رواية كبرياء صعيدي الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم نورا عبد العزيز


 رواية كبرياء صعيدي الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم نورا عبد العزيز


الفصل الحادي عشر (11) بعنــــــــــوان " لقد كان رجلًا مختلفًا عن الجميع "

تساقطت دموع "عطر" أمامه فى أنهيار تام ولا تصدق هذه الرسالة المكونة بكلمات قليلًا لكنها مُرعبة لها كثيرًا، ظلت تحدق بهذه الكلمات حتى مع تشوش رؤيتها من الدموع "وحشتني يا عطري أي مش هنتقابل حضنك وحشني" وتابع برسائل أخري يتغزل بجسدها وعلاماته لم تستوعب هذه الكلمات وأمامها "عيسي" يكاد يفقد عقله من فتاته وهناك رجل يتغازل بحضنها وهو لم يصل لهذا العناق بعد ورقم هذا الرجل مُسجل على الواتساب باسم "احمد غالي"، تحدث بجدية صارمة وهو يكز على أسنانه قبل أن يفقد عقله:-
-مين دا؟ كان وياكي فى الجامعة؟ ، جاركم؟ ، جريب واحدة صاحبتك؟ عرفتي من على النت 

رفعت رأسها إليها وهى تجهش فى البكاء أكثر، لم يتمالك أعصابه أكثر عليها، مسك لياقتها بقوة وأبعد البيجامة عن عنقها بقوته ورأي هذه الحسنة الموجودة على عنقها ليتأكد من حديث هذا الرجل عنها، أرتعبت خوفًا منه وابتلعت لعابها أكثر، مسكها من ذراعها بقوة ولم يفصل بينهما سنتيمترًا واحدًا، أنتفضت "عطر" خوفًا من نظرته المُرعبة وابتلعت لعابها ثم قالت مُتلعثمة:-
-محصلش ي عيسي، ورحمة أمي ما حصل وأنا معرفش مين دا 
دفعها للخلف بقوة وكاد يجن جنونه من هذه الرسالة ورجل أخر يتغازل بجسدها وكيف له أن يعلم بحسناتها وأماكنها إذا كان خديعة كما تقول، كز على أسنانه لتتشبث "عطر" بملابسه ويديها مسترخية على صدره الصلب حتى تشعر بسرعة نبضاته وأختناق قلبه بين ضلوعه من الغضب فتمتمت بضعف:-
-والله ي عيسي اللى مفيش أعز منه ولا أغلى منه عشان احلف بيه أن ما في راجل شاف شعرة منى غير نصر الله يسامحه، أنا مش خاطية وربنا شاهد عليا 
كاد أن يفقد أعصابه من كلماتها ونبرة صوتها فرفع يده سريعًا ليصفعها فأغمضت عينيها بقوة خائفة ، لم يشعر بنفسه سوى ويده تمسك رأسها وتجذبها بقوة إليه لترتطم بصدره المتحجر فجهشت باكية بانهيار حين طوقها بحنان رغم نار غضبه التى تحرقه لكنه لم يقوى على استعمل القسوة معها، تشبثت به بقوة وهى تختبيء من هذا العالم القاسي بين ذراعيه فهمست بلهجة واهنة:-
-متسبنيش ي عيسي، أنا ماليش غيرك 
مسح على رأسه بحنان رغم غضبه البارز فى ملامحه وقال بجدية صارمة:-
-مهملكيش يا عطر، محدش عاجل بيهمل حبيبته للناس
أتسعت عينيها بصدمة وتسارعت نبضات قلبها حين اعترف بحبه لها ورجل غيره فى موقف كهذا وصعيدي كان قتلها حتمًا، أم "عيسي" كان مختلفًا مُنذ أن رأته لأول مرة ومن النظرة الأول وهى تعلم أنه مُختلف عن الجميع، هذا الرجل أعلن حُبه لها فى اللحظة التى تحرقه ناره من الداخل وتهمش ثباته، أخرجت نفسها من بين ضلوعه وما زالت يديه تحيط بخصرها بأحكام لترفع نظرها إلى عينيه بدهشة وتوقفت عن البكاء بعد أن نجحت كلماته فى إيقافها لتتقابل عيونهما، عينيها الزرقاء التى هزمته كليًا إليها عبرت عن إمتنانها لهذا الحب بعناق دافئ وطويل لهذا الزوج من العيون البنية الداكنة
، هذه الفتاة تعشق القهوة ومع عينيه البنية كأنها أخذت رشفة من بن نادرًا جدًا تمكن من إسعاد عقلها والأستحواذ عليه فقالت بهمس شديد ولم تتحاشي النظر إليه رغم وجنتيها الوردتين من الخجل:-
-أنت بتحبني ي عيسي؟ أنا عطر لو مش واخد بالك 

حرك يده اليمني من خلف ظهرها وترك اليسار وحدها تحيطها وتسللت إلى رأسها تضع خصلات شعرها خلف أذنها بدلال ودفء لتغمض عينيها مُستسلمة لنعومة لمسته وأجاب عليها بدفء ونبرة يملها الحنان الذي لم تحصل عليه فى حياتها:-
-أنا عارف أنك عطر... عطري أنا وحبيبتي وتاج رأسي، من أول لحظة دخلتى البيت دا وكنتِ مرعبة من الناس هنا وأنا جوايا حاجة سرجاني ليكي ، حاجة بتشدني ليكي، حاجة خلتني أجف جصاد أبويا وجدي ونصر عشانك من غير خوف ودى كانت أول مرة أعارض أبويا فيها، من أول ما عيني شافتك وأنا غرجان فيكي وماليش نجاة، مخابرش أنتِ جيتني منين يا عطر لكن الحاجة الوحيدة اللى خابرها أني جلبي دا مدجش ولا أتنفض أكدة غير ليكي أنتِ وبس 

أنتفض قلبها مع كل كلمة تسمعها منه بنبرته الناعمة وقشعريرتها البريئة جعلتها تسمح لهذا القلب المجروح بأن يفتح أبوابه لهذا الرجل الوسيم، أبتلعت لعابها مع كلماته الأخيرة وأختفت تعابير الخوف والحزن من ملامحها ثم قالت بحب:-
-أنا مقابلتش رجل زيك ي عيسي، أنا يمكن لسه محبتكش بس منكرش أن برتاح معاك ومطمنة طول ما أنت معايا وجنبي وعارفة أنى هحبك لأن مفيش ست تلاقي كل الحُب دا من راجل ومتحبوش، بس أدينى وقت 

أومأ إليها بنعم مع بسمة خافته وترك قبلة على جبينها ثم أخذها للفراش وقال بحب:-
-تصبحي على خير يا عطري

أومأت إليه بنعم ببسمة خافتة وتركها ثم خرج من الغرفة وما زال يمسك هاتفها فى يده وترجل للأسفل ثم أتصل على "مصطفي":-
-تعال عايزك

جلس ينتظر فى المكتب حتى جاء "مصطفي" إليه فأعطاه الرقم الذي يغازل زوجته وقال:-
-الرقم دا بتاع نصر، أنا عايزه 

نظر "مصطفي" إلى عيني "عيسي" ورأى بها غضب لم يراه من قبل وكأن حديث "عطر" أعطاها الجواب حين نطقت اسم "نصر" ترجم عقله أن هذا من فعل هذا الحقير وهو من يسعي لتدمير حياته كما فعل "عيسي"، أومأ "مصطفي" إليه بنعم دون نقاش خوفًا من نظراته وهذا الغضب المكبوح بداخله، خرج من الغرفة وهو يعلم أن "نصر" وحده من يعرف تفاصيل جسد زوجته لأنها زوجته السابقة وثقته بـ "عطر" وأخلاقها لم تهتز مرة واحدة، حاول أن يهدأ من روعته قليلًا قبل أن يصعد إليها من جديد، رن هاتفه وأتسعت عينيه بدهشة من هذا الأسم المضئ فى شاشته "فتاتي الجميلة" ظل ينظر إلى الأسم وهو يحاول أن يفهم من هذه وكيف سُجل الرقم على هاتفه، أستقبل الأتصال بتوتر ووضع الهاتف على أذنيه وسرعان ما تبسم بعفوية على جنونها حين سمع صوتها تقول:-
-لسه زعلان

تنحنح بحرج وكبرياء قليلًا ثم قال:-
-عطر

ضحكت ببراءة ثم قالت:-
-مكنتش عارف رقمي؟

أومأ إليها بنعم فى هدوء لتقول بفضول:-
-عرفت تفتح التليفون

تعجب من كلماتها وأنزل الهاتف عن أذنه ليفتحه لكنه وجد أن هاتفه لديه كلمة سر للفتح فدهش ووضع الهاتف من جديد على أذنه وقال بضيق:-
-أنتِ لعبتي فى تليفوني؟

ضحكت بعفوية أكثر عبر الهاتف وقالت بحماس:-
-أكيد، ومش هقولك الباسورد غير لما تجيبلي حاجة حلوة تعجبني

ضحك "عيسي" عليها بعد أن أغلقت الهاتف معه وبدأ يفكر ماذا يجب أن يجلب لها وينال إعجابها ......

_______________________ 

حاولت "رؤية" العثور على طبيب نسا وتوليد لتجهض الطفل قبل أن يعلم "خالد" بحملها لكن كلما ذهبت إلي طبيب رفض الجراحة، تأففت بضيق وهى تسير فى الشارع بائسة والحزن يخيم على وجهها وقلبها، نظرت للسيارات الكثيرة التى تمر وفكر فى أن تلقي بجسدها أمام السيارة نزلت عن الرصيف وقبل أن تسير خطوة واحدة رأت "خالد" يترجل من سيارته مع فتاة اخري ويتشابكا الأصابع مما صُدم "رؤية" كليًا وهى تراه يخونها مع امرأة اخري ودلفوا للمطعم معًا و"رؤية" تحدق بهما من بيد وتفكر فى رد فعلها وماذا يجب أن تفعل أتذهب إليه وتواجهه بخيانته أم تلتزم الصمت كأنها لم ترى شيء ؟ لكن أو ما خطر ببالها هو طفلها الموجود فى رحمها وأوشكت على قتله لأجل زوجها الخائن فعادت للمنزل وأخترت الصمت والجهل عن خيانته حتى تفكر جيدًا فى قرارها قبل أن تفعل شيء...

داخل المطعم، وضع النادل الطعام من جميع الأصناف أمام "خالد" وهذه الفتاة فنظر "خالد" لها بأشمئزاز وهى تتناول الطعام بطريقة بذيئة، تنحنح بضيق ثم قال بأختناق:-
-أسمعيني وبعدين أطفحي 

تركت الفتاة الطعام بهدوء وعادت بظهرها للخلف تحدق به فقالت "هند" بطمع:-
-هسمعك بس أنا مهغيريش رأي أنا عايزة 10 بكاوي عشان أعمل اللى انت عايزاه 

أومأ إليها بنعم بخنق ووضع حزمة واحدة من المال وقال:-
-دول ألفين جنيه مجدم

أخذت المال وهى تضحك بسخرية ثم قالت بضيق:-
-هههه مجدم ايه أنا عايزة 10 بكاوي عربون يا خالد بيه ، أنت عاوزني أدخل بيت عيسي الدسوقي وأنجلك أخبره وعدد أنفاسه

همهم "خالد" بضيق ثم قال بجدية:-
-ماشي أن كانلك عن الكلب حاجة 

ضحكت الفتاة بعفوية وقالت:-
-أفتكر أن من غير الكلب دا مش هتوصل للى عايزه يا بيه

عادت لتتابع تناول الطعام فتأفف "خالد" بضيق من برودها وترك المال على الطاولة ثم غادر قائلًا:-
-لما أكلمك تردي عليا 

غادر المكان بعد أن دفع تكاليف الطعام للمطعم....

___________________________ 

استيقظت "عطر" من نومها صباحًا وفور فتح عينيها رأت باقة من الورود الحمراء أمامها فأعتدلت فى جلستها وهى تفرك عينيها بدهشة ونظرت إلى باقة الورود وحملتها بين ذراعيها تستنشق رائحتها بسعادة ثم رفعت رأسها تبحث عنه فى أرجاء الغرفة حتما زوجها من فعل ذلك فلما تجد له أثرًا، عانقت الباقة بسعادة فشعرت بشيء يسقط على قدميها ووجدت قلادة رقيقة فقالت بلطف:-
-عيسي

كان مع القلادة ورقة مكتوبة فتحتها وكان محتواها (أنتبهي لصحتك حتى أعود وإذا أحتجتي شيء أتصل بي)
رنت على "حنة" وسألت عن زوجها لتخبرها أنه سافر فى الصباح مع "مصطفي" إلي الإسكندرية، حزنت "عطر" لذهابه دون توديعها ووضعت القلادة حول عنقها بدهشة والسعادة تغمرها مُتناسية ما حدث أمس منه وحاولت النزول من فراشها مُتكئة على عكاكيزها الطبية وذهبت إلى باب الغرفة وحسمت أمرها بالضغط علي جسدها حتى تستطيع الوقوف دون حاجة إلى عكاكيزها تركت عكازًا جانبًا وبدأت تتحرك بواحد فقط أولًا تقدمت خطوة فالثانية ثم الثالثة بسعادة من نجاحها، أستغرقت أيام فى الحركة بصعوبة مرة تنجح ومرة تسقط وتخاونها قدميها حتى تمكنت من أستعادت عافيتها مستغلة فترة غيابه وكانت "فيروزة" و"حنة" يساعدوها فى العلاج ، وقفت "عطر" وحدها بمنتصف الغرفة دون عكاكيز ونظرت إليهم ثم تقدمت خطوة وأخرى ومع تقدمهم تساقطت دموع "حنة" فرحًا بعودة طفلتها لصحتها .....

___________________________ 

دلفت "خيرية " إلى غرفة أختها "خديجة" ورأتها جالسة على الفراش حزينة بعد أن تزوج "عيسي" من هذه الفتاة فى حين أنه لم يرفع نظره بها، تنهدت "خيرية" بضيق وقالت بلا مبالاة:-
-أنتِ تاني، يا بنتي هتفضل جاعدة وحاطة يدك على خدك اكدة، ما خلاص أتجوزها يا موكوسة 

نظرت "خديجة" لها بضيق ثم قالت بخنق:-
-أيوة ما انا ناجصاكي أنتِ كمان مش كفاية أمك عليا ، الله يخليك يا خيرية خليكي فى حالك وفى جوزك 

جلست "خيرية" أمامها على الفراش وقالت بمكر:-
-لا مش ناجصاني ، بس هتفيد بأيه جعدتك أكدة حابسة حالك فى الأوضة ومنهارة وهو برا عايش حياته ومبسوط

نظرت "خديجة" لها بهدوء وأدركت من نظرات أختها انها تلمح لشيء أو لديها فكرة تقترحها لتقول بفضول:-
-أنتِ عايزة تجولى أيه؟

ضحكت "خيرية" بهدوء شديد ونظرت إلى أختها بكيد وحسرة ثم قالت:-
-عايزة أجول الحجيجة للناس واللى حصل، أن عيسي اتجوز بنت عمه لما ضحكت على نصر أخوكي وفهمته انها شريفة ، تخيلي حريم البلد كلتها تعرف أن عطر خاطية كيف ما عاصم جوزها جبها وجال ولما اثرت أنها شريفة أخوكي أتجوزها ولما أكتشف أنها بتكدب طلقها ودلوجت كبير البلد متجوز واحدة لا مؤاخذة

صمتت "خديجة" قليلًا تفكر فى مكر أختها وهى تستغل الناس فى نشر الإشاعة وإثارة غضب "عيسي" من ألسنة الناس، ربتت "خيرية" على كتف أختها بنظرة شيطانية كتفكيرها الثعباني وقالت:-
-أسمعي مني، مفيش راجل يقلب أن يسمع الكلام دا عن مرته ودوغري هيطلقها ولو معملش على الأجل هتكوني أنتجمتي منه وخليت سيرة مرته على كل لسان وطفي شوية من نارك وتعكنني عليهم حياتهم شوية

أومأت "خديجة" بنعم فتبسمت "خيرية" ونادت على الخادم لتخبرها بالقصة وقالت فى النهاية:-
-تخيلي بجي يا فادية الناس تعرف الكلام دا 

نظرت "فادية" الخادمة لهما بنظرة تساؤل لتبتسم "خيرية" لها بمكر لتتدرك أن هذه المراة تخبرها بنقل الحديث بين الناس فأومأت إليها بنعم وغادرت.....

_____________________________ 

وصل "عيسي" إلى المنزل ليلًا وترجل من سيارته مع "مصطفي" ثم تركه ودلف للمنزل ، رأى والدته "هدي" و"حنة" و"فيروزة" يقفون فى البهو بسعادة فدهش "من انتظارهم له ببسمة هكذا، أقتر ب وهو يقول:-
- خير واجفين أكدة ليه؟ 

تبسمت "فيروزة" بعفوية وبدأت تصفق بحرارة وعينيها تحدق بالدرج، ألتف "عيسي" مُنهكًا من السفر ليرى علما تنظر أخته فرأي "عطر" تنزل على الدرج وحدها وترتدي فستان زفاف أبيض مرصع باللؤلؤ وبأكمام شفاف من الدانتيل وشعرها مُنسدل على ظهرها وتضع مساحيق التجميل كاملًا وفوق رأسها تاج كبير من الفضة وكانت عروسة لم يري فى جمالها من قبل وتمسك فستانها بيديها مع خطواتها جيدًا وذيله الطويل يزحف خلفها على الدرج، رفعت نظرها إليه بخجل شديد من نظرات أنبهاره بجمالها وعينيه المتشبثة بها جيدًا لتشرد بهذه النظرات وكادت أن تسقط فى درجتها الأخيرة فهرع نحوها يمسك ذراعيها بيده بأحكام، نظرت "عطر" إليه بخجل وعينيها الزرقاء تغلبه وتستحوذ على ما بقي من عقله أمامها، أبتلع لعابه بأرتباك من جمالها فقطاع ربكته وشروده بها صوت والدته تقول:-
-مبروك يا ولدي

ألتف إلى والدته ونظر إليها وما زال مُتشبثًا بيديها فقالت "عطر" بعفوية رغم خجلها:-
-شكلى حلو

عاد بنظره إليها بعد سؤالها كأن نظراته وعينيه التى تفضحه أمامه لم تكن كافية لتسأله بلسانها فأومأ إليها بنعم وقال:-
-كيف البدر فى سماءه

ضحكت "عطر" بعفوية أمامه كأنها كانت بحاجة لسماع غزله بها وعينيه البنيتين تخبرها بما هو أكثر من لسانه، تحدثت "حِنة" قائلة:-
-خلي بالك منها يا عيسي، وحطها جوا عينيك ومتقساش عليها أبدًا 

تبسم وعينيه على "عطر" ثم قال:-
-دي تاج على رأسي 

قبل جبينها بخجل لتخجل "عطر" أكثر وتوردت وجنتيها أمامه فرأي قلادته فى عنقها ليبتسم أكثر، تبسمت "فيروزة" وقالت:-
-أدينا جوزناك أهو عشان عامر لما يجي تجوزني 

ضحك الجميع عليها وربتت "هدي" على ظهرها بلطف، أخذها "عيسي" معه إلى الأعلي وكانت سعادته الأكبر هي رؤية زوجته تسير على قدميها وحدها دون مساعدة من اى شخص ....
أستيقظ "عيسي" صباحًا على صوت رنين هاتفه مرات متتالية ففتح عينيه وكانت "عطر" نائمة بجواره فوضع الغطاء عليها وأعتدل فى جلسته ليُحدث "مصطفي" بوجه ناعس وقال:-
-أيوة ي مصطفي 

أخبره "مصطفي" عبر الهاتف بما جعله ينتفض من الفراش فزعًا فذعرت "عطر" من نومها على صوت حديثه لينظر إلى زوجته الناعسة بصدمة ألجمته وما زال "مصطفي" يتحدث على الهاتف ..........



كبرياء صعيدي
الفصل الثاني عشر (12) بعنــــــــــوان " قلب برقة الفراشة"

كاد أن يخرج من الغرفة لكن اوقفه صوت "عطر" تقول:-
-فى حاجة يا عيسي؟

نظر إليها وهى تقف خلفه ترتدي روبها الناعم خائفة ووجهها مذعورًا من زواجها الذي فارق فراشه على خبرٍ ما فقال:-
-متطلعيش من أوضتك 

خرج وتركها حائرة أكثر، ترجل للأسفل ليري والدته تقف وبجوارها "مصطفي" فسأل بهدوء:-
-أي اللى جولته دا ؟

تحدثت "هدي" هذه المرة نيابة عن "مصطفي" وقالت بضيق شديد:-
-البلد كلتها برا معندهمش سيرة غير عطر وجت البلد كيف وظهورها فجأة أكدة و....

قاطعها "عيسي" بضيق شديد يخنقه من الداخل:-
-خلاص يا أمي أنا خابر زين أنا هعمل أي

نظرت "هدي" إلى نظرات الشر التى تتطاير من عيني ابنها وأدركت أنه لن يتهون فى حق زوجته فكادت أن تتحدث لكنه لم يترك لها المجال وقال:-
-حِنة

جاءت "حِنة" إليها من المطبخ مع فنجان قهوتها فقال بجدية:-
-معلش هتعبك أطلعي خلى عطر تلبس هتطلع ويايا مشوار 

أومأت إلي بنعم وصعدت إلى لتخبر طفلتها، تحدثت "هدي" بضيق قائلة:-
-تطلع مشوار، بجولك البلد كلتها بتكلم عن مرتك وأنا خارج تتفسح وتتبسط

تبسم "عيسي" بمكر شيطاني وقال:-
-وذنبها إي مرتي فى حديد الناس الماسخ، دى عروسة ومن حجها تتدلع وكفاية أن من يوم ما جت البلد وهى محبوسة هنا 

كان يتحدث وهو يبحث عن شيء مجهول فى هاتفه ثم وضع الهاتف على أذنيه وأنطلق للخارج....

_________________________ 

أحضرت "حِنة" الخمار الوردي إليها بعد أن أنتهي من كويه وقالت:-
-معرفش بس كلهم تحت مضايقين ؟ تقريبًا فى حاجة حصلت؟

أومأت "عطر" إليها بنعم وقالت:-
-ربنا يستر يا حِنة؟

وقفت "حِنة" جوارها وهى تلف خمارها أمام المرآة وقالت:-
-المهم بس أنتِ طمننى عنك؟ مرتاحة نفسيًا كدة ولا أيه؟

تبسمت "عطر" بخجل ثم قالت بلطف:-
-أه مبسوطة، عيسي حنين يا حِنة 

تبسمت "حِنة" بخباثة وأقتربت منها وهى تغمض عينيها بمكر فتبسمت "عطر" عليها وقالت بحرج:-
-أنا همشي عشان هتأخر كدة على عيسي

ضحكت "حِنة" عليها بعفوية وقالت:-
-طب صباحية مباركة ي عطر

ضحكت على هروب هذه الفتاة من الحديث وأتجهت نحوه الفراش بدلت ملايته ونظفت الغرفة ثم حملت فستان زفاف "عطر" من الأرض ووضعت معطر الهواء برائحة اللافندر ثم خرجت من الغرفة..

_______________________ 

أخذها "عيسي" فى سيارته السوداء وقاد بها، ظلت تنظر حولها على الطريق بإريحية تتأمل الطبيعة وجمال هذه البلد والأراضي الخضراء لأول مرة تخرج بعد خروجها مع "فيروزة" نظرت إلي "عيسي" وقالت:-
-بلدكم حلوة يا عيسي

لم يجيب عليها وكان وجهه عابسًا جدًا فألتفت إليه بجسدها كاملًا وحدقت بزوجها بقلق ثم قالت:-
-فى أي يا عيسي؟ مالك؟ أنا عملت حاجة ضايقتك؟

-لا
قالها بعبوس دون أن ينظر إليها فشعرت بحرج من تجاهله لها وفضلت النظر إلى النافذة بخنق، أوقف سيارته أمام منزل ثم ترجل منها وفتح الباب لها لكي تترجل من السيارة هى الأخري ، نظرت إليه يده الممدودة إليها وتشبثت بها بهدوء وهى لا تعرف شيء ولا تفهم ما بداخله وإلى أين يأخذها؟ دق الباب أولًا لتفتح له "فادية" ودهشت عندما رأته مع زوجته ودلفت إلى الداخل مذعورة من قدومه بهذا الوقت من الصباح مع زوجته، كان "ناجي" و"خضرة" و"نصر" و"خالد" وخديجة" جالسون على السفرة يتناولون الإفطار فسألت "خضرة" بعفوية:-
-مين يا فادية؟

أتاها صوته الذي فزع الجميع من أماكنهم يقول:-
-دا أنا يا مرت عمي 

ألتف الجميع على صوت "عيسي" ووقف "نصر" مُصدومًا وغاضبًا من "عطر" التى تقف جواره ويمسك يدها، دُهش الجميع عندما جلس "عيسي" على مقدمة السفرة الأخري مقابل "ناجي" وسحب المقعد لتجلس "عطر" جواره التى يحتلها الدهشة مثلهم تمامًا من حضور بها إلي هنا دون أن يخبرها سابقًا، تحدث "ناجي" بضيق قائلًا:-
-أي اللى حدفك عليا يا بن الدسوقي

أخذ "عيسي" سكين وقطعة من الفطير بلا مبالاة وبرود شديد يكاد يجلط قلوبهم وقال:-
-أبدًا كنت جاعد فاضي جولت أجي أفطر وياكم ما إحنا أهل برضو 

تأففت "خديجة" بضيق وقلبها الذي أحترق بنيرانه عندما رأته جوارها وقد أحضرها إلي بيتها بكل برود فى حين أنها تتمزق من ذلك وقالت:-
-أنا طالعة أوضتي 

تحدث "عيسي" بنبرة حادة غليظة أرعبتها قائلًا:-
-أستني 

أرتعبت من نبرته وألتفت إليه خائفة وقد كانت نبرته كفيلة بأن تخبر الجميع بأنه جاء لأعلان الحرب عليهم علنٍ، أبتلعت لعابها فى صمت ليضع "عيسي" بعض من المربي على قطعة الفطير بغيظ وتناولها ببرود ليختنق "نصر" أكثر وقال:-
-ما تجول عايز أيه؟ ما أنت مش جاي فى خير 

ضحك "عيسي" بعفوية وقدمت قطعة الفطير الباقية إلى زوجته الجالسة جواره وقال:-
-بالهنا يا حياتي 

فتحت فمها فى ذهول من قوة زوجها وجرائته التى جلبته إلى منزلهم ويهددهم بشجاعة، لم تنكر "عطر" أنها رأت فى وجههم الفزع من وجوده ونبرته قبضت قلوبهم،
مسك نبوته من جديد وعاد بظهره للخلف بأسترخاء ثم قال:-
-بصراحة أنا جاي أعاتبكم بجي اتجوز وميجيش واحد فيكم يجولي مبروك ولا حتى ي مرتي عمي تدخلي عليا بحاجة فى الصباحية ، مكنش العشم يا عمي دا أنا جولت أنت أول واحد هتجبلي هدية جوازي بس ملحوج أجيبلك أنا هدية على جدي

تأفف الجميع بضيق من بروده ليدق جرس الباب وتفتح "فادية" ويصدم الجميع عندما ظهرت العساكر ورجال الشرطة فى المنزل وأخذوا "نصر" و"خالد" وسط صراخ "خضرة" وتساؤل "ناجي" ، فزعت "عطر" من مكانها ووقفت بقرب "عيسي" ليضع يده على يدها يطمئنها وهمس إليها قائلًا:-
-متخافيش يا عطري 

سمعته "خديجة" لتشمئز من وجودهما فوقف "عيسي" وهو يقول بغضب مكبوح بداخله:-
-دى هديتي ليكم بمناسبة جوازي 

أتسعت أعين الجميع أمامه ليرفع نبوته أمام وجوههم وقال:-
-أنا قدمت بلاغ أن ابنك خالد سرجني ونصر زور امضتي واستولي على مالي بعد ما ضرب عليا أنا ومرتي  

نظر الجميع له بصدمة لتقول "خضرة" بضيق:-
-بس عيالي معمولش كدة

ضحك "عيسي" بسخرية وقال:-
-أثبتي تعرفي ، الحكومة لاجت الفلوس والذهب المسروج فى شجة ولدك خالد يعنى لابساه لابساه ، اما على نصر الرجالة كترة جوى جوا الدار وألف واحد بنظرة مني يشهد أنه شافه وعملها 

لطمت "خضرة" وجهها بغيظ وعجز وهى ترى أولادها فى النار وصرخت:-
-ليه؟ عملولك أيه؟ ذنبهم أيه؟

صرخ بها بأنفعال شديد ويكاد صوته يقتلهم من نبرته المرتفعة:-
-ومرتي ذنبها أيه؟ أنا اللى يفكر يأذي مرتي أمحي من على وش الأرض، ورب الكعبة لأدفعك أنتِ وعيالك وجوزك تمن كل كلمة أتجالت على مرتي بالكذب ، دى حركة زبالة متطلعش غير من ناس زبالة زيكم، بكرة تعرفي أني مش ضعيف أنا كنت بصون عضم التربة اللى بيننا وأنتوا اللى بدأتوا

أخذ زوجته وخرج من المكان وهى فى حالة من الصدمة مما يفعله وقبل أن يركب سيارته سحبت "عطر" يدها من قبضته وقالت:-
-أنتِ سجنتهم ظلم؟

تأفف "عيسي" بضيق وقال:-
-أركبي يا عطر

سألته من جديد بضيق أكبر من رؤيتها للظلم أمام عينيها:-
-رد عليا أنت عملت كدة؟ أنت ظلمت وأستقويت لأنك الأكبر ، بدوس على الضعيف ليه ؟ فهمني ليه يا عيسي ليه؟

صرخ بها بأنفعال شديد وقال:-
-ما تروحي تمشي فى الشارع وتسمع بيتجالك عليكي ايه؟ أنا ما ظلمتش يا عطر أنا شربتهم الكأس اللى شربوكي منه 

أتسعت عينيها على مصراعيها بدهشة من حديثه ونظرت حولها لتري الجميع ينظر عليهم فقالت بضيق:-
-أنا هروح لوحدي؟

مسك يدها بغضب خائفًا عليها فنفضت يدها بقوة منه وقالت:-
-ماكلش دعوة بيا أنت فاهم؟

سارت أمامه ليغلق باب السيارة بقوة وسار خلفها فى صمت، خيم الحزن على قلبها وهى تراه يظلم ويذل الغير بقوته وماله، قاطع شرودها حديث البعض عندما قالت أحدهن:-
-بصي هي دى بنت مصر، يا بجاحتها ماشية أكدة وسطنا بكل بجاحة وعين مكشوفة
=دا أنا لو مكانها كنت دفنت نفسي فى الأرض زى شرفي المداس فى الأرض
-حطت رأس العائلة فى الأرض لما فرطت فى شرفها وجاية بكل عين جوية تمشي جصاد الناس ولا يهمها حد 

توقفت "عطر" عن السير وألتف إليهم مصدومة مما تسمعه وحديث الناس عنها لتدرك سبب فزعه صباحًا من النوم ولما جاء بها إلى منزل عمه الآن وسبب غضبه، لقد فهمت بهذه اللحظة سبب تهديده لهم بالأنتقام لاجل زوجته، نظرت لهم فى ذهول من ألسنتهم السليطة عليها دون رحمة، أشمئزت امرأة تبيع الخضار من نظراتها فوقفت من مكانها وأخذت الدلو الملئ بالماء المتسخة وسكبته أرضًا نحو "عطر"، طأطأت "عطر" رأسها للأسفل حيث قدمها وفستانها الذي ابتل من الماء وقبل أن تتحدث رأت ظله أمامها كالدرع الحامي لها، رفعت "عطر" نظرها للأعلي وقالت بخفوت:-
-عيسي!!

تنهد بضيق من وجهها العابس والحزن خيم على قلبها فى حين أن المرأة انتفضت ذعرًا من وجوده أمامهم على سهو وتحاشت النظر إلى "عطر" هى وصديقاتها، كاد "عيسي" أن يلتف لهم لكنه شعر بيدها الصغيرة تتشبث بوشاحه الموجود حول عنقه فنظر إلي يدها ووجهها فهمست إليه بهدوء:-
-روحني

أصر على الذهاب لهم لكنها منعته ولم تترك وشاحه من يدها فأستسلم لرغبها وسار بجوارها فى صمت وهى تفكر كثيرًا وكلما رأهما أحد نظر فى صمت البعض تعجب من جمال هذه الفتاة صاحبه الأحاديث الدائرة بينهم والبعض يصمت خوفًا من هذا الرجل، لكن جميعهم تحدثوا عن جمالها ولباسها المُشرقة بفستانها الأبيض صاحب الفراشات الملونة وخمارها الوردي المفعم بالنعومة والحياة فى لونه، القليل من ذكروا قصة والدها الذي تخلى عن عائلته للزواج من مصرية وربما كانت جميلة كابنتها لذا سُحر بها ....

وصلوا للمنزل وصعدت "عطر" للأعلى فى صمت أغتسلت وبدلت فستانها المتسخ بشرود وعقلها لا يستوعب قذارة هؤلاء الأشخاص وهم عائلتها لكن كل شخص منهم يتلذذ بتعذيبها، تنهدت "عطر" بصعوبة وهى تجلس أمام المرأة تصفف شعرها فى حيرة غير مستوعبة ما حدث كالجسد بلا روح لتسقط يدها على قدميها من العجز وقد فقدت قوة تحملها على كل شيء وجهشت باكية وحديث هؤلاء النسوة يتردد فى أذنها ......

_________________________ 

نظرت "هدي" إلى وجه "رؤية" بأندهاش وتفحصت من الرأس لأخمص القدم ثم قالت بهدوء:-
-يعنى أي هتجعد ويانا؟ هي مين دى ؟

تأفف "عيسي" بضيق شديد من إصرار والدته على الحديث وهو لا يقوى على سماع شيء الآن فقال بضيق:-
-مرت خالد، طلعيها يا دهب فوج 

أخذتها "ذهب" إلى الأعلي وكانت "رؤية" تتفحص المكان بأندهاش من فخامته وجماله وتتذكر كيف حسمت أمرها وأخترت طفلها عن زوجها الخائن رغم عشقها له؟ حاولت الاتصال بـ "خالد" كثيرًا لكنه لم يجب عليها وأول ما أحتل أفكارها أنه مع هذه الفتاة التى يخونها معها فقررت أن تنتقم منه لأجل طفلها وحياتها وتعاقبه على خيانته، ذهبت إلى منزل "عيسي" وأقتربت من البوابة ليوقفها "عبدالجواد" قائلًا:-
-على فين يا ست أنت؟

تنحنحت "رؤية" بحرج وهى ترتدي عباءة ونقاب تخفي ملامحها عن هذا الرجل وقالت بتوتر:-
-كنت عايزة أستاذ عيسي؟

رمقها "عبدالجواد" بقلق من هيئتها ولهجتها المختلفة عنهم ثم قال:-
-مش موجود

ألحت "رؤية" على مقابلة "عيسي" وهى تعرف أنه عدو زوجها وعائلته ووحده من يستطيع الانتقام لها فأتصل "عبدالجواد" على "عيسي" وأخبره بوجود "رؤية" ثم أغلق وهو يقول بحدة:-
-هات العربية يا ولد

وقفت سيارة أمام المنزل فصعد بها "عبدالجواد" ومعه "رؤية" ثم أخذها إلى المكتب الخاص بـ "عيسي" ودلفت إلى المكتب مع "عبدالجواد" فرفعت النقاب عن وجهها وقالت:-
-أنا رؤية مرات خالد ابن عمك

نظر "عيسي" لها بدهشة وهو يعرف أن "خالد" لم يتزوج بعد وأيضًا رفع "رؤية" للنقاب أمامه فجلست "رؤية" فى هدوء وأخبرته بحكايتها وكيف تزوجت "خالد" ليقول "عيسي" بضيق شديد:-
-أنا يخصني أي فى كل دا؟ 

تنحنحت "رؤية" بضيق وقالت:-
-عارف لما الست تضحي بكل حاجة حتى أهلها وتحرم نفسها من الخلفة عشان راجل بتحبه وفى الأخر يخونها بتحس بأي، بتحس بحاجة وحشة أوى حاجة متتوصفش لكنها مش بتوجع لا دى بتقتل وكأنك خلعت قلبها اللى حب ورميته فى النار وخدت عقلها منها فأتجننت، أنا كدة أتجننت لما خاني وجيت هنا

رفع حاجبه إليها بهدوء وصمت دون أن يقول شيء لتتابع "رؤية" بجدية:-
-أنا عايزاك تعرف أن خالد مش ملاك ولا صمته وبُعده عن العائلة دا طيبة، خالد مش بتاع بنات زى ما أنتوا فهمني ، خالد راسم عليكم الفكرة دى وأنه بغيب عشان مع الخوجات، أنا جاي أقولك أن خالد هو اللى دبر لحادثة جدك 

أتسعت أعين "عيسي" على مصراعيها بصدمة ألجمته وهى تخبره بالفاعل والقاتل الذي بحث عنه كثيرًا منذ وفأة جده ووالده فقال بتلعثم:-
-أنتِ واعية انتِ بتجولي أيه؟ ولا خيانته ليكي طيرت الباجي من عجلك

تبسمت "رؤية" بثقة ثم قالت بعد أن رفعت ساعدها على المكتب:-
-واعية وعارفة أنا بقول أي؟ بقول أن خالد هو اللى أجر السواق وخلاه ينفذ بعربية النقل اللى ملك نصر أخوه واللى كان مقصود يومها عربية نصر مش جدك ولا أبوك بس الرجل اللى كان بعته وراهم رجع وقاله أن السواق غلط وقلب عربية جده لأن حسب الإتفاق السواق هيدوس العربية الأولى ويومها الرجل قال لخالد أن نصر ركن على جنب وعدت عربية جده عشان كدة السواق غلط

فزع "عيسي" بغضب مما يسمع وقد حصل على قاتل والده وجده وقال:-
-جومي، جومي وريني السواج دا

هزت كتفيها بعجز وقالت بهدوء وخيبة أمل:-
-الله يرحمه، خالد جتله لما عرف أنه غلط 

جلس "عيسي" على مقعده من هول الصدمة وقال بأنهيار تام:-
-يعنى اي مفيش دليل

تبسمت "رؤية" بغضب نابع من خيانته وكسرة قلبها العاشق بعد كل شيء فعلته لأجله وقالت:-
-ممكن تلاقي دليل وبلاوي تانية فى الخزينة اللى فى بيتي، ما  هو أصل خالد عنده كتير أوى مخبي في بيتي أمن مكان عشان محدش يعرف هو عنده ومعندوش اي

ومن هنا جاءت فكرت الانتقام وسرقة المال بعد ان أخبر "عيسي" الشرطة عن مكان الشقة لتجد الشرطة المال والذهب الذي سيثبت الجريمة عليه .......

_________________________________

صعد "عيسي" إلى غرفته ليلًا فرآها تجلس على حافة الفراش مُرتدية بنطلون أسود فضفاض وتي شيرت أبيض حزينة ووجهها عابس فقال بلطف:-
-مساء الخير

لم تجيب "عطر" عليه لتنهد بهدوء وذهب للجلوس جوارها وأنتبه إلى شنطة سفر قرب السرير ليقول:-
-أي الشنطة دى ؟

تحدثت "عطر" بنبرة خافتة دون أن تنظر إليه قائلة:-
-طلقني يا عيسي

أتسعت عينيه على مصراعيها بدهشة وحدق بها مُتمتمًا بعجز:-
-أنتِ جولتي أي؟

دمعت عيني "عطر" بضعف وحزن شديد ثم قالت:-
-طلقني، سيبنى أرجع القاهرة، أنا من يوم ما جيت هنا وأنا بتوجع وبيتأذي بس، أنت مش واخد بالك ولا أي ، خلينى أرجع القاهرة أعيش فى سلام زى ما كنت ، كانت أقصي مشاكلي ديون أبويا لا كنت خايفة يضرب عليا نار ولا يتقال عليا كلمة وحشة ولا واحدة عايزة تخلص منى عشان تأخد جوزي ولا ورث وثأر، أرجوك لو فى جواك ذرة حُب ليا سيبنى أمشي وأرجع لسلامي وكليتي وأصحابي أنا مش عايزة فلوس ولا حب ولا جواز أنا عايزة أعيش فى آمان وراحة 

لم ينطق بكلمة واحدة أمام دموعها وكلماتها القاسية مما أغضب "عطر" أكثر فقالت بضيق شديد :-
-طلقني لأنك لو مطلقتنيش أنا همشي وأسيبلك البيت أنا مش عايزة أعيش معاك ولا عايزة أشوفك أرحموني يرحمكم ربنا 

غادرت الغرفة باكية وما زال "عيسي" صامتًا ليرفع يده ووضعها على قلبه الذي يبكي ويختنق بداخله منذ أن أخبرته بقرار الفراق، وضع يديه الأخري على عنقه كأن هناك من يخنقه ولم يستطيع التقاط أنفاسه جيدًا يخشي الفراق والبُعد عن فتاته الجميلة وكأن الجميلة لم تقو على البقاء مع الوحش كثيرًا ......

يتبع 

           الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات