رواية نياط القلب الفصل الثالث والعشرون23 بقلم حور طه
وبعد مرور يومين
كانت تجلس بالجنينه ويدها ملطخه بالالوان وتخرج ما بخيالها على اللوحه لتكتمل معها
الى وجه قمر يوجد به بعض الملامح لشخص ولكن لا تظهر بوضوح
تمد يدها لا تضع الفرشه في الماء لتكمل رسمتها ،ثم تاخذ النسكافيه الخاص بها
وتشرب منه ولا تنتبه انها وضعت الفرشه الملطخه بالالوان به ؟! ولكن قبل ان تشرب
منه اخذه من على فمها قائل ::لسه بتشربي النسكافيه بالالوان؟!
وتين بصدمه قائله::انت ليه رجعت تاني،، من فضلك امشي،،ماجد لو شافك هتبقى مشكله
جواد يضع النسكافيه على الترابيزه قائل:: ما تنسيش تبقي تبعدي النسكافيه عن الالوان وانت بترسمي
ينهي حديثه ليكمل طريقه الى الفيلا بتمسكه هي من يده وتقف امامه قائله ::جواد اقف هنا ،، انت رايح فين؟!!
جواد ينزل ايدها بهدوء قائل ::اولا اسمي ابيه ،،ثانيا
ما تدخليش في اللي ما لكيش فيه ،،وبلاش تاخريني على المعادي
وتين ترفع حاجبها قائله:: وانت جاي بقى ان شاء الله تقابل مين هنا؟!
جواد ينظر لها ببرود قائل :: ارجعي لرسمتك وحاولي انك تخفي الملامح اكثر من كده لانها كانت واضحه قوي بالنسبه لي !!
وتين بارتباك لانها كانت ترسم وجه بدون ان توضحه ولكن هو فهم قائله ::دي مجرد شخبطه مش حاجه مهمه
يكمل طريقه بدون ان يهتم الى كلامها بتركض هي خلفه وتحاول ان توقفه ولكن لا تقدر تقف مكانها وتشاهد كيف نوال ترحب ب جواد وتتودد اليه
نوال قائله:: اتفضل يا جواد
جواد قائل ::طمنيني عليك انت كويسه دلوقتي
نوال الابتسامه قائله ::انا كويسه
اقاطعها صوت ماجد بانفعال قائل::مين اللي دخل الهمجي ده هنا ؟!نادو الحرس يكبه الزباله ده بره
نوال تقف امام ماجد قائله ::انت بتعمل ايه وايه اللي انت بتقوله ده.. انا طلبت من الباشمهندس يجي وهو جاء هنا بناء على طلبي
ماجد متجاهل كلامها قائل ::لو لسه باقي على عمرك اطلع بره،، لاني مش هتحملك كتير
جواد يقف ويحافظ على هدوءه بشكل تام
نوال بانفعال تبعد ماجدعن جواد قائله:: بابا مختفي من يومين وحضرتك ولا على بالك!! والباشمهندس جاي علشان يساعدني ان احنا نلاقي بابا
ماجد بسخريه قائل ::ما تقلقيش قوي كده عليه ،هتلاقيه ساحب له واحده من دور عياله وبيقضي معاه يومين وهيرجع تاني
نوال بانفعال تضربه باقلم قائله:: ازاي تقول على بابا كده انت ايه ما بقاش عندك اي احترام لحد
ماجد بغضب يرفع يده ليضربها ولكن جواد يمسكه قبل ان يضربها قائل:: واضح انك ما تعلمتش ازاي تتعامل مع اختك الكبيره؟!
ماجد بانفعال قائل:: سيب ايدي
نوال بنظرة عتاب قائله:: سيبه يا باشمهندس ،واتفضل معايا في المكتب نكمل كلامنا...
جواد يتركه ويدخل معها الى غرفه المكتب ويغلقوا الباب عليهم كانت وتين تغلي من غيرتها لانهم اغلقوا الباب عليهم ولا تعرف ماذا يحدث بالداخل
جواد بهدوء قائل:: انا اسف اني وقفت في وش ماجد بس انا ما اتحملتش ان هو يرفع ايده عليك
نوال تقترب منه قائله:: بس انت ما غلطتش وانا بشكرك انك دفعت عني،،،
ثم تسقط دموعها قلق وخوف على ابيها المفقود
جواد يقترب من نوال ويلمس خدها ويمسح دموعها قائل :: اهدي هنلاقيه انا متاكد
نوال تحضنه قائله ::انا خايفه قوي على بابا اول مره يختفي كده من غير ما يقول لي هو فين؟!
جواد يضمها لتطمئن قائل:: اهدي انا هفضل جنبك ومش هسيبك غير لما يرجع وتطمني عليه
نوال تبعد قليل وتمسح دموعها وتنظر بخجل لانها حضنته بدون ان تشعر قائله:: انا اسفه
جواد يضع يده على شفايفها ويقاطعها قائل:: ولا يهمك،، انا رحت المطار ورجعت بنفسي قائمه المسافرين نديم بيه ما خرجش بره مصر
نوال بقلق قائله:: انا هتجنن راح فين بس،، انا خايفه يكون حصل له حاجه
جواد بطمئنان قائل:: ان شاء الله وهيكون بخير ما تفكريش دايما في الحاجات السيئه،،انا خصصت فريق من رجال الامن بتاعتنا بالبحث عنه وان شاء الله يجيبوا لنا خبر عنه قريب
نوال تقترب عليه وتلمس يده قائله:: شكرا انا مش عارفه من غيرك كنت هعامل ايه
جواد يقترب عليها اكثر قائل:: انا اللي بشكرك انك سامحتي لي اكون جنبك
نوال بارتياح قائله ::خليك جنبي على طول
جواد قائل:: انا جنبك ومش هسيبك ابدا
نوال بحب قائله::جواد انا بحـــ؟!
يقاطعها جواد قائل::وانا كمان !!
كانت شفـ ـايفهم تقترب من بعضها مع هدوء حديثهم وكانت وتين تشاهد كل ما يحدث بينهم من خلف زجاج الشباك من الخلف وكاد قلبها يخرج من بين ضلوعها من هذا القرب الذي بينهم ولا تتحمل النظر اكثر فتلف وجهها وتجري بالجنينه وهي تبكي فكان قلبها يعتصر من الوجع الذي تشعر به في تلك اللحظه لانها ايقنت خسارته الان وانه لم يعد لها لقد ذهب في طريق اخر غير طريقها
________________
في منزل جابر يدخل عاصم مثل الطـ ـوفان ويفتش في الغرف غرفه غرفه لا يجد لها اي اثر ليقف امامه جابر قائل:: انت بتعمل ايه،،وبتدور على ايه؟!!!
عاصم بزعيق قائل ::فين ناديه،،انطق يا جابر فين ناديه؟!
جابر قائل:: اولا توطي صوتك وانت واقف في بيتي ،
ثانيا، ايه اللي هيجيب ناديه هنا مراتك في بيتك
فريال تخرج من المطبخ على زعيقه قائله ::خير يا ابني في ايه؟!بتزعق ليه؟؟
عاصم بانفعال قائل ::بنتك المحترمه اخذت ابني وسبت البيت ومشيت؟!
فريال بصدمه قائله:: انت بتقول ايه يا ابني ؟!..يعني ايه سابت البيت ومشيت هتكون راحت فين وحصل امتى الكلام ده
جابر بغضب قائل ::انت بتقول ايه يا عاصم ناديه فين؟!
عاصم باندفاع قائل:: بنتك المحترمه راحت لراجل تاني وهي لسه على ذمتي،، بس وشرفي لاقتـ ـلها، وهرجعها لك في كفنهـ ـا،،
عاصم ينهي حديثه يخرج وهو لا ينوي على الخير بعد ما فعلته ناديه به؟!!!
جابر يجلس على الكرسي بصدمه وعقله لا يستوعب ما فعلته ابنته،،، تصيح فريال بالقاء اللوم عليه قائله:: انت السبب،، طمعك وجشعك هم اللي ضيعوا بناتي،، قلت لك الف مره حب بناتك اسمعهم واهتمي بيهم واسمع مشاكلهم لكن انت دايما كنت متقمص دور الاب القاسي حرمتهم من حنانك وشبعتهم من قسوتك ،،رميت كل واحده في بير صعب انها تطلع منه
جابر يضعي يده على قلبه ويشعر بالتعب قائل:: اسكت يا فريال،، اسكتي
فريال لقد اخذت القرار بان تتحرر من تلك القيود الذي قيدها بها لسنوات كثيره، وهي ترى اخطائه وتسكت، ترى قسوته وتسكت، فكانت تغلق اعينها وفمها عن كل ما يفعله بها وببناتها،،ولا كانت تحرك ساكن، ولكن اتت اللحظه اللي تخرج كل ما بداخلها وتتحرر من تلك القيود و بانفعال يغلف الخوف واغلق عيناها فلا ترى ان لون وجهه قد بدا يتغير ويتجسد به التعب بوضوح قائله:: لا مش هسكت، مش هسكت ،سكاتي ده هو اللي ضيع بناتي وخلاك تتحكم فيهم وتدمر مستقبلهم، لو كنت عملتهم كاب بيحبهم وبيخاف عليهم يمكن كانوا فتحوا قلوبهم وقالوا على اللي مدريينه جواهم ،،بس خوفهم منك لجم السنتهم
مش هسامحك يا جابر لو بناتي حصل لهم حاجه
تنهي حديثه وتتجه الى الباب ولكن اوقفها صوت جابر قائل:: رايحه فين ؟!
فريال تمسح دموعها قائله:: رايح ادور على بناتي، اللي انت ضيعتهم،، هروح ارجع بناتي لحضني، ومش هسمح لك تضيعهم تاني
جابر يحاول ان يقف على قدميه ولكن لا تحمله فيشتد عليه التعب قائل:: ما تسيبنيش،،،فريال انــــــ؟!!
ولا يكمل جملته يضيق صدره ويفقد توازنه تمام ويقع على الارض مغمى عليه
________________________
في منزل الدكتوره مروه يدخل فارس وهو في حاله غير طبيعيه وعلى غير عادته وهو يتميل بجسد ويمين ويسار وكانه عقله مغيب كانت في انتظاره تنظر الى ساعه يدها قائله:: الساعه 2:00 بعد نص الليل،، وحضرتك لسه فاكر انك ترجع على البيت؟!!
فارس يتجاهل كلامها ويدخل غرفته ويسقط على السرير بتعب وتدخل هي خلفه وتمسكه من ياقه قميصه وتجلسه على السرير بانفعال قائله ::لما اكلمك ترد عليا زي البني ادمين،، مش تسيبني وتدخل ،،انت ايه اللي جرى لك
ايه اللي بتعمله في نفسك ده ،،بقى لك كم يوم مش في طبيعتك سهر كل ليله وكمان ترجع سكـ ـران انت ايه اللي حصل لك فهمني ،،هو ده اخويا فارس اللي كنت فخوره باخلاقه، يتحول فجاه لشاب سكـ ـري؟!!!
فارس يبعدها عنه بغضب قائل:: خلاص بقى اطلعي من جو الدكتوره المثاليه اللي كانت دايما بتبني قدام عيني تمثال من القيم والاخلاق وفي الاخر هدمته، انا بقيت في الحال ده علشان انسى اللي انت عملتيه،، خلاص كفايه بقى مش قادره اشوفك ولا اسمع صوتك
مروه باستغراب قائله:: انت بتقول ايه يا فارس؟!.. انت ازاي تتكلم معايا بالاسلوب ده
فارس وهو يتمايل يمين ويسار يطلق ضحكات ساخره قائل:: وتحبي اتكلم معاكي بانهي اسلوب يا دكتوره؟ عايزاني احترمك واتكلم معاكي باسلوب كويس اللي انت ربتيني عليه، وفي النهايه كل ده طلع كدب وكلام في الهوا طار قدام حبه فلوس اترمت لك،، خلاص تمثال القيم والاخلاق اللي كنت شايفك فيه انهار لما انت قررتي تبيعيه
مروه بصدمه من كلامه ولا تعرف هو لماذا غاضب لهذه الدرجه تهدا قليل قائله:: تمام اهدى ...انا مش عايزه اضايقك... انا بـــــ؟!!
يقاطعها فارس عصبيه قائل ::انا عمري ما هسامحك لان بسببك خسرت البنت الوحيده اللي قلبي حبها ،،
انت قتـ ـلتي اخر امل كان بيربطني بالحياه،، انت
ما قتلـ ـتيش نور وبنتها؟!.. انت قتـ ـلتي اخوك اللي كنت بتعتبريه ابنك....
مروه تنزل عليها الكلمات كصاعقه قائله:: انت مين اللي قال لك الكلام ده، صدقني انا مظلومه انا ما عملتش حاجه مـ ـوتهم كان قضاء وقدر،، انتوا ليه مش قادرين تفهموا
فارس يصفق لها بسخريه قائل ::برافو عليك يا دكتوره انت مش بس قدرتي تخدعي القاضي عشان تخرجي من القضيه اللي جواد رفعها عليك زي الشعره من العجين
انت كمان خدعتي اخوك ،،حقيقي ممثله محترفه
مروه بدفاع عن نفسها قائله:: انت مش فاهم حاجه
فارس بانفعال قائل:: انا فعلا ما كنتش فاهم حاجه ،كنت عايش طول السنين دي وانا متغمي عن الحقيقه البشعه اللي كانت جواكي، بس دلوقتي خلاص فتحت،، وعيني قدرت تشوف اللي ما كانتش قادره تشوفه،، ازاي جاء لك قلب تقتـ ـلي ام وبنتها؟!
مروه بانفعال وبدون وعي قائله:: انا عملت كل ده علشانك انت، عشان اقدر اامن لك مستقبلك،، انا ايدي اتلوثت
بالـ ـدم علشانك،، وانت دلوقتي جاي بتلومني وتحاسبني
فارس يجلس على طرف السرير بصدمه والان يتاكد بالفعل من كلام جواد وان اخته قتـ ـلت مراته وبنته، كان لاخر وقت مصدق ان اخته مستحيل تعمل شيء بشع زي ده لكن اتضح انها فعلت،،
مروه ترجع الى وعيها وتقول بداخلها:: اكيد هو دلوقتي سكـ ـران ومش هيفتكر اللي انا قلته،، انا ازاي قلت لفارس الكلام ده ،،لا لا هو اكيد سكـ ـران مش هيفتكر اي حاجه من اللي انا قلتها، احسن حاجه ان انا اسيبه يرتاح دلوقتي
تتجه نحو الباب لتخرج ولكن اوقفها صوت فارس وهو في كامل قواه العقليه وبصدمه قائل:: قتلـ ـتيهم
_____________________
نرجع عند وتين
كانت تجلس بالجنينه خلف شجره كي لا يراها احد وتبكي بكاء شديد لكن بدون اي صوت كان كل ما يخرج منها همهمه بسيطه بالكاد ان تتسمع ولكن بدات ان تشعر باقدام احدهم ياتي اليها تمسح دموعها بسرعه وتقف لتصطدم به ويتلجم لسانها عن النطق ولكن تنظر له بعيون دبلانه تغرقها الدموع ولا تعرف ان توقفها فكانت دموعها تتساقط بدون اراده لقلبها الذي احترق منذ ان راته يتقرب من هذه العقربه،،،،
جواد قائل ::بتبكي ليه؟
وتين بصوت مخنوق من الدموع قائله:: ليه عملت كده ؟!
جواد قائل:: عملت ايه ؟!...انت تعبانه، تحب اخدك للدكتور
وتين بانفعال من هدوءه قائله ::وتفتكر ان الدكتور هيقدر يداوي الجرح اللي انت فتحته ؟!
جواد قائل ::جرح...؟ انت بتتكلمي عن ايه
وتين تمسح دموعها قائله ::انا شفتك وانت بتبوسها
ليه عملت كده؟! ليه خنت حبي ليك !!
جواد قائل:: احنا ما بنقعش في الحب باختيارنا
لكن الابتعاد عن من نحب،، خيار يمكن اتخازه؟!!!
ينهي حديثه ويتركها بمكانها ويذهب دون ان ينظر خلف