هنا / ولكنى الى الان لم افهم معنى بعدك وما سبب خوفك على نفسك وعلى ولدك ؟

 شهندة / خفت ان علم اشقاؤه بحملى يقتلوننى فهم يقتلون اى شخص يظهر امامهم ويكون له نصيب فى شىء فما بالك بان كان ولده وكل شىء سيؤول له

 هنا / كان بمقدورك ان تحتمى بمدام صفاء خالتك فهى قادرة على حمايتك منهم

 شهندة / خالتى لم تفلح فى حماية نفسها فهم من كانوا خلف الحادثة التى حدثت لها وهى فى طريقها للمطار وانا لن اتخلى عن هذه الثروة بسهوله فكان لابد ان اختفى من امامهم ولا اشيع خبر طفلى يوسف الا عند موت يحيى 

 انقبض قلب يحيى مرة اخرى فور سماعه للصدمة الجديدة فاليوم كله مشحون بالصدمات فاخوته كادوا يتسببون فى قتل امه وشهندة كل ما يهمها ثروته


لا شىء يجرح القلب كصوت انكسار كرامته عندما يتعرض للخيانة

ولا شىء يغير انسان كارتطامه بحقيقة بشعة لم تخطر يوما فى باله كخذلان من جعلهم دوما فوق الشبهات

ولا شىء يهين حبيب كطعنات فى الظهر يتلقاها ممن احبه يوما

ولا شىء يسرق عمر كانغماس سنواتنا فى حكايات صدقناها وانتهت باكبر كدبه


 خافت هنا على نفسها فهى اذن معرضة للقتل بسبب ما كتبته مدام صفاء لها 

 اراد يحيى الرحيل من امام تلك الخائنه ولكن ليس بوسعه اى كلام ولكنه تفاجا بتلك التى مدت يدها وحملت صغيره واخذت تقبله 

 شهندة / هل لى ان اتركه معكى قليلا فلدى مباراه تنس وهو يقيدنى 

 تعجبت هنا لطلبها ولكنها وافقت بكل امتنان 

 رحلت شهندة بينما جلست هنا تلاعب يوسف وتقبله وتطعمه بيدها فاحبها الصغير واخذ يلعب معها حتى نام بين يديها فاحتضنته واخذت تنظر ليحيى نظرة عتاب على افعاله 

 طال الوقت عليها ولم تعد شهندة ولم تعرف لها رقم هاتف واخيرا اخذت الطفل ورحلت به وعندما تعثرت بحمله ودفع يحيى بكرسيه وضعت الصغير على ساقى يحيى ودفعتهم الاثنين معا وللوهلة الاولى انقبض قلب يحيى عند لمسه لطفله وكاد يطير فرحا به وقلبه يرقص طربا مع دقات قلب صغيره فتحركت فيه غريزة الابوة ولكنه ظل عاجزا عن التعبير عنها ولكنه ردد اسمه بداخله (يوسف يحيى )

 اخيرا وصلت هنا بكلا الاثنين الاب وابنه وما ان وصلت الا وانفجرت باكية على حالها ولم تجد امامها الا ان تتصل بصديقتها الوحيدة منى 

 منى وهى مفزوعه على بكاء صديقتها / ساتى لكى فورا


              الفصل التاسع من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close