أخر الاخبار

رواية وللنصيب راي اخر الجزء الثالث3الفصل الاربعون40والحادي والاربعون41بقلم لوليتا محمد

 رواية وللنصيب راي اخر الجزء الثالث3الفصل الاربعون40والحادي والاربعون41بقلم لوليتا محمد

يوسف رجع أوضته بعد ساعه و نص و كان تعبان جدآ و مجهد أوي من الجلسة.... بطبيعة الحال لأنها أول جلسه....

كريستين طلعته أوضته و أول ما دخل إتفاجئ بوجود سجاده مفروشه ع الأرض إتجاه القبله و ع الكومود محطوط مصحف.....

يوسف بإستغراب: مين إللى جاب السجاده و المصحف؟؟؟؟

كريس بإبتسامه هاديه و هي بتنزله من عربية المستشفى و بتساعده يطلع سريره: أنا....

يوسف بصلها بصدمه.... و هي بإبتسامه هاديه: سألت زمايلي إذا كان في سجاده أو مصحف حد سابهم ف المستشفى ف حظك كان حلو.... كان في واحد مسلم بيعمل عمليه من فتره و سابهم هنا... كريس بإبتسامه عريضه: قال يسيبهم هنا يمكن حد يحتاجهم ف يوم من الأيام.... و اهو حصل....

يوسف غمض عينه بتعب بس بفرح و سعاده ظهرت ف ملامحه و إبتسامته: الحمد لله.... الحمد لله رب العالمين...

كريس بسعاده لما شافت ابتسامته: أنا عملت بحث و عرفت مكان القبله و فرشتلك السجاده ناحيتها...

يوسف فتح عينه و بصلها بإبتسامه هاديه.... و هي إبتسمت أوي لما لقته بدأ يهدي و يلين ليها و قالت بفرح و سعاده أوي و هي بتحطله تليفون جنبه ع الكومود: أنا جبتلك فون جديد...

يوسف فجأة ملامحه إتغيرت ف ثانيه... و كشر أوي.... و هي بسرعه لما لقت ملامحه إتبدلت لتكشيره و هيبدأ يبقا جامد معاها تاني و هيقلب عليها: أنا قولت إنك محتاج تعرف مواعيد الصلاة.... و أنا ممكن مكنش موجوده عشان أفكرك بيها... فقولت أجيبلك الفون عشان تظبط المنبه ب نفسك....

يوسف بعد عينه عنها و بص لبعيد لأن نوعآ ما كلامها منطقي.... و هي بزعل شويه: أنا جبت الخط ب أسمي عشان معرفش إسمك بالكامل... و كمان هبقا محتاجه id ليك.... عشان كده جبته ب إسمي.....

يوسف غمض عينه و خد نفس جامد وخرجه بالراحه.... لحظات و فتح عينه و بصلها بإبتسامه هاديه: شكرآ كريس... تعبتك معايا....

كريستين بإبتسامه عريضه بعد ما حست إنه بدأ يتقبل منها المساعده: مفيش أي شكر مستر چو.... لو إحتجت أي حاجه أنا موجوده.... كريستين بسرعه و هي لسه محتفظه ب إبتسامتها: أنا سجلت رقمي ع الفون عشان لو أنا مش معاك ف الشفت و إحتاجت ل أي حاجه أجيبهالك من بره أو أعملهالك... كريس ب حنان: ما تترددش لحظه واحده ف إتصالك بيا....

يوسف وهو بيهز راسه و بإبتسامه هاديه: تمام....شكرآ كمان مره كريستين....

كريستين إبتسمت أوي و خرجت و هي في قمة الفرح و السعاده من معاملة يوسف الجديدة ليها...

دخلت أوضتها و فرحتها ظهرت ف ملامحها كلها و بدأت تظهر عليها علامات النشاط و الحيويه....

أماندا بإستغراب: كريس.... شكلك سعيده أوي إنهارده.... إيه الجديد؟؟؟

كريستين بسعاده و فرح: آه يا مانو لو تشوفي شكله و ملامحه وهو هادي و سعيد و مبتسم.... ياااااه يا مانو..... حاجه تانيه خااالص.....

مانو وهي بصلها بصدمه: what..... إنتي إتجننتي؟؟؟ إيه إللي إنتي بتقوليه ده؟؟؟

كريس بإبتسامه عريضه حكتلها إللي حصل مع يوسف من أول ما دخلت عليه لغاية ما سابته.... مانو بهدوء و جديه: كريس.... خلي بالك.... إنتي كده داخله علي مرحله مش حلوه....

كريس بتكشيره: ليه بتقولي كده مانو؟؟؟

مانو و هي بتاخد نفس جامد و بتخرجه بالراحه: عشان ف الأول و ف الأخير ده مريض.... مسيره يخف و يرجع ل حياته من تاني.... و هيسيبك لوحدك.... ف مش عايزاكي تتعلقي بحد و ف الاخر يسيبك و يمشي... كريس بصت ل بعيد بغضب و تكشيره.... و مانو بجديه و إهتمام و هي بتقرب منها و بتطبطب عليها بالراحه: أنا خايفه عليكي كريس.... چو مجرد مريض.... حاله مرضيه مؤقته و هيمشي.... كونه مختلف عنا سواء ديانه أو طباع و الحاجه دي عجباكي.... بس ف نفس الوقت حاجه مؤقته.... و هتزول ب زوال السبب.... مش حاجه دايمه... كريس بصتلها بضيقه و خنقه من كلامها.... و مانو بجديه أكتر من الأول: ولو زي ما إنتي قولتي إن الحادثه دي بسبب واحده.... ف تأكدي إن مستحيل هتخرج من جواه.... هيفضل عايش على ذكراها حتي لو عرف عليها ألف واحده.... آه ممكن يحب و يسهر و يعيش حياته.... بس مفيش واحده هتحتل مكانها ف قلبه....

كريس غمضت عنيها بوجع و حزن من كلام صاحبتها و خصوصآ إنها جت ع الجرح و هي أصلآ ما حكتلهاش حاجه بخصوص همهمته عن ندي....

دموعها نزلت منها غصب عنها و مانو بتحاول تخفف عليها: مش قصدي أضايقك أو أزعلك كريس.... بس بنصحك.... أنا مش عايزاكي تتوجعي.... عايزاكي تلحقي نفسك قبل ما مشاعرك ناحيته تزيد و ف الأخر محدش هيتوجع غيرك... فكري بعقلك شويه كريس....

كريس لسه بتعيط و مانو سابتها و راحت تشوف شغلها....

كريس عارفه و فاهمه صاحبتها و مقتنعه بكل كلمه هي قالتها... بس غصب عنها... في حاجه بتشدها ليه.... إيه هي مش عارفه.... شويه وقالت لنفسها إنها هتحاول تتعامل معاه كأنه حاله مرضيه و خلاص... زيه زي أي حد بتعالجه... مجرد شغل مش أكتر....

بعد ما فات كام ساعه... كريس دخلت ل يوسف عشان تديله الدوا لقته صاحي... حاولت تتعامل معاه ببرود.... بس معرفتش و خصوصآ لما لقته بيسألها بإبتسامه هاديه بس بإحراج: كريس.... ممكن أطلب منك طلب؟؟؟؟؟

كريس غصب عنها إبتسمت أوي: طبعآ مستر چو... أي حاجه...

يوسف بإحراج: إنتي قولتيلي إنك ممكن تساعديني إني أطلع id....

كريس بإبتسامه عريضه: أها.... ليا صديق يقدر يخلص كل الاوارق و يسلمك ال id ف خلال يومين بالكتير.... أديني كل بياناتك....

يوسف بعد ما أداها كل بياناته بهدوء: مش عارف أشكرك إزاي كريس.... يوسف وهو بيبلع ريقه بتوتر: بس مش هقدر أدفع له فلوس دلوقتي.... عشان أطلع فيزا جديده محتاج ال id...

كريس وهي بإبتسامه و حنيه: ماتشغلش بالك بالحاجات دي مستر چو.... دي حاجات بسيطه... و بعدين هو هيخلصها من غير ما ياخد حاجه.... ماتقلقش خالص....

يوسف بجديه: هو في حد هيعمل حاجه بدون مقابل.... لأ طبعآ.....

كريس بزعل من كلامه: ليه بتقول كده مستر چو.... أنا مش عايزه حاجه منك و ماطلبتش حاجه.... ف ليه بتقول كده....

يوسف بص ل بعيد من كلامها لأنه مش عارف يرد عليها.... و هي بحزن ظهر ف نبرة صوتها: مش كل الناس زي بعضها...في إللي بيستغل المواقف و الناس... و في إللي بيعمل حاجه من جواه و مش مستني حد يرد الجميل و لا مقابل.... يوسف غمض عينه بتعب.... و هي بتكمل كلامها بهدوء: حاول تثق ف الناس شويه... مش كل الناس زي بعضها....

يوسف بصلها بحده و غضب و من غير ما يشعر قالها بحده و عصبيه شويه: أخر مره أديت ثقتي لحد كانت النتيجة إني إتش^ليت و مابقتش قادر أقف علي رجلي تاني... عايزاني أثق ف الناس إزاي و هما السبب ف وجعي و خيانتي وكسرتي.... كريس بصتله ب صدمه و ذهول... وهو بيكمل بنفس عصبيته و إنفعاله: كلكم زي بعض... كلكم كدابين.... كلكم خاينين.... مفيش فرق بينكم... كل الستات خاينين... خاينين....

كريس بلعت ريقها بوجع و حزن و خدت بعضها و طلعت تجري على أوضتها و هي منهاره من العياط.... صعب عليها يوسف أوي لما عرفت إن حبيبته هي السبب ف إللي هو فيه.... مش كده و بس هي إفتكرت إنها خانته....

يوسف غصب عنه دموعه نزلت منه بغزاره و بيفتكر شكل ندي لما قربت من آسر و مسكت إيده... كان بالنسباله نهاية الدنيا ليه.... إتقهر و إتوجع أكتر من الأول وهو بيقول لنفسه بحرقه: زمانها سافرت و رجعت مصر.... هتفضل هنا ليه و لمين.... أنا كنت مجرد تضييع وقت... حاجه بتتسلي بيها لغاية ما حبيبها ييجي و ياخدها و يرجعوا مصر....

إتوجع أوي و وجعه زاد لما حس إنه رجع زي الأول يتيم و وحيد... بعد ما وائل و مراته و بنته ملوا عليه حياته و دنيته و إفتكر إنه بقا ليه أسره و عيله تخاف عليه و تراعيه... فجأة لقا نفسه وحيد من تاني.... زي ما كلهم دخلوا حياته فجأة..... كلهم برده خرجوا من حياته فجأة....

عدي اليوم عليه مايعرفش إزاي... بس أهو عدي و خلاص.....

تاني يوم الصبح لقا ممرضه جديده دخلت له بدل كريس.... ف الأول إفتكر إن كريس هتجيله ف شفت بالليل... بس إتفاجئ إن واحده تانيه غيرها هي إللي جاتله...

غصب عنه زعل و إتضايق أوي من نفسه و أنبها إنه إتكلم معاها بحده و عنف بالرغم إن مالهاش ذنب ف حاجه.... هي كتر خيرها بتحاول تساعده علي قد ما تقدر.... و مقدرش ينكر من جواه إنها فعلا ما طلبتش حاجه منه نهائي.... 

شويه و فكر إنه يتصل يطمن عليها.... و يادوب مسك فونه من هنا..... رجع بسرعه وسابه وقال لنفسه بجديه: لو إتصلت بيها ممكن تفهم الموضوع غلط و تفتكر إني بتصل بيها عشان أفكرها ب بال id.... يوسف بتنهيده تعب و حزن وهو بيبص ل بعيد: أنا تعبت أوي يا رب.... بجد تعبت.... مش عايز حاجه تاني... عايز أرتاح من كل حاجه بتحصل لي.... يوسف بدموع و وجع: خلاص بجد مش قادر أكمل ولا قادر أتحمل.... عايز أرتاح.... أرتاح....

يوسف فضل ع الحال ده لغاية ما تعب و نام دمعته على خده....

تاني يوم ب ليل....

كريس دخلت له بإبتسامه هاديه: مساء الخير مستر چو....

يوسف بسرعه بصلها بإبتسامه هاديه أول ما سمع صوتها: مساء النور كريس....

كريس بإبتسامه هاديه و هي بتديله الدوا: عامل إيه إنهارده.... أحسن؟؟؟؟

يوسف بسرعه و من غير ما يحسبها: كنتي فين إمبارح؟؟؟؟ ماجتيش ليه؟؟؟؟

كريس غصب عنها فرحت و إبتسمت أوي من إهتمامه و ملاحظته ل غيابها عنه و سؤاله عليها: أجازتي كانت إمبارح....

يوسف بزعل شويه من نفسه: إفتكرت مش عايزه تشوفيني و زعلتي مني بسبب الكلام إللي قولتهولك....

كريس بهدوء و حنيه: خالص مستر چو.... أنا مقدره موقفك و حالتك النفسيه.... كان جواك زعل و ضيقه و خرجوا منك بالشكل ده.... كريس بحزن ملحوظ: بس مش هنكر إني زعلت عشانك من الموقف و الظروف إللي عيشتهم... هو ده إللي وجعني و زعلني أكتر....

يوسف بضيقه شويه بس بهدوء عشان مش عايز كريس تضايق و تزعل منه: كريس... ممكن نغير الموضوع... مش عايز أتكلم بخصوص الموضوع ده....

كريس بإبتسامه هاديه: حاضر مستر چو.... المهم.... يوسف بصلها بإهتمام... و هي بإبتسامه عريضه: أتفضل مستر چو... أدي ال id....

يوسف بفرح و سعاده: إيه ده؟؟؟ لحقتي تخلصيهم؟؟؟

كريس بسعاده علي فرحته: أها... كل حاجه كانت سهله و بسيطه.... حظك حلو مستر چو....

يوسف بفرح: الحمد لله.... الحمد لله رب العالمين....

كريس بإبتسامه هاديه: ها.... محتاج إيه تاني؟؟؟؟

يوسف بصلها بإبتسامه هاديه: الدور الجاي عليا.... بكره هتصل ب البنك و هخليهم يطلعوا فيزا جديده....

كريس بإبتسامه هاديه و هي بتسيبه عشان يرتاح: تمام مستر چو.... هسيبك ترتاح دلوقتي.... و هجيلك علي ميعاد الدوا التاني...

يوسف هز راسه ب تمام.... و يادوب كريس فتحت الباب.... يوسف بسرعه: كريس....

كريس لفت له بهدوء: نعم؟؟؟؟

يوسف بإبتسامه هاديه: شكرآ على كل حاجه....

كريس إبتسمت أوي و هزت راسها ب تمام و قفلت الباب و خرجت....

الأيام و الشهور عدت كان هو طلع فيزا جديده... و كريس ساعدته إنه يأجر شقه تكون قريبه من المستشفى عشان يقدر يكمل علاجه بدون تعب أو مجهود زياده عليه.... و ف خلال الفتره دي كانت علاقته كويسه مع كريستين بس ف نفس الوقت كان بيتجنب إنه يتكلم ف أي حاجه تخص حياته و خصوصآ ندي... كان بيستخدم الفون إللي جابتهوله كريستين ف أضيق الحدود.... مكنش بيدخل ع الفيس و لا حتي فكر يرجع الخط بتاعه.... كان عايز يبعد بعيد علي قد ما يقدر عن صحابه و معارفه عشان يقدر يتعافي من الحادثه و وجع قلبه إللي ماليه....

ندي مكنتش بتخرج من باله و لا تفكيره... كان جواه إحساس غريب و متناقض ناحيتها... زي عمرو دياب ما قال: " ....

أحبك.... أكرهك.... أسيبك... أندهك....

أعلق نفسي بيكي... و لا أعمل فيكي إيه...

أضمك.... أبعدك.... أخونك... أوعدك...

غريب إحساسي بيكي.... مش مطمن له ليه.....

إحساسي ده ممكن يهد جبال.... يضيع.....

بين حبي ليكي و كرهي ليكي خيط.... رفيع.....

لا القرب مرتاح له..... ولا البعاد أقدر عليه.....

《 عمرو دياب - احبك... أكرهك 》....

الأيام و الشهور إللي عاشها معاها مكنتش قليله ولا بسيطه إنه ينساها بسهوله أوي كده.... دي حاجات إتحفرت و إتعلمت جواه.... أينعم مش سنين... بس كلها ما تتنسيش.... لا الحلو ولا الوحش.... كله كان مكمل بعضه.... الوحش حصل عشان نشوف الحلو جواه... ساعات الظروف الصعبه و المواقف الوحشه بتحصل عشان تخرج أحلي و أجمل و أقوي حاجه فينا.... و كل موقف حصل مع ندي عاشه معاها بكل جوارحه... كانت كتيره و حلوه.... حتي لما إتخانقوا و زعلوا من بعض فتره.... بس بعدها رجعوا لبعض أقوي من الأول... يمكن مكنتش الحدود ما بينهم إتشالت لو مكنش حصل الزعل ده....

بس طبعآ آخر موقف بالنسباله هو الموقف الصادم إللي هد و أنهي كل شئ بينهم من قبل ما يبتدي....

و مع ذلك... مش قادر يكرهها ولا قادر يشيلها من تفكيره... كل يوم بيفكر فيها بشكل جنوني لدرجه إنه كان بيتخيلها قدامه و يفضل يتكلم معاها عن يومه و يحكيلها إيه إللي حصل معاه ف علاجه و وصل لغاية فين.... كأنها عايشه معاه و سامعاه و بترد عليه....

لما الدكتور حجزله عند الدكتور النفسي معرفش يعالجه... أو نقدر نقول بشكل آخر.... يوسف كان رافض إنه يتكلم عن حياته أو ياخد علاج مهدئ... هو مكنش مجنون ولا مكتئب... بس مكنش عنده إستعداد إنه يتكلم عن حياته مع حد تاني بعد ندي....

بعد ما عدي كمان كام شهر....

الفصل الحادي والاربعون 

بعد ما عدي كمان كام شهر و خف و قدر إنه يقف علي رجليه و يتحرك عادي زي الأول...

كريس بدموع و وجع: خلاص چو.... هتمشي....

يوسف بزعل علي زعلها: لازم كريس.... لازم أرجع ل حياتي و شغلي....

كريس بدموع و حرقه: تقدر تنقل شغلك هنا.... ليك مين هناك چو... ليك مين هناك.... هنا تقدر تبدأ حياتك من جديد.....

يوسف بوجع معرفش يداريه وهو بيبص لبعيد: مش قادر أبعد عنها يا كريس.... مش قادر....

كريستين بصتله بصدمه و ذهول.... وهو بوجع و دموع معرفش يداريهم وهو بيبص حواليه بحيره و إستغراب: في حاجه غريبه بتحصل هناك... كأن حد بيناديني و بيطالبني إني ارجع.... معرفش إزاي.... حاجه جوايا ب تأمرني إني لازم أرجع... لازم....

كريس كشرت أوي من ورا دموعها وهو بصلها بحيره: يمكن يبان ف كلامي إني مش طبيعي أو مجنون.... بس مش عارف أوصفلك مشاعري و إحساسي.... بجد مش عارف....

كريس و هي بتمسح دموعها بوجع: طب بص... هروح معاك.... يوسف بصلها بصدمه و ذهول و تتنيحه.... و هي بتكمل كلامها و هي بتمسح دموعها إللي مابتقفش: نروح مع بعض تطمن علي بيتك و شغلك و نرجع تاني هنا مع بعض.... كريس بوجع وقهر: عشان خاطري چو... هو أنا ماليش خاطر عندك....

يوسف وهو مش عارف يعمل إيه و لا يقول إيه: كريس... بلاش تصعبي الأمور عليا أكتر ما هي صعبه.... إنتي ليكي خاطر عندي.... و عمري ما هنسي جميلك و وقفتك معايا... ولا هنسي إنك إستحملتيني ف تعبي وعصبيتي.... بس صدقيني مش هينفع....

كريس بصت لبعيد و هي عماله تعيط أكتر من الأول و يوسف بتنهيده حزينه: غصب عني سامحيني....

كريس لما لقت مفيش فايده و حصل إللي مانو ياما حظرتها منه.... مسحت دموعها بإيديها و هي بتبص بعيد عنه: خلاص يا چو.... أمشي...

يوسف بهدوء: كريس....

كريس بسرعه بصتله و هي بتحاول تبقي متماسكه و هي بتمسح دموعها بإيديها: المسألة مسألة وقت مش أكتر.... كان هييجي الوقت و اليوم إللي تسيب بورتلاند و ترجع سياتل.... روح چو... إرجع لحياتك و دنيتك من تاني....

يوسف بحزن: مش عايزك تزعلى مني كريس....

كريس بإبتسامه هاديه من ورا قلبها: مش زعلانه چو.... بس أبقا أسأل عليا من الوقت للتاني....

يوسف بإبتسامه هاديه: أكيد طبعا كريس.... إنتي ما تتنسيش....

كريس و دموعها بدأت تنزل منها من تاني بعد ما وقفتها بصعوبه: أمشي بقا چو.... أمشي....

يوسف خد نفس جامد وخرجه بالراحه و خد بعضه و مشي و ساب كريس لدموعها و حزنها علي فراقه....

خد عربيته و طلع بيها على سياتل وهو باله مشغول.... ليه صمم إنه يرجع فجأة علي هناك.... جاله منين الإحساس القوي أوي ده إنه يرجع.... هو نفسه مش عارف ليه...

أول ما دخل سياتل قرر إنه يروح آخر مكان جمعه مع ندي عمره.... راح و قلبه بيدق جامد أوي.... راح وهو خايف من جواه.... خايف من إنهياره و ذكرياته إللي هتهجم عليه و هيعيش فيها من تاني بس وهي بعيده عنه... بلع ريقه بتوتر و قلق و خوف و هو بيقرب اكتر.... إتفاجئ و إتصدم أول ماشاف عربيتها مركونه ف مكانهم وهو عينه بتقفل و بتفتح مش قادر يصدق إنه بجد.... ندي موجوده فعلا ماسافرتش زي مكان متخيل.... بص بسرعه ع الشط لقاها واقفه قصاد البحر.... معقول إللي هو شايفه ده.... ده بجد مش خيال.... هي بنفسها موجوده قصاد عينه و علي بعد كام خطوه بس منه... يعني هي مارجعتش ل آسر.... يعني طول السنه و نص إللي هو عاشهم بعيد عنها و كان فاكر إنها سابته و خانته ده مش حقيقي.... طب... طب إزاي.... إزاي.....

ميه فكره و ميه سؤال و ميه حوار كان بيدور جواه من غير إجابه.... ركن بعيد عنها شويه عشان ماتشوفهوش.... مكنش عنده إستعداد إنه يواجهها ولا يقرب منها.... خاف... خاف يقرب منها دلوقتي ل تنهار و مايعرفش يتصرف إزاى.... خاف يقرب و يظهر لها قبل ما يقابل وائل و يفهم منه إيه الحكايه... نزل من عربيته و بسرعه إستخبي ف حته يقدر يشوفها فيها و يراقبها من غير ما تشوفه.... هو ماشافهاش لما كانت بتعيط و بتنهار و بتزعق و تصرخ.... شافها رايحه ناحيه عربيتها و بتشغل الأغنيه و هي بتعلي الصوت ع الآخر.... غمض عينه بوجع و حرقه و دموعه نزلت منه بغزاره وهو بيسمع الأغنيه.... كل كلمه بيسمعها بتمس قلبه من جوه و كأنها رساله ليه هو لوحده.... و كل ما بيسمع أكتر.... كل ما دموعه و إنهياره بيزيد.... فضل علي حاله لغاية ما الأغنيه خلصت و شافها و هي بتكتب ع الصخره زي ما كانت بتعمل... بسرعه خد عربيته و سبقها علي وائل....

راحله وهو مش عارف هيقوله إيه.... راحله وهو خايف من رد فعله.... مش عارف هيستقبله إزاي بعد إللي عمله ف ندي و غيابه إللي ولا مره فكر فيه و فكر يتصل بيه....

أول ما وصل هناك... لغي تفكيره و إعتمد علي إحساسه و دخل و خلاص.... زي ما تيجي تيجي...

بعد ما رن الجرس و أول ما وائل شافه إتصدم و تنح وهو مش قادر يستوعب إللى هو شايفه.... وائل محسش بنفسه غير وهو شاده ليه جامد و خده فحضنه أوي و دموعه بتنزل منه بغزاره.... مكنش قادر يصدق إنه عايش و رجع زي ما بنته قالت... ده كان بس من تلات أربع ساعات فاكر إنه ما^ت.... يطلع عايش....

يوسف مكنش أقل منه ف شعوره ناحيته.... فضل يعيط و يبكي بحرقه ع إللي ضيعه من عمره خلال السنه و نص لما حس بحضن و دفا وائل ليه....

دقايق عدت عليهم و وائل بعده عن حضنه بعد ما إستوعب إنه واقف قصاده و كويس.... و ف لحظه.... وائل أدرك الموقف و إنه إزاي أنت عايش و ما إتصلتش بينا طول الفتره إللي فاتت... مسح دموعه و بص ف عيونه جامد بضيقه و زعل و حزن و سابه و دخل جوه وهو سايبله الباب مفتوح عشان يحصله....

نهي كانت واقفه جنب وائل لما فتح الباب ل يوسف و صدمتها مكنتش أقل منه.... بالعكس.... فرحت أوى أول ما شافته و فضلت تعيط من كتر الفرحه ب رجوعه... أول ما دخلت جوه مسكت فونها عشان تتصل ب ندي و تفرحها... وائل بسرعه و بحده: نهي.... ما تتصليش ب ندي.....

نهي بصت بسرعه ل يوسف إللي لقته حاطط وشه ف الأرض و رجعت بصت ل وائل و بهدوء عشان ما ينفعلش عليها: بس يا وائل....

وائل قطع كلامها بحده: لما ترجع براحتها.... وائل بص ل يوسف بجديه و حزم: مش لما نعرف الأول الأستاذ كان فين و راجع ليه....

يوسف غمض عينه بوجع وقهر و دموعه بتنزل منه بغزاره من غير ما يتكلم ولا يدافع عن نفسه بكلمه واحده... يوسف كان عارف نفسه إنه غلطان.... و وائل كان صريح معاه من أول يوم... لو زعقله أو عنفه يبقي لسه باقي عليه و معتبره زي إبنه... وهو شايف نفسه إنه فعلا غلط لما جتله الفرصه إنه يكلمه و يطمنه عليه و يعرفه مكانه و هو ماعملهاش.... ف مهما وائل يعمل فيه هيبقا ليه ألف حق....

نهي سكتت و إحترمت كلام جوزها و نفذت أمره... و قعدت هي و وائل و يوسف يسمعوا منه إيه إللي حصل معاه.....

بعد ما خلص طبعآ بالمختصر المفيد.... وائل طلب من نهي إنها تستني ندي و تخليها تدخله الأوضه عشان تعرف إن يوسف جه و تقعد تسمعه بنفسها....

《 باااااااك 》.....

يوسف خد نفس جامد وخرجه بالراحه وهو تعبان و مرهق من كل الأحداث إللي حصلت ف بيت وائل....

شويه و راح للصخره و بدأ يقرأ كل حاجه مكتوبه عليها من أول ما ندي بدأت تكتب عليها... لغاية آخر حاجه كتبتها ف غيابه..... بدأ يقرأ و يفتكر و دموعه بتنزل منه بحرقه علي ذكري عاشها و مر بيها معاها.... و علي كل ذكري ندي عاشتها لوحدها ف غيابه....

فضل يعيط بحرقه و إنهيار وهو بيلعن غبائه و تهوره إللي وصله لكل ده....

بعد مده طلع علي بيته و دخلت معاه كل ذكرياته مع ندي فيها.... و إتفاجئ و إتصدم أكتر لما لقا شكله و ريحته... كان المكان نظيف و مترتب و ريحته حلوه كأنه ماغابش عنه ولا يوم....

و بدأت كل ذكرياته معاها تتجسد قدام عينه....  لما كانت بترخم و تغلس عليه... بص حواليه... و إفتكر لما كانت بتقعد هنا و تضحك هناك.... بلع ريقه بالعافيه و دخل أوضته وهو حاطط إيده علي قلبه وهو بيفتكر لما كان عيان و خوفها عليه... و لما كانت بتأكله ب إيديها... دموعه بدأت تلمع ف عيونه و بلع ريقه بالعافيه وهو بيفتح دولابه و مسك هدومه و إكتشف إن ريحه ندي فيهم زي ما كانت بتلبسهم.... فضل يعيط بحرقه و وجع أكتر من الأول وهو مخنوق مش قادر يتحمل إن ريحتها جواه و هي بعيده عنه.... من غير ما يشعر خد چاكت منهم و طلع بسرعه يخرج بره البيت من كتر هجوم الذكريات إللي جاتله مره واحده..... 

هو مش عارف إنها كل يوم بتلبس چاكت من چواكته عشان ريحته فيها... و من كتر ماهي بتلبسهم و تقعد بيهم فتره ف ريحتها مسكت فيهم....

مكنش عارف يعمل إيه ولا يروح فين بس أهو يهرب من البيت و خلاص....

تاني يوم....

وائل صحي هو و نهي متأخرين شويه و نهي طلعت تطمن على ندي لقتها لسه نايمه...

نزلت لجوزها و قالتله إنها لسه نايمه.... نهي بهدوء: هنعمل إيه يا وائل؟؟؟

وائل بتنهيده بس بهدوء: هنتكلم معاها لما تصحي... لازم نعرف هي ناويه علي إيه....

نهي بجديه: إيه رأيك أصحيها؟؟؟؟

وائل بسرعه: لأ يا نهى سيبيها تصحي براحتها..... إللي شافته إمبارح مكنش شويه....

نهي بحزن: عندك حق.... نهي بجديه: طب و يوسف.... هتعمل معاه إيه؟؟؟؟

وائل بتعب: لسه مش عارف... لما اتكلم مع ندي الأول و أعرف إيه إللي بيدور ف دماغها ساعتها بس هعرف أعمل إيه معاه....

نهي هزت راسها بتمام... و وائل قالها تقوم تجهز الأكل ليهم....

بعد ما فات كام ساعه.....

ندي صحيت من النوم و إتفاجئت بنفسها نايمه بهدومها.... بصت ل بعيد و هي بتحاول تفتكر إزاي و ليه نامت بالشكل ده... شويه بشويه بدأت تفتكر كل إللي حصل من ساعة ما عرفت ب وصحبه يوسف لغاية ظهوره... غمضت عنيها بوجع و تعب.... و دموعها بدأت تنزل منها بوجع و أول ما بدأت تحس إن صوتها هيبدأ يعلي... بسرعه دخلت الحمام تاخد شاور و تغير هدومها....

و هي ف الشاور بدأت تفتكر إللي حصل بينها و بين أمها ف اليوم إللي آسر ظهر فيه و إتخانق مع يوسف بسببها.....

《 فلاش بااااااك 》.....

بعد ما يوسف بعت ل ندي ع الواتس و قالها إنه بيحبها و هي شغلت أغنيه ل كارول سماحة و نهي سمعتها و هي طالعه السلم و فهمت إن ندي بتعيش حالة حب مع يوسف..... و بعد الأغنية ما خلصت نهي دخلتلها أوضتها و قعدت قصادها ع السرير و هي بتقولها بهدوء: حبتيه؟؟؟؟


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close