أخر الاخبار

رواية نظرة عمياء الفصل الثاني والعشرون22والثالث والعشرون23بقلم زهرة الربيع


 رواية نظرة عمياء 
الفصل الثاني والعشرون22والثالث والعشرون23
بقلم زهرة الربيع


نتكلم..طب مش خايفه اعتدي عليكي تاني.. يا قوة قلبك

قال عثمان هذه الجمله لعلياء بمنتهى السخريه فاخفضت راسها ارضا من الخجل وقالت بدموع
• انا...انا اسفه يا استاذ عثمان اسفه بجد

نظر لها باستفهام وقال ساخرا 
• اسفه...ودي بتعمل كام في الشعر بقى..علشان اشوف هتكفيني مصاريف ولا لا..اصلي عقبال عندك اترفدت...ربنا يبارك لنا في اسفك بقى

نزلت دموعها بشده فهذا ما توقعته وكانت ترجو ان لا يحدث قالت بدموع
• انا..انا مستحيل اسكت متقلقش هكلم العميد و

ضحك عثمان بدهشه من حديثها وقال
• هتكلميه تقوليلو ايه..معلش يا حضرة العميد كنت فاهمه غلط مطلعش عايز يعتدي عليا  انا بس اتلخبط 
اخفضت رأسها خجلا من سخريته وهو قال
•  اسمعي يا مدام علياء
وابتسم ساخرا وعقب قائلا
• ده طبعا لو كنتي مدام لان من الواضح ان ملكيش اي علاقه مع الي بتدعي انو جوزك ده ..مهو برضو مفيش واحد يشوف مراتو في الموقف ده ويسكت زي ما سكت كده...ولكم ماعلينا مش قصتي.. انا حاليا مش طايق اشوف وشك حقيقه يعني مش طايقك فلو تعملي معروف متظهريش قدامي الكام ساعه الي مضطرين نبقى سوا فيهم

قال كده ولسه هيمشي مسكت ايده بسرعه وقالت بدموع
• استني ارجوك
 ومالت لتقبل يده قائله
• ابوس ايدك
ولكن عثمان سحبها مسرعا وهو ينظر اليها بزهول من ما تفعل وقالت علياء بدموع وانهيار
• ارجوك تسامحني غصب عني والله والله غصب عني 

نظر اليها بدهشه ورغم كل شئ ولكن رق قلبه لحالها وقال
• احم..اهدي ..اهدي طيب لو سمحتي اهدي 
كانت تبكي بشده وقالت بدموع
• انا ...انا مكنتش اتمنى ائذيك ابدا..حقك عليا 
وحاولت ان تهدأ قليلا ونظرت يمينا ويسارا تتأكد ان ذاك الشيطان ليس قريبا وقالت
• انا من فتره تعبت وحالتي النفسيه سائت جدا ودخلت مصحه نفسيه قعدت فيها فتره...هديلك اسم المكان تروح تطلع من هناك تقارير عني وانا هكون معاك علشان يوافقو يدهولك ...وقدمهم للعميد ..قولو اني مريضه وان حالتي بتخف وترجع تاني وانا مش هكدبك ...بس ارجوك تحاول تسامحني
بقلم..زهرة الربيع
كان ينظر اليها بصدمه وعيناه تكاد تخرج من مكانها وقال
• انتي بتقولي ايه..انتي عيزاني اتهمك بالجنون..طب ما انتي كده هتخسري وانتي الي هتترفدي

قالت مسرعه
• مش مهم.. مش مهم ابدا المهم متتأذيش بسببي وكمان تحاول تسامحني  ارجوك..حاول 

قالت جملتها وتركته يقف بصدمه من تلك الفتاه ماذا يحدث معها قبل ان تبتعد تبعها وقال
• مدام علياء..لو فيه حاجه عايزه تقوليها هسمعك واكيد هساعدك...تقدري تثقي فيا

ابتسمت علياء ونظرت اليه بامتنان وقالت
• من غير اي حاجه..انا بثق فيك جدا يا دكتور..ربنا يوفقك...الي بطلبو منك بس انك تعمل الي قولتلك عليه بس بسريه متخليش حد يعرف اني قولتلك على موضوع مرضي او على موضوع الملف الي في المصحه

قال باستغراب
• حد..حد زي مين

علياء قالت بسرعه
• اي حد..انت تقدر تبرأ نفسك قدام الطلاب وقدام الجانعه كلها وتقول الي حصل  وتقول اني مريضه...بس ..بس متقولش اني انا الي قولتلك..كأنك دورت ورايا وعرفت لوحدك ..ارجوك..دي مسألة حياه او موت

قالت كلماتها وذهبت مسرعه وهيه تنظر يمينا ويسارا بخوف 
جذب عثمان شعره للوراء بحيره فقد تيقن ان هناك من اجبرها على فعل ما فعلت ولكن من ..فهو لا يعادي احد قط
❈-❈-❈
اما وليد فقد حزم امتعته وحزم امره ايضا على نسيانها فلازالت كلماتها تتكرر في اذنيه لازالت عيناه تشكو من رؤيتها باحضان غيره  تنهد بتعب واخرج حقائبه وكاد يذهب ولكن سمع صوت بكاء وكانت رؤى تبك بشده

ركش اليها وليد وقال بدهشه
• رؤى مالك فيه ايه

بكت اكتر وقالت
•  مفيش حاجه... سبني لوحدي لو سمحت
جلس وليد بجوارها وقال بتعجب
• هو ايه الي مفيش حاجه ...امال بتعيطي ليه 

قالت بدموع 
• انت مش في الدنيا خالص..روح شوف صحابك وصحباتك بيقول  ايه وانت تفهم

استغرب حديثها و قال 
• وانا اروح ليه متقوليلي انتي احسن ما اروح واجي هيه فرهده والسلام

قالت بدموع
• بيتكلمو عن ابيه عثمان بعد الي حصل..وبيقولو كلام وحش جدا

ذادت دهشة وليد فهو كان منشغلا بسما ومراد ولم يرى ما حدث قال
• بيقولو ايه ..وايه هو الي حصل اصلا..يا بنتي ما تفهمني فيه ايه

اخفضت عيناها بخجل وقالت
احم...مرات ابن عمك..اتهمتو انو..احم..انو اتهجم عليها في خيمتها وكان عايز..عايز..انت فاهم بقى

زهل وليد واتسعت عيناه بشده  فمن المستحيل ان يكون ما جاء في خياله قال
• لا مش فاهم ..ومستحيل يكون الي فهمتو...دكتور عثمان..لاطبعا انتي بتقولي ايه  اكيد فيه غلط

بكت اكثر وقالت
• بس محدش قال زيك كده يا وليد كلهم بيقولو عليه كلام وحش وبيتريقو عليه
بقلم..زهرة الربيع
تنهد وليد وقال...  طب اهدي ..اهدي واحكيلي الي فاتني من الاول 
❈-❈-❈
اما تمار فقد جلست على الشاطيئ كعادتها تشعر بضيق في التنفس..وصوت علياء وبكائها لا يفارقون افكارها...فقد ذكرتها بذاك اليوم الذي كانت تستنجد مثلها وتصرخ ولا احد يجيبها ...في مكان مظلم شديد الظلمه تبحث عن قطتها انارت ضوء الفلاش واخذت تبحث عنها حتى شعرت بشخص خلفها ولكن قبل ان تلتفت له حاوطها بذراعيه بقوه فسقط هاتفها ارضا ولم تعد ترى شيئاحاولت دفعه وصرخت كثيرا حتى كادت تفقد صوتها ولكن لاحد يجيب فالجميع مشغول بالاحتفال وصوت الموسيقى عالي جدا ...اخذت  تسبه وتلعنه عله ينطق بحرف واحد كي تميزه ولكن دون جدوى وشعرت بخسارتها حين اوقعها ارضا وانقض عليها كأسد جائع لاتسمع منه سوى اصوات انفاسه اللاهثه

اخذت تركله وتصرخ ولكن ماذا تفعل بجسدها الصغير امام قوته انهمر عليها بالقبلات العنيفه التي كانت كأنها اسواط  تجلدها فلم تتحمل كل هذا وخارت قووها وغابت عن الوعي واذداد الظلام ظلاما تاركه له الحريه ليفعل بها مايشاء بسهوله

فاقت من شرودها على يد تهزها برفق 

فزعت ووقفت تبتعد وهيه تقول
• ابعد عني اياك تلمسني خليك بعيد ابعد.
تنهد قائلا بيأس وحزن
• انا عماد يا تمار 

تنهدت براحه وابتلعت ريقها تتنفس بهدوء فهو لا يزال امانها الوحيد بين كل العالم قالت بجمود
• احم..انت كويس..كنت هاجي اتكلم معاك بس..احم بس قولت اكيد زمانك جمب مراتك في الوقت ده

ابتسم ساخرا وقال
• هيه كويسه..احم..انتي كنتي عيزاني ليه

وضعت يدها على عنقها بحرج وقالت
• لا..لا ابدا بس قولت اطمن عليك بعد الي حصل..يعني اكيد مش سهل الي حصل

ابتسم على برائتها وشعر بنسيم السعاده فهي لاتزال تفكر به وتخاف على مشاعره ...لازالت تشعر مثله فهو ايضا جاء لنفس السبب ليطمأن عليها..لانه يعلم ان هذا الموقف سيذكرها بالماضي المؤلم ...حمحم قائلا

• انا تمام...شكرا على اهتمامك..ا..احم..يلا بينا  علشامن هنمشي خلاص ...تعالي اوصلك العربيه

قبل ان ترد تقدم حازم قائلا
• لا خليك انت انا هوصل تمار روح شوف امراتك اكيد الي حصل مأثر عليها ومحتجاك جمبها

تنهد عماد بضيق منه ثم ابتسم ابتسامه خبيثه وقال
• حاضر  انت تؤمرني  يا حازم

قال هذه الجمله وذهب وتبعه حازم بانظاره وهو يتعجب من طريقته 
❈-❈-❈
بعد قليل صعد الجميع بباص الجامعه ليقضو اخر وقت سويا قبل عودتهم ورجع الحرس الخاص بهم بسياراتهم التي جائو بها

كان عثمان يصعد الباص فقالت فتاه
• مستر عثمان..تعالى اقعد جمبي

ضحك الجميع وقالت اخري
• لا يادودو هو ملوش في السمر تعالى جمبي انا يا مستر 

حزنت علياء بشده  فقد كان صارما جدا لا يجرأ اي طالب على العبث معه 

وتنهد عثمان وقال
• لا شكرا يا منار انا مرتاح هنا..شوفي حد تاني انتي احبابك كتير
ضحكت الفتايات بينما شعرت منار بحرج وظلت صامته

على الطريق كان عماد بجوار علياء وكان حازم يجلس بجوار تمار... وسما بجوار مراد.. ووليد بجوار رؤى وكان ينظر الى سما وومراد وكانو طوال الطريق يضحكون سويا ويتحدثون

قالت رؤى بحزن
• متزعلش...يمكن كده احسن

قال وليد بحزن
• جايز احسن ليها بس اكيد مش احسن ليا
وتنهد بضيق قائلا
• ربنا يهنيها

اما عماد فقد كان ينظر لتمار التي كانت بجانب حازم وكان يساعدها في كل شئ ويتعمد لمسها من حين لاخر كأنه يلمسها بالخطأ .. كان عماد  يراه ويقبض على يده بغيره شديده 

ابتسمت علياء وقالت
• بتحبها من امتى

تنهد عماد وقال
• من وقت ما اعرفت يعني ايه حب

ابتسمت وقالت
• طب وهيه كانت بتحبك كمان

ابتسم عماد ابتسامه جميله وقال
• الحب الي في عيونها هو الي مخليني عايش لحد دلوقتي

ابتسمت قائله...ربنا يجمعكم يا عماد انت تستاهل كل خير
تنهد بحزن قائلا
• ربنا يسعدها..انما يجمعنا دي مبقاش فيها امل
❈-❈-❈
كان الطلاب يمرحون ويضحكون وقالت نفس الفتاه منار  
• خلينا نسلي وقتنا ونلعب يا شباب هنقول كلمه ونلمح عليها والي يعرفها يقول هيه  ايه

تحمس الجميع ووافقو وقالت منار
• كلمه اولها الف واخرها باء وبيهواها استاذ عثمان
ضحك الجميع وقالت الفتاه بجانبها
• اغتصاب 

ضحكو مره ثانيه وتنهد عثمان قائلا في نفسه 
• الصبر من عندك يا رب

حزنت علياء بشده ورؤى ايضا فوقف ووليد قائلا بغضب
• ما بس يابت انتي وهيه كلتو دماغنا احنا في كباريه ولا ايه...وبعدين نلم نفسنا شويه
 ونظر لعلياء باشمئزاز وقال
• مش شرط الي تشوفوه يبقى حقيقه..في ناس كده شغلتها تتبلى على الناس النضيفه علشان توسخهم زيها

اخفضت علياء رأسها حزنا فأمسك عماد يدها ليدعمها

ابتسمت وسط دموعها فتنهد عثمان حين راها تبكي وقال
• شكرا يا وليد..شكرا بجد على ثقتك دي..تقريبا انت الوحيد الي دعمتني
ونظر للطلاب وقال بجديه مخيفه كعادته 
• نجي بقى لحضراتكم طبعا كلكم عرفتو اني هستقيل لما نرجع ...وعلشان كده  واخدين راحتكم ..بس لحد ما نرجع انا لسه المسأول عن الرحله وعندي كل الصلاحيات...فلحد ما نوصل مش عايوز اسمع صوت..يعني محدش يتكلم محدش يلعب محدش يغني واي حد مش هيسمع الكلام هوقف الباص وانزلة هنا في قلب الصحرا
واكمل بنظرة تهديد قائلا
• وطبعا كلكم عارفني كويس ..وعارفين ان الي بقولو بنفذو
صمت الجميع بخوف والتزمو الصمت حتى وصلو القاهره وعاد كل شخص الي منزله
❈-❈-❈
حين وصل ابطالنا الي منزلهم استقبلهم محمد وسهر بفرحه وجلست تمار بجانب عمها الذي كان مشتاق لها وبشده فلطالما كانت المقربه الي قلبه

قبل عماد يد والده بحب بينما ربت الاخر على رأسه بحب وحنان وسلم ايضا على امه واحتضنها

كان الجميع يتحدثون حول الرحله ولكن نظر محمد الى وليد الذي كان صامتا وحزنا جدا وقال 
• الارجوز بتاعنا مالو انهارده حد مزعلو ولا ايه

التفت الجميع لوليد الذي قال بدهشه
• هو لما يقول الارجوز كلو يبصليى انا ليه...شايفني لابس طرطور على العموم كتر خيركو 
وكاد ان يذهب ولكن عماد قال مسرعا
• خليك ياوليد انا عايزكم...عايز الكل يكون موجود

نظر له الجميع باستفهام ووقف عماد وقال
• ثانيه واحده معايا مكالمه مهمه لازم اعملها وهرجع عايزكم ضروري محدش يمشي
بقلم...زهرة الربيع
وابتعد قليلا ليجري مكالمه هاتفيه 

كان وليد يقف في زاويه ووقفت سما بجواره وقالت
• اقدر اعرف انت ليه مش بتكلمني...احم..انت لسه زعلام مني علشان..علسان القلم الي رنتهولك هناك

نظر لها بغضب وقال
• ايه رنتهولك دي..اتكلمي كويس 

ضحكت وقالت
• طب ياسيدي ما تزعلش..حقك عليا.انا..انا عارفه اني غلطت...بس انت عارف اني مبحبش الناس تتكلم عليا وانت فرجت كل الي في الرحله علينا و

ولكن قاطعها وليد وقال مسرعا 
• سما انتي صحيح بتحبيه...بتحبيه زي ما قولتيلو...بجد عندك استعداد تتخطبيلو وتبقى مراتو..هتبقى مرتاحه

نظرت له بتعجب وقالت
• انت كنت تبتتصنت علينا يا وليد

قال وليد سما انا بتكلم جد وحابب اسمع ردك بجد...انتي بتحبي مراد 
❈-❈-❈
توترت سما وكادت ان ترد ولكن رجع عماد و
نظر له محمد وقال
يا ابني فيه ايه..ما تنطق وتخلصنا

وتنهد عماد واقترب من تمار وجلس على ركبته امامها وامسك يدها تحت انظار الجميع 

تعجبت تمار من ما فعل وارتبكت بشده وقال عماد  بدموع
تمار ...حابب اقولك الي في قلبي من زمان قوي...انا  من اول ... من اول ما كبرت...وابتدى قلبي يدق...مدقش غير ليكي انتي...وعمرو ما دق لاي واحده وهيبطل يدق قبل ما يعملها

نظر له الجميع  بزهول اتسعت عيون تمار بزهول من ما تسمعه

اما حازم فقد صك على اسنانه بغضب شديد
بينما تابع عماد حديثه قائلا بدموع
• اتمنيتك طول حياتي..واتمنيت لو..لو قدرت اقولك...رغم اني عارف انك بتبادليني نفس المشاعر بس كنت اهبل..ومكنتش اقدر اتكلم...مقدرتش ابدا اقولك اني عشقتك يا بنت عمي وعمري ما عرفت احب غيرك

انسابت دموعها على وجنتيها  وهيه تنظر اليه بدهشه وكادت ان تتكلم ولكن اوقفها قائلا
• انا مش متجوز...وعلياء مش مراني...مستحيل يبقالي زوجه غيرك...حتى لو هعيش عمري وحيد
بقلم..زهرة الربيع
هنا كانت صدمه الجميع  خاصة والده كاد يجن جنونه  

اما تمار كان قلبها يضرب بشده يكاد يخرج من بين ضلوعها وقالت...انت...انت بتقول ايه...طب..طب ليه..ليه عملت كده وليه طلقتني ليه

نظر لها وامتلأت عيونه بالدموع ولم يقوى على الكلام ابدا ولكن نظر لحازم الذي كاد يقتله ونظر له بغضب وتهديد مع رجاء ان لا يتحدث ولكن عماد رمقه بنظرة خبيثه فيما تعني انتهى دورك وسنحرق سويا 

نظر له الجميع بترقب ينتظرون اجابته فوقف وأغمض عينيه واستجمع كل ما اوتي من قوه وقال بصوت مرتعش 
• علشان انا..انا مستاهلكش...وعلشان انا حيوان..وحقير..وندل...علشان انا جبان اوي يا تمار

تمار نظرت له بتعجب بينما هزت سما رأسها يمينا ويسارا بخوف تحاول منعه و ولكن قال بدموع وصوته بالكاد يسمع 
• تمار انا...انا الي كنت...انا الي كنت معاكي في المخزن...وانا الي اعتديت عليكي يا تمار 



الفصل الثالث والعشرون 


انا ياتمار الي اعتديت عليكي...انا عارف ان دلوقتي بخسرك للأبد..وان مفيش فايده من كلمة اسف او سامحيني ..سواء ليكي او لاي حد هنا 

كان الجميع في حالة زهول شديده.. والدته لطمت بقوه واخذت تلطم نفسها عدة لطمات وهيه تقول...لا...لا يا نهار اسود يا نهار اسود..ركضت اليها سما تمنعها من ما تفعل.. ووليد كان ينظر لما يحدث بصدمه اما محمد فقد تجمد مكانه مثل التمثال لم يتحرك ولم ينطق

اما حازم فقد كان مثل الذي انسكب عليه ماء بارد بفصل الشتاء وضع يده على رأسه وجلس بيأس وزهول يكاد يجن من فعلت عماد

اما الصدمه الاكبر فقد كانت من نصيب تمار التي وقفت وقدماها ترتعش ودموعها تتساقط وكل انش بها يرتعد من ما سمعت ابتلعت ريقها وكأنها تبتلع الاشواك وقالت بصوت بالكاد يسمع
بقلم..زهرة الربيع
• انا...انا مش مصدقاك...ومش هصدق..مهو..مهو انت صحيح  طلقتني ..واتجوزت عليا وعملت كتير يزعلني...وتمام..تمام انا...انا زعلت منك بس..بس لا انت.. انت فضلت ابن عمي ..و..وحبيبي..وقلبي.. الي عمره..عمره ما اذاني...مستحيل..مستحيل اصدق ..انت متعملهاش..متعلهاش... مش انت اكيد اكيد
 واخذت تدور في المكان بصدمه  وهيه تقول
• سكتو ليه يا جماعه..اتكلمو مفيش حاجه..ميعملهاش انا بقولكم اهوه..حتى لو قال كده..بس لا لا ميعملهاش...انا ...طب..طب انا مش هصدقك ايه رايك بقى مش هصدقك انت كداب ...انا اصدق اي حاجه الا كده
 وارتعد صوتها بشده ودموعها اذدادت واقتربت منه تهزه قائله
• متسكتش كده..قول انك بتهزر...قول انا..انا مستحيل اعمل فيكي كده..انا..انا اتقتلت يا عماد...واتعميت..اتعميت بسبب الشخص ده..مستحيبل تكون انت

ولكن عماد كان يضع رأسه ارضا ودموعه تتساقط بغزاره ولا يستطيع النظر اليها ويبكى بقوه 

ابتعدت عنه حين سمعت صوت بكائه المكتوم  وصرخت بقوه قائله...لا...لا مستحيل...ووقعت ارضا وركض الجميع اليها وهيه تصرخ قائله..لو انت ابقى انا انتهيت..انتهيت يا عماد...لاااا...لاااا انا جيه في بالي كل الناس الا انت..الا  انت وانبي لااااااا

كانت سهر تحتضنها وتبكي وسما ايضا بينما كان يقف محمد مثل ما هو لا يحرك ساكنا..وعماد كان يشعر ان  الارض تدور به من ما يحدث امامه فقد حطم الجميع ..فقد خسر كل عائلته قال بدمو
• انا..انا اتصلت بالبوليس...زمانو جاي...انا خلاص هعترف بكل حاجه
هنا سهر وقفت وهيه تبكي قائله..انت بتقول ايه لا لا  

وكادت تقترب منه ولكن محمد امسك يدها بقوه قائلا بجمود
• سبيه..ده مكانو الحقيقي..احنا كان عندنا ولد..ومات..استعوضي ربنا فيه

بكى عماد بقوه وامه ايضا واخذت تترجاهم قائله
• لا لا وانبي يا محمد لا...وانبي تسبوه بلاش تسامحوه بس متحبسهوش وانبي

لكن محمد قال بجمود 
• الي هيقف معاه ..هيبقى زيو ...ملوش مكان هنا

كانت تمار ترتعش وتضم قدماها اليها وهيه تبكي بانهيار شديد حالتها كانت صعبه جدا اسوء من اول يوم علمت فيه ما حدث لها ..كانت اسوء من اي يوم مر بها

كانت سما تحتضنها بقوه وتحاول تهدأتها وقالت بصوت عالي اطلب الدكتوره بسرعه يا وليد

ركض وليد يخبر الطبيبه بينما كان عماد ينظر اليها بدموع والم يتمنى ان يذهب اليها ويضمها ويهدأها لكن كيف وهو الجاني 
بقلم..زهرة الربيع
نظر له حازم بغضب رهيب فقد افسد كل خطته من بدايتها لنهايتها باعترافه لها...فلقد احرق كرته الرابح الذي كان يهدده به وينفذ كل مطالبه لاجله

سمع الجميع صوت سيارة الشرطه ونظر عماد لتمار بدموع وابتسم وسط دموعه قائلا
• ربنا ياخدلك حقك مني يا تمار...ربنا ينتقم مني...ومشوفش النور ابدا تاني زي ما حرمتك منو

قال كلماته بمنتهى الالم ودخلت الشرطه ووضعو الاصفاد في يديه واخذوه معهم وقفت تمار حين سمعت خطواتهم وصوت الاصفاد وكاد قلبها يخرج من بين ضلوعها رغم كل ما يحدث تتمنى ان توقفهم لا تريده ان يسجن ...لم تتحمل كل هذا الاضطراب وكل هذا الالم ووقعت على الارض مغشى عليها

صرخت اختها باسمها ونظر عماد اليها وهم يأخذوه وقدماه لاتريد الابتعاد واخذوه بصعوبه وهو ينظر اليها ملقاه على الارض

ركضت علياء ورائه قائلا
• متخافش يا عماد انت عملت الصح وانا مش هسيبك وهقوملك محامي و..

قاطعها قائلا وهو يصعد الي سيارة الشرطه
• اوعي يا علياء اوعي انا استاهل العقاب واكتر من كده..انا مستحيل اقف ضد تمار في المحاكم

ذهبت سيارة الشرطه.. واوقفت علياء سيارة اجرة وتبعته
❈-❈-❈
في فيلا الوزان كان الجميع حول تمار يقفون بقلق عليها وخرجت الطبيبه قائله
• حالت انهيار حاد...انا شايفه انها تروح المستشفى و

قاطعها محمد قائلا
• سبق وقلت لحضرتك اني مش هدخلها مستشفيات..زي ما خفت الاول هتخف تاني...ارجوكي يا دكتوره اتصرفي وميهمكيش اي مبلغ

تنهدت قائله 
• طيب..طيب ..مبدأيا لازم تاخد الادويه دي علشان تهدى شويه وعلشان تعرف تنام..وهترجع علاجها الي وقفناه يعني بمعني اصح هنرجع من الصفر
❈-❈-❈
اما عماد فقد خرج من غرفة التحقيقات بعد ان اعترف بفعلته وامر بترحيله الي النيابه

كانت علياء تنتظره بالخارج وتقدمت عليه قائله
• متقلش ياعماد ربنا هيكون معانا باذن الله

ابتسم قائلا
• شكرا ياعلباء ..تقدري تروحي خلاص ..انا مش هدافع عن نفسي ابدا...ده حق تمار وانا هاخدو ..روحي انتي وحاولي توصلي لاخوكي..كده خلاص حازم مبقاش محتاجك معاه ولو حب يستفزك تاني هدديه انك هتحكي لعمي عنو وعن تهديدو لينا  ..انا مرضتش اقولو انو عارف كل حاجه وبيستغل تمار علشان انتي تقدري ترجعي اخوكي  هدديه انو لو مسابهوش  هتتكلمي

ولكن قبل ان ترد سحبه الضابط قائلا
• يلا يا اخويا انت هترغي كتير

ذهب عماد معه وهو يقول بصوت عالي...قوليلو انك هتقولي لعمي ..ماشي 

ذهب عن انظارها وجلست تبكي بقوه على هذا المسكين
❈-❈-❈
في البيت فتحت تمار عيونها التي لاقيمة لهم بالنسبة لها اما للمحيطين حولها فقد كانت مفيده وجعلتهم يدركون انها عادت لوعيها

تبسم محمد قائلا
• تمار يا بنتي انتي كويسه

نظرت له بدموع وقالت
• انا بخير يا عمي

هنا تنفس براحه شديده فقد تكلمت عكس المره السابقه...التي فقدت بها النطق لاسابيع

قالت تمار بدموع
• سما هنا
بقلم...زهرة الربيع
ردت سما بحزن وقالت
• ايوه يا حببتي انا هنا.
ابتسمت بدموع قائله
• ليه كدبتي يا سما..ليه قولتيلي انو مكانش في الخيمه..انا..انا كنت متأكده..انا مش محتاجه عيوني علشان اعرف بوجوده

بكت سما وقالت بدموع 
• والله يا حببتي انا كنت هقولك وهو فضل يبصلي ويمنعني اتكلم قولت افهم منو واقولك الي حصل...بس..بس اعترفلي بالي عملو وجريت عليكي فورا علشان احكيلك بس خلى رجالتو خطفوني
نظرت اليها بزهول وقال محمد بدموع
• انتي بتقولي ايه..رجالة مين..عماد خطفك

سما قالت بدموع
•  ايوه يا عمي...يومها اختفيت في الرحله حتى اسأل وليد هما دورو عليا كتير

قال وليد بسرعه
• معاها حق اختفت ودورنا عليها بس ملقنهاش
قالت سما ببكاء
• هددوني اني لو حكيت هيقتلك...وزي...زي ما زقك من على السلم وعماكي يقدر يقتلك بسهوله

قالت بدهشه
• زقني..هو مين الي زقني انا وقعت لوحدي

قالت سما بدموع
• انا كنت فاكره زيك كده بس رجالتو قالو انو هو زقك علشان كده وقعتي... غصب عني سكت يا حببتي سامحيني خفت عليكي والله
قال محمد بزهول
• انا مش مصدق هو هو الي بتتكلمو عليه ده عماد..عماد ابني ..ده انا..ده انا كنت فاكر نفسي ربيت..وان تربيتو احسن تربيه..ازاي..ازاي كده

نزلت دموع تمار بشده وخرج محمد قائلا بدموع
• انا هطلع اشم هوا
تنهدت تمار بدموع وقالت
• وانا حابه اقعد لوحدي..ممكن..ممكن تسبوني

تنهدو بحزن وخرجو وظلت سما امام غرفة اختها جلست على الارض وهيه تبكي بشده

جلس وليد بجوارها ونظر اليها بدموع فاحتضنته وهيه تبكي بقوه وقالت
• اختي يا وليد كسر قلبها..هيه مكانتس ناقصه ابدا 

تساقطت دموعه لحزنها وقال بدموع
• خليكي قويه علشان تقوي بيكي مينفعش نضعف دلوقتي..هيه محتجانا..ماشي يا قلبي اهدي
ابتعدت عنه قائله
• بحرج..احم...شكرا يا وليد

قال وليد بمرح زائف ليخرجها من ما هيه فيه 
وهو يشدها لحضنه مره ثانيه
• بس برضو مفيش مانع تطلعي الي جواكي...ارمي على كتفي الكتف ده شيال

ابتعدت عنه وضحكت بخفه وقالت
• مفيش فايده فيك ابدا
كاد يرد ولكن جائتها مكالمه نظرت للرقم واجابت قائله
• ايوه يا مراد

وقف وليد وقد تغيرت معالم وجهه واكملت سما قائله ببكاء
•  فيه حجات كتيره حصلت و انا محتجالك جمبي قوي يا مراد  انت فين

وصمتت قليلا لتسمعه ثم قالت بحزن
• في الشغل..لا..لا ابدا انا..انا تمام...احكيلك لما ترجع 
ابتعد وليد وتركها تحادثه وقلبه يتقطع
❈-❈-❈
اما علياء  وصلت شقتها وجائتها مكالمه وردت بحزن قائله
• الو
فجأئها صوت عثمان قائلا
ايوه يا دكتوره انا جبت الملف...وقالولي انك كلمتيهم  وعلشان كده وافقو يدهولي...بكلمك علشان اسألك..انتي متأكده من الي هنعمله ده...يعني اقدمو للعميد..انتي كده هتخسري شغلك

ابتسمت بدموع وهيه تنظر للبيت الذي اصبحت وحيده فيه وقالت
• متأكده يا دكتور ..انا هتصرف في شغل تاني..انت برأ نفسك بس اهم حاجه زي ما قولتلك...محدش يعرف اني ساعدتك في الموضوع ده
اغلقت الهاتف وجلست بحزن شدبد
❈-❈-❈
اما حازم فقد كان يدور في غرفته ذهابا وايابا بغضب شديد...كيف فاجأه بهذا الشكل كيف لم يلاحظ انه سيعترف بكل شيئ...لقد خسر كل خطته ام يعد يمسك عليه شيئا...ربا يعود يوما ما ويتصالح معها...كل ما فكر بالامر يذداد غضبا

جائته رساله صوتيه على هاتفه وسمعها واستشاط غضبا فقد كان تسجيل لمكالمه علياء وعثمان تلك المسكينه لاتعلم انه يتنصت على هاتفها

احتدت عيناه بغضب مرعب وكاد يكسر الهاتف ولكن ابتسم بخبث وبعث رساله لشخص ما وكتب
• الشاب الي عندكم قد ما يعوز ادولو..سبوه يتعاطى قد ما هو عايز ومن اي نوع 

مر اسبوع وعلياء تحادث حازم ولا يرد على اتصالاتها ابدا تريد ان تطبق خطة عماد وتخرج اخاها لاكنها لم تصل اليه ابدا فقد حظر اتصالاتها كما انه لم يخرج طوال الاسبوع 
بقلم...زهرة الربيع
وتمار كانت على نفس حالتها تبكي طوال النهار واحيانا تدخل بحاله من البكاء الهستيري او الانهيار العصبي

حتى جاء يوم محاكمه عماد الاولى
وذهبت كل عائلته ليحضرو محاكمته حتى تمار اصرت على الذهاب واخبرتهم انها تريد  ان تسمع الحكم عليه

جاء العسكري ومعه عماد ووضعه خلف قفص الاتهام وكانت حالته سيئه جدا يبدو عليه انه لم يأكل ابدا وعيناه بلون الدم ويبدو اليأس على ملامحه..انفجرت والدته بالبكاء وركضت اليه تمسك بيده وتقبلها بدموع وهو ايضا ..بينما نظر له والده بشوق ودموع ولكن من بعيد ولم بذهب اليه

نظر عماد لتمار التي كانت تجلس ودموعها على وجهها كم تمنت لو تراه ليس لانها تريد ان تنتقم من مثلما اخبرت الجميع  بل لانها تشتاق اليه بشده

ابتسم عماد  حين رأها ..وكانت علياء تقف بجانب القفص بحزن وتدعو  له فهي لاتملك شيئا اخر بعد ان رفض كل المدافعين

بدأت الجلسه ولكن قبل النطق بالحكم حدثت مفاجأه هزت ارجاء المحكمه


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close