رواية موت علي قيد الحياه الفصل الثاني2 بقلم خديجه السيد
وقف وليد في منتصف ردهه شقته الذي كان يسكن فيها مع عائلته أو كأنت قبل أن يذهب الجميع كلهم، في غمضه عين ويتركوا وحيد وهو يعاني ! وقف يتأمل أركانها في صمت رهيب, وذكرياته تتدفق بسرعة البرق عبر عقله منذ ارتباطه بزوجته و والدته وابنه الأول والثانيه وحتى رحيلهم جميعهم.. في الطبيعي أن يحمل كل ركن من أركان المنزل ذكرى لهم معه، قبل مرور الخمس سنوات قبل رحيلهم , إلا أنه اعتاد أن يكون جميع أحدث حياته غير طبيعية منذ صغره وهو مختلف, ليس أن شخص بارع ومتميز ولكنه كان اعتاد أن يتالم في صمت .. .
حتى ارتباطه بزوجه كان مختلفاً ! صحيح أنه كان "زواج صالونات" كما يطلق عليه إلا انه كان مختلفاً عما عهده في زواجه وحياته مع زوجته كذلك كانت مختلفة.. لقد عاش مع ميرنا عشر سنوات في هذا المنزل حيث كان يعمل مأمور ضرائب في أحد الشركات ,عشر سنوات زرق فيهم من زوجته ولدين (أدهم و سليم) كانت ميرنا طيبه القلب وحنونه عليه وعلي والدتها حتي عندما اقترح عليها أن تسكن معهم لم تعترض بلا رحبت بالفكره .. ..
لقد صبرت معه ميرنا كثير عندما تزوج بها كان لم يمتلك منزل لقد اشترى وليد الشقة ولم يبدأ في تأثيثها إلا بعد أن تزوج وأنجب ولد واكتشف حمل زوجته الثانيه وبدأ في العمل ليله ونهار حتي بدأ في تأسيس المنزل بالكامل وجاءت والدته تسكن معه أيضا.. كانت حياته بسيطة وجميلة بـ عائلته !!
كان من الصعب عليه أن يتفاجئ بوفاة والدته و زوجته و ابنه الصغير، الثلاثة في ثانيه واحده ! وابنه سليم من نجى من الحادث و هو لم يستطيع إنقاذ باقي عائلته !
حمل نفسه هو الذنب و سبب الحادث
فقد ذاق مرارة اليُتم وهو بعد برعمة شاب يتفتح للحياة, وحُكم عليه أن يعيش التجربة القاسيه تلك وحيدا وآلان هو يرى ابنه البكري سليم بين الحياه والموت فقد دخل في غيبوبة طويله لمده خمس سنوات ولحد الآن لم يستيقظ منها ابدا ! ويخاف في أي لحظة يذهب إلى المستشفى يلتقي خبر موته هو الأخري ! لكن إذا حدث لم يستطع وقتها التماسك أكثر فـ أبنه سليم بسببه قادر على الاستمرار في الحياه لأجله هو فقط ..
- آآه
ومن أعماقه انطلقت زفرة ملتهبة حملها بعضاً من حزنه وخوفه وتوتره, و لأن زفرة واحدة مهما بلغت قوته لن يستطع التحمل أكثر من عُشر ما يعتمل في نفسه ! واذا الي متي سوف يستطيع التحمل ! عاش أصعب خمس سنوات في حياته ! استقبل موت الجميع بصدر رحب وهدوء لكن لا أحد يعلم عن الحرب التي تقوم بداخله ..
مرر يديه على صورة كانت الأقرب لقلبه لأنها كانت تحمل كل من يحبهم فلمس بأطراف أنامله الرقيقة كل من بها .. والدته الحبيبه الذي تحمل قلب طاهر برئ كالأطفال ..
ثم رفع أنامله عن وجهها وانتقل لتلك التي كان يحاوطها بإحدى ذراعيه وهي ترفع رأسها لتنظر له كأنه الرجل الأوحد بالعالم وهو كان كذلك، أفلم يرحل كل أهله عن الدنيا فلم يتبقى سواه طفله الثانيه وهو راقد بالمستشفى بين الحياه والموت ..
لينتقل بيديه لوجه زوجته ذات الوجه البريء ونظر إلي الطفل الصغير التي كانت تحمله والدته بذراعها فيسعد بالتشابه الكبير بينه وبين أمه ببشرتها القمحية والشعر الكستنائي اللامع وعينيها البنية فأخذ ابنها الثانيه منها كل شئ، علي عكس أول طفل يشبه هو لتشبه ذلك الذي لمسه بطرف أنامله بلطف مع دمعه نزلت من اعماق قلبه بحرقه كبيرة علي فقدانهم ..
ولهذا لم يشعر بالراحة إلا عندما قفزت دموعه السريعة من عينيه وفرت خروجهما ليتغرق وجهه الحزين بألم ، ومع نبرة صوت حزينة و منكسرة توّصل مشاعر الألم..
ادهم حبيبي بابا وحشني أوي .. عايزه اقولك يا حبيبي ان انت وحشتني اوي أنت و أخوك سليم و ان انا بفكر فيك كل يوم و طول الوقت انت وماما وتيته و اني بسمع صوتكم و بشوفكم وأنتم حتي لو بعيد عني انا عارف ان انت ممكن متصدقنيش بس والله العظيم بشوفكم كل ليله و بكلمكم قبل ما انام.
بس انا زعلان منكم عشان مشيتوا وسبتوني لوحدي في الدنيا انا و سليم .. ما هو انا يا حبيبي لو مكنتش بشوفكم وبحس بيكم كل يوم كان جريلي حاجه بس انت عارف يا ادهم انا نفسي فـ ايه يا قلبي ؟ انا نفسي المسك . نفسي احضنك يا حبيبي . وحشني حضنك اوي . نفسي فـ يوم واحد بس معاك يا ادهم انت واخوك اللي في المستشفى ومش عارف المسه .. نفسي في يوم واحد بس يا حبيبي معاكم وأنا مش هسيبكم تاني أنت ولا اخوك ومش هروح الشغل اللي كان بيتضايقكم مني !
عارف يا ادهم انا لو عارف انك كنت ماشي انا مكنتش سبتك ابدا انا مكنتش سبتك إنت ولا ماما ولا تيته .. انا مكنتش عارف ان انت ماشي انا مش عايزك تزعل مني علشان سابتك .. انا كنت فكرك هتفضل معايا لآخر العمر يا حبيبي مكنتش عارف ان انت ..
صمت وهو يتنفس بعمق محاولاً تهدئت الآلام الشديدة الذى لا يزال يعصف بداخله حتى لا ينهار ليكمل ...
بس الحمد لله على شئ ده أمر ربنا منقدرش نعترض .. ادعي لي اخوك سليم يا حبيبي يرجع لي بابا وميسبنيش زيكم !! مش هتبقوا كلامكم مش جنبي أنا بموت من غيركم يا حبيبي وبتعذب عشانكم وعشان اخوك اللي في المستشفى ما بين الحياه والموت ومش عارف هيفوق منها امتى ؟؟.. نفسي يخف عشان احضنه واشم رائحتك فيه أنت كمان وماما وتيته.. بس مش هانساك ولا أنت ولا ماما و لا تيته.. انت اصلا علي طول وحشني اوي اوي يا حبيبي بابا ."
نهض ببطء يمسح دمعته بهدوء ليرحل لكن عندما أمسك مقبض الباب وقف متجمدة بمكانه يتطلع الى المنزل الصامت حوله! ليس كأن ذلك في البداية من الأساس اين صوت ضحكتهم العالي؟ أين ذهب الدفئ والحنان بمنزله؟ أين ذهب اصوات الشجار زوجته مع اولاده؟. أين ذهبت صوت تنفس والدته ودعاها إليه وقبلتها فوق رأسه بحب؟, شاعراً بقبضة حادة يعتصر قلبه بقسوة تجمعت دموع كثيفة في عينيه حاول الضغط علي شفتيه مرفرف لرموشه المبلله محاولة كبت دموعه وعدم اظهار تأثره بمعاناة القاسيه تلك لكن لم يستطع ليصرخ بانهيار..
= ياررررررررب الصبر من عندك يارب ... .
__________________________________
استيقظت ليلي علي صوت اهتزاز هاتفها الذى كان فوق الطاولة التي بجانب الفراش فتحت عينيها ببطئ بنوم تطلع إلي والدتها كانت نائمة براحه بعد أن أخذت العلاج وكانت تجلس جانبها ليلي حتي تطمن عليها .. تناولت هاتفها لتتسع عينيها بالصدمه عندما رأت اسم جابر ذلك الشيطان فوق شاشة هاتفها نظرت ليلي الي ساعه الهاتف لتجدها قد تجاوزت الثالثه صباحاً ..
زفرت بحنق قبل ان تلقي باهمال هاتفها فوق الطاوله مرة اخري فهو لم يكف عن الاتصال و ارسال الرسائل لها فقد بدأت تشعر بالاختناق كما لو كان يحاصرها حتي فى عملها يأتي ويظل جالس اسفل المستشفى لحين انتهائها وبعد ذلك يأخذها الي العمل الذي أصبحت تكره وتكره كل شئ ياتها من جابر ..
وتظل هي قلقه من ان يأتي أحد من الحي التي تسكن بيه و يراها معه ويتساءل عنه أو يذهب الحديث إلي ولدتها لم تقدر وقتها استوعب الصدمه ! وبتاكيد سوف يجري لها شئ ...
استلقت علي وسادتها ممرره يدها بحنان ولطف بشعر والدتها التي مستعده أن تفعل أي شيء لكن لا تتاذي اطلقت تنهيده خفيفه بينما تتشرب بعينيها ملامح والدتها بألم وندم فقد تسرعت في حقه والدتها وليت الزمن يعود ولا تفعل ذلك مره اخرى ..
صدح صوت اهتزاز هاتفها مره اخرى مما جعلها تتناوله سريعاً قبل ان يتسبب بايقاظ ولدتها همت ليلي بضيق شديد باغلاقه تماماً عندما رأت الرساله التي ارسلها جابر .. ((انا واقف تحت بيتك لو منزلتيش وقابلتيني خلال 5 دقايق مش اكتر يا ليلي هطلع دلوقت واقول لامك كل حاجه عشان مش انا اللي تعملي معايا كده ))"..
انتفضت ليلي مسرعه من فوق الفراش تتجه الي خارج الغرفه تركض حافيه الي الاسفل و قلبها يقفز داخل قلبها بخوف ! اتصلت به فور خروجها من المنزل لكنه لم يجيب لتتفاجا بـ داخل البنايه نظرت حولها بتراقب وخوف
هتفت بلهاث حاد: إنتي اتجننت يا جابر انا مش قلت لك بعد كده اوعي تاجي لي في البيت ولا الشغل لا و كمان بتهددني ...؟!
تقدم رجل في عمر الاربعين اجابها بهدوء بينما يتفحصها بعينين لامعتان نهمه بابتسامة نصر: ايه يا لولو انتي صدقتي انا بهزر معاكي ما تقفشيش كده .. وبعدين ما انتي اللي اضطرتني اعمل كده
ليكمل جابر بحده قائلاً بشراسة : قلت لك اما اتصل بيكي وعايزك تردي على طول عشان مزعلكيش مني وانا زعلي وحش اتقي شر يا ليلي احسن ! المهم يلا على فوق اطلعي غيري بسرعه وانا واقف مستنياكٍ هنا ... عندك شغل مستعجل قوي النهارده
اجابته ليلي بارتباك و خوف من كلماته قائله بصوت مرتجف ونفور: آآ مـ مش عاوزه !!
قال جابر صائحاً بغضب مكتوم: مش ايه ؟ لا شكلك كده عاوزاني اطلع اصبح على الحاجه والدتك واشرب معاها كوبايتين شاي واقول لها علي اللي فيها وأنه بنتها كانت بتستغفلها لما تقول لها عندي نبطشيه زياده بالليل في المستشفى كانت بتروح الـ...
ليكمل بهدوء عندما رأي معالم الارتعاب المرتسمه فوق وجهها قائلاً بابتسامة بارده: هاه هتيجي معايا ولا اطلع للحاجه ؟!,
__________________________________
في ذات الوقت كان يجلس وليد أعلي المقعد بغرفه بتركيز علي ترجمه الكتب حتي دلفت إليه فايزه بدهشة: انت لسه صاحي لحد دلوقتي !
أجاب وليد دون النظر إليها: لسه قدامي شغل يا خالتي ادخلي نامي انتي لو عاوزه
نظرت إلى جانبه صينيه الطعام مازالت كما هي لم يلمس منها شئ هتفت: انت هتفضل كده كتير لازم تاكل .. زعلك واللي انت في ما ليش دعوه بالاكل ! انت من كثر الشغل اللي بتشتغلوا بقيت تنسي الاكل اصلا
قال وليد ببساطه: مش عايز حاجه يا خالتي سيبني فحالي عشان اعرف اركز .. لما اجوع هياكل
تقدمت منه فايزه بغضب شديد: لا مش هسيبك بقي انا زهقت من حالك ده .. مينفعش اللي انت عمله ده ارجوك عشان خاطري انا وابنك حتي محتاجلك معايا، انت عارف كويس ان انا ما خلفتش وما ليش غيرك .. لو كنت اعرف ساعه لما طلبت مني الشغل تدي لي للاولاد دروس وفي غيرهم شغلانتين ثاني ما كنتش ساعدتك .. يا ابني انت فين من كل ده ارحم نفسك شويه انت كده هتموت نفسك بالبطيء
ترك وليد القلم بعصبية مفرطة: انتم عاوزين مني عاوزين اعمل ايه؟؟ اقف اتفرج على ابني وهو بيموت.. انا لو قعدت جنبكم ومعملتش حاجه ابني مش هيتعالج ويخف ! عشان ما حدش غيري هيعمل كده .. انا واحد فجاه لقي نفسه لوحده وخسر كل حاجه
نظرت إليه بحزن عميق علي حاله وقالت بعطف: ما حدش قال لك اقف اتفرج علي ابنك بس كلنا خايفين عليك .. طب كفايه عليك الشغلانتين بلاش حكايه ترجمه الكتب دي اللي بتفضل سهرانه عليها لحد بالليل ..طلعلك منها كام يعني ده هما 200 جنيه ولا راحوا ولا هيعملوا ايه فى علاج إبنك
هز رأسه برفض بيأس وإحباط قائلاً بسخرية مريره: لا هيعملوا كثير في علاج ابني يا خالتي انا اي جنيه دلوقتي بقيت محتاجه انتي مش متخيله مصاريف العلاج بره هتكون قد ايه ويعالم هيفضل قد ايه في المستشفى بره .. لازم اعمل حساب كل ده !
هتفت فايزه سريعا بلهفة قائله: طب يا أبني ما انا قلت لك اكثر من مره ! اسحبلك الفلوس اللي محوشها في البنك وخذها انا مش محتاجاها في حاجه ,انت عارف كويس ان انا ما ليش حد غيرك وربنا ما مرزقنيش باولاد ! وأنا والله بعتبرك زي ابني وصعبان عليا الحمل الكبير اللي انت شايله لوحدك .. سيبني اساعدك حتى لو بجزء بسيط !!
جلس مكانه مره أخري قائلاً بجدية: متشكر يا خالتي لو احتاجتهم صدقيني هاجي واطلبهم منك .. بس مش هيعملوا حاجه اصلا زي ما قلتلك المصاريف كثير برده هحتاج فلوس ثاني وعشان كده لازم اشتغل ...
وضعت يدها فوق رأسه بحنان هاتفه بقله حيله : لا حول ولا قوه الا بالله مش عارفه اقول لك ايه ؟ شايل حمل كبير قوي بس صدقني ربنا ما بيبتليش عبده الا اذا كان عارف ومتاكد انه قد الحمل ده ! ان شاء الله كل حاجه هترجع زي الاول واحسن وهتعرف تجمع الفلوس وابنك سليم هيرجع يصحى ويخف ويقف من ثاني على رجليه
أغمض عينه بألم شديد فور رؤيته للألم الذى ارتسم فوق وجهه الذى شحب بشدة فور سماعه كلماتها هامساً بأمل: يا رب يا خالتي يا رب ... ايوه ادعيلي بالله عليكي اليوم ده يكون قريب خلاص ..و يجي واحضن أبني من ثاني في حضني ! .
__________________________________
صف جابر سيارته أمام مكان شبه مقطوع بداخل جراچ بناية شبه مظلم وقفت سيارته وامامها سياره أخري من النوع ماركات غاليه الثمن سوداء اللون .. فُتِح البابين الأمامين وترجل منها شابين يبدو عليهم الغنى من ملابسهم وهيأتهم لا يتعدى الثلاثين من عمرهم، فى السيارة .. .
وكانت في المقعد الخلفي بالسيارة جابر تجلس ليلي وهى تنظر من خلال ذلك الزجاج لتك السيارات بشرود ،أغمضت عينيها بألم شديد عندما اوقف جابر السياره وشاهدته الشابين فقد عملت مسيرها ، كانت نظراتها تحمل من آلمة .. حزينة .. مكسورة .. اغمضت عينيها بأسىٰ عندما سمعت صوت جابر موجه حديثه إلي الشابين الذي كأن يتطلعون بشهوه إليها قال أحد منهم: طب يلا بقي زقه عجلك انت يا جابر من هنا .. وابقي عدي بعد ساعتين
ليقول جابر بطمع : هو ايه اصله ده ! انا مش ماشي من هنا غير لما اخذ حسابي الاول آه ؟ وانا ايش ضمني أن هاجي الاقيكم لسه !! ولا تحبوا اخدها وامشي
جز علي أسنانه بغيظ قائلاً وهو يعطي إليه المال: خلاص سيبها واتفضل فلوسك أهي ..
اخذ جابر يعد الفلوس بابتسامة عريضة وقال وهو يرحل: تشكر يا بيه خذوا راحتكم.. انا هروح اشرب اي حاجه من على القهوه اللي على اول الناصيه !
أغمضت عينيها بقوه والدموع تنهمر من عينيها بمرارة وهي تضغط على يدها بعنف وتوتر عندما فتح الباب ويده كانت تسحبها للخارج السياره شعرت بيد تلك الشاب توضع على خصرها يقربها منه هامساً بجانب اذنها بشهوة : ايه يا حلوه انتي لسه مش فاكراني ؟ ولا هتعملي فيها عبيطه زي ما عملتي في المستشفى لما سالتك انا شوفتك فين قبل كده
عقد الشاب الأخري حاجبيه بدهشة متسائلا : وانت شوفتها فين قبل كده ..
مال برأسة إلى وجهها وبالأخص عنقها، هبط بشفتيه عليه يقبلها بعنف وشهوة .. أغمضت عينيها بقوه وهى ثابتة ليقول: شفتها في بيت الوالد نادر وكانت ايه صاروخ بقميص النوم اللي كانت لابسه هناك .. وكانت عيني هتطلع عليها واقضي ليله معاها زي نادر .. بس الكلب اللي لسه ماشي ما رضيش ياخذ المبلغ اللي كان معايا وقالي أصلها غاليه عليك .. بس أهي لفت الايام وعرفت اوصل لها
فقال الثاني وهو يبدو عليه السكر :شكلها هتبقى ليلة فل يلا بينا يا قمر علي فوق
فتحت عيونها وهى ترمقه بنظرات مشمأزة منهم ومن نفسها بعينها اللامعة ، دفعته دفعة بسيطة ليرجع بجزعه العلوى إلى الخلف مبعده يده منها تحت أنظاره الشابين...
ليصيح بغضب شديد الأول: في ايه يا بنت مالك ما تضبطي نفسك معانا .. ولا هتيجي لحد عندي وتعملي فيها شريفه و مكسوفه اشحال شايفك بعيني في بيت واحد صاحبي !!
حاول الثاني الاقتراب منها قائلاً برغبه يلمس جسدها: خلاص بالراحه عليها يا عم .. تعالي يا قمر لي انا .. أصلي ده غشيم مش بيعرف يتعامل مع ستات حلوين زيك
شدت يدها من يده وناظرته بحقد قائلة :ابعد عني يا حيوان انت وهو !!
نظرت له بألم وأنكسار من نظراته الشهوانية التى تحولت لإحتقارية ، قال لها هذا الشاب " باستحقار : على فين يا حلو واحنا لسه مخلصناش امال كنت بادفع فلوس ليكي على ايه .. خدي يا بت هنا
لم تنتظر ليلي حديث أخري لتركض للخارج من الجراچ حتي وصلت الي وسط غابة من الاشجار العالية كثيفة الاوراق وكانت الخامس فجراً ،كان الجو يميل الى البرودة وبعض الرياح الباردة الى تهز الاشجار يمينا ويسارا ظلت تركض ولم ترى امامها من كثرة دموعها والخوف لا تعرف ما فعلته صحيح أم لا؟ لكن قد تعبت من القرف والاستحقار من نفسها طول الوقت .. ركضت وهى تصطدم بالاحجار وجرحت قدماها ومع ذلك لم تتوقف
وفى تلك الاثناء كان الاثنين يطاردونها ويحاولون الامساك بها اخذت تركض محاولة الهروب الى اى مكان آمن وهى تصرخ ! كانت تصرخ ربما تجد أحدا امين يستطيع انقاذها ولكن دون جدوى..........
استمرت ليلي فى الركض وهى تتنفس بصعوبة شديدة وتكاد لا تشعر بارجلها من شده الركض ولكنها تقاوم بشدة انها تقاوم اعيائها للفرار من هؤلاء الذين يطاردونها وهي تقرر لن يلمسها أحد مره ثانيه مهما حدث !!
وبعد فترة قصيرة جدا توقفت ليلي فى ذهول انها لا تجد منفذ انها تقف امام اشجار كثيرة جدا مقطوعة ومرصوصة فوق بعضها ولا أحد بالشارع من سياره أو شخص.. لقد اخطأت الطريق الذى تهرب منه نظرت خلفها وجدت الاثنين الذين يطاردونها على بعد عدة امطار قليلة منها .. وهو ينظرون اليها وهم يضحكون نظرت ليلي حولها وهى ترتعد وتكاد لا تستطيع ان تقف على قدميها من الرعب حتي وجدت فرع شجرة طويل يشبه العصا فالتقطته بسرعة وهى مستعدة للدفاع عن نفسها بيه ! وقف الاثنين امامها وهم ينظرون اليها ثم ينظرون الى بعضهم ويضحكون فقال احدهم : ههه طب ليه كده ما كنا حلوين مع بعض .. ده انتى تعبتينا جري اوى يا جميل ينفع كده ؟يلا تعالى مينفعش تفضلى هنا لوحدك ؟ يلا قدامنا ارجعي معنا
نظرت حولها ليلي بخوف شديد لتصرخ: الحقونى حد يساعدنى ..
رد الثانى وهو يضحك عليها : ريحي نفسك الحته مقطوعه و ما حدش هيسمعك .. وحتى لو حد جاء ما حدش هيقدر ياخذك مننا .. ماشي يا قمر ومافيش حد خالص يقدر يساعدك غيرنا ومعانا العربية بتاعتنا
هنوصلك للمكان اللى انتى عايزاه .. يلا معانا
كانت ليلي تستمع حديثهم وهى ترتعد وتمسك عصاها رافعة اياها وتتحرك يمينا وشمالا فى ضعف شديد ثم اقترب الأول ببطء شديد وهو يمد يده ويقول بنفاذ صبر: ما تيلا يا بنت قدام بقى هنقعد نتحايل عليكي .. ولا فكره البتاع اللي في ايدك دي هتخوفنا منك
ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة وتوتر: ابعد عنى محدش يقربلى
فانفجر احدهم بالضحك قائلا: ارمي يا ماما العصايه اللي في ايدك دي احسن تعورك .. احنا عايزين نتبسط ونفرفش بس
هز رأسه الثاني بضحك واقترب منها بادرته وليلي قامت بحدف العصي على راسه وفرت هاربة تركض ولكن احدهم لم يتركها بل تبعها واتبعها الاخر وهو يمسك برأسه الذى تلقى ضربة آلمته ولكن لم تصبه بجرح لان الضربة كانت ضعيفة من ليلي لشدة ضعفها وظلت تركض وهى تدعو الله فى نفسها ان يخرجها من تلك المكان وان ينقذها من هؤلاء الفاسقين ..
حتي سمعت صوت سيارة او ما شابه فاخذت تصرخ وتنادى على اى احد يستطيع انقاذها ثم وقعت على الارض علي ركبتها وشعرت بألم شديد بها .. التفتت وهى تنهج بشده انهم خلفها اخذت تزحف بسرعة وتحاول القيام ولكن حالها يرثى له يقتربون منها كانت قدماها تنزف دماء وجرحها فى جبينها ايضا ولكنها لم تكن تبالى الا بالهروب فقط لتنهض سريعا وهى تبكى بشدة من الم قدمها وجراحها .. حتي ظهرت ليلي تقف أمام السياره وهي تبكي بشدة وهي حاله يرثى له , تفاجأ الراجل الذي بداخل السيارة بها باستغراب ولمح عند بعض اثنين رجال يبدون عليهم الارتباك وهو ينظرون إلى بعض ! شعر بشئ مريب حتي سمعها لتقول باستنجاد: ابوس ايدك ساعدني .. ما تسيبنيش هنا معاهم
ركض شاب من الاثنين إليها ليقول بغضب شديد: تروحي فين انتي فاكر هاسيبك .. يلا يا بنت قدامي
نزل الراجل من سيارته لياتي الثاني قائلاً بحده: باقول لك ايه يا اخينا بهدوء كده اركب عربيتك وامشي من هنا .. سامع لو خايف على عمرك ! المكان شب هوص وما فيش حد بدل ما اتويك جنبها
حاولت ليلي سحب يدها منه الذي ممسك بها بقسوه ولم يريد يتركها لتقول وسط شهقاتها بنبره رجاء: انا شفتك في المستشفى صح ! انت مش فاكرني انا الممرضه اللي خبطت فيك في المستشفى و وقعت عليك القهوه .. ابوس ايدك ما تسيبنيش معاهم
نظر لها بصمت وليد متذكر من هي ليشعر بشئ حاده بجانبه ليكن سكينه ليقول الشاب بتهديد: واضح انك فكرني بهوش ولا باقول اي كلام .. بصي بقى تعرفها ما تعرفهاش مش هتاخدها مننا .. عشان احنا دافعين فيها كتير أوي واصلا دي شغلانتها يعني مش غصب عنها ولا حاجه .. لاخر مره باقول لك امشي من هنا احسن ليك ؟؟.
ابعد وليد يده الشاب الممسك بالسكينة بحده ثم صعد إلى سيارته بهدوء دون حديث وإدار السياره ..ابتسم الشابين بانتصار تحت أنظار ليلي المصدومه لتصرخ ببكاء مريره وهي تشعر بأن الشابين يجذبونها بعنف الي داخل الغابه مره ثانيه ليرجعوا الي الجراچ ..