رواية جنة الظالم الفصل الثامن والعشرون28 والتاسع عشر29 بقلم سوما العربي
كان يقف ينتظرها يراها وهى تتلفت حولها كمن يطارها شئ ما.
نظر لها بتمعن يحاول الوصول لما بها.. لكنها كانت صامته متوتره فقط.
فتحت باب السيارة تجلس دون التفوه بحرف.
ابتسم لها وحبه يظهر عليه بوضوح :مالك يا حبيبتي؟!
جاوبت بتوتر :ولا حاجة... يالا نروح البيت.
زاد قلقه.. بات يعملها جيدا.. جنه بها خطب ما.
تحدث بقلق :مالك بس.
جنه:مافيش بس يمكن قلة اكل... يالا نروح.
سليمان :حاضر.
أشعل مقود السياره يضمها له يقود بهدوء يستمع لتنهيدة حاره خرجت منها... ابتسم بسعادة يغمض عينه بوله حينما شعر بها تتمسك بجوانب قميصه تستمد منهم القوه والأمان.
طار فرحا من فعلتها تلك رغم رغبته فى معرفه ما بها.
وصلا للبيت وكالعادة يترجل من سيارته يساعدها كى تهبط من السياره ويحتضنها له
دلف للداخل وهى معه يسأل الخادمه الجديدة :الباشا فين.
الخادمه :فى مكتبه من بدرى.
سليمان :طيب حضرى الغدا.
امأت برأسها وانصرفت وهو ضم جنه له يقبل رأسها قائلاً :نطلع بقا ناخد الدش التمام وبعدها ننزل للغدا.. يالا بينا؟
ابتسمت له بحماس تقول :يالا.
لمعت عينه بشقاوه يغمز لها بعبث مرددا :بقيت خطر انت ها... بقيت خطر.
ضمها اكثر يهمس فى اذنها بحراره :بس جامد.
احمر وجهها خجلا مما يقصده فيضمها له مجددا وهو يقهقه بسعادة عليها يهمس فى اذنها بعدة اشياء تقشعر بدنها حتى وصلا لغرفتهما واغلقا الباب.
فى حين كان زياد أمام باب آخر يقف بتوتر شديد.
ثم حسم امره ودلف للداخل.. وجدها تجلس ترتدى ملابسها يالكامل.. دريس طويل بكم وفضفاض... حتى حجابها ترتديه جيدا.
جلس لجوارها يقول :مساء الخير.
نظرت له ثم اشاحت بوجهها عنه ليقول مجدداً :تسنيم.
لم تنظر له حتى فقال:طيب قومى عشان ناكل.. انتى من ساعة ما جيتى هنا تقريباً مش بتاكلى.
عاودت النظر له تقول بتقزز:طلقنى وخلينى امشى لو سمحت.
زياد:مش هينفع انا... قاطعته بتحدى وهجوم تكمل هى:انا الى عايزه اعرفك انى مش هنفذ اى حاجة من الى عايزها... وشغل النسوان بتاعك انا كبنت ماعرفوش وماحبوش.
نظر لها بصدمه وبوادر غضب يسأل :شغل نسوان ايه الى بتقوليه ده؟!
تسنيم:بص يابن الناس ومن الآخر كده انا متعلقه بواحد تانى واظن ان انت عرفت ده وسمعت بودنك.. فلوسك الى اديتهالى هديهالك على داير مليم.. لكن شغل كيد النسوان بتاعك ده انا لا أحبه ولا اعرفه.
تغاضى عن كل حديثها يقترب منها بغضب يقول :عيب لما تبقى واقفه قدام جوزك وتقولى ببجاحه انك متعلقه براجل تانى.
واجهته تقول بقوه:لا دى مش بجاحه بس دى حاجة كده اسمها قوه... مش عارفة انت تعرفها ولا لأ بس انا من يومى دوغرى وماليش فى السكك العوجه.. انت بس اللي مفكر خلق الله كلهم زيك يا حبة عينى من كتر ما انت مهزوز وضعيف ومش راجل.
صفعه قويه هبطت على وجنتها جحظت عينها وعينه بنفس الوقت... بعمره لم يعرف للعنف باب ولم يرفع يده على احد.
وهى زاد معدل الادرينالين فى دمها وهاجت اعصابها تتحدث بطريقه هيستيريه وتقدمت تضرب به بهوجائيه :انت بتضربنى... بتضربنى انا... وجعتك اوى الكلمه.. مانت مش راجل.. انت مش راجل.. بترفع ايدك عليا يا طرى.. طب كنت روحت رفعتها على مراتك الى شايله إسمك الى راحت ترمى لحمها على راجل تانى وانت اتداريت زى النسوان وسكت.. دى حتى النسوان اجدع منك.. ويوم ما جيت تتحرك عملت ايه.. تعالى يا تسنيم.. تعالى اتجوزك عشان تكيدى تهانى... انت مش راجل يا زياد...مش راجل.
كانت عينه متسعه.. جلدته ببراعه... فعلت مالم يقدر على فعله سليمان.
أصبح غير قادر على النظر حتى بوجهها.. خرج من عندها يهرب منها وهى تصرخ خلفه :استنى هنا.. انت مش ماشى من هنا غير لما تطلقني.. استنى عندك... طلقنى لو راجل.
جلست بغيظ وغضب تراه اختفى تمام وقد غادر البيت كله تقريباً.
______________________
فى غرفة سليمان وجنه وقف على باب المرحاض يدق عليها الباب قائلاً بعبث :ايه يا حبيبي... مش كفايه دخلتى لوحدك.. يالا وحشتينى.
فتحت الباب شيئا فشيئا تظهر عن وجهها فقط شعرها ندى ووجها ابيض ناصع.
تحدث برغبه من بين أسنانه :قمر يا ناااس. تتاكلى اكل بنت اللذينا.
رمشت باهدابها تكمل فتح الباب فتظهر منامتها البيضاء ليصاب بالصدمه يسأل ببهوت:ايه ده؟!
رمشت باهدابها مجددا تقول ببراءه :إيه؟
سليمان :ايه اللي ايييه.. فين الحاجااات.. مش ده اللي اتفقنا عليه.
ابتلعت رمقها يتوتر تقول :سليمان... ده عريان اوى.
اقترب يقضم شفته السفلى يقول :عريان إيه بس يا أسد انت... مش اكتر من القميص الدهبى الى كنتى نايمه بيه على الأرض لما... قاطعته باعين متسعه تضع يدها على فمه تقول :سليمان... خلاص بقا.
تركها وذهب ناحية غرفة ملابسهم وهى خلفه بحرج تحاول منعه تقول :يا سليمان... سليمان.. خلاص بجد بتكسف.
وهو يبحث بحماس مصر على مايريد :والله ابدا مش هسكت الا اما اشوفك بالبيبى دول الجديد.
ظل يبعث عنه يردد:هممم.. مخبياه... ماشى يا جنتى هلاقيه بردوا.
بين منعها له بمرح وصوت ضحكاته بحب وشغب لتستقر يده على شئ ما.
فتتوقف ضحكاته ويخرج ذلك الشئ وقد توقفت كل حواسه... هو فقط ينظر لما بين يديه ببهوت يسأل :ايه ده يا جنه؟!
تسارعت دقات قلبها وبهت وجهها لا تسعفها الكلمات تردد:سليمان... انا.. انا.
التوى ثغره بابتسامة حزينه يسأل :مانع حمل؟! مانع حمل يا جنه؟!
كانت عينه خاويه من اى شئ يتحدث بوجع حقيقي :ليه يا جنه؟! انا عمرى ما حبيت ولا هحب حد آدك... ليه كده... انتى الوحيده الى فى الدنيا حبيتها واتمنيتها.. انا بحبك اكتر من نفسى.. حتى ابويا كان عندى استعداد اضحى بعلاقتي بيه علشانك... ليه مش عايزه تخلفى منى... ليه دايماً عايزه تمشى.. مهما اعمل عايزه تمشى.
اقتربت تحاول التبرير تردد:سليمان والله انا... قاطعها مجددا يقول وقد فرت دمعه منه :انتى إيه؟! ها؟! انتى إيه؟! هتنكرى؟! هتنكرى ايه يا جنه انا كنت عارف.
اتسعت عينها... كانت تشك بالأمر وهو الآن يؤكد باعتراف وهو يكمل:ايوه كنت عارف... بقالنا كام شهر متجوزين اهو طبيعي كان يحصل حمل وماحصلش... توترك لما عرفتى انى بخلف عادى... كل حاجه بتأكد بس انا ولا مره فتشت وراكى... مش ثقه عاميه فيكى لأ... ده من عشقى ليكى الى قاتلنى.
حاول التحكم فى حاله والا يبكى أمامها يكمل بعدما اخذ شهيق عالى يحبث معه دموعه بقوه :ماكنتش بفتش وراكى عشان خوفت اتأكد... لو اتأكدت هعمل ايه؟!
ظلت على صمتها لا تجد ماتبرر به موقفها.. لديها دوافع كثيره لكن لو ذكرتها لسائت الأمور اكثر.
اتسعت عينها وهى تراه بلا اى حيله يتقدم منها يحتضنها بقوه يردد بوجع:آآآآآآه... تعب.... تعبتينى يا جنه.... ليه كده... انتى نارى مش جنتى.
صرخ بقوه آلمتها هى اولا :مش عارف استغنى عنك... مش هعرف اخد موقف واخرجك من حياتي... يارتنى اعرف... انا نفسى اخرجك من حياتى... نفسى اخف منك.
ضمها له بقهر يتذكر كم فتاه رفضها بعنجهيه وكبر يتلذذ بألمهم.
ليمر اليوم طويل وصعب على الكل.. هو يحاول التماسك والا يظهر ضعفه أمام احد.
تسنيم كالعاده لن تبرح غرفتها ولا حتى لتناول الطعام ولم تهتم بعدم عودة زياد للآن.
وتهانى تجلس على طاولة الطعام تلقى اوامرها للخادمه الجديدة التى فاض بها الكيل تقول بتعب:انا تعبت يا مدام... اديلك ساعه عماله تؤمرى.
تهانى:نظام البيت كله مش عاجبنى.. قولتلك لمعى المعالق تانى.
الخادمه :معالق ايه يا فندم دى متعقمه فى غسالة الاطباق إيه الى بتقوليه ده بس...
ليقاطعها صوت زياد القادم من الخارج.. يدلف للداخل بقوه يردد:ماعلش اعذريها اصلها ماتعرفش الحاجات دي.
تغاضت عن اهانته... خطتها الحاليه الحفاظ على مكانتها كزوجة فى بيت الظاهر.
ابتسمت به بدلال تقول :زياد.. كنت فين يا حبيبي.
ابتسم لها بحب كبير كأنه يدللها وهو يخرج إحدى الأوراق من جيبه يفتحها أمامها يضع يده الأخرى تحت ذقنها بحنان:كنت بطلقك يا روحى.
شهقت بفزع تضرب صدرها تقول :إيه؟! انت بتقول ايه.
هز رأسه بانزعاج يقول :انتى لسه هتتصدمى وتستفسرى... يالا... يالا على برا.
سحبها بما ترتديه وفتح باب البيت يقول لها :يالا.. الداهيه الى جابت تودى.
ثم أغلق الباب فى وجهها يطوى صفحتها.. يطويها حرفياً كأنه يوما لم يعرف شخصيه تدعى تهانى.
أراد الذهاب لعندها... حبيبته.. لكن منع نفسه كى لا تفسر انه فعل كل ذلك من بعد حديثها.
دلف لغرفته وجلس على الفراش يواجه نفسه... هل استخدم تسنيم كى يكيد بها تهانى؟! ام... هل استخدم تهانى كى يتخذها ستار فى طلب الزواج من تهانى.
_________________________
كان يجلس فى غرفته يراها تجلس امامه تحاول استذكار دروسها الجديدة.
لكن فى الحقيقة هى تنظر له من فوق كتبها تراه ينظر لها.. عينه لا تتركها... يرى انه بالفعل ضعيف جدا امامها.. أنها غيرته دون طلب او اصرار منها.. جعلت قلبه يرق... لم تكن جنه بل هى النار التى شكلت الحديد... شكلت سليمان الظالم من جديد.
لا يملك رفاهية الاختيار.. لا يستطيع إخراجها من حياته.. لا يستطيع... أصبحت تجرى بدماءه.. هى التى لا شفاء منها.
لاحظ انظارها المسلطه عليه.. فتقدم منها وعينه لا تفارقها يحملها عن مقعدها وهى تنظر له بزهول وتوجس تفكر ماذا سيفعل... هل سيقتلها؟!
اتسعت عينها تدرك الى اين وصل به الأمر سوءا فى عشقها وه. تشعر به يستقر بها بين يديه على سريهم يلتهم جسدها بقبلات راغبه جداً حاره على عنقها نزولا الى مفاتنها تغمض عينها الما عليه وهى تسمعه يردد :بيقولو لكل واحد نصيب من اسمه... كنت دايماً بسأل انتى جنه ولا نار... انتى جنتى ولا نارى ياجنه
بعد مده كان ينام على جنبه يحتضنها من ظهرها له تتألم لأجله وهو يمشط بيده على كتفها يردد :لكل واحد نصيب من إسمه.. انتى جنتى ولا نارى... بس انا خلاص عرفت... انتى نارى الى بتخلص ذنوبى فى الدنيا عشان ادخل الجنه.
ضم جسدها العارى له بلا اى حيله يقبل رأسها يردد :بحبك يا جنه.. بحبك ومش قادراستغنى.
اغمضت عنيها متألمه لأجله... لاول مره تراه ضعيف هكذا... ربما أرادت هذا اليوم وحينما أتى آلمها مثلما آلمه.
قطع احضانه لها دقات الخادمه على الباب.. ليحمحم محاولا صبغ صوته بالقوه يسأل :مين؟
الخادمه :فى ضيوف مستنين حضرتك تحت يا فندم.
سليمان :ضيوف؟! ضيوف مين؟!
الخادمه:مش عارفة بس الباشا الكبير شكله عارفهم وهما عايزين حضرتك.
سليمان :طيب شوفيهم يشربوا إيه وانا عشر دقايق وجاى.
وقف عن الفراش يذهب لاخد دش سريع وهى غير قادره على النظر له او حتى مواجهته.
ظلت معطيه اياه ظهرها حتى بعدما شعرت به خرج من المرحاض وذهب يرتدى ثيايه ووقف خلفها ينظر لها يعلم انها تتهرب من مواجهته.
غادر سريعا يغلق الباب خلفه وهى شرعت فى البكاء... لم تكن تتوقع ان تتألم يوما لالمه.
حاولت الوقوف عن فراشها تسير بخطى بطيئه تجاه المرحاض لاخذ حمام دافئ.
اما فى غرفة الاستقبال الانيقه جلس صدقى لجوار ابنه شامل يتحدث مع شوكت عن اعماله الحاليه والقادمه يثنى كل منهما على شغل الآخر.
الى ان تقدم سليمان بثبات وخطى واثقه تخفى وجعه والمه اللذان ظهرها امامها فقط.
ليقف صدقى وشامل مرحبين :الباشا بتاعنا الى مختفى وواحش الكل.
ابتسم سليمان يقول :لا ولا مختفى ولا حاجة... موجود.
صدقى :كده بردوا يا باشا تتجوز وانا برا مصر.
قهقه عاليا يخفى دموعه والمه ببراعه قائلاً :هو كل حاجه جت بسرعه كده.. انت عارف الجواز ده زى القدر.
ابتسم صدقى يقول :ايوه فعلا زى القدر واهو الاستاذ شامل تقريباً قدره ساقه لعندكوا.
استغرب سليمان قليلاً يسأل :لأ مش فاهم.
بادر شامل بالحديث مبتسما:بصراحة انا قولت ادخل البيت من بابه خصوصا بعد أدب وأخلاق بنت حضرتك.
هز سليمان رأسه يحاول الاستيعاب :بنت مين وباب إيه؟ انا مش فاهم حاجه.
شامل :بصراحة انا طالب ايد جنه بنت حضرتك.
اتسعت اعين شوكت وهو يرى سليمان يقف عن مقعده يطالعهم بصدمه عمره.
_____________________
خرجت من المرحاض وجدته يجلس على طرف الفراش كأنه ينتظرها.
وقفت امامه تسأل باستغراب :سليمان... سليمان مالك؟!
رفع عينه بعينها فشهقت برعب وهى تراه مدمع العين بوضوح لا يكابر.
تحدث بصوت يتعاطف معه ابليس قائلاً :انا بحبك وبموت فيكي... عارف انى اتجوزتك غصب وعملت حاجات كتير مع اهلك غلط.... عارف انك كنتى عايزه تاخدى حقك... كنت بحاول اوصلك حقك وانا صابر عليكى... لأ انا ماكنتش بحاول اوصلك حقك... انا ماكنش قدامى حل لأنى مش قادر ابعد عنك... كنت شبه متأكد إنك بتاخدى موانع حمل ومارضتش ادور وراكى عشان لو دورت وتأكدت يبقى لازم اخد موقف قدامك.. ههه بس الى حصل انى انا... سليمان الى الناس بتقول عليه فى ضهره الظالم. ماعرفش ياخد موقف قدامك... ماعرفتش حتى اتخانق معاكى واخد موقف يومين لأ ده انا...
قطع حديثه يغمض عينه بألم ويفتحهم مجددا يقول :لكن يوصل بيكى الحال إنك تبقى مفهمه الناس انى ابوكى.. تخلى واحد ييجى يدبحنى وهو بيقولى انا جاى اخطب بنتك... كنتى قاصده ايه ولا عايزه ايه.. كنتى عايزه تدبحينى؟!!
بكى بوجع يقول :ارتاحى ياجنه انتى دبحتينى.... انتى قدرتى تاخدى حق كل الى ظلمتهم... انتى كسرتينى ياجنه.
وقفت تحاول فهم ما يحدث... ضربه خلف ضربه وكل واحدة اقوى من الأولى.
تحدثت بوجع كبير عليه لم تتوقعه يوما :سليمان انا.. انا مش فاهمه حاجه. انا عملت ايه... سليمان انا....
قاطعها يقف عن مكانه يذهب لغرفة ملابسهم يضع كل ملابسها فى حقيبه كبيره وهى عينها متسعه تسأل :سليمان... اننت بتعمل ايه.
صرخ بوجع وهو منهمك فى جمع اغراضها:هرحمك... هرحمك من الراجل العجوز الى اتبليتى بيه... هرحمك من الراجل الكبير الى هيموت على نظرة رضا منك وانتي عايزه تسبيه... هرحمك من الراجل الراجل الى شاريكى وانتى كل همك تبعديه عنك... هعملك الى انتى عايزاه عشان ترتاحى ويمكن انا كمان ارتاح عشان انا تعبت.. تعبت يا جنه.
حاولت الحديث قائله :سليمان انا...
منعها عن الحديث يقول :ماتخافيش يا جنه.... انا مأمن كل حاجه... حتى مصاريف كليتك.. والمكان اللي هتعيشى فيه ورصيد خاص فى البنك... تلت شهور وهتبقى حره.... حره خالص يا جنه يمكن... يارب اخف منك....
انهى حديثه وغادر المكان كله لها بعدما أمر السائق بأخذها لبيتها الجديد......
الفصل التاسع والعشرون
مرت عليه الأيام وهو كمن غرس السكين بقلبه يسير بقلب مطعون فى كل مكان.
يحاول تمضية كل وقته فى العمل وان عاد للبيت لا يبرح غرفته.. ليس اكتئابا او هروبا لكنها لم تترك له اى شئ يشتم به رائحتها ولا حتى تى شيرت صغير... لم يتبقى منها سوى رائحتها على ملابسه فقد كان دائم الالتصاق بها يشحذ حبها.
ولن يجلس كالمجنون يشتم ملابسه البيتيه أمام الكل... يكفى ما رؤه من ضعف وذل أمامها.
فى اضاءه خافته للغايه كان يتمدد على فراشه يحتضن له إحدى مناماته العالق بها رائحتها وكذلك وسادتها يغرق بهم داخل فراشه ربما يصبرانه على البعد.
لم تذق عينه النوم إلا بعد احلام اليقظه التى يتخيلها مازالت معه لجواره وباحضانه يفعل ما كام يفعله.
هى لم ترحمه ولن ترحمه.. حتى لو ادعى التماسك امام الكل لكن جنة فعلت ومازلت تفعل حتى لو ابعدها.
دقات على الباب قطعت عليه ذلك الحلم الذى انتظره طويلا بعدما كانت تقف امامه ترتدى ملابس مشابهه لملابسه واوشكت على تقبيله.
ليقطع عليه كل ذلك صوت دقات الباب التى جعلته ينتفض بصدمه وغيظ يرى من ذا الطارق الذى قطع عليه حلمه الجميل.
اضطر لاخذ نفس عميق يهدئ به حاله وهو يرى ان الطارق لم يكن سوى والده الذى لا يأتى لغرفته الا نادرا.
حاول التحدث بهدوء وهو يرى نظرات والده تتفحصه جيدا يستشف بها حالته.
سليمان :خير يا بابا فى حاجة؟! اول مره تجيلى اوضتى.
رفع شوكت حاجبه يقول بتهكم:لا ابدا ولا حاجة... جيت اشوف ابنى.. اصلى تقريبا بقالى اسبوعين مش بشوفوا
تنهد سليمان فقال شوكت :وايه؟! آخرة كل ده ايه؟
سليمان بوجع لا طاقة لديه للنقاش قال :انا تمام والشغل تمام ماتقلقش.
شوكت بتمعن :طلقتها ولا لسه؟
توتر وجه سليمان... كيف يخبر الكل انه غير قادر على فعلها.
كرر شوكت سؤاله مجدداً :ماترد يابنى... طلقتها ولا لسه؟
سليمان :ها؟! ااا.. مافضتش اروح اطلق.. هحاول افضى نفسى واروح.
شوكت بتهكم:الله يعينك والله مشغولياتك كتير... بس ده الطلاق أسرع من الجواز مش بياخد تلت ساعه
زاغت أعين سليمان ينظر بكل الاتجاهات يعلن كشف والده لأمره خصوصا بعدما قال :ده انت حتى مش لاقى وقت تحضن فيها المخدات
بهت وجه سليمان بحرج ووالده يردد بخزى:بقا على آخر الزمن سليمان الظاهر بيحضن فى المخدات.. يوضع سره فى اضعف خلقه.
ما فعلته به جنة كثير.. كثير والله.
استدار شوكت يردد بحسم وهو يغادر :ياريت زى تعمل زى عادتك فى اى موضوع
.. تقطع عرق وتسيح دم
اغمض عينيه يغلق الباب بعد انصراف والده.. يريد ان يفعل ما قاله لكنه ليس بقادر... أصبح بلا سلطان على نفسه... جسده..او حتى قلبه
بل تلك التى تقبع فى شقة بالزمالك على كورنيش النيل هى فقط المتحكمه الأولى والاخيره.
سبها بينه وبين حاله الأف المرات وحاول عدم التفكير بها ويعود يسبها من جديد.
لم تترك له شئ دون بصمه منها فحتى أرضية الغرفه استخدمتها لصنع ليله ولا اروع يقشعر جسده فقط حين يتذكرها وهى ممدده أرضا تمتظره باغواء
تبا لها ولما فعلته... دلفت لحياته تعيس بها فسادا وهو غير قادر على ايقافها.
لا يمتلك حلول أخرى او اختيارات... لا يمتلك سوى التمدد على فراشه يحتضن وسادتها وملابسه الذان تعلقت رائحتها بهما يحاول الاستغراق كالمراهقين بحلم من أحلام اليقظه حتى يحنو عليه الله وينام
صباح يوم جديد
خرج زياد من الغرفه التى كانت تقطن بها تهانى فهو يمكث فيها حاليا بعد إعلان تسنيم رفضها القاطع له فقرر ترك لها متسع من الوقت ريثما تتقبله لكنه بأى حال من الأحوال لن يطلقها او يتركها لغيره.
خرج من غرفته يذهب بتردد ناحية غرفة سليمان... يشفق عليه كثيرا يراه متماسك ظاهريا لكن عينه التى كانت تبرق مسبقاً انطفئت منذ ذهاب جنة.
وقف يدق الباب حتى فتح له سليمان ينظر له ببرود مرددا :خير
رغم نظرة الجمود التى بعينيه إلا أن اشفاق زياد مازال موجود يسأل :انت كويس؟
رفع سليمان رأسه يردد بكبر وعناد:اوى.
ابتسم عليه زياد.. سليمان الظاهر لا يولد او يستحدث من العدم... هو سليمان واحد فقط ولا مثيل له.
ردد سليمان بحده لم ينسى بعد مواجهتهم الماضيه :جاى عندى ليه... ولا يمكن اكون على علاقه بتسيم هى كمان.
ردد زياد بمرح خرج بنبره يائسه باكيه :لا حتى لو عندك النيه دى ماحدش بيسلك معاها... انا لسه مش عارف امسك ايدها.
رغما عن سليمان ضحك... زياد ابنه وتربية يده لا يحتاج لأكثر من ذلك كى يتصافا.
بضحكة سليمان تأكد زياد من مسامحة خاله له لكن حتى لو حدث فهو بداخله يحمل نفسه ذنب كبير.
سأل بتعاطف كبير :جنة هترجع امتى.
على سيرة جنه تتحرك رأس سليمان وترتفع كأنه يريد أن يثبت قوته.. أنها لم تكسر كبرياءه بعد.
فاقد الشئ يحاول إثباته.
فترك الباب وتحرك تجاه المرأه يغلق ازرار قميصه كأنه غير مبالى او مهتم يقول :مش هترجع.. نهائى.
قلب زياد شفتيه يحاول كبت ضحكاته وهو يسأل بتهكم:نهائى؟؟!
ضبط سليمان هيئته يستعد للخروج يظهر انه غير مهتم بإكمال الحديث يقول وكأنه مصر او حتى يملك القدره على ابعادها :ايوه نهائى.
كان سيخرج من غرفته يترك زياد بها ويذهب لعمله الى ان تخشب جسده وهو يستمع لزياد يقول عن عمد بتلاعب:على العموم انا هقابلها كمان شويه اناا وتسنيم.
استدار بجسده شيئا فشيئا يقول :تقابلوها فين وليه؟
زياد بمكر:عادى بقا يا خالو وبعدين ماتشغلش دماغك بالتفاهات دى... دى واحده انت الى قطعت علاقتك بيها واكيد.. اكيييد مش بتحاول تعرف أخبارها ولا تحركاتها.
حمحم سليمان يقول :ايوه.. اه... انا ماعرفش عنها حاجه... براحتها.
خرج سريعاً كأنه يهرب منه وزياد يخرج خلفه يضحك عليه يراه قد غادر البيت سريعاً ولم ينتظر حتى الفطور.
خرج بطريقه للدرج لكنه قابل تسنيم التى خرجت من غرفتها بتأفف... اشتاقت بيت والدها وفراشها البسيط... مرت فتره غير قليله على مكوثها ببيت الظاهر وللآن لم تتأقلم از ربما ترفض.
يسمعها تغلق الباب ولم تراه بعد تردد بمقط:استغفر الله العظيم يارب... ولا هنعرف ننام فى ام البيت ده.
شهقت بصدمه وهى تشعر باحدهم يطوق خصرها بذراعه.
اتسعت عينها وهى تدرك أنه زياد يبتسم لها وهو يمشط ملامحها بعينيه يقول باعجاب شديد :ما عشان بتنامى لوحدك بالك انتى لو حد رخم زيى كده جنبك كنتى روحتى فى النوم على طول.
ابعدت ذراعه عن خصرها تبتسم فى وجهه بسماجه ونفور مردده:ممكن بردو عشان هبقى عايزه اهرب من وشك.
زياد بخبث:طيب شوفتى... تعالى نجرب بقا بقالك تقريباً شهر مش بتنامى.
تسنيم :لأ اجرب إيه انت عايزنى احلم بكوابيس... هيبقى فى الحقيقه وفى النوم كمان.
تحولت نظراته الماكره لأخرى حزينه وهى سألت :هتطلقنى امتى؟
رفع عينه بها يخبرها ما سيحدث فعلياً :انا مش هطلقك يا تسنيم حتى لو انتى عايزه.
صكت أسنانها تقول بغضب:انا عايزه افهم انت بتعمل كده ليه ماتخلصنى وتخلص نفسك.
جاوبها ببساطه وصدق:انا كده بعمل الصح يا تسنيم... انا مابقتش زياد بتاع زمان بقيت بفكر اكتر... فكرى انتى كمان هتلاقى إننا اكيد ما اتقابلناش كده وجمعتنا الظروف عشان نقعد نشد فى شعر بعض وخلاص... الظروف مش جمعتنا وبس يا تسنيم لأ دى كمان جوزتنا وانا مش مؤمن بحاجه اسمها صدفه... كل حاجه بتحصل لعله... فكرى كويس.
صمتت تفكر... هى الأخرى مثله تملم لا تؤمن بالصدف.... لكن ما حكمة القدر من جمعهم سويا؟!
أوقفته بصوت متردد فيه بعض بوادر التقبل :زياد.
التفت لها يبتسم قائلاً :نعم.
تحدثت بتلعثم تسأل :أأأ.. احممم.. أأهى جنة فين؟
جاوبها بحزن:مشيت.
تسنيم:إيه؟ مشيت إزاى؟ وسليمان بيه سابها تمشى.. ده بيموت فيها.
تنهد زياد يقول :هو الى خلاها تمشى.. ومن ساعتها وهو فعلاً بيموت من غيرها بس بيمثل انه كويس.
حزنت كثيراً تقول :خساره والله.
زياد بعد تفكير لثواني قال :بقولك ايه... تعالى نروحلها.
ضيقت عينها تسأله بترقب:ناوى على ايه؟
زياد بحزم :ناوى اعمل اي حاجه مش هقف اتفرج عليهم... ادخلى غيرى وتعالى.
تحولت واتسعت عينه يقول بخبث:او اجى أساعدك عشان تنجزى.
نهرته بحده :اتلم يالا... وانزل استنى تحت.
امال نفس النظرات ومكر عينه قالت :ولا انا هقفل على نفسى من جوا انتو عيله منحله ماشافتش ربع ساعه ربايه.
قهقه عليها وهو يراها دلفت لغرفتها يستمع بالفعل لصوت تكات قفل الباب.
________________________________
جلس بمكتبه يحاول صب تركيزه على عمله والا يسمح لها بالقفز داخل عقله وخياله.
وعندما استطاع أخيراً قطع كل ذلك اتصال ليجيب عليه سريعاً بلهفه :الو.
.... :ايو يا بيه انا الهانم كلمتنى عايزه طلبات من برا .
سليمان : عايزه ايه من برا؟
...... :مش كتير... كانت عايزه شويه جبن وعصير للتلاجه.
سليمان :وهاتلها مربى توت هى بتحبها.
.... :والنبى انت حنين يا بيه.. طب مالو كده مش بتجيلها ليه؟
سليمان بحزم:ماتسألش فى الى مالكش فيه.. تخلى بالك منها ومن طلباتها وبس... قولى هى خرجت فى حته من بالليل للنهارده؟
.... :لا يابيه بس امها جت ومعاها تقريبا قرايبها هما مشيوا وامها مانزلتش. شكلها مبيته.
سليمان بحده وغضب:وانت جالك منين ان دى امها ودول قرايبها مش يمكن حد غريب ولا حاجة تاذيها.
.... :لأ يابيه دى شبهها بالحته وبعدين مالست بخير اهى وطلبت فطار عشان امها عندها هى اساسا ماكنتش بتطلب اى حاجه.
لا يعلم لما شعر بالسعادة لكونها ربما قد فقدت شهيتها بسبب بعدها عنه.. يتمنى.
عاد من شروده بتنهيدة تعب وحزن:طيب روح هاتلها الى هى عايزاه واشتريلها المربى زى ما قولتلك.
صمت قليلا يكمل بصوت عاشق وقد غلبه الحنين :وأبقى هاتلها شوكلاته مع الحاجه.
.... :حاضر يا بيه ربنا يخليهالك.
اغلق الهاتف يتمتم برجاء يدعو الله :يارب... يارب.
قطع عليه كل ذلك صوت السكرتيرة تدلف للداخل تقول :فى واحد برا عايز يقابل حضرتك.
سليمان :عنده معاد؟
السكرتيرة :عارفه ان حضرتك مشغول والله يافندم وسألته بس هو قالى انك مستنى مقابلته واقولك اسمه بس.
سليمان بتهكم:بجد؟! مين الشبح بقا؟!
السكرتيرة :شامل صدقى.
تجهمت ملامح سليمان يقول على الفور :دخليه.
نظرت لتغير ملامحه باستغراب وقد وافق على مقابلته بمجرد ذكر اسمه بالفعل كما قال شامل.
فذهبت تسمح له بالدخول... حيث دلف يبستم وهو يرى سليمان يود لو يبرحه ضربا.
تقدم يمد يده للسلام فسلم سليمان ببرود يحاول ان يبدو غير مهتم ولت يشعر بالغيره منه يقول :خير.
ابتسم شامل يقول :كل خير.. الحقيقة انا حبيت اجى اصحح اللبس الى حصل لانى حاسس اني اكيد عملت مشكله.
سليمان بترقب:لبس إيه؟
شامل :انس... صصح حديثه وهو يرى احتداد أعين سليمان يقول :أقصد مدام جنة ماقالتش انها بنت حضرتك ابدا.
سليمان بترفع:امال قالت إيه؟
شامل :الحقيقه هى ماقلتش حاجة اصلا لأنها مالهاش كلام معايا ولا مع حد من الجامعه كلها تقريباً.
تراقصت دقات قلبه يحاول إخفاء وتهدئة تنفسه السريع يسأل بوقار يجاهد للحفاظ على هيبته:امال انت قولت كده ليه؟
شامل :دى كلها اجتهادات شخصيه... انا كنت مسافر مع والدى فى فترة فرحكوا ماشوفتش اى صور ولا حضرت الفرح... هى حتى شكلها فى الصور مختلف شويه.. انا قولت كده لما شوفتك بتوصلها تقريباً يوميا... ياحضرتك يا السواق بنفس عربيتك وفضلت ماشى وراها فى يوم عرفت ان ده عنوانها فترجمت كده مع نفسى لكن بصراحة.. جنه.. احمم.. اقصد مدام حضرتك فى حالها ومؤدبه جدا يمكن ده الى خلانى اتهور وما فكرش كتير او واسأل الناس.
ابتسم برضا وهو يستمع مدح احد الشباب أخلاقها وكم كانت تصون غيبته حتى بعدما يتركها وزاده فخراً حين اكمل شامل :انا حتى حاولت افتح كلام معاها فى يوم قبل ما اجى لعندك بيومين ماردتش عليا اصلاً وخافت وسابتنى وجريت.
اتسعت ابتسامته وأصبح غير قادر على التحكم بها وهو يستمع لكل ذلك يربط الكلام بالأحداث يتذكر قبل مجئ شامل بيومين عندما كان ينتظرها ووجدها متوتره واحتضنته ذلك اليوم.
اغمض عينه بوله.. كانت تحتضنه كى تظمئن حالها انه موجود... تستمد منه الأمان والراحه ولا رغبه لديها فى الإبتعاد.
____________________________
فى ظل ذهاب حارس العقار لشراء ما طلبت حضر لعندها فى نفس الوقت زياد مع تسنيم.
كذلك نهله جاءت لتطمئن عليها.
جلست أمام جنه تقول بتلاعب ومكر:بس إيه ده يا جنه.. وشك مخطوف خالص.. مش بتاكلى؟ لا ويا حرام شكلك مش بتنامى.
جنه بكبر :لا خالص... انا بنام وبشبع نوم.
هز زياد رأسه يقول :واضح واضح.
صمتت بحزن تقول :هو الى قالى امشى.. الله.. ده لملى هدومى فى الشنطه يعنى طردني.
نهله :حقه.. لاقى واحد جاى يخطب مراته منه
صمتت بحزن... تتذكر افتقادها له طوال الأسبوعين الماضيين.
افتقدت حتى غيرته وملاحقته لها.. ولهفته حتى التصاقه بها والذى كان يغضبها ويحنقها افتقدته.
تحدثت تسنيم تقول :هو انتى مش كنتى مغصوبه عليه وعايزه تمشى.. ومنفشه ريقه زى ما زياد قال... عايزه ايه بقا.
اندفعت تقول :عايزاه يصالحنى بقا.
ضحكت نهله تقول :اه يا سوسه.
فركت جنة أصابعها معا بتوتر تقول :اصلى ماينفعش اروح اصالحه انا... عايزه ارجعله بس من غير تنازل.... عايزاه هو الى ييجى.
زياد :اد ايه انتى قادره.
نظرت له بشراسه فى حين دلفت داليا بالعصير تقول :اتفضلوا العصير.. منورنا والله.
نهله وتسنيم:بنورك.
صرخ زياد بحماس :لاقيتها... انا هجيبهولك.
____________________________
كان منكب على مكتبه ينتظر دخول زياد كى يعنفه على تأخيره هذا.
رفع عينه ينظر له بسخط:انا عايز افهم انت مخك ده فيه ايه... الشغل متعطل يمين وشمال وسيادتك عمال تتمرقع.
زياد ببراءه مصطنعه:انا؟ ابدا.. ده انا حتى كنت فى مشوار انسانى.
سليمان بسخريه لاذعه:والله؟! مشوار انسانى ايه كنت فى جمعية رساله ولا الهلال الأحمر.
جلس زياد بكبر يقول بتفخيم وزهو:لا خالص كنت فى الزمالك على الكورنيش عدل.
ظهر القلق على وجه سليمان يقول :إيه؟ الزمالك ليه ليك مين هناك.
نظر زياد لاظافره يقول بروقان شديد :ابدا يا سيدى اصل جنه رجلها اتلوت كانت لازم تروح للدكتور ماتشغلش بالك انت.
لم يدرى ما الحدث لكن سليمان قد هب من مكانه سريعاً وخرج بلهفه وقلق يغادر ليتكئ زياد بظهره للخلف يضع يديه أسفل رأسه وهو يقول بتنهيدة :ااااه.... ده الحب بهدله بصحيح يا ولاد.