أخر الاخبار

رواية مزيج العشق الفصل الثالث والثلاثون33والرابع والثلاثون34بقلم نورهان محسن


رواية مزيج العشق الفصل الثالث والثلاثون33بقلم نورهان محسن




 (حاجز) 

في الحب لا تطلبي ملكا ً، 
فالملوك على رقعة الشطرنج نقطة ضعف ..
في الحب اطلبي رجلا بقوة جيش بأكمله ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما زلنا في قصر البارون

بينما هم مجتمعون في الداخل.

نزلت نادين بغطرسة ، ولفتت أنظارها تلك الضجة في غرفة استقبال الضيوف ، والتي نادرًا ما يدخلوها.

مرت أمامها خادمة كانت قد خرجت لتوها من الداخل بعد أن قدمت بعض المشروبات والحلويات للضيوف.

أوقفتها نادين بإشارة من أصابعها قائلة بتعالي يتخلله الإستفهام : تعالي هنا ايه اللي بيحصل جوا مين اللي قعدين دول يا مروة؟

ردت مروة التي دائما ما تنقل أخبار الجميع إليها قائلة بثرثرة : الله اعلم بس باين كدا انهم قرايب كارمن هانم من الصعيد .. انا فهمت كدا من لهجتهم يا نادين هانم 

نادين همست بصدمة ، وتحدثت إلى نفسها بصوت مرتفع قليلا : من الصعيد .. و ايه اللي جايبهم هنا؟

مروة بحيرة : علمي علمك يا هانم

نظرت نادين اليها في إزدراء ، ثم أشارت إليها بتكبر لكي تغادر متمتمة : خلاص يلا روحي انتي شوفي شغلك

بعد أن غادرت الخادمة ، تقدمت نادين إلى الأمام بخفة ، تتنصت من خلف الباب لتسمع ما يقال في الداخل ، ربما تفهم ما يدور من ورائها.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في الداخل

إستطرد بدر حديثه بابتسامة لطيفة تليق به : شوفي يا بنتي عارف انك بتسألي ازاي وصلنا ليكي و ايه اللي جابنا من الاساس .. صدقيني احنا بقالنا سنين بندور عليكي وعلي الست ولدتك عشان نطمن عليكم ونعطيكي ميراثك من نصيب ابوكي بس ماكناش عرفين ارضيكم فين .. 

تنهد بحزن وأضاف بشرح : بعد موت محمد الله يرحمه .. ابويا اللي هو جدك تعب اوي وصحته بقت ضعيفه و مابقاش بيفكر ولا علي لسانه غير انه عايز يشوفك و يرجعلك حقك ويستسمحك علي اللي حصل منه زمان .. وعرفنا من الشركة اللي كان بيشتغل فيها ابوكي الله يرحمه عنوانكم القديم لكن محدش هناك كان عارف عنوان سكنكم الجديد 

كارمن خفضت عينيها ، وفركت يديها ببعض الحزن، وامتلأت عيناها بالدموع من ذكرى والدها الحبيب.

بدر بعطف : بلاش دموع يا بنتي اهدي واسمعيني

رفعت وجهها ، ونظرت إليه بعينين محمرتين من الدموع المكتومة داخلها قائلة ببحة خانقة : اسمع ايه حضرتك !! انت ماتعرفش بابا كان كل يوم بيبكي علي زعل ابوه منه و لما مرض محدش فيكم حاول يقف جنبه 

بدر بأسف : والله يا بنتي ما كنا نعرف حاجة عنكم دا اخويا الكبير واكتر واحد اتقهر علي فراقه كان انا .. 

تدخل أدهم في الحديث بحزم ، وهو يحاول السيطرة على أعصابه بالضغط على قبضته ، حينما لاحظ أن كارمن ترتجف ودموعها تنهمر بصمت : أأمر ايه المطلوب مننا بالظبط؟

تنفس بدر بعمق ، حيث تأثر بشدة بدموع ابنة أخته ، واستمر في حديثه : كل اللي طلبه منكم انكم تشرفونا و تيجو معنا الصعيد عشان كارمن تشوف جدها و تتعرف علي عيلتها هناك

حاولت كارمن الاعتراض ، لكنه أوقفها بإيماءة صغيرة : قبل ما توافقي او ترفضي جدك خلاص في ايامه الاخيرة ونفسه فعلا يشوفك وتسامحيه قبل موته بلاش تقسي قلبك زي ماهو قسي قلبه زمان و عاش في ندم سنين طويلة يا بنتي 

ربت أدهم على ظهرها بحنان ، فنظرت إليه كارمن تفكر في هذا الموقف الذي وقعت فيه صعب جدا عليها ، وهي في حيرة حقيقية الآن ، لا تعرف ماذا تفعل ، ثم نظرت إلى والدتها التي أومأت إليها لتوافق. 

مرت بضع لحظات قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا ، لتهمس بصوت خافت : جوزي قدامك يا عمي يعني اذا وافق اسافر معنديش مانع

اعجب بدر بجوابها اللبق الذي يظهر الكثير من تقديرها واحترامها لزوجها ، وأحس بالفخر من تربية أخيه لابنته.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بعد عدة ساعات في جناح أدهم

كانت كارمن جالسة على السرير ، شاردة في قرارها بالموافقة على السفر غدًا إلى صعيد مصر ، بعد أن شعرت بالفضول للتعرف على أسرتها ، ورؤية جدها الذي ظل عمها يتحدث عنه طوال الجلسة ، ثم عادوا بعد بضع ساعات إلى الفندق بعد أن اتفق عمها مع أدهم على السفر معهم في الصباح الباكر.

لا تنكر انها قد ارتاحت قليلا لعمها ، فهو يبدو حنون للغاية و لكنها قلقة بشأن جدها الذي لا تعرف عنه اي شئ سوا كلام عمها عنه.

هل حقا يريد رؤيتها ويقبل بوجودها كحفيدته الآن ، بعد كل هذه السنوات ؟ 

غدًا ليس ببعيد وستحصل علي إجابات لكل الأسئلة التي تعصف في عقلها الأن!!





شعرت كارمن بالأمان يحاوطها بوجود أدهم بجانبها ، يساندها ويقويها بقوة شخصيته التي سيطرت على الموقف بشكل كامل ، وفي نفس الوقت أعطها كل الحرية في الرفض أو الموافقة ، وشعرت بالفخر والإعتزاز أمام عائلتها لكونها زوجته.

أدارت عينيها نحو باب الغرفة عندما انفتح ، لترى أدهم يدخل بخطوات هادئة ، ويحمل بين يديه ملك النائمة على كتفه بوداعه.

همس أدهم مبتسمًا وهو يتجه نحو السرير ، ويضع عليه ملك بهدوء حتى لا تستيقظ الطفلة : ملوكه هتنام معانا انهاردة

كارمن بدهشة : بجد .. بس كدا هتزعجك ومش هتعرف تاخد راحتك في النوم

استلقى أدهم بجانبهم على السرير ، وكان يغطّي ملك ويضم اليه كارمن من جانب كتفها : ماتخافيش علي قلبي زي العسل .. 

ضحك أدهم ، ليقول بصوت منخفض : دا انا اخدتها من مامتك بالعافية .. بس وجودها وسطنا مهم لسببين 

همست كارمن تتساءل بفضول : ايه هما؟

أجاب أدهم بصدق ، وهو ينظر في عينيها : اول حاجة عشان مش عايزك تحسي انك لوحدك انهاردة بعد اللي حصل و عشان انا كمان عايز احسكم جنبي و أدفي بيكم في حضني ..

ثم أضاف ، وهو يغمز لها بمكر : التاني بقي محتاجين نقوم فايقين الصبح بدري و انا مابقتش ضامن سيطرتي علي نفسي .. قدام الجمال دا كله يعني ملك هتبقي درع دفاعي ليا الليلة دي

ضحكت كارمن بخفة عندما فهمت ما يقصده ، وهمست برقة وهي تضع يدها بجرأة على صدره : يعني بعد السيطرة الفولاذية دي كلها علي نفسك طول المدة اللي فاتت .. حبكت الليلة دي تحتاج درع دفاعي لنفسك

همس أدهم ببحة رجولية مثيرة بجوار أذنيها : الاول كان ممكن لانك كنتي بعيدة دلوقتي انتي بين يدي الموضوع مختلف خالص

ازدردت كارمن ريقها بإرتباك من همسه الخطير لها قائلة بصمود ضعيف : طيب روح غير هدومك عشان ننام ورانا سفر الصبح و يوم طويل...

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في منزل مالك البارون

دخلت يسر إلى الشرفة الواسعة حيث كان زوجها جالسًا منذ بضع دقائق ، وهي لا تعرف ماذا يفعل في مثل هذا الطقس بالخارج؟

يسر بإستغراب : حبيبي انت قاعد هنا ليه الجو بدأ يبرد دلوقتي؟

حرك مالك رأسه يجيبها بعقل شارد : حاضر حبيبي هدخل دلوقتي

جلست بجانبه قائلة بتسائل : انت كنت بتكلم مع مين من شوية!!

مالك بتفكير : دا ادهم .. 

تسألت يسر وهي تلوح بيدها أمام وجهه : ايه سرحت في ايه؟

رمش مالك بعينيه وقال بهدوء : بفكر في اللي طلبه مني

يسر بفضول : طلب ايه!!

اجاب مالك بحيرة : عايزني ابعت حد دلوقتي للصعيد يجيب معلومات عن اهل كارمن هناك

ضاقت عينيها بدهشة : اهل ابوها .. وبمناسبة ايه بيدور عليهم؟

مالك بتفسير : مش بيدور عليهم .. هما اللي راحو لحد عندهم .. عمها وولاده كانو عند ادهم في البيت و قابلو كارمن .. 

يسر بإستفهام : و هما عايزين ايه منها!

مالك : عايزنها تسافر معهم تشوف جدها هي و امها .. علي حسب كلام ادهم و هو عايز قبل مايوصلو هناك يعرف كل حاجة عنهم وايه اللي في نيتهم خير و لا شر

يسر بإضطراب : ربنا يستر و يعديها علي خير انا بدأت اقلق

مالك بإبتسامة : خير ان شاء الله و كدا احسن الاحتياط واجب .. انا خلاص اتصلت برجالتنا و زمانهم اتحركو علي هناك 

يسر بإبتسامة جميلة : تمام حبيبي ممكن بقي تقوم و ندخل جوا انا تلجت مكاني

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

صباح يوم جديد مليء بالأحداث

في قصر البارون

في جناح ادهم و كارمن

استيقظت بعد أن غفوت لفترة وجيزة من التفكير فيما سيحدث اليوم !!

فتحت كارمن عيناها ورأت أدهم نائمًا ، وملك في منتصف السرير بينهما وهو يعانقها بحماية ، فابتسمت في شكلهم الجميل.

للحظة تذكرت هذا المشهد في نفس الموقف مع عمر اغمضت عيناها و هي تدعي من أجله بالرحمة في سرها ، لولاه ما كانت لتتزوج من أدهم وربما كانت ستبقى ملك محرومة من الأبوة أيضًا ، و حتى لو تزوجت بعد عمر ، فمن يعلم هل كان سيحب ملك بقدر ما يحبها أدهم ، انه لا يحبها فقط هو الذي يعتني بها ويعوضها عن فقدان والدها ويحافظ على ميراثها.

تلألأت الدموع في عينيها بالعاطفة ، أليس هذا سببًا يكفيها لتقع في حبه ، وتسعى وراء إسعاده بكل طاقتها أيضًا؟

من الآن فصاعدا لن تحرم ابنتها من حنانه بل لن تحرم نفسها من نعيم حبه المتدفق ، ستترك مصيرها معه هو من يقودها ، هذه نعمة من الله تدعي أنها تكون قادرة على الحفاظ عليها.

ابتسمت أكثر وهي تخفض عينيها إلى خاتم زواجها الذي يزين إصبعها ، ثم تنهدت وهي تنظر إلى الساعة واقتربت من أدهم ، وتقبّل خده وتهزه برفق قائلةً بصوت خافت : ادهم يلا اصحي

فتح عينيه بنعاس ، وابتسم بلطف عندما رآها أمامه مغمغمًا بنعاس : صباح الخير

كارمن بإبتسامة : صباح النور .. اسفه اني صحيتك بس انت عارف ورانا سفر

ادهم بحب : احلي حاجة اني افتح عيني و اشوفك قدامي .. عارفه ان شكلك حلو و انتي لسه صاحية من النوم

احمر خديها بسبب كلماته المغازلة التي جعلت قلبها ينبض بلا هوادة ، ثم ابتسمت بمكر وهي ترفع حاجبيها ، مذكّرة إياه بما قاله لها من قبل قائلة بدلال : والنبي صحيح يعني مش منكوشة و شبه العفاريت

ابتسم أدهم و هو يضيق عينيه قليلاً ، وهو يربت برفق على خدها : قلبك اسود اوي مابتنسيش ابدا

كارمن بشقاوة : تؤ مش هنسهالك ابدا .. يلا بقي اتفضل قوم يدوب نلحق نفطر و ننزل علي طول

ادهم بتساؤل : هي الساعه كام دلوقتي؟

أجابت كارمن برقة : سته و نص 

تثاءب أدهم وقال بنعاس : محدش بيبقي صاحي من الخدم في الوقت دا .. ممكن نفطر بأي حاجة و احنا في الطريق

كارمن بإعتراض : لا لازم نفطر هنا الاول .. شوف انا هودي ملك لماما زمانها صحيت تصلي الفجر و جهزت نفسها .. هي هتلبس ملك وانا هحضرلنا فطار سريع علي ما تلبس انت

نظر إليها نصف عين قائلا بريبة ، وهو يقرص طرف أنفها : هتعرفي تعملي فطار؟

رفعت كارمن أنفها عالياً وقالت بثقة ، وتكبر مصطنع وهي ترفع سبابتها محذرةً : انا هعتبر نفسي ماسمعتش الجملة دي لمصلحتك

أومأ أدهم برأسه متفقًا وهو يضحك على أسلوبها الفكاهي ، ثم قبلها بحب على خدها ، لتبتسم له بحبور ، وتنهض من السرير وتحمل ملك بحذر وهدوء ، لتخرج من الغرفة.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بعد بضع ساعات مرت في الطريق إلى قنا

أدارت كارمن رقبتها للوراء للمرة التي لا تعلم عددها ، ونظرت إلى السيارة التي كانت فيها والدتها وطفلتها للاطمئنان عليهما.

أمسك أدهم بيدها ، وقال بهدوء وتعجب : ممكن اعرف ايدك متلجة كدا ليه؟

كارمن بقلق : من التوتر 

ادهم بإستفهام : و ليه تتوتري!!

تحدثت كارمن محاولة إطلاق سراح ما يعصف في قلبها حتى ترتاح : غصب عني يا ادهم رايحة مكان لاول مرة في حياتي وهقابل ناس قرايبي معرفش الا حاجات بسيطة عنهم لولا وجودك جنبي انا كانت حالتي هتبقي اسوء من كدا

ضغط أدهم على يدها برفق قائلاً بحنان : الصبح بعد ما صحينا وصلني تقرير عن كل فرد له علاقة بعيلة الشناوي .. جدك راجل طيب و محبوب في البلد .. مافيش منه اي خوف و انا مستحيل كنت هوافق تخرجي من البيت لا انتي ولا مامتك ولا ملك .. واخليكم تروحوا مشوار زي دا قبل ما ابقي متأكد بنفسي ان كل الامور تمام.

ابتسمت كارمن بإتساع ، وقالت بامتنان : ربنا مايحرمناش منك و معلش بقي انا عارفه ان عندك شغل كتير و دلوقتي عطلته عشانا

ادهم بنبرة دافئة : ماتقوليش كدا انتو دلوقتي مسؤلين مني و تهموني اوي

كانت كارمن محرجة من لطفه الزائد معها ، لكنها شعرت بالارتياح من حديثه ، وحاولت تغير مسار الحديث : انت ممكن تنام شوية اكيد ماقدرتش تنام كويس امبارح

ادهم بلؤم : ايه خايفة عليا!

كارمن : طبعا لازم اخاف عليك انت جوزي وواجبي اخاف عليك

نظر إليها أدهم بتمعن : يعني مش عشان بتحبيني؟

همست كارمن بوجه محمر خجلاً : الاتنين واحد

ادهم بتنهيدة : لا يا كارمن الواجب شئ مفروض عليك ممكن بتأديه بضمير لكن مش شرط تحبيه 

أسدلت عينيها في حرج من صحة كلامه ، لكنها تخجل من أن تكشف له ما تكنه نحوه في قلبها ، هي ليس بتلك الشجاعة ، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها.

أما بالنسبة له فقد غضب من صمتها وعدم تبريرها لما قالته ، واكتفى بالصمت ولم يجادل في الحديث أكثر ، ولكن من داخله شعر بالضيق لأنه أراد سماع كلمة "أحبك" منها مرة أخرى ، لكنه بدأ يراوده هاجس أنها استعجلت عندما قالت ذلك في المرة الأولى ، وربما ندمت على قولها.

همس بداخله : لحد امتي هفضل حاسس بأن في حاجز بيني و بينك يا كارمن 

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

ظهرا 

داخل سيارة بدر

حيث يجلس ماجد خلف عجلة القيادة ، وبدر بجانبه ، وزين يجلس خلفه ، وهم على وشك الوصول.

تحدث زين بصوت عالٍ نسبيًا بسبب تيارات الهواء القادمة من النافذة المفتوحة بجانبه : ماجد ماتنساش تنزلني عند المستشفي

بدر بدهشة : معقول يا بني هتروح الشغل دلوقتي بعد المشوار المتعب دا

زين بتفسير : لا يا عمي مش هدخل المستشفي عربيتي سايبها هناك هاخدها و اروح اجيب روان من الكلية

ماجد بمزح : يا عيني علي الشوق مش قادر تصبر لحد لما ترجع لوحدها 

زين يلكزه في كتفه قائلا بقسوة متصنعه : ركز في الطريق و خليك في حالك

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بعد فترة وجيزة امام كلية روان

ترجل زين من سيارته ، ثم سار منتصبا في مشيته بطول قامته ، وعضلاته البارزة ورأسه المرفوع بكبرياء يليق به.

يفتقدها كثيرًا ويتلهف على رؤيتها ، لأن اليومين اللذين أمضاهما بعيدا عنها ، جعلوه يشعر بشوق جارف يقتاد في قلبه لها. 

أشتاق لضحكتها وعنادها وطفولتها واهتمامها به.

دخل زين الكلية وأخرج هاتفه من جيب بنطاله للاتصال بها ، لكنه وجده نافذ الشحن منه ، ضرب جبهته بغضب لأنه نسي شحن الهاتف.

بينما كان يتجول بحثًا عن حل للوصول إليها ، سمع صوتًا أنثويًا ناعمًا يهتف باسمه.

رفع رأسه في اتجاه الصوت ليرى امرأة جميلة جاءت نحوه وابتسمت عندما وقفت أمامه وتحدثت بفرح : ازيك يا دكتور زين

زين بتعجب : الله يسلمك .. حضرتك تعرفيني!!

★★★

عند روان

في نفس الوقت خرجت روان من محاضرتها مع صديقتها وذهبا إلى الحمام ، و كان شارد عقلها قليلاً ، تفكر أنها تود العودة إلى المنزل بفارغ الصبر ، فقد أرسل لها زين رسالة في الصباح بمجيئه اليوم ، لكنها حاولت الاتصال به كثيرا بعدها ، لكن هاتفه مغلق ولم ترغب في إزعاج والدها والاتصال به ، لتسأل عن زوجها.

صاحت رنا أثناء تعديل كحلها في المرايا : انتي يا زفته بكلمك ماتردي!!

انتبهت روان من شرودها قائلة بانزعاج : ايه يا بت براحة بتزعقي كدا ليه؟

رنا بثرثرة : ما انا بكلمك و انتي في دنيا بعيدة اعملك ايه عشان ترودي

روان بنفاذ صبر : اخلصي عايزة ايه يا رغاية؟

رنا بتعجل : ابدا يا اختي خطيبي سمسم كلمني و هو مستني برا هخرج له انتي شكلك مطولة في الحمام 

روان بضحكة ساخرة : خلاص اطلعيلو يا عصفورة الحب ماتشغليش بالك بيا 

رنا : تمام باي يا مزة 

خرجت روان بعد قليل في طريقها إلى بوابة الكلية ، لكنها فوجئت برؤية زين هناك ، وكانت سعيدة للغاية وكادت أن تتجه نحوه ، لكنها إنصدمت بسيدة جميلة تردد باسمه وتتقدم نحوه ، ثم بدأوا في الحديث ، كأنهم يعرفوا بعضهم البعض منذ فترة طويلة.

لا تعرف تحديدا ما تشعر به ، هل هو غليان في رأسها شديد الحرارة ، أو حريق في صدرها ، أو ربما كلاهما معًا ؟ 

بالكاد خطت خطوة إلى الأمام للوصول إليهم ، لكنها سمعت صوتًا يناديها.

★★★

عند زين

زين : حضرتك تعرفيني!!

قالت بتفسير : ايوه طبعا حضرتك مش فاكرني انا رحاب محي اخت عائشة محي .. كانت زميلة ليك في الدفعه و كنت بشوفك كتير لما بروحلها الكلية 

قال زين مبتسمًا بخفة ، وهو يضع يديه في جيب بنطاله : ايوه افتكرت صحيح انتي طالبة هنا في الجامعة 

رحاب بضحكة بسيطة : لا انا حاليا معيدة هنا .. انت ليك حد هنا معانا في الكلية

زين بنفس الإبتسامة : ايوه مراتي هنا في تانية تجارة 

رحاب بنبرة رقيقة : تمام يا دكتور مبسوطة اني شوفتك عن اذنك لازم امشي 

بالتزامن مع رحيل رحاب ، لاحظ أن روان تقف على بعد مسافة منه ، فابتسم لها بشوق ، لكن ابتسامته اختفت واستبدلت بعبوس شديد عندما رأى شابًا طويل القامة يقترب منها ، ويتحدث معها.

★★★

عند روان

.... : لو سمحتي

نطقت روان عيناها مثبتتان على زين و من تقف معه : نعم

....بأدب : انا اسف جدا علي اني وقفت حضرتك .. انا ياسر مجدي كنت معاكي في المحاضرة و كنت محتاج منك خدمة

نظرت إليه روان وهي متوجسة ، فماذا يريد منها قائلة بحذر : أأمر اقدر اساعدك في ايه!!

ياسر بحرج : بصراحة في شرح فاتتني من غير ما اكتبه فلو تسمحي تديني دفتر المحاضرات بتاعك اكتب للي فاتني و ارجعه ليكي مع زميلتك رنا هي بنت خالتي بس للاسف مالحقتهاش شكلها مشيت

تنهدت بابتسامة هادئة : و لا يهمك اتفضل وانا هبقي اخده منها المحاضرة اللي جاية

قال ياسر بامتنان وهو يأخذ منها دفتر الملاحظات : متشكر و ممنون ليكي جدا علي ذوقك

....: كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات

كانت على وشك الرد عليه ، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب ، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفهم بوجه صارم.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في منزل الحج عبدالرحمن

ولج الجميع إلى الداخل ، وكان كل قلب ينبض بطريقة مختلفة عن الآخر.

مزيج من المشاعر المتضاربة بين الخوف والقلق والحزن والفرح.

ظهرت حياة من خلف الخادمة و هي تهلهل بفرح : يا الف مرحب بالغاليين حمدلله علي السلامة

التفت إليها ماجد وقال لها بتعب : عمتي و النبي انا سايق بقالي ساعات وعايز اكل جعان وانا هموت من العطش 

وبخته حياة بيأس : يا ولد اهمد شوية و عايز تشرب المطبخ عندك روح و سيبني اسلم علي الناس

أضافت بابتسامة وهي تنظر إلى وجه كارمن ومريم واقتربت منهما وقبلتهما بمودة : منورين و الله .. انا حياة ابقي عمتك يا كارمن 

كارمن بإبتسامة : اهلا بيكي يا عمتي

حياة بود : منورة والله يا ست مريم الدنيا نورت بمجيتكم

مريم بإبتسامة : ان شاء الله تعيشي يارب و اسمي مريم علي طول من غير ست

حياة : ماشي يا غالية 

ثم أضافت وهي تنظر إلى أدهم : اكيد انت يا ولدي جوز بنت اخوي مش كدا

ابتسم ادهم بإحترام : ايوه انا .. اتشرفت بيكي يا حجة حياة






حياة ببشاشة : ربنا يعزك يا ابن الاصول .. مايصحش نفضل نتكلم واحنا واقفين كدا اتفضلو الجماعه جوا 

أمسكت كارمن بيد أدهم ، الذي كان يحمل ملك على كتفه ، وهم يدخلون الي المندرة ، ابتلعت لعابها و هي تري رجلاً عجوزًا جالسًا على كرسي ضخم في وسط الغرفة ، تظهر عليه الهيبة على الرغم من تقدمه في السن. 

ابتسامة إرتسمت علي شفتي الحاج عبد الرحمن عندما رآهما يدخلان ، وتعرف على كارمن التي وقفت بجانب زوجها و تبدو مرتبكة. 

حياة بإبتسامة : الجماعه وصلو يا ابوي .. اتفضلو البيت بيتكم

وقف الحج عبدالرحمن مستقيما علي عكازه و تحدث بصوت اجش : يا اهلا و سهلا نورتو المكان 

ذهب إليه أدهم يسير بثقته المعتادة ، وبجانبه كارمن التي اكتسبت الثقة منه أيضًا. 

تحدث ادهم بهدوء ، وهو يصافحه : بنورك يا حج عبدالرحمن انا ادهم البارون جوز حفيدتك

الحج عبدالرحمن بوقار : يا مرحب بيك يا ولدي يارب السكة ماكنتش طويلة عليكم

ثم أردف بحبور محدقًا فى كارمن : تعالي يا كارمن انا جدك

كانت كارمن تنظر إليه بشيء من القلق ، لكنه تلاشي عندما شعرت بالحنان في صوته 

تركت يد أدهم تلقائيًا وذهبت إليه ، ليعانقها لطف و محبة كبيرين ، وشعر وكأن ابنه الغالي قد عاد إليه من جديد. 

سقطت دمعة واحدة من عينيه بتأثير قوي : الحمدلله ان ربنا مد في عمري وشوفتك قبل ما اموت يا بنت ولدي الغالي

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند زين و روان في الجامعة

.... : كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات

كانت على وشك الرد عليه ، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب ، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفها بوجه صارم.

ابتلعت لعابها ثم قالت بابتسامة متوترة ، بعدما لاحظت وجه زين المتجمد الذي كان يقف بجانبها ولف يده على ظهرها لتكون قريبة منه ، لتقدمهما لبعضهما البعض : احم دا دكتور زين جوزي .. و ياسر زميلي وقريب صحبتي استلف مني دفتر المحاضرات

زين ببرود : وهو مافيش غيرك ياخد منه الدفتر

حدقت روان في وجهه بصدمة من رده الوقح ، الأمر الذي أحرج بالتأكيد هذا الشاب المسكين الذي يقف كطالب يوبخه معلمه لفشله في الامتحان.

قال ياسر بحرج ، وشعر أنه إذا مر المزيد من الوقت أثناء وقوفه مكانه ، فإن هذا الأسمر الشرس قد يدق عنقه ، حيث أن مظهره لا يوحي بالخير : زي ما انت شايف حضرتك الكل مشي .. عموما متأسف و شكرا مرة تانية يا مدام روان و بعتذر لك يا استاذ زين لو عطلتكم بالاذن

هتفت روان في زين بإستنكار بعد رحيل ياسر : ممكن اعرف ليه اتعاملت بالطريقة دي معه؟

نظر إليها زين بغضب و تحدث ساخرا بصوت خفيض ، حتى لا يجذب الأنظار من حولهم ، وكان قلبه يغلي من ذلك الأحمق الذي جعلها تبتسم له بغير حق : المفروض اصقفلكم وانا شايفك واقفة بتضحكي معه .. يلا امشي قدامي علي العربية مش عايز اتهور عليكي وسط الناس

رواية مزيج العشق
 الفصل الرابع والثلاثون34
بقلم نورهان 



 (لهب العشق) 

احتضنني اللهب وخطفني إليه لأنعم بدفئه ، وتوهجه الذي يضيء قلبي...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منزل الحج عبدالرحمن

يجلس الجميع بعد الغداء بابتسامة إرتياح على وجوههم ، مما يعكس القلق الذي شعروا به حالما دخلوا هذا المكان لأول مرة

تكلمت كارمن مع الحاج عبد الرحمن الذي تجلس على قدميه ملك ، وهي تلعب بعكازه : جدي كفاية علي ملك كدا دي شقية جدا و مش هتزهق من اللعب 

الحج عبدالرحمن ببشاشة : لا سيبيها معايا انا مبسوط بها

بدر بمزح : لو روان هنا كانت غارت من ملك علي جدها

كارمن بإستفسار : روان دي بنت حضرتك مش كدا

بدر : بالظبط روان بنت عمك زمان زين جايبها من الكلية و جايين في السكة 

حنان بعفوية : طول الايام اللي فاتت مش بتتكلم غير عنك و نفسها تشوفك 

تكلمت حياة وهي تنظر بذهول إلى حنان التي خرجت الآن من صمتها ، فهي منذ البداية لا تتحدث كثيرا كالعادة وتريد أن تفهم ما بها : ايه رأيكو تطلعو تغيرو هدومكو و تستريحو من السفر .. انا مجهزة الاوض بنفسي و كل حاجة زي الفل

مريم بإبتسامة : تسلم ايدك حبيبتي تعبناكي معانا

ابتسمت حياة لتقول بود : تعبكم راحة و الله ماتقوليش كدا معنديش اعز منكم

نهضوا جميعًا وذهبت كارمن لتأخذ ملك من علي قدم جدها ، ثم خرجت مع حياة ، لكن مريم توقفت فجأة عندما هتف الحاج عبد الرحمن بإسمها.

مريم بإحترام : نعم يا عمي

الحج عبدالرحمن بإبتسامة : تعالي اقعدي شوية معايا بنتي عايز اتكلم معاكي...

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في سيارة زين

نظر إليها من زاوية عينيه ، ليراها علي نفس الحال تحدق من النافذة ، وهي عابسة بشدة.

نفخ زين ، ليقول بحنق : هتفضلي ضاربة بوز كدا لحد ما نوصل و لا ايه .. بقي دا وش تقابلي به جوزك وهو لسه جاي من سفر

اتسعت عيناها بدهشة وهي تنظر إليه ، قائلة بتعجب ملئ بالاستنكار من حديثه : انت كمان هتطلعني غلطانه بعد اللي انت عملته!!

هتف زين بتحذير : احسنلك بلاش تفتحي الموضوع دا تاني خصوصا دلوقتي مش كفاية انك بتكسري كلامي

نظرت إلى الأمام ببلاهة ، مشيرة إلى نفسها ، قائلة باستنكار : نعم امتي انا كسرت كلامك يا زين قولي امتي قصرت حتي معاك 

زين بتهكم : والله انتي ادري يا مدام ..

ثم اردف بجدية : احنا اتفقنا ماتضحكيش مع حد حصل و لالا

زفرت روان بنفاذ صبر : زين بلاش جنان انا مكنتش بضحك معه انت ليه مكبر الموضوع كدا .. قولتلك انه قريب صحبتي و معانا في نفس السنه .. زي ماشوفت بعينك .. ماكنش ينفع يطلب مني خدمة بسيطة زي دي و اكسفه .. دا عادي بيحصل بين الزملاء انت اكتر واحد عارف كدا 

جز زين علي اسنانه ، ليقول بغضب : اوعي تفتكري حركة ان مافيش غيرك ياخد منه المحاضرة دي دخلت عليا .. انا فاهم حركات الشباب دي كويس مش مختوم علي قفايا يا هانم 

أوقف السيارة أمام مدخل المنزل ، وأدار جسده نحوها ، وسمع صيحاتها بصوت هائج يملأه الضيق الشديد : وانت تسميها ايه لما اشوفك واقف قدام عيني مع وحدة و بتكلمو كأنكم تعرفو بعض من زمان .. كان ممكن برده اعملك مشكلة و احرجك زي ما احرجتني بس انا عندي ثقة فيك يا زين لكن انت ماعندكش ثقة فيا و لا في حبي ليك

بعد أن أنهت جملتها ، مدت يدها وفتحت باب السيارة للخروج ، وكانت على وشك البكاء بل انها تذرف الدموع بالفعل.

قام زين بضرب عجلة القيادة بغضب على سلوكه الفظ معها ، لكنها جعلته يفقد عقله من غيرته عليها ، فمن يقع عليه اللوم الآن ، هو أو هي؟

ترجل أيضا من السيارة ، ثم أغلق الباب خلفه بعنف ، سرعان ما خطى خطواته خلفها ، وعندما وصل إليها جرها من ذراعها بعنف ، ليلفها تجاهه قائلا بسخرية : استني هنا هو انا سواق عندك عشان تسيبيني وتمشي كدا

تأوهت هي بألم عندما إصطدم جسده الصلب بجسدها ، وتمتمت بوهن بسبب الدموع والتعب الذي أصابها : اوعي ايدك عني

نظر زين إليها بندم ، وهو يرى دموعها على خديها ، قائلا بغيظ : بلاش جنان وشغل عيال يا روان بتعيطي ليه دلوقتي؟

حدقت روان فيه بدهشة من قسوته ، ثم بدأت بالصراخ بغضب كالمجنونة ، وقد فقدت السيطرة على نفسها من برودة أعصابه ، وكما يقولون ، يمكن أن تنفجر لأدنى سبب : عشان انا خلاص تعبت منك يا زين انت واحد اناني و مستبد من الاول و انا مستحملة كل حاجة منك .. بس توصل انك تقلب الدنيا عشان ابتسمت مع زميل ليا من باب الذوق يبقي انت متوقع مني الخيانه و مابتثقش...

وضع زين يده على فمها ، ليمنعها من الاستمرار في حديثها الأحمق ، هامسا بهسيس وأنفاسه الحارة تحرق بشرتها الناعمة : اخرسي مش عايز اسمع ولا كلمة تانية و الا هدفنك مكان ما انتي واقفة سامعه

اتسعت روان عيناها بذعر من همسه المخيف ، ثم حاولت أن تخفض يده عن فمها لإبعاده عنها ، لتتمكن من دخول المنزل ، لكنه لم يتحرك مثل الجبل من مكانه.

عضت يده بأسنانها في حقد منه حتى أنه ئن من الألم واستشاط غضبًا منها ، ثم انحنى فجأة ورفعها على كتفه مثل الزكيبة ، ليمشي بها إلى الداخل ، وهي تهتف برعب حيث جفت الدموع علي وجنتها : انت اجننت يا زين ايه اللي بتعملوا دا نزلني!!!

بدأت في توجيه ضربات خفيفة على ظهره والركل بقدميها في الهواء.

زين بزمجرة : عليا النعمة لو سمعتلك صوت لا اكون ضربك  .. و انسي خالص اني دكتور و متحضر .. فاتلمي و بطلي حركة خلي يومك يعدي

احمر وجه روان وهي تضع يديها على فمها ، لتمنع نفسها من نطق أي كلمة قد تؤدي بها إلى مشكلة أخرى هي في غنى عنها ، وقد استراحت قليلاً بعد أن أفرغت ما في قلبها. 

بينما هو يركض بخطوات واسعه ، وهي على كتفه حتى لا يشعر أحد من المنزل بوجودهم.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في الاعلي في غرفة حياة 

دخلت الغرفة ، وخلفها حنان التي أغلقت الباب عليهم ، وسارت تجلس على الكرسي بجانب كرسي حياة.

حياة بحيرة : في ايه يا خيتي من وقت ما الناس وصلو و انتي مدة بوزك شبرين قدامك ؟

اردفت بينما اتسعت عيناها بتعجب : انتي مش فرحانه اننا وصلنا لبنت اخوي!!

حنان بصدمة : ايه اللي بتقوليه دا .. اكيد فرحانه عشان عمي الحج عبدالرحمن

اردفت بتوتر : بس غصب عني معرفش ليه مقبوضة من مجيتهم

حياة بعدم فهم : يعني ايه مقبوضة يا حنان ؟

حنان بإندفاع : الصراحة يعني مش مطمنه للست مريم دي خالص .. من وقت لما شوفتها خايفة بدر يحط عينه عليها و يتجوزها 

صفعت حياة على صدرها وصرخت في وجه حنان باستنكار شديد : يخرب مطنك يا وليه يا خرفانه كيف تفكري كدا ؟

حنان بغيرة : يعني انتي مش شايفها دي كأنها بنت تلاتين سنة  مش جدة .. دا غير ان بنتها متجوزة اخوه جوزها يعني الموضوع مش غريب عنهم

قالت حياة بعدم تصديق ، وهي تضرب كف على كف : حقيقي انتي اتجننتي من عقلك بدر بعد العشرة اللي بينكم السنين دي هيعمل كدا

اضافت بخذلان : انا حزينه من ظنك في الناس 

ثم اكملت بصرامة : و ماتكلميش كدا تاني يا حنان الكلام الماسخ دا قدام حد و لا حتي بينك و بين نفسك استغفري ربنا و استهدي بالله

حنان بتنهيدة : استغفر الله العظيم يارب

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في غرفة زين و روان

استمر في المشي ذهابا وإيابا في الغرفة بغضب ، منتظرًا خروجها من الحمام ، لأنها عندما دخلوا الغرفة وأنزلها على الأرض ، ركضت إلى الحمام و قد مر اكثر من عشر دقائق ، وهي في الداخل.

بعد عدة دقائق 

فتحت روان الباب للخروج من الحمام مرتدية بيجاما مريحة ، ولكنها مجسمة على جسدها الفاتن. 

بعد أن أخذت حماما سريعا أنعشها من التوتر العصبي ، والإرهاق الذي أصابها لاستعادة نشاطها الكامل.

كان زين متوتر بعدما شاهد شكلها الأنثوي الجميل ، لكنه سيطر على نفسه ، وتتمتم بسخرية : ما لسه بدري يا مدام اخيرا خرجتي 

مرت روان بجانبه ، ورفعت شعرها الطويل ، وربطته حتى لا يزعجها ، ولم تهتم به كأنه لم يتكلم ، فاغتاظ من تجاهلها الواضح له.

صاح زين وهو يتبعها بنرفزة : لما اكون بكلمك تقفي وتردي عليا .. سامعة

التفتت روان إليه ، وهي تصرخ في وجهه أيضًا : انت مش ناوي تجيبها لب...ر

بتر جملتها عندما انحني عليها ، وهو يمسك وجهها بكلتا يديه ، ويقبلها  قبلة عنيفة قاسية فإختل توازنها ، ووضعت يديها تلقائيا على مرفقيه تتشبث به حتى لا تسقط بسبب هجومه الضاري عليها.

لم تقاومه في البداية لأن عقلها توقف عن التفكير لبرهة ، لكنها استعادت وعيها وحاولت رفع يدها لدفعه بعيدًا عنها ، لكنه أدرك نواياها وانها تريد الهروب.

قبض علي خصرها وضغط عليه بقوة ، ويضغط  على شفتها  و يتعمق بنهم وشغف أكبر في تقبيلها ، ممَ جعلها تذوب في يده في لحظات وردية لم تحسب كم عددها.

كان يفرغ كل القهر الذي يكوى صدره  بشفتيها ويرتشف منها شهد العسل ، لتجعله ينسي من هو.

ترك زين شفتيها علي المهل رغماً عن إرادته ، ليجعلها تتنفس ثم دفن وجهه في تجاويف عنقها المرمر ، وأنفاسه الحارة تذوبها بحرارة مثل شمعة في نيران عشقه.

همس بصوت أجش رجولي من بين انفاسه اللاهثة : سيبتك تكلمي و تزعقي و تخرجي كل اللي جواكي كفاية جنان لحد كدا كل كلامك غلط

همست بتخدر : وايه هو الصح؟

رفع زين رأسه ببطء وحدق فيها بإفتتان ، كانت وجنتاها حمراء اللون ، لذا بدت جذابة ومغرية.

تمتم زين بغيظ : يا غبية افهمي انا بحبك وبغير عليكي من اي حد 

رددت روان ببلاهة وعدم استيعاب ، وشعرت أن قلبها ينبض من الفرح : بتحبني!!

زين بشبح ابتسامة على فمه : مش بقولك غبية انا مقصدتش اجرح كرامتك و لا اتهمك ولا اقدر اشك فيكي .. انتي القلب الطاهر اللي شفي كل جروحي بس انا بغار عليكي اوي .. عارف اني زودتها مع الواد زميلك بس حسي بيا انا راجل و بحب مراتي ماقدرش ابقي بارد و اعديها من غير ما انفعل شوية

روان بحزن : وماقولتش كدا ليه و احنا في العربية 

زين بندم : كنت متعصب اوي انا فعلا اناني زي ما قولتي مش عايز حد يقربلك او يبصلك حتي

اردف بزمجرة : مايغركيش اني دكتور و تعليم عالي و الشويتين دول .. انا في الاول و الاخر راجل بيعشق و يغار و مش شايف غير اللي مجننه امي من يوم ما اتجوزتها

هربت منها ضحكة عالية بسبب كلماته ، وهي تشعر بمدى سيطرتها على مشاعره بهذا الإعتراف.

همست روان له دلال ، بعثر كيانه وهي تلف يديها حول رقبته ، وتضم جسدها على جسده اكثر : حقك عليا يا قلبي انا كمان والله بغير عليك 

اردفت في سخط فجأة ، وهي تبتعد عنه وتضع يديها علي خصرها : ماقولتليش تطلع مين دي اللي كنت واقف معها يا سي زين؟

قهقه زين على كلامها وتحولها من رقة إلى عنف في ثوانٍ ، ثم أجاب ببساطة : دي معيدة في الجامعه عندك و اخت زميلة كانت معايا في طب .. جت تسلم عليا وراحت لحالها بس كدا

روان بمزح : اذا كان كدا براءة 

تحدث زين وهو يتنهد الصعداء : الحمدلله عديت من الامتحان الصعب دا علي خير

ضحك الاثنان بشدة حتى اختفت الابتسامة عن وجه روان التي صاحت بدهشة : اومال فين بنت عمي انا نسيتها خالص؟

ضرب جبينها برفق قائلاً بمرح : لسه فاكرة تسألي عنها دلوقتي اكيد وصلت مع ابوكي قبل ما نيجي بكتير 

تمتمت روان بتعجب وهي تنظر إليه بغيظ : غريبة مالمحتش حد و انت شايلني زي الشوال لحد هنا

زين بضحكة : هموت من كلامك يا بنت الايه انتي اعقلي

اخرجت لسانها وهي تلاعب حاجبيها بحركة مضحكة ، ثم قالت برقة مقصودة : لا مش هعقل قبل ما اجننك يا روحي

أمسكها من خصرها وجذبها حتي التصق جسده بجسدها حيث وجهها الخجول بات قريبًا جدًا من وجهه : انتي خلاص جننتيني و اخدتي قلبي و عقلي و روحي وفلوسي وصحتي حياتي كلها ليكي

نظرت إليه بابتسامة عاشقة تزين ثغرها ، بينما قلبها يدق مثل الطبول ، ثم همست بشرود في ملامحه : وحشتني

جلس زين على حافة السرير خلفه ، وجعلها تجلس علي قدميه ، قائلا بصوت هامس في أذنها : مش اكتر مني 

همست بدلال : تؤتؤ انا اكتر

جعلها تستلقي على السرير فجأة ، ثم إشرف عليها بجسده الضخم قائلاً بنظرة ماكرة : اثبتي كلامك بالفعل

"زين"!!

همست روان باسمه في إستحياء ، وارتباك من حركته المفاجئة ونظراته المتفحصة لها.

"ويلاه" إن نطقها لأحرف اسمه لم يبعثر فؤاده فقط بل كيانه بأكمله ، وكانت هي الشعلة التي توهجت بها مشاعره اليها ، ولن تنطفئ إلا بقربه منها.

ابتهجت أساريره حينما وجدها تلف ذراعيها حول رقبته بخجل و رقة ، ليقترب أكثر فأكثر حتى لامست أنفاسه الساخنة وجهها.

ابتلع زين لعابه بتوتر ، وهو يجول بعينيه على كامل وجهها ، ثم صوب نظراته في نقطة معينة ، وبدأ بتقبيل شفتيها قبل صغيرة ببطء حتى استجابت له بخجل  ، ليقتحم  شفتيها التي اشتاق لها في بضع دقائق يقبلها  بشغف وشوق ، لكنه فجأة أصيب بالجنون عندما شعر أن شفتيها الناعمتين تحاول التناغم مع شفتيه بقلة خبرة أفقدته رشده كلياً.

نزل زين إلى رقبتها ، ووزع عليها قبلاته ، خلال ذلك بدأ في خلع قميصه عنه جسده ،

كادت تذوب في يديه بسبب الخجل من قبلاته ، بينما يقبل كل إنش منها ببطء وعشق شديد ، لتنصهر كل حصونها الضعيفة وتطوق رقبته مع العبث في شعره بهذيان.

وتتركه يحكي عن اشتياقه إليها ، وحرمانه من النعيم من قربها وهي بين ذراعيه على طريقته الخاصة ، وهو يقبل كل شيء فيها بلهفة ، لعله يستطيع الإرتواء منها ، لكن كلما اقترب اكثر ، زاد شوقه للمزيد اكثر وأكثر.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في غرفة ادهم و كارمن

خرج من الحمام يجفف شعره بعد أن أخذ حمام منعش من عناء السفر.






رأي كارمن تجلس على الكنبة أمام السرير العريض في وسطه ملك نائمة بكل براءة ، وتحتضن لعبتها الصغيرة.

ابتسمت كارمن بحبور عندما وجدته يمشي باتجاه الطفلة الصغيرة ، ويقبل شعرها بحنان ، ويدثرها جيدا ثم مشى نحوها ، وجلس بجانبها علي الأريكة.

همس أدهم وهو يعطي المنشفة لكارمن ، وانحنى قليلاً بجزعه ، فأمسكتها وبدأت تجفف شعره بلطف : ايه يا حبيبي ليه مانمتيش شوية ؟

رفعت كارمن كتفيها بعدم معرفه قائلة ببساطة : مجاليش نوم 

ادهم بهدوء : لازم بتفكري في حاجة؟

وضعت المنشفة على حافة الأريكة ، ثم التفتت إليه واستلقيت في حضنه ، لف إحدى ذراعيه حولها ، وبدأ بالأخرى في المداعبة خصلاتها الناعمة بحنو.

كارمن بسرور : مبسوطة اني جيت وحاسة اني مرتاحة اوي .. جدي طلع طيب و حنين زي انت ما قولتلي

ادهم بإبتسامة : يارب دايما مبسوطة .. انا كمان حسيت بيك كان باين عليكي لما اندمجتي بسرعه في الكلام معهم.

أومأت برأسها قائلة بهدوء : طلعو كلهم ناس طيبين .. وكمان انا فكرت واحنا في الطريق لهنا اكيد بابا لو عايش كان هيفرح بمسامحة و رضا ابوه عنه و انا عايزة بابا يبقي مرتاح في قبره لما يعرف اني سامحت جدي .. 

اضافت بتساءل : بس اللي محيرني يا تري جدو عايز ماما في ايه؟؟

ادهم بثقة : اكيد هيصالحها 

اردف بفخر واعتزاز : بس عارفه انك عجبتيني جدا لما لاقيتك واقفة بثقة .. كنتي قوية في وقت حد غيرك كان ممكن ينهار او الخوف يسيطر عليه بس انتي اتعاملتي مع الموقف بشجاعه و لباقه

كارمن بتنهيدة شاردة : انا مش قوية ابدا بالعكس انا ضعيفه اوي .. بس من يوم ما بابا سابني انا وماما لوحدنا بقيت بكتم مشاعري جوايا .. ماما كانت ليا اب وام مع بعض .. كان لازم انا كمان احاول اعملها حاجة كنت بذاكر كتير و مش بخرج مع اصحابي و مش بتعامل مع حد ولحد ما وصلت سن 17 سنه كان شعري قصير جدا .. بس لما دخلت الجامعه بدأت اسيبو يطول شوية.

نهضت كارمن من عناقه ، ثم رفعت بصرها إليه ، فوجدت عينيه مثبتتين عليها ، وتلمعان بحب.

اعتدلت في جلستها بشكل مريح قائلة بصدق : انا مبسوطة اكتر بوجودك انت معايا وسطهم .. قوتك انت خليتني اواجهه من غير خوف

ابتسم ابتسامة عريضة،  وسحبها على صدره ثم تحدث بصوت هامس ، وهو يربت برفق على ظهرها : يا قلبي مفيش شخص قوي طول الوقت كل واحد له لحظة ضعف .. بس المهم انه يبقي حواليه ناس بيحبوه عشان يطمن بدعمهم.

حل الصمت بعدها قليلا ، وبعد مدة شعر بإنتظام أنفاسها على صدره ، فعرف أنها قد نمت ، فظل على وضعه حتى لا يقلقها ، وبعد فترة وجيزة نام هو الأخر.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند زين و روان

توسدت صدره وعيناها مغلقتان ، منهكة قليلاً 

لا شيء يكسر الصمت الذي يحيط بهم سوى أنفاسهم السريعة و التي بدأت تهدأ تدريجياً ، بعد انتهاء تلك العاصفة المليئة بالمشاعر  بينهما.

سمعت همسه الحنون في أذنها ، وهو يشد من ضمه اليها اكثر علي صدره : مبروك يا حرم الدكتور زين الاسيوطي

ردت روان بينما تحمر خجلاً ، وتمرمغ وجهها أكثر في صدره ، وغطت جسدها بالكامل تحت البطانية بحياء خجول : الله يبارك فيك يا حبيبي

زين بضحكة : ارفعي وشك طيب هتفضلي مستخبيه تحت اللحاف كدا .. بتخبي ايه ما خلاص كل شئ انكشف و بان

وخزته في الجنب بحرج : زين لو سمحت بطل قلة ادب 

تأوه زين بوجع طفيف ، وقال ضاحكًا : بهزر خلاص ماتزعليش .. تعرفي اني مبسوط من اللي حصل دا

روان بعدم استيعاب : اللي هو ايه؟

زين بمكر : خناقنا سوا .. يا سلام لو كل مرة ينتهي النهاية دي .. هتخانق معاكي كل ساعة

قالت روان وهي تحاول النهوض من بين ذراعيها بصوت خفيض : احم انا هقوم اخد شاور

أمسكها من خصرها لمنعها من الحركة قائلا بخبث : اجي معاكي

شهقت روان وقالت بعبوس : تيجي معايا فين هو انا طالعه رحلة

رفع حاجبيه ليقول ببراءة خادعة : انتي الخسرانه حبيت اعرض خدماتي واساعدك يمكن تحتاجي حاجة كدا و لا كدا

روان بزمجرة : بس بقي يا زين عيب كدا

زين بصدمة : ايه هو اللي عيب يا هبلة انا جوزك لحقتي تنسي 

روان تكاد تبكي بسبب جرأته ، و بدأت بالتحرك في محاولة للهروب من قبضته : يخربيت كلامك دا منظر دكتور محترم دا ازاي

ضحك زين بخبث : دكتور مع الناس كلها بس معاكي انتي .....

همس لها بالكلمة الأخيرة في أذنها ، فإنصبغت وجنتاها من فرط الخجل ، وضربته في بطنه بكوعها وركضت إلى الحمام ، وهي تلف نفسها في ملاءة السرير دون أن تفكر فيما سترتديه عندما تخرج.

بعد عدة دقائق 

خرجت روان وهي تنظر إلى الأسفل في حرج ، وتلف جسدها الرشيق بمنشفة فقط ، وشعرها مبلل قليلاً ويتساقط منه قطرات على رقبتها.

لمحت زين يتوسط الفراش بكسل كما تركته ، بينما هو يتأملها بنظرات لامعة وثاقبه بابتسامة محبة على وجهه ، ثم أشار إليها بإصبعه حتي تقترب منه ، لكنها همست قائلة بعقل مشوش : لحظة هلبس هدومي و اجي

هز رأسه بصمت مستنكرًا ، مصرًا عليها أن تأتي إليه. 

تنهدت روان في إحباط من إصراره ، وسارت بخجل إلى السرير قبل أن تتمتم بخفوت : جيت اهو في حاجة!!

وضع زين يده على المكان الفارغ المجاور له علي السرير مبتسما بمكر : اقعدي و خلي ظهرك ليا

علقت عيناها إلى السقف بحيرة من طلبه ، لكنها نفذته دون اعتراض.

اقترب منها اكثر ، لتنبعث حرارة جسده الملتصق بها في انحاء جسدها ، ثم رفع يده لإزاحة شعرها إلى جانب واحد.

أغمضت عينيها عندما هبط برأسه ، وشعرت بشفتيه تقبل رقبتها من الخلف بطريقة بطيئة.

بعد ذلك شعرت بشيء بارد يلامس عنقها.

أنتهى من إغلاق السلسلة خلف رقبتها ، فأنزلت رأسها قليلاً ، ثم شهقت مندهشة من جمال الفراشة التي كانت تزين عنقها.

أمسكت بها تلامسها بأصابعها ، واستدارت بجسدها اليه قائلة بسعادة : الله حلوة اوي دي بتاعتي

أومأ زين إليها وهو يتأملها وعيناه متلألأتان بعشق وابتسامة محبة تحتل شفتيه : ايوه يا قلبي

روان بابتسامة جميلة جدا قالت بدلع : تعيش وتجيبلي يا زيون ربنا يخليك ليا

زين بإستنكار : ايه زيون دي!!

تنحنحت روان بحرج : بدلعك ايه مش حلو!! 

زين بنظرة خبيثة أوشك علي تقبل ذقنها : منك انتي حلو بس لو اخره ياء هيبقي احلي جربي تقوليها كدا

دفعته روان من كتفه بتذمر طفولي : زين وبعدين معاك بقي .. هي السلسلة دي بمناسبة ايه ؟






زين بإبتسامة حنونه : ممكن تعتبريه عربون صلح

روان بذكاء : معني كدا انك لسه هتجيبلي حاجة كمان!!

زين يمسح إبهامه على خدها قائلاً بحب : انتي اطلبي اي حاجة و انا هنفذها

غمغمت روان بتفكير : اطلب اي حاجة اي حاجة

أومأ إليها في صمت

نظرت إليه روان ببراءة وقالت برجاء : عايزة اروح البحر بقالي كتير اوي ماشوفتوش

همس زين متظاهرًا بالدهشة : ايه دا هو انا غلطت اوي كدا!!!

روان بتحذير : زين بطل رخامة

ضحك زين على أسلوبها قائلا بقلة حيلة : ماشي يا ست روان اوديكي البحر .. عايزة حاجة تانية؟

قبلته علي خده برقة وأردفت بدلال : هبقي أفكر واقولك .. حبيبي يا ناس

حدق بها زين بتردد : عايز اقولك حاجة بس من غير تزعلي؟

نظرت إليه روان بقلق لتسأل : حاجة ايه!!

أجاب زين بجدية : و انا بشتريلك السلسلة قابلت ريهام

رمشت روان ، وقالت بعدم فهم : تطلع مين ريهام دي؟

زين بصوت أجش : اللي حكيتلك عنها في بداية جوازنا 

صُدمت روان وتحول وجهها إلى شاحب جدًا مما سيقول بعد لحظة ، ثم همست بريبة : و بعدين!!

زين بإستغراب :  ليه خوفتي كدا؟

خفضت عينيها عن عينيه ، وتمتمت بإرتباك : لا انا ماخوفتش كمل كلامك

رفع زين ذقنها برفق قائلا بحنان : روان بصيلي انتي دلوقتي مراتي يعني كل حاجة في حياتي من حقك تعرفيها و تشاركيني فيها مش كدا

روان بخفوت : ايوه

استكمل زين حديثه : انا كنت واقف في محل الدهب و لاقيتها جاية هي و خطيبها و سلمت عليا

روان بفضول : طيب قولته ايه لبعض؟

زين ببساطة : كلام عادي ومحدود

ابتلعت روان بتوتر وشعرت بألم خفيف في معدتها : و انت حسيت بإيه لما شوفتها؟!!

زين : ..... 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close