رواية حوريه بين انياب شياطين الفصل السابع عشر17والثامن عشر18 بقلم خديجه السيد
بينما تصنم قاسم في مكانه لحظات يحاول أن يستوعب ما يحدث ثم أفاق واقترب منه وقلبه ينبض برعب من هيئته وجمال يتألم و الدماء تنزف منه صائح بذعر شديد باسمه.
اغمض جمال عينيه بضعف وهو يخفض راسه يراه الدماء تنزف بغزارة من ذراعيه فـ ناريمان صوبت السكين نحوه ذراعيه وأمسك ذراعيه بقوه وهو يتألم ومن هنا فورا بدا يشعر ان قدميه لا تقوى على حمله فعلا وجسده اخذ بالارتعاش بشدة وقبل أن يسقط بالارض اسرع قاسم يركض إليه لـ يلحقه قبل سقوطة و اسنده فوق المقعد وانزل بركبته أمامه وهو يمسك بيده صارخ بعنف وقلق:-
_جمال ..جماااال انت كويس حاسس بايه.. جمال اوعي تعملها وتسيبني رد عليا جمااال
اقتربت بدريه بقلق شديد وهي تنظر إليه بخوف:-
_استاذ جمال انت بخير
أسرعت إليه حوريه بقلق شديد ونظرت اليه بعينين يغشاهم الدموع تشعر برغبة شديدة فى البكاء :-
_اونكل جمال انا اسفه حقك عليا كانت مفروض تيجي فيا ليه عملت كده؟ يا ريتك ما وقفت مكاني كنتي سبتني ان شاء الله حتى اموت
رفع جمال يده حين راى تلك الدموع بعينيها فتسلل احساس بالندم داخلها و بانه من الممكن أن كان يموت بدل منها، فمد يده يلامس وجهها بحنان مرددا بابتسامه وهن:-
_بس اهدوا انا كويس محدش يقلق عليا، وأنتي يا حوريه بعد الشر ما تقوليش كده انتي ما تعرفيش غلاوتك عندي اد ايه يا حبيبتي
أمسكت حورية يده الذي فوق وجنتيها تقبلها برفق وهي تبكي بشدة عليه بينما ضغط قاسم على يده بعنف وقسوة.
فتراهم ناريمان بذلك المشهد تراقب قلق الجميع علي جمال و فاغرة فمها بذهول وصدمة عندما وجدت أن السكين قد أصابه جمال وليس حورية كما كانت تريد ثم استغلت انشغال الجميع معه وتحركت بخطوات سريعة تركض الي الخارج لتهرب قبل أن يراها أحد!
رفع جمال كتفيه بجزع يتألم قبل ان يهتف قائلاً موجه حديثه إلي قاسم بضعف :-
_الإصابة بسيطه ما تخافش عليا يا قاسم ..انا كنت حاسس انها في حاجه عاوزه تعملها ما عرفتش اوقفها غير بالطريقه دي آآه كان لازم اقف قصادها وامنعها
اخذت حورية شهقاتها بالتعالى بحزن شديد ثم نهضت وهي تقول بلهفه شديدة:-
_حاول تتحمل يا اونكل جمال شويه عشان خاطري انا هروح اطلبلك دكتور بسرعه
وعندما الجزء المتعلق بـ ناريمان تذكر قاسم علي الفور ناريمان و كيف كانت تريد قتل حوريه و جمال فداها بروحه لينهض قاسم على قدميه يبحث عنها ليراها تركض بسرعه مثل الفئران تريد الهروب ليتحرك هو أيضا يركض خلفها بسرعه شديده هاتفا بوحشية وعينين مشتعلة بالنيران:-
_نـارررريـمـان! اقفلوا البوابه بسرعه اوعوا تخلوها تخرج
بينما ابتلعت ناريمان ريقها بصعوبة شديدة و برعب شديد وهي تسمع صوته الغاضبه وخطواته خلفها لتسرع في الركض لكنها فجاه تعثرت قدمها وسقطت بالأرض علي ركبتها لتصرخ بألم وتوقف خلفها قاسم توحشت ملامحه و هو يمسك بذراعها بقوة يجذبها نحوه والغضب والتوعيد واضح من عينه الحمراء كالدماء،و فكه المحتد بعصبية حاولت التملص من بين يده و هي تتحدث بصوت واهي:-
_اوعي ايدك سيبني
لتضيق عينيه عليها بنظرة مشتعلة بالنيران و يهتف بوحشية:-
_فاكره نفسك رايحه فين بعد عملتك دي بكل سهولة كده؟ المره دي غير انا فوتتلك كثير و لازم تتعاقبي
اتسعت حدقتها بخوف شديد لتعرف أن هذه المره غير ولم تمر علي سلام! لياتي الحراس إليه هاتف احد منهم قائلا بخشونة:-
_اوامرك يا قاسم بيه
ليتفحص ملامح وجهها ببطئ و تروي أرتجف قلبها من صمته و تعابير وجهه و هيبته بشموخه تدل علي أنه سوف يدبر إليها كارثة وتحدث وهو يصك علي أسنانه بقوة :-
_حد منكم يبلغ البوليس بسرعه وخذوها احبسوها في المخزن تحت لحد ما تيجي الشرطه وتاخذها ..وحد ثاني يفكلي الكاميرات اللي في الجنينه ويجيبهالي هنا؟ كل اللي انتي عملتيه متصور صوت وصوره ومش هتنفدي بعملتك المره دي ذي اللي غيرها
شحب ناريمان وجهها بشدة قبل ان يسحبها الحراس بقوة بعيد وهي تصرخ بصدمة و هلع:-
_اووووعى انـت وهــو سـيـبـوني ابـعـدوا عـنـي لاااا
لتقف بدريه وهي مازالت تحمل الصغير بين ذراعيها ومدت يدها الأخري إلي جمال حتي تساعده على النهوض تطلع جمال فيها عدد لحظات ثم ابتسم بوهن بامتنان وأمسك بيدها يسند عليها وهو يضغط على كتفه متألم وهي تسير به إلي الدخل حتي يأتي الطبيب يفحصه.
بعد فترة قصيرة وصل الطبيب ليوقيع الكشف عليه وتعامل الطبيب مع جروحها بعملية وكان الجرح سطحه وبسيط بالفعل و اخذ الطبيب يعالج ويخيط الجرح و خلال الانتهاء من الفحص يلقى بتعلماته بوجوب الراحة والتغير على جروحه وان الامر بسيط لايستدعى قلقهم حين تحدث قائلا بعملية:-
_ما تقلقوش الاصابه سطحيه حاجه بسيطه ان شاء الله ما فيش داعي للقلق خالص
تنهد جمال وقال متحدثا بخشونة:-
_سمعتوا بنفسكم انا كويس ما كنتش محتاج دكتور كمان السكينه جت في دراعي مش محتاجه لي ده كله
زفر قاسم بعنف وهو يقول بهدوء قليلا :-
_برده كان لازم نطمن عليك الحمد لله انك بخير حمد علي سلامتك
ليزفر جمال بهدوء وببطء ثم تطلع في الجميع يحدثهم قائلا بجدية تامة وحزم فى محاولة منه لتلطيف الاجواء بينهم:-
_طب يلا مش اطمنتوا عليا اتفضلوا بقى كملوا باقي احتفالكم والفرح وما تخلوش حاجه تاثر عليكم انا كويس اهو قدامكم.. ما دخلهاش تفسد فرحتكم هو ده اللي هي عاوزاه وكانت جايه عشانة
كاد أن يعترض قاسم لكنه صمت بتراقب عندما أستمع الي صوت سرينه الشرطه وقد التمعت عينيه بشراسة وابتسم قاسم بشر يهتف بغل:-
_دلوقتي بس هقدر افرح واحتفل بعد ما اشوف البوليس واخذها من هنا علي الحبس
**
مر بضع الوقت وحاول الجميع التاقلم وتجاهل ما حدث قبل قليل عندما جاءت ناريمان تفسد فرحه الجميع بقتل حورية وقد تلقي الضربه بدل منها جمال وجاءت و اخذتها الشرطه بالقوه وسط صراخها الشديد برفض أن تذهب معهم وقد قدم قاسم إلي الشرطه تسجيل فيديو يوجد به ما حدث بالتفصيل وكيف ضربت ناريمان جمال.
بدأت الأمور تسير بهدوء و حاول الجميع رسم ابتسامة سعيده وفرح علي وجوههم و بدأ الاحتفال بالعروسين يسير وسط بهجه وسعاده حتي دلف عتمان فجاه من بوابة القصر وتوقف الجميع بقلق ينظرون إليه فيبدوا أن هذا اليوم لم يمر علي خير مطلقاً.
اقترب عتمان من حورية و توقف أمامها لتتوتر حوريه بقلق منه و تحولت نظراته الي اشمئزاز وهو يقول بحدة:-
_ده طلع اللي سمعته صحيح بقى، انا لما سمعت انك بتتجوزي مصدقتش نفسي قلت هي زباله و واطيه اه وفيها كل العبر بس مش هتعمل دي كمان بكل بجحه وتتجوز بدون علم اهلها وما تدينيش خبر
صك قاسم علي أسنانه حين وجده أمامه و هو يقول بتحذير صارم:-
_حاسب على كلامك وما تغلطش في مراتي بدل ما انسى انك راجل كبير وهتشوف مني حاجه مش هتحبها احترم نفسك وانت في بيتي
لينظر عتمان إليه باستهزاء و هو يقول بتهكم:-
_يا زين ما اخترتي لايقين على بعض وانتي يا هانم هو ده فرح صاحبتك اللي ما عرفتيش ترفضي وتكسفيها، تضحكي عليا يا بدريه وانتي كنتي رايحه فرح بنتك مش عيب تكذبي في سنك ده
تنهدت بدريه وهي تقول بصوت هادئه بعدم مبالاه:-
_انا كذبت عشان فرحه بنتي تكمل على خير مش خوف منك ولو ما كنتش عرفت بطريقتك كنت هاجي انا واقولك بنفسي بس بعد ما ارجع والفرح يخلص
ابتسم عتمان بسخرية و هو يقول بغضب مكتوم:-
_عينك بقت قويه وبتردي كمان وما بقتيش تخافي ذي زمان، بس حقك مش لقيتي اللي تتحمي فيه انتي وبنتك مني
نظر قاسم إليه ببغض و هو يشعر بالغضب الشديد منه قائلا:-
_هو انت عاوز ايه بالضبط ولا منك بتحميهم ولا منك عاوز غيرك يقف جنبهم ويسعدهم، عاوز طول الوقت تفضل انت المتحكم فيهم وخلاص
اقتربت بدريه من قاسم بهدوء وهي تقول:-
_خلاص يا قاسم اهدا يا ابني وروح كمل الفرح مع عروستك وبلاش تعكننوا عليكم مبروك يا ابني مره ثانيه.. انا هامشي معاه بقى وان شاء الله هاجي ليكم مره ثانيه
هز قاسم رأسه بالايجاب بتراقب ثم ضغط علي كف يده وهو يقول من بين أسنانه متحدثا ببرود:-
_استنى يا أستاذ عتمان بما انك جيت لحد هنا فستني خذ معاك حفيدك اصله ثقيل على قلبي زيارته ومش قادر استحملة عندي اكثر من كده عندي
عقد عتمان حاجبيه باستغراب وعدم فهم ثم أشار قاسم بأصابعه يده إلي الحارس ليهز رأسه بطاعة و هو يتحرك لتطلبية اوامره و ظل قاسم ينظر إليه بلا تعبير حتي تقدم الحارس و بيده حازم الذي كان شاحب الوجه يظهر عليه الإرهاق و التعب الشديد و هناك كدمات بوجهه ليلتفت إليه عتمان بصدمه و ذهول ليركض نحوه سريعاً ثم نظر إليه عتمان و هو يمسك بوجهه ينظر إليه يميناً و يساراً و هو يقول بقلق شديد:-
_حازم مين اللي عمل فيك كده؟ أنت بتعمل هنا ايه اصلا؟ مش بترد عليا ليه يا حازم قولي عمل فيك.. انت عملت في ايه أنطق
بينما فتح حازم عينه بصعوبة بالغة لينظر إلي حورية وهي تطلعت بعيد عنه بجمود و أعينها لا تطيق حتي التطلع إليه، لـ يحضنها قاسم بالكامل داخل صدره و هو ينظر إلي حازم بحزم وقوة الذي أخفض رأسه بسرعه بعيد عنها بخوف شديد ولم يستطع أن يجيب علي جده لينظر عتمان لـ قاسم بغضب و هو يصرخ بحده:-
_عملت في حفيده ايه يا حيوان انت مين اللي عمل في كده؟
ابتسم ببرود متحدثاً و هو يضغط علي خصرها بقوة مرددا:-
_انا اللي عملت في كده فيه ويستاهل اكثر من كده انت مش عارف حفيدك المحترمه عمل ايه في حوريه حاول يعتدي عليها الواطي فانا ربيتهلك من جديد
ليتحدث عتمان بانفعال وهو يسنده بين ذراعيه بقوه بينما حازم جسده مرتخي بضعف وتعب وكان يستمع إلى ما يدور ولم تاتي الجرأة للرد:-
_حازم مستحيل يعمل كده انت كذاب وانا هجيب حقه منك علي اللي انت عملته في فااهم
صدحت صوت ضحكة قاسم العالية الرنانة يصدر صدي صوتها في المكان و من ثم نظر إليه و هو يقول بثقة :-
_ابقي اساله بنفسك اهو عندك مش هيعرف يكدب ولا ينكر حقيقته الوسخـة واللي عندك اعمله
شهقت بدريه مما سمعته بصدمة كبيرة فهي لم تتوقع أن يفعل ذلك ابدا ويحاول حازم اغتصاب حورية ثم هزت راسها بيأس و خيبه فهي لم تعد تثق بهذه العائله أبدا لتبتسم باصطناع ومسحت علي وجه ابنتها و هي تقول بحنان :-
_انا هامشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك يا يا حوريه ومن ابنك ومن جوزك كمان
رفعت حوريه رأسها لتنظر إلي عتمان و هي تبتلع غصة مريرة بحلقها لتنطق بهمس :-
_خلي بالك من نفسك انتي كمان يا ماما و طمنيني اول ما توصلي عليكي ..مع السلامه
هزت راسها لها بابتسامه هادئه ثم تحركت نحو جمال وهي تقول بامتنان شديد:-
_مع السلامه يا استاذ جمال شكرا جدا على عملته النهارده وحميت بنتي مش هانسيلك جميلك ده طول عمري والف سلامه على حضرتك
حاول جمال ان لا ينظر اليه ما هو خلفها و بداخله غضب و كره اتجاه ذلك البغيض عتمان ليرفع يده الأخري السليمه يمسك بيدها ويحضن كفها وهو لا يبعد بصره عنها و هو يقول :-
_العفو انا ما عملتش حاجه ده واجبي خلي بالك انتي بس من نفسك
رحلت والدتها مع عتمان والتمعت حورية مقلتيها بدموع حزينه جدا وأحكم قاسم قبضته عليها بقوة و كانت أسيرة بين ذراعيه المحبة يتمني أن تظل دائماً بالقرب منه بين يديه باحضانه مسد علي خصلات شعرها و هو يهمس بهدوء :-
_وبعدين احنا قلنا ايه يا حورية ما تزعليش ولا تعيطي على حد فيهم دول ما يستهلوش انك تفكري فيهم حتي
أغمضت عينها بقوة وهي تهز رأسها ثم لفت ذراعيها حول خصره تندس بأحضانة ودني نحوها يقبل جبهتها بعمق وهو يحضنها إليه أكثر، بينما ليتنهد جمال بضيق شديد وهو يقف يراقب رحيل بدريه مع عتمان بقلة حيلة
ليضغط علي يده بقوه وصمت.
**
جلس عصام داخل المنزل فى الصالون فوق اريكة عملاقة وهو ينفث دخان سيجارته بعنف قائلا بعصبية:-
_يعني ايه مش عارف امك فين؟ و انا اللي هعرف وانا قاعد في الشغل الـ 24 ساعه واجي علي اخر الليل تقول لي عمال اتصل بيها مش بترد
ليجيب جواد بلهفة فى محاولة لتبرير الامر قائلا:-
_يا بابا طب انا ذنبي ايه هي كانت قاعده معايا و وشها مقلوب ومتعصبه من صوت الدوشه والفرح اللي جنبنا بتاع قاسم وحوريه وفضلت أهدي فيها واقول لها حاولي تتجاهلي وما تحطيش في دماغك وهي فضلت تصرخ فيا وتقول لي ما لكش دعوه وبعد كده سبتها وطلعت الاوضه فوق وبعد شويه لقيتها جايه و بتخبط عليا وشكلها هادي جدا ومبسوطة اوي مش عارف على ايه وقالتلي انت معاك حق لازم فعلا افرح وانبسط وما احطش في دماغي وعشان كده هخرج اتمشى شويه ومش هتاخر.. واهي من ساعتها ما رجعتش
زفر عصام بغيظ قائلا بحده:-
_وهي ازاي اصلا تخرج في وقت زي ده من غير حتى ما تاخذ السواق معاها وكل ده بتتمشي.. شكلها يا بيه اصلا راحت تعمل مصيبه وهي هتسكت وتهدا فجاه كده وتسمع كلامك من غير لما تنتقم مستحيل انا عارفها
تعالي فجاه صوت هاتف جواد يرن بينما اعتدل عصام وهو ينظر اليه يهتف بعينين لامعتان بلهفة:-
_رد بسرعه لو هي قولها تاجي علي طول الوقت أتأخر
اسرع جواد يعتدل هو الاخر قائلاً بسرعة:-
_لا دي نمره غريبه بس برده هرد ممكن تكون تليفونها فاصل شحن ولا ضاع ولا اتسرق ومحتاجه حد فينا يجيلها
هز رأسه عصام إليه بالايجاب بأن يفعل ذلك بالفعل وفتح جواد الخط وانتظر الطرف الآخر يجيب ثم اتسعت عينا بذهول وصدمة مرددا:-
_نعم في القسم بتعملي ايه؟
**
بعد فترة صعد قاسم ومعه حوريه و وصلوا إلي جناحه توقف عند الباب مشيرا إلي حورية بالدخول نظرت إليه مطولاً بتردد ثم دخلت بخطوات بطيئة دون انتظار لحظة واحدة وقلبها يقرع بقوة فورا داخلها لما سيحدث هنا فى تلك الغرفة اتبعها قاسم يغلق الباب خلفها لتسمع صوت تكاته كانها مطارق داخل اذنيها ثم تقدم منها بخطوات هادئة عينيه لا تفارق وجهها ولا جسدها.
كانت رائعة بكل تفاصيلها عينيه تتركز فوقها يبادلها النظرات فتتوه داخلهم تنسى كل ما حولها لاترى غيره وهى تراه يتقدم منها ببطء حتى توقف امامها وهو مازال لم يرفع عينه عنها ولا حتى يرف له جفن رموشه و عندما مسك بيدها بين يديه ليرفعها ببطء الى شفتيه يقبلها برقة ولمسة كرفرفة الفراشات تتراقص خفقات قلبها تأثير من لمسته تلك وتتزايد بجنون حين مد يده يتلمس خصلات شعرها قبل ان يزيحها بحنان خلف اذنها و ببطء ينحنى فوق جبينها يقبله بنعومة يهمس لها بحنان عينه تكاد ان تلتهم ملامحها:-
_ مبروك يا حوريه الف مبروك يا حبيبتي
لترفع رأسها تنظر إليه و هي تقول بهدوء :-
_مبروك ليك انت كمان يا قاسم ..هو انت مبسوط بجد ان احنا اتجوزنا
حاوط قاسم خصرها و هي ثابته بين ذراعيه قائلاً بهمس و هو يستند جبهته علي جبهتها :-
_ الصراحه لا
انتفض قلب حورية من كلماته كادت أن تبعد عنه لكنه شدد على خصرها فهي اصبحت الآن اغلي ما بحياته لامس وجهها و هو يبتسم باتساع ليميل إليها و هو يقول :-
_انا طاير من السعادة مش مبسوط بس، أنا مش مصدق نفسي أننا اتجوزنا أصلا وانتي تساليني مبسوط ولا لا.. اكيد طبعا مبسوط يا حبيبتي
زفرت بارتياح ثم تنحنحت هي بجدية و هي تنظر إليه بعمق عينها لا تزاح عن بؤبؤت عينه بروح عاجزة لتمد يدها تمسك بيده و هي تقول بصعوبة :-
_قاسم انا بتكلم بجد خلينا نتكلم بجديه و بوضوح شويه انت هتتجوز واحده مش هتكون انت اول واحد في حياتها هتلمسها ولو خلفت منها في يوم هيكون مش اول طفل ليها و لسه جواها جروح ما لمتش ولا نسيت اللي حصل لها زمان ولا شكلها كده هتنسى يعني بمعنى اوضح انت ارتبطت واحده مريضه نفسيه
تطلع فيها بصمت وشعر بغضه مؤلمة داخله ثم تركت يده تهز راسها له تشير إلى نفسها و هي تقول بألم و دموع عالقة باهدابها :-
_انا عارفه ان أنا اتاخرت في الكلام ده بس انت ما اديتنيش فرصه اقولهلك ومش قادر اتجاهله ما اقولهوش كمان
تنهد قاسم بروح متالمه مختنق بشده من حديثها ثم ابتعد يقبل باطن يديها و هو يقول بخفوت و صوت حزين :-
_حورية أنا ميهمنيش كل ده انا اللي عايزه انتي و بس.. انا عايزك انتي مش فارق معايا ولا هاممني وكل اللي انتي بتقوليه ده ومش مستنيكي تقولي لي اصلا عشان مفيش حاجة هتتغير بالنسبالي مهما حصل
أغمضت عينها لتسقط تلك الدمعة الوحيدة علي وجنتيها كالنيران بصدره ليرفع يده يمسح تلك الدمعة لتتحدث هي بانكسار :-
_بس الامور دي فارقه معايا وتهمني عشان هتفضل نقطه سوداء في حياتي وانا بتخيل ان ممكن في يوم تنفر مني بسبب اللي حصلي او تحس انك اتسرعت لما اتجوزتني
شحب وجه قاسم فور سماعه كلماتها تلك شاعراً بالندم يتأكله من الداخل بينما ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه وعينيها تنبثق منها الألم و الخذلان اقترب منها ببطئ محيطاً وجهها بيديه برقة قائلاً بصوت يتخلله اليأس والندم :-
_ما فيش حاجه زي كده هتحصل يا حوريه انا مش عيل صغير ولا باخذ قرارات بتهور أنا عارف كويس ده ومفكر في كل اللي انتي بتقوليه ومش فارق معايا،وبعدين بطلي تحكمي على الامور انك ظالمه انتي الضحيه والمظلومه يا حوريه عشان كده انا ما زلت عاوزك و واقف جنبك بساعدك وما يهمنيش حاجه في الدنيا غيرك أنتي وبس
لتقول بنبرة أشبه للبكاء متحسره علي حالها:-
_خايفه يا قاسم خايفه اتعلق بيك وبعد كده تسيبني وتتخلى عني خائفه تسيبني لوحدي في الدنيا وانا ما بقاش ليا غيرك
انخفض ضاغطاً شفتيه فوق جبهتها هامساً بصوت اجش بينما نظراته تصرخ بعشقه لها:-
_اسيبك ازاي بس هو في حد بيبعد عن روحه ..انتي بتثقي فيا
رغم ثقتها التي اهتزت داخلها بـ الجميع لكنها أجابت بلحظة سريعاً دون تفكير الأمر بالاصل لا يحتاج اي تفكير :-
_أيوة طبعا
زفرت بارتياح كان متوتر من إجابة ذلك السؤال بالفعل ليقول قاسم بصوت حنونه:-
_يبقي ما تخافيش من حاجه وانا معاكي و صدقيني مش هخذلك في يوم كل اللي يهمني انتي انك تكوني جنبي و بس
وضعت رأسها فوق صدره و هي تمسح دموع أخري سالت علي وجنتيها لتهمس هي بثقل :-
_انا تعذبت اوي في حياتي وانا شايفة نفسي ضعيفه ومكسوره وعاجزة ان حتى اساعد نفسي و اتدمرت باللي حصل انا مش حمل اي ضغط و لا ضعف تاني ..اوعي تسيبني بجد يا قاسم انا لما صدقت لقيتك بلاش توجعني انت كمان في مره ولا تكسر ثقتي فيك ولو في يوم حبيت تبعد بلاش تكسرني انت كمان زيهم
بعض الكلمات جعلت أطراف جسده تتجمد و قلبه يدق بقلق لم يعرف ماذا يفعل يخبرها بالحقيقه الأن وانه هو من اغتصبها ويزيح ذلك الحجر من فوق صدره لعله يرتاح لكن وعند تلك الفكرة تراجع عقله وهز رأسه بنفي لن يخبرها يكفي ما حدث لها ولو أخبرها سوف يعكر عليها أيامها الاولي معة وهي لا تحتاج صدمات اخرى حتى في الوقت الحالي أخذ نفسا عميقًا قائلا بابتسامه مصتنع:-
_احم يلا بقى الوقت اتاخر واليوم كان طويل ومتعب ادخلي غيري الفستان في الحمام وانا هغير هنا
هزت راسها له بالايجابي مبتسمه بهدوء ثم توجهت إلى المرحاض وأغلقت الباب خلفها بينما يراقبها وقد استقل جسده بثقل فوق الفراش شاعراً بالم حاد داخل قلبه يكاد يهزق روحه تنهد قاسم تنهيدة طويلة بتعب وإرهاق إلي أعصابه.
ليتحرك هو الأخري تجاه غرفه الملابس ليقوم بخلع جاكيت بذلته ثم يلقى به ارضا وهو مازال يقف و اصابعه تمتد الى ربطة عنقه يحلها وتتبعها ازرار قميصه بينما فتح الخزانة وأحضر منها ملابس بيتي مرت فترة طويلة ولم تخرج حورية عقد حاجبيه باستغراب و قلق قائلا بصوت عالي قليل:-
_حوريه انتي كويسه محتاجه مساعده
لم تجيب عليه انما فتح الباب وخرجت ببطئ لتظهر له و هي ترتدي ذلك القميص القصيرة باللون الاحمر و مخطط به اللون الاسود أعلاه و ذات حملات قصيرة منخفضة و فاتحة صدرها وتركت شعرها الي أسفل ظهرها و تضع احمر شفاه ومكياج صارخ ملفت للانظار
اتسعت عينا قاسم بذهول وصدمة ولم يصدق أنها امامه بتلك الهيئه والجراءه فهي كانت جميلة نظر لها مسحوراً و هو يمرر عينه بتمهل علي تفاصيلها و علي جسدها الظاهر بشكل مثير!
نظرت اليه حورية وقد اشتعل وجهها بالخجل الشديد والتوتر من مظهرها وهي تشد القميص للاسفل علي ركبتها تحاول تخفي جسدها امام عينيه المتفحصه.
وقد انحبست انفاسه داخل صدره فور رؤيته مظهرها الخلابة فى ذلك القميص شعر بدقات قلبه تتسارع بشدة حتي ظن ان قلبه سوف يخترق صدره من قوة دقاته فاخذ يتشرب تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها بمظهرها الخلاب من جمالها و وبياض بشرتها الرائعة و اضاف عليها براءة فوق برائتها، تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التى ضربت جسده و فور نجاحه فى ذلك تحدث بصعوبة وحيره شديد:-
_انتي كويسه يا حوريه
اشتعل وجه حوريه بالخجل والإحراج وهى تتمتم بارتباك شديد و قد اصبح وجهها كجمرة مشتعلة:-
_اه كويسه جدا مالي يعني في حاجه
ليتقدم منها ببطئ جعلها ترتجف و هي تعود بجذعها العلوي الي الخلف حتي ارتطمت بالفراش وسقطت عليه بخفه وحاولت رسم ابتسامة مزيفة برفق ليتقدم هو نحوها أكثر ليضع يده علي ظهرها العاري ليقشعر بدنها بارتجاف ليشد جسدها نحوه حتي التصقت به تماماً لا يفرق بينهما شئ نظر إليها بعمق عينها العسلية الناعسة وابتسم بجانب شفتيه ابتسامة و هو ينظر إليها بتفحص ثم انحنى مقبلاً جبينها بحنان وهو يتمتم بانفاس منقطعة:-
_لا ابدا ما فيش حاجه.. متاكده من اللي هيحصل دلوقت مش عاوزه وقت تراجعي نفسك وتفكري بلاش تسرع انا مش مستعجل والافضل انك تاخذي وقتك
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة و هي ترتجف لتقول بهدوء عكس ما بداخلها :-
_لا انا متاكده ما تقلقش
أغمضت عينها بشدة حين شعرت بيده الأخري تمتد الي خصرها يحاوط خصرها و يتلمس جسدها الشبة عاريه و انتشلتها أنفاس حارة قريبة منها بدأت تتحرك ببطئ ثم بدأت تفتح عيناها وعندما وقعت مقلتيها عليه حجظت عيناها بخوف شديد فقد رأت بعينه رغبه جارفه نحوها منه لم ينتبه لها ليقترب برأسه ليميل علي شفتيها و ما كاد أن يلتقطها بشفتيه ليقبلها حتي ابتعدت عنه برأسها و وضعت يدها علي صدره تدفعه بقوة و قد أدمعت عينها بشدة و ظهر خيط من الدموع يزين وجنتيها وبدأت تزحف للخلف بخوف ودموعها هبطت من حيث لا تدري وبدأت تضيق أنفاسها بصعوبة شديدة.
اتسعت عينا بذعر وخوف من حالتها وابتلع ريقه مرتجف بينما شعر بقبضه حادة تعتصر قلبه وهو يراها هكذا ثم اقترب منها و هو يلتفت إليها بكامل جسده و هو يتحدث بجدية :-
_حوريه انتي كويسه؟ اهدي طب وخذي نفسك قلتلك بلاش تضغطي على نفسك ليه كده؟ لما انتي مش قادره ولا عاوزه عملتي كده ليه
تنفست حوريه بصعوبة بالغة وتوتر شديد ثم حاولت أن تقترب منه تحضنه قائله بضغط شديدة عليها:-
_لا لا انا عاوزاك طبعا ما تقولش كده انا بس متوتر شويه ..لكن انا كويسه ما فيش حاجه
أبعدها عن صدره بقوة ليحاوط وجهها بين راحتي يده ينظر إلي عينها بتركيز و هو يقول بجدية و إصرار وهو غاضب:-
_حوريه بس خلاص هو انتي شايفاني ايه قدامك فاكراني ما بفكرش غير في رغبتي فيكي وبس ولا قلتلك متجوزك عشان كده ..عملتي كده ليه انا ما استعجلتش ولا طلبت منك تعملي كده؟
أغمضت عينها بشدة و تساقطت دموعها بغزارة لتشعر أن قدمها قد تجمدت و لا تقدر علي التحرك لتضم بذراعها جسدها بشدة و هي تغرز أظافرها بلحمها و هي تنظر إلي الاسفل بخزي ليغمض عينه بقوة و هو يشعر بها ليصك علي أسنانه و هو يسحب مفرش السرير ثم تقدم منها ليضعه علي جسدها لتتمسك بها بسرعه و كأنها طوق نجاه لتضع علي جسدها لتخبئ جسدها أسفل الغطاء و هي تنفجر بالبكاء و شهقاتها تعلو بحدة قائله:-
_مكنتش عاوزه احرمك من حقوقك كمان انا اسفه انا عارفه انك استحملت عشان كثير بس مش عاوزك حتى بعد جوازنا تحس في حاجه ناقصاك ومش مبسوط بس حتى دي مش قادره عليها سامحني
ضيق عينه عليها و قد علم الآن سر تصرفاتها الغريبة ثم نظر إلي عينها بغضب يحاول أن يسيطر عليه بحدة و هو يقول بصوت عالي غاضب:-
_مين قال لك ان انا مش مبسوط وهي ما فيش حاجه هتبسطني معاكي غير بالطريقه دي ..انا مش مستعجل العمر لسه قدامنا طويل براحتنا يا حبيبتي بلاش تفكري فيها كده سيبيها زي ما تيجي لكن بلاش تضغطي على نفسك بالطريقه دي ثاني مره
قضمت شفتيها السفلية مع ضغطها علي كف يدها بارتباك فوق قبضتها المتمسك بالغطاء بقوة لتقول هي سريعاً تهمس بخجل شديد و هي تنظر بالأرض :-
_طب يا قاسم حاول تاني ممكن الـ
ليجلس هو علي الفراش و هو يتنهد بضيق شديد و هو يمرر أصابع يده بخصلات شعره قاطعها قائلاً بصوت حازم بشده:-
_خلاص الموضوع خلص يا حوريه يلا بقى عشان ننام الوقت اتاخر كفايه كلام اكثر من كده.. ولو مش عاوزه تخسريني بجد يا حوريه بلاش تضغطي على نفسك بالطريقه دي تاني، يا ستي ان شاء الله نفضل مئه سنه كده مش مهم طالما انتي لسه مش مستعده
وقف قاسم بحده وذهب إلى الخزانة يطلع منه فراش آخر وذهب يفرده اعلى الفراش وهي تقف خلف منه تراقب ما يفعله وعلي وجهها ابتسامه صغيره لتهتف بنبرة عميقة:-
_هو انا هفضل لحد امتى مودانا ليك يا قاسم عملت معايا حاجات كثير قوي كويسه مش عارفه هارد لك ده امتى وازاي؟ الدين بقى كبير في رقبتي ليك أوي!
توقف مكانه ونظر إليها بصمت ثم تقدم نحو جسدها يلتقطها ليحملها و هي لازالت متشبثة بالغطاء حتي لا يقع تطلع بوجهها عينيه يتأملها بنظرة لن تنساها ابدا ما حيت يهمس بصوت اجش:-
_عايزك تبقي مبسوطه وما تشيليش هم حاجه وتخليكي جنبي كده هتردي الديون وزياده انا مش عاوز حاجه منك غير كده.. تصبح على خير يا حبيبتي
ذهب بها الي الفراش وانزلها واقترب منها واحتضنها بقوة يحاوط جسدها و كأنه يريد تكسير عظامها بين يده عناق ساحق لا يتحمله جسدها الضعيف ليقبل أسفل اذنها و هو يسمعها تهمس :-
_وانت من اهل الخير
**
في فيلا عتمان زاهي، جلس حازم أعلي الفراش وهو يتألم بوجع و كانت تجلس أمامه والدته ميسون فوق الفراش وهي تطهر جروح وجهه أطلق تنهيدة ألم بشده قائلا:-
_براحه يا ماما آآه حاسبي
ميسون بحدة وعينيها تشتعل بغل:-
_تستاهل عشان رايح تتصرف من دماغك من غير ما تاخذ رأي امك وتخطب من ورايا كمان أهي الهانم فضلت البيه عليك واتجوزته مش عارفه طالع فيها على ايه اشحال معاها عيل مش عارفه مين ابوه
=خلاص يا ميسون مش وقته الكلام ده، إبنك كانت نيته خير وكان عاوز يستر على بنت خاله
نطق عتمان بكلماته تلك بحدة موجها اياها لـ ابنته و هو جالس في الخلف يتوسط الأريكة بشرود ووجهه قاتم، وفجاه لتتسع عينيه بشده عندما فتح باب الغرفة بقوة شديدة حتى و قعت عينيه علي بدريه التي دلفت بغضب و وقفت امامه تكتف ذراعيها فوق صدرها تهز قدميها بعصيبة وهي تهتف:-
_انا بنتي مش خطيه عشان مستنيه حد يستر عليها واهي الحمد لله راحت للي يقدرها ويحترمها مش زي ناس ثانيه تنهش في لحمها
التفتت نحوها ميسون تنظر إليها بعيون تشع الحقد والغل من فمها قائلة بسخرية لاذعة:-
_ويا ترى الهانم بنتك كانت ليها علاقه بي قاسم قبل جوزها منه ولا بعد؟ الواحد ما بقاش يستبعد حاجه عنها خالص
صرخت بدريه بانفعال شديد:-
_ميسون حاسب على كلامك واعرفي اللى بتتكلمي عنها دى تبقى بنتي برضه
ليهب عتمان صارخا فيها بغضب وحدة:-
_بنتك اللى قتلت جوزها و معاها طفل ما تعرفش مين ابوه وهربت مننا وراحت تتحامه في حته عيل ما نعرفش ليه اصل واخرت المتامه تتجوز من ورانا وتقولى حاسبوا على كلامكم بذمتك انتي عندك دم ترفعي عينك في وشنا بعد عمايل بنتك السوداء
زفرت بدريه تحاول التحدث بهدوء رغم كل ما يفور فى نفسها من براكين حنقها وغضبها قائله:-
_عشان بنتي مظلومه وان شاء الله كل واحد جاء عليها وظلمها بالباطل ربنا هيجيبلها حقها منه ..واللي مفروض يتكسف على دمه هو حفيدك اللي كان رايحة يعتدي على بنتي والغريب عنها هو اللي لحقها
حاول حازم الحديث ليوقفه اشارة من يد عتمان عن الحديث ليصمت فورا يراه يلتفت مديرا نظراته إلي بدريه مقتربا منها يسلط نظراته المظلمة عليها حتى وقف أمامها تماما قائلا بصوت مهيب:-
_هو انتي هتصدقي الهبل ده اكيد كذب حازم مستحيل يعمل حاجه ذي كده هو عاوز يوقع ما بيننا وخلاص
همت ميسون بالاعتراض ليعلى صوت بدريه هادرة بقوة:-
_بس هو ما فتحش بقه وكذبة يا عتمان؟ و لو انت يا حازم متاكد انك مظلوم و مستحيل تقرب لبنتي كنت ما سكتش ودفعت عن نفسك مش واقف ادامه زاى العيل الصغير و خايف منه وبترتعش
احنى حازم راسه بخجل لا يقدر على الحديث والرد على كلماتها فقد كانت صحيحة لا تقبل الجدال، عقدت والدته حاجبيها بدهشة كبيرة من صمته لتعرف أنه بالفعل حاول الاعتداء عليها ولم يختلف الأمر و الصدمة عن عتمان الذي تطلع فيه بغضب وحدة ولم يستطيع الحديث و الدفاع عنه.
ابتسمت بدريه بسخرية و استهزاء وهي تردد بخيبه أمل وحسره:-
_يا خساره يا حازم كنت بعتبرك ابني التالت ليا وسند لولادي بس للاسف خيبت ظني فيكي.. وترجعوا بس بعد كده تلموا بنتي عشان بتتحمى في الغريب وانتم عمالين تنهشوا في لحمها مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل فيكم
لتخرج بعدها بدريه الي الخارج وساد صمت حاد ارجاء المكان بعد كلمات بدريه العاصفة هذه، و كل واحد فيهم غارقا فى افكاره وما ستأتى به الايام القادمة لهم.
**
في اليوم التالي في الصباح داخل قصر قاسم السيوفي بالتحديد داخل جناح قاسم كانت حوريه تجلس أعلي الفراش تغير ملابس طفلها الصغير بعد معاناة وهو اخذ الصغير يتحرك بعشوائية وبمشاغبه ويصدر أصوات غير مفهومة ويتلاعب ويحرك يده ورجله في الهواء وهو ينظر الي أثاث الغرفة بأهتمام وفضول واخذت حوريه تضحك بخفوت عليه حتي دلفت قاسم وأبتسم علي الفور علي ابتسامتها مع طفلها لترفع رأسها حوريه تنظر إليه بهدوء:-
_صباح الخير
أقترب منها بخطوات بسيطة ورفع يدها يلثمها برقة و هو يقول بابتسامة واسعة وهو يراها هكذا تجلس تلاعب طفلها بسعادة :-
_صباح النور شايفك صحيتي و قاعده مع اسامه كمان ،انا صحيت قبليكي وحاولت ما عملش صوت وانا خارج من الاوضه عشان اسيبك تنامي براحتك
شددت علي يده و هي تقول بحب تطلع إلي طفلها الذي أخذ يبتسم ويضحك ببراءة عندما رآه قاسم أمامه :-
_ما حستش بيك فعلا وانت خارج بس اسامه قام بالواجب وصحاني و دخلت اخذت شاور انا وهو وكنا لسه هننزل نفطر تحت
ابتسم قاسم إلي الصغير لينحنى براسه يقبل وجنتيه المكتنزة بحب هاتفا:-
تمام بالهناء والشفاء انتم جمال تحت لسه صاحي وما فطرش برده انزلي افطري معاه
ضيقت عيناها ثم همست ببعض الشك:-
_هو انت سبقتني وفطرت ولا ايه
هز قاسم رأسه برفض وهو يقول بضيق شديد وقله حيله:-
_لا لسه ما فطرتش بس لازم اروح الشغل دلوقت في حاجات مهمه مش هتخلص غير وانا موجود ..معلش يا حوريه انا عارف ان امبارح كان فرحنا بس لازم اروح الشغل النهارده
هزت كتفها حوريه ببساطة وهي تغلق أزرار سلوبته أسامه وتشد أكمام اللباس حتي تظهر يده الصغيره مرددة:-
_تمام ما فيش مشكله روح ربنا يوفقك
مال عليها يقبل رأسها عدة مرات و هو يضمها بكلتا ذراعيه و هو يهمس إليها باعتذار متسائلا باهتمام:-
_مش زعلانه بجد اوعدك هعوضك اول ما ارجع ان شاء الله
ليمسد علي وجهها برفق و هي تهز راسها بايجابي قائله بابتسامه صغيره:-
_لا خالص خلي بالك من نفسك
_وانتي كمان خلي بالك من نفسك
هتف بها قاسم في نفس اللحظة التي تعالت فجاه أصوات صراخ الطفل الصغير بملل من عدم اهتمامه بيه وقبل أن تحمله حوريه،تحرك هو بخطوات سريعة فى اتجاه الصغير يحمله والذى ما ان راه حتى توقف فجاءة عن الصراخ ينظر اليه بفضول لينحنى قاسم يحمله بين يديه برفق وحنان هامسا:-
_بس يا قلبي في ايه بس هامشي دلوقت وهاجي بالليل العب معاك براحتي ..عاوزك تبقي هادئ يا حبيب بابا و ما تتعبش ماما و خلي بالك منها لحد ما اجي
وعى فجاه ما قاله بين شفتيه بتلقائية لتتسع عينيها تراقبه هو يبتعد قليلا و يبتسم بصعوبة و أعطي إليها الصغير قائلا بتوتر:-
_طب هاروح البس أنا بقي عشان الحق اروح الشغل بدري عند اذنك
تحرك قاسم بخطوات سريعة إلي المرحاض وهي مازالت تنظر إليه مطولاً وتتذكر جملته وهو يلقب طفلها بـ حبيب قلب والده وهو ليس والده الحقيقة؟ ثم ابتسمت بهدوء وهي تحمل الصغير بين ذراعيها وقد انفجرت اساريرها و هي تحتضنها وهتفت بضيق وقلة حيلة :-
_يا ريته فعلا ابوك يا أسامه كانت حاجات كتير هتتغير في حياتي ..بس برده قاسم كويس وانا متاكده انه هيعرف يعوضك على ابوك الحقيقي اللي ما يستهلكش أصلا.
**
بداخل قسم الشرطة مرت ساعات وبالفعل لم ياتي إليهم جمال كما أمره قاسم حتي ينغلق المحضر و تذهب ناريمان إلي منزلها وحاول المحامي الخاص بها مع الشرطه ان تطلع بكفاله لكن قد رفض الضابط لان الاثبات والادله اقوي وهم في انتظار الاشاعات حتى يطلع الشرطي على مده علاج الاصابه وجمال لم ياتي ولا ذهب إلي المستشفي اعتذر الى الشرطي ان يسمح له ياتي في وقت لاحق حتى ينتهي حفل زفاف قاسم رجل الاعمال المشهوره و وافق الشرطي علي ذلك وكانوا كلا من جواد و عصام يقفون عاجزين لا يعرفون ماذا يفعلون لها حتي تخرج يعرفون هي من ورطت نفسها من البداية والجميع حذرها من تصرفاتها المتهوره لكنها دائما ترفض الاستماع اليهم، ومن اضطروا في النهايه أن تظل ناريمان لداخل الحبس لمده ثلاث ايام على ذمه التحقيق.
جلست ناريمان داخل الحبس وسط المساجين والمجرمين داخل تلك الغرفة الصغيرة التي تتسرب منها الروائح الكريهة المنبعثة و وجوه السيدات يبدو عليهم الخطر ومخيف جدا بالنسبة إليها، كانت لحد الان لا تصدق أنها أصبحت داخل هذا المكان بدل حوريه وهي بالخارج تحتفل بزفافها بسعادة ليس هذا ما كانت تريده وعندما سمعت الشرطي يأمر بحبسها ظلت صامته تدعي القوة والصمود لكن عندما دلفت إلي ذلك المكان ما يدعي الزنزانة انصدمت بشده و مما جعل اعصابها تتوتر اكثر واكثر وأخذت تجلس في ركن بعيد عن الباقي وهي لا تريد الاختلاط معهم وهي ترسم على وجهها ملامح استحقار وقرف من الجميع لتفرك اصابعها ببعضها بغيظ شديد من قاسم الذي أرسلها إلى هنا ،حتي نهضت أحد السيدات واقتربت منها لتجلس جانبها و اسندت بيدها علي ركبتها لتجلس و انتفضت ناريمان و ابتعدت يدها عنها بسرعه باشتمزاز بينما مصمصه السيده شفتيها بسخرية وهي تقول بغيظ شديد منها:-
_يا أختي بالراحه على نفسك مالك قرفانه ومش طايقه حد كده ليه ما تخافيش يا اختي ايدي النظيفه
لـ تصك ناريمان علي أسنانها بحدة لتقول بنبرة مستحقرة وتعالى:-
_ابعدي كده عني واياكي تلمسيني وانتي كلك على بعضك مقرفه ومليانه ميكروبات اصلا انا عارفه ايه المكان القذر اللي انا فيه ده
هتفت السيده باستهزاء بنظرة مشتعلة بالنيران وهي تسألها بخفوت حاد:-
_ولما هو مكان مقرف ومش طايقاه كده كان ايه اللي جابك هنا وقعدت مع الناس الوحشين اللي مش نضاف دول ..ما اكيد عامله مصيبه تهمتك يا وليه
ابعدت يدها عنها بقوة و هي تعدل من هيئتها و ترفع رأسها بشموخ و تتوجه تجلس بعيد عنها قليلا بكل كبرياء واردفت بحدة تماما وهي تسلط عينيها المشتعلة بغضب فوقها:-
_قلتلك انتي مالك وما لكيش دعوه بيا ده انتي ست ما بتفهميش صحيح وقليله الادب
لتنهض السيده بخطوات سريعة نحوها قائله بعنف واستهجان:-
_انا ما بافهمش يا وليه يا خرفانه يابنـ** طب تعالي وانا اوريك اللي ما بتفهمش دي هتعمل فيكي ايه
ابتعدت ناريمان إلي الخلف واتسعت حدقتها برعب شديد وبشحوب حاولت اخفائه فـ حجم السيده مقابل جسدها ليس قليل ولا تستهين به لتسرع السيده فى تنفيذ توعيدها منها و دافعت بـ ناريمان بعنف بالارض فتسقط بعنف على ركبتيها فوق الارض الحجرية تصطدم جبهتها بحافة احدى الحواجز البارزة للجلوس فشعرت بألم شديد.
ولم تكتفي بذلك السيده بل نزلت علي ركبتها فوق منها رغم مقاومتها الشديدة بمحاولة تثبت يدها بالارض كمحاولة واهية من ناريمان تمنعها لكن اخذت السيده تضربها بعنف وقسوة شديدة و فورا صرخت بعنف بين شهقاتها بألم حاد يعتصر جسدها من شدة وعنف الضرب:-
_آآآه ابـعـدي عـنـي يـا مجنونه أنتي ،حـد يلـحـقنـي ابـعـدوهـا عـنـي هتموتني عااااااا
لكن لم يهتم إليها أحد ولا نهض لـ مساعدتها واخذت بالصراخ الشديد و الأخري فوق منها تشدها من شعرها بيدها و اليد الأخري تضرب بقوه فوق جسدها لتغمض عينيها بضعف واستسلام لها.
**
بعد مرور أيام.
في المساء دخل قاسم القصر بوجه متعب ومرهق ليجد الظلام يحاوط القصر ليعرف أن الجميع قد ذهبوا للنوم ليتحرك هو الآخر الي الاعلي ليجد نوم خفيف مضاءة بالصالون و حورية تستند على الأريكة و تغمض عينيها فى نوم عميق فهي كانت تجلس تنتظر إياه وعندما تأخر لم تشعر بشيئ حتي سقطت نائمه مكانها.
تنهد قاسم وأبتسم بخفه ونظر لها بعينين تحمل الكثير والكثير وتقدم نحوها يرفعها بين ذراعيه حاملا إياها لتندس اكثر فيه تضع راسها فوق كتفه قبل ان تدفن وجهها فى دفئ تجويف عنقه تتنهد برقة انفاسها الدافئة تلامسه فتسمر مكانه زافرا ببطء فى محاولة منه لتهدئة ضربات قلبه الصاخبة بعنف بعد حركتها غير الواعية هذه ثم يتحرك بها الى الاعلى يصعد إلى غرفته وفتح الباب بهدوء ودخل ليضعها علي الفراش ببطئ شديد لكن تفاجأ بـها تفتح عينيها وتنظر له قائلا بصوت متحشرج أثر نومها:-
_قاسم انت رجعت امتى انا كنت مستنياك ونامت غصب عني
ابتسم قاسم لها وهو يبتعد عنها قائلا:-
_لسه راجع من شويه يا حبيبتي وبعدين كنتي مستنياني ليه عاوزه حاجه
يتبع حديثه بجلوسه بجوارها يمسك يدها لتجذبه باتجاهها تهمس بلطف:-
_كنت مستنياك عشان لو عاوزه احطلك تاكل ولا حاجه واطمن عليك
هز رأسه مبتسم حتى جاء بحركة بجوارها تتدل على استلقاءه بجوارها لتبتسم بخفه وهى تشعر به يلفها باتجاهه هامسا بحب:-
_انا كويس ما تقلقش عليا وما تتعبيش نفسك ثاني مره وتستنيني انا ما ليش مواعيد و بتاخر قوي ساعات كتير
لتندس فى احضانه تغمض عينيها براحة ليضمها هو بشدة يقبلها فوق شعرها يستنشق رائحته بعمق ثم يغمض عينيه هو الاخر يستند بذقنه فوق راسها بلطف ليسود الصمت ارجاء الغرفة لعدة دقائق لتعلم حورية أن مزال مستيقظ من هدوء انفاسه اعتدلت لتفتح عينيها بنصف اغماضة تتابعه باهتمام قائله:-
_يومك كان عامل ايه في الشغل النهارده
نظر قاسم تجاهه وقد احس بمراقبتها له ليبتسم لها بحنان وهى تبتسم له هى الاخرى ليبعد خصلاتها عن وجهها بحب قائلا:-
_تمام ما فيش جديد زي كل مره ..وانتي عملتي ايه النهارده لما سبتك ومشيت
اندست حورية فيه تضع راسها فوق كتفه تهمس:-
_فضلت قاعده مع اسامه ولما انام نزلت قعدت مع هاجر شويه نتكلم في أي حاجه طلعت لذيذه وطيبه قوي علي فكره ..بتعرف تختار دائما كل حاجه مضبوطه في مكانها المناسب
ضمها قاسم اكثر اليه يتنهد فى هدوء قائلا:-
_لازم تكوني اختياراتي كلها مناسبه اي غلطه صغير عندي تضيعني يا حبيبتي
ارتفع صوتها تهمس من جانب أذنه قائله بخفوت:-
_ويا ترى انا كنت بالنسبه لك اختيار مناسب ولا غير موفق
ليبعث انامله فى خصلاتها برقة تتعالى دقات قلبه بعنف وهو يهمس :-
_كنتي وما زلتي احلى اختيار مناسب وموفق لي طبعا مفيش كلام في الموضوع ده
لتطلق ضحكة صغيره و هي تستند برأسها علي صدره ليضمها إليه أكثر و هي قائلة بمزاح :-
_بتعرف تاكل عقلي اللي قدامك على فكره لئيم وسوسه
حضنها قاسم و جذبها له عينيه لا تفارقها ليهمس بعدها برقة فى مقابل شفتيها:-
_ليه كده؟ مش مصدقه ليه؟ طب تحبي اثبتلك انك احلى واجمل اختيار في حياتي كلها
هزت راسها بالايجابي سريعا وهو يعبس بشدة ملامح وجهه لتضحك هي بمرح تسأله:-
_وهتثبت ازاي بقي
اخذت تنظر اليه بابتسامه هادئه تبتسم بحنان لكنه لم يستطع الصمود طويلا امام شوقه لها ليضع انامله فى شعرها يثبت راسها فى مقابل وجهه ثم تجمدت تلك الابتسامة علي وجهها عندما اخفض راسه إليها يقبلها فوق شفتها ببطء شديد بينما ظلت هي حورية مغمضه عينيها مستسلمة له تاركا له المبادرة يقبلها لاول مرة لعدة لحظات ويقبلها بشغف شديد
ليستمر فى تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم ابتعد عنها فترة ياخذوا أنفاسهم لكنها حاولت الاعتراض ليسرع اليه يحتضنها بين ذراعيه بحنان و لم يمهلها وهو ليسرع بالتقاط بـ شفتيها يقبلها مره ثانيه برقة وحنان سرعان ما تحولا الى شغف وجنون لم تستطع مجاراته اياه ورفع يديه حتي بدأ في فك أزرار قميصه لكنه توقف عندما انتفضت هي في ارتعاشة غير طبيعية وشعر بـ برودة اعصابها حين راته يخلع ملابسه و بيده الأخري يجذبها اليه ليذكر فجاه بتلقائية أنها نفس تلك الرعشة التي شعر بها عندما حاول اغتصابها؟.
تخشب جسد قاسم بجمود وأغمض عينه بألم حاد يعتصر قلبه بعنف وقسوة شديدة جعله غير قادر على إكمال ما كان يفعله منذ قليل اعتدل بسرعه عنها يرفع جسده بعيدا عنها واقفا فوق قدميه سريعا ما بدأ يتنفس الصعداء بصعوبة بالغة و بغضب شديد.
بينما حوريه تخشب جسدها من فعلته القاسية ومع كل حركه منه وهو يبتعد عنها كانها وباء ونافر منها وهذا ما اعتقدت لتشعر بان سكين يقطع فى احشائها بقسوة و وحشية الى هذة الدرجة غير قادر علي لمسها يراها بكل هذا الحقارة لتنهض جالسة فوق الفراش تسحب معها الغطاء تغطى بيه جسدها وعينيها متسعة بصدمة لتطلق العنان بدموع التي ظلت حبيسة داخل عينيها و تألمت كرامتها أنها تذرفها امامه الان!
تيبست عضلات ظهر قاسم بشدة يخفض راسه لامام لعدة لحظات صامت حتى وصل إليه صوت بكائها التفت نحوها بارتباك وتوتر:-
_بتعيطي ليه انا عملت حاجه تضايقك يا حوريه
اشتعلت عينيها بغضب لتقول بصوت عالى غاضب بعد ان احست بحالة الجمود التى اصبح فيها قائلة بين دموعها بمرارة :-
_ندمت صح شكلك وانت بتبعد عني بالطريقه دي يقول انك ندمان ومش عاوز تقرب مني انا قلتلك هتحس انك اتسرعت في اي لحظه
اتسعت عين قاسم بدهشة من رؤيته لها غاضبة بتلك الطريقة لاول مرة،اغمض عينيه قاسم بقوة ثم اسرع يجذبها له يهتف بحزم شديد:-
_بس اسكتي اللي انتي بتقولي ده ما فيش حاجه زي كده خالص هو انتي ليه مش عاوزه تثقي فيا ان انا عمري ما هبص ليكي بالطريقه دي يا حوريه ..بطلي تقللي نفسك في نظر غيرك
لترتسم ابتسامة ضعيفة فوق شفتيها وهي تخفض رأسها وتنحني بانكسار شديد وضعف أمامه، اشتعلت داخله نيران والاخضر و اليابس
،واقترب منها قاسم بغضب ليرفع رأسها اليها بقوة لتنظر اليه بدموع منكسرة وقابلها هو بحب يخاطبها بصوت حازم بقوه شديدة:-
_ارفعي راسك واوعي ثاني مره تنحني بالطريقه قدام حد فاهمه أنتي ما عملتش حاجه غلط ،غيرك هو اللي مفروض ينحني راسه ويتكسف من نفسه كمان مش أنتي
مسح دموعها الحزينة بأنكسار وهو يقول بصوت حنون:-
_بس مش عاوز اشوف دموعك ثاني ما تعبتيش من العياط والحزن كفايه اللي حصل و بيحصل ..خليكي دائما عندك ثقه في نفسك
تنهدت بقلق بالغ فقد شعرت أنه ليس بحاجة إلى قربها ونفر منها مما اوجعها لتهمس بصوت ضعيف ودموعها تتلألأ بين حدقيتها:-
_طب بعدت عني ليه مش قلت مش هنتكلم ثاني في الموضوع ونسيبها زي ما تيجي؟ ليه رد فعلك كان كده من شويه
ابتلع قاسم ريقه بصعوبة بالغة وهو يبتسم لها باصطناع:-
_حسيت ان ده مش الوقت المناسب لازم اديكي وقت وفتره أكبر عشان كده بعدت، مش عاوز اللي حصل اول ليله ما بينا يحصل ثاني وتنهاري وتعيطي وتضغطي على نفسك عشاني
تطلعت فيه بأعين يائسة مريرة بطيئة مرتعشة بوجه شاحب ليغمض قاسم عينيه يتنهد بقوة يشدد من احتضانه لها كمن يريد دسها بين بين ضلوعه هامسا لها:-
_بقول لك ايه انا مش جايه لي نوم تعالي ننزل نعمل اي حاجه خفيفه ناكلها سواء ونقعد نتكلم شويه مع بعض بلاش تنامي وأنتي كده
**
في اليوم التالي،في مكتب قاسم داخل الشركة الخاص بة في مقر العمل أقترب منه جمال وهو يتحدث بجدية:-
_كل شويه يتصلوا عليا من القسم عاوزني اروح أقول شهادتي في قضيه ناريمان بقى لها خمس ايام كده في القسم مع المساجين
ارجع قاسم رأسه للخلف صامت بتراقب وأكمل جمال يرفع صوته ووجه إليه قائلا:-
_انا مش عارف ليه انت عمال تاخرني لو ما مفكر شهادتي هتحبسها تبقى غلطان انا اصابتي خفيفه حتى ما احتجتش اروح للمستشفى وكمان هي ما كانتش تقصد تقتلني انا ،كانت تقصد حوريه يعني اي محامي شاطر هيمسك القضيه هيطلعها بكفاله
ابتسم ابتسامة ميتة لا حياة فيها ثم قال بوعيد:-
_طب ما انا عارف انها كده او كده طالعه براءه في اقرب وقت عشان كده عماله اؤخر فيك خليها بس كام يوم تدوق السجن وتعرف حوريه شافت ايه؟ ده نقطه في بحر في اللي حصل لها منها ،استنى شويه كمان على اخر الاسبوع ابقى اروح وقول شهادتك قول لهم اي حجه بس الايام دي.. بس ما تنساش توصي عليها المساجين شويه كمان دي برده مرات الغالي
هز جمال رأسه بالايجاب ثم قال بخبث وهو يغمز له قائلا:-
_طول عمرك فاعل خير انت هتقول لي
نهض قاسم فجاه وهو يتتفس بعنف وقال بغضب:-
_سيبك منها دلوقت و خلينا في المهم عرفت اي حاجه عن اللي حاول يدخل اوضه حوريه ويقتلها انا بصراحه بعد ما شفت ناريمان والاصابه اللي في وشها شكيت فيها ما فيش غيرها عاوز يقتلها ويجي لي الجراه يعمل حركه زي دي ..وحوريه بنفسها قالت انها ضربت اللي عمل كده
اقترب منه في محاولة منه امتصاص غضبه قائلا بتوضيح:-
_هو انا كمان شكيت فيها اصلا من قبل ما اشوف وشها ،معاك حق ما فيش غيرها عاوز يقتلها بس انا قلت هي اكيد بعتت حد يقتلها ما توقعتش انها بنفسها تدخل القصر
ارتفع صوت قاسم وهو يقول بثقة وغيظ:-
_بس ما فيش حد من اهل عصام الصريطي ولا ابنة ولا مراته يعرفوا القصر من جوه شكله ايه ولا بالتحديد اوضه حوريه فين بالضبط اللي كان داخل كان مش محتاج يدور كان عارف الاماكن فين بالضبط.. في خاين في البيت معنا يا جمال
جحظت اعين جمال بصدمة من حديثه وقال بعدم تصديق:-
_هو مين ده و هيعمل كده ليه ويروح يقول لها
زفر قاسم بحدة وأمسك شعره بغضب يحاول التحكم في نفسه مرددا:-
_اكيد ولا انا ولا انت ولا حوريه هنروح نقول لها حاجه بس عندك الحرس والخدم وهي ممكن تشتريهم بسهوله
ضايق جمال عينه بتفكير ليقول بحيره شديده وقلق:-
_معقول يكون حد منهم شغال معنا لحسابها احنا لازم نحرص وناخذ بالنا بس انا مستحيل رجالتي حد منهم يعمل كده يا قاسم انا واثق فيهم جدآ وهاجر بقى لها سنين طويله شغاله معنا وما شفناش حاجه منها وروان نفس الحكايه اشتغلت اخر سنتين بس معنا بس برده كانت كويسه في الفتره دي
زفر قاسم بضيق فهذا ما كان يخشي من البداية حدوثه ان تضع ناريمان أعين إليها داخل القصر ليتحدث وهو ينظر له بغضب قائلاً:-
_جمال فتح مخك انا مش عايزك تطمئن لاحد فيهم وبلاش ثقه زياده فيهم انا هاسيبلك الموضوع ده اسبوع واحد بس تكون عرفتلي من الخاين اللي هنا في وسطينا وتحاسبه ..انا الايام اللي جايه هفضل قلقان ومش مطمن غير لما تيجي تقول لي بنفسك خلاص الموضوع خلص
صمت جمال لثواني كأنه يحاول استيعاب ما يقوله ثم أسرع في حديثه يرد عندما بدا يتسلل إليه الشك هو أيضا مثلة:-
_حاضر يا قاسم ما تقلقش هادور وراهم كلهم
**
وصل عصام الي القسم حتي يراه ناريمان و يطمئن عليها وقد أسرعت ناريمان تركض إلي أحضان زوجها عندما رأته وسط صرخاتها المستغيثة به وشحوب وجهها وبدأت شهقاتها ترتفع وجسدها بدأ يرتعش من فرط الرعب الذي تغلغل في أوصالها مما عاشته الأيام الماضية و رأته هنا بداخل السجن وسط المجرمين فهي الجميع أصبح يعملها بـ اهانه و زله شديد هتفت وسط بكائها بعنف:-
_عصام شفت اللي حصل لي انا اتبهدلت قوي هنا ابوس ايدك ما تسبنيش طلعني، انت مش عارف بيعملوا في ايه هنا ولا بشوف ايه
ابتلع عصام ريقه بصعوبة وتوتر فهو لاول مره في حياته يراها هكذا ليقول بقلق:-
_في ايه مالك؟ مالك متبهدله كده ليه حصل ايه لكل ده
كانت دموعها تهبط بغزارة وهي تهز راسها بألم حاد يعتصر جسدها من الألم والحسرة لتهتف بضعف شديد:-
_قول ما حصلش ايه؟ من ساعه ما جيت هنا وانا كل يوم بضرب من المساجين على اتفاه الاسباب بيتلككوا لي على اي حاجه شايف منظري عامل ازاي من ضربهم فيا؟ ده غير مشغليني خدامه عندهم لاااا لااا انا مش قادره استحمل اقعد ثانيه واحده اتصرف طلعني من هنا اعمل اي حاجه
نظر إليها عصام بضيق شديد وقال بحده:-
_هو انت فاكراني ساكت يا ناريمان الاستاذ جمال ولا راضي ياجي يقول شهادته وكل يوم بحجه شكل اصلي تعبان اصلي عندي ظروف
انقبض قلب ناريمان برعب من حديثه وارتجف جسدها بقوة فهل ستظل أيام أخري هنا التفتت له برأسها وعيناها محتدة فقالت بعصبية شديدة رغم خوفها الشديد من نظرة عينها الهالكة :-
_ده بيتلكك عشان يخلوني هنا افهم واللي بيعملوا فيا المساجين دول مئه في المئه ابنك قاسم هو اللي موصيهم عليا ..اتصرف انا لو فضلت هنا ساعه واحده هموت من اللي بيحصل لي.
**
بعد مرور يوم أخري في قصر قاسم السيوفي حاول عصام الصريطي الدخول إلي القصر بغضب شديد بالغصب واقتحام المنزل رغم عن الحراس الذي منعوا بقوة من الدخول قبل أن يبلغوا من بالداخل و ياذن له وعندما اتصل أحد الحراس أجاب عليه جمال وامر إليه بالدخول حتي يري ماذا يريد وعندما دلف عصام وهو يصرخ بانفعال شديد و يهتف بإسمه قائلا:-
_قـاسـم يـا قـاسـم انـت فـيـن اطـلعلـي هـنـا
تقدم جمال إليه بحزم وهو يمسك كتفه المصاب ليقول بحده:-
_في ايه براحه داخل تزعق كده ليه يا عصام
زفر عصام بضيق ثم قال بنفاذ صبر:-
_بقول لك ايه يا جمال انت بالذات تبعد عني خالص يا خاين العيش والملح سبت ولي نعمتك ورحت لاكثر واحد بيكرهني ويتمنى لي الشر
قد استمعت حورية إلي أصوات عاليه بالاسفل و أثارت القلق والتوتر داخلها لتضع طفلها في فراشه نائم وهبطت تري ما يحدث في الاسفل و عقدت حاجبيها بدهشة عندما وجدت عصام هنا لكن لا تعرف ماذا يريد ولا يفعل لتظل تقف بعيد؟
انتفض جمال بحده يتمتم بقسوة :-
_انا ما ليش حد ولي نعمتي يا عصام وانا سبتك لما عرفت حقيقتك والجشع والحقد اللي جواك ورحت وعشت مع اللي ظلمته ولسه بتظلمه
لوي شفتيه عصام بسخرية وقال باستخفاف:-
_ظلمته ما هو يا اخويا أخذ حقه تالت ومتلت ولا كنت نسيت اللي حصل زمان واللي عمله؟ لو كنت نسيت افكرك ان البيه إللي انت عايش معاه لما احتاجتله في يوم عشان ينقذ اخوه ويدي له كليته سومني عليها واخذ فلوس والقصر اللي قاعد فيه ده كمان يعني مش ملاك هو بجناحات وبيساعد الناس لله في لله
شهقت حوريه بلوعة و وضعت يدها فوق فمها بصدمة و ذهول مما سمعته لا تصدق كلماته ذلك أيعقل أن قاسم يفعل فعل كهذا مع شقيقه بالتبني؟.
وفي تلك اللحظة جاء قاسم من الخارج وقد أخبره الحرس أن عصام بالدخل ليدخل حتي يري ماذا يريد و أستمع الي كلماته القاسي ذلك؟ حول فور سماعه كلماته تلك شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا شاعراً بالم حاد داخل قلبه يكاد يهزق روحه فـ عصام مزال مصر علي فتح تلك الجروح القديمه
ليتقدم منة قاسم وهو يتحدث بين اسنانه المضغوطتين بقسوه وقد بدأت البرودة تتسلل الى جسده:-
_ما انا عملت برده نفس اللي انت عملته يا عصام يا صريطي، لما افتكرت انك ليك ابن كان عشان مصلحتك كان عشان خايف على ابنك اللي من ناريمان يموت وسايبي ابنك الثاني مرمي في الملائجه ولا تعرف عنه حاجه، و اول ما إبنك الثاني تعب بس جريت ولفيت على الناس كلها تشوف هتعالجه ازاي؟ وانا مكنتش فارق معاك اذا كنت عايش ولا ميت جعان ولا بردان بخير ولا بتوجع زي ابنك ومحتاج دواء ومش لاقية، ويوم ما لقيتك قدامي واخذتني من الملجا لقيت بتقول لي تاخذ كام وتديني كليتك عشان انقذ بيها حياه ابني
التفت له وأردف عصام بعدائيه وحده:-
_وانت ما ضيعتش الفرصه واستغليتها صح واخذت خمسه مليون وقصر وبقيلك اسم في السوق وناس بتحترمك وخدم.. حياه ما كنتش تحلم بيها
أومأ قاسم برأسه بالايجاب و ابتلع الغصه التى تشلكت بحلقه بصعوبه قبل ان يتمتم بصوت ضعيف منكسر:-
_انا فعلا ما كنتش احلم باللي انا فيه دلوقتي عشان انا كانت احلامي بسيطه عن كده خالص؟ حلمت مثلا انام شبعان في يوم ؟و مره ثانيه حلمت أنه مديره الدار تموت او ما اصحاش الاقيها وتعاقبني زي كل مره؟ و مره حلمت أن العيد اللي جاي يعدي عليا وانا معايا جزمه جديده مش متقطعه زي اللي انا كنت بلبسها في الدار؟ و حلمت مثلا واتمنيت ان يبقى لي سند وعيله؟ بس ما كانتش بتتحقق الحاجات دي وما كنتش ببقي شايل همها كمان بس عارف ايه الحاجه اللي فضلت شايل همها لحد دلوقتي؟
تنهد جمال بضيق شديد وحزن علي قاسم بينما انزلقت من حورية دمعة من عينيها متأثرة بحديثه الذي هز كيان قلبها من الداخل.
وقد امتلئت قاسم عينيه بدموع حبيسه و فرت دمعة خائنة من مقلتيه رغم عنه بعجز و كسره و أكمل حديثه بضعف وكأن هموم الدنيا تجمعت بقلبه وهو تقدم بزراعيها للامام :-
_هي العيله والسند إللي بجد، صحيح انا دلوقتي بقى معايا فلوس كثير زي ما انت بتقول و اقدر اشتري كل الحاجات اللي انا حلمت بيها زمان او اشترتها اصلا خلاص بس برده عمري ما حسيت بفرحة لاني ما قدرتش اشتري العيله إللي حلمت بيها زمان؟ لو تقدري انت بقى تشتريها لي وتنسيني اللي شفته في الدار قصاد الفلوس اللي انت اديتها لي وزياده مش هتردد لحظه واحده واديهالك؟ بس مش هتقدر لان الامان اللي انا افتقدتة زمان ما كانش لي ثمن
كان صدره يعلو وينخفض يكافح لالتقاط انفاسه من كثر الحديث والألم ضغط علي يده بعنف وجسده يهتز من قوة الألم وآهاته المذبوحة تعلو وترتفع داخله وقلبه الذي يؤلمه بشدة ليقول بجمود مصتنع:-
_بس القسوه اللي كل يوم بشوفها في عينيك وفي عيون ابنك ومراتك ليا هي دي اللي انا لسه بدفع ثمنها لحد دلوقتي وبعاني منها
كانت مازالت تقف حوريه من بعيد و تتابع ما يحدث بعدم تصديق ودموعها تهبط تروي وجنتيها بتأثر لم تستوعب كم الظلم و القهر الذي تعرض له قاسم من عائلته و والده الذي
كان يتحدث عنه هو عصام الصريطي ولم يكن والده بالتبني فقط مثل ما يعرف الجميع.
انتصب عصام في معتدل يضع يديه في جيبه وقال بعجرفة كأنه لم يفعل شئ:-
_ما تمثلش دور البراءه و المظلوم عشان انت مش الضحيه كله بسبب امك زمان هي اللي كانت نيتها في الاول مش خير و طمعت في اللي مش ليها كانت فاكره لما تحمل مني وتجيبك غصب عني هتوصل للي هي عاوزاه
و اتجوزها
أغمض عينيه قليلا يحاول إقناع ذاته أن هذا الألم سوف تنتهي في يوم ما وبعد فترة فتح مقلتيه ثم هتف بصوت مريرة ساخراً:-
_اهي دي الحجه اللي كل مره عمال تصبر نفسك ومقتنع انك المظلوم والضحيه؟ مهما مين اللي غلط فيكم اديني انا في الاخر اللي بدفع التمن بلاش نفتح في القديم جاي وعاوز ايه
نظر جمال إليه بمقط واحتقار من حديثه فمن الواضح أنه مهما حدث لم يتغير عصام ويعترف بخطأ مطلقا، بينما هتف عصام بصوت حازم بشده:-
_مراتي اللي انت حبستها ومخلي كل يوم المساجين تضربها تطلع النهارده قبل بكره
تنفس قاسم بعنف من بروده وطرق علي طاولة بجانبه بقوه شديدة حتي أن جرحت يده لكن لم يهتم فـ جرح قلبه أعمق بكثير الآن ثم قال بصوت مختنق بشده:-
_كده او كده ده كان اللي هيحصل بكره الصبح بس مش عشان امري منك لا بس عشان انا عاوز كده.. يا ريت بس لما تطلع المره دي تعرف تسيطر عليها وتخليها جنبك عشان المره الثالثه مش هتلاقيها حتى لو جيتلي هنا تاني
راقب قاسم خروج عصام من القصر ودموعه تتلألأ بين حدقيته بقهر وغضب شديد وعندما ألتفت ليرحل هو الأخري اهتز جسده بعنف كمن ضربته الصاعقة فور و تجمدت أطراف جسده يرتعش بعنفوان وهو يراه حورية أمامه متأملاً اياها بروح منكسرة بينما نيران مشتعله نتهش بقلبه عندما وجد الدموع في عينيها بحزن شديد ليعرف أنها استمعت الي كل الحديث!
ليقف قاسم لحظات متسع العينين ولم ينطق بحرف لكن داخله شاعر بالتعري و الخيبه أمامها عندما رأته هكذا ضعيف جدا شاعر أنه شخص منبوذ من عائلته.
ابتلعت ريقها بحزن شديد عندما وجدت عيناه مفتوحة علي مصرعيه من صدمة وجدها أمامه في ذلك الوقت بالتحديد و قلبها يدق بخوف عليه و تلجمت الكلمات علي لسانها ولا تعرف ماذا يجب عليها التحدث في ذلك الوقت حتي حاولت التكلم بنبرتها المهزوزة التي علي وشك البكاء من جديد:-
_قاسم الـ أنا آآ
لكنه قاطع حديثها باشاره بيده غير قادر علي سماع عطف او أشفاق عليه من احد وشعر بقبضه حاده تعتصر قلبه وهو يغمض عينه بقوة ثم أخذت تتعالى صرخاته وبيده يضعها فوق صدره لعل الالم الذى يعصف بقلبه يخف قليلاً وهو يصرخ بأعلى صوت بعنف:-
_اسكتي! مش عاوز اسمع صوت من حد منكم و سيبوني في حـالــي مـش طـايـق اتـكـلـم مـع حـد فـاااهـمـه
الفصل الثامن عشر
___________________
لكنه قاطع حديثها باشاره بيده غير قادر علي سماع عطف او أشفاق عليه من احد وشعر بقبضه حاده تعتصر قلبه وهو يغمض عينه بقوة ثم أخذت تتعالى صرخاته وبيده يضعها فوق صدره لعل الالم الذى يعصف بقلبه يخف قليلاً وهو يصرخ بأعلى صوت بعنف:-
_اسكتي! مش عاوز اسمع صوت من حد منكم و سيبوني في حـالــي مـش طـايـق اتـكـلـم مـع حـد فـاااهـمـه
لتشهق حورية فزعة بصدمة ورعب وهى ترى ذلك الواقف أمامها تلتمع عينيه بالقسوة ويصبح صوته قاسيا بتجهم لتظهر فوق ملامحها علامات الذعر بارتباك و قاسم يتجه سريعا ناحيه باب المكتب دون ان ينطق كلمه واحدة أخري و وجهه متجمد لا يظهر عليه شيئ من المشاعر سوى فى خطواته السريعة الغاضبة وأغلق الباب بقوة وعنف خلفه مما أدى إلى انتفاض جسدها بخضه حقيقية.
لكن ما ان لاحظت اقتراب جمال بخطوات مترددة منها فاسرع هو يمسح على ذراعيها يخفف عنها وهو يقول بقلق وتوتر :-
_معلش يا بنتي ما تزعليش منه هو لما يكون متعصب ما بيشوفش قدامه ولا بيعرف حبيبه من عدوه حتى معايا بيعمل كده وبعدها بيرجع يندم ويزعل ويتاسف بس انا ما بقتش استنى يندم ويجي يتاسف لي عشان انا عارف قلبة الطيب ..وانتي كمان اعذري معلش انتي ما تعرفيش هو بيمر بايه ولا حاسس بـ اي دلوقت
ابتلعت حورية لعابها بصعوبة قبل ان تقول بصوت متحشرج:-
_انا مش زعلانه منه انا زعلانه عليه يا اونكل جمال
لتشعر حورية فجاءه بجفاف عينيه جمال وهو يقول بصوت متوتر يهتف متسائلا بتحذير:-
_هو انتي كنتي واقفه من بدري؟ سمعتي كل حاجه يعني
لتشرد في ما سمعته مره ثانيه وكيف كانت قسوة عصام والده معه و انفجرت فى البكاء بمرارة يقطع له قلب علي قاسم وما عاناه وهو بمفرده وحيده مع شياطين قاسية لا تعرف الرحمة لاتدرى كيف تستطيع التهون عنه تحشرج صوت حورية تخفض راسها تجيبه بألم:-
_ايوه سمعت بس والله لو كنت اعرف انه هيضايق كده كنت مشيت انا سمعت صوت استاذ عصام وكنت مفكره جاي بيتخانق على موضوع يخصني عشان كده وقفت اشوفه عاوز ايه؟ بس بعد كده اتصدمت من اللي سمعته منه معقول قاسم يبقي أبوه استاذ عصام الحقيقه مش بالتبني
تنهد جمال من اثر بكائها ليقول برفق بعد حين تمسك بكفها الباردة بين يديه مواسيها:-
_ده موضوع طويل أوي يا حورية وقاسم هو الوحيد اللي يحق لي يحكي ليكي او لا
صمتت عدة لحظات متوترة كانت خلالها حورية تخفض راسها تتنهد بضعف ثم اخذت شهقات حورية بتعالى بهلع وهي تسمع صوت تكسير بعنف شديد داخل المكتب حتى اصبحت الاصوات هسترية عقدت حاجبيها بقلق قائلة:-
_في ايه؟ ايه الصوت ده
لم يرمش له جفن وهو يجيب باقتضاب :-
_ما تقلقيش هو مش بيهدي غير بالطريقه دي يقفل على نفسه ويقعد لوحده ويكسر في اي حاجه تيجي قدامه وبعد كده هيسكت لما يتعب
لتتمالك نفسها و يتملكها القلق والخوف داخلها قائلة بصوت خائف متردد:-
_طب وبعدين احنا هنسيبه كده ده ممكن يجرا له حاجه او يعمل في نفسه حاجه لازم نشوفه
اسرع جمال يهز راسه بالنفى قائلا بصوت اجش بتحذير:-
_اوعي يا حوريه ابعدي عنة في اللحظه دي بالذات ما بيشوفش قدامه من الغضب هو بيعمل ايه ولا بيتحكم في اعصابه قلتلك هو هيهدى دلوقتي مش محتاج حد جنبه
تعالت أصوات التكسير بالداخل أكثر وكانت هي تقف بخوف شديد عليه بكت بعنف وجسدها ينتفض ثم ابتلعت حورية لعابها لتقول بصوت متعاطف:-
_بس انا مش هقدر اقف اتفرج عليه وأنا بره و سامعاه بيتوجع كده عشان خاطري يا انكل جمال لازم ندخل له ونشوفه انا مش متطمنه علية كده
هز جمال راسه بالنفى يعقد حاجبيه هاتف بفروغ صبر:-
_يا بنتي اسمعي الكلام وسيبيه الحاله دي مش اول مره تجيله لو دخلتلة دلوقتي انتي اللي هتتاذي مش هو وهتزعلي منه بجد لان مش هيتحكم في اعصابه صدقيني ،هو دلوقت هيتحول لـ انسان ثاني خالص مش زي قاسم اللي انتي تعرفيه
غصت حورية بالبكاء مرة اخرى تهتف بابتسامه حزينة:-
_أنا عمري ما هزعل منه ولا هضايق مهما يعمل انا لما كنت ببقى تعبانه زية وفي حاله انهيار هو ما كانش بيسيبني وحضرتك عاوزاني اسيبه وانا سامعاه بيتوجع ومحتاج حد جنبه اسفه مش هقدر
نظر إليها بيأس وضيق ليهتف جمال بحنق:-
_انتي حره بس مش هرضي يفتحلك الباب اصلا
رفعت احدى حاجبيها بتفكير وهي تهز راسها بضعف و حزن أن تتركه في هذه الحالة بمفرده وقلبها وعقلها غير قادر علي تجاهل ألمه لتهتف حورية بصوت مختنق بالبكاء:-
_بس اكيد في نسخه تانيه لي المكتب وحضرتك عارف هي فين ممكن تجيبهالي حالا بدل ما اطلع اقلب عليها الدنيا لحد ما ادور عليها واجيبها.
**
في الداخل يبدوا مثل بدوى عنيف يدور فى الغرفة كاسد حبيس يتنفس بعنف وخشونه لا يغرف الهدوء اليه طريقا اخذ قاسم يحطم فى محتويات الغرفه بعنف وقسوة شديدة وهو يصرخ بغضب وهيجان كمن اصابته لوثة جنون بينما لم يشعر بتلك التي دلفت و تقف خلفه فى احدى الاركان و اتسعت مقلتيها بذعر شديد وصدمة مما يفعله لـ ترتجف برعب وخوف عليه وهي تري حالة الهياج التى كان عليها أمامها الآن ولم تستطيع توقفة في الوقت الحالي مرت عدة دقائق شعرت بها كالسنين حتى هده التعب ليتوقف عما يفعله يلهث أنفاسه المتسارعة بعنف وجسده يتصبب عرقا ينظر امامه بعينين زائغة النظرات ليراها قاسم وهي تقف من مكانها و راحت تتقدم منه بحذر وخطوات مرتعشة تهمس بإسمه بصوت مقلق بشده:-
_ قاسم انت كويس
رفع رأسه اليها بعينين تشتغل بنيران جنونه التى قد تحرق الاخضر واليابس يسالها بعنف هستيرى:-
_أنتي بتعملي ايه هنا؟ انا مش قلت مش عاوزه اشوفك ولا اشوف اي حد ماتسيبوني في حالي ما بتفهميش ليه
شعرت داخلها بالخوف الشديد خصوصاً وهي تعتبر بمفرده معة حاولت ان تبدو طبيعية وألا تظهر ذلك الخوف في صوتها الا انه خرج مهزوزاً قليلا:-
_عشان انا عارفه انت محتاجه ايه دلوقت وما ينفعش تبقى لوحدك في اللحظه دي خالص، قاسم عشان خاطري اللي انت بتعمله ده مش حل
تقدم بانفعال يدور فى ارجاء الغرفة المحطمة يشد شعره بغل وعينين تتراقص جنونا صارخا بشراسة:-
_اسكتي واطلعي بره مش عاوز حد جنبي انتي مش عارفه انا فيا ايه دلوقت؟ ولا عاوز ايه ولا هتحسي بي؟ ولا انتي ولا غيرك انا مش محتاج لهم عشان انا مفيش حد بيحس بيا ولا في دماغه
وقفت تتابع حالة الجنون التى تراه عليها وتمنت فى تلك اللحظة لو انها لم تدخل إلي وتساعده أبدا، ليس خوف منه لكن غير قادرة تراه ضعيف وهاش هكذا شاعر أنه واقع فى وسط تلك حرب دائرة لا تنتهي مطلقا و تشعر ان الامور اصبحت خارج السيطرة ثم ارتسم الالم فوق وجهها كما لو تحطمت من كلماته لتهمس بضعف:-
_يمكن غير كده فعلا، لكن انا لا انا عاوزاك ومحتاجه لك وانت كمان محتاجلي يا قاسم يبقي بلاش تحرمنا من بعض انا لما كنت ببقى زيك تعبانه ومنهاره كده و بقول لك سيبني لوحدي ما كنتش بتسيبني كنت بتفضل جنبي وبتبقى عارف انا عاوزه ايه رغم لساني بينطقها عكس كده
ليشد على قبضتيه بعنف وغضب لم يجد متنفس له سوى احدى المزهريات الموضوعة فوق الطاولة امامه مازالت سليمه ليلتقطها بحدة يلقى بها بعضب وعنف ليتعالى صدره بانفاسه المتسارعة بوحشية يحطمها الى قطع متناثرة فى الارجاء كشرارت غضبه تماما، أنتفضت حورية بذهول وصدمة بقلق شديد عليه صارخ فيها:-
_انا مش محتاج حد قلتلك اطلعي بره وسيبيني، جرحي غير جرحك يا حوريه و لو مفكره اللي انتي سمعتيه هي دي الحكايه تبقى غلطانه لان دي نقطه في بحر من اللي بيحصل ولسه لي هيحصلي منهم
نظرت إليه بوجهها الشاحب وعينين ممتلئة بالدموع من حالته المشعثة لتهتف بخفوت:-
_انا عارفه وفاهماك كويس وعارفه الاحساس ده لما تتظلم وتتوجع من اقرب الناس ليك اللي هم مفروض اهلك ..وهقول لك نفس الكلمه اللي انتي قولتهالي طالما مش بتاخذ منهم غير الاذيه انساهم وابعد عنهم
كان جسده ينتفض بغضب وثورة عينيه ملتمعة بشراسة وعنف و التوت شفته بابتسامة متهكمة حزينة يغمض عينيه لتسيل دموعه بصمت ليشعر بالالام قلبه تتزايد صارخة بداخله ولا يستطيع فعل شيئ لايقافها :-
_النسيان مش سهل انا بتواجع عشان أنسي كمان! وما كنتش عاوزهم ولا هما جنبي هما اللي بيجوا عشان يوجعوني وبس
نظرت إليه ببن شهقات الصغيره لتزفر بقوة قبل ترد بصوت حنونه:-
_باين ليهم أنك قوي ما تخليش حاجه تكسرك وتضعفك عشانهم، و تبين ليهم انت فعلا قوي وقادر تتخطى كل ده و لوحدك كمان
نظر إليها وعينيه بها ظلال دموع لكن قبض قبضه قاسيه على يديه بشده و رفع وجهه لها بغضب فقال بغضب ممزوج بحسرة وضعف شديد :-
_لا انا مش قوي زي ما انتي فاكره كده انا اضعف انسان في الحياة لو عرفتي إللي قلبي وشوفتي هتعرفي ان القوه اللي انتي شايفاها من بره عكس اللي جوه خالص
لم ترد عليه حورية لثوانى بلا اقتربت منه خطوات بسيطة بحذر حاولت فيها استجماع نفسها وهي تحاوط وجهه بين يدها قبل ان تقول بصوت خافت اجش من اثر محاولتها الظهور بمظهر القوة وهي تراه هكذا:-
_انك تحاول تبين لـي اللي قدامك انك قوي وتعالج جروحك بنفسك وما تستناش غيرك يعطف عليك لوحدها هي دي القوه الحقيقيه يا قاسم، عشان كده انت بالنسبه لي أقوي راجل ومنقذي في الحياه
رفع قاسم وجهه ببطء ينظر اليها بجمود وجهه كصفحة بيضاء خالية من اى مشاعر قبل ان تقول بابتسامه صدق بين دموعها:-
_يا قاسم انا بستمد قوتي منك وانت تقول لي انت ضعيف لا طبعا انت قوي وشجاع وطيب وحنين في نفس الوقت وجواك حب وطيبه رجعوا ثقتي ثاني في الحياه وفيك ..انا سانده عليك عشان اقدر اكمل واواجه و بنام مطمنه وانت جنبي و بثق فيك ثقه عمياء أنك عمرك ما هتخذلاني في يوم انت السند لي في الحياه يا قاسم
رق قلبها لدمعاته التي تساقطت وقالت برفق وهي تقترب اكثر ببطء حذر ثم مسحت عبراته باناملها الصغيرة ثم تابعت:-
_انا شايفك حاجه كبيره في حياتي أوي مش مهم غيري شايفك ايه و إزاي؟ المهم انا بحس بي ايه وانا معاك ..قلبي ده ما اعرفش الامل من ثاني غير لما شافك وحس بيك
فى تلك اللحظة مر كل شيئاً امامه ببطء كما لو كان شريط سينمائى امامه يتم عرضه شرطه باستمرار وضع في الملجا وهو عمرة سبع سنوات رغم اعتراضه ثم تجاوبه مع حياته ثم بعدها بسنوات جاء إليه عصام ليعرض عليه حياته مقابل حياه ابنه و وافق بكل الم و وجع علي ذلك ليصبح ما هو به الآن ودخلت بعدها هي حياته و استطيع حمايتها لها و غزوه لمشاعرها برقتها وحنانها لينقلب كل هذا فجاءة لحظة وظهور عصام مرة اخرى فى حياته لفتح القديم؟ ادركت حوريه معاناته حين رأت وجهه بشحوبه البالغ وهو ظل صامت ولم يتفوه بكلمه وكأنت حورية تعلم ما يدور في مخيلته فقال موجهاً حديثه لها بوجع شديد:-
_حورية انا تعبان ومحتاجلك أوي، أنا لي اول مره اطلب من حد في حياتي ما يسبنيش وابين قد ايه انا محتاجله وضعيف
وهنا لم يستطع قاسم الصمود ليقطع اقدامه المسافة الفاصلة بينهم يلقى بنفسه بين أحضانها الحنون والتى لم تخيب ظنه فـ حاوطت جسده اليها بحنان وبخوف حقيقى عليه ظهر فى صوتها مرددة بابتسامه وهن:-
_ده مش ضعف ده ممكن تعب للكتمان اللي جواك يا قاسم وبلاش تشوف نفسك او تحسي انك خجلان عشان انا شايفك كده قدامي ..لا خالص انا لما كنت بالنهار وبعيط و يبان ضعفي قدامك كنت بحس نفسي الاحساس كده زيك لكن بعد كده حسيت اني لما ابين في لحظاتي قدامك كده انا بستمد قوتي من ثاني منك
استمر على صمته ينظر اليها بجمود ووجه خالى من التعبير الا من عينيه والتى اخذت تمر فوق شفتها ولم يشعر بنفسه إلا وهو لينقض عليها فجاءة يقبلها بشفتيه تطبع ختم ملكيته لها فوق شفتيها بقسوة وعنف لم تستطع هى امامهم شيئ سوى ان تفتح شفتيها بقوة تستقبل هجومه الكاسح عليها لا تقوى حتى على القيام بحركة مقاومة واحدة سوى همهمات مكتومة تصدر عنها لكنها لم توقفه بل ترك شفتيها ينزل الى حنايا عنقها يقبلها ايضا قبلات داميه ليترك علامات واضحة فوقها بعد حين لا يعرف تلك المده أبتعد ببطء شديد ليرفع وجهه شديد الاحمرار وعينيه النادمه الى وجهها المستلم وقد التصقت به خصلات شعرها المشعثة يفح من بين انفاسه الخشنة ليلعن بشراسة وهو يمرر اصابعه فى شعره شادا عليه بقسوة وعنف حاول الابتعاد لكنها أمسكت بذراعه بقوه تتحدث بحنان بالغ:-
_ما تكتمش اللي جواك واستمد قوتك مني زي ما انا عملت يا قاسم! وما تفكرش في النتيجه بعد كده هتكون ايه عشان اللي بيحبك وخايف عليك بجد هيستقبلك في كل حالاتك وهيعذرك
رمقها بنظره جانبيه قاسم وهو متعجب ليحاول تهدئة ثورة المشاعر الفائرة بداخله :-
_خايفه اوجعك هتعب اكثر ما انا تعبان مش عاوز اذيكٍ في حياتي خالص يا حوريه.. انا الموت عندي اهون من أني اذيكٍ بيدي
لتجعله يفيق من دوامة مشاعره هذه تتنحنح بقوة ليخفض عينيه هو يبتعد قليلا عنها وهي تقول بصوت متحشرج خشن من فرط مشاعرها بثقه:-
_مش هيحصل عمرك ما هتئذيني عشان انا واثقه في كده.. و لو ايدك قدرت قلبك مش هيطاوعك ..و لو قلبك هيطاوعك قلبي انا هيسامحك يا قاسم
فوجد نفسه يبتسم تلقائياً فيبدوا انها خطفت قلبه تلك الكلمات قال بتردد وقد ارتاح قلبه لـ ذلك بشده غريبه:-
_بجد هتسامحيني وهتغفري ذنبي ! في ناس كثير كانت قادره تظلمني من غير ما تطلب السماح؟ و القليلين اللي في حياتي ما رحمونيش خالص ..نفسي توبتي تتقبل انا ما توقعتش ان اظلم حد في يوم!
لم تعرف على اي مسامحه يتحدث لكنها اعتقدت أنه يتحدث عن الذي سوف يفعله من قربه وغضبه الذي لا يستطيع السيطره عليه ،اقتربت منه تضع ذراعيها حول رقبته تسند فوق صدره ليضمها اليه حتى التصقها بصدره تماما قائلة بابتسامه خفيف بصوت متحشرج:-
_من يوم ما شفتك وقابلتك وانت مش بتعمل حاجه غير انك تساعدني وتحسن لي ..و بحق الاحسان ده قلبي هيغفر توبتك من غير تفكير يا قاسم
ساد الهدوء و الصمت لحظات دقائق ثواني حتي انحنى الى اذنيها ينحى شعرها الى الجانب هامسا برقة شديدة:-
_وانا مش عاوز غير الرحمه و السماح يا حورية ..مش عاوز غيرك وبس!
حاوط جسدها المسترخى بين ذراعيه ينعم بحلاوة عناقها والشعور بقربها ودفئها فوق جسده لتدرك هي جيدا بان عصام الده السبب فى وصول حالته لتلك الدرجة بضغطه عليه بالحديث ومعاملته الجافة والقاسية له لذا اخذت تهمس له بكلمات مطمئنه وهو استقبلها مع قبلة يطبعها فوق وجهها بقبلات صغيرة حتى وصل الى شفتيها يقبلها بنعومة ورقة لعدة لحظات لكنه لم يستطع مقاومة شوقه و احتياجه لها اكثر لتزداد حرارة شفتيه فوقهم يقبلها بنهم ولهفة غائبا عن العالم وما به ليفيق من دوامة مشاعره حين وجدها تبادله قبلاته برقة ليفتح عينه سريعا بسعادة بتجاوبها.
لكن اصابه الغضب من نفسه حين انتبه إلي ما يفعله وكيف يستغل ضعفه بالاقتراب منها هكذا،فحاول الابتعاد فورا عنها لكنها تشبثت به تدس نفسها فى صدره تجذبه اكثر اليها فزفر بقوة ليحاول التحكم بنفسه والابتعاد لكنها لم تمهله الفرصة ترفع وجهها اليه تقبله برقة ونعومة اضاعت الباقى من تماسكه لينحنى فوقها يلتقط شفتيها مرة اخرى يبثها حرارة مشاعره ولهفته لها بينما قاسم أصبح ضائع فوق غيمة رائعة من المشاعر وهو يضمها بشدة يقبلها برقة ونعومة ومع كل قبلة منها ذاب كل غضبه والمه منه به مع تلامس كل خلية فى جسده بجسدها.
ليقترب هو منها اكثر ليرفع جسدها إليه بين ذراعيه ويقبلها هو و لا يريد لقربهم هذا ان ينتهى فهو لايريد ان يعود مرة اخرى لالام واوجاع قلبه لذا استكان مستسلم لمشاعره واحلامه الوردية معها جذبها هو له يلصقها به ثم ليضعها على الأريكة ويصبح هو فوقهـا
وفي اللحظة التالية كان يُقبلها بجنون وقوة على شوقه المضني لها يخف ولكنه كلما تذوقها يشتعل اكثر وبجنون اكبر اصبحت هي تأن بألم لتشعل رغبته بها اكثر.. مد يده ليخلع فستانها عنها فلم يجد ازراره لذا ومن دون تردد بحركة مباغتة ألقي بالارض لتشهق هي بخجل شديد و احراج فابتلع هو شهقتها داخل فمه وهو يعاود تقبيلها بشغف يزداد ويزداد فـ تصبح ملكة لعرش قلبه متوجه بتضحيتها بحياتها من اجله.
**
في فيلا عتمان زاهي نزل حازم الدرج صباحا يقدم قدم ويأخر اخرى لا يدرى كيف سيقوم عتمان باستقباله صباحا وهل سيظل على غضبه منه او قد نسى ماحدث خاصا وانه يعلم انه أخطئ خطأ كبير صعب الغفران ويستحق كل هذا التعنيف ومن تستحق أن يطلب منها طلب السماح هي حورية، لذلك دخل الى غرفة الطعام يسير بخطوات مترددة.
وفى الوقت ذاته كانت ميسون والدته تجلس فى المقعد المجاور لـ عتمان تحدثه برجاء شديد أن يعطف عن ابنها ذلك الخطأ لتمسك بيده وهي تترجاء أياه بينما هو يجلس بتصلب تحيط يديه بفنجان قهوته ينظر إليها بوجوم وعندما لاحظ أنة أمامه التفت اليه عتمان بعنف عينيه وينطق:-
_مش قلتلك من هنا ورايح اياك اقعد في مكان والاقيك جنبي أمشي من قدامي خليك في الاوضه واكلك هيجي لك لحد عندك
اسرع حازم يرسم الاسى والدموع فى عينيه قائلا:-
_يا جده عشان خاطري اسمعني انا اسف انا عارف ان انا غلط غلطه كبيره بس حقيقي ما اعرفش عملت كده ازاي سامحني يا جده
عقد عتمان حاجبيه باستهجان قائلا بصرامة ساخرا:-
_طب كويس والله انك عارف انك غلطان
أخفض حازم رأسه بخجل من نفسه بينما زفر عتمان بحدة محاولا النهوض ينزع يده من بين انامل ابنته لكنها تشبثت بها بقوة قائلة بلهفة واستعطاف:-
_في ايه يا بابا ما بالراحه عليه ما متاسف بدل مره 10 عيل وغلط خلاص مش هنعلق له المشانق يعمل ايه يعني عشان خاطر الهانم تسامحه وهي كمان
التفت اليها بوجه متصلب وعينين غاضبة يصيح بقوة:-
_اتاسف وهو الاسف هيفيد بايه لو كان الحمار اللي جنبك ده فعلا اعتدى عليها وعملها، انا ساكت الايام اللي فاتت ومش عاوز اتكلم عشان بدريه ما تشمتش فينا اكثر ،خليتني لاول مره في حياتي ببعد عنها ومش قادر احط عيني في عينها و مكسوف من نفسي ومنك
ابتلع حازم ريقه بصعوبة بالغة وهو يقول بضعف وندم حقيقة:-
_يا جده آآ انا
أوقفة باشاره بحزم وقوة وهو يصيح بعصبية شديدة وبصوت فحيح وعنف تضيق عينيه فوق منه باشتمزاز:-
_اخرس خالص ومش عاوز اسمع صوتك وكفايه اعذار تافهه زيك انا ربيتك على كده طب حتى فكر في اختك يا واطي ترضى حد يعمل فيها اللي انت عملته في حوريه ،امـشـي مـــن وشــي مــش طــايـقـه اشــوفــك قـلـتـلــك غــــور
**
بعد فتـرة طويلة.....
استلقت بأنفاس لاهثة متسارعة فوق تلك الأريكة الضخمه بداخل المكتب تنظر الى سقف الغرفة بشرود وعيونها حالمه بهيام بينما هو نائما بعمق يريح راسه يستريح فوق صدرها ويضمها اليه بقوة فمدت اناملها بشرود تتلاعب بخصلات شعره المتساقطة فوق جبهته ترجعها الى مكانها بعبث شعرت و كأنها شابه مراهقة وهي كانت بين ذراعيه يبث لها شوقه الجارفة وشعرت أيضا كأنها فتاه عذراء ولم يلمسها أحد غيره أو هكذا كانت تتنمي أن يحدث لكن هو مع ذلك لم يشعر نحوها بالنفور او اشتمزاز مثل ما توقعت وخافت أن يحدث ذلك، بل علي العكس أظهر محبة و هيامه إليها بكل وضوح الشمس وإن عاشق بجسدها مثل قلبها تماماً، نظرت له نظرة محبة ظهرت علي ثغرها حين التقطت عينها بذلك الذي نائم بهدوء بين ذراعيها فوق صدرها يحضتنها بتملك ظلت على حالها لوقت طويل تتصارع الافكار بداخلها وتكون كمن انقذها من بين النيران ليلقى به بين جنه النعيم.
تملل قاسم فى نومه يتنهد بعمق قبل ان يفتح عينيه يرفع انظاره لها ليراها مستيقظة عينيها
مفتوحة ساهمة و وجهها احمر كالطماطم الناضجة لينتبه لطريقة نومه فيرفع نفسه سريعا عنها يجلس جانبها وهو عاري الصدر وهي جانبه كانت ترتدي قميصه الابيض وشعرها المتعثر حولها كانت مازالت صامته وشارده لدرجه لم تشعر به أبتعد فوق صدرها مما ازعاج قاسم وفكر أن تسرع في الاقتراب منها ولمسها وكان يجب عليه الانتظار قليلا و يمكن أن تكون ندمت حاليا، اقترب منها مرر يده بهدوء علي ظهرها ليميل إليها يقبل قمة رأسها لتحرك رأسها سريعا له بتفاجئ و دهشه لتسحب فستانها سريعا تحت قدمها و تخبئ جسدها وجسده به وعلي قدمها العارتين قائلا بندم واسف:-
_حوريه أنتي ندمانه؟
شعرت بكف يده يتجمد أعلي ظهرها لتمسد علي يده الأخري برقة و هي تتحدث سريعاً:-
_ندمانه علي ايه قصدك اللي حصل ما بيننا لا طبعا ولية بتقول كده اصلا
احتضنها بقوة يحاوط جسدها وأخذ نفساً عميقاً زفره علي مهل و هو يرجع رأسه الي الخلف و هي تستند بكلتا يديها علي صدره بأعين نعاسه من قلة نومها ليهمس لها بصوت اجش:-
_عشان انا وعدتك هنستنى شويه و بلاش نستعجل على الموضوع ده ما كنتش حبيبه اتعبك اكتر ،كفايه اللي انتي فيه يا حبيبتي
كانت ترتجف وهي تنظر امامها وانفاس لاهثة متسارعة بخجل و احراج وهي بين ذراعيه هكذا لم تستطيع سوى ان تقول وهي تنظر بعيد بخجل شديد :-
_هو مين قال لك انك لما تقرب مني هتعب انا كويسه آآ ومبسوطه كمان ومش تعبانه خالص
رفع حاجبه لاعلي و هو يقرب وجهه منها يسند جبهته علي جبهتها و هو يسأل بلهفة وشوق وعينيه تفور بالمشاعر :-
_يعني الليله دي ما فيهاش ندم خالص
لم تجيبه بل اخذت عينيها تمر فوق ملامحه ببطء وحب كما لو كانت تحفظها توشم بها قلبها ليسألها مرة اخرى لتهمس برقة بصوت يكاد يكون مسموع:-
_الندم الحقيقي هيكون لو بعدت عنك او منعتك تقرب مني ونداوي جروح بعض يا قاسم
ابعدها عنه لينظر الى وجهها مطولاً بسعادة غامرة ثم انحنى عليها يقبل وجنتها بحنان ثم ينتقل منهم الى شفتيها يقبلها هى الاخرى بنعومة قبل ان يبتعد عنها قليلا و لينحنى عليها مره اخرى هامسا فى اذنها بنعومة وشغف:-
_انا شايف انك انتي اللي بقيتي دلوقتي منقذتي مش انا يا حورية ..انا مبقتش عاوز حاجه من الدنيا غيرك يا حوريه يكفي بس انك تكوني عارفه اني عايزاك جنبي علي طول مش عايزاك تبعدي حتي لو فضلت كدا ،انا عايزاك و بس
كانت تستمع له وهي تكاد تذوب خجلاً من كلماته العاشقه لم تستطيع ان تقول له من شدة خجلها عن مدى حبها له و شوقها لما حدث بينهما منذ قليل و من رؤيتها الأولى له، وقد علم انها لا تستطيع ان تقول المزيد من شدة خجلها الواضح للغاية بسبب حمرة وجها القانية فأبتسم بشده وهو يقبل جبينها مره أخرى وهنا عند تلك اللحظة بدأت قصة جديده بين عشاق أجداد.
**
فـي منـتـصـف الـلـيـل.
نهضت حورية و تسللت من جانبه و سحبت فستانها سريعا حتي ترتدية و ألقت قميصه الابيض جانبه بينما هو في حين شعر بالفراغ يحيط به و البرودة التي تغللت الي جسده للتو جعله يفتح عينها ببطئ و كسل لينظر بجواره علي الأريكة لكنه لم يجدها اعتدل جالس واضعة اصابع يده بخصلات شعره يبحث عنها و ابتسم بحب علي الفور حين رآها أمامه قد ارتدت ملابسها وتقف في انتظارة.
ليمد يده إلي جانب الأريكة يلتقط سرواله حتي يرتديه ليسحب جسده ببطئ و هدوء و يرتدي سرواله و هو يعبث بخصلات شعره ابتسم رغما عنه وهو يتذكر ماحدث قبل ساعات منها واحتضانها له طوال الليل دون ان تتركه لحظة واحدة، بادلته الابتسامة بهدوء وتحركت تجلس فوق المقعد أمامه وانتظرت وهي جالسة باستقامة فوق المقعد الصغيرة لتحدق امامها تأملت وجهه الرجولي الوسيم و نظراته القوية وكتفيه العريضتين حتي يديه الخشنتين وهو يلوح بهما أثناء شرودها فارتجفت عندما تذكرت ملمسهما عليها ابتسم بحب حين انخفض وهو يميل إليها يقبل ثغرها ثم يبتعد متسائلاً :-
_انتي كويسه يا حبيبتي عمال انده عليكي مش بتردي عليا سرحانه في ايه
جلس هو على طرف المقعد جانبها وهو يرتدي حذائه فلاحظت الظلال المحيطة بعينيه ثم أحاطت نفسها بذراعيها وهي تقول باضطراب وقد أحكمت إغلاق الفستان حول خصرها:-
_ما فيش انت اللي كويس بقيت احسن دلوقت قلقانه عليك بس تكون لسه بتفكر في..
نظر إليها بعينيه الداكنتين لفترة طويلة جعلتها تصمت بتوتر وهي تتمنى أن تعرف حقا ما يختبئ خلفهما ثم أشاح ببصره هامسة بصوت مختنق:-
_انا كويس يا حوريه ما تخافيش عليا،و هابقى كويس اكثر لو فضلتي جنبي وما بعدتيش انتي كمان زيهم
منحته حورية ابتسامة مشرقة من البريق المميز المطل من عينيها والتورد الذي كسا وجنتيها وهي تقول:-
_انا جنبك ومش هبعد عشان انا كمان عاوزك تفضل جنبي ومحتاجه لك، وانا مش جنبك عشان شافقانه عليك! لا انا جنبك عشان حبه وجودي جنبك وعاوز افضل معاك
هز رأسه مبتسم بحنان ليقول و هو يصب كامل تركيزه عليها و علي ما سيقول ليحمحم و هو يقول بهدوء :-
_اقول لك على حاجه انتي لما بتبعدي عني بكون مش شايفك قدامي بحس اني مفتقد شئ غالي عليا جدآ وبحس لما اكون قلقان عليكي كاني المكان اللي انا فيه مفيهوش هواء عشان اعرف اتنفس من غيرك وقلبي يطمن عليكي
احمر وجهها وهي تخفض عينيها عنه وقد بدأ قلبها يخفق بقوة وكل ذرة من كيانها ترتجف بتوتر وترقبا وهي تستمع إلى كلمات العشق الواضح بعينه ونبرة صوته الناعمة أمسك بذقنها ورفعها نحوه لينظر إلى وجنتيها المتوردتين وإلى عينيها المتضرعتين فارتجف جسده الضخم وهو يقول بصوت أجش:-
_ولما قربت منك النهارده اكتر بس عرفت اني مش هقدر يا حورية اتجاهل حقيقه مشاعري ناحيتك ولا اخبيها اكثر من كده.. انتي عملتي جو جميل اوي في حياتي و عمري ما هبقي عايز أفقده مش هقدر أبعد لاني مش عارف بعد ما اتعلقت بيكي جدا.. انا ما كنتش زمان كده ولا حابب حد يدخل حياتي عشان ما يوجعنيش اكثر ما انا مدمر
احمر وجهها بشدة فقال بصوت جعل انفاسها تتلاحق:-
_هو انا مش قلت لك ما تزعلش ولا تضايق نفسك وكفايه عليك انا و اسامه وجمال مش احنا برده عيلتك الصغيره
ارتجفت وهي تستند إلى المقعد الصغير بظهرها وتتركه يحاصرها بذراعيه ويميل برأسه نحوها قائلا بابتسامه هادئه:-
_ممم حاسس اللي انا بعمل في الناس بيطلع عليا دلوقتي ،مش ده كان كلامي برده ليكي من أيام كده صحيح الايام دواره
أغمضت عينها وهي ترتعش لملمس شفتيه على عنقها و وجنتها ثم ضحكت بانطلاق وقالت:-
_تنكر يعني مش مكفيينك ولا ايه
رفع وجهها إليه واقترب منها قائلا بصوت أثقلته العاطفة :-
_تؤ مكفيني وزياده، كفاية انك معايا و بس يا حورية مش عاوز حاجه من الدنيا غيركم ربنا يحفظكم ويخليكم ليا .. بقولك ايه تعالي نخرج زهقت من القاعده هنا و مش طايق القصر ممكن تيجي معايا
صمتت للحظات قبل أن تقول بعمق:-
_من غير تفكير انا قلت لك هابقى دائما جنبك في المكان اللي انت فيه يا قاسم
**
أستمع جمال وهو يجلس فوق الأريكة بصمت يتفحص هاتفه صوت بوق سيارة قاسم تعلي حتي يفتح الحراس البوابه للخروج لتتسع ابتسامة جمال وهو جالس بهدوء ليعرف أن تلك الصغيره حورية استطاعت أن تخرج قاسم من حالته البائسه وتقتحم حصونه التي
انهارت تماما أمامه قلبه و غزوه الضارى باهتمامها و رقتها و رعايتها له والان اصبح يحلق معها فوق سماء صافيه مع أحلامه البريئه الذي انحرم منها منذ زمن ولم يكن يعلم بأنها ومنذ البدايه أصبحت له وسيله ليأخذ نصيبه من تلك الحياة ويحقق جميع امنيته.
تنهد جمال بضيق وهو ينظر حوله يراه نفس بمفرده لكن انفرجت فجاه شفتيه بابتسامة هادئة عندما جاءت إليه فكره ان يتصل بها وفعل ذلك وانتظر لحظات حتي سمع صوتها الرقيق بقلق هاتفه:-
_استاذ جمال انت كويس حوريه بخير
تنهد جمال مبتسم بخفه وهتف بهدوء:-
_أهدي ما تقلقيش كلنا كويسين انا بس اتصلت عشان حبيت اطمن عليكي من ساعه لما مشيتي مع عتمان وانتي ما جيتيش هنا تزوري حوريه خالص، هو انتي بخير هو عتمان عمل لك حاجه
تنفست بدريه الصعداء براحه قليله وهي تقول بحيره:-
_لا خالص انا كويسه ما عمليش حاجه انا بس قلت اسيب حوريه براحتها مع جوزها الايام وابقى اجي ازورها بعدين ..اخبار دراعك ايه؟
مط شفته بعدم راحه نوعاً ما وأضحت في صوته الحزين قائلا:-
_ياااه اخيرا احد افتكر يسالني عامل ايه واخبار دراعك ايه..ده انا كنت نسيت ان انا اتصبت أصلا
عقدت حاجبيها بدهشة ثم ابتسمت بهدوء قائله:-
_ليه بس بتقول كده معلش اعذروهم عرسان جداد بقي
ضم شفته بحنق وضيق هاتف بزعل مصتنع:-
_وانا مين يعذرني و يهتم بيا يا بدريه ..احم ده لو تسمحي لي يعني اشيل الالقاب انتي صديقه عزيزه عليا دلوقتي
صمتت بدريه قليلًا بدهشة وتوتر وشعرت بالعطف عليه قائله بتلعثم:-
_هاه اه عادي براحتك، هو انت مش بتغير على الجرح دائما و بتروح لدكتور وبتهتم باكلك وصحتك
ابتسم جمال علي اهتمامها وحنانها ليقول بصوت خبيث متعب ومرهق:-
_ولا باكل ولا ليا نفس و بغير على الجرح غير فين وفين
رمشت باهدابها عدة مرات ببراءة لتضيق هي عينها بعبث و هي تقول بجدية:-
_لا ما ينفعش كده لازم تهتم بصحتك وتاكل كويس اكل بيتي ونظيف انا هتصل بـ حوريه واخليها تعمل لك احلى اكله هتدوقة في حياتك ده انا اللي معلماها
عبث بوجهه بحنق و هو يزم شفتيه مثل الاطفال ويرجع رأسه الي الخلف و هو يقول بضيق شديد :-
_حوريه ايه بس دلوقتي هي مشغوله مع جوزها وبس دلوقت، خليهم مع بعض هم محتاجين بعضهم وأما صدقوا مش عاوز اعكنن عليهم فرحتهم ..وخلينا انا كده عزول لوحدي
لتقول بنبرة عميقة حزينه جدا علي حاله :-
_في ايه بس مالك يا استاذ جمال شكلك متضايق فعلا
كتم ضحكته علي كلماته تلك التي تبدو جدية جداً بالنسبة لها إلا أنها لا تمت للجدية بصلة ليهز رأسه بايجاب و هو يقول بزعل ومستمر بالتمثيل بإتقان :-
_ابدا زهقت من وحدتي وانا مش لاقي حد يهتم بيا لما تعبت قاسم اه كان جنبي طول الوقت في الايام اللي فاتت بس دلوقتي اتجوز و بقى لي حياته معذور برده وانا خلاص اتنسيت خالص
لتقول بدريه بابتسامه هادئه محاولة التخفيف عنه:-
_ما تاخذش الموضوع على صدرك قوي كده هو كلها يومين ولا اسبوعين وهتلاقيه في راسك وزهق من الجواز ..واذا كان على الأكل انا مستعدة اعمل لك بنفسي اكل وابعتهلك في أي وقت لو حبيت
ابتسم جمال بسعادة قائلا بلهفة:-
_احب طبعا هي دي فيها كلام ..حد برده عاقل يرفض فرصه زي دي
صمتت ثواني بعدم فهم بارتباك وتوتر متسائلة بتعجب شديد:-
_فرصه ايه؟.
حاول كبح ابتسامته التي تتسع وهو يهتف قائلا بصوت ماكر:-
_قصدي فرصه ان انا اكل اكل بيتي من ايد ست بيت شاطره زيك ..امال أنتي فهمت ايه؟
لتتجمد ابتسامته فجاه عندما لمح هاجر تقف على أعتاب الغرفه تفرك بيدها بتوتر ومن الواضح انها تنتظر إياه حتي يغلق الهاتف وتأتي هي إليه لتتحدث لينظر إليها بغيظ فليس وقتها الآن اطلاقا اغتاظ و هو يقول بحدة:-
_طب هنبقى نتكلم بعدين سلام دلوقتي.. خير يا هاجر عاوزه حاجه
تقدمت هاجر بخطوات مترددة وابتلعت ريقها بصعوبة شديدة وهي تهتف بتوتر بشكل ملحوظ:-
_مش عارفه اقول لحضرتك ايه بس لازم تعرف، انتم بالنسبه لي عيلتي الثانيه وما ينفعش اشوف حد عاوز ياذيكم و اقف اتفرج عليه
ضايق جمال عينه بشك وقال بجدية واهتمام:-
_بتتكلمي عن ايه وضحي كلامك
تنهدت هاجر بيأس وضيق، بترت كلماتها وانكمش وجهها بخيبة امل وحزن هاتفه:-
_بتكلم عن روان في حاجه عرفتها عنها ولازم حضرتك تعرفها ..انا سمعتها اكثر من مره بتتكلم مع أستاذ جواد ابن عصام بيه؟ و......
**
في السيارة وبينما كان قاسم ينقلها إلى ذلك المنزل الذي اخذها فيه مره وهربت بعدها منه إلي عتمان وهو تذكر أنها قد اعجبت حينها بهذا المكان، بعد فترة توقفت السيارة ونزل من السيارة كي يفتح البوابة ثم عاد إليها كي يدخلها إلى الساحة الداخلية ويقف أمام باب المنزل الصغير ثم عاد لينزل كي يغلق البوابة خلفه بينما نزلت هي من السيارة و ابتسمت بهدوء عندما عرفت ذلك المكان وتذكرته وتقدم قاسم منها يحيطها بذراعه كي يحميها من الهواء الشديد ويسير بها نحو الباب ويفتحه بمفتاح خاص ثم يدخلها وكان الدفء في الداخل جيدا وابتعد هو عنها يفتح الانوار عندها فقط جرت بعينيها في المكان من الداخل فهي لم تراه من داخله لتفاجئ بالمساحة الصغيرة للغرف و الديكور بسيطة بأثاث وثير مصنوعة من الجلد البني
و قام وقتها قاسم بتوزيع مصابيح ذات إنارة رومانسية في المكان جعله يبدو كأنه كالحلم خاص بيهم فقط هما الاثنين لا غيرهما.
نظرت حورية إلى قاسم بابتسامه هادئه وهي تقول :-
_انا جيت المكان ده قبل كده بس ما شفتوش من جوه
هز قاسم رأسه بالايجاب ولوى فمه بابتسامة عابثة وهو يقول:-
_ايوه صح و عجبك وقتها عشان كده جيت هنا ثاني، باماره لما هربتي مني وروحتي لجدك وضحكتي عليا وقولتي انك هتروحي البيت علي طول
قالت منه متظاهرة بالغضب الشديد وهي تردف:-
_ده انت قلبك قاسي أوي لسه فاكر ما خلاص قلت اسفه وقتها بدل المره ثلاثه
تقدم إليه ونظر إلى وجهها الجميل وقبل جبينها قائلا برقة ونعومة:-
_المهم دلوقتي يا حبيبتي ما فيش هروب مني تاني عشان لو عملتيها
تورد وجهها وهي تحارب ارتباكها وتقول :-
_هتعمل ايه
فابتسم وهو يضمها إليه و بدأت قبلاته تتوالي و هو يردد من بين قبلاته قائلا بحب:-
_هحبسك جوه قلبي وامنعك تشوف غيري
تنفست بقوة و هي تميل لتقبله قبلة سطحية وتأملت وجهه الوسيم وقد أحست بحبه يطفو من كل حواسها قالت بدفء:-
_هو انت اشتريت المكان ده امتى وليه مش بتاجي كثير فيه ده حتى جميل قوي ومريح للاعصاب واحلى حاجه انه معزوله عن الناس
ابتعد قاسم عن عنقها لينظر الي عينها العسلية بأعين متربصة حتي أغلقت هي عينها ليلتقط شفتيها بخاصته يقبلها بعمق و هو يضمها بين يديه حتي ابتعد عنها بلهاث وابتسم راضيا عن تأثره عليها و أجاب عليها وهتف:-
_اشتريته من ثلاث سنين وبقيت اخليه احتياطي في حياتي لما اعوز ابعد و انعزل عن الناس كلها كنت بحس دائما برغبه اني اقعد لوحدي افضل و اريح
صمتت وهي تخفض عينيها فقالت بهدوء:-
_حتى انا عاوز تنعزل عني كمان
صمت قليلًا قاسم ثم ابتسم واقترب منها بشده وهي توترت ملامحها عندما انحني يطبع قبلة خفيفة على شفتيها ثم نظر إليها عابسا وكأن تلك القبلة الصغيرة لم تكن كافية فعاد ليقبلها بشغف أكبر أطاح بصوابها أبتعد ببطء ليمسح علي شفتها برفق وقال :-
_تفتكرى لو عاوزه ابعد عنك كنت جبت هنا وعرفتك على المكان كمان انتي الوحيده اللي بقيت احب اهرب وانا معاها في حضنها
تطلعت فيه وهي ترتجف من فرط المشاعر التي فاضت داخلها لتقول بخجل متوترة:-
_هو انت مش هتفرجني على باقي البيت ولا ايه
ابتسم لخجلها النادر و ازاح بيده خصلات شعرها عن رقبتها و هو يدفن وجهه بها يلثم عنقها برقة و هو يقول بحب :-
_هي ما فيش غير اوضه واحده بس وهي اوضه النوم والافضل ليكي بلاش تشوفيها دلوقتي ..عشان مش ضامن اذا دخلتيها معايا هتخرجي ثاني منها أمتي إلا على بكره الصبح
نظر إليها و هو يغمز بعينه اليسري وصدمتها صراحته والرغبة المستعرة في عينيه فـ اخفضت رأسها بخجل شديد ولم تنطق وقلبها يخفق بقوة ليستند جبهته علي جبهتها و هو يداعب أنفها بأنفه قائلاً :-
_تعالي نقعد مع بعض هنا لحد اطلب أكل بالتلفون ويوصل.. ولا مش جعانه ناجل الاكل لي بعدين دلوقت ونعمل حاجات اهم؟
تنهدت بصوت مسموع و هي تعود برأسها الي الخلف تنظر إليه باحراج و هي تقول بسرعة من الخجل الشديد:-
_ لا طبعاً جعانه ناكل دلوقت
ابتسم باتساع وهو يضحك على خجلها و يده تحاوط كتفها و يميل عليها يقبلها بخفه فوق شفتيها، وبعد مرور فترة قصيرة وصل الطعام و وضع الطعام على الطاولة وأشعل الشموع ثم أزاح لها الكرسي لتجلس أمامه وهو يقول مداعبا :-
_تفضلي يا سيدتي
ابتسمت له بحب وتنهدت بارتياح وهي تنظر إليه هل بالفعل بدأت تشعر بتلك السعادة الكبير التي لمست قلبها و وقعت صريحة في الهوي متيمة به حب ابدي يقيدهم معاً بقيود من نار تشعل قلوبهم بنيران العشق المستعرة ليلتفت إليها قاسم يعقد حاجبيه باستغراب قائلا بابتسامه حب:-
_مالك بتبص لي كده ليه كانك اول مره تشوفيني
تحركت عينيها لتنظر داخلهم ما أن رأت ملامح وجهه تتبدل من السكون الي الحيره حتي هتفت هي بخفوت و هي تقول :-
_ابدا بفكر فيك وفي حياتنا الجايه وكل حاجه حواليا
ظهر الانزعاج في عينيه وهو يقول بصوت جاد لا يقبل نقاش فهو لا يريد أن يحدث أي شئ يعكر مزاجهما:-
_خلينا ناكل دلوقت ونتبسط بعد كده نتكلم براحتنا زي ما انتي عاوزه بس بعدين مش دلوقت خالص.. اتفقنا
ابتسمت له وهي تهز رأسها بالموافقة فهي أيضا لا تريد شئ يعكر مزاجهما وبدا قاسم يطعمها بيده بكل حنان و رقة وبعد تناول الوجبة اللذيذة تعاونا في تنظيف المائدة سواء، و اجلسها بأحضانة ودني نحوها يقبل قمة رأسها بحنان وجلسوا يتحدثون سواء في عدد اشياء وكانت حوريه تنظر نحوه دائما بابتسامه حب هادئه بهيام، لتعلم ان حياتها السابقه لم يكن لها أي معنى قبل أن يدخلها و يقتحم حصونها قاسم السيوفي ذاته.
**
بعد مرور اسبوعين.
في المساء خلال العشاء قد بداء يلاحظ جمال تغير العلاقة بين كل من حورية وقاسم لم يغفل عن النظرات التي كانا يتبادلانها إلي بعض أو الطريقة التي كان يطعمها فيها بيده كأي زوج مغرم بزوجته بينما هي كانت تمنحه ابتساماتها الخجوله ابتسم جمال بسعادة شديدة عليهما وعلي السعاده التي حصل عليها الاثنين بعد شقاء كبير ومعاناتهم فهما يستحقون تلك السعادة.
كانت حورية تجلس بجانب زوجها قاسم لتناول طعام الغداء وهو يضع بصحنها بعضاً من الطعام وعندما كانت حورية تنظر له بضيق و هى تتأمل الطبق الممتلئ بالطعام الذى وضعه بصحنها وهزت راسها له باستعطاف بأنها لم تقدر على تناول كل ذلك ليشير اشار برأسه نحو الصحن بحزم أن تتناول رغم عنها لأجل صحتها لتزفر حورية بضيق شديد وبدأت بتناول الطعام بخنقة وهي تعرف أن لم تقدر على استطافه مثل كل يوم، تطلع فيها قاسم ضاحكاً بصخب علي منظرها وهي تتناول الطعام بضيق و سخط مما جعل حورية تشتعل بالغضب وضربته بخفه بصدره حتي يصمت.
ليبتسم قاسم بمرح و هو ينحنى نحو اذنها متمتماً بصوت منخفض حتى لا يصل لجمال:-
_ما تقلبيش وشك كده يا حبيبتي انا خايف عليكي عارف انك بتتعبي معايا الايام دي و لازم تاكلي و تتغذي كويس
نظرت اليه حورية بحدة وقد اشتعل وجهها بالخجل من جرأته تلك امام جمال ولم تستطع أن تجيب عليه ثم لتضحك بصوت منخفض على شئ قد قاله لها مره ثانيه وهو يغمز بطرف عينه لها.
كسا وجهه جمال وهز رأسه بيأس من أفعاله أمامه مع زوجته دون خجل منه حتي بعد العشاء نهضت حوريه لعمل القهوه بنفسها اليهم و تقدمت بعدها على الجلوس مع جمال في الصالون وهي تتحدث معه و تضحك بخفه علي نبره المرحه وهو يتحدث عن انجازاته و عده مواقف مضحكه حدثت له في السابق وقد جذبها حديثه بفضول ولم تلاحظ نظرات قاسم التي كانت ترسل لها الرسائل المتتالية دون أن تعيره اهتماما وقد أشعلت غضبه وهو يراها غير مهتمة إليه وتضحك وتبتسم علي أي شيء يقول جمال انتظر ساعات قاسم طويلة علي أمل أن ينتهي الحديث الدائر بينهما لكن دون فائدة أستمر حديثهما أكثر.
ضغط قاسم على يده بعنف مكتوم ثم نهض واعتذر منهما متعللا برغبته في النوم باكرا ثم وهو يتحرك نظر إلى حورية بطريقة ذات معنى قبل أن يسبقها إلي الاعلي لعلها تفهم وتذهب خلفه فابتسمت متجاهلة إياها تتركز فقط مع جمال وحديثه الشيق بالنسبة لها و جمال مما أسعده أنها تستمع إليه و تسهر معه الليل وقد مرت ساعة كاملة و استأذنت هي لتذهب الي النوم وقد تأخر الوقت فتسللت إلى الأعلى بخطوات بسيطة.
ودخلت إلى الغرفة لتفاجئ بالظلام الدامس المخيم عليها عقدت حاجبيها باستغراب شديد واعتقدت أن يكون قد نام و ما إن أغلقت الباب ورائها حتى التفت ذراع قوية حول خصرها ورفعتها عن الأرض وكأنها لا تزن شيئا مما جعلها تصرخ بذعر انقلب إلى تضحك وهي تقول بدهشة:-
_قاسم خضتني فكرتك نمت
لفها نحوه بعنف و زمجر وهو يضمها إليه بقسوة قائلا بحده:-
_ما لسه بدري يا هانم ما كنتي خليكي شويه كمان تحت او باتي بالمره طالما عجبك قوي الكلام مع جماله وحديثه اللي جاذب فضولك ومش قادره تنتبهي حتى وتشوفي اللي حواليكي
ابتسمت و هي تميل رأسها الي اليسار بدلال حتي تدلت خصلات شعرها علي كفه و هي تقول :-
_في ايه يا قاسم ما بالراحه مالك متعصب كده ليه؟ايه تكونش غيران من اونكل جمال ده قد ابويا يا قاسم
تنهد مغمضة العينين و هو يقبل كتفها شاعراً بانفاسها الحارة التي تلفح رقبته و هو يهمس باشتياق وعنف شديد:-
_ان شاء الله يكون جدك عتمان نفسه لما اكون جنبك ما تركزيش غير معايا انا وبس! وما طلعتيش ليه ورايا على طول المكان اللي يكون فيه جوزك تروحي معاه على طول مش ده كان كلامك هفضل معاك مطرح ما تروح
كتم ضحكتها علي كلماته التي تبدو جدية جداً بالنسبة له لتهز رأسها و هي تحاوط كتفه بيديها و هي تقول بعبث :-
_ايوة بس انا كان قصدي لما تخرج بره البيت لكن احنا مع بعض في مكان واحد مش هنضيع يعني والحق اوحشك الشويه صغيرين دول
أمسك بذقنها ورفعها نحوه لينظر إلى وجنتيها المتوردتين وإلى عينيها المتضرعتين فارتجف جسدها وهو يقول بصوت أجش متوعد:-
_كل ده و شويه صغيرين يا مكاره ثلاث ساعات تحت ولا معبراني ومركزه مع جمال وبس ايه ما فيش في القاعده تحت اللي غيره وأنا فين؟
ليتقدم منها بسرعه عندما ابتعدت عنه يأخذها بغضب شديد بين يديه ليلتقطها هو محاوطاً اياها بقوة بعنف وقسوة علي جسدها و هي تحاوط خصره بيدها و عنقه بذراعيها ضمت نفسها إليه و هي تهمس بجوار أذنه :-
_انت في قلبي وهتفضل رقم واحد في حياتي خلاص مش زعلان كده
ارتجف جسده الضخم من حديثها إذ به بدأ على الفور يضعف أمام حبه لها وشعوره نحوه حملها بين ذراعيه إلى الفراش العريض و وضعها فوقه الفراش ونظر إلى وجهها عبر الظلام الشديد حيث تمكن من سماع صوت أنفاسها واضحا وتمكن هو من الإحساس بخفقات قلبها تدوي بقوة كالطبل قائلا بابتسامه خبيثه ليس مزحه:-
_بتاخذيني على قد عقلي مش كده بس برده هتتعاقبي.. تعالي هنا
كانت تحاول أن تبعد عنه إلا أنها لم تنجح وقد بدأت يداه يحل أزرار قميصها، وقد أدركت حوريه بأنها أكثر شوقا إلى زوجها مما ظنتة فتحت عيونها بسرعه وهي تضحك قائله برفض زائف:-
_قـاسـم انت بتعمل ايه اعقل و بطل جنان اسامه نايم معنا في نفس الاوضه كده هيصحى
أمسك بها وقربها منه برفق وأزاح شعرها الكثيف عن وجهها وهو يهمس بحنان و برفق:-
_اسامه مش موجود في الاوضه انا ندهت على هاجر تنيمه في اوضته وتنام معاه يعني ما فيش حجه هتهربي منها وبرده هتتعاقبي عشان ما تعملهاش ثاني
رفعت عينيها إليه لتجد نارا ملتهبة تشتعل في عينيه العسليتين كان قريبا منها للغاية وقد تسارعت أنفاسه اللاهثة وهو ينظر إلى جسدها برغبه وتناول شفتيها بقبلة جائعة ومتلهفة بينما جذبتها يداه إلى صدره بقوة وأحاطتها ذراعيه بإحكام أحاطت عنقه بذراعيها من العاطفة من عينيها وهي تهمس في قلبها عندما ابتعد عنها لاهثه :-
_و ده ايه ده
جعلها تلتصق به و لا يفصلهما اي انش واحد ينحني يهمس امام شفتيها بحب قائلا بصوت جعل كل خلية في جسدها ترتعش شوقا :-
_هو ده عقابك يا حبيبتي هتفضلي طول اليوم في حضني لساعات طويله وما فيش غيري وبس قصادك وفي حضني
ابتسمت بحب ولم تعترض أبدا على عقابه لها فهو في الواقع لقد كان ألذ عقاب عرفته في حياتها كلها.. هبط علي شفتيها يقبلها بعمق و هو يضغط علي خصرها أكثر لتجذبه هي نحوها أيضا و هي تبادله قبلاته بمثلها انزل عن كتفها قميصها عنها بلا ازاحه كله و هو يقبل فكها و يمرر قبلاته علي طول عنقها بلطف و حب و اكمل ما بدأ فيه يبث حبها المتربع بقلبه و لم يتزحزح أبداً.
**
سمع جواد صوت السياره بالخارج تعلن عن وصول والده من القسم ومعه والدته ناريمان بالتاكيد تحرك بخطوات سريعة في غرفته وفتح الستار المغطي للنافذة لتلتمع عينه بسعادة و هو يجد السيارة تدخل من باب القصر وتوقفت السياره وخرجت ناريمان من السيارة بجسد مرهق بشده وهزيل وملامحها شاحبة بشده كـ الأموات لا حياه بها تحركت بخطوات متثاقلة للغايه وتحرك عصام هو أيضا يغلق ازرار سترته و يتجه الي الداخل بخطوات ثابتة انفرجت شفتيه جواد بابتسامة هادئة و هو ينزل الدرج و يركض نحو والدته لـ يحضنها بقوة واشتياق بينما هي توقف بجمود ولم تبادله الحضن أبتعد عنها جواد بدهشة متسائلا باهتمام:-
_حمد لله على سلامتك يا ماما انتي كويسه
ظهر الالم الشديد فوق وجهها كما لو تحطمت جسدية ونفسية من ما حدث لها ،أغمضت عينيها بضعف شديد ولم تنطق بحرف واحد، عقد جواد حاجبيه باستغراب قائلا بقلق شديد:-
_مالك يا حبيبتي مش بتردي عليا ليه ومال شكلك عامل كده ليه ومبهدل هو في حد اتعرض ليكي وانتي في الحجز رد عليا يا ماما وانا والله مستعد اروح له واربيه الكلب اللي اسمه قاسم ده على اللي عمله فيكي
ختم كلماته الاخيره بعصبية شديدة حاده مما جعل ابتسامه صغيره ساخرا باستهزاء تظهر فوق وجه ناريمان الشاحبة من الارهاق والألم بينما صك عصام علي أسنانه بغضب قائلاً بتحذير صارم:-
_تعرف تسكت خالص ما هو انا مش هطلع واحده التاني يروح للسجن انا مش هفضل رايح جاي على الاقسام بسببكم ..عاوز تروح تتخانق معاه وتضربه عشان بيطلب ليك البوليس انت كمان لا فالح
تعجب جواد من هجوم والده ليكمل قائلا بانفعال شديد وقسوة:-
_اتفضل بس ما تستناش مني اروح اطلعك عشان انا تعبت من ام الموضوع ده ويا ريت من هنا ورايح نانسي العيله دي خالص ولا انتقام ولا زفت كفايه اللي بيجي لنا من تحت راسهم مشاكل وبس
صمت جواد ولم يجيب بضيق شديد و تنهدت ناريمان تنهيده طويلة بتعب وإرهاق واضح عليها بشدة ليقول عصام بجمود و جفاء:-
_وانتي يلا يا ناريمان ويا ريت الكلام اللي قلتهلك واحنا جايين في السكه يتسمع، اطلعي ارتاحي شكلك تعبانة اوي ومش حمل اذيه ثاني اديكي جربتي و انا شايفك المره دي اتعلمتي خلاص.
نظرت ناريمان له بمجهود شديد تهز رأسها بالموافقة ثم تسير بخطوات بطيئة متعبة باتجاه الداخل لتصل غرفتها و تفتحها وتدلف الى داخلها تنير انوارها ثم تغلق الباب تتلفت حولها بلهفة و عدم تصديق أنها قد رجعت مره اخرى اخيرا الي منزلها بعد معاناه بعد شهر كامله بين الأقسام و السجون! خلعت النظارة السوداء لتظهر خلفهم عينيها الحمراء المنتفحة من اثر سهادها وبكائها طوال الليل وهى تشعر بالالم والاذلال كلما تذكرت ماحدث لها داخل السجن الأيام الماضية حتى قررت التوقف عن البكاء عندما جاء واخذها زوجها واحضرها إلي المنزل حتي لا تري شقفة من شخص إليها.
وعندما تحرك جسدها الضعيفة المتخاذلة فتسرع ناريمان تلقى بنفسها فوق الفراش تبكى بحرقة كما لوكان قرارها بعدم البكاء لم يكن أبدا لي صالحها؟ بدأت تزيح قناع الجمود و القوة الذي كانت ترتسمه بالاسفل لتطلق لدموعها العنان صارخة بصوت مكتوم بقهر والم حاد يعتصر قلبها ودموعها تسقط منها بلا توقف لتسقط بعنف ارضا بتعب وهى تحتضن نفسها بقوة تبكى وتبكى لوقت لم تشعر بمداه ولا بسكون الالام قلبها حتى بعد كل بكائها هذا لكن عقلها مزال يذكرها بتلك جميع الإهانات والزل الذي تعرضت له خلال الأيام السابقة لم تتحمل ولم تستوعب ذلك ابدا، لـكن يـا تـرى مـاذا داخـل نواياها لـما هـو قـادم الـتـوبه أم الانـتـقام؟.