أخر الاخبار

رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني2الفصل الخامس والعشرون25والسادس والعشرون26 بقلم ساره صبري موافي


 
رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني2الفصل الخامس والعشرون25والسادس والعشرون26 بقلم ساره صبري موافي
فحملها آدم بين ذراعيه ودلف للطبيبة وقال لها بدموع: سيليا يا دكتورة. سيليا أغمى عليها لى ؟
فطلبت منه أن يضع سيليا على سرير الفحص وفحصتها ثم قالت له بحزن: المدام جالها هبوط حاد في الدورة الدموية هعلّق لها محلول الوقتي وكمان كام ساعة إن شاء الله هتفوق. ربنا يطمّنك عليها
عند علي قال لساره بقلق: رنّي على بابا اسأليه ماما عاملة إي الوقتي
ساره بطاعة: حاضر
وأمسكت بهاتفها الذي اشتراه لها رحيم وهاتفت آدم الذي أجاب بضيق: نعم يا ساره خير
ساره بخوف: مفيش يا بابا كنت عايزة أطمّن عليكم أنتم كويسين
آدم بغضب: أيوا متزفتين لما نرجع هنتكلّم سلام الوقتي
وقبل أن تجيب عليه أنهى المكالمة معها فقالت بحزن: سلام
عند جاسر كانت سيليا تطعمه بيدها فقال لها بابتسامة: خلاص يا سيليا عرفت إنِك زوجة صالحة والله هاتي الطبق بقى عشان عايز آكل بنفسي
سيليا بابتسامة: أنت لى بتحب تعمل كل حاجة لنفسك بنفسك لى مش بتقول أنا محتاج حد يساعدني
جاسر بحزن حاول إخفاءه: البركة في سيادة اللوا
سيليا بعدم فهم: مين اللوا ده
جاسر بهدوء: أدهم المنياوي
سيليا باستغراب: والدك ؟! لى مش بتقول له يا بابا
جاسر بغضب: بابا ؟! مش لما يستحقها الأول
سيليا بحزن وصدمة: أنت عارف معنى الكلام إللي بتقوله ده
جاسر بغضب: أيوا عارف. وإللي بتقولي عليه أبويا ده رماني في البحر وأنا عندي خمس سنين وقال لي اتعلّم العوم وإنك تنقذ نفسك بنفسك حاولت على قد ما أقدر أتمسّك بالحياة عشان أمي إللي أنقذتني بعد ما كنت خلاص بيني وبين الموت ثواني وإللي كانت بتضّرب قدام عينيا منه كل يوم مرة عشان مضايق من الشغل ومرة عشان كنت بلعب وعملت دوشة ومرة عشان قالت له أنت ما بتحبنيش وأسباب كتير لو فضلت أعدّها من هنا لبكرا مش هخلّصها تعرفي إني كرهت الدراسة بسببه لما كنت بنقص نص درجة في مادة كان يضربني أنا وأمي ويحبسني في أوضتي من غير أكل وشرب لأيام ولما كنت في ثانوية عامة كان نفسي أدخل فنون جميلة جه قال لي هتدخل شرطة زي ما أنا عايز ولا يكون ليا تصرف تاني مع أمك ؟ حاولت كتير أقنعها تتطلّق بس هي رفضت لإنها بتحبه وهو استغلّ ضعفها أنا بكرهه وعمري ما كرهت حد قده
فضمّته إليها بشدة وقالت له بدموع: حقك عليّا أنا
وقبل أن تكمل كلامها دفعها بعيداً عنه وقال لها بغضب: ما هو كل إللي حصل لنا ده بسبب أمِك
سيليا بصدمة: بسبب أمي ؟! إزاي
جاسر بغضب: لإن أبويا كان بيحب أمِك قبل ما يعرف أمي
عند آدم كان يجلس على الكرسي المجاور لسرير الفحص ويمسك بيد سيليا التي ما زالت مغمضة عينيها وفجأة وصلته رسالة من رقم غريب ففتحها وقرأ ما بها والذي كان: سلامة المدام
فنظر آدم حوله لشكّه بأنّ أحداً يراقبه
عند علي صعد لغرفته وفتح أحد أدراج كومود ليبحث عن شيء فوجد ورقة رسمت بها ليان ملامح وجهه بدقة بالغة وكتبت أسفلها
كنت لي الضوء الوحيد الذي أنار حياتي المظلمة والبائسة فلا تتركني بعد أن تعلّقت روحي بك
                                                 ليان
البارت السادس والعشرون  

فأدمعت عينا علي ثم مزّق الورقة وجلس على الأرض وبكى بشدة وقال بين شهقاته وهو يمسك برأسه بهستيريا: اطلعي من دماغي بقى حرام عليكِ ابعدي عن تفكيري ولو لدقايق
فدلفت ساره لغرفته عندما سمعت صوت شهقاته وضمّته إليها بشدة فبكى أكثر وقال لها: أنا قلبي واجعني أوي يا ساره ودماغي ما بتبطّلش تفكير فيها أنا لأول مرة أتمنى الموت عن الإحساس ده
ساره بحزن: بعد الشر عليك يا أخويا قوم اتوضى وصلّي وكل حاجة هتتحلّ إن شاء الله
عند جاسر نظرت سيليا إليه بصدمة وقالت له: إزاي
جاسر بغضب: بت ما تستعبطيش عليّا هو أنا كل ما أقول لِك حاجة تقولي لي إزاي طب أنتِ عارفة إن أبوكِ اتجوز أمِك انتقاماً لموت أبوه
سيليا بصدمة: أيوا عارفة بس إي علاقة ده بإللي أنت قولته
جاسر بغضب: أنا أكره ما على قلبي الغباء ففتّحي مخِك معايا عشان ما أديكيش بالقلم على وشِك. أمِك حملت قبل أخوكِ الكبير وأجهضت صح
سيليا بهدوء: صح
جاسر بهدوء: بعد عملية الإجهاض عمتي فاطمة إللي هي بنت عمة اللوا أدهم وصاحبة أمِك هرّبتها من المستشفى للمنيا عند جدة اللوا ووقتها عرفها وحبّها بس لما عرف إنها متجوزة ما بقاش عايز يتجوز وسفّرها إنجلترا عشان تكمل السنة إللي لسه باقية لها في الكلية وتبدأ حياتها هناك بعدها اللوا شغله اتنقل للقاهرة وجدته تعبت فأخدها معاه وراحوا لأحسن مستشفى خاص في القاهرة إللي كانت بتشتغل فيها أمي فلما جدته شافتها حبّتها وقالت له اتجوزها وأمي وقتها كان أمها وجوز أمها ماتوا في حادثة من تلات سنين وبقت تدرس وتشتغل عشان تاكل وتدفع مصاريف مدرستها وإيجار البيت إللي كانت عايشة فيه وبعد ما خلّصت دراسة اشتغلت في المستشفى إللي قولت لِك عليها فاللوا رفض وحالة جدته بقت في النازل وقبل ما تموت كتبت له وصية إنه لازم يتجوز أمي عشان تبقى مرتاحة في تربتها فاضطر يتجوز أمي لمجرد تنفيذه لوصيتها وبدل ما أمي تخرج من نار لجنة خرجت من نار لنار أشد
سيليا بدموع وهي تضع يدها على فمها لتكتم شهقتها: جاسر حرام عليك أنت بتقول إي أنا ما بقيتش فاهمة أي حاجة
جاسر بسخرية: اومال لو عرفتي إن أمِك وأمي أخوات من الأب هتعملي إي
عند ليان نزلت من القطار بمحطة الإسكندرية بصحبة الشاب الذي أفاقها وقال لها بابتسامة: ما اتعرفناش
ليان بغضب: ولا هنتعرف
الشاب بابتسامة: أنا اسمي محمود وبشتغل دكتور وعندي سبعة وعشرين سنة وأنتِ
ليان باشمئزاز: ده أنت بارد
محمود بابتسامة: تسلمي ده من ذوقِك
ليان بغضب: ابعد عني عشان ما أصوّتش وألم عليك الناس وأقول متحرش
فنظر محمود حوله وقال لها بسخرية: الساعة ستة الصبح ومتحرش ما علينا هتروحي لمين
ليان بغضب: أنت ما لك ما تخلّيك في حالك 
محمود بابتسامة: حاضر عايز بس أقول لِك لو محتاجة تشتري أو تستأجري شقة هنا أنا أعرف سمسار شاطر
عند آدم فتحت سيليا عينيها ببطء فوجدته نائماً على الكرسي فقالت له بصوت خافت: آدم
فاستيقظ بفزع وقال لها بقلق: ما لِك يا حبيبتي
سيليا بهدوء: مفيش يا حبيبي حقك عليّا إني تعباك معايا
آدم بابتسامة وهو يقبّل يدها: تعيشي وتتعبيني كمان وكمان يا حبيبتي أهم حاجة عندي راحتِك
وفجأة انتبه لظرف يُلقى على الأرض فركض للخارج ووجد شاباً يركض بأقصى سرعته فأكمل ركضه خلف ذلك الشاب الذي أمسك آدم بياقته وألقاه على الأرض وجلس فوقه واستمرّ بلكم وجهه بقوة حتى امتلأ بالدماء وهو يقول له بغضب جحيمي: أنت مين يا ابن ال **** ومين إبن ال **** إللي مسلّطك عليّا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close