أخر الاخبار

رواية عشقها الاسد الفصل السادس عشر 16 بقلم رباب عبد الصمد

        


رواية عشقها الأسد

الفصل السادس عشر 16 

بقلم رباب عبد الصمد


 شعر الدكتور حسام بوخزة فى صدره فهى الى الان لم تحبه حتى وان كانت ترتاح له فهناك فرق بين الشعورين ثم تحدث لاهيا الحديث عن ذاك الميت الذى يعكر عليه حياته قائلا / لقد جهزت هذة الشقة مع بداية شعورى نحوك واختارت اثاثها على ذوقى وكنت اتمنى ان تنال اعجابك وكن دائم تخيلك فيها 

 هنا بتوتر / ذوقك رفيع ولكن ...

 قاطعها حسام قائلا / لا تكملى ولا تبررى انا لا اريد شراء الحب بل اريد ذاك الشعور الذى ما ان تملكنا فقدنا سيطرتنا على قلوبنا وانطلقنا نحو الحياة بسعادة 

 هنا بود/ يسدنى كلامك هذا وكل ما اطلبه منك هو اعطائى فرصة لاتعرف عليك واغوص فى اعماقك اكثر 

 قاطعها حسام وقد ملات وجهه البشاشة فها هى تعطيه امل جديد فيها 

 ولكنه لم يكن يعلم ان حب يحيى يجتاح كل جسدها اجتياحا وليس من السهل عليها الخروج من شرنقة حبها بسهولة 

 ولم يكن يعلم ايضا ان يحيى شخصية تستحق الانجذاب وانه قد عشقها ايضا 

 ولم يكن يعلم ان هنا ما كانت تقول هذا الا لخجلها مما فعله لاجلها فكان كلامها مجرد رد جميل حتى وان وافقت على لزواج منه فسيكون لنفس السبب

 تركها حسام لتنام وترك جوارها يوسف الذى نام باحضانها فى استكانه تامة وكانها امه التى ولدته بينما هى جفاها النوم واخذت تدعوا الله لان يكون حبيب عمرها حيا 

 وفى الناحية الاخرى يجلس نصفها الاخر يتعذب ببعدها عنه وقد جافاه النوم هو الاخر 

 اخيرا اشرقت الشمس بعد ليل طويل مر على النصفين وكانه عمر ولم يكن يعلمان كلاهما انه سهر ليله يفكر فى الاخر ويدعو الله ان يجده بسلام 

 استيقظ زياد من نومه فاليوم لديه ممتان ثقيلتان عليه الاولى سيخبر اشقاء يحيى بوجود جثه يحيى ويريد والشرطة تريد منهم التعرف عليها 

 اما المهمة الثانية فهو سيذهب مع يحيى بسيارة الاسعاف لاستقبال والدته القادمة من السعودية وهو يتخيل الطرق المختلفة لكيفية اخفاء يحيى لنفسه وكيف ستكون حالة والدته فور ان تعرف ان ولدها عاد لحياته 

 قام من مكانه بغرض ان يوقظ يحيى وما اندخل عليه حجرته الا ووجده مستيقظ بالفعل وجالس امام النافذة على نفس وضعيته بالامس مراقبا للطريق فى انتظار عودة جارتهم وما ان نظر للمنضدة الموضوعة جوارة الا وصدم بكم اعقاب السجائر الموجودة بمنفضدة السجائر وكم اكواب القهوة الفارغة وبفزع قال / اشربت كل هذا فى الليل ؟ واخذ يعد عدد الاكواب وعدد اعقاب السجائر ونظر اليه ولا زالت الصدمة على وجهه وقال منذ متى وانت تشرب السجائر ولما كل هذا اتريد ان تموت مرة اخرى قبل ان تثبت انك حى 

 رد عليه يحيى وهو حاد البصر نحو النافذة وقال / وما هذا بجوار ما كنت اشربه من خمور 

 زياد / ولكن من الله علينا وابتعدنا عنها 

 يحيى بتاثر / لا شىء يهمنى بعدها فمادمت لم اجدها فلا اريد حياتى فهى هنا واصبحت هنايا وان لم تكن هنا فليس فى الدنيا اى هنا


اعيش وكل نبضة من نبضات قلبى هى

لك ترويك حبا وعشقا وغراما

ينزف حبر قلمى همسات الحب لك

يكتبها قلبى بكل شوق بحبك انا

وروحى تصرخ تستجديك

اشتاق لرؤياك ولكن المسافات تبعدنى عنك

احلم بصوتك يهمس لى بوشوشة تفجر كل مشاعرى

اميرة يقظتى وحلمى واميرة حياتى وعمرى

اعدك بان يظل اسمك منحوتا بداخل قلبى


 زياد بتاثر / اهدا يا صديقى وستجدها ولكن الامر يحتاج الصبر

 يحيى بعصبية وبصوت عالى وقد خرج عن هدوءه الحاد وضرب بيديه المنضدة فطارت فى الهواء وسقطت كل الاكواب من عليها مدثة ضجيج وتناثر الزجاج المهشم فى انحاء الحجرة وقال / لقد وصل بى الياس من رؤيتها ان اتمنى ان اراها وهى ميته وادفنها بنفسى فهذا اصبح كل طموحى فى الحياة وبدا يقذف كل ما يجده امامه 

 اقترب زياد منه وشد من يده عليه وقال / اهدا يا يحيى فالعصبية لن توصلك لاى شىء بل تعجزك عن التفكير 

 هدا يحيى قليلا واخذ نفسا عميقا وقال / اذهب انت لهم الان وخلال ساعتين ستجدنى فى انتظارك عند المطار لاستقبال امى 

...................................

 ذهب زياد مع اشقاءوه للتعرف على الجثه وبالفعل تعرفوا عليه وكم كانت فرحتهم وهم يقرون انهم جثه شقيقهم ولم يحاولوا التدقيق فيها فقد كان كل ما يهمهم هو خروج تقرير بوفاه يحيى ليبدوا رحلة سعادتهم بتقسيم تركته وان دققوا لعرفوا انها ليست بجثة شقيقهم فالدم كما يقولون يحن لمن هو من صلة رحمه ولكن للاسف ما كان يجرى بعروقهم لم يكن دم ولا حتى ماء بل كا سم 

 تعجب زياد منهم وعدم تدقيقهم فى الجثة بل لعدم تاثرهم البته وعلى العكس فقد تاثر هو وملات الدموع وجهه من منظر الجثة المشوهه وتفكيره انه ماذا لو كانت هذه هى جثة صديقه حقا 

 اخيرا انتهى مشوار المشرحة ووصل زياد الى المطار واخذ يبحث عن يحيى ولم يجده وتوتر لعدم وجودة وطائرة والدته على وصول ولم يكن يعلم ان صديقة واقف ملاصقا له ويضحك عليه لانه لم يعرفه 

 ضربه بخفة على كتفه وقال ستظل ابله كما انت 

 انتبه زياد وما ان وجده الا واخذ يحدق فيه وقال لم انتبه ان لحيتك طالت بهذا الشكل وما زادك غموض تلك النظارة السوداء والقبعة التىترتديها 

 يحيى / لابد ان اتخفى ايها الابله فانتم توا مقرين انى ميت 

 تذكر زياد امر اشقاءه وتجهمت ملامحه ولم يتفوه بحرف 

 يحيى فهم ما يدور بخلده فقال / لا تحزن عما بدر منهم فالشيطان متمكن نهم وفى كل يوم اعترف لنفسى بان افضل قرار اخذته هو اننى لم اظهر عودتى للحياه حتى الان حتى ارى الكل على حقيقتهم فحتى شهندة رايتها على حقيقتها ولم اجد من يستحق الحب الا تلك الملاك التى عشقتنى وانا ميت ووهبتنى قلبها دون اى امل فى ثم اخذ نفس ميق وقال / هل ستصدقنى ان قلت لك ان شوقى يزداد كل دقيقة لها 

 زياد باشفاق عليه / انت تشتاق اليها لان كلاكما عشق الاخر بدون اى سبب او شهوة او رغبه عشقتكما بعضكما عندما راى كلا منكم الاخر وهو مجرد من اى زينه فانت رايتها على فطرتها وتصرفاتها الطبيعية وهى تعتقدك ميت امامها ولم تكن تعلم انك حى فتتجمل فى تصرفاتها ووهى عشقت وانت ميت ولا امل فى ان تتجمل عشقتك دون حتى ان تسمع صوتك وانا اعتقد انها عشقتك اولا بغريزة الامومة التى خلقها الله فى كل انثى فقد كانت مسئولة عن كل شىء يخصك فاصبحت كوليدها وجزء منها 

 تذكرها يحيى وهى تعافر جاهده وهى تحمله لاجل ان تغسله او تبدل له ملابسه ومرر يده على لحيته وقال لقد اعتدت على انها هى من تحلق لى لحيتى ومن يوم ان تركتنى ولحيتى طالت ولن احلقها الا بيدها وان لم اجدها حرم على حلقها كما حرمت على نفسى عطرى من بعدها فهى من كانت تعطرنى 

 زياد صاح فجاة / الاستعلامات تعلن عن وصول طيارة والدتك 

 اقشعر جسد يحيى فقد اشتاق لامه ولحنانها وارتعدت اوصاله وهو يتحرك ببطء فى اتجاة طائرتها وبدات الدقائق تمر عليه كدهر


فى الركن يبدو وجه امى

لا اراه لانه سكن الجوانح من سنين

فالعين ان غفلت قليلا لا ترى

لكن من سكن الجوانح لا يغيب

وفى كل الاماكن يبدو امامى وجه امى


 وما ان راى التروللى المحموله عليه والدته يظهر امام عينيه الا وبدات دقات قلبه فى الازياد وسمع زياد صوت انفاسه المتلاحقه وبسرعة توجها ناحيتها 

 وما ان اقترب منها وشاهدها عن قرب فدمعت عيناه من خلف نظارته ومد يده ليخفى وجهه اكثر بقبعته كى لا تلاحظه امه وكم كان مشتاقا لان يرتمى بحضنها ليشعر بحنانها فقد عرف ان جميع من حوله يريدون امواله الا هى وملاكه وهناه ( هنا ) وقد اقشعر جسده وهو ينظر الى امه المستلقيه على التروللى بهذا الاستسلام فبغضت نفسه على اشقاءه الذين تسببوا لها فى ذلك وقال لنفسه ايعقل ان تكون هذه هى نهاية المراة الحديدة 

 وما ان اقتربا منها الا ومد زياد يده لها بالسلام 

 اما هى فقد وقعت عيناها على ذاك الشخص الواقف بجواره ولم تسال ولكن ظل نظرها معلق عليه وكان حنينها التلقائى ياخذها نحو وليدها 

 زياد بتوتر / هذا صديقى جئت به ليساعدنى فى توصيلك للمستشفى 

 مدام صفاء بحزن / صديقك ؟ كنت اعتقد ان يحيى هو صديقك الوحيد 

 زياد متنحنحا / بالطبع فيحيى لن يحل محله احد 

 ولكنها عاودت التحديق فى ذلك الشخص مرة اخرى اما يحيى فاخذ انفاسه بصعوبة فقد نال شوقه لضمها لمنتهاه 

 بدا زياد ويحيى يمدون يدهم لحمل امه لسيارة زياد ومنها للمستشفى ولكن بهدوء دون ان تشعر مدام صفاء ابعد يد زياد ومد هو يده وحمل امه وما كاد يحملها الا والشوق بينهما جعل كلاهما يبكى فهى تبكى لانه يذكرها بولدها وهو يبكى لانها بحضنه وهو محروم منها ولكن للوهلة الاولى شعر يحيى بامة تدفن راسها فى صدره واخذت تشتم رائحته وهذا قد وتره وشعر بانها قد عرفته ولكن لم يدرى بنفسه وهو يضمها اكثر لحضنه فقد اشتاق هو لحضنها فحضنها بدلا عنها ولم يكن يعلم ان الام تعرف وليدها برائحة انفاسه وليس بشكله وتعرفه بروحه فى المكان حتى وان كان متخفى من امامها ووجدها بدات تتشبث بقميصه اكثر وكانها تؤكد لنفسها انها بين احضان سندها وبدا هو الاخر يشتم من عطر انفاسها ما يعطيه القوة 

 اخذ كلاهما يعبر عن شوقه بانفاسه وبارتعاد انفاسهم دون النطق باى حرف 

 فالاحاسيس ايا كانت لا تحتاج الى حروف فالمشاعر الطيبة تصل بين الاقران دون التاكيد عليها باى حرف والمشاعر الرومانسية تتلاقى بالقلوب حتى وان حاول الاطراف اخفاءها او اجحامها 

 حتى وان كانت مشاعر كره او بغض فهى تصل كما هى ايضا دون اى تعبير عنها 

 وكذلك شعر هو بهنا دون ان تقول له اى شىء 

 ظل كلا من يحيى وامه يصارعان شوقهما لبعض وهو يحملها وهى متلذذه بوجودها هكذا 

 وما ان وصل لسيارة زياد الا وادخلها وساعدها على النوم فى الخلف وهم ان يبتعد الا ووجدها لا تزال متشبثه بقميصه كما الاطفال فقام بفك يدها بهدوء ولم ينطق بحرف واغلق الباب واتجه للامام وجلس بجوار زياد وقد كان حريص كل الحرص بالا يتفوه بحرف حتى لا تعرفه من صوته 

 اخيرا اوقف زياد سيارته امام المستشفى وما ان وقف الا وتذكر يحيى هنا واخذ يتخيل انها ستخرج راكضة نحوه من باب المستشفى 

 انتبه على صوت زياد قد خرج ولف ناحيته ومال نحوه من شباك السياره لينبهه قائلا / لقد وصلنا

          الفصل السابع عشر والاخير من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close