أخر الاخبار

رواية وللنصيب راي اخر الجزء الثالث3الفصل السابع والثلاثون37والثامن والثلاثون38بقلم لوليتا محمد

 رواية وللنصيب راي اخر الجزء الثالث3الفصل السابع والثلاثون37والثامن والثلاثون38بقلم لوليتا محمد

باتريك بهدوء وهو بيفتح شنطته و بيطلع منها ورق و بيديه ل وائل: ف الحقيقه مستر وائل... مستر چو كان كاتب وصيته ف حالة إنه يحصله أي حاجه...

وائل بلع ريقه بتوتر و خوف وهو بيبصله بصدمه: إيه إللي أنت بتقوله ده؟؟؟ وصيه إيه إللي بتتكلم عنها؟؟؟ وائل بنرفزه شويه وهو بيحاول يقوي نفسه و يلاقي أي مبرر لغيابه و بيحاول يقنع نفسه و المحامي بكده: هو كويس..... هو بس أكيد متضايق شويه و ... و... و حب إنه يسافر يغير جو... وائل بتوتر و جسمه بيترعش: آه... هو كده بالضبط مسافر يغير جو... وهو كويس.... هو كويس أوي...

باتريك بجديه: مستر وائل... أنت تعرف مكانه؟؟؟

وائل بتوتر: آه... لأ... وائل بحزن ظهر ف ملامحه معرفش يخبيها: بصراحه لأ... وائل بوجع و دموع: حاولت ألاقي مكانه بس معرفتش... و بلغت البوليس و برده مفيش أي أثر ليه....

باتريك خد نفس جامد وخرجه بالراحه وهو بيديله الأوراق: طب أتفضل... من حوالي سنه و ٨ شهور.... مستر چو جالي و كتب وصيته و ساب الظرف ده معايا... ف حالة أي حاجه تحصله أو يعدي علي غيابه أكتر من سنه... طلب مني أجيلك و أديهولك... طبعآ حضرتك فاهم قصدي مش محتاج إني أوضح أكتر من كده....

وائل بلع ريقه بالعافيه و بصله ب عيون بتلمع بالدموع و فهم إللي يقصده باتريك.... يوسف كان موصي المحامي ف حالة غيابه أو مو^ته يدي ل وائل أو حد من طرفه الظرف و الأوراق......

باتريك بهدوء وهو بيقوم من مكانه و بيسيبله كارت ليه: أنا معرفش إيه إللي موجود ف الظرف ده.... بس الأوراق دي نسخه من الوصيه إللي سابها مستر چو... هو كتب كل حاجه ليك و لعيلتك.... الأصل معايا.... و ف إنتظار مكالمة حضرتك عشان نخلص إجراءات تنفيذ الوصيه و نقل الملكيه ليك... عن إذنك....

باتريك مشي و ساب وائل ف حاله يرثي لها.... 

سابه وهو وصل لقمة إنهياره... مكنش قادر يتحمل فكرة إن يوسف سابه و مشي أو يكون حصله حاجه وحشه.... خد الظرف و الأوراق و مشي بسرعه و دموعه نازله على خده سابقاه مش عارف يتحكم فيها و لا كان سامع صوت ماجي و هي بتكلمه لما لقته ماشي بالشكل ده بعد م المحامي مشي...

إتصل ب نهي و طلب منها إنها تحصله ع البيت و نهي سابت كل إللي ف إيديها و مشيت بسرعه ع البيت مخضوضه من نبرة صوته و خصوصآ لما عرفت منه إن الموضوع بيخص يوسف....

روح البيت و فضل قاعد ف الصاله وهو عمال يعيط و موجوع.... مافاتش نص ساعه كانت نهي وصلت و خدته ف حضنها وهي بتحاول تهديه عشان تفهم منه إيه الموضوع....

بعد ما عرفت...

نهي بحزن و زعل وهي بتحاول تداري دموعها إللي نزلت منها غصب عنها و ف نفس الوقت بتحاول تخفف عنه علي قد ما تقدر... بس مش عارفه تهديه إزاي و للأسف مفيش أي كلام ممكن تقوله.... نهي ب دموع و وجع و هي واخداه ف حضنها: مش... مش عارفه أقولك إيه يا وائل... و الله ما عارفه...

وائل بوجع و دموع: خايف ليكون عمل ف نفسه حاجه.... وائل ب قهره: مش هسامح نفسي لو ده حصل يا نهي... وائل بعد عنها و بص ف عنيها بوجع و قهره: هفضل طول ما أنا عايش هحس بالذنب ناحيته....

نهي بحزن و زعل عليه: ليه بتقول كده يا حبيبي... أنت ماعملتش فيه أي حاجه وحشه.. بالعكس... كنت ليه زي أبوه و أكتر....

وائل بوجع و قهر و دموع: مخدتش بالي منه زي ما وعدته... أنا وعدته إني هكون زي أبوه... بس... بس ما وفتش بوعدي ليه...

فجأة سمعوا صوت ندي بتقولهم بحده: مخدتش بالك من مين و ما وفتش بوعدك ب إيه يا بابي؟؟؟

وائل و نهي بصوا ع الباب مكان ماهي واقفه... و وائل مسح دموعه بوجع وهو مش عارف يرد عليها ب إيه... و نهي بصتلها و هي متوتره و بتبلع ريقها بالعافيه... و ندي بتكشيره و حده شويه و هي حاطه إيديها علي قلبها بخوف: تقصد مين يا بابي.... يوسف؟؟؟ وائل غمض عينه ب وجع... و ندي بخوف و قلق و هي بتقرب منه ب بطئ: تقصد يوسف.... هو... هو أنت عرفت مكانه؟؟؟ عرفت أي حاجه عنه؟؟؟

وائل فتح عينه بوجع و بهدوء: لأ يا ندي.... معرفش حاجه عنه....

ندي بحده شويه: أمال ليه قولت كده؟؟؟ ندي بصت ل أمها و دموعها بدأت تلمع ف عيونها: أنتو مخبيين عني حاجه... صح؟؟؟ نهي غمضت عنيها بتعب و هي بتاخد نفسها بالراحه بس بوجع و دموعها بتنزل منها ب غزاره مش بتقف... و ندي بحده: أنتو مخبيين عني إيه؟؟؟؟ نهي فتحت عنيها و هي بتبص ل بعيد و مش عارفه تقولها إيه و دموعها لسه بتنزل منها مش عارفه توقفها... و وائل بيقرب منها و بيحاول يهديها... و هي بتبعد إيده عنها ب عنف وهي بتقوله بحده و عصبيه و دموعها بتنزل منها بغزاره: مخبيين عني إيه؟؟؟ إيه إللي حصل ل يوسف.... ردوا عليا؟؟؟ ليه سايبني كده.... ليه؟؟؟

وائل بتعب: إحنا لسه مش عارفين عنه حاجه يا ندي...

ندي بوجع و دموع بس أهدي شويه: طب... طب ليه قولت كده يا بابي... ليه؟؟؟

وائل غمض عينه وهو ساكت و بيفكر مش عارف يقولها إيه... و هي بزعيق: قولي قولت كده ليه؟؟؟؟

وائل فتح عينه و بدموع و وجع: عشان المحامي بتاعه جه و قالي علي وصيته....

ندي أتصدمت و برقت و تنحت و قالت لهم ب ذهول: و... وصيته؟؟؟؟ ندي بلعت ريقها بصعوبه و ب عدم إستيعاب: ي.... يعني إيه وصيته؟؟؟؟

نهي ساكته مش قادره تنطق بكلمه واحده و هي موجوعه و قلبها متحسر عليه و علي بنتها.... و وائل غمض عينه بقهر ساكت مش بيتكلم....

و ندي بدموع بتنزل منها بس من غير ما تعلي صوتها ال مبحوح و المتقطع و هي مش قادره تنطق بعد ما بدأت تستوعب معني الكلمه: يعني... تق.... تقصد يعني إنه.... إنه م^ات.... 

نهي مقدرتش تمسك نفسها أكتر من كده و مره واحده شهقت بصوت عالي و هي ماسكه قلبها بوجع و دموعها بتنزل منها و كأنها بركان و إنفجر.... و وائل مكنش أقل منها بالعكس.... دموعه نزلت منه وهو تايه مكسور و موجوع.... عينه بتبص ف كل حته و كل ركن ف المكان وهو بيلف حوالين نفسه و بيمسح شعره ب إيده كأنه هيتجنن أو بيحاول يمسح و يطرد الفكره دي من راسه ب أي شكل بس مش عارف.... و شويه بشويه صوت وجعه و دموعه بدوأ يعلوا ف المكان غصب عنه و كأنه مش عارف يهرب منهم يروح فين.... و بالرغم إنه الراجل و إنه لازم يخفف عن مراته و بنته.... بس مش عارف.... هو نفسه مش قادر و مش عارف يكتم وجعه.... مخنوق.... غرقان مش عارف يعمل إيه ولا يروح فين.... مش قادر يتنفس من كتر وجع صدره و قلبه إللي ماليه.... غصب عنه خرجت منه كلمة آآه بحرقه... مش قادر يكتمها ولا قادر يتحمل وجعه أكتر من كده....

ندي بتهز راسها ب نفي و هي لسه ف صدمتها: لأ مش حقيقي.....

وائل و نهي بصولها بسرعه و دموعهم لسه بتنزل منهم... و ندي لسه بوضعها و هي بتهز رأسها بنفي و إستنكار و هي بترجع خطوات بطيئه ل ورا و دموعها بتنزل منها بس من غير ما تعلي صوتها: لأ يا بابي.... يوسف لسه عايش....

نهي بصتلها بحزن و وجع و قهر....و وائل بيقرب منها بهدوء بس بوجع: ندي....

ندي صرخت مره واحده... و صوتها عالي و بإنهيار و زعيق: أبعد عني ما تقربش مني.....

وائل وقف و بصلها بصدمه و ذهول.... و نهي بصدمه من تصرفها و هي بتحاول تمسح دموعها بس مش عارفه: ندي... أهدي شويه مش كده....

ندي بحده و ثبات و تحدي و ثقه و هي بتبص لهم بقوه و هي لسه بترجع ل ورا و دموعها بتنزل منها مش بتقف بس من غير إنفعال و لا إنهيار: يوسف ما^متش.... نهي و وائل بصولها بصدمه أكتر من الأول... و هي بتكمل كلامها ب نفس الثبات و الحده و التحدي و التأني ف كل كلمه بتقولها و هي نفسها بيطلع و ينزل بسرعه: يوسف عايش ما^متش... سامعين؟؟؟ يوسف راجع....

وائل و نهي دموعهم نزلت منهم أكتر من الأول من منظرها و صدمتها.... و ندي دموعها بتنزل منها بغزاره و هي لسه بترجع ل ورا و بتأني: يوسف راجع.... راجع....

نهي مسكت قلبها من كتر الوجع و الصدمه إللي شايفاها ف بنتها... و ندي خلصت كلامها و بسرعه... لفت وشها و خرجت جري علي بره..... خدت عربيتها و طلعت بيها ب أقصي سرعه....

وائل برق و أتصدم من تصرفها و نده عليها و هو بيجري وراها يلحقها... و نهي بسرعه بدموع و وجع: سيبها يا وائل....

وائل تنح و بصلها بصدمه و عدم إستيعاب: نعم؟؟؟؟ أسيبها!!!!

نهي و هي بتمسح دموعها و بتاخد نفسها بالعافيه و هي بتهز رأسها ب آه: آه.... سيبها... 

وائل بعدم فهم و إستيعاب: أسيبها إزاي؟؟؟ وائل بنرفزه و عصبيه و إستنكار وهو صوته عالي: إنتي إتجننتي و لا جرا ف عقلك حاجه؟؟؟ إفرضي حصلها مصيبه ولا عملت ف نفسها حاجه.... أتصرف إزاي؟؟؟

نهي بهدوء نسبي و دموعها لسه علي خدها: ماتخافش عليها... هي محتاجه تكون لوحدها و تخرج كل إللي جواها... أديها شوية وقت...

وائل ضرب كف على كف وهو خلاص هيتجنن من مراته و تصرفاتها هي و بنتها: أنا... أنا مش عارف ألاقيها منين ولا منين.... وائل بص ل مراته بحده: مش عارف إيه كمية البرود إللي فيكي دي..... جبتيها منين؟؟؟؟ وائل بصدمه و صوته عالي: إنتي إيه يا شيخه..... إيه إللي جرالك.... إنتي مكنتيش كده؟؟؟؟

نهي خدت نفس جامد وخرجته بالراحة وبهدوء: ممكن تهدي و تثق فيا شويه....

وائل بصلها بصدمه أكتر من الأول.... و نهي بهدوء: أصبر عليا شويه يا وائل و هحكيلك كل حاجه.... بس أصبر عليا.....

وائل سكت و بص ل بعيد وهو مش عارف إيه إللي حصل و إللي بيحصل ف حياته و حياة مراته و بنته.... ليه حياتهم إتشقلبت و إتلخبطت فجأة بالشكل ده... لا هو ولا مراته و لا بنته دخلوا ف صراع مع حد.... بالعكس..... كانوا دايمآ واقفين مع الناس.....  إللي عايز يأذيهم بيبعدوا عنه..... ف ليه كل ده بيحصلهم و بالشكل ده و ف التوقيت ده... و كأن في حد عاملهم عمل....

ندي خدت عربيتها و راحت للبحر....

نزلت و هي ف قمة عصبيتها و إنهيارها و فضلت تزعق و تصرخ جامد.... تتخانق و كأنها شايفاه قدامها و بتزعق فيه علي غيبته و هروبه.... مش قادره تصدق و لا تستوعب فكرة إنه مابقاش ليه وجود ف الدنيا.... بتنكر حتي مجرد التفكير ف ده....

كان عندها ثقه متناهيه إن كل إللي بيدور ف دماغ أبوها مش حقيقي.... كانت متمسكه ب أمل إنه لسه عايش.... لسه موجود و بيتنفس... طول ما هي موجوده و عايشه و بتتنفس.... يبقا هو كمان موجود و عايش و بيتنفس.... و كأنهم روح واحده ف جسدين.... بشكل أو ب آخر.... مش عارفه تخرجه من تفكيرها و لا قلبها.... مش قادره تنساه ولا يوم و لا ساعه و لا لحظه.... حتي و هي ف وسط صحابها كانت من الوقت للتاني و بشكل غريب تتلفت جنبها كأنها سامعه صوته.... تتلفت و تقوم تبص يمين وشمال و كأنه بينادي عليها.... 

فضلت ع حالها لوحدها قدام البحر لغاية بالليل.... لغاية ما هديت لوحدها... و فجأة و بدون مقدمات لقت نفسها راحت ل عربيتها و شغلت أغنيه ل حماقي... و كأن يوسف موجود و معاها و عايزه تسمعه أو تقوله حاجه بس مش عارفه تعبر عنها غير بالأغاني....

فتحت عربيتها و علت الصوت ع الآخر و هي بتسمع: "....

وادي حالي معاك... هموت عشان أنسآآك...

حاولت ياما أقول لقلبي كفايه يستنآآك...

وادي حالي معاك..... شايفك هنا وهنآآك....

ف كل حته سايبلي ذكرى عيشتها وياآآك...

مش ذنبي إن قلبي راح معاك ومجآآش...

أنا شكلي كلمة أنسى كلمه ما أعرفهآآش....

أيام بتفوووت....بعدك ببطئ بموووت....

على طول واحشني وليه سايبني ومش سامعلك صوووت....

ف جراح وعذاب.... حتى الأمل كذآآب....

كل أما بأقفل باب حبيبي الذكرى تفتح باب...

مش ذنبي إن قلبي راح معاك ومجآآش...

أنا شكلي كلمة أنسى كلمه ما أعرفهآآش....

《 حماقي - وادي حالي معاك 》.....

ندي كانت سايبه الأغنيه شغاله بصوت عالي و راحت قعدت قصاد البحر و هي مغمضه عنيها و بتتنفس بهدوء.... و كأنها هديت لما عملت كده.... ليه؟؟؟؟ هي نفسها ماتعرفش...... بعد ما الأغنيه خلصت راحت عند الصخره و كتبت حاجه.... بس المره دي مش زي كل مره..... 

بعد ما خلصت... خدت عربيتها و روحت بيتها و هي مش عارفه روحت إزاي.... بس طبعآ كانت أهدي من الأول....

أول ما دخلت.... لقت أمها ف وشها و هي خايفه و متوتره.... بس ندي مكنش عندها أي إستعداد إنها تتكلم معاها أو مع أي حد.... مش كده و بس... هي داخله البيت أصلآ و هي مش شايفه حد قدامها.... مش شايفه ملامح أمها عامله إزاي.... كانت حاسه إنها مستنفذه نفسيآ و جسديآ لدرجة إنها مش قادره حتي ترمي السلام....

يادوب طلعت أول سلمتين و أمها لسه هتكلمها.... سمعت صوت وائل بهدوء شويه: ندي.....

ندي بتنهيده تعب و من غير ما تبصله.... غمضت عنيها و خدت نفس جامد وخرجته بالراحة.... لحظات و فتحت عنيها و بصت ل أبوها بتعب و إرهاق: ممكن نأجل كلامنا ل بكره؟؟؟

وائل بحنان: مش هينفع نأجله... تعالي يا حبيبتي...

ندي بصت ل أمها عشان تنقذها من أبوها... بس لقت عيونها بتلمع ب الدموع و هي بتهز راسها و بتقولها ب حنان: روحي يا قلبي.... ماتخافيش....

ندي خدت نفس جامد وخرجته بالراحه و نزلت من السلم و راحت ل وائل بإستسلام تام بس بتعب و إجهاد..... وهو وسعلها عشان تدخل الأوضه....

أول ما دخلت عينيها وسعت و برقت و هي بتقول بصدمه و ذهول: يوسف!!!!

الفصل الثامن والثلاثون 

ندي أول ما دخلت عينيها وسعت و برقت و هي بتقول بصدمه و ذهول: يوسف!!!!

يوسف إبتسم غصب عنه أول ماشافها و سمع صوتها بس كانت إبتسامته إبتسامه وجع و قهر و شوق و حنين و تمني.... ندي كانت واحشاه بشكل مش طبيعي... كان نفسه يجري عليها و ياخدها فحضنه و يضمها أوي و يدخلها جوه ضلوعه... بلع ريقه بالعافيه وهو بيقوم من مكانه و يادوب مشي خطوه ناحيتها إتفاجئ هو و أبوها و أمها إنها وقعت من طولها ع الأرض من كتر صدمتها لما شافته واقف قصادها....

 نهي و وائل و يوسف جريوا عليها بسرعه و هما مخضوضين عليها...

نهي بتعيط و وائل بيحاول يفوقها و يوسف دموعه بتنزل منه بغزاره علي وضعها و حالها.... لحظات و نهي طلعت بسرعه تجيب برفان تفوقها بيه و وائل بيغسلها وشها ب مياه ساقعه و يوسف ماسك إيديها و بيكلمها و ينادي عليها يمكن لما تسمع صوته تتأكد إن هو بنفسه موجود معاها....

دقايق عدت و عنيها بدأت تفتح و تقفل و هي بتحاول تجمع نفسها و بتحاول تركز ف الوشوش إللي شايفاها قدامها.....

لحظات و بدأت تفوق و تدرك وجود يوسف قصادها....

و مره واحده فضلت تبصله ب تتنيحه و صدمه و هي مش قادره تصدق إنه بجد... هو فعلا موجود قصادها بشحمه و لحمه.... مش قادره تصدق إن إحساسها كان صح لما قالت لهم إنه موجود و عايش و هيرجع....

يوسف بيبصلها ب حنان وهو لسه ماسك إيديها و بيهز راسه ب آه و بيقولها بدموع بس بحنيه و حب: أنا هنا يا ندي.... معاكي و جنبك يا ندي عمري....

نهي عماله تعيط و هي ماسكه قلبها من كتر الوجع و وائل مايقلش عنها ف وجعها علي بنته من الموقف إللي هما فيه.... و ندي فضلت بصاله بصدمه و تتنيحه من غير ما تتكلم ب كلمه واحده و هي بتبعد إيده عنها بهدوء و ف نفس الوقت بتتسند علي أبوها لغاية ما قامت وقفت علي رجليها و كأنها مش عايزه حاجه تانيه خلاص.... هي خلاص أطمنت بنفسها إنه موجود و عايش و خلاص.... مش عايزه أي حاجه منه تاني...

و لا محتاجه مساعده منه هو بالذات....

يوسف كان شايف صدمتها بعينه و تصرفها معاه بس مكنش قادر يتكلم و لا قادر يقولها حاجه.... بلع ريقه بالعافيه مع دموعه إللي بتنزل منه بغزاره وهو مقدر موقفها و رد فعلها....

لحظات و ندي لفت وشها و أدته ظهرها و يادوب خطت خطوه عشان تخرج بره الأوضه و تسيبله المكان... يوسف بسرعه و بترجي: ندي..... إستني و إسمعيني عشان خاطري....

ندي و لا كأنها سامعه صوته و لا كأنه موجود معاهم أصلآ... و يادوب كملت الخطوه التانيه.... لقت أبوها ف وشها بيوقفها عن إنها تخرج وهو بيبص ف عنيها بهدوء و حنان: إستني يا ندي و إسمعيه للآخر... لازم تسمعيه يا حبيبتي....

ندي من غير ما تتكلم ب كلمه واحده.... بصت ل أبوها أوي بحده و صدمه و تكشيرة غضب و هي مستغربه أوي موقفه ده... و كأنها بتقوله ب عنيها: إزاي؟؟؟؟ إزاي عايزني أستني و أسمعه؟؟؟ إزاي عايزني أفضل موجوده ف مكان واحد مع الشخص إللي سابني و وجعني طول الفتره إللي فاتت دي.... إزاي؟؟؟؟

وائل بلع ريقه بتوتر من نظرتها و سؤالها إللي موجود ف عنيها من غير ما تسأله و جاوب عليها ف وقتها: أدي لنفسك فرصه يا ندي.... إسمعيه للآخر يا بنتي....

ندي غمضت عنيها بوجع وقهر وهي بتتأوه من جواها... و دموعها فضلت تنزل منها بغزاره من غير ما تتكلم ولا تشتكي....

وائل بهدوء وهو بيوجه كلامه ليهم هما الأتنين: أنا هسيبكوا لوحدكوا بس هبقا بره.... شويه و هرجعلكوا....

ندي فتحت عنيها و بصت عليه لقته بيبتسم لها بحنان وهو بيهز راسه إنه موافق إنهم يتكلموا لوحدهم....

وائل خرج و قفل الباب و ندي لسه زي ما هي... مديه ل يوسف ظهرها و مش عايزه تبصله ولا تشوفه نهائي.... و يوسف ب توتر و خوف منها و عليها: ندي... عشان خاطري بصيلي.... ندي لسه زي ماهي علي موقفها مش بصاله بس مركزه ف كلامه و هي بتمسح دموعها... وهو بوجع ممزوج ب ندم: ليكي حق تعملي أكتر من كده.... مش هلومك و لا هعاتبك... بس...  بس لما تعرفي إيه إللي حصل هتعذريني.... ندي خدت نفس جامد وخرجته جامد ب قلة صبر و هي لسه علي وضعها مش بتبص ناحيته... و يوسف وهو بيبلع ريقه بوجع و حزن: أنا كنت.....

وائل خرج و قعد ع السلم و غمض عينه بتنهيده وهو بيمسح وشه بإيده وهو تعبان و مرهق من كل الأحداث إللي حصلت إنهارده.... بدايه من مرواح محامي يوسف ل مكتبه.... مرورآ ب خروج ندي بشكل إنفعالي بعد معرفتها ب وصيته.... و إنتهاءاً بظهور يوسف بشكل مفاجئ....

نهي قعدت جنبه ع السلم من غير ما تتكلم معاه ف حاجه.... لحظات مرت عليهم ف سكوت تام من غير ما حاجه تقطع سكوتهم.... شويه و نهي بدأت تتكلم بهدوء: يعني ندي كان عندها حق لما قالت إنه عايش و هيرجع!!!! نهي بإبتسامه فرح بس بتعجب: سبحان الله العلي العظيم... الواحد مش عارف يقول إيه.... له في ذلك حكم...

وائل خد نفس جامد وخرجه بالراحه و فتح عينه بهدوء: أنا مش قادر أصدق و لا قادر أتخيل كل إللي بيحصل ده.... أنا فعلا مكنتش مصدق ندي لما قالت إنه عايش و هيرجع.... أنا كنت مقتنع بنسبه ١٠٠% إني خلاص... مش هشوفه تاني.... آه كنت بكدب حاجه زي دي قدام الناس.... بس من جوايا كنت بجد فقدت الأمل إنه يرجع.... و كنت بصبر نفسي بالكلام ده و خلاص.... و أدي لنفسي أمل و أنا عارف من جوايا إنه أمل كداب.... وائل بهدوء: سبحان الله العلي العظيم... سبحان مغير الأحوال... سبحان من يغير حال من حال ف ثانيه....

نهي خدت نفس جامد وخرجته بالراحة: الحمد لله رب العالمين.... ربنا طمنا عليه و رجع بيته بالسلامه....

وائل بهدوء بس بزعل: الحمد لله... بس بصراحه يا نهي.... مش قادر أنكر من جوايا إني بجد متضايق منه أوي.... نهي بصتله ب زعل.... و وائل بصلها وهو بيتكلم بحزن و وجع معرفش يداريه: زعلان و متضايق و مخنوق منه أوي.... أنا كنت بعتبره زي إبني بجد.... ليه مكلمنيش لما جت له الفرصه.... ده مافكرش ولو مره واحده.... مره واحده بس يكلمني و يطمني عليه.... ليه مجاش و إتكلم معايا ع اللي واجعه.... حتي كنت بقيت معاه ف محنته.... مكنش هيبقا لوحده.... طب هو و ندي حصل زعل و خصام و سوء فهم ما بينهم.... ليه يحطني أنا ف النص... وائل بصلها بزعل أوي: ده لاغي وجودي من حياته ب منتهي البساطه... ده كأني مش موجود أصلآ... 

نهي بسرعه و بضيقه: بعد الشر عنك يا وائل.... إيه الكلام ده.... ما تهدي شويه و صلي ع النبي....

وائل خد نفس جامد وخرجه بالراحه: صل الله علي محمد صل الله عليه وسلم....

نهي بحزن: ليك حق تزعل منه و تضايق كمان... بس مكنش ينفع إنه يروحلك و يشتكيلك من ندي.... و خصوصآ إن قبل ما يوسف يشوف ندي مع آسر أنت كنت مديله خلفيه إن في إحتمال إنهم يرجعوا لبعض.... ف هو للأسف ربط الأمور ببعض من غير ما يوزنها صح و لا يدي ل نفسه فرصه إنه يسمعها....

وائل بتكشيره و حده: يعني أنا دلوقتي السبب ف كل إللي حصلهم ده؟؟؟

نهي بسرعه و إستنكار: إيه إللي أنت بتقوله ده يا وائل..... لأ طبعآ.... إللي حصل ده سوء تفاهم.... الغلط عليه هو مش عليك أنت.... هو إللي كان لازم يسمع لها الأول قبل ما يمشي... كان المفروض يواجه مش يهرب.... نهي بجديه: طب م إحنا ياما إتخانقنا و زعلنا و إتخاصمنا من بعض.... و وصلت ف مره للطلاق... وائل بصلها بهدوء وهو بياخد نفسه جامد و خرجه بالراحه و إفتكر اليوم ده... و هي بتكمل كلامها بهدوء: زعقنا مع بعض و صوتنا علي بس محدش فينا هرب من التاني... واجهنا مشاكلنا مع بعض... و سوء التفاهم إتشال... الحمد لله رب العالمين بفضل الله عدينا المرحله دي مع بعض... و إحنا إيدينا ف إيد بعض... محدش فينا ساب التاني ل نفسه و ل أفكاره و لا ل شيطانه..... ف الغلط راكبه من ساسه ل راسه..... نهي بهدوء: الحياة أخد و عطا مع الكل.... سواء أصحاب.... أهل.... جواز.... شغل.... لازم ناخد و ندي.... أسمعك و تسمعني.... علي الأقل لو في أي سوء تفاهم يتشال.... مش الواحد يفضل شايل ف نفسيته و متحمل من الطرف التاني نتيجة سوء فهم أو سوء ظن... ده يبقي أسمه ظلم.... ظلم ل نفسه قبل ما يكون ظلم ل غيره.... نهي بجديه و حزم: هو بقا إستفاد إيه من إللي هو عمله؟؟؟ مكسبش حاجه غير إنه ضيع من عمره و عمر ندي أكتر من سنه ف زعل و نكد و خصام.... ليه ده كله... عشان إيه.... ماكان يستني شويه ولا حتي كام يوم و بعدين يسمعها.... كان زمانه تفادي كله إللي حصل ده....

وائل كان مركز ف كل كلمه مراته قالتها.... فعلآ عندها حق.... لو كان بس أدي لنفسه شوية وقت و سمعها كان تفادي حاجات كتير أوي..... بص ل بعيد و تنفس بهدوء و هدي أكتر من جواه بعد ما حس إنه مكنش السبب ف إللي حصل ل بنته و ل يوسف...

خد نفس جامد وخرجه بالراحه و بهدوء: ربنا يصلح ما بينهم و يهدي سرهم.... وائل بإبتسامه هاديه: هما أي نعم عايزين الضرب.... نهي إبتسمت بهدوء.... و وائل بصلها بنفس الأبتسامة: هما الأتنين علي فكره مش واحد فيهم بس..... نهي ضحكت أوى بس بهدوء و صوتها مش عالي.... و وائل بإبتسامه حب: بس هما الأتنين غلابه و الله... و الدنيا جت عليهم كتير....

نهي بهدوء: ربنا يعملهم إللي فيه الخير و يهديهم و إحنا معاهم...

وائل بهدوء: اللهم آمين يارب العالمين.....

يوسف بوجع و ندم بعد ما خلص كلامه مع ندي: ندي..... أنا بعترف إني غلطت... عشان خاطري سامحيني و أديني فرصه آخيره.... طب.... طب حطي نفسك مكاني... مش بعيد كنتي عملتي زيي و أكتر مني كمان..... يوسف بلع ريقه بالعافيه: يا ندي ردي عليا ماتسبنيش كده.... بصيلي و ردي عليا....

ندي مكنتش بصاله نهائي طول ما كان هو بيتكلم.... و كأنها كانت بتتجنب تبص ف عنيه.... بس الحقيقه إللي كانت جواها... إنها مكنتش قادره تبصله من كتر وجعها و زعلها منه.... الوجع و العيشه إللي عاشتها ف الفتره إللي فاتت بسبب غيابه و بعده بالشكل و الأسلوب ده... و الأهم من ده كله... رد فعله و أسلوبه معاها من غير ما يسمعلها..... ده كان وجعها كتير أوي منه... و بالرغم إنها عرفت سبب غيابه و عدم إتصاله بيهم طول الفتره إللي فاتت... بس بالنسبالها مش مبرر أو نقدر نقول مش سبب مقنع.... و ف نفس الوقت.... مكنش عندها القدره و لا الطاقه إنها ترد عليه من كتر وجعها و صدمتها.... و كأن الصدمه إللي حصلتلها إتحولت من زعيق و إنفعال ل سكوت تام.....

بعد ما فات تلت ساعه ما بينهم.... وائل و نهي بصوا فجأة ناحية الباب لما إتفتح و لقوا ندي خارجه منه و هي ف حالة سكوت تام و يوسف وراها بدموع و قهر: يا ندي عشان خاطري.... ردي عليا.... طب... طب قولي إنك سامحتيني.... طب بلاش سامحتيني.... زعقي... إتعصبي.... أعملي أي حاجه بس إتكلمي.... عشان خاطري إتكلمي....

نهي و وائل وقفوا بسرعه وهما مصدومين من رد فعلها و هما شايفينها طالعه أوضتها من غير ما تتكلم ب نص كلمه بس دموعها بتنزل منها مش بتقف...

نهي بصتلها بوجع علي منظرها و طلعت وراها بسرعه وهي قلبها بيتقطع عليها...

و وائل بص ل يوسف بزعل و حزن إللي بصله و قاله بقهر و دموع و ترجي: مستر وائل... أعمل أي حاجه... خليها ترد عليا.... و الله العظيم عارف إني غلطان بس... بس أقف معايا.. ماتسبنيش كده...

وائل بحزن و زعل عليه بالرغم زعله منه: روح دلوقتي يا يوسف و بكره نتكلم... اليوم كان طويل عليها... يوسف بلع ريقه بالعافيه و وائل بهدوء: مكنش طويل عليها هي بس.... ده علينا كلنا.... سيبها تستريح إنهارده و بكره نتكلم....

يوسف بص بوجع ع السلم مكان ما طلعت.... لحظات و بص ل وائل وهو بيهز راسه بتمام و خد بعضه و مشي...

نهي طلعت ورا بنتها لقتها بتدخل سريرها من غير ما تغير هدومها.... نهي بوجع و زعل عليها: ندي... قومي طيب أغسلي وشك و غيري هدومك عشان تعرفي تنامي....

ندي بهدوء و بصوت واطي: عايزه أنام....

نهي بحزن: طب هغيرلك أنا....

ندي سكتت و هي بتغمض عنيها جامد و حطت إيديها على ودانها كأنها مش عايزه تسمع صوت حد نهائي و رافضه مساعده من أي حد....

نهي فهمت بنتها... ف خدت نفس جامد وخرجته بالراحة و هي بتقلعها حجابها بس و قامت طفت النور و خرجت من أوضتها...

أول ما خرجت لقت وائل ف وشها و سأل عليها قالتله علي رد فعلها....

وائل بتنهيده حزينه: اليوم كان طويل عليها أوي إنهارده و هي أكيد ماعندهاش إستعداد إنها تتكلم ف حاجه... خليها نايمه و ترتاح و بكره بإذن الله تعالى نتكلم معاها و نشوف هي ناويه علي إيه.... ربنا يفرجها و يحلها من عنده بإذن الله تعالى.....

يوسف خرج من عند وائل وهو موجوع.... حزين.... دموعه مش عارف يوقفها.... خرج من عنده راح ل مكانهم المعتاد ع البحر....

نزل من عربيته و وقف قصاد البحر وهو بيفتكر إللي حصله من سنه و نص بعد ما ساب ندي.....

《فلاش بااااااك 》......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close