رواية جنة الظالم الفصل السادس والعشرون26 والسابع عشر27 بقلم سوما العربي
فى صباح اليوم التالى.
جلس على فراشه وهى غافيه بارهاق لجواره.. يتذكر جيدا لم يتركها حتى ساعات الصباح الأولى.
يتذكر حديثها عن كونها اسفه على ما سمع وما قالت وأنها لم تقصد.
ظلت طوال الليل وهى بين يديه تكرر اسفها.
لكن كل هذا لن ينفى ماسمع... ماسمع اوجعه لانه الحقيقة ببساطه.
حول بانظاره إليها يراها وهى غارقه فى النوم وأثر إجهاده لها واضح عليها... بمنتهى الضعف وقلة الحيلى اقترب يمسح على شعرها يقبل رأسها يغمض عينه بتعب.
نظر لها مطولا ثم وقف عن فراشه يتقدم نحو المرأه ينظر لانعكاس صورته وهو يرتدى شورت قطنى داخلى... يتأمل حاله جيدا يسأل اين سليمان الظالم؟
يرى امامه شخص ضعيف مذلول... لقد كسرته ببراعه... اصبح ذليل حبها.. يتحين لأى نطرة رضا او ابتسامة.
يتذكر كان يميل عليها وهو يتنفس بحرارة وسرعه ينظر لها بهوس يقبلها بتلذذ كأنه يلتهمها.. يهمهم وهو يلتهم جلد وجهها وهى متجاوبه تماماً لكل ما يفعل.
تقريبا لم يكن مهتم بالتقاط أنفاسه كان كالمجنون بعدما رأى هيئتها على ارضيه الغرفة متجهزه له تنتظره وقد فعلت هذا لاجله.
وكيف أوقفت قلبه واذهبت عقله وهى تشير له بدلال ان يقترب لعندها.
حاول الخروج من شورده يقف تحت المياه بالمرحاض وهو تاره حزين لما وصل اليه.
وتاره يبتسم ويقشعر بدنه وهو يتذكرها ليلة امس من اول اسفها لتجاوبها الخجول معه.
جنته وناره هى... كسرت شئ ما بداخله وهو غير قادر على إعادة تقويته... شئ غير مرئى او ملموس... غيرت دون هدف او قصد منها هى حتى لم تنتبه.
ذهب ووقف امام المرأه ثانيه بأمل... تبا... فحتى بعدما ارتدى البذله والكرافت لم يتغير كثيراً... بل ظل كذلك الذى رآه بالملابس الداخلية.
الملابس الرسميه لم تغير كثيرا ولم يعد بها سليمان الظالم.. انه نفس الشخص...ذلك الذليل امام رضى طفله عنه.. فتاه لم تتجاوز التاسعه عشر بعد.
لاول مره يبعد عينه عن النظر لنفسه فى المرأه... لاول مره لاينظر لحاله بزهو.
غادر يفر هاربا من النظر لنفسه لكنه... ورغما عنه يتقدم منها على الفراش يسحب شرشف الفراش يغطى مفاتنها الظاهره وينظر لها مطولا..
بل اى حيله يميل عليها يقبل وجنتها بعمق ثم يعيد تدثيرها جيدا يبتعد بضيق.
شعر بالغضب من حاله بعدما واجه نفسها بكسره أمامها من المفترض أن يبتعد او يكرهها لكنه الان يريد تأجيل ذهابه قليلاً وان يبقى معها.
غادر بغضب... كل شئ يخرج ويتعدى حدود السيطره.
دانت لها السيطره... وهو اصبح بلا سلطان... اصبحت هو كل شئ.. كل شئ.
غادر ولم يهتم بقوانين البيت من مواعيد الإفطار او اى شئ.. غادر سريعاً بمشاعر مختلطه حزن.. فرح.. ضيق وسعاده .
وصل لعند الشركه يسير وسط العمال المعتصمين واول ما رأوه زادوا بالهتاف.
وقف اول الدرج ليدلف للداخل متجاهلا إياهم.
لكنه استدار بضيق ينظر لهم بعدما زادوا من حدة هتافهم.
وقف دقيقه صامت صمت تام وهم يزيدون.
امام نظراته الجامده صمتوا... وهو ظل هكذا.
حتى رفع رأسه ينظر لهم بكبر قائلا :عايزنها تخلص على إيه؟
فرغ الكل فاهه حتى حراس الأمن... نظروا له بزهول.
وهو كرر:خلصوا انا خلقى ضيق... وقبل ما ارجع فى كلامى.
تحدث رمضان سريعاً :شهرين تعويض على كل سنه ونمشى خالص إحنا ماعدناش قادرين على شغل المصنع.
تكلم بكبر يتفاوض :شهرين كتير.
تحدث رمضان برضا تام فهو لم يحلم ان يصل مع الظالم لتلك النقطه من الأساس :شهر... شهر على كل سنه يا باشا وكده رضا.
اماء برأسه ونادى مساعدته باشاره من يده يقول :اصرفى لكل واحد فيهم شهر قصاد كل سنه قضاها هنا وخلصى كل حاجه.. ساعة زمن وتكون قصتهم انتهت... هطلع دلوقتي مكتبى مش عايز المح حد لسه واقف.
نظرت له تردد بزهول :اوامرك يافندم.
تقدم للداخل وصعد لمكتبه يرى مكان تجمهرهم خالى.
واجهه نفسه بوضوح... لم يكن مباليا بتجمهرهم ولم يهتز... حتى لم يشعر بالشفقه على اى واحد منهم... ولكنه ذلك الشئ الذى كسرته جنته... كسرت شئ يجعله غير قادر على الاستمرار فى الكبر.
اغمض عينه يأخذ نفس عميق يهون على حاله.. لو تركهم متجمهرين يهتفوا لما استفاد شئ.. ولو فض كل ذلك بالقوه وهو قادر على ذلك أيضا لن يستفيد شئ.. وو... صمت.. صمت وهو يعلم لما برر الامر لنفسه ولم يطلب منه احدهم حتى الآن تبرير
ولكنه يبرر لحفظ هيبته امام نفسه... حفظها أمام نفسه هى البداية لاستمرار حفظها امام الكل... كل شئ نابع من الداخل ولو فقذ الشئ لن يقدر على إثباته.
اخذ نفس عمييق واستدار يجلس خلف مكتبه وهى ساعه بالضبط حتى تقدمت مساعدته تخبره انها انهت الأمر.
________________________
استيقظت من نومها تبحث عنه لجوارها تبتسم... هو من دثرها هكذا.. تعلم طريقة تدثيره وهو يضع الشرشف بين كتفها وعنقها يلفها به جيدا.
سحبت الشرشف وهو تبتسم بخجل لجرئة ما فعلته امس تلفه حول جسدها وتذهب بكسل للمرحاض.
خرجت منه بعد دقائق وارتدت فستان اسود به نقط بيضاء قصير مع زينه للرأس من نفس لون القماش.
وهبطتت الدرج تبحث عنه لتجد شوكت خلفها يناديها:جنه.
استدارت تنظر له وهو يردد:سليمان مش هنا... مشى على شغله.. من غير ما يستنى حتى الفطار... لاول مره.
ظل ينظر لها بقوه وهى وقف مهتزه... لاول مره تواجه شوكت لحالها... دائما مايكن سليمان موجود سد وسند يحول عنها اى شئ.
تحدث شوكت مجددا بحزم بعدما تقدم بضع خطوات مرددا :اسمعى الى هقولوا ده كويس وفكرى قبل ما تردى.
صمتت ليس استماعا انما رهبه... شوكت الماده الخام للهيبه والكاريزما وقد ورث منها لابنه.
أمام صمتها واصغائها تحدث هو:فى الدينا دى كلها ومن بين فلوسى وشركاتى ماعنديش اهم من سليمان... فجأة حاله اتغير وبقا عايز يتجوزك وكان عندى استعداد اعمل اي حاجه... اى حاجة عشان اجيبك ليه.. بس هو عرف واتجوزك قولت هيشبع ويسيبك بس الى حصل كان العكس... ابنى عمره ما كان مبسوط الا دلوقتي لأ وكمان بيتعلق بيكى كل يوم اكتر من الأول... وانا عارف انك مش عايزه تكملى معاه والواحده منكوا طالما حطت في دماغها حاجة هتعملها حتى لو اتسلسلت بسلاسل من حديد وانا مش هشوف ابنى بيموت من بعدك واسكت... قدامك شهر... شهر واحد وتقررى هتكملى معاه للأبد ولا انا عارف همشيكى من هنا إزاى... شهر واحد يبقى ردك عندى.
استدار بوقار يغادر وتركها خائفه متخبطه... حديثه مختلط مابين تهديد... وعيد... رجاء... وتمنى.
اغمضت عينها وهى الأخرى متخبطه... لتتذكر سليمان وانه ذهب بلا إفطار.
لا تعلم ولكن ساقتها قدميها للخارج حيث مرآب السيارات تجد رجل كبير هناك وقف لها على الفور احتراما يردد:صباح الخير يا هانم.
ابتسمت له بتوتر.. تلعن الظروف التى جعلت رجل اكبر من والدها يحييها باحترام ويناديها هانم.
ابتسمت له باحترام تقول اسمى جنه.. جنه بس يا عم... ماعلش اسم حضرتك ايه.
ابتسم لها بامتنان يقول :رضا.
جنه:بقولك إيه يا عم رضا... ممكن تودينى عند سليمان.
رضا :ايوه ياهانم بس البيه محرج إنك ماتخرجيش من البيت.
جنه:مانا رايحه له هو فعادى... وكمان حضرتك الى هتودينى مش هيقول حاجة.
فكر قليلا يقول :خلاص حاضر عنيا... اتفضلى غيرى هدومك وانا مستنى.
نظرت لنفسها وما ترتديه وقالت :ليه طب ما اروح كده.
نظر لها رضا مبتسما يسأل :هتروحى بشبشب البيت.
ضحكت بخفه وقالت بتوتر :مانا.. مانا.
ابتسم عليها رضا فقالت بسرعه :اصلى بصراحة مش عايزه ادخل جوا واقابل شوكت باشا تانى لوحدى.
اماء براسه يتفهمها وقال ضاحكا:طيب طيب تعالى... يالا بينا.
جلست داخل السيارة التى قادها رضا يقول فر الطريق وهو سائق :انتى خايفه من الباشا الكبير ليه يابنتى.
رمشت بعينها بتوتر فأكمل :انا عارف انك مغصوبه على الجوازه دى.. وان البيه تقريباً حابسك ومش بيخرجك ولو انتى بنتى كنت هبقى حزنان عليكى... بس اقولك على حاجه... بيحبك... بيحبك اوى... الباشا بتاعنا ده شديد اوى. انا معاه من زمن الزمن.. اديلى عشر سنين وازيد... عمرى ماشفته بيبص لحد كده زى ما بيبصلك... فكرى كويس وانا راجل اهو وبقولك... كلنا زى بعض الرك على الحب والحنيه... الحنيه دى بقا تخطف كده.
توقف عن الكلام والسير أيضا يقول :وصلنا.. ابقى فكرى فى كلامى.
ترجلت من السياره تنظر له باستغراب فابتسم لها كأنه يمدها بالدعم.
دلفت للداخل وهى تسير منحرجه لما ترتديه والكل ينظر على خفها المنزلى.
البعض بزهول والبعض يكبت ضحكته بصعوبه.
الى ان وصلت للطابق المنشود تقف امام مساعدته التى نظرت لها تبتسم بلطافه قائله :ههه انتى مين ولا جايه لمين.
حمحمت بحرج... تبا لها ولما ترتديه وتبا لشوكت أيضا.
تحدثت بحرج:انا...احمم..انا جنه.
نظرت له السكرتيرة مستفسره:جنه؟! جنه مين؟! انتى تايهه من حد...بابا شغال هنا.
جنه بغيظ :لأ بابا صاحب الشغل.
وضعت يدها بخصرها تقول :انا جنه مرات سليمان بيه.
ضحكت الأخرى مردده:هههه طيب والله بتكلم بجد من غير قمص عيال... انتى جايه هنا لمين؟
جنه بغيظ :بقولك مراته... الله.
وقفت السكرتيرة عن مكتبها تقول :طيب انا هقوله.
انتظرت جنه بالخارج تهز قدميها بغيظ فى حين دلفت السكرتيره تقول ضاحكه :سليمان بيه.. فى بنوته صغيره برا شكلها تايهه ولا ايه بتقول انها مراتك... انا حاولت امشيها بس هى ماشاءالله مصره انها مراتك.
وقف عن مقعده بزهول يقول :ده بجد؟!
السكرتيره :ايوه يا فندم هههه بصراحة لذيذه اوى بس مش عارفة امشيها.
تحرك سريعاً يخرج من مكتبه يراها تقف متخصره تهز قدمها بعصبيه وهى مرتديه خف منزلى بقدميها.
وقد قدم من الخارج وفد من إحدى الشركات ينظرون لها باستغراب.
خطفها أمامهم داخل احضانه وسط زهول الكل.
وهو يردد:حبيبتي ايه المفاجأه دى.
رددت بعصبيه وهى داخل احضانه تقول للسكرتيره:مش قولتلك... قال تايهه من بابا قال.
ابتسم بجنون عليها وهو يراها تتحدث بعصبيه تكمل :اقولها مراته... تقولى تايهه من بابا... قولتلها بابا صاحب الشركه.
ضحك بجنون ممزوج بحنان وحب يرى نظرات وفد الشركه الغريبه له وهو يرتدى بذلته تظهر سنه بوضوح وقد شارف على الأربعين يحتضن بنت صغيره تقول انها زوجته.
كانت ابتسامته متسعه يجذبها لاحضانه وهو يخبر سكرتيرته قائلاً :ايوه يا الهام هى جنه مراتى.
اتسعت اعين الهام تقول :انا.. انا اسفه يافندم.. بس... بس يعني حتى الصوره الى شوفتها ليكوا كان الميك اب مغير شكلها شويه وبانت اكبر من كده انا اسفه.
اغمض عينه بوجع قال متفمها:تمام.
دلف للداخل وهو معه يحول بينها وبين الهام بصعوبه تقول وهى تحاول ان تفلت من يده :سيبنى يا سليمان... سيبنى عليها دى بتقول عليا عيله وتايهه... اوعى ماتحوشنينش.
توقف وهى لامامه ينظر لها ثوانى وبدون كلمه اقتنص شفتيها بقبله مفاجئه قويه يعبر فيها عما شعر به الآن.
ابتعد عنها وعينه لامعه يبتسم قائلاً :جيتى ليه؟
بللت شفتها بحرج تضع خصله من شعرها خلف اذنها قائله وهى تنظر أرضا :وحشتنى.
سليمان بفرحه:بجد.
جنه :بجد.
سليمان :معقول بقيت اوحشك كده... ده انا لسه سايبك.
رفعت وجهها تنظر له تكمل عليه :لأ مش بس كده... ده عشان خرجت من غير فطار.
اتسعت عينه وتوقفت انفاسه... جنه تهتم به وطعامه يهمها.
زادت دقات قلبه وتقدم يحملها يسير بها حيث إحدى الارائك الجلديه ويجلس وهى باحضانه يقبل عنقها بحرارة قائلاً :يبقى نفطر مع بعض.
كانت ترمش بعينها بسرعه خجله مما يفعله هنا بالشركة تردد:سليمان... إحنا فى الشركه.
سليمان :بس بردو لوحدنا وانتى مراتى ماحدش يقدر يدخل اصلا.
توقف عن تقبيلها يبتسم بمشاكسه وهو يمسك ملابسها قائلا :ماليها حق تقول عليكى تايهه من بابا ايه الفستان الى خارجه بيه ده وايه ياروحى التوكه دى.
نظرت له بمشاكسه تقول :بس يجننوا عليا مش كده.
تحدث برغبه حارقه :هما يجننوا بس... دول مخلينك قم... قطع حديثه ضاحكا وهو ينظر لقدمها مرددا :شبشب بصباع... مش مصدق بجد.
جنه بعصبيه لذيذه:سليمان همشى.
همت لتقف عن فخذيه فأعادها قائلاً وهو يقهقه بسعادة :ههههههه لأ لأ خلاص... استنى...ده انا ماصدقت.. بس ينفع كده... ينفع الناس برا تشوف حلاوتك دى غيرى...مش عارفة انى بغير عليكى؟
ابتسمت بدلال :انا الى قمر اعمل ايه... حظك بقا.
ضمها بقوه يردد:حظى الحلو والله.
تنهد بقوه ثم قال :تعالى بقا اطلب انا وانتى اكل عشان انتى فتحتى نفسى على الاكل اوى.
رفع الهاتف يطلب سكرتيرته التى دلفت للداخل وعلى فتح الباب اعتدلت جنه تجلس لجواره بدلا من قدميه وهو نظر لها بغضب يسأل :إيه؟!
جنه بهمس :ايه؟! الناس عيب.
صمت مرغما والهام مازلت تنظر لهم بزهول... مظهرهم غير مقنع.. هناك عدم توافق فى كل شئ.. جسم ضخم وآخر صغير وضئيل... هزت رآسها تحاول الاستيعاب.
فنظر لها بضيق يعلم ما تفكر به من نظرتها لهم فقط.
تحدث ببعض الغضب قائلا :اطلبى لنا فطار ونسكافيه والقهوه بتاعتى... اتفضلى.
هزت كتفها بإذعان :حاضر... حاضر يا فندم.
خرجت ليقربها منه مجددا يقول :على فكره زياد هيتجوز.
جنه بصدمه :ايه.. تانى.
اوقفها كى تجلس على فخذيه مجددا يقول :ايوه... ومش عارف هو بيعمل كده ليه.
هزت رأسها تقول بأسى:زياد ده شخص تايه جدا... وعايش فى دور المظلوم... انت عارف انه جالى من فتره يقول ان العمال عاملين وقفات ومش عارف وفضل يحكى يحكى.. حسيت انه عايز يقلبنى عليك... قلبان بلا هدف... ماتفهمش هو عايز ايه ولا رايح فين.
نظر لها يبتسم بحب ثم وضع خصله من شعرها خلف اذنها يقول قد اقترب منها اكثر يسأل :ولما قال كده انتى قولتى ايه؟
نظرت له بثقه تقول :سألته انت بقا يا زياد عملت ايه؟
اغمض عينه يبتسم بفخر... صغيرته لا مثيل لها ليست هينه.
وهى اكملت دون توقف:الدنيا فيها كل حاجه متاحه الصح والغلط كل واحد يختار طريقه وزياد اختار يكون سلبى... كان ممكن يعترض ويعمل كتير اوى. انا قولتله الى بحسه.. والى شايفاه انا شايفه انه بنى ادم مايع لا صايب شر ولا صايب خير حتى مش عارف هو عايز إيه.
ضمها له يقول بفخر :انا الى مش عارف اوصفك بس انا فخور بيكى اوى يا روحى.
صمت يكمل بزهو يعلم ان ما فعله سيثقل من كفته لديها قائلاً :بس جوزك الوحش الى هو بيقول عليه ادى العمال حقوقهم وعوض المرضى كمان.
اتسعت عينها بفرحه تسأل :بجد؟! بجد يا سليمان؟!
اماء لها مؤكدا :ايوه... هحكيلك.
ظل يقص عليها كل ما حدث بين صدمتها وسعادتها الكبيره به غير مصدقه انه فعل كل ذلك من نفسه... لا تعلم انها السر وراء كل شئ.
______________________
وقفت تفرك يديها ببعضهم وهو أمامها يخبرها بفرحه كبيره:خلاص. خلاص يا تسنيم اخدت تعويض كبير من الشركه خلاص ونقدر نتجوز فى اى وقت.. انا.. انا عارف انك زعلانه منى عشان ماكنتش برد عليكى الايام الى فاتت بس والله من ضيقتى وقلة حيلتى بس خلاااااااص... انا اجرت شقه حلوه نفرشها سريع سريع والباقى نعمل بيه مشروع صغير... انا هاجى النهاردة بعد العشا لعم مسعد.
صمت مستنكرا وهو يراها تقريبا تبكى يسأل :تسنيم... تسنيم مش بتردى ليه انتى لسه زعلانه.
رفعت انظارها باكيه تخبره :انا... انا اسفه... كنت بدور لينا على حل ماكنتش اعرف ان كل حاجه ممكن تتحل فى غمضة عين وان ربنا قادر على كل شئ.
نظر لها بتيه كأنه يسأل ماذا فعلت وهى لا تعلم كيف تخبره انه قد عقد قرانها على آخر بالأمس.....
الفصل السابع والعشرون
نظر لها بتيه يحاول استيعاب ماتقول يسأل بتخبط:انتى بتقولى ايه انا مش فاهم حاجه!
اغمضت عينها تتمنى لو انشقت الارض وابتلعتها لكان الأمر اهون.
ظنها تمزح فى البدايه.. لربما تثأر من جفاءه كل تلك الأيام.
ابتسم يمسك بكفيه كفيها قائلاً :حبيبتي مش عايزك تخافى خلاص... وانا ياستى غلطان وعيل زباله ودمى تقيل وعارف انى زودتها اليومين الى فاتوا بس.. بس طول عمرك اجدع منى ومستحملانى... طول الوقت بتراعى طروفى وشالانى وشايله همى.
ادمعت عينيها تبكيه وتبكى حالها مردده:يااااااه يا سعيد... لسه جاى تقول الكلمتين دول دلوقتي... هو احنا ليه مش بنقول لكل واحد الكلام اللي يستحقه الا بعد ما يموت... او يضيع مننا خالص.
نظر لها وعينه متسعه بزهول يردد:ايه اللي..
ابتلع رمقه الذى جف يكمل :ايه اللي بتقوليه ده... مات ايه وضاع إيه.. إيه الى بتقوليه ده... مانتى معايا اهو وانا عمرى ما هسيبك تضيعى منى.
سالت دموعها تبكى تكمل بشجن:بس انا ضيعت منك خلاص يا سعيد... انا.. انا اتكتب كتابى.
جحظت عينيه وتوقفت كل حواسه ينظر لها يحاول الاستيعاب مرددا :إيه؟! تسنيم ماتهزريش فى الحاجات دي... الحاجات دي مافيهاش هزار.
نفت برأسها ودموعها تسيل بغزراره :ياريته هزار... انا اتكتب كتابى
استوحشت نظرات عينه ينظر لها على أنها خانته وطعنته بشرفه... يعتبرها شرفه... منه وله.. شرفه ولا يسمح بالمساس به أبدا.
قبض على كتفيها يتحدث بجنون وغضب:ايه اللي بتقوليه ده... انتى اتجننتى... اتكتب كتابك ازاى... خونتينى مع مين انطقى.
نفضت يدها عنه تصرخ به:انا ماخونتش... ماخونتش ياسعيد... انا كنت بدور على حل... بدور على مخرج.. انت الى كنت فين.
صرخ بوجع:وانا ماقصرتش... انتى اكتر حد عارف انى ماقصرتش... عارفه انا بشتغل كام ورديه عشان احوش... لولا عملية امى الله يرحمها اخدت الى ورايا والى قدامى.. ودى امى انتى نفسك قولتى امك أولى صح.
تسنيم :كويس انك فاكر... انا واقفه معاك دايما وواثقه فيك عمرى ما اخون.
ردد وهو على حافة الجنون يقول :امال الى بتقوليه ده اسمه ايه؟!
ضحك بجنون يجذب خصلات شعره يردد :ههه يعنى انتى واقفه معايا دلوقتي وانتى على ذمة راجل تانى... راجل غيرى... عملتى كده ليه... انطقى.
تحدثت بخوف ظهر امامه فقط نادرا مايحدث وقالت :ده مجرد اتفاق... جوازه على ورق مقابل اتنين مليون... مش هيلمسنى يا سعيد اقسم بالله.
غرز يده بلحم ذراعها يتحدث بفحيح وغضب رجل مذبوح حيا:إيه الى بتقوليه ده... انتى عارفه انتى بتقولى ايه... هو انا الراجل اللي يقبل كده على نفسه ولا على لحمه؟!
هدر بها جعل جسدها يتفزز :انتى اتجننتى ولا جرى لمخك حاجة.... انتى لحمى.
لكز عقلها باصبعه يقول بحده مره آخرى مؤكدا :انتى لحمى.. لحمى يابنى ادمه.
استقام يعتدل فى وقفته وهى تبكى بهستيريا... اعطاها ظهره يخفى بكاؤه... تربى على ان البكاء للنساء فقط.
حاولت التحدث تمسك ممعصمه بيديها تتحدث برجاء :سعيد.... سعيد بصلى.. بصلى عشان خاطرى.
حاول التحدث دون اى نبرة بكاء يقول بجلد:ابصلك؟! ابصلك إزاى؟! احط عينى فى عينك إزاى؟! بقيتى على ذمة راجل تانى؟! طب... طب إزاى؟! طب وانا؟!... ده انا لا ليا اهل ولا اخوات غيرك... هتروحى من ايدى؟! ده انتى الى مصبرانى على الدنيا.
تحدثت تبكى عليه وعلى نفسها :مش هيحصل... ده كان كتب كتاب.. كتب كتاب من غير لا فرح ولا دخله... انا.. انا هخليه يطلق.. مش عايزه الفلوس دى... انا غلطانه والنبى سامحنى.
سعيد :الى عملتيه حسابه كبير... كبير وصعب اوى يا تسنيم.. وهتتحاسبى عليه... لكن ترجعى ليا تانى فاهمة... لازم.
اقترب اكثر يسأل بجنون:مين؟! مين ده؟!
خافت عليه كثيرا.. تحدثت برجاء :حقك عليا انا غلطانه.. كل حاجه هترجع زى الأول.
سعيد بصراخ وجنون :بقولك مين انطقى.
تسنيم:عشان خاطرى ياسعيد خلاص.. غلطه وهصلحها... انا وانت مالناش الى بعض... انت منى وانا منك.
كان هناك آخر يتقدم.. تغرس سكين حاد بقلبه وهو يتسمع حديثهم.
يرى سعيد يمد يده يمسك ذراعها يتحدث بجنون: بقولك مين... انطقى.
تقدم يفصل بينهم... كلما احب واحده يجدها تعشق آخر.
ولكن تسنيم لا... لن يفرط بها.. ستكون له حتى لو رفضت.. لن يتركها لاحد حتى لو أرادت.
ابعد يده عن تسنيم يقف حاجز بينهم مرددا :إيدك جنبك يا حبيبى.
اتسعت اعين سعيد من تدخله بينهم يقول بمقط فهو يوما لم يتقبل ذلك الفتى المدلل:بتعمل ايه هنا يا ابن الاكابر.
زياد بغضب:قولتلك ابعد عنها احسنلك.
زاد جنون سعيد وتسنيم تنظر ارضا تبكى بخزى غير قادره على رفع رأسها.
سعيد :احسنلى؟! انت عبيط يالا... انت مالك بينا... امشى روح اقعد جنب ماما ياحبيبي لا تستهوى.
اغتاظ زياد بشده من طريقته المهينه فى الحديث علاوه على اقترابه هكذا من زوجته والواضح بشده انه ذلك الرجل الذي تحدثت عنه وعن عشقهم.
لكزه بصدره يقول بغيظ:استهوى.... لم نفسك يا حبيبي بدل ما اوديك ورا الشمس.
سعيد بسخريه:ههه والشمس دى بيركبولها إيه ولا مؤاخذه... انت حاشر نفسك وسطنا ليه.. اوعى من قدامى.
ابعده بعنف ليشعر زياد بالإهانة ويتقدم يضربه بقوه بعدما سدد له لكمه عنيفه وهو يردد:ايدك من على مراتى.
اتسعت اعين سعيد وزاد استعار تلك النار التى بقلبه يردد بجنون ووحشيه:هو انت.
نظر لها يسأل :هو ده؟! خونتينى انا مع الواد الني ده.
تحدثت بخزى وتوسل:ماخونتش والله ما خونت.
كانت تتحدث وزياد يسدد لكمه له مره اخرى بعدما اوجعته كلماته.
تقدمت تفصل بينهم تقول لزياد:خلاص الله يخليك.. خلينا نرجع كل حاجه زى ما كانت.. خد فلوسك وطلقنى.. انا خلاص مش عايزه فلوس.
كل ذلك يحدث فى حاره صيقه بحى شعبى فتجمهر الحى كله حولهم.
وهو يستمع لها بجنون.. كأنها حرقته حيا.
ردد بغيره :انتى انجننتى... انتى مراتى يا هانم.
سعيد :ماتخلى عندك دم.. بتقولك مش عايزاك.. طلقها.
نشب عراك بينهم كبير.. وزياد وحده
تدخل رجل كبير في السن جعل كل شئ يتوقف وهو يردد:والله عال... ايه يا سى سعيد.. المنطقه مالهاش كبير... بتستقوى على جدع غريب وسط حتتك... فى ايه.
أحرج سعيد كثيرا... لا يستطيع النطق بأنه تزوج من تسنيم... يراها عيب كبير بحقه.
ولكن زياد هو من تحدث يخرج قسيمة زواج رسميه من جيب معطفه مرددا بصوت جهورى قوى:تسنيم تبقى مراتى على سنة الله ورسوله... وده عقد جوازنا... هعمل ايه يعنى لما اشوف واحد غريب واقف يرخم عليها.
جن جنون سعيد... من ذا الذى يتحدث عن تسنيم هكذا.. تسنيم له ومنه هو من يخشى عليها كل شئ.
فصرخ بجنون :انت بتقول ايه.. مين ده اللي يرخم عليها... انا الى اقول كده انت هتخاف عليها أدى؟
تحدث الرجل الكبير بحسم بعدما نظر فى عقد الزواج :ولا كلمه ياسعيد... عقد الجواز مظبوط وعمك مسعد اصلاً كان عازمنى فى اليوم ده
صمت سعيد بزهول... متى وكيف حدث كل هذا.
أحدث هذا كله فى اليومين الذان اكتئب وانعزل بهم ولم يجيب على محادثاتها؟!
خرج من زهوله على صوت حبيبته وهى تتحدث لغريمه برعب:انت واخدنى على فين؟!
لينظر لها زياد بوعيد ينذرها بالا تتحدث افضل لها.
تقدم بدون تفكير كى يخلصها قائلاً بوحشيه:انت رايح فين بيها كده من وسطنا.
دفعه زياد بعنف ووحشيه فارتد خطوه للوراء مما جعل وحشية سعيد تزداد يزأر بعنف بعد تلك الاهانه علاوه على اخذه لتسنيم وسط الكل هكذا.
هم ليهجم عليه ولكن تدخل الرجل الكبير يحول مجددا بينهم قائلاً لسعيد:سعيييد... انت جرى لمخك حاجة... واحد ومراته هما أحرار مع بعض خليهم يصفوا أمورهم مع بعض لوحدهم.
بهت وجه سعيد... هل هو من يقال له هكذا وعلى تسنيم.
هل اضحى هو الغريب عنها وذلك المدلل الغريب هو القريب والاولى بها.
اشار على نفسه ببهوت يشعر بتسرب كل شئ من بين يديه وقال:هو الكلام ده ليا انا... هى خلاص تسنيم بقت تخصه.
الرجل :ايوه واحد ومراته... شرع ربنا اقوى من كل حاجه.
اعتدل سعيد يقول بقوه:ماهو بردو الشرع الى قالك لا يخطب احدكم على خطبة اخيه.
نظر له الرجل بقوه يراه شخص متبجح وأتى الرد من زياد الذى قال عن علم:خطبة ايه اللي بتتكلم عنها.. انا ولا مره شوفت دبله حتى فى ايدها انت حتى مش قارى فاتحه مع ابوها فين خطبة اخيه دى يا شيخ سعيد.
بهت وجه سعيد يرى تحول نظرات تسنيم التي يمسك يدها زياد... تقف بهدوء تنصاع لسحبه لها وهو يتحرك بها تجاه سيارته يجعلها تجلس ويغلق الباب ثم يستدير يجلس لجوارها ويذهب باتجاه بيت عائلته.
وسعيد يقف لا حول له ولا قوه يرى آخر اخذها معه وذهب باعين قويه وهو لديه كل الحق.
والحشد ينفض من حوله ويبقى هو وحيد يسأل هل ضاعت تسنيم منه وهل يوجد هناك امل او فرصه.
______________________________
جلست لجواره تسأل بفضول :سليمان هو ايه اللي زياد عمله ده؟! تسنيم مش مبطله عياط.
استمر فى العمل على الاب توب يتحدث لها:هو حر خليه عمال يعك يمين شويه وشمال شويه.
ابتلعت رمقها بتوتر تتذكر مكالمتها مع نهله تسأل هل ستأتي للعمل معها ام لا.
حاولت استجماع شجاعتها والتحدث بعدما حسمت أمرها.
كل ذلك وهو يراقب كل شئ يخفى ابتسامته يراهن حاله وينتظر هل ستقول وتطلب ما تريد بقوه وجرئه كما اعتاد منها ام هل ستلجأ لطريقه اخرى؟!
بات يعملها جيدا ويحفظ مالذى تنم عليه كل حركه من حركات وجهها ويدها بل جسدها كله.
ينتظر الاجابه.. يريد أن يعلم فعلاً ماذا ستفعل.
ظلت مترددة كثيراً الى ان قفزت امامه فجأة
حتى لو كان ينتظر ما ستقول لكنه تفاجئ واتسعت عينيه يبتسم لها قائله وهو يضمها له:ايه يا حبيبي مش نعقل ونبطل شغل القرود ده.
ابتسمت باتساع تقول:حاضر.
رفع حاجب واحد على طاعتها الغير عاديه.. يقلق كثيرا عندما يرى منها كل هذا الكم من الطاعه.. طاعتها تكون خير دليل على طلب كارثى سيعقبها بالتأكيد.
زادت الأمر سوء واكدت كل ظنونه وهى تمسح بدلال وغنج على شعرات يده بعدما مسكتها بيديها الاثنين تناديه :سووولى.
بالتأكيد اكبر دواهى الزمن ما ستطلب.. دلال وغنج مع طاعه عمياء دون اى جدال.
اخذ يردد فى سره يا ستاااااااار.
والتقطت شهيق عميق يقول :عيون سولى يا حبيبة سولى.
هى الأخرى باتت تعرفه... كشف أمرها ويمثل العكس.
لكنها حسمت أمرها وستختار مصيرها بيدها.. الكذب بدايه كل كارثه.
تركت يده فابتسم علم انها فهمت عليه كما فهم عليها.
اخذ نفس عمييق مجددا يده يده داخل خصلات شعرها التى على وجنتها يقول بحنان :عايزه تطلبى اي يا روحى... انا عنيا ليكى.
ظلت على صمتها تنظر له فقال :اممم طيب ايه عايزه عربيه؟! مش بحب اخليكى تمشى على الطريق لوحدك... مصاريف الجامعه دفعتها فى صحافه واعلام زى ما صممتى... ايه طيب؟
بللت شفتيها تفكر فى التراجع لكنها تحدثت بحسم :انا... انا جايلى أوفر شغل حلو وعايزه اقبله.
تجهمت نظراته.. لا يتحدث فقط يحاول فقط الاستيعاب.. أنى لصغيرته بكل هذا.
سأل بهدوء حذر :اوفر شغل إيه؟
حاولت التحدث بشجاعه تقول :إعداد فى برنامج تليفون.
زم شفتيه يقول :واو.. اعداد و برنامج تليفون كمان.. امممم.
صمت يوترها ثم اكمل :إزاى وفين وامتى بسرعه فسريلى.
جنة:هو إيه الى ازاى وفين.
سليمان ببعض الحده :إزاى وامتى مين عرفك بناس تجيبلك اوفر زى ده؟
حاوبت بشجاعه:من نهله.. هشتغل معاها في البرنامج بتاعها.
وقف يتحدث بغضب :نهله... هى الحكايه كده بقا.. انا ليا كلام تانى معاها.
اتسعت عينها بزهول يراه يتحرك كى يبدل ثيابه فعلياً تسأل :انت رايح فين.
أجاب بغضب عازم على ما فى عقله :هروح اديها درس عمرها ما تنساه... الهانم بتنتقم منى عشان سيبتها وروحت لغيرها عايزه تبوظلى حياتى عشان اندم عليها.
صرخت فيه بغيظ:تندمك إيه وتنتقم إيه... رايح فين الست اتجوزت عيب تعمل كده.
سليمان بجبروت:حلوووو اوى.. خلى جوزها القمور يعرف انها لسه بتفكر في طليقها.
زادت عينها وحشيه تقول :ايه اللي بتقولو ده انت ولافى دماغها اصلاً وهى فرحانه وعايشه.
سليمان وهو مستمر فى تبديل ثيابه :حلو.. تفرح بعيد عنى... مالهاش دعوه بيكى.
اغتاظت من حديثه وتفكيره ككل تقول بغضب ومقط:تصدق انا فعلاً غلطانه... غلطانه انى قولت اختارى الطريق الصح وبلاش كدب.. غلطانه انى ماردتش اغفلك واسمع كلام زياد رغم انه كان هيساعدنى اروح واجى من غير ما انت تحس حتى... بس انا الى قولت لأ مش همشى فى السكه الغلط...تبقى هى دى النتيجه؟!
توقف عما يفعل وتقدم منها يسأل بزهول:إيه؟! زياد!!زياد يعمل كده... طب ليه؟!
صرخ بأعلى صوته يصدح فى كل الأركان ينادى عليه:زياااااااد.
خرج من الغرفه يبحث عنه وهى وقفت خلفه تزفر بغضب.. هو كما هو.. لم يتغير كثيراً....
لايرى سوى مايريد فقط.
اوشك الفجر على البذوغ وهو للآن ينتظره بعدما بحث عنه ولم يجده بالبيت كله.
وها قد عاد أخيراً من الخارج يترنح... واقعه مرير واصرف فى الشرب كى ينسى ليأتى النبيذ ويذكره اكثر.
وجد سليمان يجلس بغضب فى حديقة البيت ينتظره يصفق له قائلاً :اهلا اهلا وسهلا بحبيب خاله... اهلا بزياد باشا.. زياد باشا الى عمال يخرب ويعك فى حياة خاله.
وقف زياد بلا اتزان يقول :يا اهلا بالباشا الكبير.
سليمان :لا كبير ايه بقا... هو فى كبير غيرك هنا... بيحرض العمال ويخليهم يعملوا اعتصام قدام الشركه فى وقت ابن كلب وهو عارف.. ويروح يوسوس فى دماغ مراتى.. وكمان يقولها وافقى على الشغل يا جنة انا هساعدك.
ابتسم زياد بنصر وهو يترنح قائلاً :جننننننة... ايوووه هى الحكايه ومافيها جنة... هى نقطة ضعفك واكتر حاجة توجعك... قررت الاعبك بيها هى جنة الى تقدر تعمل كده... هى الى اقدر بيها اموتك...لو بعدت عنك أبقى قتلتك من غير ما اوسخ ايدى.
نظر له سليمان ببهوت يراه يتحدث بكره شديد ودفين يسأل بجنون:ايه يا بنى ده؟! ايه كل ده... ليه؟! ده انا الى مربيك... انا معتبرك ابنى واخويا هو ده رد الجميل... انا طول عمرى شايل همك؟!
صرخ به زياد يقول :مربى ايه وجميل مين... انا مش جنه ولا انا صحافه وتلفزيون هتلمع نفسك قدامى... انت.... انت على علاقة بمراتى.... انا شوفتك.
ردد سليمان بزهول:مراتك مين... تسنيم دى بنت محترمه وانت ماتستاهلش واحدة زيها.
زياد بوجع :تهانى.... شوفتك وهى جيالك المكتب...شوفت وسمعت كل حاجه ماتقدرش تنكر... انت تستاهل كل الى بعمله ولسه هعمله... تستاهل جنة تسيبك.. تستاهل القتل حى تستاهل.... قاطعه سليمان بصفعه قويه ادارت وجهه للناحيه الآخرى.
صفعه اذهبت قليلاً مفعول الكحول وجعلت زياد ينظر له بصدمه يسمعه وهو يقول :انت فعلا عيل طرى ومايع ومدلع.. مافيش حد قابلك إلا وده كان انطباعه عنك... مهما حاولت سنين اغيرك بردو الناس بتشوفك كده.
صرخ به زياد:انت لسه هتتكلم انت.. قاطعه سليمان :انت مالكش اى حق ولا اى حاجة عندى... انت عايز تشوف وتفسر على هواك عشان تفضل ضحيه... بس عايز بقا الحقيقة وعاملى فيها بورم... تعالى بقا ياحلو واسمع.
صمت لثوانى ثم اكمل عليه:الحقيقة ان البت دي راميه لحمها عليا من اول يوم شافتني فيه عينى عينك وانا عارف... ماعرفتش تلاقى سكه معايا اخدتك كوبرى... كوبرى عشان تعرف تدخل بيتك... تبقى على اسمك وهى عينها من حد تانى... كنت فاهم وبحذرك بس ازاى العيل المهزوز الى عندنا مسك فى لعبه وعجبته واللعبه عملتله غسيل مخ... تهانى تهانى جوزونى تهانى... انا حذرتك ومنعتك انت الى كنت مصر واتجوزتها.
زياد باتهام مجددا :اااه استخدمتنى عشان تتجوز ست الحسن بتاعتك ووهمتنى إنك عامل كل ده علشانى.
سليمان :وانت ايه مشكلتك؟! ولا مش لاقى تهمه تتهمنى بيها... بتدور زى العيال على اى تلكيكه؟! كنت عايز تتجوز ست زفته جوزنهالك... استخدمتك ماستخدمتكش مالكش فيه... كون بقا انك مش عارف تملى عينها دى حاجة تانيه... انت عيل وهتفضل طول عمرك عيل... حتى لما جيت تاخد حقك منى ماجتش تاخده راجل لراجل وقعدت تلف وتدور..
صمت يستوعب بعد تفكير يقول :ياااااه.. انا دلوقتي بس فهمت انت اتجوزت تسنيم ليه... بقا مش قادر تواجه تهانى رايح تجيب واحده تانيه تكيدها... ايه حركات الحريم الرخيصه دى؟ انت حتى مش عارف تخلى تسنيم تحبك.
جلده ببراعه جعله كالعارى تماماً أمامه.. ليتحدث زياد يجلده هو الاخر :كلنا في الهوا سوا... انت كمان ماعرفتش تخلى جنة تحبك...البت منى عينها تهرب منك وانت الى مكلبش فيها... الواد لخاله بقا هنعمل إيه... شكلك بقى وحش اوى.
تحرك سليمان يترك له المكان بعدما جلد كل منها الآخر.
زياد يعلم ان كل ماقاله خاله صحيح وسليمان يغمض عينه بتعب يعلم أنها بالفعل تريد الفرار منه وهو يحجمها وكل ذلك الغضب الذى افرغه بزياد لخوفه من فتح باب لها من الممكن أن يساعدها على الاستغناء.
لتمر ايام كل منهما تائه غير مستقر... لكن جنة تذهب لكليتها مع بداية العام الجديد.
تقف كى تشترى كوب من النسكافيه لتشهق بتفاجئ حين وقف شاب وسيم لجوارها يقول :جنة مش كده؟
نظرت له بتوتر.. تحاول قدر المستطاع السير على القواعد التى يعيدها عليها سليمان يوميا وهى ذاهبه للجامعه.
لكن من هذا ومن أين يعرفها فسألت بتردد :حضرتك تعرفنى؟!
ابتسم باعجاب يقول:بصراحة اتمنى.
مد يده بالسلام يعرف عن حاله ورغباته:انا شامل صدقى.. اخر سنه فى هندسه.
وجدها مبهوته لم تمد يدها ترد السلام حتى فابتسم بحرج يكمل :احمم.. ممكن اكون فاجئتك وهجمت عليكى مره واحده كده بس... بصراحة انا عايز.... قاطعته برعب تقول :عنئذنك.. عنئذنك انا لازم امشى.
ترحكت سريعاً تغادر الجامعه كلها وهو ينظر لاثرها بحب.
لينضم اليه صديقه قائلاً :حلوه الكسفه دى... ماله جو الصحوبيه يامان.. خليك انت عايز تدخل البيت من بابه.. اديها كسفتك.
شامل باصرار:عملت كده عشان بنت مؤدبه.. انا عرفت انها من بيت الظاهر وهاخد والدى ووالدتى بكره ونروح نخطبها من سليمان الظاهر هو كبير العيله هناك.
زم صديقه شفتيه يقول :ده انت مصمم بقا... انت حر... سلام.
ابتسم شامل ينظر لاثرها بوله يردد:ايوه مصر.....