رواية موت علي قيد الحياه الفصل السادس6 بقلم خديجه السيد


 رواية موت علي قيد الحياه الفصل السادس6 بقلم خديجه السيد


في المساء جهزت ليلي الغداء مثل كل يوم تنتظر وليد ليتناول معها لكن لم يأتي .. رفضت تناول الطعام بدونه .. ظلت هكذا تنتظر ساعات وحاولت الاتصال بيه ولكن لم يجيب عليها.. وضعت الهاتف جانبها بحزن شديد مردده: ايــه ؟. كنتي فاكره نفسك هتفضلي عايشه في جوه الزوجه الصالحه لي كثير .. ما خلاص بقى يا ليلي فوقي اللي كان عاوزه منك حصل وحملتي منه .. انسى بقي ان يرجع يعملك زي الاول !! 

بعد مرور ساعه أخري دلف وليد من باب المنزل تفاجأ بـ ليلي تجلس أعلي المقعد وامامها الطعام تطلع فيها بدهشة: ما لك قاعده كده ليه ؟؟ 

حاولت التماسك وهتفت بهدوء مصتنع: اتصلت بيك كثير وما ردتش عليا.. كنت مستنياك عشان نتغدا سوا 

تنحنح وليد بحرج ثم اجابه : معلش ما سمعتوش اصلا كان عندي شغل كثير وبعد كده عديت على المستشفى ! 

هزت راسها بتفهم وقالت وهي تنهض واقفه: تمام ما فيش مشكله هسخن الاكل ثاني عقبال ما تاخذ دش وتغير هدومك 

اجابه وليد بتردد : طب متعمليش حسابي في الاكل .. ما ليش نفس انا هدخل انام .. بس اقعدي كلي انتي عشان اللي في بطنك

تنهدت بضيق شديد وقالت بخزع: لا خلاص هشيل الاكل .. مش عاوزه

عقد حاجبيه متسائلا بحده: هو ايه اللى مش عاوزه احنا هنبتدي من اولها اهمال ولا ايه ؟ .. ليلى احنا أما صدقنا انك حملتي اهتمي بنفسك واقعدي كلي 

تطلعت إليه بألم كل ما يهمه الجنين فقط, قالت ليلي بغضب شديد: قلت مش عاوزه هو بالعافيه يعني..

هتف وليد بحذر: اتكلمي كويس معايا في ايه؟ انا قلت لك ايه عشان تتعصبي كده عليا 

اخفضت رأسها و دموع القهر تنساب على وجنتيها تقول بحسره: يا سيدي ما قلتليش حاجه انا اللي ما ليش نفس وخلاص .. انا اصلا من بدري من الساعه خمسه و انا جهزت الأكل وقاعده مستنياك لو كنت جعانه كنت كلت من الأول 

اخذت تلم أطباق السفره بحزن أقترب منها رفع ذقنها بأنامله ليتفاجأ بدموعها هذه سألها بصدمة حقيقية : ليلي انتي بتعيطي ليه ...؟" إنتي زعلانه مني عشان ماجيتش في المعاد اتغدى معاكي زي كل يوم صح..

لم تجيب عليه و تساقطت دموعها بمرارة أكثر تطلع وليد بأسف: طب خلاص سخني الأكل و اعملي حسابي معاكي 

ابتعدت عنه تمسح دموعها بضيق شديد وقالت: هتاكل بالغصب يعني .. شكلك مش جعان و كلت بره 

هز رأسه برفض قائلاً بهدوء: لا خالص انا ما باكلش من بره البيت طول ما انا بشتغل ..

ثم نظر إلى الطعام بجوع وقال بمشاكسه لاول مره تراه منه : هتعمل حسابي ولا اروح اطلب دليفري واريح نفسي ..معاني شكل الأكل حلو يفتح النفس ! بس شكلك هتعقبيني و مش هتاكليني منه 

تطلعت إليه بابتسامة عريضة وقد نست حزنها قائله بحب: لا خلاص هعمل حسابك .. عافيت عندك ! 

رحلت ليلي من أمامه, أما وليد تطلع الي أثرها بشرود لايعرف لماذا فعل ذلك معها عندما لاحظ حزنها الشديد عندما لم يأتي في معاد الغدا رغم أن كأن قاصد ذلك حتي يرجع يتعود على فراقها والعيش لوحده كما سابق... لكن نسي كل ذلك في لحظه عندما لاحظ دموعها تنزل ! لكن حاول إقناع نفسه بأنه فعل ذلك لأجل أبنه فقط يأتي بصحه جيده! تنهد وليد بقوه يدعي الله أن الأمور تسير جيدا مثلما اراد ...

بعد الانتهاء من تناول الطعام تفاجأت ليلي بأن وليد ذهب إلي غرفته واغلق باب عليه .. تنهدت ليلي بحزن شديد وتفهم بأنه رجع إلى الحدود بينهما مثل سابق وكأنه يقول لها (الى هناك انتهت مهمتك ) ؟!... 
________________________________

في منزل فايزه جلس وليد أمام خالته فايزه فـ كأن دائما يأتي إلي زيارتها بالمنزل حتي لا تذهب له وتكشف أنه تزوج كأنت الأحداث تتبادل بينهما حتي تحدثت بجدية قائلة : بنت عمك نسرين هتيجي مصر من الشرقيه بكره ان شاء الله .. هتدرس هنا في الجامعه هي كانت عاوزه تسكن في بيت الطالبات , بس انا اقترحت تيجي تقعد هنا معايا 

قال وليد بدهشة: بجد! تشرف بس ليه تشيلي همها يا خالتي .. كنت خليتها تسكن في بيت الطالبات احسن 

اجابته فايزه : وليه ما تسكنش معايا انا قاعده لوحدي ولا حد معايا , اهي تقعد معايا تونسني .. انا جهزت لها اوضه من الاوضه الصبح وكل حاجه ممكن تحتاجها

هز رأسه وليد بعدم اهتمام هاتفاً: خلاص براحتك انتي حره .. مطلوب مني حاجه 

اومأت فايزه برأسها وأجابته بلهفة: ايوه اعمل حسابك بعد كده تاجي تتغدي عندي كل يوم .. وإياك يا وليد تفوت يوم بعد كده هزعل منك 

عقد حاجبيه وليد متسائلا بعدم فهم: اشمعنى يعني ؟!.. 

فايزه بتوتر واضح: عادي يعني يا حبيبي ما فيش حاجه بس بدل ما نبقي لوحدنا انا وهي طول النهار .. واهو بالمره تساعدها في دروسها 

سألها وليد بنبرة مشككة: انتي بتخططي ليه ايه بالضبط ...؟!

لتبتسم فايزه وهي تجيب بغموض : سيب كل حاجه لوقتها احسن.. المهم اسمع الكلام وتعالي بدل ما تلاقيني انا وهي طبين عليك كل يوم في البيت 

زفر وليد أنفاسه بضيق ثم قال : لا وعلى ايه حاضر هاجي 
________________________________

في صباح اليوم التالي جلس وليد في وقت الغداء في منزل فايزه كما أمرت خالته كأن يجلس بالصالون بضيق مكتوم وهو يحمل هاتفه الذي لم يتوقف على الاتصال مرات عديدة من ليلي لـ يضغط على زر أغلق الهاتف ...حتي دلفت فتاة جميلة ترتدي بنطال جينز أسود فوقه قميص احمر اللون ذو أكمام مربعة ..واقتربت منه تحمل صينيه بها فناجيل القهوه ثم وضعتها أعلي الطاوله ابتسمت لها فايزه ببشاشه قائله: مش تسلم على بنت عمك يا وليد .

رفع نظره عليها قائلاً بهدوء: ازيك يا نسرين اخبارك ايه واخبار والدك والدتك 

ابتسمت نسرين واجابته: الحمد لله كلهم كويسين بيسلموا عليك ..

هز رأسه بهدوء وصمت ثم عادت وسألت نسرين : انت اللي عامل ايه يا وليد واخبارك ايه .. زعلت قوي لما عرفت اللي حصل لي سليم

ابتلع وليد ريقه قائلاً بنبرة متحشرجة : قدر الله وما شاء فعل ..

شعرت نسرين بالشفقة من اجله حتي هتفت فايزه وقالت بضيق : خلاص بقى بلاش نفتح الموضوع ده .. ما تقعدي يا نسرين واقفه ليه ما فيش حد غريب 

اخفضت رأسها خجل وقالت: شكرا يا طنط انا هروح اجهز الاكل وخليكي انتي مع وليد ..

رحلت نسرين إلي الخارج اما فايزه فنهضت من مكانها واقتربت من وليد وجلست بجانبه ثم سألته بفضول : ايه رايك فيها .. شفت نسرين كبرت ازاي و بقت عروسه و ما شاء الله عليها لهلوبه في الاكل و تنظيف البيت 

قال وليد بصوت خافض: آه جميلة ...

لتقول فايزه بلهفة: يعني عجبتك ! 

تصنيع وليد عدم الفهم ليقول : عاديه يعني يا خالتي بنت زي اي بنت مالها .. و هتعجبنى ليه اصلا ؟!.. 

ردت فايزه بضيق شديد : وليد بطلي استعباط انت فاهم قصدي كويس 

هتف وليد بنفاذ صبر: يا الله هو انتي مش بتزهقي يا خالتي من الموضوع ده 

قالت فايزه بجدية: انا ليا فيك زي امك بالضبط الله يرحمها ومن حقي افرح بيك واشوفك مرتاح في حياتك...

تنهد وليد وقال : ومين قال لك بس أن أنا مش مرتاح.. ما انا كويس قدامك اهو 

ابتسمت فايزه بحنان له ثم أخذت تربت على وجنته وقالت : يا حبيبي راحتك اللي بجد بوجود زوجه جنبك ترعاك وتراعي ابنك اللي في المستشفى .. وبعدين انا شايفك كبرت دماغك من الموضوع تجيب اخ لابنك عشان يخف .. في ايه يا وليد انت ما بقيتش عارف مصلحتك فين ولا مصلحه ابنك !! واهي البنت كويسه قدامك و كويسه اللي منعك بقى ؟!.. 

زفر وليد أنفاسه بضيق ثم ما لبث أن نهض من مكانه وطبع قبلة على جبينها وقال متحجج : متشكر على الغداء اللي مكلتوش يا خالتي .. تبقى تتعوض ان شاء الله مره ثانيه سلام انا ورائي شغل كثير !! 
________________________________

دلف وليد المنزل ليجده المنزل صامت تماماً فكر أن ليلي ذهبت إلى والدتها دلف الغرفه حتي يتأكد ليتفاجا بـ ليلي ترقد فوق الفراش نائمه بهدوء والغطاء عليها بأحكام ! استغرب بشده أنها نائمه في ذلك الوقت ولما كأنت تتصل به ثم تنهد وهو يخرج تارك اياها ...

عندما أغلق وليد الباب فتحت ليلي عينيها بحزن ثم مسحت بكفي يديها على وجهها محاولة السيطرة على تلك الدموع اللعينة التي تكونت في مقلتيها ...لا تريد ان تبكي بعد الان... ولا تريد أن تضعف من جديد ...لقد وعدت نفسها بأنها ستكون قوية ... وسوف يظل الماضي طي النسيان والحاضر إذا كان سيئه ايضا ... لن تفكر به من جديد ... واذا اختار النصيب لها أن تعشق رجل من المستحيل يبادلها نفس المشاعر فسوف تترك مشاعرها تحركها كم تشاء ؟!.. لكن ليس على حساب كرامتها !!

أما في الخارج ذهب وليد إلي المطبخ حتي ياكل شي فوجد بعض الأطعمة أعلي طاوله المطبخ أبتسم رغم عنه فقد عرف بأن ليلي هي من وضعت الطعام له ! ابتسم بشده علي اهتمامها وجلس لتناول الطعام رغم أن شهيه جدا لكن كان ليس لديه شهيه فقد تعود علي أن تشارك الطعام حتي لو مره واحده في اليوم فقط! لكنه أعتاد على ذلك فقد كان وحيد لعدة سنوات.. 

ترك الطعام وتنهد بعمق وبدأت الذكريات السيئة تعود إليه... قبل عدة أعوام حينما كل المنزل مليئ بالحنان والدفء من عائلته .. حينها يعود من العمل يرمي كل همومه وينسي التعب والارهاق في ثانيه بين احضانهم.. لكن هذا حكمه الله ... استغفر ربنا كثير وبدأ في تناول الطعام بهدوء ...
________________________________

مرت اسبوعين وكانت ليلي تتجاهل وليد كما هو يفعل معها بالضبط تذهب الى عملها وترجع تجهز الطعام إليه وتتناول مع والدتها وترجع مبكراً وتغلق عرفتها عليها .. استغرب وليد بشده تعاملها معه تجاهلته دائما والرد بحفاوة كأن يضيق كثير من ذلك الوضع فقد اعتاد على الشهرين الماضيين بأن يشعر به احد معه في المنزل ويتشاركوا الطعام حتي .. لكن فجأة اختفاء كل ذلك مره ثانيه ! لكن استغرب وليد من نفسه فهذا ما كان يريده من البداية !! لكنه حاول التبرير بأنه تعوض عليها لا اكثر ... 

هبطت ليلي من سياره اجره واتجهت الى داخل المشفى بهدوء ... اتجهت مباشرة الى مكان عملها ... باشرت ليلي عملها فورا ولم تفكر فيما ينتظرها بعد الآن فهي اكتفت من التفكير والانشغال بنفس الموضوع والماضي الذي يلحقها... كانت تعمل بجدية وهمه عالية حينما اقترب منها شاب يرتدي بالطو أبيض اللون وعرفها عن نفسه : صباح الخير .. انسه ليلى مش كده انا دكتور احمد لسه متعين النهارده الصبح وقالوا لي انك هتبقى المساعده بتاعتي 

تطلعت ليلي إليه باستغراب: اهلا بحضرتك بس انا المفروض المساعده لدكتور رامي 

هز رأسه برفض قائلاً بابتسامه: دكتور رامي يا ستي سافر السعوديه بعثه عمل عقبالنا احنا كمان 

هزت راسها بتفهم ومنحته ليلي إبتسامة متكلفة وقالت معرفة هي الاخرى عن نفسها ثم قالت : تمام ما فيش مشكله .. اكيد ده شيء يشرفني مبروك على الشغل هنا .. ان شاء الله ترتاح هنأ

ليهز رأسه ويؤكد ما قالته بابتسامه هادئه: ده شئ انا متاكد منه بعد ما شفتك 

عقدت حاجبيها متسائلة بحده: افندم ؟!.. 

ليقول احمد يتراجع سريعا: لا متفهمنيش غلط انا قصدي يعني ! مبسوط ان اتعرفت عليكي 

أجابته ليلي بإقتضاب: تمام مش يلا نبدا الشغل بقي.. العيانين مستنيين حضرتك 

حك مؤخرا راسه بإحراج: اه تمام ماشي اتفضلي يلا 
________________________________

كان وليد بمنزل فايزه كعادته لتناول الغداء معهم و كان يجلس في غرفته يرتاح قليلا حتي فوجئ بنسرين تقتحم المكان وهي تحمل بيدها مجموعة الكتب ...

اقتربت منه ووضعت الكتب امامه وقالت بأبتسامة مرح : ممكن استغلك شويه ؟!

عقد وليد حاجبيه متسائلا بعدم فهم: مش فاهم في مشكله ؟.

لتجيب نسرين وهي تجلس أمامه : طنط فايزه قالتلي انك بتفهم كويس في الانجلش وانا كنت محتاجه مساعده منك في كده .. اصل المدرس اللي عندنا في الجامعه مش بفهم منه حاجه خالص 

اعتدل في جلسته فوق المقعد وليد رغم تعبه وقال بهدوء: تمام ما فيش مشكله اللي مش فاهماه وانا اشرحلك 

ابتسمت نسرين بسعاده حتي بدأ وليد أكثر من ساعه يشرح لها بعض الدروس باهتمام حتي قالت متسائلة بشرود: هو انت في حد في حياتك ؟!.. 

وليد بدهشة: نعم ؟!.. 

تنحنحت نسرين سريعاً ثم قالت : قصدي يعني بتحب حد وهي دلوقتي موجوده في حياتك بعد وفاه مراتك .. ولا لسه ما لقيتش الانسان اللي تحبها من تاني ؟! ولا انت اصلا ما كنتش بتحب مراتك قبل ما تموت

قال وليد بنبرة قوية : نسرين انتي جاي هنا عشان حاجه واحده بس تتعلمي وتتخرجي وتبقى حاجه كويسه يفتخروا بيكي أهلك .. و هم مستنين ده بفارغ الصبر يعني بلاش تضيعي املهم فيكي ! ده غير دلوقتي خالتي فايزه وانا مسؤولين عليكي .. فمن رايي تركيز احسن في دراستك وبس 

وضعت نسرين خصلات شعرها خلف أذنها بتوتر وقالت بخجل: انا مش قصدي حاجه ما تتضايق مني .. وبعدين انت فهمت غلط انا ما فيش حد في حياتي خالص .. وبعدين حتى لو فيه هو انت بتغير ولا حاجه.. 

قالتها بنبرة لئيم ليقول وليد بهدوء: طبعا بغير 

اتسعت ابتسامه نسرين بسعاده لتقول: بجد 

هز رأسه بالايجابيه موضح بجدية: ايوه ..لازم اغير عليكي انتي بنت عمي ! يعني في مقام اختي بالضبط عشان كده لازم اغير عليكي واخاف عليكي ...

زفرت نسرين بإحباط بضيق شديد وهزت رأسها بعدم اقتناع ...
________________________________

بعد مرور شهرين .. . 

في المساء انتهت ليلي من عملها لتجلس في الكافتيريا يتعب شديد واجهاد تدعك رأسها لـ ترتاح قليلا بعد أن طلبت الطعام... حينها اقترب احمد منها وهو يحمل كوبين من الشاي... وجلس أمامها دون استاذ رفعت ليلي رأسها نحوه وتطلعت اليه بإستغراب ليمد أحد الكوب لها وهو يهتف بها : مستنيه اكلك انتي كمان صح .. اتفضلي اشربي عقبال ما يجهزوا الاكل لينا...

اخذت ليلي كوب الشاي منه ومنحته إبتسامة مجمله ثم قالت : شكرا بس ما كانش في داعي تتعب نفسك يا دكتور احمد 

بادلها احمد ابتسامه قائلاً : ولا تعب ولا حاجه ! اصل بصراحه لسه جديد هنا ومش لاقي حد اتكلم معاه غيرك فـ يعني لو ما عندكيش مانع استني معاكي 

شعرت ليلي بالحرج والضيق منه كونها سبق وعاملته بإقتضاب طول فتره عملها معه لكن فكرت لا بأس فهي لم تري منه أي شيء سيئ فقالت : لا ما فيش حاجه اتفضل .. كلها كام يوم وتبدا تعمل صداقه هنا 

هز رأسه بالايجابيه ليقول وهو يحاول فتح بعض المواضيع معها: انتي مخطوبه يا انسه ليلي ؟!.. 

تنهدت ليلي قائله بهدوء: لا انا متجوزه ؟!. 

أحمد بعدم تصديق قائلاً: بجد ! مع ان حضرتك مش لابسه دبله 

هزت راسها بعدم مبالاة وقالت ببساطه: عادي اصلي مش بحب البسها ..

نظر لها احمد بإحباط وضيق فهو قد أعجب بجمالها الشديد وكان يفكر في شئ أخري... كان الاثنان يتحدثان بينما هناك شخص ما يراقبهما من بعيد بضيق شديد...

حتي تقدم وليد بخطواته الواثقة والغضب يشع من عينيه نحويهما هاتفاً: ليلى ..

التفتت ليلي رأسها نحوه لتتفاجئ به أمامها عقدت حاجبيها بدهشة وتعجب من وجوده هنا في الكافتيريا فهو عندما يأتي إلي أبنه يذهب وكانت تعرف ذلك بالصدفه من وائل نهضت بهدوء تحت أنظار احمد المتعجب من ذلك الشخص لتقول: وليد انت بتعمل ايه هنأ ؟.. 

تقدم يقترب منها وهو يرسم على شفتيه ابتسامة ساخرة وجدته يقف أمامها نحوها قائلا : جاي اشوف مراتي أيه في مانع

تطلعت ليلي إليه بنظرات متعجبه ثم أنتبهت إلي احمد لتحمحم قائله: نسيت اعرفكم ببعض ده دكتور احمد بيشتغل هنا معايا في المستشفى.. وده وليد جوزي 

تطلع فيه احمد بضيق مكتوم وحقد منه فـ إذن ذلك الشخص هو الذي يملك كل ذلك الجمال بمفرده: اهلا اتشرفت بحضرتك 

ليرد وليد ببرود : اهلا .. مش يلا نروح 

أكمل موجه الحديث إليها قبل أن تجيب عليه هتف احمد قائلاً سريعاً: للاسف حضرتك مش هقدر تخدها دلوقتي .. ليلى المساعده بتاعتي وانا محتاجها في الشغل و لسه ورانا شغل كتير

تجاهل حديثه واقترب قبض على ذراعها بحده وقال هدر به : اولا اسمها مساعده ليك مش بتاعتك ! ثانيا بقي ما حدش يقدر يمنعني اخذ مراتي وقت ما احب

جز احمد علي أسنانه بغيظ لتقول ليلي بتوتر: وليد أنا فعلا لسه ورايا شغل و....

التفت الى ليلي قائلا بنبرة أمر وذات معني : اطمئن على صحتك وصحت الجنين اهم من شغلك .. يلا بينا

شعرت بقشعريره بجسدها يرتجف من حديثه لتهز برأسها بالايجابيه بصمت دون شعور وذهبت معه و نظر وليد إلي احمد بسخرية الذي وجهه محمل بغضب فقد عرف انها حامل أيضا ... 
________________________________

أنتظر وليد بالخارج الغرفه كانت ليلي تغير ملابس التمريض حتى خرجت ألتفت إليها وليد بضيق شديد: هو مين اللي كنتي قاعده معاه ده 

لتفهم ليلي بأنه يقصد الدكتور لتقول بعدم تفكير: ما انا لسه معرفك عليه جوه دكتور احمد لسه منقول جديد بالمستشفى وانا المساعده لي .. وبعدين هو انت كنت جاي عاوز ايه 

ليقول وليد تذكير: آه صح ليلي انتي بالك شهرين حامل و مفكرناش تتابعي مع دكتوره عشان حالتك .. انتي ازاي ما تفكرنيش بحاجه زي كده 

نظرت إليه بحزن وقالت بسخرية: معلش اصل الايام اللي فاتت كنا مشغولين .. وبعدين هو انا بشوفك عشان اقول لك ده انت الشهرين اللي فاتوا ..يا اما في الشغل يا اما بتتغدى عند خالتك وسايبني لوحدي في البيت الـ 24 ساعه ذي زمان

هتف وليد بأسف حقيقي: معلش كان غصب عني الايام اللي فاتت خالتي بقيت تطلبني اروحلها على طول , بقت تزهق تقعد لوحدها .. وانا بخاف تيجي البيت وتشوفك 

اشاحت وجهها بعيد عنه بضيق وألم شديد من كلماته آلتي أصبحت تهيئ لها مشاعره مؤلمه .. شعر وليد بها ليقول بعطف: طب تعالي نسال و نشوف دكتوره هنا تتابعي معاها .. 

هزت راسها له بالايجابي بصمت ليقول وليد بحذر متردد: اه صح ما تبقيش ثاني مره تقعدي في الكافيتريا مع الدكتور ده ولا اي حد .. لما تعوزي تاكلي اقعدي مع زمايلك بنات زيك او في اي اوضه لوحدك .. انتي بتقولي انه لسه جديد هنا وما تعرفيش ناوي ايه .. ماشي يا ليلي

تطلعت إليه بدهشة وسعاده لم تستطع تخفيها
من كلماته خوفه عليها لتهز برأسها بالايجابيه مبتسمه... 

بادلها وليد الابتسامه علي الفور بأنها وافقت علي طول لم تتجادل معه .. !! 
________________________________

وضعت الطبيبه چل فوق بطن ليلي حتي تتابع حالة ليلي , كأنوا موت بهيم أنظارهم نحو شاشه الاشاعه يروا ابنهم والطبيبه تتحدث عن صحتها نظرت ليلي بأبتسامة سعيده والدموع تجمعت في عينيها الي وليد ابتسم رغم عنه بحزن وعدم تصديق بأن أصبح له أبن ثانيه قادم علي الدنيا ما ان رفع عينيه اليها تخطف نظراته تلك دقات قلبها منها فما رأته لم يكن تحلم به فى اقصى احلامها طموحا فبداخلهم رأت اقصى درجات الفرح والسعادة مشاعره تتداخل بقوة وعنف ...

حاول وليد التماسك من مشاعر الكثير داخله ومنع دموعه المتحجرة داخل عينه بصعوبة .. يرفع صوته موجها حديثه لطبيبة مقاطع سيل تعليماتها قائلاً بفضول : طيب وهنقدر نعرف نوع الجنين امتى علشان...

قاطعه ليلي حديثه تهتف بقوة وحزم: مش هنعرف نوع الجنين دلوقت يا وليد انا عاوزه مفاجئة ساعه الولادة ..

ليهز رأسه بالايجاب ببطء باستسلام لتبتسم هي له بحب دون أن يلاحظ .. بعد مده نهضت ليلي ليسرع وليد يساعدها لتجلس أعلي المقعد وهو جانبها أمامه الطبيبه التى أخذت تتحدث بأسف شديد: مش عارفه اقول لكم ايه بس لازم احظركم .. رحم مدام ليلى ضعيف جدا ده غير هي عندها مشاكل في القولون العصبى وجسمها ضعيف جدا وده مخلي بطانه الرحم اضعف اكتر .. ! 

تطلع وليد ينظر اليها بوجه خالى من التعبير أما هي اخذت دقات قلبها بداخل صدرها تراقب الطبيبه خائفة مما تسمعه ليقول وليد بصوت مهزوز: تقصدي ايه بكلامك يا دكتوره ابني في خطر وممكن ينزل ..

هزت راسها برفض هاتفه بجدية: هو احنا موصلناش للمرحله دي ! بس لازم تاخذوا كل الاحتياطات و حظركم كويس جدا ..مدام ليلى لازم الشهور اللي جايه راحه تامه .. عشان ممكن تحصل حاجه لقدر الله نفقد الجنين او يبقى في خطر على مدام ليلى ؟!.. 

اخذت ليلي تضع يدها الاثنين حول بطنها بخوف شديد, أما وليد أخفض رأسه بحسره من تلك الصدمات التي لا تنتهي بعد ... !! 
________________________________

رحلوا من المستشفى و ركبوا السيارة ليقود وليد سيارته بصمت بالغ وكان الهدوء يخيم على المكان وكان الجو ظلام جدآ وضعت ليلي رأسها علي زجاج السيارة شعرت بحزن شديد لماذا تكون نهايتها ذلك دائما الآلام الشديدة والحسره .. البداية الزواج بشخص لا يحبها ولا يعتبرها زوجه له من الأساس ويلي تقع في حبه والأخير تحمل منه و أحد منهم سوف يفارق الحياة .. . 

اكتشفت ليلي نفسها الذي سيسبب لها ألم في كل مره والمرارة لا تريد الوقوع بحبه لأنه يمثل بالنسبة لها شئ تجاه .. وإذا قالت له عن حبها ومشاعرها بتأكيد سوف يجرحها و يرفض ذلك الحب وسيتركها تعاني اكثر لوحدها.. شعرت ليلي بسيارته تقف أمام المنزل لا تعرف متي وصلت حيث كأنت في دوامة أفكارها .. . 
________________________________

حدف وليد المفتاح أعلي الطاوله أمامه وجلس أعلي المقعد يتعب شديد واجهاد يفكر في ما هو قادم.. حتي سمع صوت شهقاتها بكاء حادة جانبه منها, ليرفع راسه اليها ببطء ينظر اليها بتساؤل قلق ليقترب قائلاً: ليلي مالك بتعيطي ليه؟.. حاسه بحاجه ! في حاجه بتوجع إنتي كويسه ؟!.. 

لم تجيب بلا زاد صوت بكائها أكثر فرفع انامله وجهها اليه يتلمس ملامحها برقة وحنان يهمس لها : في ايه بس مالك 

قالت ليلي من بين شهقات بكائها الحاده: انا خايفه قوي يا وليد من الولاده لا تحصل لي حاجه وملحقش اشوف ابني .. اكيد اللي انا فيه ده عقاب من ربنا لي ؟!.. 

نظر إليها باستعطاف فـ كيف لم يفكر فيها وفكر في أبنه الراقد بالمستشفى وعلاجه وهي أكتر من يحتاج الى المساواه حتي قائلا بحزم: ليلى اوعي اسمعك تقول الكلام ده ثاني ؟ ربنا ما بيعاقبش حد بالعكس ربنا رحيم و بيسامح .. وما تقلقيش من كلام الدكتوره ياما ستات كتير كانت ولادتها صعبه وبتعيش هي وابنها عادي .. ان شاء الله ما فيش حاجه وحشه هتحصل 

ارتمت ليلي فجاه بين ذراعيه تحتضنها بشدة وهي تبكي تشعر بداخلها بالأمان منه علي ثقتها به فهو الوحيده التي وثقت به دوناً عن الجميع...

تفاجأ وليد من رد فعلها وتجمد مكانه من الصدمه.. اخذ انتحابها يزداد بشدة مما جعل وليد يلف ذراعيه تشدد من احتضانها له... اخذ وليد يربت علي ظهرها بحنان في محاولة منه لتهدئتها قائلاً: بس ..يا ليلي أهدي 

ابتعدت عنه وهي تمتم بصوت ضعيف من بين شهقات بكاءها: وليد لو جرالي حاجه ..خد بالك من أبني ..عشان خاطري خد بالك منه 

انتفض وليد بصرامة شديده غاضب من حديثها بأن يفقد أحد ثانيه و يتركه ويذهب للموت: بطلي كلام فارغ و بلاش الكلام ده بقى انتي مش هتموتي وهتعيشي تربي ابنك .. اقول لك على حاجه احسن عشان نهدي احنا الاثنين تعالى نقوم تصلى ركعتين لله هو اكثر حد دلوقتي حاسس بينا واحنا محتاجين لي 

ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة وتوتر وفركت يدها بخجل شديد, عقد حاجبيه متسائلا: ايه.. في ايه 

اخفضت رأسها بانكسار وقالت بصوت ضعيف متقطع وهي تبكي : آآ انا من ساعه ما اشتغلت الشغل اللي انا سبته ده... آآ و انا بطلت اصلي بقيت اخاف .. كنت بخاف اقف قدام ربنا وانا بعصيه !! 

نظر لها بحزن علي حالها ليقول بحنان: طب انتي دلوقتي خلاص سيبتث الشغل و بطلتي تعملي اي حاجه وحشه .. اللي يمنع دلوقتي انك ترجعي تصلي 

همست ليلي بصوت ضعيف: مش عارفه خايفه اكيد مش هيتقبل من واحده ذيي التوبة

قال وليد بصوت حاد: مين دخل الكلام الاهبل ده في دماغك بس يا ليلي .. مش انتي دلوقتي بقيتي تحاولى تصلحى من نفسك وبطلتي تعملي اي حاجه تعصي ! 

لتسرع ليلي قائله بلهفة ويأس: والله العظيم يا وليد صدقني انا فعلا بقيت بعمل كده .. مش هرجع ثاني للشغل ده مهما حصل مش هعمل حاجه تزعل ربنا مني .. والله ما بكذب عليك انا مش عارفه ليه انتم مش عايزين تصدقوني ان انا توبت !! 

هز رأسه برفض يمسح جبينها من دموعها وهو يقول بحنان: اهدى يا ليلي انا مصدقك .. بس لازم ترجعي تصلي وتحافظي على صلاتك عشان دهدي اهم حاجه بينك وبين ربنا .. ما ينفعش اللي انتي بتعمليه ده لازم تبقى قوية عشان ربنا حتى

نظرت له بضعف وهي تبكي من شدة الالم داخلها ليقول واصل بتشجيع وهو يراه ملامحها المتألمه بشده: يلا قومي ..قومي اتوضئي وانا هستناكي هنا عشان نصلي سوا 

هزت راسها برفض وهي تشهق شهقاتها حاده لينهض ضاغط فوق يدها يهمس لها برقة وحنان: يلا يا ليلي انا معاكي اهو مش هسيبك 

نظرت ليلي فى عينيه ترى لاول مره نظرة الحنان والعطف الموجهة لها هى فقط لتهز راسها بالايجاب ببطء أبتسم لها وليد بشده .. .

وبالفعل نجح وليد في تشجيع ليلي علي الصلاه حتي بعد أن سلم سمع صوتها ساجده تبكي بشدة وتتحدث مع ربها يسامحها تنهد باشفاق عليها وتركها لوحدها لتخرج كل ما بداخلها حتي تغسل قبلها من حديثها مع الله عز وجل ... 
________________________________

بعد يومين كانت ليلي في المطبخ تجهز الطعام حتي انتهت خرجت من المطبخ لتبحث عنه و وجدته نائم في الصاله على الكنبه كان ينام بعمق و يبدو عليه التعب والاجهاد فهو لم ينم جيد بسبب عمله والاهتمام بها الذي تفاجات بيه منه واسعادها لم تود ليلي ازعاجه فوضعت الطعام على الطاوله و قررت ان تذهب تتناول هي لأجل صحه أبنها لكنها انتبهت انه كان يصدر صوتا غريبا في نومه و كأنه يرى كابوس فأقتربت منه لترى اذا كان بخير و فجأه فتح هو عينيه بقوة يشهق في نفس اللحضه فألتقت اعينهم ببعضها شعرت ليلي بقشعريره تسري في كل جزء من جسدها فأرتبكت و ازاحت وجهها للجهه الاخرى و حمرة الخجل تغطي ملامحها قالت بتلعثم: انا... انا كنت عايزه اصحيك شكلك كنت بتحلم

وليد لا يزال تحت تأثير تلك النظرة شعر بشئ غريب جدا يشده الى النظر اليها و لكنه تمالك نفسه قائلا بتعب: كان كابوس فظيع

احضرت ليلي كوب ماء له وقدمت له الماء: 
طب اتفضل 

اخذ منها ارتشف وليد الماء بسرعه و هو يزيل قطرات العرق عن جبينه حمحمت قائله بتردد: انا عملت الغداء وعملت حسابك معايا.. هتاكل ولا هتروح تتغدى عند خالتك زي كل مره .. 

نظر لها ثم ابتسم بخفه قائلاً وهو ينهض ليقترب منها بهمس: لا هاكل معاكي ومش هروح اتغدى عند خالتي من هنا ورايح .. وهتغدي معاكي بعد كده علي طول عشان اطمئن على صحتك وصحة إللي في بطنك ..

نظرت إليه بحب فقد أحست بالدوار وهي تخاف من أن يسمع دقات قلبها التي تتسارع أكثر وأكثر ... بسبب قربه منه نظرت له وملامحه وجهه لتعيطه بريق جميل وسحره الأخاذ الذي يجعلها تفقد كل عقلها ويجعلها تائهه في بحور عشقه ..

لينهض وليد و يسقط فجاء مغشياً عليه وسط تعجب وخوف ليلي التي انتفضت بهلع: ولــيــد فوق .. ولــيــد انت سامعني

لكنه لم يجيب عليها تسقطت دموعها بخوف ونزلت علي ركبتها تهز جسده برعب وهو ساكن بلا حركه لتنهض بسرعه تحضر هاتفها تتصل بـ وائل تقول وسط شهقاتها: دكتور وائل الحقني وليد أغمي عليه ومش بيرد عليا 

_ إيـٕه ؟!. طب ابعتي لي العنوان بسرعه وانا هاجي 

هزت راسها تخبره العنوان تقول بخوف: بسرعه يا دكتور اوعي تتأخر.. ده لونه مخطوف اوي انا خايفة يكون حصله حاجه 

- بعد الشر متقوليش كده انا مسافه السكه اهو مش هتاخر ..

أغلقت الهاتفه تبكي بشدة و هزته عدة مرات و لكنه لم يتحرك او يفتح عيناه أمسكت يده لتلاحظ يديه ثلج بكت اكثر .. وأقترب منه وهي تمسح على شعره تردد: اوعى تسيبني يا وليد انا مليش غيرك ... 

وصل الطبيب وائل المنزل بعد مده قصيرة و فحص وليد تحت أنظار ليلي بخوف ليقول وائل: الاغماء اللي حصله ده من قلة النوم و الاكل و كمان الضغط النفسي مكانش ينفع تسيبي كده ده بيأذي نفسه يا ليلي .. انا ياما حظرته من اللي بيعمله في نفسه واهمله 

أدمعت عينيها بألم وقالت بحزن: هو بيسمع كلام حد .. يعني هو هيبقى كويس

هز راسه لها بالايجاب بهدوء: ان شاء الله بس هو عنده حمة شديدة اوي هتاخد كام يوم على الاقل و انا كتبتله على دواء و لازم تعمليله كمدات بارده لانه حرارته عاليه اوي و انا هبقى اجي اتطمن عليه تاني .. خلي بالك يا ليلى لو في اي حاجه حصلت بلغيني علي طول

لا تعلم ليلي لماذا شعرت ان العالم حولها اهتز عندما حست ان وليد قد يكون في خطر .. شعرت بالضيق و الخوف عليه و حزنت جدا على حالته لانها انتبهت منذ البدايه انه كان يكتم حزنه و يهتم بما حوله فقط ... 

رحل وائل و دلفت ليلي الى غرفته تطلع فيه بحزن شديد وجلست بجانبه تقول بنبرة مؤلمه تعتصر قلبها بقسوة شديدة تجمعت في عينيها الزائغتين : ما بقتش عارفه ابعد عنك يا وليد ولا قادره ما حبكش ولا اطلع حبك من قلبي .. عارفه ان الحب ده غلط من البدايه ومش هيجيبلي غير العذاب لانك مستحيل في يوم تحبني زي ما بحبك ولا هقدر اقول لك إني بحبك.. بس ما قداميش حاجه غير ان اسيب مشاعري تحركني ليك .. 
________________________________

مرت الساعات ببطئ وبدأت ليلي في عمل الكمادات إليه بعد أن نزلت لشراء الادويه وبعض الفاكهه له وظلت كهذا معه طول الليله حتي جاء الصبح و قد بدأ يفتح عينيه ببطء وتعب، وليلاحظ ليلي تجلس جانبه نائمه بارهارق واضح عليها وعلي أعلي جبهته قطعه قماشه مبللة ليفهم بأنها كانت تعمل الكمادات له ساهره جانبه طول الليل ابتسم علي اهتمامها بيه اعتدل ليخرج للخارج ويتركها تنام لكنها فتحت عينيها بسرعه علي حركته قائله بخوف: وليد انت صحيت .. انت كويس حاسس بحاجه 

جلس مكانه مره أخري قائلاً بهدوء: ما تقلقيش انا كويس .. بس هو اللي حصل 

اعتدلت فـ جلستها ونظرت إليه متنهدا: انت اغمه عليك امبارح و اتصلت بالدكتور وائل وجي كشف عليك و كتبلك على العلاج 

وليد بتعب : ليه انا عندي ايه

نظرت إلى بضيق وقالت بعتاب: عشان علي طول مش بتهتم بصحتك مش فارق معاك اذا كنت كلت ولا لا ؟.. و كمان ضغط نفسي ..يا وليد غلط اللي انت بتعمله في نفسك ده , فكر حتي في ابنك انت لو بعد الشر جري لك حاجه هو هيبقى وضعه ايه ؟!.. 

قال وليد بصوت مخنوق: مليش نفس يا ليلي .. 

ليلي بغضب شديد: طب تمام براحتك خليك بقى كده لحد ما يجريلك حاجه ومش مهم بقي الناس اللي حواليك وخايفه عليك .. هو انت مش كنت بتقول لي ما ينفعش اللي انتي بتعمليه ده لازم تبقى قوية عشان ربنا حتى ..انصح نفسك أنت كمان بقى 

أغمض عينه بألم وبياس وقال: حاضر هحاول.. انا بردان اوي

و قبل ان يكمل جملته نهضت بلهفه ليلي جائت بغطاء اخر و احكمته عليه قائله بقلق: سلامتك لسه بردان ولا اجيب غطاء ثاني 

نظر لها بامتنان و هو يرتجف وقال بأبتسامة: شكرا يا ليلي علي إللي عملتي معايا .. إنتي لو ما كنتش موجوده معايا وانا كنت لوحدي في الشقه ما كنتش عارف هفضل كده لحد امتى وكمان شكلك كنتي سهرانه جنبي طول الليل بتعمليه كمادات .. شكرا على كل حاجه بجد يا ليلي 

أدمعت عينيها ليلي بحزن شديد : ولا يهمك بس عشان خاطري خلي بالك من نفسك .. انا خفت أوي عليك لما لقيتك وقعت ومش بتتحرك وانا مش عارفه اتصرف ازاي .. ما تخلينيش احس ان انا حاسه ده ثاني .. ما تسبنيش لوحدي انا وعيالك يا وليد احنا محتاجين لك قوي 

اخذ نفس عميق يهدأ نفسه ثم قال لها بهدوء: حاضر ليلي هحاول والله عشانكم .. 
________________________________

بعد قليل نهض وليد حتي يأخذ حمام دافئ واحضرت ليلي له ملابسه قبل أن يدلف المرحاض لينظر إليها مطولا لتعقد حاجبيها متسائلة: عاوز حاجه يا وليد .. اتفضل هدومك اهي 

ابتسم لها وليد بشده وقال بامتنان: شكراً .. 

ذهبت ليلي بعد ذلك تحضر الطعام له ثم جاء في عقلها الصلاة وتفكر عندما تعب وليد كيف كانت تبكي بشدة وهي تدعو ربها أن يأخذ بيده ويشفيه وهو الآن تم شفاه لتذهب بتردد تفرش سجاده الصلاه بعد أن ترتدي إسدال الصلاة... ادت صلاتها و دعت وليد بالشفاء كثيرا و لم تستطيع ان تبعده عن مخيلتها في تلك الليله وما مرت بيه كانت قلقة عليه بطريقة صعبه حتى بالنسبه لها .. 

خرج وليد من المرحاض مشي بخطوات بطيئه
ليتفاجا بـ ليلي تصلي تطلع فيها بقوه و دهشه بأنها بالفعل تتمسك بالفرصه جيد وتريد أن تتغير للاحسن ..

بعد أن انتهت من الصلاة احضرت الطعام إليه تحت إصرارها الشديد أن يأكل كثير ليأخذ الدوا .. 
________________________________

في المساء .. 

دلفت ليلي غرفته ببطء تتطمن عليه كأن يغطي في نوم عميق فكان يهذي بكلمات غير مفهومة دخلت الغرفة بأرتباك و وضعت يديها على جبينه فوجدت حرارته مرتفعة جدا .. فوضعت له الكمادات البارده بسرعة و هي تنظر اليه بحنان بالغ .. 

قال كلمات غير مفهومه بعضها كانت عن أبنه سليم أن لا يتركه .. مما جعل دمعه تسقط من عين ليلي .. شعرت بالشفقة عليه لانه لا يظهر ألم إلي أي حد وما حدث له كان كثير جدآ عليه تتساءل نفسها دائما كيف استطيع تحمل كل ذلك.. ..

في الصباح فتح وليد عيناه ببطئ ووجد ليلي نائمة على كرسي في الغرفة استغرب وليد وجودها مره ثانيه ثم وضع يده أعلي جبهته ليراه حراره وتطلع جانبه ليراه صحن بـ ماء و فوطه صغيره تنهد و شعر بالشفقة عليها
ثم نهض ليهمس: لـيـلي ..لـيـلي

ليلي بفزع فتحت عيناها : في ايه انت كويس 

هز رأسه بهدوء مبتسم لها .. اخفضت رأسها بأحراج نظرت حولها و تذكرت ما حدث ليلة الامس لتقول بارتباك: انا اسفة اصلك انت كنت امبارح تعبان و انا....

قاطعها وليد بحنان: خلاص يا ليلي أهدي ما حصلش حاجه ...انتي سهرتي هنا طول الليل تاني معلش تعبتك معايا الايام دي قوي , بدل ما اريحك عشان حملك تعبتك اكتر 

هزت راسها برفض هاتفه بجدية: محصلش حاجه يا وليد انا كويسه .. وبعدين ده واجبي 

قال وليد بامتنان: متشكر اوي تعبتك معايا.. هو انا كان مالي 

تنهدت ليلي قائله بهدوء: حرارتك عليت ثاني وعملتلك كمادات ونزلت الحمد لله .. بس ده عادي ما تقلقش دكتور وائل حذرني أن ده هيحصل لك .. و كنت بتخترف وتقول كلام مش مفهوم بعضه 

عقد حاجبيه باستغراب متسائلا: كنت باقول ايه ؟؟. 

هتفت ليلي بخفوت: كنت بتنادي علي ابنك سليم وبتقول له متسبنيش ! .

أغمض عينه بألم شديد لتقول ليلي بحزن: ما تعملش في نفسك كده عشان خاطري .. كل حاجه هتتصلح وترجع احسن من الاول بس اتمسك انت شويه واجمد

نظر لها بمرارة وقال بسخرية: هو انا كل ده مش متمسك يا ليلي .. هعمل اكثر من كده ايه ؟!.. 

تطلعت فيه بضعف لتقول: بصراحه انا مستغربة أوي الله يكون في عونك .. استحملت كثير وفوق كل ده لسه متماسك وتحاول وعندك أمل .. ومافقدش الامل ده ولا في لحظه في حياتك 

نظر لها بحزن ليقول متسائلا: لازم اعمل كده .. يعني انتي لو مكاني هتعملي ايه ؟!. 

اخفضت رأسها بانكسار وقالت بصوت مرتجف: 
مش عارفه بصراحه ..بس اللي متاكده منه أن ما كنتش هستحمل كل ده من غير ما انهار ولا أغلط حتي .. انا ماما لما كانت عيانه ومحتاجه تعمل عمليه قلب مفتوح باسرع وقت حسيت ساعتها اني دي نهايه الدنيا خلاص .. و آآ لازم اعمل اي حاجه عشان تعيش عشان كده استسلمت لشيطاني .. انما انت يا وليد فقت باباك ومامتك ومراتك وابنك الصغير وابنك التاني بين الحياه والموت ومش عارف لسه مصيرك هيكون ايه .. ولسه بتحارب مع الدنيا .. انت قوي يا وليد وبجد تستحق أنك تكون أفضل اب في الدنيا .. حد غيرك كأن ممكن استسلم من اول مشكله ..عشان كده خليك زي ما انت و اوعي تستسلم يا وليد 

حمحم محاولة التماسك قائلاً بهدوء مصتنع: مش للدرجه دي يعني يا ليلي 

هزت راسها برفض هاتفه: لا و اكثر من كده كمان .. 
________________________________

مر الاسبوع على كل من ليلي و وليد بهدوء وعاد مثل سابق الحياه بينهما حيث وليد توقف عن الرحيل لـ خالته مثل كل يوم وفضل تناول الغذاء مع ليلي حتي يطمئن أكثر عليها ولا يريد تركها لوحدها ويحدث شئ لها سيئه وهو بعيد عنها بسبب ضعف حملها .. حتي العمل كأن يفضل في المنزل حتي يكن معها فـ لا يريد أن تتاذي بسببه و يحمل نفسه الذنب في حملها وضعف الرحم.. أم ليلي كأنت سعيده جدآ بذلك وحاولت الاقتراب أكثر من ربها وكان وليد دائما يشجعها علي ذلك حيث كل يوم يؤدي فروض الصلاه كلها معها لتحافظ على الصلاة بشكل أكبر ..

تعرف وليد من خلالها على ليلي وأدرك مدى جمال شخصيتها وطيبة قلبها ... كان يشعر اتجاهها بخليط من المشاعر المختلفة ما بين الشفقة والعطف والإعجاب ... وكان في داخلة شعور غريب يحثه على الاقتراب منها بشكل اكبر ... شعور لم يدرك ماهيته الى حد الان ... 

كأنت تجلس ليلي أعلي المقعد تشاهد التلفاز حتي دلف وليد الى صالة الجلوس ليجد ليلي هناك واجمة صامتة ...تنحنح مصدرا صوتا يدل على وجوده فرفعت ليلي بصرها نحوه ورمته بنظرات مبتسمه ...جلس وليد فورا بجانبها وقال وهو يعطيها علبه كبير مغلقه : اتفضلي ده ليكي 

عقدت حاجبيها بدهشة وتعجب ثم أخذتهم منه تفتحها تتفاجأ به طبق بلاستيك يحتوي على نوع فاكهه وهي كيوي وهتفت بسعاده: كيوي .. الله انا كان نفسي فيها قوي كنت بتوحم عليها من يومين ! 

تنحنح وليد قائلاً بإحراج: اه ما انا سمعتك بالصدفه وانتي بتكلمي والدتك وبتقولي ليها انك نفسك فيها لو لقيتها في السوق تجيبها لك .. احم ليلى بعد كده لو عزتي حاجه ابقى تعالى وقولي ليا ما فيهاش حاجه يعني أنا آآ جوزك في النهايه

تطلعت إليه ليلي بنظرات مصدومة وسعيده مما جعلها ليتومأ برأسها بنعم وهو يكمل : خلاص اتفقنا لو عاوزه حاجه متطلبيش من حد غريب .. 

اتسعت ابتسامتها بشده قائله: حاضر .. تاخذ واحده 

قالتها وهي تقرب الطبق إليه ابتسم وليد وقال بمراح: واحده بس ...ما كنتش اعرف انك طفسه كده ..

اشتعلت وجنتيها بإحراج وقالت: مش قصدي خد كله لو عاوز 

ابتسم لا اراده على خجلها ليقول بابتسامه هادئه: انا بهزر معاكي.. مش عاوزه كلي انتي بالهنا والشفا 
________________________________

دلف وليد الى مكتب صديقه وائل بالمستشفى والذي نهض من مكانه ما ان رأه مستقبلا اياه بحرارة : الف حمد لله على السلامة ... اخبارك صحتك ايه وبقيت عامل ايه دلوقت 

ضمه وليد وهو يرد عليه : الله يسلمك يا وائل ... الحمد لله بقيت كويس متشكرين قوي يا وائل انك جيتلي البيت، ليلى قالتلي على اللي عملته 

جلسوا الاثنان على المكتب ليقول وائل بعتاب: عيب الكلام ده يا وليد انت اكثر من اخ لي .. المهم بس تخلي بالك من صحتك مش عارفين المره الجايه هيكون ايه ؟!.. 

هز رأسه بهدوء مبتسم وأخذا يتحدث في مختلف الأمور عن صحه سليم ثم قال له وليد أن ليلي حامل...ليقول وائل بأبتسامة سعيده: بجد اخيرا .. طب الحمد لله ده خبر كويس جدا .. ليلى كمان شكلها بنت حلال ربنا يوفقك معاها

اومأ وليد برأسه دون ان يجيبه مما جعل وائل يعود يتحدث متسائلا بشك : هو ايه الاتفاق اللي بينك وبين ليلي يا وليد ؟. 

نظر له بدهشة متسائلا بتوتر: اتفاق ايه مش فاهم حاجه 

اجابه وائل موضحا ما قاله بجدية : وليد الموضوع مش محتاج تفكير و واضح زي عين الشمس .. انتم الاثنين ليلى وانت باين قوي عليكم انكم مش زي اي اتنين متجوزين طبيعيين ! مثلا لما بتيجي هنا تشوف ابنك بتسالني عليها إذا كانت موجوده ولا لا و ما بتبقاش عارف مواعيدها في الشغل .. وهي كمان نفس الحكايه إذا سالتها عليك ما بتبقاش عارفه تجاوب اذا كنت في الشغل ولا في البيت ولا حتى هنأ في مستشفى بتشوف ابنك .. ده غير تعرفكم على بعض السريع ده اللي ما لوش مبرر .. وبلاش تقول لي كنت اعرفها عشان هي كانت جارتي لأني مش مصدقك انت بقيلك خمس سنين قاعد عند خالتك و لسه يا دوبك ناقل لشقتك القديمه بقولك اسبوعين قبل ما تتجوزها .. يبقى لحقت تتعرف عليها في الاسبوعين دول طب ازاي ؟؟ وازاي هي كمان وافقت تتجوزك وهي عارفه انك متجوزها عشان الخلفه وبس .. الموضوع مش محتاج تفكير انتم في حاجه و اتفقتوا عليها مع بعض 

تنهد وليد بصوت مسموع ثم قال بشيء من الاٍرهاق : طب تمام أنت صح يا سيدي خلاص ارتحت ..

وائل بأسف: انا اسف يا وليد انا عارف ان دي حاجه متخصنيش بس انا خايف عليك يا صاحبي

ليقول وليد بعمق: انا مش زعلان يا وائل انت معاك حق ؟ انا فعلا اتفقت مع ليلي بعد ما تخلف وسليم يخف هنطلق ؟؟. 

عقد حاجبيه بدهشة متسائلا: طب وهي واقفه مقابل ايه ؟.. 

ابتلع ريقه بارتباك فـ هو من الصعب يقول حقيقه ليلي وماضيها ليقول بضيق: عادي يعني يا وائل مامتها عماله تزن عليها عشان تتجوز وتخلف قبل ما سنها يكبر و تبقى لوحدها .. وكمان والدتها معاش غيرها عاوزه تفرح بيها

جعل وائل يتطلع اليه بنظرات ذات مغزى ليسأله وليد بضجر : بتبصلي كده ليه ...؟

اجابه وائل ببساطة ثم أردف متسائلا :بحاول أفهمك بصراحه .. وبعدين مش فاهم ليه جوازك وما يبقاش حقيقي ! يا وليد انت محتاجه حد معاك يساندك مش هتعيش العمر كله لوحدك انت وابنك .. وابنك اللي هي حامل في ذنبه ايه يعيش بين اب وام منفصلين !! ما تحاول تدي لنفسك فرصه تقربوا من بعض .. وعلى فكره انا متاكد هي مش هتمنع عشان لما اتصلت بيا وانت تعبان وجيت كشفت عليك كانت شبه منهارة وخايفه قوي عليك جدا ! .

تطلع وليد اليه بحيرة اكبر من حديثه أنها كانت خائفه عليه و اخذ يتردد داخل عقله فرصه ثانيه ..لكن سخر من نفسه لأنه يعرف ماضيها جيدا ومن المستحيل أن تظل زوجته أو أم لـ أطفاله لكن هي تحاول تتغير بالفعل ...نفض هذا الحديث من عقله وليد لينهض من مكانه فورا خارجاً من مكتب وائل بعد ان ألقى التحية بسرعة ... 
________________________________

بعد مرور سبعه اشهر.. أصبحت ليلي بشهرها التاسع بطنها كبير ولم تحصل أي مشكله فتره حملها او اي مضاعفات .. كأن حملها طبيعه وكان وليد لا يتركها ابدا يهتم بكل ما يخصها هي و الجنين الذي كلما ذهب إلي الطبيبه ترفض عن الإفصاح عن نوع الجنين .. و بالنسبة لعملها رفض وليد بشده منذ ان اصبحت في الشهر الخامس حتي لا تتعب نفسها أكتر وافقت بشرط ان ترجع للعمل بعد الخلفه .. 

حتي في يوم لتشعر ببوادر وجع شديد في بطنها واسفل ظهرها فحاولت تجاهله ..كما تجاهلته من قبل فهي تشعر به منذ الصباح لكنه كان اخف من ذلك بكثير.. لتشعر بازدياد الوجع بطريقه لا تطاق ولكنها قالت بهدوء: وليد 

كأن يجلس وليد جانبها أجاب بتساؤل دون النظر إليها حيث يعمل: في ايه.. يا ليلي

ليلي وهي تحاول مسك يده تستمد منها القوه: أنا حاسه اني بولد.. اااااااه اللحقني 

انتفض وليد واقفا بخوف وتوتر شديد: ايه ..انتي بتقولي ايه..بتولدي

ليلي وهي تحاول مسك بطنها التي تشعر بها تتمزق من شدة الالم: اااه ..الحقني يا وليد بمووووت ..

نهض وليد سريعا ثم حملها بين زراعيه وتوجه بها إلي الخارج سريعا الى السياره ووضعها في الخلف وجلس خلف عجلة القياده وقاد بسرعه مجنونه الى المستشفى التي ستقوم بالولاده بها .. ناظر بالمراه ليجد ليلي تجلس بألم ودموعها تتساقط من شدة الوجع وبدأت في الصراخ وهي تشعر بالدماء والماء ينزل منها .... توقف وليد بالسياره بسرعه شديده امام المشفى وفتح بابها وحمل ليلي التي تكاد تغيب وهي في اتجاه غرفة العمليات ليتحرك وليد معها وهو يجري داخل حتي وضعها على كرسي متحرك حول الطبيبه والممرضات لتمسك بيده بتوتر وخوف شديد: وليد رايح فين ما تسيبنيش ..انا خايفه

أنزل علي ركبته إليها مال وليد على ليلي يمسح عرقها بيده بتوتر: متخافيش يا ليلي دقايق وهتكوني بخير انتي وابنك.. بس اجمدي كده

هزت رأسها بالايجابيه بضعف ثم أمسكت يده قبلتها وهي تقول بألم شديد: وليد لو جرالي حاجه ..خد بالك من أبني ومتفرقش بينه وبين سليم ابنك .. عشان خاطري خد بالك منه .. أنا حاسه اني همـ... 

قاطعها وليد بصرامه وقال صوت غاضب بشده: يا ليلي ابوس ايديك بلاش الكلام ده ..انتي مش عارفه بتعملي ايه في لما بتقولي انك ممكن تموتي وتسيبيني .. انا بقيت اكره الموت عشان بياخذ كل اللي قريبين مني وبيسيبني اتحسر على فراقهم 

حوطها بذراعيه بحنان ثم قبل جبينها برفق وقال بحزن: انتي هتقومي وهتبقي كويسه إنتي وابنك ..متخافيش هتفوقي هتلاقيني جنبك ومش هسيبك ولا لحظه واحده 

وقف وهو يشير للطبيبه التي تحركت بها لداخل غرفة العمليات ..لتمسك بيده مره ثانيه همست ليلي له بضعف وهي تبكي من شدة الالم وسحبت السلسله الذي ترتديها تضعها داخل يده : خلي دي معاك 

وليد بإستغراب: ايه ده.. 

هتفت ليلي وسط شهقاتها بضعف: دي سلسله بابا الله يرحمه اداها لي في عيد ميلادي قبل ما يموت .. هتلاقي جوها ورقه انا كاتبه حاجه فيها تخصك .. بس امانه عليك يا وليد لو جرى لي حاجه تفتح تقراها .. بس لو عشت رجعها تاني زي ما هي لي ؟!... 

استغرب حديثها بشده أومأ برأسه بالايجابيه بصمت .. تحركت احد الممرضات تحرك كرسي المتحرك الذي هي فوق منه لداخل غرفة العمليات وهي يتابعها بألم شديد ... ليذهب يجلس على أحد المقعد بالمستشفى بتعب وقلق عليها بشده !! حاول ضبط أنفاس لكنه شعر بأن سقط قلبه داخل صدره عندما دلفت ليلي غرفه العمليات شاعراً بجسده يتراخي فوق المقعد .. لا يعرف لما كل ذلك الخوف عليها ؟ الهذا الدرجه تعلق بها .. أم شئ آخر ! وضع يده فوق رأسه مرتعشه شاعراً بخوف لم يشعر به من قبل فقد ظن بان تلك الحاله التي كانت تنتابه كثيراً خلال السنوات المنصرم قد انتهت .. قد ظن أن حقا أنتهي العذاب والفراق الأحباء له ... 

تقدم منه وائل متسائلا باهتمام: اخبارها ايه يا وليد ؟.. 

هز رأسه بهدوء مصتنع يحاول تمالك نفسه قائلا: لسه داخله العمليات من شويه

نظر له بتفهم وقال مطمئنه: طب انت مالك بس..اهدى ان شاء الله هتكون بخير.. هي مش الدكتوره طمئنيتكم الشهور اللي فاتت كان حملها كويس وما فيش اعراض خطر عليها

همس وليد له بضعف متحدث بتوتر: بس الدكتوره قالت الخطر الأكبر وهي بتولد .. انا خايف اوي عليها لو جرى له حاجه هبقى انا السبب .. مش هقدر اشيل ذنب موت حد ثاني كفايه اللي راحوا 

أقترب منه لكي يخفف عنه قائلا بعتاب: بس بقى ما تقوليش كده .. ان شاء الله هتكون بخير هي وابنك 

لم يجيب عليه وكل تركيزه منصب على قلقه علي ليلي مما جعله وائل متعجب من حاله ثم ابتسم بخفه وهو يتخيل بأنه قد وقع في الحب ليقول بهدوء معتذر: انا رايح اشوف شغلي.. هعدي عليك كمان شويه تكون طلعت من اوضه العمليات ..شد حيلك أنت بس 

هز رأسه بتوتر دون النظر إليه وهو يتمسك بشده ويشعر انه مختنق داخله وهو عاجز عن مساعدتها او التخفيف عنها .. لتقع عينيه علي الفور علي السلسله التي كانت ترتديها ثم وضعتها في يده قبل لحظات دخولها غرفه العمليات يتذكر تحذيرها بأن يفتحها فقط إذا حدث لها شئ لقدر الله .. تنهد بعمق وتعجب وشاعر بفضول شديد يعرف ما بها .. يريد أن يفتحها لكن تراجع ثم لم يقدر على الانتظار ليفتح السلسله تفاجأ بـ ورقه مطويه داخلها فتحها ليقرأ محتواها .. 

= عمري ما كنت اتخيل ان ممكن اقول لك الكلام ده ؟ بس من اول ما الدكتوره قالتلي ممكن يحصل لك حاجه وانتي بتولدي ؟!.. وانا فكرت بأي طريقه اخيلك تعرف السر اللي كنت مخبياه عليك من مده .. عشان مش عاوزه اروح وانت ما تعرفش اللي كان جوايا من ناحيتك ... وليد حبيبي .. ايوه حبيبي انا بحبك يا وليد بحبك من اول يوم شفتك فيه وساعدتني من اللي كانوا عاوزين ياخدوني بالغصب بس انت ماسبتنيش ومديت ايدك وما كنتش اول مره تساعدني .. ساعدتني اصلي واقرب من ربنا واتوب وصدقتني .. خليتني اعيش لحظات كنت فاكره نفسي عمري ما أعيشها ! لبست فستان فرح زي اي بنت .. وعملت لي فرح حتي لو كان بسيط كان بالنسبه لي اسعد يوم في حياتي .. دلوقت انا اتجوزتك وبقي جوايا حته منك !! ما تعرفش مدى سعادتي أد ايه .. بس يا خساره انا عارفه متاكده ان عمرك ما هتبدلني نفس الحب ! انت نفسك تعيشي لي ابنك وبس .. وده حقك ما اقدرش اغصبك عليه ! ولا اغصبك تحبني.. كان نفسي اعيش معاك باقي عمري ذي أي اثنين متجوزين ..بس انا راضيه باللي وصلت له معاك حتى لو هروح واسيبك برده راضي .. هو ده السر اللي كنت مخبياه عنك اتمنى كلامي ما يكونش ضايقك ! و حاجه اخيره ما تحاولش تفرق في المعامله بين ابني اللي جاي وابنك سليم .. بحبك يا وليد .. !! 

أنزل وليد الورقة ببطء بعدم استوعب ما قراءه ليقول بعدم تصديق: ليلى بتحبني .. مستحيل !! 

يتبع 

                      الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات