أخر الاخبار

رواية صعود امراة الفصل العاشر10والحادي عشر11 بقلم ايه طه


رواية صعود امراة الفصل العاشر10والحادي عشر11 بقلم ايه طه


فيصل لَمح لفوزية: "هاتِي ورقة الحكَم يا ستي اللي جبتيها النهاردة من المحكمة."

فيصل للضابط: "حضرتَك، أنا وكيل نيابة، وده الكارنيه بتاعي يعني عارف القانون كويس، وعُمري ما هخاطر بمستقبلي وشغلي بالطريقة دي، فأرجوك بس تهدأ وتفهم الوضع بعقلانية مش أكتر."

إبراهيم بانفعال: "يا حضرة الضابط، دول بيضحكوا علينا وعايزين يكسبوا وقت، أنا عايز بنتي اللي خطفوها من حضني علشان يجوزوها بالعافية مني، وبيهددوني بسلطة وكيل النيابة عشان محدش يسألهم."

فيصل: "حضرتك، الاتهامات دي كلها كيدية، وهو عايز يفرض عليها جواز غصب وهي تحت السن القانوني. حضرتك لو أنا خاطفها أو عايز أتجوزها غصب، مش كنت أخذتها معايا وسافرت بيها؟ كنت هاسيبها هنا في بيت جدتها وامشي؟ وكمان، أنا قلت إنها تحت السن القانوني، وأنا راجل قانون، فهعمل كده إزاي؟ بس لو حضرتك تسمع من نَجاة بنفسها، تعرف الحقيقة..."

الضابط بص على إبراهيم وبص على فيصل، لقى إن نَجاة خايفة من أبوها، وواقفِة ورا فيصل كأنه أمانها. وهنا فهم الضابط إن في حاجة غلط وقرر يسمع من نَجاة عشان يعرف الحقيقة.

الضابط: "طيب يا آنسة نَجاة، الكلام اللي أبوكي بيقولُه صح ولا لا؟"

إبراهيم تدخل وقال: "مش شايف خايفة إزاي؟ أكيد مهددة. واللي هتقوله مش هيبقى صح. إنت هتسمع منها وهي لسه قاصر وأنا أبوها؟ والحاجات دي تتعمل في القسم مش هنا!"

فيصل بغضب: "قسم إيه؟! إنت عايز تدخل بنتك القسم وسط المجرمين؟ إنت أب إزاي!"

الضابط بحزم: "يا أستاذ إبراهيم، ما تمشيش الأمور بالطريقة دي. لو كلمتني بالطريقة دي تاني، هحبسك 24 ساعة بتهمة إزعاج السلطات. وأما بخصوص خوفها، فأنا متفق معاك. بس مش منك؟ باين عليها الخوف منك إنت. فخليني أسمع من نَجاة، وما تخافيش من حد، احكيلي الحقيقة."

نَجاة بدأت تحكي عن اللي عمله أبوها من حرمانها من التعليم وسوء معاملتها، وإنه كان عايز يجوزها لرجل في سن أبوها عشان مصلحته. وإنها راحت المحكمة بدري، وأخذت حكم الحضانة لجدتها فوزية، وده السبب اللي خلاها هنا.

فوزية قدمت ورقة الحكم، وفي الوقت ده جال الضابط مكالمة من رئيس فيصل في النيابة، أكد فيها إن فيصل أخذ إجازة يومين عشان حالة وفاة في عيلته، وكان المفروض يكون في الطريق للمكتب.

الضابط: "انت كنت جاي منين؟"

فيصل: "من محطة القطر، كنت مسافر شغلي، لحد ما حد من الجيران اتصل بيه وقال لي إنكم هنا، ودي تذكرة القطر اللي كنت حاجزها."

الضابط شاف التذكرة، وتأكّد من صحتها وقال...

الضابط: "تمام، أنا آسف على اللي حصل. بستأذن..."

إبراهيم بغضب: "بتستأذن إيه؟! انت هتسيب البت؟ عرفوا يلعبوا بالورق وأجبروها تقول أي كلام. البت لازم ترجع معايا."

الضابط: "محدش لعب بالورق، والبت معاها حكم محكمة. لو عايز، تقدر ترفع قضية حضانة. غير كده أنا ماليش دعوة."

إبراهيم بغضب: "مفيش لعب بالورق؟ دا أنا إبراهيم حمدان، والبت دي هاخدها غصب عن أي حد."

إبراهيم مسك نَجاة من إيدها بالقوة وجرها، لكن فيصل والضابط اعترضوه.

الضابط بحزم: "إنت بتعمل إيه؟ أنا قلتلك البت مش هتاخدها، وخصوصًا بالطريقة دي."

إبراهيم: "هاخدها يعني هاخدها."

الضابط أشار للعساكر اللي معاه يمسكوه وقال بتحدي: "خليك عندي بقى 24 ساعة بتهمة إزعاج السلطات. نشوف مين هيعمل إيه بعد كده."

فيصل: "حضرتك، عايز أعمل محضر باللي حصل وإقرار بعدم التعرض لنجاة."

الضابط: "هنعمل المحضر والإجراءات كلها في القسم."

وبالفعل، راحوا القسم وحرروا المحضر. وعند خروجهم، سمع فيصل صوت إبراهيم وهو بيهدده: "مخلصتش هنا، الدنيا دوارة، وهتجيلي بنفسك يا فيصل."

فيصل كان متوتر لكنه حاول يبان هادي قدام نَجاة وجدتها. ابتسم وقال: "ما تخافيش يا نَجاة، الأمور هتتحل."

بس تهديدات إبراهيم كانت رنّانة في دماغه. عارف إن المواجهة ما انتهتش. وفي المساء، جلس مع فوزية اللي كانت قلقة وقالت: "فيصل، أنا مش مرتاحة. إبراهيم مش هيهدى بسهولة."

فيصل رد عليها بثقة: "عشان كده هنروح النيابة بكرة ونتأكد من كل الإجراءات، وهنطلب حماية قانونية لنجاة."

نَجاة بصوت خايف: "أنا خايفة يا فيصل... خايفة يرجع ويأذيني."

فيصل قرب منها وقال بحنان: "ما تخافيش، أنا هنا علشان أحميكي."

في الليلة دي، فيصل اتصل بصديق ليه في الأمن وطلب تأمين البيت ووضع حراسة.

وفي الصباح، جاله اتصال من النيابة إن إبراهيم رفع عليه قضية تزوير. رغم إنه عارف إنها كذب، بس الأمور بدأت تتعقد أكتر.وعند شروق شمس اليوم التالي، صحِي فيصل على صوت التليفون. جاتله مكالمة من النيابة، قالوله إن إبراهيم رافع عليه شكوى، متهمه فيها بالتزوير واستغلال السلطة. مع إن فيصل كان عارف إنها محاولة يائسة، بس بعد ما قفل المكالمة، حط التليفون جنبه وخد نفس طويل. بَص حواليه، لقى البيت هادي بطريقة مريبة، كأنها الهدوء اللي قبل العاصفة. كان متأكد إن إبراهيم مش هيقف عند كده، وإن التهديدات مش مجرد كلام فاضي. كل لحظة كان حاسس بثقل المسئولية اللي على كاهله، لكن لازم يكون قوي عشان نجاة وفوزية.

قعد على الكنبة، وحاول يرتب أفكاره ويخطط للي جاي. همس لنفسه: "مفيش مجال للغلط." بعدها قرر يتصل بمحامي شاطر ياخد رأيه في إزاي يرد على الاتهامات الباطلة دي.

وفي نفس الوقت، كانت شمس الصبح بتتسلل من الشباك، معلنة بداية يوم جديد مليان تحديات. أدرك فيصل إن الطريق قدامه طويل وصعب، بس كان في شعور داخلي بيشجعه إنه يكمل ويواجه، حتى لو المواجهة مع إبراهيم لسه بادئة دلوقتي.


الفصل الحادي عشر 
**فيصل:** إزيك يا مهران؟ عامل إيه؟ سمعت باللي حصل؟

**مهران:** الحمد لله زي الفل. وانت عامل إيه؟ أيوه سمعت، ما أنا اللي اتصلت برئيسك بالنيابة عشان يكلم الظابط يومها، بس إيه الجديد؟ حصل حاجة تانية؟

**فيصل بدهشة:** بجد انت اللي عملت كده؟! وأنا أقول الرئيس عرف منين!! تسلم يا صاحبي، بس أنا محتاج منك خدمة...

**مهران:** إحنا إخوات يا فيصل، أنا مقدرش أنسى وقفتك معايا أيام الكلية. اعتبر اللي عملته ده دين عليا وردته. قولي بقى، عايز إيه؟

**فيصل:** إبراهيم ده قدم بلاغ فيا، بيقول إني مزور ومستغل منصبي. أنا عارف إنها اتهامات باطلة، إنما هو بيحاول يشوف هيوصل لإيه. بس أنا محتاج محامي شاطر يمسك القضية، وكمان قضية نجاة.

**مهران:** إزاي يعني يقدم بلاغ زي ده ضدك إنت؟ هو اتجنن ولا إيه؟ متقلقش، أنا هتصرف. وبالنسبة للمحامي، أنا أعرف واحد شاطر جدًا، هكلمه ونشوف هنعمل إيه.

**فيصل:** تمام، بس يا مهران ماينفعش يبقى في مجال للخطأ، فاهم؟

**مهران:** فاهمك، متقلقش.

بعد ما خلص المكالمة، دخلت عليه نجاة لابسة فستان أسود وحجاب أسود، عشان لسه في الحداد على أمها. كانت مفزوعة وهي بتقول...

**نجاة:** أبيه فيصل، إيه الناس اللي هنا من الصبح دي وبيعملوا إيه؟

فيصل يبص لها منبهر من جمالها، ويفكر إمتى كبرت البنت اللي كانت بتجري في البيت. اتفاجئ إنه مسحور بيها. يفوق على صوتها وهي بتكرر السؤال...

**فيصل:** واه واه مالك قلقانة ليه؟ دول بتوع شركة التأمين، جايين يأمنوا البيت. إنتِ عارفة أنا شغلي مش هنا ومش دايمًا موجود، فبحاول أطمن عليكم.

**نجاة بقلق:** كل ده بسبب أبوي، صح؟ والله قلت لستي إني أمشي له وأخلص بدل ما يعذبني ويعذبكم معايا... هو مش هيسيبني إلا لما يعمل اللي في دماغه.

**فيصل بيلمس كتفها برفق:** متقلقيش من حاجة، ركزي بس في دراستك. متنسيش وعدك لعمتي الله يرحمها.

**نجاة ببكاء:** هي فين عمتك دلوقتي يا أبيه؟ ياريتها كانت معايا، والله وحشتني. وجودها كان بيديني قوة...

**فيصل بحنية:** اهدي يا نجاة وادعيلها. إحنا كلنا معاكي، ومش عايز أشوف دموعك دي تاني. ركزي على مذاكرتك، امتحاناتك قربت... قوليلي عايزة تدخلي إيه؟

**نجاة بحماس:** عايزة أدخل كلية تجارة إدارة أعمال... أو طب نسا وتوليد.

**فيصل باستغراب:** دي حاجة في الغرب وحاجة في الشرق يا بنتي، إيه جاب لجاب؟

**نجاة:** أبوي عنده الأراضي، وأنا عايزة أثبتله إني أقدر أشتغل معاه، وأطور الشغل. ومن ناحية تانية، نفسي أساعد الستات في بلدنا وأوعيهم. بس كله أحلام مش هتحقق...

**فيصل:** انتِ زينة أوي يا نجاة، والحمد لله طلعت مش زيهم. حلمي زي ما هو حلمك، وأنا معاكِ لحد ما يتحقق. مش مهم أبوكي يفكر إيه، المهم انتِ تفضلي قوية.

**نجاة بخجل:** وذنبك إيه تشيل كل ده؟ ده شغل أبوي مش شغلك.

**فيصل بغضب:** واه واه! انتي اتجننتي؟ أنا راجل البيت بعد جدي، وكل حاجة عليا. إيراد الأرض من ورث أمك ليكي، وأنا من هنا ورايح هحولهولك، ومصاريفك كلها عليا، مش عايز أسمع الحكي ده تاني.

**نجاة بخوف طفيف:** حاضر يا أبيه، خلاص.

**فيصل:** مالك بتهتي كده؟ ليه عرقتي؟

**نجاة:** أصل حضرتك أول مرة تتعصب عليا، وأنا مش متعودة على كده...

**فيصل بهدوء:** مش قصدي أتعصب عليكي، بس أنا راجل البيت هنا. مش عايز أسمع حاجة عن مصاريفك تاني، مفهوم؟

**نجاة:** حاضر يا أبيه.

وبعد ما خرجت نجاة من الغرفة، فيصل وقف يفكر فيها. يسرح في ملامحها. يبتسم وهو فاكّرها، إلا إن وعد دخلت عليه بابتسامة:

**وعد:** إيه يا فيصل، سرحان في إيه؟ ولا في مين؟

**فيصل بابتسامة متوترة:** لا مفيش، كنت بفكر في حاجات.

**وعد بنظرة فاحصة:** شكلك بتفكر في نجاة، صح؟ الزمن ده مش بيفوت حاجة على حد.

 لقراءة باقي الفصول اضغط هنا                         

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close