أخر الاخبار

رواية جسور وجميلة الفصل الرابع والخامس بقلم دينا جمال

رواية جسور وجميلة

 الفصل الرابع والخامس

 بقلم دينا جمال

ضيقت جميلة عينيها بغيظ وعلي حين غرة داست بكعب حذائها علي قدمه ، فخرجت منه صرخة خفيفة متألمة
جميلة ساخرة : الرجالة عندكوا ما بيتوجعوش صح 
أسودت عينيه بغضب حارق ، انطلقت شرارت الغضب تلقي بسهامها المرعبة علي قلبها 
جسور غاضبا: اخرسي  لولا انك حرمة كنت عرفت أرد عليكي زين بس مش جسور السيوفي الي يمد يده علي حرمه 

جميلة غاضبة: ما تحترم نفسك يا استاذ أنت ايه حرمه دي 

جاسر غاضبا: اتقي شري يا داكتورة ، خافي تسلمي 

جميلة بتحدي : مش جميلة هشام الدميري الي تخاف من واحد زيك 

ضرب بعصاه الابنوس الأرض وهدر غاضبا : الزمي حدودك يا داكتوره انتي اهنه في أرض جسور السيوفي واقفة علي ملكه 

عقدت ذراعيها امام صدرها واردفت بعند : والله المستشفي دي ملك الحكومة 

دوي صوت ضحكاته المجلجلة في ارجاء غرفة الكشف : علي رأي الأستاذ أحمد السقا إني اهنه الحكومة يا داكتوره ، افتكري كلامي كويس جسور السيوفي هو اهنه القانون يا داكتورة 

اقترب منها بخطوات بطيئة يتردد صوت عصاه الابنوس بجانب طرقات حذائه الفاخر الي أن وصل قريب منها فهمس بهسيس مستعر افتكري إسم جسور السيوفي كويس هيعلم معاكي عمرك كله 

نظرت له بسخرية تنافي دقات قلبها المرتجفة خوفا : اوعي تكون فاكر أنك هتخوفي بكلامك دا ، انسي 

جسور بحدة: طالما مش هتمشي علي قوانيني اخرجي من ارضي ، مالكيش حماية عندي ، روحي لعمك وولده يحموكي 

هزت رأسها نفيا وهتفت سريعا: لالالا أنا آسفة ، آسفة ، بس ارجوك ما تخرجنيش من هنا 

نظر لها بدهشة لما كل هذا الخوف الذي تجسد في عينيها ماذا فعل بها عمها وابنه لتخاف منهم كل لهذه الدرجة ، لتتعلق بحمايته كالطفلة التائهة 

جميلة بخوف عندما طال صمته: حضرتك ساكت ليه 

رفع عينيه ينظر الي بريق الخوف الامع في عينيها بنظرات غامضة 

جسور بهدوء: هتلزمي حدودك وتمشي بقوانيني 
جميلة بطاعة : حاضر بس مش هسمحلك تهيني ولا تغلط فيا ، بابا قالي كله الا كرامتك اوعي حد يهينك ابدا 

جسور بإعجاب : اللوا هشام ربي زين ، يلا يا سهر 

كتبت جميلة للصغير زين بعض الادوية علي الروشتة الطبية واعطتها لسهر فحملت الصغير وخرجت من الغرفة ، بينما ظل مكانه يطالعها ببرود لدقيقة واحدة مرت عليها كأنها عمر كامل نظراته مخيفة باردة ، استدار بهدوء وخرج من الغرفة واغلق باب الغرفة خلفه 

تنهدت جميلة براحة : يا نهار أبيض ايه كينج كونج دا 
دق باب حجرتها ودخل الكشف الجديد فعادت تباشر عملها حتي تنسي أو بمعني ادق تتنساي ذلك الرجل المفزع 
____________________________________
في المستشفى 
بعد مرور أربعة وعشرون ساعة بدأ يفتح عينيه بصعوبة 
رامي بألم: آه ، أنا فين 
صفاء بلهفة: حمد لله على السلامة يا حبيبي حاسس بايه دلوقتي 
رامي بألم: وجع رهيب ، هو ايه الي حصل 

صفاء بحسرة: الدكاترة اضطروا يشليولك الزايدة لأن السكينة دخلت فيها 

رامي غاضبا: قسما بالله لاحبسها كانت عايزة تموتني 

صفاء بضيق: أنت كمان ليك عين تتكلم لولا أنك إبني وقلبي بيتقطع عليك لو حصلك حاجة ، أنا كنت سبتك زي ابوك ، اكملت برجاء أنت ما عملتلهاش حاجة يا رامي صح 

رامي بغل : لاء عملتلها ،اغتصبها ايوة اغتصبتها عشان أحرق قلب بابا عليها دايما جميلة هي الهادية الطيبة دايما يقولي ليه ما تبقاش زي جميلة أنت فاشل أنت صايع شوف جميلة اتعلم من أدبها واخلاقها هي متفوقة وأنت ساقط 

صفاء بصدمة: ياااه يا رامي أنت ما كنتش متخيلة أن جواك الغل والكره دا كله 

رامي بغل : انتوا السبب ليه بتحبوها أكتر مني ، اديني ضيعتلكوا مستقبلها تشوف مين بقي هيرضي بيها 

مختار : هتتجوزها ورجلك فوق رقبتك ، هتكتب عليها وبعدها بساعة واحدة هطلقها منك انا مستحيل اسيب بنت اخويا تعيش مع حيوان كلب زيك 

رامي ساخرا: ات...ايه ، اتجوزها دا في المشمش أنا ما اتجوزش واحدة غلطت حتي لو معايا 

مختار غاضبا: يا قذر يا حيوان مش كفاية أنك اغتصبتها هتتجوزها يعني هتتجوزها 

رامي ضاحكا بسخرية : مش هيحصل يا والدي العزيز مش هيحصل تعرف أنا عملت فيها كدة ليه عشان أحرق قلبك عليها 

مختار بصدمة: أنت أكيد مريض
رامي غاضبا: بسببك من وانا صغير وانت بتقارني بيها جميلة ، جميلة ، جميلة ، ايييييه هو أنا الي ابنك ولا هي ، أنا فاشل وصايع وساقط بسببك أنت وست جميلة بس أنا عرفت اخد حقي وانسي إني اتجوزها والا والله هفضحهالك 

رمق مختار ابنه بحسرة وندم ثم تركه وخرج من الغرفة 
______________________________
نرجع لجميلة كانت قد استنفدت طاقتها بأكملها بعد انتهاء دوام العمل ، أوصلتها عطيات للبيت القريب من الوحدة ، شكرتها جميلة ، دخلت الي منزلها تتطلع إليه 
وجدت غرفة صغيرة للنوم وصالة صغيرة بها طاولة خشبية مستديرة بجانبها كرسيين واريكة صغيرة كالتي تظهر في الأفلام القديمة ومطبخ صغير به بوتجاز بعينين فقط وبعض الأواني الأساسية فقط وحمام صغير ، تنهدت بتعب ثم ذهبت بخطي ببطيئة متعبة ناحية تختها الصغير ، القت بجسدها على الفراش ، تحدق عينيها في سقف الغرفة المتشقق ، ترقرقت الدموع في عينيها 

جميلة باكية: عاجبك كده يا سي بابا ، شايف جميلة اتبهدلت من بعدك ازاي ، هعيش ازاي من غيركوا ازاي بس ، دا أنت لما كنت بتخرج كنت بفضل صاحية لحد ما تيجي ما كنتش بعرف أنام غير لما أحس بوجودك معايا في نفس المكان ، وانتي يا ماما أنا زعلانة منك أوي مش انتي كنتي بتاخديني في حضنك لحد ما أنام ، لما كنت بحلم بكابوس كنتي بتجري عليا تخديني في حضنك وتفضلي تطبطي عليا لحد ما انام ، أنا خايفة أوي 

احتضنت تلك الوسادة الصغيرة تخبئ وجهها فيها بخوف 
جميلة بخوف: بابا 
كانت تشدد على احتضان الوسادة تريد أن تشعر منها ولو ببعض الأمان ، وفي النهاية استسلمت للنوم من شدة خوفها وبكائها 
__________________________________ 

في مكتب جسور كان يقف امام زجاج مكتبه ينظر للحديقة بشرود 
عقله مشغول بتلك الفتاة ، عنيدة قوية ، أم طفلة خائفة تائهة 
امسك هاتفه واتصل بهذا الرقم 
جسور: أنا عايز اعرف كل حاجة 
بعد مدة صمت 
جسور: أنا جايلك 
اغلق الخط واخذ مفتاح سيارته وانطلق بها الي .............. 

__________________________________
مر أسبوع علي بقائها في تلك القرية ، أيامها متشابهه بدرجة مللة كئيبة ترهق نفسها نهارا  في العمل لعله يسكن ألم قلبها الذبيح 

قربت علي الانتهاء اخيرا من ذلك اليوم الشاق 
جميلة في نفسها : يا رب نخلص بقي أنا جعانة أوي أوي ، والاكل الي كان معايا خلص عايزة الحق اشتري اي حاجة أكلها 

دق باب مكتبها ودخل مدير الوحدة
جميلة: خير يا افندم
المدير: جميلة في حادثة حصلت قريب من هنا وهيجيبوا المصابين علي هنا ما تشميش قبل ما ينقلوا كل المصابين 
جميلة بصدمة: نعم ، طب وحضرتك
المدير: أنا مروح طبعا ، أنا المدير ولا ناسية  
رمقته بغيظ فقابل نظراتها بابتسامة سمجة سخيفة واغلق الباب خلفه 
جميلة بتعب: يا رب هي كانت ناقصة 

بدأت تتابع مع رجال الاسعاف وصول المصابين وتسرع بتضميد جراحهم هي وطبيب آخر وممرضتين الي أن انتهت عند منتصف الليل 

فخرجت من المستشفى تبحث عن محل مفتوح في تلك الساعة فمعدتها تكاد تصرخ من الجوع 
_________________________________ 
كان يسير شارد بين الحقول يتذكر حياته السابقة طفلته الصغيرة التي ماتت قبل أن تكمل عامها الأول زوجته التي احبها بصدق تلك القضية اللعينة التي كان يحقق فيها مع اللواء هشام ورامز زوج شقيقته وصديقه المقرب 
ليتنهي بهم الأمر بموت رامز وهشام وزجته نهي وابنته الصغيرة جميلة ، ويالها من صدفة فتلك المشاكسة العنيدة تحمل نفس اسم ابنته المتوفية 
تناهي الي اذنيه صوت نباح كلاب عالي ، رأي علي مرمي بصره شخص يركض تجاهه ، رد فعل طبيعي وضع يده في جيب جلبابه الداخلي واخرج مسدسه 
كاد أن يطلق النار ولكنه توقف عندما اقترب ذلك الشخص من النور ، فراها وكأنها خرجت من افكاره لتتجسد امامه كانت تركض وهي تبكي وخلفها نباح الكلاب يزيد 
____________________________________
كانت تسير شاردة تبحث وتبحث تريد أن تسكت ألم جوعها ، ولكنها لم تجد اي محل مفتوح ظهر امامها فجاءة من العدم مجموعة من الكلاب ، ازدرقت ريقها بخوف رجعت بظهرها للخلف ببطئ فداست قدمها علي حجر صغير ودون تردد التقطته وقذفته ناحية الكلاب فاغضبت ذلك الجمع الغفير فبداوا يركضون خلفها وهي تركض وتبكي ، الي أن اصدمت بحائط صلب ، دون تردد كانت تتمسك به بتلابيب جلبابه تخبئ رأسها فيه 

جميلة باكية: كلاب ، كلاب ،كلاب
رفع جسور مسدسه واطلق رصاصة في الهواء فهربت الكلاب وصرخت تلك الصغيرة المتعلقة بجلبابه كالعصفور الصغير 
جميلة صارخة: عااااا ، كلاب وضرب نار يا بابا الحقني 
جسور : احم
هزت رأسها نفيا وظلت متعلقة بجلبابه ، حمحم مرة أخري علها تفيق
جسور : احم احم 
جميلة باكية : ما تسبنيش يا بابا 
جسور: جميلة انا مش باباكي 
اتسعت عينيها بصدمة عندما سمعت صوته علي الرغم أنها سمعته مرة واحدة لكن نبرة صوته القوية لم تستطع نسيانها ابدا 

ابتعدت عنه سريعا تنظر ارضا باحراج
جميلة وهي تمسح دموعها بطرف كمها كالاطفال: أنا آسفة ، الكلاب كانت بتجري ورايا كتير ، كنت خايفة أوي 

جسور بضيق: وانتي بتعملي ايه برة بيتك دلوقتي
جميلة بدهشة: أنت بتتكلم زيي
جسور بحدة: شوف بتقول ايه عاد
جميلة سريعا: لا لالا خليك زي الأول يعني ايه عاد دي
جسور غاضبا: انطقي كنتي بتعملي ايه برة بيتك دلوقتي 
جميلة بعند: وأنت مالك هو أنت ولي أمري مش شغلك أعمل الي اعمله 
قبض علي رسغ يدها بعنف
جسور غاضبا: قسما بربي يا جميلة لو ما نطقتي لهديكي علقة تكسحك 

سحبت يدها بعنف من يده : أنت مالك ما اسمحلش تتكلم معايا بالطريقة دي ، ما اسمحلش تمسك ايدي ثم اكملت ساخرة وبعدين مش سيادتك كنت بتقول مش جسور السيوفي اللي يمد يده علي حرمه ، عشان تعرف انك بتاع كلام وبس 

جسور في نفسه : اقتلها واتاويها في الدرة واخلص من طوله لسانها دا احسن حل ، استغفر الله العظيم يا رب 
جميلة ساخرة: ما تنطق ولا القطة كلت لسانك 
نظر لها ببرود دقيقة واحدة ثم رفع مسدسه ووضع فوهته عند رأسها
جسور: هعد لحد 3 لو ما نطقتيش هقتلك، 
انتي هنا في ارض جسور السيوفي تمشي علي قوانينه ، وأهم قانون هنا أن ما فيش واحدة ست تخرج من بيتها بعد المغرب ، واحنا دلوقتي نص الليل كنتي فين وبتعملي ايه 

اتسعت عينيها حتي كادت تخرج من مكانها من شدة الفزع 
جميلة بذعر: ااااااانننتتت مممججججنون 
جسور بهدوء: واحد 
انتظر بعض ثواني وأكمل بنفس الهدوء المميت اتنين ، شعرت بان لسانها قد شل حاولت الكلام ولكن دون فائدة
جسور بهدوء: 3 انتي الجانية علي نفسك 

جميلة بتكرار : كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة 

جسور بحدة: بس انتي علقتي وبتعملي ايه في الصحة لحد دلوقتي 

جميلة: والله المدير السبب كان في حادثة وما رضيش اخليني اروح عشان المصابين لما يجيوا
جسور بضيق: طب وهو
جميلة: روح من بدري
جسور بتوعد : ماشي وحياة أمك يا نبيل الكلب لاوريك ، عاد ينظر لها بحدة : طب وانتي ايه الي جايبك هنا ما روحتيش ليه مش السكن جنب الصحة 

صمتت باحراح وبدأت تفرك يديها بتوتر 
جسور غاضبا: ما تنطقي 
رفعت عينيها التي امتلأت بالدموع تنظر له بضعف وهمست باحراج: أنا جعانة 

طفلة كلمة تردد صداها داخل كيانه كله التي تقف امامه الآن ليست سوي طفلة صغيرة خائفة جائعة ، تخيل جميلة ابنته الصغيرة تقول له تلك الجملة ماذا سيكون رد فعله ، لما يشعر ناحية تلك الفتاة باحساس الأبوة الغائب عنه 
اعاد مسدسه الي مكانه في جيب جلبابه 
جميلة باحراج : أنا بس كنت بدور على محل اشتري منه اي حاجة للصبح 

جسور بحنان : ايه رايك تيجي معايا السرايا ، أنا عازمك علي العشا 

جميلة غاضبة: أنت قليل الأدب ومش متربي 
هبط كفه على وجنتها دون سابق إنذار بعد جملتها الحمقاء تلك 

وضعت يدها على وجنتها بألم أسرعت تركض من امامه وهي تبكي سمعت صوته القوي يصدح باسمها فاسرعت اكتر حتي تبتعد عنه 
تذكرت رامي وكم الصفعات التي هوت علي وجنتيها بسببه فبدأت تنتحب ويعلو بكائها الي أن وقفت فجاءة عندما شعرت بقبضة يده تقبض علي رسغ يدها 
جميلة بصراخ وبكاء : ااابعد عني بقي كل دا عشان قولتلك إن أنا جعانة فكرني رخيصة وعايز تاخدني سرايتك 
جسور غاضبا: اخرسي بقي انتي مجنونة والله أنا غلطان اني قولت اعمل فيكي معروف بس طلعتي متخلفة هنيل بيكي ايه في سرايتي مش جسور السيوفي الي يغضب ربنا ولو كنتي اجمل ست في الدنيا  

جميلة باكية: سيب ايدي بقي بتوجعني 
ترك رسغ يدها فضمته لجسدها تدلكه برفق 
جسور: طب خلاص بطلي عياط ، انتي عايزة ايه دلوقتي 
جميلة باكية كالاطفال : عايزة بابا 
جسور بحزن: الله يرحمه ، جميلة انتي مش طفلة والدك مات والي بيموت ما بيرجعش صح 

هزت رأسها إيجابا بحزن فاكمل هو : هتعملي ايه
جميلة: هروح انام 
جسور : مش بتقولي جعانة يا جميلة اسمعي الكلام والله سهر وزين والخادمين في السرايا 

هزت رأسها نفيا بتصميم فتنهد بتعب : خلاص تعالي نشوف محل مفتوح  ، امسحي دموعك بقي 

مسحت دموعها بطرف كمها وابتسمت ابتسامة صغيرة 
جميلة: شكرا 
هز رأسه إيجابا ، بدآ يسيران بين الحقول 
جسور: يا جميلة والله العظيم ما فيش محلات فاتحة في البلد دلوقتي المحلات كلها بتقفل بعد المغرب 

جميلة: هو أنت ازاي بتتكلم زيي
جسور: انتي ليه بتعمملي معايا علي إني جاهل ، أنا عقيد سابق يا جميلة قضيت معظم حياتي في القاهرة فبعرف اتكلم زيك عادي 

هزت رأسها إيجابا ظل يبحثان بعض الوقت دون فائدة
جميلة بتعب: أنا تعبت وما فيش محلات فاتحة، أنا آسفة إني عطلت حضرتك معايا عن إذنك
جسور؛ رايحة فين 
جميلة: هروح انام وابقي اجيب أكل الصبح بقي وخلاص
جسور؛ طب تعالي معايا 
وقبل أن تعترض كان قد سحب يدها خلفه واركبها سيارته وركب بجانبها
جميلة غاضبة : ايه الي أنت عملتوا دا ، أنت مجنون نزلني 

جسور غاضبا: بطلي رط عاد 
جميلة غاضبة : أنا مش بط أهو انت الي بط وستين بط كمان
جسور ضاحكا: اسكتي يا جميلة الله يرضي عليكي 
جميلة : أنت واخدني فين 
نظر لها ببرود ثم شغل سيارته وانطلق بها 
جميلة: أنت واخدني فين  يا استاذ يا حج
رفع جسور حاجبه بدهشة : حج ليه انتي شيفاني كام سنة 
جميلة بتفكير: 45 ، 50 
جسور بدهشة: كاااااام ليه ، شيفاني مركب طقم سنان ولا بمشي بعكاز 
اشارت جميلة الي عصاه الابنوس السوداء 

جسور: يا هطلة عمدة البلد معاه عصاية زي دي في ايده حتي لو عنده عشرين سنة 

جميلة : طب أنا عايزة أروح ، أنت واخدني علي فين 
جسور غامزا بوقاحة: علي السرايا 

الفصل الخامس 
جميلة : طب أنا عايزة أروح ، أنت واخدني علي فين 
جسور غامزا بوقاحة: علي السرايا 

جميلة بفزع: ايييه ، أنت بتقول ايه نزلني نزلني امسكت بباب السيارة تحاول فتحه 
جميلة بصراخ: افتح الباب دا ونزلني
لم يعرها انتباهنا كان يقود بهدوء وهو يطرق باصابعه علي المقود يصفر باندماج 
جميلة بدموع: عشان خاطر ربنا ، سيبني أروح 
نظر لها بطرف عينيه وعاد ببصره الي الطريق 

فبدأت تدق على الزجاج وتصرخ : الحقووووني يا ناااااااس ، حد يلحقنيييييي ، الحقونييييييي 

جسور بهدوء: صرخي من هنا للصبح الازاز عازل للصوت 

ضيقت عينيها بغيظ دون سابق انذار انقضت باسنانها علي ذراعه الممسكة بالمقود
جسور بحدة: ااااه ، اوعي يا زفتة يخربيتك هنتقلب 
ظلت السيارة تنحرف بهم يمينا ويسارا ، وجميلة تغرز اسنانها في ذراع جسور الذي يحاول السيطرة علي حركة السيارة
جسور غاضبا: يا متخلفة سيبي ايدي هنتقلب 
ضعط جسور علي مكابح السيارة بقوة فتوقفت فجاءة قبل أن ترتطم بتلك الشجرة الكبيرة
جسور غاضبا: انتي غبية ومتخلفة افرضي كنا اتقلبنا 
جميلة غاضبة: أنا مش هسمحلك تاخدني سراياتك أنت فاهم 

جسور بحدة وهو يشير ناحية رأسها: انتي مخك دا فيه فردة جزمة ، لا والله دا حتي فردة الجزمة ليها لازمة عنه ، هنيل بيكي ايه في سراياتي ثم نظر لها بسخرية مش شايفك ملكة جمال ، دا الفرق بيني وبينك شنب 

بدأت جميلة تشعر بالدوار من شدة جوعها 
جميلة بضعف: ارجوك روحني البيت 
جسور: انتي كويسة
هزت رأسها إيجابا ببطئ 
ادار جسور المقود وانطلق الي الطريق العام
جميلة بدهشة: أنت واخدني علي فين ، اتسعت عينيها بخوف فجاءة ، أنت هترجعني لعمي لالا خلاص انا آسفة مش هضايقك تاني ، مش هجوع تاني مش هعمل حاجة خالص 

جسور بصدمة: جميلة هما عمك وابنوا عملوا فيكي ايه مخوفك كدة منهم 

اشاحت بوجهها ناحية النافذة ورغما عنها فرت الدموع من عينيها عندما تذكرت رامي وما كان يحاول فعله بها دوي صراخها في اذنيها
( كفااااية بقي حرام عليك ) 

انتفض جسدها بفزع عندما وضع يده على كتفها 
جسور: اهدي ، اهدي احنا وصلنا 
نظرت الي ما يشير فوجدته يقف امام محل لبيع الأطعمة الأساسية( محل زي هايبر وكارفور والمحلات دي ) 

نزلت من السيارة بصمت فنزل خلفها ودخلا الي المحل 
جميلة مبتسمة ببراءة: شكرا بجد 

دخلت الي المحل لاحظ جسور أنها تشتري الكثير من اكياس المعكرونة من نوع واحد فقط ( اسباجيتي ) ثم اخذت بعض علب الصلصة وعلبة عصير اناناس 

جسور: بس كدة مش عايزة حاجة تاني 
هزت رأسها نفيا: لاء كدة كفاية 
ذهبا ناحية ( الكاشير ) وضعت جميلة المشتريات امامه 
البائع : الحساب ...
تلقائيا اخرجت محفظتها لتدفع النقود فوجدته يرمقها بنظرات نارية 
اخرج جسور محفظته من جيب جلبابه واعطي البائع النقود
جسور بلهجته الصعيدي: خلي الباقي عشانك
البائع بسعادة: تعيش يا بيه ، ربنا يخليلك المدام 

اعطي الرجل المشتريات لجسور فامسكها باحد يديه واليد الاخري قبضت على رسغ يد تلك الحمقاء يجرها خافه ذهب الي السيارة ، ذهب الي السيارة فالقاها فيها وركب خلف المقود 

جميلة غاضبة: مين الي اداك الحق انك تدفعلي حساب حاجتي
جسور غاضبا: انتي تخرسي خالص ، بتطلعي فلوس تدفعي وانتي واقفة جنبي ليه واقفة جنب سوسن 

ابتلعت ضحكتها بصعوبة واكملت بغضب: والله دي حاجتي يعني أنا الي ادفع تمنها 

جسور بضيق: اللهم طولك يا روح ، بت انتي اخرسي كلامك بيعصبني 

جميلة: بت اما تبتك لو كنت حمار كنت ركبتك لكن أنت جاموسة 

اتسعت عيني جسور بصدمة ودهشة : يا نهار ابوكي اسود أنا يتقلي الكلام دا ، طب اعمل فيكي ايه اقتلك واتاويكي ولا اديكي علقة تكسحك ولا اقطع لسانك المتبري منك دا ولا اعمل ايه 

جميلة بثقة : ولا تقدر تعملي حاجة 
تراقصت ابتسامة خبيثة علي شفتي جسور فخلع عبائته التي يرتديها فوق جلبابه والقي بعمته علي الكنبة الخلفية وشمر عن ساعديه 

جميلة بخوف: أنت ليه بتعمل كدة 
جسور وهو يبحث خلفها: هي راحت فين ، فين ، أهي لقيتها 

كانت مسطرة خشبية نسيها زين في سيارته صباح اليوم وهو يوصله لمدرسته 
جذب جسور كف يدها وفرده 
جسور: مش انتي بتتصرفي زي الاطفال تتعاقبي زيهم 
ضربها علي يدها بالمسطرة الخشبية لم يكن يعرف أنه ضربها بقوة الا عندما صرخت بقوة 

جميلة صارخة من الألم: اااااه بتوجع بتوجع أنا آسفة والنبي خلاص بتوجع 

شعر بالحزن عليها ولكنه لم يبدي ذلك 
جسور بحدة: كل ما تطاولي لسانك الي عايز قطعه دا هتضربي فاهمة 

هزت رأسها إيجابا عدة مرات سريعا فادار المقود وانطلق الي منزلها 
جسور: خدي الحاجة وخشي يلا 
جميلة بعند: لاء مش هاخدهم واعلي ما في خيلك اركبه 
ثم نزلت سريعا من السيارة تهرول ناحية منزلها ، ما أن دخلته حتي اغلقت الباب سريعا
ووقفت خلفه نظرت لكف يدها المحمر من ضربته
جميلة بغيظ : ماشي يا جسور يا أنا يا أنت 

دقات خفيفة علي باب منزلها 
جميلة: مين
جسور: هيكون مين يعني ، افتحي يا جميلة
جميلة: مش هفتح 
جسور: يا بنتي افتحي بقي تعبتيني الساعة داخلة علي اتنين عايز اروح انام 

فتحت الباب فتحه صغيرة ووقفت امامها تضع يدها علي خصرها بضيق : نعم عايز ايه
جسور بحدة: شيلي ايدك من وسطك وما تقفيش الواقفة دي تاني بدل ما اكسرلك ايدك ورجلك 

ازدرقت ريقها بخوف ، فمد يده لها بمشترياتها 
جسور: خدي 
جميلة بعند: لاء ، طالما ما دفعتش تمنهم يبقي مش هاخدهم 
جسور بهدوء: جميلة احنا هنا في الصعيد ما ينفعش تدفعي وأنا واقف عيب في حقي ، يا ريت تفهمي دا خدي بقي وسيبني اروح اكلي لقمة عشان أنا كمان جوعت بسببك 

جميلة مبتسمة ببراءة : أنا بعمل مكرونة حلو أوي تيجي تاكل معايا

جسور بابتسامة صغيرة: بلاش أحسن
جميلة سريعا: ليه بس مش هتاخد اكتر من عشر دقايق ، تعالا تعالا 
دخل جسور الي البيت 
جسور: احم ، احم يا رب يا ساتر 
تركت جميلة الباب مفتوح ودخلت ناحية المطبخ سريعا وبدأت تعد الطعام
لتشرد في ذكري قديمة 

سعاد : يا بنتي حرام عليكي انتي ما بتزهقيش من المكرونة لاء وبتاكلي نوع واحد بس 

جميلة: الله يا ماما بحبها 
هشام ضاحكا: سيبيها يا سعاد
سعاد: يا هشام ما بتاكلش خالص دا احنا لة عصرناها هتنزل مكرونة 

جميلة: سامع يا بابا
هشام بحنان: ماما خايفة عليكي يا حبيبتي ، اسمعي كلامها ماشي
جميلة مبتسمة: حاضر يا بابا 
هشام: صحيح يا جميلة المرة الجايه وانتي بتعملي المكرونة ما تبقيش تكسري العيدان
جميلة: اشمعنا 
هشام ضاحكا: يمكن تطولي شوية 

فاقتمن شرودها بنزول دموعها الحزينة من عينيها 
جميلة بحزن: وحشتوني أوي ، ربنا يرحموكوا ويصبرني علي بعدكوا 

في الخارج كان جسور جالسا على كرسي صغير يتطلع حوله بشرود وذلك الصوت يتردد في عقله
( أنت متأكد من الي أنت بتعمله دا ) 

خرجت جميلة بعد قليل في يدها طبقين من المعكرونة وضعت امامه طبق وامامها طبق ، ثم ذهبت واحضرت كوبين من عصير الاناناس 

جميلة باحراج : معلش بقي مكرونة سادة لوحدها 

جسور بابتسامة صغيرة: ولا يهمك 
شرع في الاكل هو في الاساس يكره المكرونة بشدة ولكنه حتي لا يحرجها اخذ القليل ووضعهم في فمه ، تلك المرة الأولي التي يتذوق فيها معكرونة بهذا الشكل كان بها نكهه غريبة لذيذة مرحة لا يعرف ولكنه أحب تلك المعكرونة الآن ، بدأ يأكل باستمتاع وكأنه يتذوق ذلك الطعام للمرة الأولى ،  حانت منه 

التفاته خاطفة ناحيتها فوجدها تاكل بشراهة مثل الطفلة الجائعة ، تلوث فمها ببقع الصلصة 
بدت كالطفلة وهو متطعش لاحساس الأب الذي يحاول قتله وتلك الفتاة تيحيه 

جسور: جميلة 
رفعت وجهها الملطخ بالصلصة ناحيته تنظر له باهتمام فاكمل : انتي عندك كام سنة 
جميلة بلامبلاة: 85
ثم عادت تأكل بشراهة مرة أخري 
جسور ضاحكا: 85 ، لا بجد عندك كام سنة
جميلة: 25 سنة 
جسور: طب ينفع عروسة كبيرة عندها 25 سنة تلحوس بوقها كدة وهي بتاكل 
جميلة بحزن فقد تذكرت أن والدها دائما ما كان يقول لها تلك الجملة : معلش انا آسفة 

جسور: مالك يا جميلة ، أنا ما كنتش اقصد ازعلك انا بس....
جميلة مقاطعة: أنا مزعلتش من حضرتك 
جسور: اومال مالك
جميلة بدموع: بابا وماما وحشوني أوي 
جسور بحزن: أنا كمان بنتي وحشتني أوي ربنا يرحمهم ، تيجي نتفق إتفاق 

نظرت له باستفهام فاكمل : انتي تعتبريني بابا وانا اعتبرك جميلة بنتي ، اصل بنتي الله يرحمها كان اسمها جميلة ، ايه رأيك 

جميلة: مش هينفع 
جسور: ليه 
جميلة بخجل : مش هينفع اقولك 
جسور: ايه دا انتي بتتكسفي زي البنات 
جميلة بغيظ: قصدك ايه
جسور : ما قصديش يا ستي احسن تتحولي وتكليني مع المكرونة الي نسفتيها 

احمرت وجنتيها بغيظ كادت أن ترد ولكن قاطعها صوت رنين هاتفه
جسور: السلام عليكم
سهر؛ وعليكم السلام ، أنت فين يا اخوي ، قلقتني عليك 
جسور: أنا زين يا سهر ما تخافيش ، روحي انعسي أنتي وأنا جاي طوالي 
سهر: كيف انعس من غير ما احضرلك الوكل ، دا أنت يا حبة عيني علي لحم بطنك من صباحية ربنا 
جسور بحدة: وبعدين وياكي يا سهر قولت روحي انعسي اني كلت الحمد لله 

سهر :.حاضر يا اخوي ، تصبح على خير
جسور: وانتي من اهله 
______________________________
في مخزن مهجور يقف رجلان يبدو الشر اليفا اذا ما قورن بهما 

الرجل الاول : وبعدين يعني لسه ما لقتش البنت 

الرجل الثاني : لسه يا باشا احنا قلبنا عليها الدنيا ، هجمنا علي الشقة ما لقنهاش قلبنا الشقة علي المعلومات الي هشام الي خدها مننا 

الرجل الاول غاضبا: يعني ايه الكلام دا ، تقب وتغطس وتطلعلي بالبت انت فاهم 

الرجل الثاني: حاضر يا باشا في اسرع وقت هتكون قدامك  
__________________________________
في شقة مختار 
عاد رامي اخيرا الي منزله ، ادخلته والدته الي غرفته وذهبت ناحية زوجها 

صفاء: مختار ، مختار 
فاق مختار من شروده القلق : هاااا ، خير يا صفاء 
صفاء باسي: لسه ما لقتش جميلة 
مختار: لاء يا صفاء لسه منه لله ابنك علي الي عمله فيها 
صفاء: انت بتكذب يا مختار أنا عرفاك بتحب جميلة قد ايه ولو كنت فعلا ما لقتهاش زي ما بتقول ما كنش زمانك قاعد هادي كدة 

مختار بحذر : قصدك ايه يا صفاء
صفاء : انت عارف جميلة فين صح ولا غلط مختار بضيق : ما اعرفش ، قولتلك ما اعرفش 

صفاء برجاء : عشان خاطري يا مختار طمني بس عليها ، قولي بس هي فين مش عايز اعرف حاجة تانية 

مختار بضيق : عايزة تعرفي جميلة فين ، اقولك جميلة عند جسور السيوفي 

اتسعت عيني صفاء بفزع : اننتت بتتقول ايه جميلة عند جسور ، عند ابني 
                الفصل السادس من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close