رواية جنة الظالم الفصل الثلاثون30 الاخير بقلم سوما العربي


 رواية جنة الظالم الفصل الثلاثون30 الاخير بقلم سوما العربي


كانت تتمدد على أحد الارائك تضع رأسها على فخذ والدتها التى اخذت تعبث فى شعرها بحنان قائله :طب انا عايزه اعرف دلوقتي هو مقعدنى هنا ليه؟ ها؟!انا بقا عايزه اروح بيتنا.

داليا مشجعه اياها بخبث:ايوه عندك حق.. كلميه بقا وقوليلو.

رفعت جنه عيناها تنظر لها بحده قائله :لا هو انا الى هكلمه... لأ طبعاً هو الى يكلمنى... انا مش ممكن اتنازل ابدا.

ابتسمت داليا تقول بفرحه لأجل ابنتها :عودك على الدلع واخدتى عليه.

ابتسمت جنه تتذكر حبه الشديد وازدياد دلالها عليه يوم بعد يوم.

تحدثت مراوغه :انا مش هكلمه... لأ بردو... واصلا انا عايزه اعرف هو ماطلقنيش ليه لحد دلوقتي 

داليا بمكر:ياعبيطه... اسمعى من امك.. انتى اتصلى بيه اتخانقى معاه.. كلمه منك.. كلمه منه الخناقة تكبر يقوم رامى عليكى يمين الطلاق على طول.

اتسعت أعين جنه تسأل :واتطلق؟!

اكدت داليا بشده :ايوه طبعا... ولا اقولك انا هقوم اغير واروح اتخانق معاه خناقه من بتاعت الحموات دى اخليه يلعن اليوم الى شافك فيه ويطلقك... هو انا ليا الا راحتك يا قلب امك.

استقامت من على فخذها تقف أمامها بغيظ تقول :انتى امى انتى؟!

اخفت داليا ضحكتها تقول :الله مش ده اللي انتى عايزاه يابنتى. 

دبت قدميها بالأرض تقول بكبر لا تستطيع التراجع :ايوه... وبسرعه... كلميه. 

دق جرس الباب داليا :ده اكيد البواب جاب حاجة الغدا. 

وقفت واتجهت للباب تفتحه وجنه استدارت تذهب لغرفتها كى تدارى عيظها خلف الجدران. 

لكنها تخشبت وتهلل وجهها تستمع لصوته الملهوف يسأل فور ما فتح الباب دون سلام :جنه مالها. 

لا تعلم اين ذهب كبرها ودلالها بهذه اللحظه... تصرفت بلا عقل او لنقل ساقتها قدماها لعنده ركضا تقف امامه بسرعه كى تراه يبدو أنها اشتاقته. 

لمعت عينه بسعاده وهو يراها تركض لعنده تو ماسمعت صوته فقط واللهفه تظهر جاليه على ملامحها الفاتنة. 

اثلجت قلبه وردت الكثير من صبره عليها وعلى نفورها منه ببدايه معرفته بها. 

لا يصدق وهو يراها تركض لعنده بلهفه تردد:سليمان. 

ادمعت عينه وهو يرى لأول مرة لهفتها عليه يبتسم وهو يتنفس سريعاً يحاول فقط الاستيعاب. 

صدى اسمه منها وهى غير مصدقه لوجوده هنا داوى قلبه الملتاع. 

جذبها لاحضانه يضمها بقوه يردد باشتياق :ياروح سليمان الى راحت منه لما مشيتى. 

ضربته بقبضة يدها الصغيره على ظهره تقول بلوم:ماسمهاش مشيتى يا اخويا اسمها طردتنى. 

ضحك عليها... رغم كل شئ جنه تظل جنه.. روحها  واحده. 

زاد من ضمه لها يدور بها فى المكان :كان غضب عنى. 

اعتصرها اكثر يكمش ثيابها على جسدها قائلاً : وحشتيينى. 

مد يده لنحرها يتلمسه بأنامل مشتاقه فتملصت من بين يديه تقول محذره:سليماااان... ماما؟ 

اخرجها من حضنه يتذكر والدتها التى فتحت له الباب يقول :هى فين؟! 

استغربت بشده تدور بالمكان ولم تجدها ففهم سليمان وابتسم قائلاً :بتفهم الست دي والله. 

أغلق الباب الذى كان مازال مفتوح وعلى مايبدو خرجت منه داليا دون أن يشعرا كل منهما منشغل بالآخر فقط. 

بغمضة عين تغيرت كل ملامح جنة المتلهفه لأخرى معارضه تضع يدها بخصرها مع هز القدمين تسأل بتمرد:جيت ليه سليمان بيه... مش قولتلى هتطلقنى؟! 

تعب كثيرا منها... فمد يده وجذبها لعنده يردد بمكر لكن فرحته اكبر:شوفت خلاص كل حاجه يا جنة. 

جنة بغيظ :شوفت إيه؟ 
ابتسم يضع خصله من شعرها خلف اذنها مرددا:شوفت لهفتك عليا الى لأول مرة اشوفها.. كان عندى استعداد ادفع نص عمرى واشوف لهفتك دى. 

جنة بغيظ:ونص عمرك ليه... ما تدفعوا كله. 

اتسعت عينيه بجنون وهو يراها تضربه بقبضة يدها الصغيرة بكل قوتها تردد بغيظ:بقا انا تلملى هدومى فى شنطه... بقا انا تقولى هسيبك براحتك... انا تمشينى من البيت... ده انت يومك مش معدى. 

كانت تضربه وهو يتراجع للخلف خطوه حتى استكفى يقبض على قبضة يدها بكلتا قبضتيه  يجذبها له يسأل بأمل ان تروى ذمئه مرددا :وحشتك؟ 

جاوبت على الفور بصراحة ووضوح :اوى... اوى يا سليمان. 

التأمت كل جروحه من جملتها البسيطه يمرر وجنته الخشنه على وجنتها الناعمه سعيد بلهفتها عليه والتى صرحت بها هذه المره. 

ابعدها عن احضانه وكوب وجهها بين كفيه يسأل بخوف كبير :جنه.... أول وآخر مره هسالك.... هتكملى معايا يا جنه؟ 

همت بقول الإجابه لكنه قاطعها يقول :قبل ما تتسرعى وتجاوبى فكرى... لو قولتى هكمل مش هينفع تسبينى...انا مش هسمح لك.. هتعامل معاكى على أنك حق مكتسب.. عشان كده فكرى لو قولتى لأ مش هكمل هحررك من كل حاجه. 

اخذت وقتها بالفعل تنظر داخل عينيه تقول أخيراً :انت صحيح ظالم واكبر منى وعملت حاجات مش مسموحه عشان تتجوزنى بس. 

قطعت حديثها تزم شفتيها بيأس تقول :بس انت بتحبنى اوى.. مش هلاقى حد يحبني زيك.. لدرجة انى مش عارفة اتخيل لو سبتك هعمل ايه... انت عرفت تحولنى من واحدة اتغصبت على الجواز لواحدة مش عايزه تزعلك. 

اتسعت عينه بانبهار وخفقان ايسره يتزايذ... لم يكن يعلم انها اصبحت تخشى حزنه بعدما كانت تتفنن به و تريد إيلامه كما فعل هو بها وبوالدها والكثير.

ابتسمت  ترى سعاده لا مثيل لها بعينه تشفق عليه وهى تراه بأقصى درجات السعادة لما تقوله. 
فاكملت تهز رأسها مردده:ايوه انا مابقتش احب اشوفك زعلان ولا بحب اسمع حد بيقول عليك ظالم... أو يفكروك كل شويه إنك اكبر منى. 

ضمها له بقوه يردد بجنون :كان نفسى تقوليلى بحبك مره... بس كلامك ده احلى واكبر منها... انا الى مش هبطل اقولها ايدا.... بحبك اووى يا جنه. 

شعر بها تضمه لها هى الأخرى ليبتسم بسعادة كبيره. 

يميل عليها وهو يقبلها بشغف لن يتوقف ابدا. 

_______________________

عادت نهله من عند جنه للبيت مباشرة تغلق الباب خلقها  تهز رأسها بقلة حيله وهى تستمع لصوت ضوضاء وجلبه قادمه من المطبخ. 

ومن غيره زوجها غريب الاطوار

ابتسمت بحب تقر :غريب بس لذيذ. 

تقدمت من المطبخ تشم رائحة مايطهوه تقول بنفور :إيه ده يا فؤاد بتعمل ايه؟ 

استدار لها يقول بفخر :اليكى حركات وتكات الشيف فؤاد... شوية شكشوكة إنما إيه. 

شعرت فوراً بالغثيان تضع يدها على فمها مردده إيه الارف ده. 

ركضت على الفور ناحية المرحاض تتقئ وهو يردد بجنون:وبعدين فى بنت المجنونه دى مش كانت بتحبها. 

ثوانى انتبهت حواسه يردد بزهول :معقول؟! تكونشى حامل؟!!!

ركض لعندها بحماس وجنون يقول :لا الف سلامه الف سلامه.. يالا يا حبيبتي البسى. 

نظرت له باستغراب تقول :ماله ده؟!

فؤاد مهللا يصفق بيديه:الصلاه على الصلاه وكمان مش طايقانى... كده حامل وشش. 

هزت كتفيها تسأل بزهول :هى مين دى الى حامل؟!!

فؤاد بثقه كأنه هو الحامل :انتى يا حبيبتي... انتى حامل. 

نهله :لأ مش حامل. 

فؤاد :لأ حامل انا بقولك انتى ايش عرفك انتى. 

بعد نصف ساعة كانت تجلس لجواره فى السياره تسأل بجنون:يابنى واخرة الجنان ده ايه... انت ايه الى ماكدلك كده انى حامل؟ 

فؤاد بثقه:قلب الأب.. قلب الأب يام العيال. 

رددت ببهوت:ام العيال... يا عينى يا فؤاد... كنت عاقل وطيب.

فؤاد :هتشوفى. 

ذهبت للطبيبه التى طلبت منهم فحص دماء وجلست تتصفح فيه تردد مبتسمه :هههه واضح ان استاذ فؤاد على اتصال مباشر بابنه من دلوقتي... انتى حامل فعلاً. 

وقف فؤاد يردد بجنون :مش قولتلك... قولتلك.... قلب الأم إيه وبتاع ايه هو قلب الأب يعلى عليه؟ 

كانت تستمع له مزهوله... فرحة العمر اجتاحت قلبها... والأكثر رؤيتها لسعادة فؤاد بطفلهم الجديد. 

______________________________

كان يتمدد على الفراش يضمها له يقبل جبهتها
قائلاً :ماتبعديش عنى تانى.

جنه :ماتفتحش بقا ف الى فات بقولك انت الى مشيتنى.

مسح على كتفها بحنان يردد:حقك عليا بس الى حصل كان كتير عليا. 

ابتسمت له تردد بأسف:حقك عليا... انا عذبتك معايا اوى. 

سليمان :عذبينى وجننينى بس المهم تفضلى معايا. 

ابتسمت له لكنها شارده... تفكر 

ليقتنص منها قبله سريعه يقول بعدما جذب انتباهها :حبيبى بيفكر في ايه؟ 

رفعت عينها له تسأل :هو انا ممكن اتحول لشخص زى نهله القديمه او زياد؟ 

زوى مابين حاجبيه مستفهما يسأل :زيهم إزاى؟! 

تنهدت تقول :مش عايزه اتحول لنهله وهى مراتك وابقى مجرد خيال بيتحرك لا ليه كرير ولا هدف... او ابقى زى زياد مشتت ومتردد مش بيعرف ياخد اى قرار صح.. ولما بياخد بيكون غلط ومتهور. 

سليمان :لأ...انتى حاجة تانية. 

اخذت نفس عميق تطلب:سليمان انا عايزه اشتغل. 

أبتعد قليلاً بغضب لتجذبه لها قائله :هو الشغل بيعصب فى ايه... انا معاك لانى معاك مش لأنى مضطره انت كمان هتحس انها احلى. 

سليمان :حبيبتي انتى مش فاهمة حاجة... بتتكلمى عن الشغل كأنك رايحه دريم بارك.. انتى بسكوته يا روحى مش هتستحملى الأشكال الى هتشوفيها. 

اعترضت بقوه فقال :جنه... خلصى بس كليتك وساعتها نبقى نشوف هنعمل ايه... اكيد مش هتشتغلى بالثانوية العامه. 

اخذت نفس عميق تسأل :وعد؟ 

ابتسم لها بحب يقول :وعد. 

انتبه لشئ قد سهى عنه ينظر لقدمها بقلق متسائلا :رجلك عامله ايه دلوقتي؟

جنة بجهل:رجلى؟! مالها؟! 

سليمان :مش اتلوت.. زياد قالى كده. 

ضربت وجهها بكفها تردد:غبى.. طب يقولى.. حتى لما يحب يستجدع يبقى غبى. 

ضيق سليمان عينيه يقول :انتى مش تعبانه؟! 

تتراقص دقات قلبه يسأل :عملتوا كده عشان اجيلك؟! 
رفضت بكبر شديد :لأ طبعا وانا ماكنتش عارفه. 

ثوانى وتحولت عينها للمكر الشديد تقول بدلال:وكده كده انت كنت جاى بقيت عارفه خلاص... انت بتحبنى ومش بتقدر تستغنى عنى. 

مال يضع جبهته على كتفها يردد بتعب :عندك حق... اتقتلت على إيدك والى كان كان. 

جنه بحاجب مرفوع :هممم شكله مش عاجبك 

رفع رأسه ينظر لها بغزل قائلاً :وانا اقدر! 

ضربها على مقدمة رأسها بمشاكسه يكمل:هو انا كنت عمرى مبسوط الا لما دوقت نارك يا جنتى. 

ابتسمت له... ابتسامتها الآن باتت مختلفه... أصبحت على قدر كبير من التقبل بها بوادر عشق. 

ضمها يقبل شعرها مجددا يقول :يالا عشان نرجع البيت. 

ابتعدت بضيق تقول :بيت إيه؟ ماهنا حلو. 

سليمان :حبيبتي هناك البيت الكبير لازم ابقى متواجد... ماتنسيش بابا مالوش غيرى وانتى عارفه هو متعلق بيا اد ايه. 

صمتت بلا حيله تقول :عندك حق. 

فى الطريق للبيت جلست لجواره يحتضنها بيد ويقود بالآخرى. 

ابتسم وهو يشعر بها تنظر له بتردد تود قول شئ. 

نظر لها بطرف عينه وهو يقود قائلاً بهواده:قولى الى عايزه تقوليه يا حبيبتي.

لم تعد تستغرب... باتت تعلم انه على علم كبير بكل تفاصيلها يفهم حالتها دون أن تتحدث. 

قطعت ترددها تقول :انا ماقولتش لحد انك بابايا.. وانا.... 

ضمها له أكثر بسعاده كبيره وراحه أخيراً وجدها يخبرها :عارف يا حبيبتي... شامل جه وحكالى على كل حاجه. 

نظر لها بفخر يقول :ماتعرفيش اد ايه كنت فخور ومبسوط وهو بيقولى انك ماقولتيش حاجه وانك اصلاً مالكيش كلام معاه او مع حد.. كان نفسى انط اجيب حته من السما وانا سامع شاب بيقولى الكلام ده على البنت اللي انا بحبها وعايزها ماتبصش لغيرى. 

وصلا للبيت يقول بحبور:أخيراً البيت نور تانى وبقا له معنى وطعم. 

جنة بزهو يليق بها قولت بمشاكسه تجيب عليه بعدما استدار يحملها كى تترجل من السياره :ايوه انا عارفه انتو كنتوا عايشين فيه ازاى من غيرى. 

قهقه عاليا على غرورها ومشاكستها يقول وهو يحتضنها يسير بها للداخل:انا بردو مش عارف 

دلف بها للداخل بطريقه كى يصعد الدرج لكن اوقفه  صوت شوكت يقول :حمدلله على السلامه. 

التفت له مع سليمان تعمل... هو غير مرحب بوجودها. 

تحدثت بتوتر:الله يسلمك يا عمو. 

ابتسم سليمان يقول :عنئذنك يا بابا هنطلع نغير هدومنا. 

اماء لهم بهدوء فصعدا الدرج تاركين إياه يقف غير راضى عن كل ما يحدث. 

_______________________

فى بيت جنه كان محمود يسير يمينا ويسارا بلا هواده او استقرار

لتتحدث داليا كى تهدئه قليلاً :انا مش عارفة انت شايله فوق راسك وزاعق ليه... ماتسيبه. 

محمود بغيظ وغل:ايه اللي اسيبه فى حاله... ده واخد بنتى.. قال اسيبه قال. 

داليا ببعض الحده:جرى إيه يا محمود واحد ومراته والى حصل يزعل اى راجل... تفتكر لو كانت متجوزه اى واحد تانى كان هيعدي الموضوع كده.. ده قليله أن ما رقعها علقه محترمه.. اعقلها انت معايا لو واحد راح يخطب واحده من جوزها.. لكن ده صبر عليها واخدها في بيت شرح وبرح والكل فيه بيخدم عليها.. واهو هناك راح يراضيها كمان ويحايلها. 

محمود :ولو... الى اعرفه لما واحدة تزعل تروح بيت ابوها لكن ده مقعدها فى شقه تانيه ليه... المفروض تجيلى هنا. 

داليا :ايه اللي فرضه بقا.. ده لسه على ذمته يعنى يقعدها مكان ماهو عايز.. دول الى بيطلقوا بيقعدوا شهور العده مع بعض يمكن ربك يصلح الحال ويرجعوا.. هو اى ذله منك عليه وخلاص.. اهدى.. اهدى بقا بنتك نفسها عايزه تكمل معاه. 

محمود برفض قاطع:لأ طبعاً... مين اللي قالك كده. 

هزت داليا رأسها بتعجب وقالت :دى بنتى يا محمود وانا الى مربياها... البت كانت مش على بعضها وهى بعيد عنه. 

محمود بتردد:بس. بس دى اتجوزت بدرى اوى يا دليا. 

داليا:ده نصيب ياخويا بدرى بقا ولا متأخر الرك على هدو السر والهنا.

وجدته مازال يقف بلا هوداه فأخذت نفس عميق ووقفت تسحبه معها بهدوء قائله :استهدى بالله ياخويا... وبدل ما انت عمال تتشال وتتحط كده ادعيلها ربنا يروق لها الحال ويحلى أيامها.. اتجوزت كبيره اتجوزت صغيره انا هنعوزلها أيه غير الهنا والسعد.. ده نصيب. 

وجدته هدأ قليلاً فاكملت بالكثير من اللين:ادخل ياخويا خدلك دش حلو كده يشيل تعب الشغل من هلى بدنك لحد ما اعملك الغدا... ادخل.. ادخل البت بخير والله.. ادخل يالا وانا هجيبلك الغدا. 

وأخيراً هدئ يخرج سليمان قليلاً من رأسه وذهب ينفذ اقتراح زوجته يدعو لابنته بالسعادة والهناء. 

اما ببيت تهانى فقد عادت لتوها من عملها الجديد تسب وتلعن زخمة المواصلات العامه تجلس لجوار والدتها التى قالت:ارضى بقا. ارضى كل الى حصل لك ده من عدم رضاكى. قولى رضيت يارب يمكن.... يمكن يرضى عنك.

اغمض تهانى عينيها بندم.. تعلم انها من نبذة النعمه ولم ترضا فعاقبها الله ورددت:الحمدلله. 

والدتها بهدوء :ايوه كده.. الرضا بالمقسوم عباده... اختارى مصير حلو يابنتى بلاش تبقى وحشه كده. 

هزت تهانى رأسها مقرره العمل بكد.. فهى ذكيه جدا وتعلم لو وضعت تركيزها بعمل ستنجح نجاح باهر وفى هذه الحاله لن تضطر مره اخرى ان تتزوج شخص من أجل المال وهى تعشق شخص آخر. 

اختارت العمل حتى تصل لما تريد وتتزوج من تريد وترضا به. 

       فى حى شعبى آخر 

وقف سعيد يتنتظر تسنيم حسب الموعد المتفق عليه.

كل تلك الأيام التى مرت لم يكن واقف مكتوفى الايدى. 

بل كان يتحرك فى كل الاتجاهات.. استأجر شقه متوسطه بالحى الذى يقطن به. 

ووضع كل المبلغ الذى اخذه كمكافأه من شركات الظاهر فى استثمار متوسط حيث قام بافتتاح متجر لبيع كل المنتجات الغذائية (هايبر ماركت) يطمح بأن يفتح له فرع بكل أحياء القاهرة مستقبلاً. 

وهو الآن يقف بأمل كبير ينتظر قدوم تسنيم. 

تهلل وجهه وهو يراها تقف بتردد على بعد أمتار منه... ود بقطع المسافه والذهاب لها. 

وهى كانت مترددة هل تتقدم لعنده ام ماذا. 

تصاعد الموقف بوصول سياره زياد يقف على بعد.. ترجل من سيارته يقف لجوارها قائلا بأمل وترجى:ماتسبيش يا تسنيم... ما اتجوزتكيش عشان انتقم من تهانى زى ما قولتلك... انا الكبر خلانى اقول كده بس الحقيقه انى استخدمت تهانى عشان اتجوزك... انا بحبك اوى يا تسنيم بلاش تسبينى.

كانت تقف متردده مهزوزه وجدت سعيد يقترب قائلاً :إيه يا تسنيم.. اكيد مش هتروحى معاه... انا وانتى شقينا سوى.. وتعبنا سوى فلما نرتاح نرتاح سوى... وانا خلاص ربنا فتحها عليا وهنعيش مرتاحين. 

زياد بغضب :تسنيم... اظن مافيش راجل يقبل على نفسه ان البنت الى هو كاتب كتابه عليها توقفه فى موقف زى ده... لو سمحتى خلصى القصه دى... يا هتيجى معايا وتبقى ليا للأبد يا تختاريه وانا هطلقك وكده كده مالكيش عده. 

اخذ نفس عميق يكمل ببعض اللين:بس وانتى بتختارى اعرفى انى بحبك وانى محتاجك... انى لما حبيتك اتجوزتك وانتى جيتى بيتى بنفسك وعرفتى ان مش سهل اعمل كده بس انا اصريت.

نظر ناحية سعيد يقول وهو يضغط على الوتر الحساس :لكن البيه بقاله سنين معلقك بيه من غير حتى ما يقرأ فاتحه... وبيتحجج بفقره مع ان ابوكى راجل طيب وكان هيستحمل ظروفه. 

وقفت تستمع له ترى سعيد يقف يتوسلها بنظراته... الآن فقط حينما شعر انه على وشك فقدها. 

لكنها لم تنسى بعد فجاءه وقوة قلبه... كم من ليالى انتظرت مهاتفاته لكنها كان جاف كثيرا.. عصبى.. يتحجج دائما بضيق اليد... وهى ترى والدها بنفس ظروف سعيد بل وأكثر لكنه كان حنون جدا على والدتها كأنه اب ثانى لها. 

نظرت لزياد تتذكر لين قلبه وحنانه... عيبه التهور والتذبذب لكنه حنون جداً. 

رفعت حاجب واحد تحدد مصيرها. 

ستبقى مع من رأت فيه حنان والدها... غليظ القلب لا يناسبها. 

حسمت أمرها تستدير تحت أعين زياد المتسعه وازدياد نبضات قلبه لاول مره يشعر بحلاوة ذلك الاحساس.. ان يختارك شخص ما ويفضلك على غيره.

اتجهت لسيارته وسط صدمة سعيد.. فقد كان على يقين تام انها ستختاره هو ولكنها خالفت كل توقعاته. 

ركض زياد سريعاً لسيارته يصعد بها ويحتضن تسنيم له يسأل بجنون وعشق:هتكملى معايا؟! 

ابتسمت له براحه تقول :هكملك وانت تكلمنى... انت محتاج حد يقويك وانا محتاجه حد حنين زيك. 

كان ينظر لها بسعادة كبيره واتته أخيراً لا تسعفه الكلمات يردد:انا فرحان.. فرحان اوى.. مش عارف اعبرلك عن... عن.. 

كان يحرك يديه يحاول التعبير لكنها مسكت كفى يديه تطمئنه قائله :انا حاسه حتى لو ماقولتش... خلينا نختار مصير احلى لينا مع بعض. 

ثم قالت اجمل وابلغ ما قيل في الحب:يالا نروح بيتنا. 

          ___________.           

بعد مرور أشهر 

حاولت الاقتراب منه لكنه كمن يحمل شحنه كهربائيه... سيصدم كهربائيا من يقترب منه. 
يقول وهو على حاله :كل ما اقول كبرت وعقلت اتفاجئ بحاجه جديده... انتى يا مالكيش كتالوج. 

وضعت يدها بخصرها تقول :وفيها ايه لما انضم للتيم ده... ده تيم تطوعى على مستوى كل الجامعات الامريكيه الى فى العالم وبعد التخرج بيفتح لك فرص حلوه للشغل. 

سليمان :آآآآآآه قولى كده بقاااا.. شغل. 
جنه :إيه... إيه... مش وعدتنى هتسيبنى اشتغل ولا كنت بتسجدنى عشان اسكت. 

اتسعت عينه يردد بزهول وهو يضربها على شعرها برفق :اسجدك؟ ايه يابت الكلام ده؟! 

جنه بأباء:هاااا... معقول سليمان باشا الظالم رجع فى كلمته؟! ده حتى عيب. 

زم شفتيه بغيظ وصمت لكنها اكملت... بعض الرجاء لن يضر. 

فمالت عليه وهو يوليها ظهره تتعلق برقبته قائله وهى تعبث بلحيته:عشان خاطرى.  خليني اخطار مصيرى... مابقاش خيال ماليش لازمه...كل ما بقيت مبسوطه هخليك مبسوط. 

سليمان :لأ.. انا خايف عليكى و... قطعت حديثه تقول ما يستكبر قوله:انا مش بشوف غيرك قدامى والله خلاص مابقاش يملى عينى غير سليمان الظاهر. 

تلاشى عبوس وجهه وحلت عليه ابتسامة عريضه مرتاحه قائلاً بعبث :لأ قولى سليمان الظالم بحبها منك اوى. 

حاولت التغاضى عن ذلك الدوار الذى يداهمها تقول بسعادة كى تسعده:خلاص مابقاش... يملى عينى... غير.. سليمان.. الظا.... 

سقطت قلبه بسقوطها خلفه بعدما كانت متشبه بظهره. 

يصرخ بأسمها عاليا... وقلبه يكاد يقف. 

بعد نصف ساعة انهى الطبيب فحصها يقول مبتسما:مافيش اى حاجه بس واضح عشان هى صغيره ومش فاهمه ماعرفتش. 

تهلل وجه سليمان لكنه خاف الا يكن حدسه صحيح وقال بترقب:ماعرفتش ايه؟ 

الطبيب :مدام حضرتك حامل...على ما أعتقد بالحسابات كده فى شهرين. 

اندفع سليمان بفرحه كبيره لعندها يضمها له قائلاً :مبروك يا روحى... لا اقصد شكراً... شكراً. 

جنه :شكرا على ايه؟!

اقترب منها يتنفس أنفاسها مرددا:إنك وافقتى تخلفى منى.

مسحت بيدها الصغيره على ظهره تقول :ماتقولش كده انا الى عايزه يبقى عندى بيبى منك.

ابتعد عنها ينظر لها بزهول قلبه مهما كان قوى لا يتحمل كل هذه الأحداث السعيده. 

هزت رأسها تكمل بتأكيد :انت هتبقى اب هايل.. انا متأكده.. بس اوعى تنسانى. 

ضمها له بجنون... فقد تعب كثيراً بحبها يردد :ماقدرش... انا فرحتى النهاردة ماتتوصفش.. انا بخلف وعارف انى بخلف وكنت متجوز قبل كده وحصل حمل بس فرحتى عشان ابنى هيبقى منك وشبهك...منك انتى حاجة تانيه يا جنة. 

مرت أشهر وانجبت نهله طفلها واصبحت تصرخ.. ليس من طفلها الصغير... ولكن من والده الذى اول ما رأه تحول معه لطفل صغير وأصبح الوضع لا يوصف. 

لتمر أشهر اخرى بين اعتناء شوكت شخصياً بجنه... يخشى عليها من نسمة الهواء.. ليس حبا بها..  إطلاقا... وهى تعلم.  لكن حرصاً منه على الوريث الشرعى لعائلة الظاهر. 

وماهر مجبر هو وغاده على الاستمرار فى الطاعه... هو من اختار ذلك المصير بجبنه وقلة جهده. 

وزياد يكمل تعليمه هو وتسنيم.. يصلح كل منهما الكسور فى شخصية الآخر بعدما اختارا مصيرا صحيحا. 

الى ان جاء اليوم وانجبت فيه جنه تجلس متعبه تقول بجنون :سليماااان.. انا عايزه ابنى. 

سليمان بقلة حيله لكنه سعيد :والله يا حبيبتي انا لسه حتى ماشوفتوش... مش بيرضا يسيبه. 

جنه :طب... طب ارضعه طيب حلو؟ هنسميه ايه؟ احنا كنا متفقين على سيف لا اقولك سفيان حلو اهو لايق على سليمان 

اتسعت عينها بوحشيه وسليمان يغمض عينه يخشى الحرب القادمه وهو يستمع لوالده يتمشى بالطفل يداعبه بل ويحدثه ايضا :شوكت.... ولا... سامعني...فتح عينك يالا يالا يا شوكت يا صغير عشان اوريك المهره باعتك الى اشتريتهالك. 

ليصدح فى المشفى كلها صوت جنه وهى تصرخ فى سليمان :لااااااا مش هسمى ابنى كده ابداااا 

وسليمان ينظر لها لاول مره بقلة حيله لكن السعادة تغمر قلبه..... 

مخلص الروايه 
      "  الحياه مافيهاش ملايكه.. انت المسئول عن تحديد مصيرك" 
                   
                       تمت بحمد الله 



تعليقات