أخر الاخبار

رواية مزيج العشق الفصل الخامس والثلاثون35والسادس والثلاثون36بقلم نورهان محسن

رواية مزيج العشق الفصل الخامس والثلاثون35والسادس والثلاثون36بقلم نورهان محسن


 ( سوء فهم ) مزيج العشق


أسوء مسافة بين شخصين هي سوء الفهم...!!!



في غرفة زين وروان

ابتلعت روان بتوتر ، وشعرت بألم خفيف في معدتها ، وسألت بتردد : و حسيت بإيه لما شوفتها؟

رد زين بصدق مليء بالعاطفة ، وهو ينظر في عينيها البريئة : حسيت ان ربنا راضي عني و بيحبني عشان رزقني بزوجة زيك وبحمد ربنا انه خلاني امر بالتجربة دي .. عشان اعرف قيمتك انتي دلوقتي و اعرف قد ايه انا بحبك يا روان

إلتمعت الدموع في عينيها ، وتهدجت نبرة صوتها من فرط تأثيرها بكلماته الجميلة : بجد يا زين

اومأ زين اليها قائلا بترقب : روان عايز اعرف انتي مسمحاني علي اللي فات و لا لسه شايلة جواكي مني

شعر قلبها بالراحة بسبب حديثه اللطيف ، لذا عادت إلى أسلوبها المشاكس مرة أخرى وتظاهرت بالتفكير : اديني شوية وقت افكر و رد عليك

زين بحب : عمري كله تحت امرك و ملكك

غمغمت روان بشرود في ملامحه التي تعشقها وتحافظها مثل اسمها : طب انا لو حابة اعاقبك هقدر ازاي بعد كلامك الحلو و تصرفاتك دي قلبي مايطوعنيش .. 

ثم وضعت يدها على ذقنه المنمقة و أستطردت بصوت هامس : زين انت حب طفولتي و مرهقتي وشبابي وعمري كله .. عارفة ان جوازنا كان تقليدي .. و صدقني ماكنتش منتظرة منك كتير بس كان عندي امل في ربنا انك تحس بيا و تديني فرصة .. اوريك قد ايه انا بحبك بجد .. انا مسمحاك والله 

ضمها زين بين ذراعيه قائلاً بهمس حاني : بحبك اوي يا روان و مش عايز غيرك و بشكر ربنا و بحمده علي انه كرمني بإنسانه قلبها حنين وبتقدر تسامح و روحها حلوة و اجمل وحدة في عينيا أنا مش بحبك بس انا بتنفسك

همست روان وعيناها مغمضتان داخل احضانه الدافئة التي بالنسبة لها تمثل النعيم بحد ذاته : و انا بعشقك يا زين اكتر من كل حاجة في الدنيا

قبل زين جبينها بحب قائلا بهدوء : قلبي انتي تعالي ننام شوية قبل ميعاد العشاء 

روان بخجل : هنام كدا اصبر البس حاجة بس

همس بنبرة تملُّك ، ولفها جيدًا في أغطية السرير بين ذراعيه : و انتي في حضني ماتقوميش لأي سبب 

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في مكان اول مرة نذهب اليه 

داخل شقة في احدي الاماكن الراقية 

نادين تستلقي براحة بين ذراعي قاسم ، وهي تعبث  صدره بعد عاصفة 
 من الأفعال المحرمة.

قبل قاسم وجنتها بعمق قائلا بإبتسامة : كنتي وحشاني بشكل فظيع يا حبي

همست بغنج : انت اكتر يا قلبي

قاسم بلهفة : اخيرا قدرت اشوفك ليه كنتي غايبة عني كل الفترة دي

نادين بتبرير : ما انا قولتلك في التليفون العين مفتحة عليا جامد من يوم ما اتجوز البيه و انا مستحيل اعمل حاجة تخليه يشك فيا .. دا انا لما بجيلك كدا بلف كتير قبلها بالعربية .. عشان اتأكد انه مش مخلي حد ماشي ورايا

قاسم بخبث : برافو عليكي بحب فيكي ذكائك يا روحي

نادين بنظرة مغرية قائلة بهمس انثوي : ذكائي بس اللي بتحبه

عض علي شفتيه قائلا بوله : كل حاجة فيكي بعشقها

نادين اعتدلت في نومها وقد أشبع غرورها بكلماته ، لتقول بجدية : لازم ابقي حريصة طول الوقت و اتوقع كل حاجة .. ادهم مش سهل لو حب يعرف انا بروح فين هيعرف 

قاسم بإستفهام : طب ازاي جيتي و انتي قلقانه كدا

ردت نادين بخفوت : عشان سافر الصبح وهيغيب كام يوم مافيش في القصر غير امه وانا بس

نظر قاسم بجرأة إلى جسدها  ، وقال بشغف : يعني ينفع تباتي معايا انهاردة

هزت نادين رأسها وقالت برفض على الفور : لا طبعا ماينفعش ابات برا هتكشف علي طول يا حبيبي .. ممكن نشوف بعض كل يوم لحد مايرجع .. و بعدين انت ماقولتليش ليه خليتنا نقابل هنا ؟!

قاسم بنبرة خبيثة لم تدركها نادين تحمل بين طياتها الكثير من المؤامرات : دي شقة واحد صحبي اخدت مفاتيحها منه .. ماكنش ينفع نتقابل في شقتي اختي قاعدة عندي اليومين دول و انا ماصدقت انك قولتي انك جاية كان لازم اتصرف بسرعة

استندت عليه وهي تقبل شفتيه بخفة ، قائلة بدلع انثوي : بحبك 

ومضت عيون قاسم بشكل خبيث وهو يرفع الغطاء عليهما : و انا بموت فيكي 

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

مساءا في منزل الحج عبدالرحمن 

يجلس الجميع حول المائدة ، ويأكلون العشاء في أجواء مليئة بالسعادة والسرور

حياة بتساءل : فين مامتك يا كارمن؟

كارمن بهدوء : طلعت اشوفها من شوية لاقيتها نايمة محبتش ازعجها اكيد تعبانه من مشوار السفر

حياة ببشاشة : ماشي حبيبتي انا هبقي اطلع اطمن عليها يمكن تصحي و تجوع بليل

الحج عبد الرحمن بحنان : كلي يا بنتي انتي مكسوفه و لا ايه

كارمن برقة : لا يا جدي والله باكل اهو

حياة بتأنيب : قولها يا ادهم يا ولدي تتغذي كويس .. انتي نحيفة اوي يا حبيبتي

ابتسم ادهم بمكر : اصلها خايفة جسمها يتخن و أبص برا

ضحكوا جميعًا ، لكنها نظرت إليه بتوعد.

بدر بهدوء : لالا ادهم ولد اصول مايعملش كدا

تحدث ادهم برزانة : تسلم يارب من اصلك الطيب

الحج عبد الرحمن بإبتسامة : الحمدلله انا دلوقتي مطمن اني هسيبك في عصمة راجل جدع و معدنه اصيل

ابتسم ادهم بإحترام : الله يخليك و يبارك في عمرك يا جدي

كارمن : ربنا يديك طولة العمر يا جدو

الحج عبد الرحمن : تسلم يا ولدي و تعيشي يا قلب جدو

صرخت روان مصدومة : خياااانه .. انت بتتغزل في وحدة غيري يا جدي دي اخرتها

انفجر الجميع ضاحكين على تلك الفتاة المجنونة التي دلفت مثل صاروخ الي غرفة الطعام مع زوجها.

حنان بتوبيخ : يا بنتي اعقلي ايه اللي بتقوليه دا؟

نظر زين إلى السقف مغمغمًا بمزاح : مفيش فايدة قدري ياربي و رضيت به

روان بهمس متواعد : قدرك ماشي خليك فاكرها

أشار بدر اليها وقال : تعالي سلمي يا روان علي بنت عمك

نهضت كارمن مبتسمة ، وانتظرت روان التي وقفت امامها و هتفت بإعجاب : ايه العيون الزرقه القمر دي ماشاء الله انتي حلوة اوي انا روان

اتسعت ابتسامة كارمن لتلك المرحة ذات القامة الطويلة عنها قليلاً ، ثم رفعت وجهها اليها لتقبيل خديها قائلةً بحبور : انتي احلي حبيبتي تسلمي .. ما انا عارفه بسمع عنك من وقت ماجيت وكان نفسي اشوفك

دعتهم حياة قائلة بهدوء : لا سلام علي طعام .. اقعدو يا ولاد يلا عشان تكملو اكل و بعدين اتكلمو زي ما انتو عايزين

وهكذا مر اليوم بسعادة غامرة في القلوب وراحة طغت على مشاعر الجميع ، بعدما كانت بدايته مليئة بالفوضى والقلق والحزن والشجار.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

كانت تمشي حافية القدمين على شاطئ البحر الذي تحبه كثيرا، وتفكر بعقل شارد ، لكن شيئًا ما لفت انتباهها جعل عينيها تتسعان بدهشة ، وهي تراه على بعد أمتار قليلة منها.

يجلس عمر على الرمال ، وكالعادة التي يحب فعلها دائما يرسم على الرمال.

لم تصدق أنه موجودًا أمام عينيها ، وكانت تخشى أن يكون مجرد طيف وسيختفي ، فركضت إليه وصرخت باسمه ، وعندما وصلت إليه كان يحدق بها، فوقفت تلهث في مكانها من الركض.

عمر بإبتسامته العذبة : قربي ماتخافيش يا كارمن اقعدي جنبي

جلست كارمن على الرمال بجانبه ، تاركة مسافة بينهما ، مضطربة قليلاً من آثار المفاجأة ، ثم همست بصدق : وحشتني و كان نفسي اشوفك يا عمر

عمر بمحبة : وانتو كمان كلكو وحشتوني و ملك وحشتني اوي

كارمن بإبتسامة : طمني عليك

قال عمر بتنهيدة وهو ينظر إلي البحر : انا كويس اوي و مبسوط بس ناقصني وجودكم معايا .. لكن انا مطمن عشان انتي مش لوحدك دلوقتي و مابقتيش خايفة زي الاول

نظرت كارمن إليه قائلة بإستفهام : ليه عملت كدا يا عمر ليه؟

قال عمر بنبرة حزينة يكتنفها الغموض : بكرا هتعرفي بس انتي حبيتي ادهم .. مش هنكر ان دا بيوجعني بس هتكون انانية مني لو هنبسط بوحدتك سنين عمرك الجاية وانتي عايشة علي ذكري زوج ميت كنتي متعودة علي وجوده في حياتك بس محبتهوش

خفضت عينيها وقالت بدموع : سامحني يا عمر لو خذلتك بس دا مش بإيدي .. حاولت امنع نفسي بس انا ماقدتش محبوش

عمر بإبتسامة حنونه : انتي محبتيش غيره يا كارمن وانا مرتاح ان ادهم معاكم هو هيعرف يحميكم احسن مني ومن اي حد .. اهم حاجة بنتي خدي بالك منها واحكيلها عني وفكريها بيا دايما 

ثم قال مردفًا : خدي حذرك من الثعابين اللي بدأت تخرج من جحورها و مش ناوية الا علي كل شر ليكم

لم تستطع فهم ما قاله لها ، ثم بعد برهة رأت عمر فجأة يختفي من أمامها ، ولم يعد له أثر.  

في غمضة عين ، وجدت نفسها في مكان مختلف تمامًا

تقف في وسط حديقة واسعة جدًا مليئة بالنباتات الخضراء والورود الملونة والأشجار ، ثم رأت أدهم وملك يضحكان ويلتفان حولها وهما يلعبان بمرح. 

لم تستطع أن تكتم ضحكتها علي منظرهما معًا ، لكن ابتسامتها اختفت عندما رأت الورود والنبات الأخضر يذبل ، وظهرت العديد من الثعابين من الأرض ملتفة حول أقدامهم.

★★★

فزعت من نومها وهي تطلق صرخة تشق حلقها ، لكنها كتمتها بسرعة حتي لا تقلق الصغيرة وزوجها النائمين بجوارها.

جلست متكئة على مرفقيها وتلهث بشدة وتصبب وجهها عرقا ، تتذكر أحداث ذلك الحلم الذي تحول إلى كابوس مروّع هشم قلبها.

نظرت إلى ملك تلقائيا ، ثم انحنت وقبلت يدها الصغيرة حنان ، ودموعها تنهمر على خديها في خوف.

ضمتها إلي صدرها وهي تغطيها جيدًا ، وأمسكت بيد أدهم الغافي بهدوء وهي ترتجف ، ثم رددت بصمت بعض الآيات القرآنية لطمأنة روحها وحاولت العودة للنوم مرة أخرى ، لأن الوقت كان لا يزال مبكرا.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

صباح يوم جديد

في غرفة زين و روان

كانت روان تململ في نومها ، وهي تمسح بأناملها على خدها ، ثم بعد برهة تعود مرة أخرى منزعجة من تلك اللمسات الخفيفة التي تمشي على وجهها.

غمغمت روان مستاءة ، وهي تفتح جفنيها بتكاسل ونعاس ، لاستكشاف ذلك الشيء المزعج الذي يؤرق نومها الهادئ.

اصطدمت عيناها البندقية مباشرة مع عسليته اللامعة ، التي كانت تحدق بها بحب ، وابتسامة احتلت فمه حيث تمكن من إيقاظها أخيرًا.

قبل زين وجنتها الناعمة ، وقال بصوته الأجش : صباحية مباركة يا عروستي

لانت تعبيرات وجهها بإبتسامة خجولة ، ثمّ همست ببحة مغرية من آثار النوم أرهقت قلبه كثيرا : الله يباركلي فيك يا قلب العروسة و روحها

دفن زين رأسه في تجاويف رقبتها ، يستنشق شذاها الطيب ، يهمس بأنفاس ساخنة تلفح عنقها : اااااخ من دلعك للي هيكون سبب رئيسي في ان قلبي يقف نبضه

حاولت روان النهوض قائلة بإرتعاب : يا ساتر يارب بعد الشر عليك .. ايه الكلام الفظيع اللي بتقوله علي الصبح دا؟

وضع زين إصبعه على فمها وقال في نفس الهمس المثير : اسكتي ماتبوظيش اللحظة الرومانسية دي وبعدين في حل واحد يرجع قلبي يشتغل تاني

ضحكت روان متمتمة بخفوت : وايه هو بقي يا دكتور ؟

حدق في شفتيها الشهية بنظرة غامضة ، ثم إقترب فجأة وسرق منها قبلة خاطفة ، ثم عاد يحدق في ملامحها بحب قائلا بصوت مبحوح : كدا قلبي رجع يدق من تاني 

احمر خديها أكثر ، قائلة بتلعثم : وسع بقي .. عايزة اخد دوش وانزل اشوف بنت عمي .. مش هروح الجامعة انهاردة عشان مالحقتش اقعد معاها امبارح

ضحك زين متمتمًا في سخط : انا بدأت اغير منها هي هتاخدك مني من اولها كدا

أمسكت وجهه بين راحة يدها الصغيرة قائلة بدلال ممزوج بالحنان ، وهي تلامس طرف أنفه بأنفها : يا قلبي هي شوية و هترجع بيتها وهفضل ليك لوحدك خالص

زين بإبتسامة جانبية : بتثبتيني يا لمضة ماشي يلا قومي

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في الاسفل

بعد أن تناولوا الفطور ، وقاموا من على طاولة الطعام ، حاولت كارمن الإمساك بالأطباق لمساعدة عمتها ، لكن حياة صاحت عليها قائلة : سيبي يا حبيبتي اللي في ايدك مايصحش 

كارمن بضحكة صغيرة : عادي يا عمتو بساعدك 

حياة بإستفهام : طيب يا قلبي .. امك فين دي من امبارح ماكلتش لما طلعتلها لاقيت صنية الاكل كيف ما هي

كارمن بحيرة : والله ماعرف ايه اللي جرالها حاولت معها من شوية عشان تنزل تفطر كمان بس مش قادرة 

حياة ببشاشة : خلاص يا حبيبتي انا هحضرلها فطار و اخليها تاكلو من ايدي

كارمن بإبتسامة : تسلمي يا عمتي تعبينك معانا

حياة بود : تعبكم راحة يا ست البنات معرفش فين البت روان اتأخرت في النزول ليه هي كمان!!

★★★

صعدت كارمن إلى الطابق العلوي ، راغبة في معرفة ما حدث لوالدتها ، فعندما ذهبت إليها قبل الإفطار ، كان أدهم معها فلم تفهم منها شيئًا.

وجدت شخصًا ظهر في وجهها دون سابق إنذار.

...: قفشتك 

أطلقت كارمن صرخة الذعر مما حدث قائلةً بخوف : خضتيني يا روان اخس عليكي

روان بشقاوة : سلامته الجميل من الخضة

كارمن بخفوت : بكاشة اوي

ضحكت روان بخفة لتقول بمرح : بنت حلال كنت لسه بدور عليكي عشان استفرد بيكي و نرغي شوية

راقت الفكرة لكارمن التي قالت بإبتسامة : ومالو نرغي تعالي نقعد في اوضتي 

روان بفرح : يلا بينا

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في المطبخ

دخلت حنان المطبخ ورأت حياة منشغلة بما في يديها ، كانت حياة تدير ظهرها نحوها ولم تراها تدخل.

سعلت حنان قليلا لكي تلفت انتباها قائلة بهدوء : انتي لسه واخدة علي خاطرك مني يا حياة 

لاحظتها حياة لكنها تجاهلتها ولم ترد عليها.

اقتربت منها حنان وربت على كتفها بلطف ، وقالت بضيق : خلاص ياستي ماتزعليش مني كانت ساعة شيطان و راحت لحالها

نظرت إليها حياة بنظرة عابرة قائلة بهدوء : دايما بقول عنك عاقلة .. معرفش انك كبرتي و عقلك خف منك يا حنان

فركت حنان يديها بتوتر ، وبررت بنبرة خافتة : بصراحة ماقدرتش امسك نفسي لما شوفت جمالها .. مش بإيدي انتي عارفة بحب اخوكي و هفضل دايما اغار عليه

ضحكت حياة بسخرية وهتفت : اطمني يا اختي الست فوق راقدة متسطحة و تعبانه عينك جابتها الارض 

خبطت حنان على صدرها ، وهي تشهق هلعًا ، وعيناها كادت أن تبرز من مقل عينيها وقالت بفزع : يا خرابي انتي بتكلمي بجد مالها الولية

حياة بحزن : من ساعة ما كانت مع ابوي معرفش ايه اللي جرالها شكلها اتأثرت بالكلام عن محمد الله يرحمه 

شعرت حنان بالخجل من نفسها قائلة بندم : واضح كدا انها كانت بتحبه اوي واني ظلمتها بظنوني .. الله يسامحني شكلي حسدتها فعلا 

ثم اردفت بفضول : انتي بتعملي ايه؟

حياة بإختصار : زي ما انتي شايفه اكل خفيف ليها الست ما اكلتش حاجة من امبارح

ذهبت حنان إلى الصينية التي عليها الطعام وشرعت في حملها : طيب سيبيه و انا هطلعهولها

حياة بشك : حنان

حنان بهدوء : والله ما فيش في قلبي حاجة نحيتها يا حياة خلاص بقي كفياكي عاد .. عايزة اعتذرلها عن تكشيرتي في وشها امبارح و اطمن عليها وافتح معاها صفحة جديدة

تنهدت حياة بابتسامة : ايوه كدا دي حنان خيتي ام قلب ابيض و نظيف .. ماشي خدي الاكل طلعي اوضتها ويبقي كتر خيرك لو اتأكدتي انها اكلته

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في غرفة كارمن

روان تجلس على السرير مربعة قدميها وأمامها كارمن وهما يتحدثان

روان بتنهيدة عالية : بس يا ستي و هي دي بقي قصة حياتي

كارمن بدهشة : حكايتك غريبة جدا

روان بعبوس : مش اغرب من حكايتك يا مفترية بهدلتي الراجل .. ايه الجبروت دا

كارمن بضحكة حلوة : هو الاغرب من اي حاجة ان انا وانتي اتجوزنا في نفس اليوم

مدت روان شفتيها إلى الأمام في استياء : ماتفكرنيش باليوم دا والنبي يا اختي

كارمن بإستفهام : انتي مش دلوقتي مبسوطة معه و الامور معاكو تمام

هزت روان رأسها ثم غمزت بمكر : ايوه الحمدلله .. بس انتي باين عليكي بتحبي ادهم

بهت وجه كارمن بشدة ، وهي تتذكر تلك الجملة التي قالها لها عمر في حلمها بالأمس.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•

عند حنان

صعدت بصينية الطعام إلى غرفة مريم ، ثم طرقت الباب بلطف و إنتظرت برهة حتي سمعت نداء مريم من الداخل ، وتسمح لها بالدخول.

حنان بإبتسامة ودودة : اخبارك ايه دلوقتي يا ست مريم!!

ردت مريم بابتسامة نقية أيضا : الحمدلله تسلمي حبيبتي و مافيش داعي لست مريم ناديني مريم علي طول

تقدمت حنان من الفراش قائلة ببشاشة : ماشي انا جبتلك لقمة تسندك .. حسيت انك ما اكلتيش كويس من امبارح

مريم بحرج : ليه تعبتي نفسك كتر خيرك

حنان بطيبة : دا الواجب و احنا اهل

مريم بلطف : عارفه فعلا حسيت انكم اهلي من وقت ما جيت هنا .. من زمان اوي كان نفسي اكون وسطكم مع محمد الله يرحمه 

ثم تنهدت بحزن : بس للاسف راح قبل ما تتحقق امنيته انه يتجمع معاكو من جديد

احمر وجه حنان وهي منزعجة من نفسها بسبب سوء ظنها في تلك المخلوقة الطيبة ، قائلة بإحراج : حقك عليا يا مريم لو عاملتك في الاول بجفاف شوية .. ربنا يبعد عننا الشيطان و يحمينا من الوساوس

مريم بسماحة نفس : امين يارب .. انا علي فكرة فهمت نظراتك ليا يا حنان .. لكن انا عذراكي و مش زعلانه منك باين انك طيبة ومش بتشيلي جوا قلبك

شعرت حنان براحة كبيرة ، كأن ثقل جبل قد أزيل عن صدرها : تسلميلي يا خيتي و عايزاكي من هنا و رايح تعرفي اني اختك و اي حاجة هتعوزيها اطلبيها مني و عيني ليكي

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند روان و كارمن

روان بإستغراب : مالك وشك اصفر ليه كدا

كارمن بإضطراب : مفيش بس حلمت بحاجة قلقاني شوية

تسألت روان بإستفهام : حلمتي بإيه

حدقت بها بتردد ثم بدأت تخبرها بكل ما رأته في حلمها المزعج

★★★

في ذلك الوقت

صعد أدهم من الأسفل وعلى كتفه ملك التي كانت نائمة ببراءة ، وكان ينوي الذهاب إلى غرفتهما لتنام براحة على السرير دون أن يقلقها أي شيء.

رفع يده الأخرى لفتح باب الغرفة ، لكن ذراعه تسمر في الهواء ، وهو يقف مكانه بعيون واسعة بصدمة و يستمع لما قالته كارمن.

★★★

في الداخل 

اردفت كارمن بحزن : خايفة ان يكون اللي حصل دا معناه ان عمر مش راضي عني و زعلان مني و بيلومني علي اني قربت من ادهم و دا محسسني بالذنب ناحية عمر اكتر 

★★★

عند ادهم

أصبح وجه أدهم محتقناً جداً ، ثم عاد إلى الوراء بصلابة حيث لم يعد يحتمل سماع المزيد ، ثم مشى مسرعًا متجهًا نحو غرفة مريم ليعطيها الصغيرة.

★★★

في الداخل

روان بإستنكار : ايه الهبل اللي بتقوليه دا يا بنتي مش لسه قايلة انه قالك في الحلم انه مرتاح انك في امان مع ادهم

كارمن : ايوه 

روان بتفكير : الثعابين في الحلم معناها غدر و خيانة و عداوة يعني في جوا العيلة حد بيتمنالك الشر و الاذي 

كارمن بحيرة : حد زي مين ؟

روان بتأكيد : اكيد مش من عيلتنا انتي شايفه اننا كلنا بنحبك ممكن يكون من عيلة جوزك

كارمن : مفيش حد غير ماما ليلي وهي بتعتبرني بنتها

روان : لا يا نبيهة في .. مرات جوزك اللي حكيتيلي عليها باين عليها حرباية من غير شك هي بتكرهك

كارمن بخوف : ربنا يستر انا عمري ما اطمنتلها 

ربت روان على ركبتها قائلة بلطف : خدي حذرك منها انا قلبي بيقولي انها بتحاول تأذيكي

كارمن : حاضر

روان بغمزة : نرجع لكلامنا بقي انتي حبيتي ادهم بجد مش كدا 

أومأت إليها مؤكدة في صمت خجول.

★•••••★•••••★

عند ادهم

خرج أدهم من غرفة مريم وسار في الممر الضيق ، فرك يديه ببعض التوتر ، وشعر أنه بحاجة إلى الهواء في أسرع وقت ممكن ، وكان يكاد يختنق في كل مرة ترددت فيها كلماتها في أذنه.

.... : اهلا يا ابو الشباب

ظهر شبح الابتسامة على شفتيه : اهلا يا ماجد

ماجد ببشاشة : جدي تحت كان بيسأل عنك كل رجالة العيلة تحت و عايزين يتعرفو بيك

على الرغم من أنه لم يكن في حالة مزاجية جيدة للسماح له بالجلوس مع أي شخص.

لكن كالعادة ، إكتسي وجهه الجمود الذي لا يجعل أي شخص يتنبأ بما سيفكر فيه هذا الصلب ، وكأن شيئًا لم يحدث.

قال أدهم وهو يأخذ نفسًا عميقًا ويحاول السيطرة على هدوئه : تمام يلا ننزلهم

ماجد بإبتسامة : يلا يا معلم 

★•••••★•••••★

عند روان وكارمن

روان بإستفهام : بس ازاي اتقبلتي وجود ست تانية علي ذمته .. انا عن نفسي ماقدرش استحمل كدا ابدا ابدا

تنهدت كارمن قائلة بهدوء : الظروف بتحكم وفي الاول مكنتش بهتم اصلا بيها 

ثم ارتفعت نبرة صوتها تلقائيًا ، وأردفت : بس من وقت ماقلبي بدأ يدق له وانا حاسة ان جوايا غلاية مش بتنطفي كل مابتخيل انه ممكن يقرب منها في اي وقت

انْتفَضَ جسد روان برعب من صياحها المفاجئ ، وقالت بحذر : اهدي يا ست الغلاية انتي هتفوري في وشي انا ولا ايه

قهقهة كارمن بشدة على أسلوبها المرح ، وتعبيرات وجهها وحركاتها المضحكة.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

جاء المساء دون حدوث أشياء مهمة

دخلت كارمن غرفة والدتها قائلة بابتسامة رائعة : مساء الخير يا ماما عاملة ايه

مريم بحنان : مساء النور انا كويسة يا قلبي

جلست على السرير بجانبها وقالت حيرة : في ايه يا ماما انتي مانزلتيش الا مرتين بس تحت و باقي الوقت جوا اوضتك 

اردفت بقلق : حصل حاجة بينك و بين جدي قالك حاجة زعلتك .. وشك مخطوف من لما كنتي عنده احكيلي عشان خطري

تحدثت مريم بابتسامة هادئة لطمأنتها : بالعكس جدك طيب جدا اليوم اللي قعدنا مع بعض فيه .. فضلنا نتكلم لحد قبل العشاء عني وعن ابوكي و عن اختي الله يرحمهم

كارمن : الله يرحمهم .. ماما انتي ليه مش بتحبي تحكيلي عنها!!

مريم بتنهيدة حزينة : الكلام ساعات بيوجع يا كارمن و بيفتح جروح كتير مالهاش علاج .. يمكن عشان حكيت مع جدك عنها نفسيتي تعبت شوية

كارمن بخوف : بعد الشر عنك خلاص ارتاحي و بلاش تكلمي لو دا هيتعبك

ربت مريم على كفها الناعم قائلة بحنان : لا يا روحي انتي لازم تعرفي كمان طالما حكيت لجدك

كارمن بتوجس : ماشي

نطقت مريم بتحشرج وعيناها تتألق بالعبرات ، فهي حتي الان لم تشفي جروح قلبها من حزنها على شقيقتها الوحيدة : .....

الفصل السادس والثلاثون ( عودة ) مزيج العشق

نشتاق لاشياء قديمه ، ضحكات اشخاص ابعدتهم الاقدار عنا ، اوقات كنا سعداء جدا ، واشياء كانت تلهينا لن تعود مهما حاولنا ، لكنه هو الاشتياق من يتكلم هنا..!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منزل الحج عبدالرحمن 

على وجه التحديد في غرفة مريم التي ما زالت تستكمل حديثها

نطقت مريم بتحشرج وعيناها تتألق بالعبرات ، فهي حتي الان لم تشفي جروح قلبها من حزنها على شقيقتها الوحيدة : الكلام دا حصل قبل ماتتولدي بأكتر من عشر سنين .. ابوكي اتجوزني بعد موتهم بأسبوع ماكنش عايزني ابقي لوحدي رغم كل الظروف و المشاكل مع ابوه.

أضافت بصوتًا مخنوقًا بالعبرات : كلهم راحو مرة واحدة بدون اي انذار هي و جوزها والواد والبنت محدش عاش منهم 

سألت كارمن بتأثير : ماتو ازاي؟

مريم بتفسير : كنت لسه صغيرة لما اتجوزو .. هو اتعرف عليها عن طريق شغلو .. وكانت هي صحفية عنيدة ومابيهماش حد وهو صاحب شركة ادوية اهلو كانو ناس اغنياء وعندهم فلوس كتير وهو كان وحيدهم .. المشكلة بينهم بدأت لما كتبت مقال عن سمعة الشركة بتاعتهم جننه عملها مشاكل مع الجريدة اللي بتشتغل فيها تقريبا اتقفلت خالص والله مافاكرة بس كان عنده حق لان بعد كدا عرفت ان المعلومات اللي وصلتها كانت مزيفة وناس كانو قصدين يعملو فيه الحركة دي 

أومأت كارمن برأسها ، وحثتها على الاستمرار : وبعدين

مريم بابتسامة صغيرة من عيني كارمن المتلألئة بالفضول : حصل بينهم زي ما بيقول المثل ما محبة الا بعد عداوة .. طالبها للجواز هي شرطت عليه اعيش معاهم .. لاننا مالناش الا بعض كانا انا و هي لوحدنا في الدنيا .. اتجوزها وعشنا كلنا مع بعض .. كنت بعتبره اخويا الكبير وعوضنا عن دفي الاسرة اللي اتحرمنا منه

كارمن بتساءل : كان اسمه ايه يا ماما؟

لفظت مريم الاسم بشكل عفوي كما لو كان محفورًا في ذاكرتها : احمد راشد .. عدت سنين كتير انا كبرت و دخلت الجامعه و هما خلفو ولد و بنت اسمهم يحيي و مريم 

ثم اردفت : قبل الحادثة بفترة ابوكي طلبني من احمد وهو رحب بالموضوع لما لاقاني بحبه .. بس كانت معرضة ابوه هي العقبة الوحيدة

واصلت حديثها بدموع : في يوم الحادثه انا كنت مع ابوكي اخدني و روحنا اسكندرية قضينا اليوم كلو هناك .. لما رجعت البيت لاقيت المساعد الخاص لأحمد بيبلغني ان عربيتهم اتقلبت و اتحرقو جواها .. محدش عاش منهم و زي ما حصل معاكي وقعت واتحجزت في المستشفي مالحقتش الدفن و لا قدرت اودعهم لأخر مرة

احتضنتها كارمن بسرعة قائلة وهي تبكي : كفاية يا ماما خلاص كدا كتير عليكي

مريم بتحشرج : هالة وحشتني و الولاد كنت بحبهم اوي .. لولا وقوف ابوكي جنبي كنت موت لوحدي رغم معرضة ابوه اتجوزني و ساندني في وقت احتياجي له .. انا مسامحة جدك يا كارمن و انتي كمان لازم تسامحي من قلبك الفراق صعب اوي يا بنتي .. مفيش حاجة تستاهل الزعل كلنا رايحين سامحي جدك و حافظي علي بيتك و جوزك

خرجت من بين ذراعي والدتها قائلة بإنصياع : ماشي يا ماما حاضر

مريم بحنو : اتكلمي مع جدك هو كمان من وقت ماعرف وهو حزنه زاد علي ظلمه لأبوكي .. اقعدي معه و صفي اي حاجة في قلبك نحيته 

كارمن بهدوء : تمام اللي انتي عايزه هعملو .. ممكن ترتاحي لو سمحتي

مريم بإنزعاج : ماشي بس فين ملك انتو بقالكم يومين واخدينها مني مش عارفه انام من غيرها

ابتسمت كارمن ، لتقول بلطف ، وهي تمسح دموعها : هروح اجيبهالك يا ست الكل 

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند كارمن

دخلت غرفة نومها بعقل شارد فيما أخبرتها به والدتها عن أختها وأولادها ، نفضت كل الأفكار عن رأسها بعد أن أغلقت الباب خلفها واستدارت ظننا منها أن أدهم كان جالسًا في انتظارها ، بعد أن أخذت الطفلة منه منذ دقائق لتعطيها لوالدتها ، وطلبت منه انتظار عودتها إليه.

تفاجأت كارمن برقد أدهم على السرير ، يدير ظهره لها ، وبدا أنه نام من الإضاءة الخافتة للغرفة همست بدهشة : معقولة لحق ينام

لا تعلم لما شعرت بالغضب والإحباط ، ربما لأنها أرادت أن تخبره عن كل ما حدث لها منذ بداية اليوم ، وحلمها المزعج ، وكلام والدتها حتى تستريح قليلاً من التوتر العصبي الذي اصابها. 

اردفت بتنهيدة : خلاص مش مشكلة نأجل الكلام للصبح اكيد تعبان و نام غصب عنه 

ذهبت إلى الخزانة ، وسحبت ثوب النوم ، ودخلت الحمام الملحق بالغرفة.

بعد قليل خرجت من الحمام ، وسبقتها رائحة عطرها المميز ، ثم سارت بخفة إلى السرير ، واستلقت بجانب زوجها مدثرة نفسها في البطانية.

وضعت يديها تحت وجهها ، وظلت تنظر إلى ظهر أدهم ، وبعد قليل غفوت.

فتح أدهم جفنيه عندما شعر بإنتظام أنفاسها خلفه ، وقلب جسده نحوها معانقا خصرها إليه ، ثم رفع أصابعه برفق ، وأبعد خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها ، وظل يحدق في ملامحها الناعمة.

لم يستطع النوم بسبب الفكر الذي يؤرقه كثيرا ، وبقي على هذا الوضع مدة طويلة حتى تغلب عليه سلطان النوم.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

صباح يوم جديد

في غرفة زين و روان

استيقظت روان منزعجة من صوت المنبه المزعج ، كم تكره هذا الصوت لأنه يخرجها من أحلامها الوردية.

غمست رأسها أكثر في صدر زوجها الذي كان نائماً بجانبها ، لتمنع أشعة الشمس التي تضيء الغرفة من الوصول إلى عينيها.

فتحت روان عينيها ببطء وتكاسل ، وأخذت تتأوه بضجر من ذلك المزعج الذي لا يريد التوقف.

تثاءبت قائلة لنفسها بغضب ، وهي تمد يديها إليه لكي تغلقه : خلاص اسكت دا انت زنان و لحوح اوووي

انحنت بالنصف الجزء العلوي من جسدها على جسد زين النائم ، قائلة ببحة خافتة من آثار النوم : زين اصحي يا قلبي 

زفرت روان بتمتمة : يالهوي عليك يا زين و علي نوم امك التقيل دا .. يا زين .. يا زينووو .. قوم وراك شغل

اردفت بابتسامة لعوبة على فمها : مفيش مفر انت اللي اضطرتني لكدا

أخذت نفسًا طويلًا استعدادًا لما ستفعله ، وكانت على وشك الصراخ ، لكنها وجدت يدًا فوق فمها ، ولم يستطع صوتها الهروب من حلقها.

رفع زين جسده قليلاً تجاهها ، وقال بهسيس خبيث بجوار أذنها : اياكي تفكري تكرريها وتصرخي في وداني يا مجنونه

سقط قلبها في قدميها ونظرت إليه بعيون واسعة مندهشة ، وهو يخفض يده من علي فمها ، لتقول بصدمة : هو انت صحيت من امتي !!

زين ببرود : من يالهوي عليك و علي نوم امك التقيل

حاولت روان أن تتكلم لكن انعقد لسانها ، فخرجت الكلمات غير مترابطة : يا خبر .. احم .. انا مكنش قصدي انا..

حاولت التحرك لتهرب من جنبه ، لكن يده كانت أسرع منها وسحبها إليه بابتسامة خبيثة ظهرت على شفتيه، فأصبحت ممددة على صدره ووجهه منغمسا في بشرة رقبتها الناعمة، لتسمعه يهمس بصوت أجش : صباح الخير

نظرت روان إليه باسمة الثغر ببلاهة ، لتقول بصوت مبحوح : صباح الفل

زين بعبوس : ايه الصباح الناشف بتاعك دا

قبلته بجانب شفتيه بعفوية لتسأل : كدا لسه ناشف

زين بنصف عين : ايوه لسه

روان بتذمر طفولي : ايه دا انت بتدلع يلا قوم عشان تلحق تنزل علي شغلك

عانق خصرها أكثر.  وقال بنفس الهمس الأجش : وانتي هتروحي الجامعة ولا هتعملي عبيطة زي امبارح

طبعت قبلة خاطفة على خده ، قائلة بابتسامة حمقاء : هعمل عبيطة طبعا

زين بجدية : معرفش ليه حاسس انك بتهربي من مرواحك الجامعه يا روان

زاغت عيناها ، وتلعثمت في الرد : لا خالص .. انا ههرب ليه

حرك ذقنها لتواجهه مباشرة و غمغم بإصرار : قولي الحقيقة

لم تستطع أن تتجادل معه أكثر ، وهو لن يتركها دون أن يحصل على إجابة ، قائلة بتردد : بصراحة خايفة اروح وتحصل مشكلة بينا وانا ماصدقت اننا مبسوطين 

أغمض أدهم عينيه متضايقًا من نفسه ، ثم هتف بتساءل : انتي لسه بتفكري اني مابثقش فيكي مش كدا؟

أدارت عينيها ولم تجيب على سؤاله.

تنهد زين وهو يرفع وجهها بأصابعه قائلا بهدوء : ارفعي وشك هنا دي اخر مرة هقول الكلام دا .. انا بحبك يا روان ومتأكد من حبك ليا زي ما انا متأكد من نفسي .. 

حدقت في عينيه عندما بدأ يداعب بشرتها الناعمة بإبهامه مردفًا : انسي كل حاجة فاتت .. تصرفي كان من غيرتي عليكي .. عارف انها صعبة شويتين بس استحمليني 

استأنف حديثه مبتسمًا بمزح : انا زي جوزك برده

ابتسمت متأثرة بكلماته ، حيث شعرت بأنها تستوطن قلبه حقا ، ثم قالت متظاهرة بالتفاجئ ، وهي تزم شفتيها للأمام : يعني دي اخر مرة هتقولي بحبك

ضحك عليها وهو يضرب رأسها بخفة ، وتنهد بقلة حيلة من جنونها : هو دا اللي لفت نظرك من كل كلامي

وضعت روان يدها على خده قائلة بحب : مش عارفة اوصفلك قد ايه كنت محتاجة اسمع منك الكلام دا

صمتت قليلاً ثم اردفت بدلع طفولي : بس دا مايمنعش اني اسمع منك كلمة بحبك علي طول .. من حقي كمواطنة اسمعها منك دايما

ابتسم بمكر ، ثم في لحظة قلب وضعمها لتجد نفسها في غمضة عين مستلقية على السرير بينما اصبح فوقها ، قائلا بهمس خطير أمام شفتيها : ايه رأيك اسمعهالك بالافعال مش بالكلام؟

اتسعت عيناها بهلع حيث احمر خديها من الخجل عندما أدركت ما قالته ، وما الذي سيفعله زين.

روان بتحذير و استعطاف : اعقل يا زين انت عندك شغل و متأخر كمان

أدار وجهه ونظر إلى الساعة المعلقة على الحائط ، ثم ابتعد عنها قائلاً متذمرًا : كل مرة بتفلتي من ايدي بحجة مقنعة ملاحظة مش كدا

هتفت بمرح وهي تنهض من جانبه : دي حظوظ بقي .. انا غيرت وهروح الجامعة

زين بإبتسامة : برافو يا قلبي

نظرت إليه ببراءة قائلة بدلال : ممكن توصلني في طريقك

زين بضحكة : من عيوني  

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في قصر ادهم البارون

تجلس ليلي في الشرفة الكبيرة ، وتحمل كوبًا من الشاي بالنعناع كما تحب.

سبق نادين صوت رنين كعبها العالي ، ليحطم هدوء المكان ، وقالت بإستخفاف : صباح الخير يا طنط

نظرت ليلي إليها بعين غاضبة من سخريتها متمتمة : صباح النور 

أردفت ببرود بينما كانت نادين تسير ، وتجلس علي المقعد الأخر أمامها : بالمناسبة ادهم و مراته راجعين انهاردة من السفر

نادين بتعجب : بالسرعة دي غريبة ماكملوش يومين يعني

ليلي بسخرية : انا حبيت اعرفك قبل ما تخرجي وترجعي متأخر زي كل يوم من وقت ما سافرو

كانت نادين متوترة من أسلوب تلك المرأة العجوز ، فتذمرت حتى لا تلاحظ عصبيتها : ايه يا طنط انتي عايزاني اتحبس في البيت يعني مش كفاية اني متجوزة ابنك و مش مراعيني خالص جواز بالاسم بس

تشدق وجه ليلي بابتسامة جانبية قائلة بصرامة : احمدي ربنا يا نادين انه مستحملك ومش عايز يطلقك لحد دلوقتي و اسلوب كلامك معايا تعدليه بلاش دور الزوجة المظلومة اللي انتي عايشة فيه دا واضح كلامي

تمتمت نادين بحنق : واضح 

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

اما في الصعيد 

تحديدا في غرفة نوم ادهم و كارمن

تملمت كارمن في نومها إلى الجانب الآخر من السرير ، ووضعت يدها على مكان نوم أدهم لتتفاجأ أن المكان كان فارغًا.

نهضت وفتحت عينيها الزرقاوين ، تتثاءب بنعاس ، تحدق في الغرفة لتدرك أنها كانت وحيدة فيها.

مدت يدها إلى الطاولة المجاورة للسرير وأخذت هاتفها ، لتنظر إليه مخاطبة نفسها : انا نمت كتير اوي كدا .. الساعة بقت 10 ونص .. ادهم شكلو سبقني علي تحت .. بس ماصحنيش معه ليه دا؟!!

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند ادهم

كان يسير في الأراضي الخضراء حول المنزل ، وقد استيقظ منذ الفجر وتسلل من جانب كارمن ثم جاء إلى هنا ، وحتى الآن كان يفكر فيما سيفعله ، ويحاول ترتيب أفكاره بهدوء وتمهل.

أخرج هاتفه من جيب بنطاله وضغط على زر الاتصال.

بعد لحظات سمع صوته قائلا بمرح : صباح الخير يا ابو الاداهيم

ادهم بضجر : صباح النور مش وقت سخافه علي الصبح يا مالك

مالك بحيرة : في ايه يا ادهم شكلك قرفان ليه كدا؟

تنهدت ادهم قائلا بهدوء : مفيش حاجة انت فينك

مالك : في البيت هفطر واروح الشركة

ادهم : طيب لما توصل احجزلي علي طيارة باريس انهاردة بليل او بكرا بالكتير

مالك : صبرك عليا عشان اترجم الكلام .. انت مش في الصعيد يا بني 

ادهم بملل : ايوه راجعين انهارده هنتحرك من هنا علي الظهر و بليل نوصل مصر

مالك بدهشة : ايه اللي هيرجعكو بسرعة كدا في مشاكل ولا ايه !! ماتفهمني عدل

ادهم بهدوء : مش ضروري تفهم بعدين هبقي اقولك .. المهم دلوقتي نفذ اللي قولته .. يلا سلام

مالك بقلة حيلة : ماشي اللي تشوفه .. سلام 

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بعد فترة وجيزة في المندرة 

الحج عبدالرحمن : ايه يا ولدي الكلام دا .. معقول تسافروا بسرعة كدا لسه مالحقناش نشبع منكم 

ادهم بإحترام : سامحني يا حج عبدالرحمن لكن عندي شغل كتير لازم اتابعو بنفسي

أومأ الحج عبدالرحمن برزانه و تفاهم : اذا كان الموضوع شغل خلاص يا ولدي ربنا يكتبلك التوفيق و يصلح حالك 

ادهم بإبتسامة : تعيش يارب

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند كارمن 

خرجت كارمن من الحمام علي طرق الباب ، فذهبت لتفتح لتجد مريم تدخل وتمسك بيد ملك

كارمن بإبتسامة رقيقة : صباح الخير يا ماما

مريم : صباح الورد يا كوكي

هبطت كارمن أمام ابنتها الصغيرة ، وهي تقبل وجنتها المكتنزة بحب : ملوكة قلبي هاتي بوسة لمامي

مريم بهدوء : حبيبتي انا جيت اقولك ان ادهم كلم جدك عشان عايزنا نرجع مصر انهاردة

نهضت كارمن علي قدميها قائلة بإستفهام : ليه نرجع هو كان قالي اننا ممكن نقعد اسبوع .. و بعدين هو ماقاليش بنفسه ليه ؟

مريم بتبرير : يمكن زهق من القعدة هنا .. انتي عارفه طبع ادهم شغل و خروج .. حياته مختلفة خالص عن الحياة هنا يا بنتي .. 

ثم اردفت مجيبة علي سؤالها : هو اكيد اتحرج يقولك عشان ماتزعليش منه 

كارمن بقلة حيلة : ماشي هحضر الشنط واجهز نفسي

مريم : لا سيبي انتي الشنط و روحي اقعدي مع جدك زي مافهمتك امبارح بعد مانفطر كلنا سوا قبل السفر

كارمن بضيق : حاضر هغير هدومي... 

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في الاسفل

تناول الجميع وجبة الإفطار في جو هادئ. 

لم يتحدث أدهم وكارمن أثناء الإفطار ، لكنهما تبادلا بضع كلمات بسيطة رداً على أسئلة الجميع.

بعد فترة وجيزة

كانت كارمن تجلس على بعد مسافة صغيرة من الحاج عبد الرحمن في المندرة بناء على طلبها ، رحب الجد بذلك ثم جلسوا يتحدثون بهدوء.

استرسل الحج عبدالرحمن حديثه : انتي عارفه يا كارمن يا بنتي قبل ما تيجي .. كان عندي خبر بكل حاجة عن طريقة جوازك من ادهم وعدم رضاكي عن الوضع وانك اضطريتي لكدا عشان مافيش حد يقف في ظهرك

حاولت كارمن أن تقاطع حديثه : جدي

الحج عبدالرحمن : خليني اكمل كلامي وبعدين احكي علي راحتك

كارمن بإحراج : اسفه اتفضل يا جدو

الحج عبدالرحمن بنفس الهدوء : كنت ناوي اطلقك منه واخليكي تعيشي تحت سقف بيت اهلك و وسط عزوتك حتي لو هو مارضيش .. لكن بعد ما شوفت قد ايه هو انسان كويس و طيب .. كمان امك نفسها حكيتلي كل حاجة بيعملها عشانك وعشان الصغيرة فبدأت افكر من تاني

اختنق صوته ، لكنه أصر على أن يخرج ما في قلبه ، وامتلأت عيناه بالدموع التي بدأت تتساقط بهدوء ، قائلا بندم وألم : انا غلطت يا بنتي في حق ابوكي جيت عليه كتير من صغره .. مش عشان مابحبوش بالعكس دا ابني البكري الغالي اللي من يوم ما اتولد اعتبرته السند و العون ليا .. يمكن عشان كدا قسيت عليه من غير ما ادري .. و بعد اللي حكيته ليا امك اتأكدت اني خلفت راجل بصحيح

تأثر قلب كارمن كثيرا بكلمات جدها ، ورغم عنها دموعها سقطت على خدها ولم تستطع الجلوس في مكانها ، فقامت وعانقته بحزن ودعم كبير.

اردف بصوت أجش ، وهو يربت على رأسها ويعانقها بحنان : صدقيني يا بنتي بعد ما لاقيتك يعز عليا فراقك .. لكن انا مرتاح انك في عصمة راجل جدع كيف ادهم هو انسان شهم .. رغم اني عرفت انه متجوز لكن معاملته ليكي وخوفه عليكي وعلي بنتك يغفرله اي حاجة

صمت قليلا ، ثم أخرجها من أحضانه عندما لم يتلق أي رد منها ، ليقول بهدوء : وماتفتكريش اني بقول كدا عشان اللي سمعته عنه و بس .. لا من كلامي معه فهمته و عرفت قد ايه هو راجل يعتمد عليه 

هتفت كارمن بإندفاع : بجد يا جدي دا رأيك فيه؟

ابتسم علي لهفتها وقال بمحبة : ايوه يا حبيبتي انتو صحيح ظروف جوازكم كانت غلط و قاسية بس قلبكو نظيفة و هتنجحوا في حياتكو مع بعض ان شاء الله 

ابتسمت كارمن من بين دموعها قائلة بسعادة حقيقية : ربنا مايحرمنيش منك يا جدي و يخليك لينا يارب .. انا كمان فرحانه اوي اني شوفتك و عرفتك كنت محتاج ليك جدا في حياتي

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بعد قليل 

قالت حنان بصعوبة وهي تعانق مريم بلطف : هتمشو بسرعة اوي كدا مالحقناش نقعد ونتكلم زي ما اتفقنا يا مريم

نظرت مريم اليها بإبتسامة وقالت : سامحيني يا حبيبتي مش بإيدي لكن اوعدك هنيجي تاني انا حبيت المكان و حبيتكو اوي ربنا اللي عالم

حنان بود : من القلب للقلب رسول يا غالية

انضمت إليهما كارمن فإقتربت من حنان وعانقتها ، قائلة بهدوء : سلميلي علي روان اوي يا طنط حنان و قوليلها ماتزعلش اننا مشينا وهي مش موجودة .. وانا لما اوصل مصر هبقي علي اتصال بيها عشان اطمن عليكو 

حنان : فكرتيني صحيح هتزعل جدا انكو ماقعدتوش معانا وماشيين .. معرفش انا وراكو ايه لو علي جوزك هو يسافر لشغلو و يعاود تاني يا الف مرحب به

كارمن بتنهيدة : ياريت كان ينفع يا طنط انا نفسي جدا افضل معاكو اكتر من كدا .. بس انا كمان بشتغل معه وفي شغل كتير محتاجنا 

حنان : ربنا يصلح ليكو الحال يا حبيبتي و نشوفكم علي خير

بدر بإبتسامة لطيفة : مش هتسلمي علي عمك يا بنتي

ذهبت اليه كارمن و عانقته بمحبه ، بينماوهو اخذ يربت علي شعرها ، ليغمغم بحنان : هنتوحشك يا حبيبتي و قريب هتلاقينا عندك عشان نطمن عليكي

كارمن بنبرة ناعمة : ربنا يخليك ليا يا عمو

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بعد ساعتين علي طريق السفر 

في سيارة ادهم 

أدهم يجلس بجانبها ، لكنه لا يرفع عينيه عن الحاسوب الذي يضعه في حجره ويواصل عمله ، بينما كارمن أيضًا صامتة ، لا تريد أن تبدأ الحديث معه ، ويدور في ذهنها سؤال واحد بحيرة : ايه اللي غيرو من نحيتي كدا لا بيكلمني ولا معبرني كأني مش موجودة .. حتي ماكلفش نفسه انه يقولي ليه راجعين بسرعة كدا .. ماهو لو علي الشغل صحيح هو بيشتغل من مكانه و مالك بيتصرف لو في حاجة ايه قلب حاله كدا ياربي بس

ادهم بهدوء : مالك ساكته من ساعة ما مشينا .. زعلانه مش كدا؟

خرجت من افكارها على صوته وردت بهدوء ايضا : لا عادي مش زعلانه ولا حاجة طالما الشغل عايزك مفيش مشكلة 

أغلق أدهم الحاسوب ونظر إليها بتمعن ، ليسأل بصوت أجش : بس انا حاسك زعلانه من حاجة

كارمن بخفوت : اضايقت شوية انك ماقولتليش بنفسك اننا راجعين انهاردة 

لم يستطع أدهم مقاومة ملامسة خصلات شعرها البنية التي هبت عليها الريح ، فداعبها عفويا بأصابعه قائلا بحنو : مارضتيش اصحيكي من نومك 

كارمن بإبتسامة هادئة : تمام 

أمسك بيديها الدافئتين قائلا بلطف ، ولم يستطع تصنع البرود بعد أن شعر بضيقها : اتكلمتي مع جدك في ايه؟

بينما كانت تنظر إليه بدهشة ، تتسائل في ذهنها ما الذي غير مزاجه معها دون أي سبب واضح ، ثم ردت برقه : قولتلو اني مش زعلانه منه واني سامحته و وعدته اننا هنزوره تاني قريب

واضافت بهمس : اول ما حضنته استريحت وشميت فيه ريحة بابا حسيت انه قدامي من تاني الله يرحمه .. عشان كدا اضايقت شوية و احنا ماشيين ماكنتش عارفه اني هتعلق به بسرعه كدا 

ادهم بإبتسامة : هخليكي تسافري تشوفيهم تاني اي وقت تحبيه

كارمن بسعادة : بتتكلم جد!!

أومأ إليها بصمت ، ثم عاود النظر إلى جهاز الحاسوب الخاص به.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في منزل ميرنا

تقدمت ميرنا من باب الشقة عندما سمعت دق الجرس ، ثم فتحته لتتفاجئ بقاسم يقف عند باب المنزل ، ويقول بابتسامة جانبية ، بينما تفحصت عيناه جسدها الرشيق في ذلك السالوبيت الجينز الذي لائم عودها تماما : وحشتني يا وحش

ميرنا بفتور : اهلا يا قاسم ادخل

اردفت وهي تغلق الباب بعدما دخل : خير ايه سبب الزيارة المفاجأة دي؟

ذهب إلى الأريكة الكبيرة وجلس عليها بشكل مريح : كل حاجة اتفقنا عليها حصلت 

جلست ميرنا بالمقعد المجاور اليه قائلة بتعجب : لحقت تنفذ بالسرعة دي 

ابتسم قاسم بمكر : اضرب علي الحديد وهو ساخن يا مزة 

ميرنا : تمام اوي هات الفلاشة 

ألقى قاسم نظرة جريئة على جسم ميرنا الجذاب : مش قبل ما تسهرينا سهرة حلوة

ردت ميرنا بضحكة ساخرة : هي نادين ماقامتش بالواجب

قاسم : نادين صاروخ مافيهاش كلام .. بس انتي حاجة تانية 

ضعت ميرنا إحدى قدميها فوق الأخرى أمامه قائلة بمكر أنثوي : دا عشان لحد دلوقتي ماطولتش مني حاجة .. و ماينفعش يحصل احنا مع بعض فيد و استفيد اكتر من كدا مفيش

قاسم بضحكة : ماشي يا ريري اتقلي براحتك بكرا هتيجي بكيفك

اضاف بإستفهام : قوليلي ناوية علي ايه ؟

ميرنا ببرود : مش لازم تعرف

رفع قاسم حاجبه قائلا بدهشة : ازاي مش لازم اعرف احنا مش شركاء ولا ايه؟

ميرنا : اكيد 

قاسم بإلحاح : خلاص امتي هنساوم نادين علي الفيديوهات

ميرنا بضجر : انت ليه مستعجل كدا الصبر حلو !!

قاسم بإستياء : ايوه بس انا محتاج فلوس الايام دي

ميرنا بسخرية : ومين سمعك انا كمان محتاجة فلوس يمكن اكتر منك بس لازم نصبر

قاسم بدهشة : ومحتاجة الفلوس في ايه ما انتي عندك ورث جوزك

ميرنا : صح بس اللي انت ماتعرفوش ان اهل المرحوم مش ساهلين مستكترين عليا الملاليم اللي ورثتها عنه و عاملين ليا مشاكل

قاسم : طيب ما نسرع الامور

ميرنا : ومين قالك ان نادين معاها فلوس .. انت ناسي انها صحبتي كل حاجة عنها اعرفها

قاسم بتأفف : اومال عاملين الحكايات دي كلها ليه!!

هتفت ميرنا بسأم : فتح مخك جوزها مليونير و معروف اسمه زي الطبل في البلد .. لما توصلو الفيديوهات دي هيبقي مستعد يدفع اي مبلغ نطلبو منه من غير مايفكر .. مش هنحتاج نتعامل مع نادين من الاساس .. ساعتها هيدفعلنا و قليل عليها لو طلقها بعد اللي عملته فيه وممكن يقتلها كمان مين عارف؟

ابتسم قاسم قائلا بصوت خفيض ، وعيناه تلمعان بخبث من إعجابه بشدة دهائها : انتي ازاي خطيرة كدا دا ابليس نفسه يضربلك تعظيم سلام

ضحكت ميرنا بحقد : ساعتها حلال علينا الفلوس و حلال في نادين اللي هيجرلها من جوزها المغفل 

قاسم بإلحاح : هرجع تاني و اسألك امتي هنفذ!

ميرنا بحنق : يوووه علي زنك مش دلوقتي انا عارفه بعمل ايه كفاية اسئلة انا صدعت منك
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close