أخر الاخبار

رواية وللنصيب راي اخر الجزء الثالث3الفصل الخامس والثلاثون35والسادس والثلاثون36بقلم لوليتا محمد

رواية وللنصيب راي اخر الجزء الثالث3الفصل الخامس والثلاثون35والسادس والثلاثون36بقلم لوليتا محمد


ف مصر.....

آسر أول ما نزل من المطار طلع علي بيت أبوه و فضل قاعد مستنيه عشان يتكلم معاه....

أبوه رجع من شغله و إتفاجئ بوجوده... ف الأول مكنش عايز يقعد معاه ولا يسمع منه أي حاجه.... بس مع إصرار آسر إنه يتكلم معاه ده إللي خلاه يدي ل نفسه فرصه إنه يسمعه....

آسر حكاله كل حاجه حصلت مع ندي قبل ما تسافر بخصوص شهد.... و قاله ليه هما خبوا عليه موضوع جوازه.... حكاله علي حمل شهد و إزاي عرف مكان ندي و إللي حصل معاه ف أمريكا... هو ماجبش سيرة يوسف... بس قاله على مضمون كلامه مع ندي....

محمد كان مصدوم مش قادر يتكلم و لا يفتح بقه ب نص كلمه.... كل ما آسر يتكلم و يحكيله أكتر.... كل ما صدمته بتزيد....  بدأ يربط الأمور و الأحداث ببعض و بدأ يفهم موقف وائل و نهي و إصرارهم علي عدم معرفة آسر ل مكانهم.... كان مصدوم و مش عارف يتكلم يقول إيه... و صدمته كانت أكتر هو و ناديه لما عرفوا ب حمل شهد...

آسر بعد ما إتكلم و طلع كل إللي جواه... طلع مفاتيح مكتبه و قال ل أبوه إنه مش هيرجع الشركه تاني و إنه هيعيش ف بيته....

آسر ساب أبوه و أمه ف صدمتهم و نزل علي شقته يرتاح و يشوف هيرتب أموره الجايه إزاي....

ف بيت ولاء.....

ولاء كانت تعبانه و حزينه ع إللي بيحصل ل زياد... كانت شيفاه حزين مكسور.... ولا بيتكلم ولا بيضحك و لا بيقعد معاهم.... ف الأول كانت فاكره إن مراته راحت زياره ل أهلها أسبوع و لا إتنين بس لاحظت إن غيابها زاد عن الأول... و كل ما تحاول تتكلم معاه عنها كان بيقفل ع الموضوع و يغيره.... أو يتحجج إنه تعبان و عايز ينام....

كانت بتحس بيه و بوجعه لما تلاقي نور أوضته والع بالليل و صوت قهرته و حزنه مش قادر يكتمهم ولا يخبيهم....

غصب عنه قلبه وجعه من تصرف مراته وهو مش عارف يعمل إيه ولا يتصرف إزاي.... و خصوصآ لما لقاها بتنزل صور ليها مع صحابها و أهلها و هي مبسوطه و سعيده... ولا فارق معاها زياد ولا حبها ليه.... كان فاكر إنها فتره و هتعدي و إنها مش هتقدر علي بعده.... كذا مره كان بيقرر إنه يكلمها و يسمع صوتها... بس لما يدخل ع الفيس و يلاقيها فرحانه و مبسوطه و عايشه حياتها من غيره كان بيتقهر و يتوجع و لا كأنها متجوزه و لا كأنها حبته من أصله....

كل يوم كان بيسأل نفسه بحيره هو غلط معاها ف إيه عشان تعمل فيه كده.... كان المفروض يعمل إيه ولا يتصرف إزاي عشان تفضل معاه و جنبه تطمنه و تهديه و ترجع له ثقته فيها.... كان مطلوب منه إنه ينفذلها كل طلباتها و خلاص.... وقت ما تعوز تخلف... تخلف... وقت ما هي مش عايزه يبقا خلاص.... طلباتها أوامر تنفذ ف الحال بدون مناقشه ولا أي إعتبارات تانيه.... ولا حتي تحاول معاه ب الود و اللين.... 

كان مخنوق و موجوع أوي.... وهو مش عارف يعمل إيه.... و هو مخنوق أكتر لأنه مش عارف يتكلم مع أمه وهو شايفها بتتحسر عليه و زعلانه عشانه و هي بقت متأكده إن في زعل بينه و بين مراته لدرجة إنها سابت له البيت و سافرت ل أهلها..... هي ما تعرفش سبب خلافهم.... بس هي حاسه ب نسبه ٩٩% بسبب الخلفه.... بس طبعآ أي تفاصيل هي ماتعرفهاش.... ولا حتي تعرف إن إبنها هو إللي مابقاش عايز.... حاولت معاه أكتر من مره... و كل مره كان بيصدها و يغير الموضوع.... و خافت إنها تتكلم معاه بطريقه مباشره تخليه يزعل و يسيبلها البيت و يمشي... فضلت السكوت عن إنها تتكلم معاه... و ف نفس الوقت.... مستنيه إن هو بنفسه ييجي و يتكلم معاها......

كل مره كان زياد بيحاول يفتح فيها كلام مع أمه بخصوص الموضوع ده... كان بيتراجع عشان خايف من رد فعلها... كان خايف يسمع منها كلام كتير يوجعه... خايف يسمع إنها كانت صح لما كانت معترضه إنه يتجوز واحده أجنبيه عشان المشاكل إللي ممكن تحصل بينهم تكون نتيجتها إنها تاخد عياله و تمشي....

بعد ٤ شهور من سفر ليليان ل ألمانيا....

چيري دخلت عليها أوضتها وهي عماله تعيط و منهاره.....

چيري بضيقه: و بعدين معاكي يا لي لي؟؟؟ و آخرتها إيه ف عندك ده؟؟؟ ماينفعش إللي إنتي بتعمليه؟؟؟؟

لي لي بإنهيار: يعني عايزاني أعمل إيه يعني يا ماما... هو إللي المفروض ييجي و يصالحني... مش يحسسني إني ماليش لازمه ف حياته... ولا كأني سبت أهلي و بلدي و رضيت أعيش ف بلده وسط أهله....

چيري بحده: ما تنسيش إنك إختارتي زياد ب إرادتك يا لي لي.... محدش غصب عليكي ف إختياراتك.... إنتي ب نفسك كنتي عارفه و راضيه و موافقه إنك تعيشي معاه ف مصر... و إنتي برده إللي سبتيه و جيتي هنا بإرادتك... ف ماتلوميهوش هو علي غبائك و تهورك....

ليليان بحده و عصبيه وهي بتقوم من مكانها: أنا غبيه و متهوره يا ماما؟؟؟

چيري بجديه و عصبيه أكتر منها: آه يا لي لي... غبيه و متهوره.... غبيه عشان سبتي بيتك و جوزك و إنتي لسه بتحبيه وهو كمان بيحبك و سمعتي كلام صاحبتك الغبيه و جيتي هنا... غبيه عشان ما أدتيش نفسك فرصه توزني الأمور و تفهمي وتطمني جوزك و تخليه يوافق ع إللي إنتي عايزاه وهو مبسوط و راضي ب قراره...

ليليان بحده و نرفزه: ماهو إللي مابقاش يحبني... إللي يحب حد يعمله إللي هو عايزه.... لكن زياد بطل يحبني...

چيري بحزن علي بنتها من تفكيرها: إللي بيحب حد بجد ما يستغلش حبه ليه.... و إنتي بتستغلي حب زياد ليكي.... 

ليليان بصدمه: بستغله؟؟؟

چيري بزعل: آه... و للأسف بتستغليه غلط.... چيري ربعت إيديها و بتقولها بجديه بس بهدوء: هو إنتي كنتي فاكره ب عمايلك دي... و سفرك غصب عنه.. هيخليه يجري وراكي لغاية هنا و يصالحك و ينفذلك كل إللي إنتي عايزاه؟؟؟

ليليان بلعت ريقها بتوتر وهي بتبص لبعيد... و چيري بتكمل كلامها بهدوء: تبقي غلطانه و غبيه لو فكرتي بالطريقه دي... لأن شخصيه زياد و معتقداته و تربيته مش هتسمح له إنه يعمل حاجه عكس إللي هو مؤمن بيها و مش هيسمح لحد إنه يلوي دراعه و خصوصآ إنه مش غلطان....

ليليان بحده: هو مش غلطان؟؟؟

چيري بحزم و حده: لأ يا لي لي مش غلطان... إنتي إللي غلطتي لما سمحتي لواحده متخلفه زي مارلين تلعب بيكي و تلعب ب عقلك و تكرهك ف جوزك....

ليليان بلعت ريقها بتوتر و بتحاول تدافع عن صاحبتها: هي... هي... مش قصدها كده... هي قصدها... يعني...

چيري بحده: أصل إيه يا لي لي... ما تبطلي تدافعي عنها و عن غلطها بقا....

ليليان بعصبيه: هو إنتي بتدافعي عن زياد ليه يا ماما.... المفروض إن أنا إللي بنتك.... يعني تدافعي عني أنا.... مش هو....

چيري كشرت بحزن و زعل علي بنتها: هو ده إللي ربيتك عليه يا لي لي؟؟؟ هو أنا ربيتك إنك تدافعي عن الغلط؟؟؟

ليليان بلعت ريقها بتوتر وهي بتبص ل بعيد.... و چيري بزعل: أنا بدافع عن زياد عشان هو مغلطش فيكي.... زياد لما رفض إنك تخلفي كان خايف منك و من تصرفاتك... ليليان بصتلها بصدمه.... و چيري بهدوء: أيوه يا لي لي... هو كان خايف من اللحظه دي... إنك تاخدي أولاده منه و تسافري و تحرميه منهم بعد ما يتعلق بيهم.... چيري بهدوء أكتر من الأول: و هو قالك الكلام ده.... يعني مخباش عليكي.... و مع ذلك... أصريتي إنك تسافري و تسبيه وهو خايف منك....

ليليان بضيقه مكتومه: طب ليه ماحاولش يصالحني يا ماما... ليه حسسني إنه ماصدق خلص مني؟؟؟؟ ده مفكرش ولا مره إنه يكلمني و يقولي إني وحشته و عايزني معاه؟؟؟

چيري أخدت نفس جامد وخرجته بالراحه وهي بتربع إيدها: عايزاه يعمل كده إزاي و إنتي كل شويه تنزلي إستوريهات و صور ع الفيس و الواتس إنك سعيده و مبسوطه هنا ف ألمانيا؟؟؟ إزاي يا لي لي؟؟؟؟

ليليان كشرت أوي بضيقه و خنقه... و چيري بتنهيده حزينه: لو لسه بتحبيه يا لي لي و عايزاه روحيله.... إرجعي مصر و صالحيه....

ليليان بتتنيحه: أنزل مصر؟؟؟

چيري وهي بتخرج من أوضتها: ما تنسيش إنك بقالك ٤ شهور هنا.... و ممكن ف أي لحظه تسمعي إنه إتجوز واحده تانيه غيرك....

ليليان بصتلها بحده و غضب... و چيري بهدوء: إللي أعرفه عن المسلمين إن من حقهم يتجوزوا إتنين و تلاته و أربعة مع بعض ف وقت واحد.... و أفتكر إنه قالك حاجه زي كده؟؟؟ صح ولا أنا غلطانه؟؟؟

ليليان بعصبيه: هو ممكن يعملها؟؟؟

چيري و هي بترفع إيديها: معرفش... بس إنتي قولتيلي حاجه زي كده... من الآخر... لو لسه بتحبيه روحيله و إتكلمي معاه... و شوفي هو هيقولك إيه... چيري بتنبيه عليها بس بحده: بس ياريت ما تقوليش حاجه للمتخلفه صاحبتك... عشان دي غبيه....

ليليان بصت ل بعيد بغضب من كلام أمها عن جواز زياد و چيري سابتها و خرجت تشوف إيه إللي وراها....

ليليان مقدرتش تنكر إن في كلام كتير أمها قالته صح.... هي سابت بيتها عند ف جوزها من غير ما تراعي شعوره وهو بيطلب منها إنها ماتسبهوش و تطمنه من ناحيتها... بسرعه مسكت فونها و فضلت تقلب و تتفرج علي صورهم مع بعض و إتفاجئت إنه بجد واحشها... واحشها بيتها و حياتها ف مصر... واحشها جوزها و حضنه و خوفه عليها.... غمضت عنيها و دموعها بدأت تنزل منها بوجع لما إفتكرت آخر حوار ليهم و تهديده ليها ب جوازه من واحده تانيه...

يادوب فات ساعتين تلاته... و چيري إتفاجئت ب ليليان دخلتلها المطبخ و بتقولها بإبتسامه عريضه: ماما.... أنا هسافر مصر بكره....

چيري بتعجب: بجد يا لي لي؟؟؟؟

ليليان بإبتسامه هاديه و هي بتهز راسها ب آه: آه... مش ده إللي كنتي عايزاه؟؟؟

چيري بإبتسامه هاديه: بصراحه آه.... ليليان إبتسمت بهدوء و چيري بتنبيه عليها: لازم تتكلمي معاه بهدوء و تعرفيه إنك كنتي غلطانه.... ماتحاوليش إنك تبرري تصرفك الغلط ده يا لي لي.... ماشي....

ليليان بإبتسامه هاديه: حاضر يا ماما.... 

چيري بإهتمام: هتكلميه و تعرفيه إنك نازله مصر؟؟؟

ليليان بإبتسامه عريضه: لأ.... هعملهاله مفاجأه...

چيري بإبتسامه هاديه و هي بتطفي علي الأكل: ماشي يا لي لي... يلا شوفي إيه إللي ناقصك عشان نلحق نشتريه و تاخديه معاكي مصر.... أنا هطلع أغير هدومي و هنروح مع بعض نعمل شوبينج...

ليليان إبتسمت أوي و هي بتطلع أوضتها و بتشوف الحاجه إللي ممكن تحتاجها و هي ف مصر....

بعد ما فات ساعتين تلاته... رجعت هي و أمها و جهزت شنطتها و بدأت تستعد ل سفرها....

تاني يوم.....

ليليان نزلت مصر و هي في قمة سعادتها و فرحتها... مكنتش قادره تصدق إن مصر كانت وحشاها أوي... جوها و ناسها... و أهم حاجة... جوزها و بيتها وحشوها أوي....

خدت تاكسي و طلعت علي بيتها و هي متشوقه إنها تشوف رد فعل زياد أول ما يشوفها بعد غياب ٤ شهور...

دخلت بيتها بس إتصدمت و كشرت أوي لما لقته كله تراب كأنه مهجور... لحظات و بدأت تستوعب إن جوزها مابقاش عايش فيه.... فكرت شويه و بعدين قالت ل نفسها: أكيد راح ل مامته... أنا لازم أروحله هناك....

سابت شنطها و قفلت شقتها و خدت تاكسي علي بيت ولاء....

أول ما طلعت الشقه و يادوب لسه هترن الجرس... سمعت صوت دي چي شغال و أغاني و زغاريط كأنه فرح.... إتجننت و إتعفرتت و افتكرت إللي حصل معاها ساعه حنتها... و قالت ل نفسها بوجع و دموعها بتنزل منها غصب عنها: معقول يكون زياد إتجوز عليا.... بجد ممكن يعملها؟؟؟ هو... هو قالي إني لو مشيت هيتجوز واحده تانيه غيري....

بسرعه و بدون تفكير ولا تركيز فضلت تخبط ع الباب بجنون و هي إيديها ع الجرس بشكل هيستيري.... لحظات و صوت ال دي چي وقف بسبب الخبط إللي هي بتخبطه... بس إيديها الأتنين شغالين خبط و رزع من غير ما توقف...

ولاء جايه ب عصبيه: يووووه... طيب... طيب أدينا جايين أهو... بطل ياللي بتخبط....

ولاء فتحت و بصدمه و ذهول: ليليان؟؟؟؟

ليليان بعصبيه و دموع فتحت الباب ع الآخر و هي بتدخل علي جوه من غير أي إهتمام ل ولاء... و لا كأنها موجوده و بتجري علي جوه ف وسط الناس: زياد فين؟؟؟ زياد.... يا زياد....

زياد خرج بصدمه اول ما سمع صوتها وهو لابس بدله و مهندم نفسه كأنه عريس: ليليان؟؟؟؟

ليليان بصدمه و دموع و قهر أول ما شافته بالشكل ده بس بالألماني:....


الفصل السادس والثلاثون 

ليليان بصدمه و دموع و قهر أول ما شافته بالشكل ده بس بالألماني: أنا.... أنا آسفه يا زياد.... آسفه....

زياد ساكت مش بينطق بكلمه واحده بس بيبصلها بوجع و حزن و دموعه غصب عنه بتلمع ف عيونه وهو بيبلع ريقه بالعافيه وهو حاسس ب نغزه وجع ف زوره و غصه ف قلبه... و هي بتكمل كلامها بدموع الندم و هي بتقرب منه بهدوء: عشان خاطري سامحني.... أنا كنت غلطانه لما عاندت معاك و سافرت غصب عنك.... زياد مش قادر يبلع ريقه و دموعه خانته و نزلت منه غصب عنه..... لحظات و قالها بالألماني وهو بيمسك إيديها: تعالي معايا يا لي لي.....

ولاء شدت سدره من دراعها وهي بتقولها بغضب مكتوم: ترجمي و قولي بتقوله إيه....

سدره ب حزن علي أخوها: مش وقته يا ماما... سبيها تقول له كل إللي جواها....

ولاء بصتلها بحده: عارفه لو مانطقتيش مش هعدي يومك علي خير... سامعه.... إنطقي... بتقوله إيه مقصوفة الرقبه دي....

سدره ب تأفف: هف.... حاضر... هقولك....

ليليان بقهره و دموع و هي بتسيب إيده و كأنها خايفه منه ليخرجها بره: لأ يا زياد مش هروح معاك ف حته.... لازم تسمعني الأول.... زياد بلع ريقه بوجع و هي بإنهيار و مهمهاش شكلها قصاد الناس: أنا غبيه أوي يا زياد.... غبيه عشان سيبتك و بعدت عنك.... غبيه عشان سمعت كلام صاحبتي إللي مكنش المفروض أسمعلها....

زياد لسه ساكت و دموعه علي خده... و ليليان قربت أوي منه و هي بتبص ف عنيه بحب و ندم: أنا غلطانه.... بدل ما أطمنك و أخليك ماتخافش مني.... خليتك تشك و تخاف أكتر.... بس و الله بحبك أوي يا زياد...

زياد غمض عينه بوجع و قهر و دموعه بتنزل منه بغزاره و هي بحرقه الحبيب علي حبيبه:  أنا ماحبتش حد غيرك يا زياد.... و مش عايزه حد غيرك.... مكنتش أعرف إني غبيه أوي كده.... كنت ههد بيتي و سعادتي ب إيدي... بس مش هعمل كده تاني.... و الله ما هبعد عنك تاني....

زياد فتح عينه و بصلها بحب و شوق و نظرات العتاب ف عنيه.... و هي بإنهيار: بس عشان خاطري ما تسبنيش.... سامحني و خليك معايا.... ه... هعمل كل إللي أنت عايزه... مش عايزنا نجيب بيبي.... خلاص أنا كمان مش عايزه.... بس عشان خاطري... بلاش تطلقني و تتجوز عليا....

زياد غصب عنه ضحك أوي علي كلامها و ف نفس الوقت دموعه بتنزل منه بغزاره... و محسش ب نفسه غير وهو واخدها فحضنه و ضمها جامد أوي ليه بحب و شوق من كتر ماهو مفتقدها.... و همس ف ودانها بكل حب: مش قادر أحب واحده تانيه غيرك يا لي لي.... مفيش واحده تانيه تقدر تحتل قلبي غيرك.... مش هقدر أتجوز واحده تانيه عشان مفيش ف قلبي غير ليليان و بس....

ليليان غمضت عنيها و دموعها فضلت تنزل منها بغزاره من كتر الفرح و هي بتضمه أوي بشوق و حب.... لحظات و زياد خرجها بره حضنه وهو بيبص ف عنيها بشوق و حب وهو بيمسح دموع عنيها ب إيده وهو بيهديها و يطمنها و بيطلب منها تبطل عياط... و هي مش قادره....

سدره تنحت و إتصدمت من كل كلمه سمعتها من ليليان.... و عرفت و فهمت كل إللي حصل ل أخوها الفتره إللي فاتت و سفر مراته فجأة...

ولاء كانت كل شويه تبص ل سدره بغيظ... و سدره قالتلها بس مش كل حاجه عشان نفسيتها ما تتحملش من ناحية ليليان...

طبعآ هي مش مصدقه بنتها.... بس غصب عنها سكتت عشان ماتبوظش اليوم عليهم....

لحظات... و ليليان قالت ل زياد بشحتفه: يعني... يعني أنت مش هتتجوز يا زياد؟؟؟

زياد ضحك أوي من قلبه... و قالها وهو بيبص ف عنيها بشوق: أطمني يا حبيبتي... مش هتجوز تاني خلاص.... هي مره واحده و بس....

ليليان بحيره: أمال إيه الحفله دي؟؟؟؟

زياد إبتسم أوي... و سدره بإبتسامه عريضه و هي بتقرب منها و بتحط ف إيديها بيبي صغنن: ده سبوع آيه... بنتي....

ليليان بفرحه و سعاده: إيه ده؟؟؟ إنتي جبتي بنت و دي حفله عشانها؟؟؟

سدره بإبتسامه هاديه: أها...

ليليان بحيره: بس إزاي؟؟؟ متهيألي إنك ولدتي بدري...

سدره بإبتسامه هاديه: فعلآ... ولدت ف السابع....

ليليان هزت راسها ب تمام... و سدره سابت آيه معاها و طلبت من ال دي چي يكمل... و زياد بدأ يفهمها السبوع و إللي بيحصل فيه...

عند آسر....

آسر بعد ما إتكلم مع أبوه و سابله البيت و الشغل..... قعد كام يوم ف بيته و بعد كده بدأ ينزل و يروح كل الأماكن إللي كان بيروحها مع ندي... كل مكان كان بيروحه يقعد فيه شويه و هو بيفتكر كل حاجه جمعتهم ببعض ف المكان ده.... و كأنه بيودع كل ذكرياته و حياته معاها.... كل كلمه و كل همسه و كل ضحكه.... كل خناقه و كل خصام و كل صلح.... شويه يبتسم.... و شويه يضحك.... و شويه يكشر و شويه يتخنق و يتضايق و دموعه تنزل منه بغزاره غصب عنه...

خد نفس جامد وخرجه بالراحه بس بوجع وهو بيفتكر آخر كلام سمعه من حبيبه عمره لما كان ف أمريكا.... كل كلمه و كل حرف كانت بتدخل جوه قلبه كأنها سكي^نه بتتغرز فيه... مش قادر يصدق ولا يستوعب إنها خلاص... خلصت خلاص.... خلصت الحكايه و مبقتش ليه...

بص وراه و دخل آخر مكان جمعهم ببعض قبل نهاية حكايتهم....

《 فلاش بااااااك  》.....

جنينه ف شارع أل سعود... قبل كوبري جامعة القاهرة.... كانوا دايمآ بيروحوها و ياما زوغوا من محاضراتهم عشان يقعدوا فيها... أول ما تدخل تلاقي بينچات قصاد النيل و الشجر حواليهم... مكان جميل و هادي...

قبل شهد ما تتصل ب ندي ب كام يوم... ندي طلبت منه إنهم يروحوا المكان ده.... كانت مفتقده المكان ده بالذات... مفتقداه بكل حاجه فيه.... ذكرياتهم و جنانهم... كانت وحشاها أوي أيامهم مع بعض فتره الجامعة... و الغريب المره دي.... إنه مرفضش... بالعكس.... وافق علي طول و عن طيب خاطر و إبتسم أوي أول ما شاف فرحتها ف عنيها و إبتسامتها إللي ملت شفايفها و وشها إللي نور من كتر الفرحه و حضنها ليه إللي كان نابع من جوه جوه قلبها.... و كأنها رجعت بنوته صغيره حبيبها مستنيها علي باب المدرسة عشان يفسحها.... راحوا هناك و هما ف قمة سعادتهم و حبهم.... إفتكروا كل حاجه و أي حاجه حصلت ما بينهم....

إفتكروا أيام ما كان بيذاكر لها و يشرحلها المواد إللي كانت صعبه عليها....

كان بيبقا عارف و متأكد إنها بتتلكك و بتستعبط و تعمل نفسها مش فاهمه عشان ياخدها هناك.... هو يشرح و هي مبتسمه أوي و هي بتبص عليه بكل حب و هيام و شوق و هي مش سامعه ولا مركزه ف شرحه ولا ف أي كلام هو بيقوله عن المذاكره...

يرفع عينه من الكتاب و يبصلها... يلاقيها سرحانه فيه و ف ملامحه و ف طريقة كلامه من غير تركيز ف أي حاجه تانيه.....

فضلوا قاعدين يفتكروا و يضحكوا و يهزروا لغاية ما الأمن مشاهم عشان يقفلوا....

مشيوا علي واحده بالليل.... بس آسر مكتفاش ب الخروجه دي... خدها و راحوا كلوا آيس كريم و قعدوا ع الكورنيش لغاية الفجر ما أذن عليهم...

《 باااااااك  》.......

آسر بص حواليه لقا النيل و لقا البينچات و لقا عمال الكافيتريا... بس مكانهم المعتاد كان فاضي.... فارغ... كل حاجه حواليه بهتانه.... مالهاش لون و لا ريحه و لا طعم... المكان مش هو المكان.... هو نفسه مابقاش هو.... من ساعة ما حبيبته مشيت و سابته يعيش علي أحلي ذكريات و أحلي أيام سنين عمره عاشها معاها... هي و بس... عمر عدي و سنين فاتت مش هيعرف يعيشه تاني و لا هيعوضه.... مرحله.... مستحيل ترجع من تاني... لا معاها و لا مع غيرها...

بص علي مكانهم ال فارغ... كل حاجه فيه مطفيه.... و للأسف مش المكان بس هو إللي كان مطفي... هو نفسه بقا مطفي.... دلوقتي بس عرف معني الوجع... معني الألم.... معني الندم.... خسر أجمل و أحلي حب عاشه ف حياته.... أحلي حب ب عفويته و براءته.... أول حب إللي دق و لمس القلب من غير إستئذان... الحب إلي خطف القلب و العقل ببرائتهم و طفولتهم و بساطتهم.... أي أغنيه أو موقف أو مكان لازم يكون للذكريات نصيب فيه.... ذكريات إتحفرت و إتعلمت جوانا.... من رابع المستحيلات إنها تتمحي... لا ب فوات العمر... و لا ب غياب حد.... و لا حتي ب مو^ته.....

غمض عينه بتعب و وجع و حسره.... و غصب عنه دموعه نزلت منه بغزاره و بدأ يتأوه بصوت عالي من كتر وجعه و شوقه و حنينه لوجود ندي ف حياته من تاني...

شويه و فتح عينه و دموعه لسه بتنزل منه.... حط إيده ف جيب بنطلونه و طلع سلسله فضه شكلها غريب.... أو نقدر نقول سلسله سحريه....

الدلايه إللي موجوده ف السلسله كأنها عمود منقوش عليها زخرفه بسيطه.... بس لما بتتلف بطريقه معينه ب تتحول لقلب و كمان بيتفتح....

آسر طلع السلسله و فتح القلب كانت صورته هو و ندي لما كانوا صغيرين.... هو كان ف آخر سنه ف ثانوي عام و ندي كانت ف تانيه إعدادى.... إبتسم من ورا دموعه غصب عنه أول ما شاف الصوره... كان بقاله كتييير أوي ماشافش الصوره دي... كان حاطط إيده علي كتفها ب تملك و إكمنها ب طبيعة الحال كانت أقصر منه ف باين كأنه واخدها ف حضنه.... آسر أدي الصوره للراجل يقصها و يظبطها علي مقاس القلب... بحيث تبان إنها جوه حضنه....

طبعآ لو حد لبسها و أي حد تاني شافه بيها عمره ما يتخيل إنها بتتفتح أو بتتحول لقلب.... ولا يخطر علي بال حد نهائي... هتبان كأنها سلسله علي شكل عمود و خلاص....

خد نفس جامد وخرجه بالراحه و باس صورتها بمنتهي الحب و الحنان.... لحظات.... و قفل القلب و غيره للوضع العمودي و لبس السلسله ف رقبته و مشي.... و كأنه مصر إن ندي تفضل موجوده جوه نفسه و حياته و كأنها جزء لا يتجزء منه... و مش هتخرج منه إلا بمو^ته.....

بعد ما فات كام يوم و تأكد خلاص من جواه إن مفيش أي أمل إنهم يرجعوا ل بعض و يبقا معاها من تاني... قرر إنه يقفل صفحتها و يطويها للأبد و يروح ل شهد يتكلم معاها....

بعد ما فات سنه و نص علي أبطالنا كلهم....

ف أمريكا.....

ندي كانت خلصت كليتها و بدأت تركز ف شغلها مع أبوها و بتحضر معاه إجتماعات و مقابلات و ماجي طبعآ مش سيباها ف كل صغيره و كبيره.... و ساعات بتحضر معاها الاجتماعات ف غياب أبوها....

وائل حاول يرجع مصر بعد ما ندي خلصت كليتها بس هي رفضت.... و أصرت إنهم يفضلوا ف أمريكا.... و أمها و أبوها ماحبوش يضغطوا عليها لما حسوا إنها لسه محتاجه تفضل هناك.... ف إمتثلوا لرغبتها ف إنهم يفضلوا ف أمريكا.... و خصوصآ إنهم نوعآ ما أتأقلموا و نهي كمان كانت مستقره ف شغلها الجديد و مبسوطه فيه....

بعد ما ندي خلصت كليتها و إشتغلت مع أبوها بشكل جدي.... كانت نوعآ ما قوت علاقتها ب چاكلين و أصحاب يوسف.... و من الوقت للتاني كانت بتخرج معاهم بس طبعآ بعيد عن الأماكن المغلقه و النايت كلوب...

كانت تعتبر چاكلين أقرب واحده ليها و خصوصآ إنها بتتكلم معاها عن يوسف بكل آريحيه... و هي عارفه و متأكده إن چاكلين هتسمع منها بدون ما تفرح أو تشمت فيها.... بالعكس... كانت بتحاول تخفف عنها على قد ما تقدر... و بتحاول تفكر معاها ف الأماكن إللي ممكن يوسف يروحها.. يمكن يلاقوه... بس طبعآ... كانت النتيجة واحده... مش عارفين يوصلوله ولا عارفين أي حاجه عنه....

كانت من الوقت للتاني تروح السينما إللي كان بيروحها و تتفرج ع الأفلام إللي موجوده.... و بعد كده تروح ع البحر زي ما كان بيعمل و تخرج فيه كل إللي جواها.... تفضل تعيط و تصرخ لغاية ما تهدي.... أو تبتسم و تتخيله موجود و تكلمه و تحكيله عن الفيلم و إللي حصل فيه.... و لما تخلص.... تكتب ع الصخره اليوم و التاريخ و إسم الفيلم إللي دخلته....

و لسه برده زي ماهي تروح بيته كل يوم تقعد فيه شويه و بعدين تنزل... و كل فتره تنضف و تغير الأكل....

و طبعآ وائل و نهي سايبنها وهما عارفين إنها بتعمل كل ده....

و ف يوم من الأيام ف الشركه...

ماجي دخلت لوائل مكتبه بهدوء بس بتوتر شويه و خوف: مستر وائل.... مستر باتريك محامي مستر چو عايز يقابل حضرتك؟؟؟

وائل بلع ريقه بتوتر و قلق: خليه يدخل بسرعه يا ماجي....

ماجي هزت راسها ب تمام و دخلته...

أول ما دخل وائل وقف و سلم عليه و طلب له حاجه يشربها بس هو رفض...

وائل قعد وهو قلقان: خير مستر باتريك؟؟؟

باتريك بهدوء نسبي: مستر وائل.... من كام يوم إتصلت ب ميس ماجي تاخد لي ميعاد مع مستر چو عشان نراجع مع بعض شويه أوراق بخصوص الضرايب... باتريك بزعل: بس بصراحه إتفاجئت لما عرفت إن محدش يعرف عنه حاجه بقاله فتره طويله....

وائل بضيقه و خنقه وحزن و زعل ظهر ف نبرة صوته و ملامحه: ده حقيقي... و لغاية دلوقتي محدش عارف عنه حاجه.... وائل بوجع: بس... بس إن شاء الله تعالى يكون كويس... مايكونش حصله حاجه وحشه...

باتريك بهدوء وهو بيفتح شنطته و بيطلع منها ورق و بيديه ل وائل: ف الحقيقه مستر وائل... مستر چو كان كاتب وصيته ف حالة إنه يحصله أي حاجه...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close