أخر الاخبار

رواية سيف القاضي الفصل الواحد والاربعون41بقلم اسراء هاني شويخ


رواية سيف القاضي الفصل الواحد والاربعون41بقلم اسراء هاني شويخ




كان ندمها واضحا وخصوصا أنها تبدلت تماما حتى تسعده لكن !!! شروخ صدوع ما زالت داخله كلماتها تتردد في أذنه أنه لم يكن يوما في تفكيرها وتريد أن تحب أحدا غيره كسرها له في كل مرة كسر رجولته يعلم أنها ندمت يعلم أنه كان يريد أن تحبه وها هيا الان لكن كيف عساه يعالج تلك الكسور حتى يعيش سعيدا .. 

تركها نائمة وهو ينظر لها ويتذكر كيف كانت تحاول بكل طاقتها أن تعبر عن حبه وهبط يجلس في الهواء يفكر لعله يجد حلا لحيرته ..

أخرجه من شروده يد حنونة على كتفه ابتسم وأمسك يده وقب.لها وهمس " انتي يا بت تولدتي أختي ليه مش كنتي جيتي بنت خالتي مثلا عشان أتجوزك "

ابتسمت على حنانه ثم سألت بحنو " ايه يا حبيبي الحيرة دي أخرتها ايه "

تنهد ورفع رأسه للسماء وأجاب بوجع " مش عارف والله ما عارف بس في وجع مخليني مش حاسس بأنها معايا "

هزت رأسها وسألت " انت خايف من ايه خايف بجد تكون ما حبتكاش "

هز رأسه بالسلب وأجاب " أنا متأكد انها حبتني حسيت ده بس مش عارف جوايا شرخ كدة وجعني اوي أنا أعطيت أقصى ما عندي عشان مستني حاجة منها وكنت صابر بس لما لقيت اني مش موجود اصلا وسمعت ده توجعت في حاجة سد بيني وبينها "

سكتا قليلا ليوقفه سؤال أخته الذي فعلا لفت انتباهه " يعني هتبعد انت تقدر تعيش من غيرها؟؟"

فعلا هذه هيا الاجابة لحيرته وليس السؤال أنه لن يستطيع العيش بدونها لكنه بقي ساكت ينظر لها كانت تقف على شرفة غرفتها تستمع لكلامهم وتبكي بانهيار أنها سببت له كل هذا الألم لم يجد منها يوما اي اهتمام او حب وهو أعطى بافاضة لكن كلام أختها الذي فهمت منه أن سيتركها شق قلبها بل أمات روحها وقد قررت شيئا واحدا أنها ستترك الدنيا قبل أن يتركها.. 

رفع رأسه قبل أن يجيب ليصدم من هيئتها وأنها استمعت لكلامه ومنظرها الذي يوحي أنها فهمت خطأ.. همس باسمها " بيسان "

التفتت شام لتجدها في حالة يرثى لها همست بحنان " أنا حفهمها "

صعدت لها لتتفاجأ بها غير موجودة نظرت من الشرفة وهمست " مصطفى بيسان راحت فين "

قبل أن يفكر بأي شئ رفع رأسه ليجدها تصعد السور ويا لي هذا المنظر الذي قبض روحه جن جنونه رعب ليس له آخر همس بفزع " بيسان انتي هتعملي ايه "

أجابت ببكاء شديد " هريحك واريح نفسي انتي هتسيبني وانا مقدرش أعيش من غيرك مع اني استاهل بس والله ما أقدر هأبعد يا مصطفى بس عايزاك تسامحني "

جن جنونه وصر.خ برجاء " بطلي هبل أسيب مين انتي لسة معرفتيش انتي عندي ايه انتي كل حاجه في حياتي مقدرش ابعد والله العظيم ما أقدر "

بيسان بتكذيب " بتكدب انت موجوع ومش قادر تسامح ورجولتك مش قابلة انك تفضل معايا وانا هأبعد "

مصطفى برجاء ودموع " والله العظيم لو استنيتي شويا كنت هقولها اني لا يمكن أعيش من غيرها بيسان انا بحبك اوي فوق ما عقلك يصورلك من اول ثانية سمعتي صوتك بيها قبل ما اشوفك حتى انزلي نتفاهم مسامحك والله مسامحك وهأنسى كل حاجة ونبدأ من جديد أوعدك "

هزت رأسها بالرفض وقد قررت أن تبتعد فهي تستحق أن تكون هذه نهايتها أغمضت عينيها واستسلمت للدوار الذي داهمها لتسقط من على السور ... 

***

تجلس في العزاء بعدما أصرت أن تأخذ عزاءه زوجته وحب حياته ستطلب من الكل الدعاء له كانت تجلس صامته لا تبكي لكن في قلبها ألم يكفي كوكب الأرض كله كانت تمسك القرآن الكريم وتقرأ عن روحه بصوت جميل خافت انهت قراءتها وامسكت ورقة دعاء الميت وبدأت تدعو له لكن ما ان بدأت تدعو حتى انهارت وهيا تتخيله الآن وحيد وهيا تتخيل أنها لن تراه ثانية شهقات تمزق القلوب وهيا ترفض الصعود لغرفتها بل أكملت الدعاء وهند وسلمى كانا يبكيان الحجر .. 

أمسكت هاتفها وطلبت وجبات طعام توزع في الشوارع عن روحه ستبدأ من هذه اللحظة أن تفعل جميع أنواع الخير عن روحه ستكرث حياتها لأولادها والصدقات حتى تذهب اليه .. 

***

هل شعر أحدكم قبل ذلك برعب كاد يوقف قلبه كان هذا من نصيب مصطفى وهو يراها تترنح على السور وتسقط كان صوته باسمها يخترق الجدران كالمجنون فتح يديه وتلقفها لا يعرف كيف قبل أن تصطدم بالأرض شعر بكسر بيده لم يهتم له كل ما يهمه تلك الغائبة عن الدنيا بين يديه حضنها بقوة وهمس بجنون " اسعاف اسعاف بسرعة يا شام نظر لها وهمس بدموع حبيبتي والله العظيم عمري ما أقدر أسيبك عملتي ايه بس تعرفي اني حصلك حاجة ساعتها مش هسامحك مش هأصبر كل السنين دي عشان تروحي مني فوقي يا بيسان وحياتي تفوقي "

دخلت المستشفى ليطمئنه الطبيب أنه انخفاض في مستوى ضغط الدم وتم السيطرة على النز.يف وايقاظ الجنين التصق بالحائط وهبط على الارض يحتضن ركبتيه ويبكي ماذا لو لم يلحقها حتى أنه لم يشعر بألم يده همست أخته بحنو " هتبقى كويسة وهتعوضوا بعض "

مصطفى بضعف " كان لازم أنسى حبي المفروض فرض عليا أسامحها اللي في قلبي ليها كان المفروض يخليني أخدها في حض.ني أما جتلي ندمانة "

شام بحنان " والحمد لله بقت كويسة قولها كل اللي نفسك فيه "

قاطعها صوت هاتفها كان أبيها الذي همس بحزن " انتي فين "

شام بقلق " كنت مع مصطفى في حاجة "

علي " كلمتي سيف النهاردة "

شام بقلق أكبر " لا رنيت عليه تلفونوا مقفول المفروض يجي يروحني في حاجة "

علي بصوت مختنق " آسر استشهد يا شام "

شام بعدم فهم " آسر مين "

لم يجيبها لتشهق وتهز رأسها بالنفي وهيا تبكي بقوة بسبب حزنها على أخت زوجها وحزنها على زوجها والحزن الذي أصابه .. 
همست بلهفة  ودموع" ااقفل يا بابي انا رايحة لي حالا "

مصطفى بقلق وتعب " في ايه "

ردت بلهفة وهيا تبكي وتستعد للرحيل " آسر جوز ماسة استشهد "

صدم وشعر بوجع شديد فقد عرفه فترة وكان نعم الشباب حزن بشدة لأجله ثم تذكر زوجته وأنه ستجن لأجل شقيقتها رفع رأسه وهمس برجاء " يارب "

وصلت بيت آسر وطلبت من أحد الأطفال ان ينادي سيف وهيا تشير له كأنه كان ينتظر أن يراها سحبها الى احد الاطراف وضمها وهو يبكي بشدة بكت لبكاءه وهيا تهدأ به وتهمس بحزن وحنان " ربنا يرحمه شهيد ان شاء الله "

سيف بقهر " كان راجل بجد صديق ما ببتكررش عمري ما شوفته حد في شهامته وجدعنته "

سكت قليلا وبكى بشكل أكبر وهو يضع يده على فمه " ما شوفتيش شكلها يا عيني تحر.ق القلب مش توجعه قهرتني وانا مش عارف أعملها حاجة حسيت بالعجز كانت قايلالي من فترة انها لقت الراجل اللي بتحلم فيه من زمان انه بقى كل حياتها "

انهارت من البكاء لأجل تلك الماسة وخصوصا انها وضعت نفسها مكانها لكانت ماتت حقا همست بمواساه " ربنا هيصبرها ان شاء الله شوفت أهلنا في غز.ة بيحصل فيهم ايه اللي بشوف بلاء الناس بيحس بنعم ربنا عليه ان شاء الله ربنا هيخفف عنها تعال تروح ارتاح "

عاد البيت برفقة زوجته وقهر الرجال يظهر عليه تريد التخفيف عنه لكنها تحتاج من يخفف عنها فابنها أصبحت ارملة في عز شبابها ولديها ابنتين وحامل وابن صديقتها والشخص الذي لطالما كان يحميهم آلمتها عينيها من شدة البكاء همس برجاء رغم صوته المختنق " عشان خاطري عينكي هتتأذيكي ممنوع عينيكي تعيط وانتي عارفة "

ردت بوجع " بنتي بقت أرملة يا يوسف "

اختنق بقهر وأجاب " وأنا أعمل ايه اللي كنت معاها قبل الخبر بدقايق ومن حظي الاسود انها ولأول مرة تقولي عن حبها لآسر وقد ايه شهم وجدع وقد ايه حنون وبحبها وبتشكرني اني أجبرتها تتجوزه بنتي موجوعة اوي انك تفقدي شريك حياتك وحب حياتك أصعب شعور في الدنيا "

سحبها لحض.نه عندما بدأت تبكي بقوة مرة أخرى يحاول التخفيف عنها او عن نفسه يفكر في ابنته التي رفضت الذهاب معهم او البقاء معها ستبقى في بيت حبيبها 

دخلت بيتها وهيا تتمنى أن تجده ويكون ما يحدث كابوس أسود لكن البيت كان بلا روح كالزنزانه نظرت في البيت وتذكرت أيامها هنا كان يمازحها هنا كان يقب.لها هنا كان يصالحها هنا كان يشاك.سها تريد أن تتذكر له موقف واحد فقط سئ يجعل ألمها يخف لكنه للأسف لم يحزنها يوما بل كان أحن ما يكون .. 

وقفت امام صورة زفافها وهمست بصوت مختنق " كنت زعلني قبل ما تمشي كنت كرهني فيك يا آسر هونت عليك تسيبني هأعيش ازاي بعد ما تعودت على حض.نك هأعيش ازاي بعد ما بقيت ليا كل حاجة طيب بناتك اللي روحهم فيك اما يسألوني عنك أقولهم ايه وابنك اللي تمنيته يكون سند لينا هيجي مش هيلاقيك انا عارفة انه قضاء وقدر بس موجوعة اوي يا آسر اوي كنت خدني معاك طيب بس هأستنى اجيلك ي روحي وهأكون سيدة الحور مش كدة مش هتاخدني معاك الجنة ي روحي "

كانت تقوي نفسها أنه شهيد لكن الفراق مؤلم مؤلم جدا سقطت على ركبتيها تبكي بانهيار تصر.خ باسمه حتى شعرت بيد توضع على كتفها كانت تلك اليد لأكثر شخص كسره موت آسر كان ظهره وقد ذهب السند رفعت رأسها وهمست بقهر " عمي "

أجابها بحنو " كان بحبك اوي "

لم تكن تحتاج لتلك الكلمة حتى تنهار بشدة احتض.نها بحنان اب فهي من رائحة الغالي وحبيبته همس بوجع " كسرني اوي ما كنتش عامل حساب اللحظة دي آسر كان ابني واخويا وحبيبي وصاحبي عمرو ما زعلني دايما شايل عني كل حاجة آسر هدني "

شددت من ضمه وهمست " ربنا يرحمه باذن الله مع الشهداء والأنبياء "

جلست بجواره طوال الليل تتحدث عنه وهو يكمل عن مواقف لهم سويا تارة يبتسم وتارة ينهار بالبكاء حتى ساعات الصباح ولم يتوقفوا عن الدعاء له .. 

** 
فتحت عينيها وجدته ينظر لها بلهفة همس بحنان " عاملة ايه دلوقتي "

ادارت وجهها وهمست " أنقذتني ليه يا مصطفى "

مصطفى بابتسامه " مين قالك اني أنقذتك انا أنقذت روحي "

ادارت وجهها تنظر له بلهفة ليكمل بتأكيد " كنت أتريق على قصص الحب مع اني بكتبها وعايش مع اتنين بيعشقوا بعض بس كان كل ده كلام فارغ يعني ايه تيجي وحدة معرفهاش وتكون كل حياتي لغاية ما كنت بفرح روحته غصب سمعت صوت كروان ما كانش حب من اول نظرة كان حب من أول كلمة صوته اخترق قلبي وقعد جواه لغاية ما شوفتها اجمل بنت في الدنيا كلها وأحلى حاجة طولها اللي مش باين من الأرض "

عقدت حاجبها بتذمر رغم سعادتها بكلامها ليكمل " طولها اللي واصل لقلبي بالضبط ولما وقفت قدامي والله مشيت من الفرح وانا سايب قلبي من ساعتها شغلت قلبي وعقلي وبقى عندي هدف واحد قلبها هأعمل المستحيل وأمتلكها "

ردت بدموع وخزي " وخدت ايه مني غير وجع "

قبل يدها ورد " المهم النتيجة هيا بين ايديا وبتحبني "

قاطعته بلهفة " أوي والله أوي وندمانة على كل ثانية ضيعتها بعيد عن حض.نك "

اقترب منها وهمس بمكر " طيب ما تعوضيني "

استكانت بين يديه وهمست بندم " سامحتني "

مصطفى بحب " عن اللي فات ايوة لكن عن أذيتك لنفسك النهاردة لا "

مسحت وجهها بعن.قه كقطة وديعة وهمست " صفحة جديدة يا روحي "

لم يجبها بالكلام بل اقترب منها بنهم وعشق ربما ما زال هناك كسور لكن قربها سيعالج كل شئ يحبها ولن يستطيع العيش بدونها... 

نظرت داخل عينيه وهمست بقلق " في حاجة انت مخبيها وقلبي ناقزني "

ابتلع ريقه وهمس برجاء" وتوعديني تهدي "

نظرت له بقلق وهمست برجاء " طمني عشان خاطري "

تنهد وهمس بألم " آسر استشهد "

كان خبر بمثابة رصا.صة اخترقت أذنها وقلبها همست وهيا تهز رأسها بعدم تصديق " آسر مين جوز ماسة انت عارف ماسة بتحبه قد ايه عارف كان حنون ازاي عالكل انت بتهزر مش كدة "

حاولت القيام وهيا تهمس بانهيار " وديني لأختي حالا يا حبيبتي يا ماسة والنبي وديني بسرعة"
**** 

استمعت لدقات على الباب همست " مين "

أتاها الصوت " لو سمحتي عايز الملف الأسود اللي بالمكتب ضروري للباشا وتحطي الملف ده بداله "

أمسكت هاتفه تكلمه لكنه مغلق ارتدت اسدالها ونقابها وفتحت الباب تأخذ الملف ببراءة لتتفاجأ بشخص يقتحم الباب بقوة ويدفعها 
كانت تركض وتصر.خ وتعافر بكل قوة حتى لا يقترب منها لكنه كتفها وبدأ بالاعتداء عليها بشراسة وهيا تصرخ تناجي ربها أن ينجيها .. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close