أخر الاخبار

رواية لا تتركني الفصل العاشر10بقلم اسماعيل موسي


رواية لا تتركني
 الفصل العاشر10
بقلم اسماعيل موسي





رجع احمد امام لشقته بقلب مستريح، ربما لم يختر الوقت المناسب، لكن الوقت الملائم بالنسبه لنا قد لا يأتى ابدا
واصابه قلق حاد مسنن من إمكانية خسارة ساره، اذا رفضت لن تطرق باب شقته مرة أخرى، وتأخر الرد وظن احمد امام انه خسرها للأبد، وتلوت داخله حية الفقد وانه سيعيش وحيد ما تبقى له من حياته، وتدافعت صور الراحلين إلى عقله كما تغزو الأمواج الهائجه شاطيء البحر.

وكان رغم آلمه ينظر من فتحة الباب التى صنعها خصيصا بعد زيارة يوسف الغير مرحب بها، يبتغى رؤية وجه ساره ولم تظهر ساره ولم يسمع احمد امام اى صوت داخل شقتها مبعثه الفرح، ما أقسى الأنتطار وما أشد لوعته، يتوقف الزمن ولا نرى سوى ضباب، عندما فقد الأمل سمع طرقات على باب شقته، كانت والدة ساره وعلى وجهها ابتسامه رحبه
وافقت ساره على الزواج، وتمنت له حياه مديده سعيده
اين ساره؟
___داخل شقتها
___ ايمكننا قراءة الفاتحه الآن
__ لما لا
__ ابدل ملابسى؟
___ انت لست غريب
بالداخل وجد ساره كما عهدها، واقفه إلى جوار مقعد فى ارتباك
القى التحيه وجلس، جلست ساره والوالده.
__تعرفين لما انا هنا؟
__ اجل اعرف
ورفعت الايادى معلنه الفرحه، واصبحت ساره خطيبة لأحمد امام الزفاف بعد اسبوعين

مضى احمد امام فى طريقه ولم يكن اى شيء قادر على إيقافه مدفوع بحماسه لا آخر لها وقبل العرس بيومين تفتحت له أبواب الرزق، اتت التعديلات التى وضعها على اللعبه ثمارها وابدت أحدا المستثمرات رغبتها فى شراء اللعبه بشكل حصرى
وافق احمد امام، كان بحاجه الى المال وكان تعامل مع تلك السيده من قبل ويعرف نزاهتها، وارد ان يكون ذلك هدية زواجه لساره، فأخفى الأمر ولم يصرح به امام اى انسان
استلم  نقود الصفقه واخفاها داخل شقته.





اتفق ان يكون العرس ضيق ولا حاجه لانفاق أموال فى أمور لا فائده منها.
كان كل شيء يمضى بصوره جيده جدا
وقبل العرس بيوم لمح يوسف يتسكع إلى جوار البنايه ويراقبها، وصلت اليه اخبار احمد امام وعرف ان ساره ستكون زوجته
عبرت ساره الشارع ولم توليه اى اهتمام كانت مضطره للتسوق، لكنه ارسل إليها طفل يحمل ورقه
قرأت ساره الورقه. 

اذا رغبتى ان يتم العرس على خير عليك مقابلتى
لم تعرف ساره ما عليها فعله، مادت بها الارض وشعرت ان قدميها لا تحملها

اذا أخبرت احمد امام لن تمضى الأمور على خير، ويوسف لن يترك مكانه دون رد

وشعرت انها محشوره بين اختيارين لا ينبأن بخير، من، حق أحمد امام ان يعرف الحقيقه
وعدم رغبتها فى افساد العرس الذى يجرى على الأبواب

كانت تعرف ان يوسف يتسكع تحت العماره، بدلت ملابسها وهبطت درجات السلم
استقلت سيارة أجره وهى تعرف ان يوسف سيلحق بها
اختارت حديقه عامه ممتلئه بالزوار وجلست على اريكه تحت شجرة فيكس ضخمه

من بعيد لمحته يقترب، نحيل عن آخر مره رأته فيها يكاد يترنح فى سيره، عيونه متورمه ويدين مرتعشتين

نهضت عندما اقترب، لم تسمح له بالجلوس جوراها
ماذا تريد؟ إلى متى لن تتوقف عن إيذاء أخيك؟

أشعل يوسف سيجاره، نقودى نفذت انا على الحديده

___ واحمد امام لا يمتلك شيء، اخذت انت كل نقوده
____ الدائنين ينتظرونى على الأبواب، ليس لدى ما اخسره

___ ماعلاقة ذلك بى انا؟

______ لدى احمد أموال تكفى سد دينى

___كاذب، احمد لا يملك اى نقود الان

____ ابتسم يوسف، اسمحى لى ان ادخل شقة احمد اخى، بعدها لن ترى وجهى مره اخرى اعدك
___ قلت لك لا نقود داخل الشقه

____ يعنى لا توجد مشكله من القاء نظره على الشقه
تعللى بأى شيء، ادعى احمد إلى العشاء، كل ما احتاجه خمسة دقائق
اتركى باب الشقه مفتوح، اعدك ان أرحل فورا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close