رواية عاصفة الهوي الفصل الواحد والستون61بقلم الشيماء محمد احمد


رواية عاصفة الهوي الفصل الواحد والستون61بقلم الشيماء محمد احمد





أسئلة سيف فضلت متعلقة بدون إجابات، والصمت مسيطر على الكل، صمت قاتل. سيف قطع الصمت ده: "قولت هتجاوبني، فاتفضل."
عز أخد نفس طويل قبل ما يقدر يرفع راسه يبص لسيف: "كل اللي هقدر أقولهولك إنك ابني البكري، مش ابن حرام، وأي حاجة تانية مش مهمة."
سيف بصله كتير منتظر باقي كلامه، لكن عز سكت، فبص لسلوى اللي غمضت عينيها ودموعها نازلة وباصة للأرض. بعدها بص لهوليا اللي برضه هربت من نظراته. سيف حرك دماغه بتفهم لحالهم، بعدها وجه كلامه لعز: "ده بس اللي هتقوله؟"
عز ابتسم بحزن: "خليل انسان مش كويس، انسى مقابلتك له، والشركة هنأمنها ومش هيقدر يعمل حاجة، واقفل حواره تمامًا."
سيف وقف وبصرامة كرر: "ده بس اللي عندك هتقوله؟"
عز رفع راسه بحدة: "ده اللي عندي يا سيف."
سيف وقف وهيسيبهم ويتحرك، فعز سأله بفضول: "انت رايح فين؟ إحنا مخلصناش كلامنا."
سيف بهدوء مزيف: "هطلع أقول لهمس تلم كتبها علشان نروح شقتنا."
عز وقف وزعق: "بطل تستعمل أسلوب التهديد ده معايا."
سيف بصله وزعق زيه: "مش بهدد، بس صراحة اكتفيت من اللف والدوران والكذب. خليل قالي خد مراتك وامشي وهخرجك بره الحوار ده، وصراحة قررت أصدقه هو، بما إن أقرب الناس ليا مش مبطلين كذب وخداع."
عز زعق: "أنا ما بكذبش عليك."
سيف زعق زيه: "بتخبي الحقيقة، وبالنسبالي ده ما يفرقش عن الكذب."
عز تراجع في حدته: "مش لازم كل حاجة تعرفها، انت ابني وده اللي يفرق معاك، وكفاية تعرف إن خليل إنسان كذاب وملاوع."
سيف بإصرار: "لا مش كفاية، مش كفاية أبدًا إنك تقولي أنصاف حقايق وفي المقابل أضحي بحياتي كلها."
عز بدفاع واهن: "ما طلبتش منك تضحي بحياتك."
سيف زعق بغضب: "لما طلبت مني أتجوز شذى كنت بتضحي بحياتي، لما كنت بتتخانق معايا كل يوم كنت بتضحي بحياتي، لما خلتني أرتبط بشذى كنت بتضحي بحياتي، لما رفضت أسيبها كنت بتضحي بحياتي، لما كنت بتحاربني في كل لحظة كنت بتضحي بحياتي. إنتو حتى بعد ما عرفتوا بحبي لواحدة تانية برضه كنتوا بتضحوا بحياتي. لما عصام حاول يقتلني وبعدها بنته حاولت تقتل همس، ده كنت بتسميه إيه؟ هاه؟ فما تجيش دلوقتي تقولي ما طلبتش منك. خليل طلبك صراحة، فيا أسلمك له يعمل فيك ما بدا له، يا أقف في وشه، بس قبل ما أقف في وشه لازم أعرف أنا بقف في وش مين؟"
عز باستسلام: "سلمني له، أنا سبق وقلتلك سيبني آخد جزاتي واتحبس، ودلوقتي هقولها تاني: سلمني له لو دي نهاية الحرب بتاعته. سلمني لخليل."
سيف بص للسقف بغضب بيحاول يسيطر عليه، وبعدها بصلهم: "مش عايز أحلف ومش عايز أعلي صوتي عليكم، ولا أخرج بره البيت ده، لأني بجد المرة دي مش هرجعه، فأرجوكم بلاش تعملوا ده فيا."
سيف راح قصاد سلوى، قعد على ركبته في الأرض، وحط إيديه على الكرسي حواليها وحاصرها: "قوليلي، أنا ابن حرام؟ اتجوزتي أبويا علشان بتحبيه ولا علشان حملك فيا؟"
سلوى بعياط: " انت ازاي قادر تسألني سؤال زي ده؟"
سيف بقهر ابتسم: "لأن محدش بيروح لحد يقوله 'انت ابن حرام من فراغ. مفيش دخان من غير نار. قوليلي الحقيقة."
سلوى بعياط: "لو سألتني ألف مرة، إجابتي مش هتتغير."
سيف قام من قدامها وراح لهوليا: "عمرك ما كذبتي عليا. أخدتي فترة طويلة جدًا ما بتكلميناش ومقاطعانا، لدرجة تخيلتك مش عايشة أصلًا. وبعدها لما سافرنا أول مرة لعندك في تركيا، استغربت ليه أبويا أخدني أنا وآية بس وأمي لأ. بس فاكر كويس أوي إنك كنتِ بتهربي دايمًا من أسئلتي. اتحججتي باللغة وعملتي نفسك ما بتفهميش عربي علشان ما تتكلميش معايا ولا تردي عليا، مع إني كنت بسمعك بتتكلمي عادي مع أبويا ومع آية. بعدها سيبتك تمثلي الدور إنك ما بتفهميش عربي. اتكلمتي مع إبنك بالإنجليزي، بس هو حذرك ساعتها إني بعرف إنجليزي كويس. ولأن أبويا ما بيعرفش تركي كويس ، اتكلمتوا ساعتها بالفرنش. وبعد ما نزلنا مصر غيرت دراستي للألماني واخترت الفرنش واتعلمته علشانك. بس أبويا مكررش زيارتنا تاني لعندك غير بعد كذا سنة، ساعتها ما عرفتيش تعملي نفسك مش فهماني، واضطريتي تتعاملي وتتكلمي معايا. بس برضه فضلتي تهربي من كل أسئلتي. بعدها بدأتي تصديني علشان أبطل أسئلة وأبطل أحاول أقنعك ترجعي معانا لمصر. وتقريبًا ما اتصاحبناش غير بعد ما سافرت بره مصر الفترة اللي قعدناها أنا وانتِ بره وأنا في كليتي. عاملتيني كصاحب، واعتبرتك صاحبة ليا. عودت نفسي أقولك هوليا."
سكتوا والكل فضل ساكت، محدش بيعلق ولا بيتكلم. سيف بصلهم كلهم، الكل باصص للأرض، الكل مغمض عينيه. سلوى بتعيط باستمرار، وعز ساند وشه على إيديه بتهالك.
سيف رجع لهوليا بنظرة: "ليه سيبتي بيتك؟ ليه سيبتي ابنك الوحيد وأحفادك؟ أمي حبت ابنك ولا حبت خليل وحملت منه؟"
هوليا ابتسمت بقهر وسمحت لدموعها المتحجرة تنزل، مدت إيدها براحة ولمست وشه: "انت مختلف، في كل حاجة مختلف. انت ذكي... لا، مش ذكي، انت عبقري، منظم، شاطر من الأوائل. إنسان بسيط وبتحب البساطة، رفضت تدخل جامعة خاصة وأصريت تدخل حكومية، وصاحبت ناس عادية، وذاكرت واجتهدت علشان تتعين معيد. سافرت بره، اشتغلت وأصريت تصرف على نفسك، ما أخدتش جنيه واحد من ملايين أبوك. ولما رجعت..." (ابتسمت أكتر) "حبيت بنت عادية شبهك، بنفس طموحك. انت فخر لأي أب وأم. ما تقولش ابن حرام دي وما تفكرش فيها. أنا من البداية ما حبتش سلوى ولا حبيت علاقتها بعز وخليل. كنت بكره صحوبيتهم المفتوحة أوي دي. حاولت أبعدها عن بيتي وعيلتي، بس أبوك حبها، واتفاجئت بيه عايز يتجوزها. ولما خطبها غصب عني، خليل جه لعندي وقالي إنه بيحبها وهي بتحبه، ومش عارف ليه عملوا كده؟ وليه مصرين يتجوزوا بسرعة بالرغم من إنهم لسه في الجامعة؟ حاولت أقنع أبوك ينتظر بس رفض، وبمجرد ما اتجوزوا أعلنوا عن الحمل فيك. وساعتها خليل قال إن ده سبب سرعة جوازهم. حاولت أقبل سلوى، بس فضلت علاقتها مستمرة بخليل، وده خلاني مش قادرة أقبلها. خليل سافر بعدها فترة والدنيا كانت مستقرة نوعًا ما، بس بعدها بكام سنة رجع من تاني ، ساعتها قرروا يسافروا فسحة لوحدهم. سابوك إنت وأختك معايا وسافروا. بس بعدها اتصدمت لما عرفت إن خليل معاهم، وأبوك اللي رجع. قضوا رحلتهم ورجعت حامل تاني، لكن الحمل سقط، وخليل قالي إنها كانت حامل في إبنه وهي اللي سقطت نفسها."
سكتت لوهلة ومسحت دموعها وكملت: "مكنش بايدي حاجة اعملها ، ابوك ومتمسك بيها وأنا سبتلهم البيت ورجعت بلدي لحد ما انت كبرت واتخرجت وبقيت راجل يعتمد عليه ، ساعتها سافرتلك بره مخصوص لما عرفت إنك بتشتغل وبتصرف على نفسك. كنت جاية أقولك حقيقة والدتك وخيانتها المستمرة لأبوك، بس عملت حادثة وتعبت ورجلي اتكسرت. فاكر يا سيف؟"
سيف قعد على الأرض وساند بإيديه على ركبته ضامم نفسه وباصص للأرض، وهي كملت: "كنت جاية أقولك حقيقة سلوى، وإنها خاينة، وإن ده سبب إني سيبت بيتي. بس عملت الحادثة ولقيتك جاي تجري عليا، أخدتني شقتك وشلتني حرفيًا من على الأرض. كنت بتشيلني تخرجني، وتشيلني تمشيني في الجنينة، وتشيلني تطلعني البلكونة. ولقيتني غصب عني مش عايزة أجرحك، ولا أقولك أي حاجة تزعلك أو تخليك تفكر ما ترجعش مصر تاني، لأنك ساعتها كنت بتشتغل في الجامعة ومستقل بحياتك ماديًا. فسكت."
بصتله بحب وأضافت: "إنت بتحب عيلتك، وراجل يعتمد عليه، وهتشيل أبوك لو وقع زي ما شلتني. وعز ما خلفش غيرك انت وآية. فقولت خلاص، خليه بيحب عيلته وخليه يرجع بيته، وبلاش يعرف حقايق هتدمره وتكرهه في أهله. ولو أبوك وقع، تشيله وتكون سنده، وتشيل العيلة كلها."
سلوى أخيرًا وقفت ومسحت دموعها ونطقت: "شالها لأنه إبن عز الصياد. شالها لأنه اتربى صح. اتربى بين أب وأم بيحبوا بعض. من زمان بتتهميني، ومن زمان بقولك إن خليل كداب، بس انتِ على طول بتصدقيه. فكفاية بقى، وإلا..."
هوليا وقفت: "وإلا إيه؟ هتطرديني تاني من بيتي؟"
سلوى زعقت: "ما طردتِكيش أولاني علشان أطردك تاني. انتِ اللي مشيتي، انتِ اللي خيرتي ابنك ومشيتي."
هوليا بتهكم: "شُفتِك في حضنه. مكنتيش بتفارقيه. في النادي، في خروجاتكم، في حفلاتكم. والقاضية لما شُفتِك هنا في أوضة نومك في حضنه."
سلوى صرخت: "مكنتش في حضنه! انتِ شُفتِ اللي انتِ عايزة تشوفيه."
سلوى قعدت قصاد سيف في الأرض، مسكت إيديه، بعدتهم ورفعت وشه. مسكته بإيديها الاتنين وبإصرار: "مفيش راجل في الكون ده كله لمسني غير أبوك. انت مش ابن حرام، انت فاهم؟ أوعى تسمح لحد يكسرِك ويحط وشك في الأرض. عمري ما حبيت حد غير أبوك. هي غلطانة، وأبوك سبق وصدقني زمان."
سيف مكنش عارف يفكر: "خليل، علاقتك بيه إيه بالظبط؟"
سلوى أخدت نفس طويل: "كان صاحب مقرب ليا. كنا أصحاب أنا وهو وأبوك في الجامعة. حبيت عز وهو حبني. يوم خطوبتنا خليل جه واعترف بحبه ليا، بس رفضته وقلتله إني بحب عز وهرتبط بيه. جه تاني يوم واعتذر وقال إنه كان شارب وما يقصدش أي حاجة من الكلام اللي قاله وطلب نفضل أصحاب، وصدقته. مكنتش أعرف إنه راح لهوليا وقالها هي كمان إنه بيحبني وأنا بحبه. وعلشان كده فضلنا أصحاب إحنا الثلاثة. اتجوزنا وإحنا لسه في الجامعة، وحملت فيك على طول بعد جوازنا، وخليل فضل صاحب للعيلة. عز بعد ما اتخرج استلم شغل أبوه وبدأ يكبر الشركة، وخليل كمان كان عنده شركة أبوه واشتغلوا مع بعض. وطلعنا مرة سفرية فسحة في باخرة مع بعض، حجزنا فيها أنا وأبوك، وكنت متواعدة أنا وصحباتي نطلع الرحلة دي مع بعض كلنا. الباخرة كانت هتاخد أربع أيام في المية، وكان مخططين لبروجرام الرحلة كله. وقتها أبوك حصلت مشكلة في الشغل واتصل بيا وقال لي إنه مش هينفع يسافر ولازم نأجل الرحلة، بس رفضت وقلتله إني هطلع الرحلة وهو يتصرف وييجي. مفكرتش غير إني عايزة أروحها مع شلتي وأصحابي. تخيلت إنه لما أصر عليها هيجي معايا، لأنه دايمًا بيتحجج بالشغل في كل حاجة. لكن اتصدمت لما الباخرة اتحركت وهو مش فيها، واتصدمت أكتر لما لقيت خليل على الباخرة معانا. قال إنه مكنش يعرف إني في الباخرة دي وإنها مجرد صدفة. معرفتش أعمل إيه، والباخرة كانت اتحركت."
هوليا كملت: "ورجعتي بعد السفرية دي وقلتي إنك حامل، وجوزك مكنش معاكي أصلًا."
عز بص لأمه: "روحتلها وكملت الإجازة معاها. لما رفضت تنزل من الباخرة زعلت منها وكنت قررت إني مش هسافرلها، بس بعدها عرفت إن خليل سافر على نفس الباخرة، فاتجننت ومكنتش عارف أعمل إيه. أخدت أول طيارة وقابلتهم في أقرب ميناء هتوقف فيه الباخرة. مش هنكر إن الشك دخل في قلبي ناحيتهم، بس كانت فترة وعدت، لأن سلوى طول عمرها بتهتم بأصحابها ورحلاتها واللبس والموضة والمنظرة أكتر من أي حاجة تانية، غير إن الخيانة مش في طبعها. آه اختلفنا لفترة، بس بعدها كان لازم أحافظ على مراتي وبيتي وعيالي." (بص لهوليا) "كان لازم أحافظ على بيتي، وده اللي خلاني سافرتلها ساعتها طيران."
هوليا بتهكم: "سافرتلها بعد ما سيبتها أربع أيام، هما الاتنين مع بعض."
عز زعق: "مكنوش أربع أيام، لأني حصلتهم، وبعدين ده مش سبب يخليكِ تتهميها اتهام زي ده. الباخرة زيها زي الطيارة والقطر، وسيلة سفر مليانة ناس."
هوليا بغضب: "طيب، مش هتكلم عن خروجهم وهزارهم وضحكهم طول الوقت، كل ده مش مهم. شوفته في أوضة نومك وهو بيضمها وبيقولها إن حبهم هيستمر لآخر يوم في عمره، وإنه هيفضل يحبها. قالها حملها أكبر دليل لحبهم، والرحلة البحرية كانت أجمل أيام حياته. عايز إيه تاني؟"
سلوى بصت لإبنها: "ما تصدقش كلامها."
هوليا زعقت: "هو مقالش الكلام ده؟ كدبت في حرف واحد؟"
سلوى زعقت زيها: "قاله، بس هو كداب... كداااب!"
سيف بصلها: "ليه دخل أوضة نومك؟ إزاي وصل لأوضة نومك؟ ليه أصلًا عندك صاحب راجل؟" (بص لأبوه ووقف) "ليه قابل إن مراتك يكون عندها صاحب راجل؟ هاه؟ ليه تسمح لراجل غيرك يتواجد مع مراتك؟ حصل لك ظرف وهترجع، يبقى تاخد مراتك غصب عن أنفها. ولما الظرف يعدي، خدها وسافر. ليه تسيبها تسافر لوحدها؟ ليه كل ده؟"
عز زعق: "لأنه هي دي سلوى ودي طبيعتها. بعدين أنا وخليل كنا أصحاب زيك إنت ومروان وأكتر كمان."
سيف زعق زيه: "وهل ممكن أسمح لمروان يوصل همس من هنا للجامعة؟ مش يهزر ويضحك ويخرج معاها وتجيله الجرأة إنه يبص لمراتي ويدخل أوضة نومي؟ أنا اتخانقت مع همس لمجرد إنها وقفت تشكر كريم يوم كتب كتابنا، وقفت معاه دقيقتين. أنا اتخانقت معاها لما سمحت لبدر جوز أختها يوصلها البيت عندي، مع إن الاتنين أخلاقهم فوق مستوى الشبهات، ومراتي بعشق التراب اللي هي بتمشي عليه."
عز وطى راسه: "كنا عيال في الجامعة، فرحانين بالدنيا وبالخروج والسهر والفسح، وما حبتش أحرمها من أصحابها ومن كل اللي متعودة عليه. آه كنت غلط، بس ده اللي حصل."
سيف بص لسلوى: "برضه هيفضل السؤال... إزاي دخل أوضة نومك؟"
سلوى سكتت وهي بتفتكر الذكريات المؤلمة، بعدها علقت: "خليل سافر كذا سنة بعد ما خلفتك، ولما رجع بقى يقرب بشكل مختلف وبيتكلم بشكل مختلف. وفي مرة اتفاجئت بيه داخل أوضة نومي. معرفش مين فتحله؟ معرفش إزاي دخل عندي جوه."
سيف زعق: "ما طردتيهوش ليه؟"
سلوى زعقت: "طردته واتخانقنا، بس يومها بدأ يستخدم قوته عليا. يومها حاول يغتصبني يا سيف."
الكلام نزل زي الصدمة وهوليا دورت وشها بعيد بتهكم، ورددت: "يغتصبها قال؟"
سيف بص لهوليا ورجع لسلوى: "يغتصبك؟"
سلوى بتأكيد: "أيوه. ضربني وقطع بلوزتي ووقعني على السرير. كنت مصدومة، بعدها لقيته بيقولي وبيتكلم عن السفرية دي. قالي إنه هو اللي اتسبب في المشكلة علشان عز ما يعرفش يسافر معانا، وإنه هو اللي أقنعه يحلها ويلحقنا طيران. بس بعدها مرة واحدة لقيت لهجته اتغيرت، وقالي إن دي كانت أجمل سفرية، وإن الحمل ده دليل حبنا. مفهمتش قالهم إزاي، بس قبل ما أرد هجم عليا ويدوب هصرخ، كتم نفسي ومسك إيديا الاتنين كتفهم. وساعتها هوليا دخلت علينا وهو اتنفض وكأنه اتفاجئ بيها. عز صدقني لما حكيتله اللي حصل، لكن هوليا لأ."
هوليا أكدت: "أما أشوفك في سرير ابني في حضن راجل تاني وأسمعه بيقول اللي قاله، لازم ما أصدقكيش."
سيف قعد بتهالك على الكنبة وراه، بعدها بص لعز: "بعدها إيه حصل؟"
عز كمل: "سلوى قالتلي على كل اللي حصل، وكان لازم أجيب حق مراتي وأأدبه. ضربته لدرجة إنه فضل كذا شهر يتعالج بعدها. دمرت شركته تمامًا، وسافر. من ساعتها ما شفتوش تاني. أمي أصرت إن سلوى كذابة وإنها كانت على علاقة بخليل. وأنا بحب مراتي، وعارف إيه اللي تعمله وإيه اللي ما تعملوش. عمري ما شكيت فيها، وعمري ما شكيت إن الحمل مش مني. اتخانقنا واتخانقنا واتخانقنا، حياتنا اتحولت لجحيم احنا الثلاثة ، وقعت بين أمي ومراتي ، وفي الآخر هوليا خيرتني ما بينها وبين بيتي ومراتي وعيالي، وشرطت عليا أنزل البيبي اللي سلوى حامل فيه. اختياري كان واضح. ساعتها هي سافرت وحلفت ما تدخلش البيت ده تاني، والحمل نزل لوحده. أمي بعدها أخدت كذا سنة مقاطعاني، وبترفض حتى ترد على تليفوناتي. بعدها حنت وكانت عايزة تشوف أحفادها. وأول سفرية أخدتكم معايا يمكن تحن وتعرف هي مفتقدة إيه، لكن للأسف ده محصلش، وفضلت مصرة على موقفها. علشان كده رجعنا واتقاطعنا تاني كذا سنة، والباقي أعتقد انت عارفه."
هوليا علقت: "مقدرتش أحب سلوى بأي شكل من الأشكال، وعلشان كده كانت خناقتنا مستمرة طول الوقت على كل كبيرة وصغيرة. زي ما هي برضه مش قادرة تتقبل همس."
سيف بصلها، لكن سلوى علقت باعتراض : "أنا بحب همس، وأنا مش زيك. آه بتدخل في حاجات، بس بحبها، فإياكِ تشككِ في حبي لها."
هوليا علقت بتهكم: "إنتِ بتدخلي في خصوصياتهم، إنتِ مش عايزاه يلمسها كزوجة. إنتِ وصلتيهم يسيبولك البيت، عايزة تعملي إيه تاني؟"
قبل ما سلوى ترد، سيف علق: "دي مش قصتنا دلوقتي."
سلوى بصتله: "قصتنا هي إنك تثبت لجدتك إني عمري ما حبيت غير إبنها. الباقي كله ما يهمنيش."
عز بص لإبنه: "عيد ميلاد جوازنا ١٠ مارس، وإنت مولود ٢٠ /١٢. أعتقد بتعرف تحسب. إنت مش إبن حرام، وأنا وأمك بنحب بعض، وخليل كذاب في كل حرف نطقه. هو بيحب سلوى، بس هي عمرها ما حبته. وعلشان كده عايز ينتقم ونفسه يدمرني بأي شكل علشان يوريها هي خسرت إيه ، لكن عمره ما قدر يتغلب عليا 
سيف بص كتير لسلوى قبل ما يلتفت لعز وهوليا: "خليل هعرف أوقفه عند حده." (بص لهوليا) "لو أمي قالت إنها ما حبتش حد غير أبويا وإنها مخلصة له فأنا هصدقها، ومع احترامي الشديد لحضرتك، سواء إنتِ حبتيها أو ما حبتيهاش فده مش هيغير حقيقة إنها مرات إبنك وأم أحفادك، ولو في حد خسران فهو إنتِ لأنك حرمتي نفسك من الحياة وسطنا بسبب واحد كذاب. خليل هوقفه عند حده. بعد إذنكم."
عز: "سيف، استنى ، خليل محتاج رد قوي."
سيف بهدوء: "سيبهولي، هعرف أتعامل معاه. دلوقتي هقولكم بعد إذنكم، همس عندها امتحان بكرة والمفروض أكون معاها."
طلع فوق ودخل أوضته، كانت همس على مكتبها بتذاكر. دخل لعندها، باس راسها واطمن عليها، بعدها قعد على الكنبة، ساند دقنه على إيديه وبيحرك رجله بعصبية. همس بصتله مش عارفة تعمل إيه؟
سيف لاحظ حيرتها فبصلها: "عندك امتحان بكرة، فلو سمحتي ذاكري. مشاكل شغلي لا بتنتهي ولا هتنتهي أصلًا. ولا مش واخدة بالك إننا من أكتر من سنة فيها؟ لا، دول ست سنين. عصام المحلاوي ظهر في حياة أبويا من ست سنين. فاقعدي ذاكري لو سمحتي."
فضلت بصاله: "طيب، انت كويس؟"
رفع عينيه لها: "أنا كويس، اطمني."
فضلت على مكتبها، بس عنيها عليه. هو شوية وقام رايح ناحية الدريسنج: "أنا خارج، هقابل سبيدو."
غير هدومه وخرج لعندها: "لو احتجتي أي حاجة كلميني."
جه يخرج بس مسكت دراعه وقفته: "أنا ليه قلقانة عليك؟"
مسك إيدها وفكها من على دراعه وباس إيدها: "أنا بجد كويس. همس، إحنا كنا بنتخبط في الظلمة، دلوقتي الأمور وضحت قدامي، كل حاجة واضحة قدامي ، خطواتي الجاية كلها عارفها كويس ،  فأنا كويس، اطمني."
سابها ونزل، راح عند سبيدو في المعرض.

بدر في بيته سرحان تمامًا وهند بتتكلم معاه لحد ما لاحظت إنه مش معاها أصلًا، فمسكت إيده: "حبيبي مالك؟ وصلت لفين كده؟"
ابتسم لها: "مفيش، مشاكل شغل، اعذريني، كنتِ بتقولي إيه بقى؟"
اتعدلت في قعدتها: "قولي إنت في إيه؟ حتى لو مشاكل في الشغل فاحكي لي عنها."
اتردد قبل ما يتكلم معاها بصراحة: "في واحدة اسمها حنان اشتغلت معايا بديلة لحد كان موجود، بس مش مرتاح لها أبدًا، في حاجة مش مريحة في التعامل معاها."
استغربت وعلقت: "لو مش كفؤ، مشوها من الشركة، بس ما أعتقدش إن سيف من النوعية اللي بتشغل حد مش كفؤ عنده؟"
بدر بتأكيد: "دي حقيقة، والبنت شاطرة جدًا وذكية ولمّاحة، بس فيها حاجة مش مريحاني، مش قادر أحدد إيه هي؟"
هند سألته بفضول ونوع من الغيرة: "هي شكلها إيه؟"
بصلها باستغراب: "يعني إيه شكلها إيه؟ أهي بنت والسلام."
هند بفضول: "طيب بتلبس إزاي؟ محجبة؟ أوصف لي شكلها يا بدر؟"
بدر قام من مكانه: "أنا هعمل قهوة، تحبي أعملك معايا؟"
كشرت من هروبه وقامت مسكت دراعه: "اقعد، أنا هعملك القهوة اللي انت عايزها، مش لازم تخترع حجة تهرب بيها."
اتحركت بس وقفها وحضنها: "أنا مش بعمل حجج يا روح قلبي، بس أنا فعلًا معرفش أوصف واحدة، أهي واحدة والسلام، كلهم شبه بعض، مفيهاش حاجة مميزة أوصفها بيها، هو الموضوع نفسي مش أكتر، فما تجيش تدخلي الغيرة في النص. انتِ عارفة إني ولا بحب ولا بعرف أشوف غيرك أصلًا"
ابتسمت برضا والتفتت له: "أنا ما اعترضتش، أنا قولت هعملك أنا القهوة مش أكتر."
باس خدها برقة: "اقعدي ارتاحي، وأنا هعمل القهوة وهعملك عصير فريش معايا، ارتاحي إنتِ يا روحي."

مؤمن خلص شغله في الشركة ورجع متأخر جدًا، وهو داخل بعربيته الفيلا، عربية وقفت قدامه قبل ما يدخل. يدوب هيزمر، اتفاجئ إنها عربية نور، وهي بتنزل من عربيتها. نزل بتكاسل هو كمان من عربيته وانتظرها توصل لعنده، مقفلش باب عربيته وفضل ماسك الباب بإيده.
وقفت قدامه: "إزيك يا مؤمن؟ أخبارك إيه؟"
استغرب سؤالها والطريقة اللي قالت بيها، فابتسم بمجاملة: "الحمدلله، خير يا نور؟ في حاجة؟"
قربت منه خطوة: "لحد إمتى يا مؤمن؟ ما تعبتش؟"
استغرب أكتر وردد: "لحد إمتى إيه يا نور؟ انتِ جاية ليه؟ وعايزة إيه؟"
حاولت تتكلم براحة بس كانت متنرفزة، فقالت بحدة: "لحد إمتى هتفضل تعمل حساب لكل واحد إلا لينا أنا وانت؟"
نفخ بضيق: "أنا وإنتِ؟ معدش في أنا وإنتِ، هرجع أقولك عايزة إيه يا نور؟"
نور بتحاول توصله، تخاطب عقله وأفكاره: "السوشيال ميديا كلها مش بتتكلم غير عن كريم وناريمان، أنا مش عارفة إنت منتظر إيه؟ هتفضل لحد إمتى مغمض عينيك يا مؤمن؟ كريم مش زي ما إنت متخيل، هو بيضحك ويخدع الكل."
مؤمن بذهول: "كريم بيخدع الكل؟ إنتِ بجد هتفضلي عامية لحد إمتى يا نور؟ بقولك إيه: إحنا اطلقنا وانتهينا. جاية عايزة إيه؟ مخدوع؟ مضحوك عليا؟ تابع؟ مهما يكون اللي عايزة تقوليه مش فارق معايا. فهسألك لآخر مرة: جاية عايزة إيه؟"
نور بصت لعينيه: "تعال نروح شقتنا اللي إنت اشتريتها ونعيش فيها مع بعض أنا وإنت وابننا، بعيد عن الكل. أرجوك خلينا نعيش لوحدنا، أنا لسه بحبك."
مؤمن بصلها بذهول، مش مصدق اللي هي بتقوله. بعدها تغلب على ذهوله: "أنا تخطيتك يا نور خلاص، تخطيتك. مبقتش عايزك في حياتي أصلًا، فحتى لو قولتي هعيش معاك في بيت عمي حسن، هقولك لأ خلاص. بعد ما وقفنا قصاد بعض في المحاكم وبعد كل اللي حصل وكل الغلط، معدش ينفع. أنا وإنتِ صفحة واتقفلت، كان ليا نصيب أخلف أيان وخلفته، وربنا يبارك فيه، لكن ملناش نصيب نكمل مع بعض، فأنا وإنتِ انتهينا، وحكايتنا انتهت واتقفلت. معدش عندي أدنى استعداد أفتح فيها أي جانب، كله انتهى."
نور اتضايقت من كلامه: "كل ده علشان كريم المبجل و..."
قاطعها مؤمن بصرامة: "كريم مبجل غصب عن أنف الحاقدين. الكل عارف مين هو كريم المرشدي، لكن اللي بيشتموا ويتكلموا فدي ناس واطية حقودة، فبالتالي رأيها ما يفرقش أصلًا معانا. فهمتي؟ فأي كلام عايزة تقوليه وفريه للي مستعد يسمعك. بعد إذنك."
ركب عربيته واتحرك بعيد عنها، يدخل بيته لابنه ولعيلته.

سيف كان عند سبيدو في المعرض، قاعد معاه ساكت تمامًا، مش بينطق ولا حرف واحد. سبيدو لاحظ سكوت سيف، وفهم إنه هربان عنده مش أكتر. فضل يخلص شغله وسايبه براحته، لحد ما سيف يقرر يتكلم. بعد فترة صمت طويلة، سيف أخيرًا نطق: "همس هتخلص امتحانات الأربعاء الجاي."
سبيدو انتبه له: "وإيه؟"
سيف بصله: "إيه هو اللي إيه؟ مش عايز تتنيل تكتب كتابك؟ فأكيد بعد امتحانات همس، فبقولك هتخلص الأربعاء."
سبيدو ابتسم والفرحة واضحة على ملامحه: "طيب، نكتب الأربعاء تمام؟"
سيف بغيظ: "الخميس أفضل، إدينا فرصة نرتاح."
سبيدو وقف مبسوط وفرحان: "أنا لازم... أقصد إحنا لازم نحتفل."
سيف بصله كتير بتفكير، لدرجة خلت سبيدو يتوتر: "بتشبه عليا ولا إيه؟ إيه البصات دي كلها؟ حتى لو بتحبني، مش هتبصلي كل ده."
سيف بتردد وتحفظ شديد ونوع من التهكم: "تعرف إن خليل أو أونكل داني قالي إنك واحد من رجالته؟"
سبيدو بصله بذهول: "أنا من رجالته؟ طيب ليه؟ هستفاد إيه؟ فلوس؟"
سيف بهدوء: "لا، دخلتك مش الفلوس يا سبيدو."
سبيدو رجع قعد قدامه: "أمال واحد زيي دخلته إيه يا سيف؟"
سيف حك دقنه بتفكير: "خدمات مثلًا؟ حاجة تخص الدارك ويب؟ يخلصك من حد مثلًا؟ يعني ليك دخلات كتير يا سبيدو غير الفلوس."
سبيدو بصدمة: "يعني انت مصدق إني فعلًا من رجالته؟ وإيه؟ ببيعك له؟ ولا بعمل إيه؟ ولا يكون..."
سيف قاطعه: "بطل رغي كتير، أنا لسه بقولك ميعاد كتب كتابك على أختي" (بص لساعته وقام وقف)، "فأكيد مش هجوزك أختي وأنا بشك فيك إنك خاين، أنا المفروض أروح علشان همس."
سبيدو وقفه ومسك دراعه: "أمال بتقولي ليه لو مش بتشك فيا؟"
سيف بصله باستغراب: "إنت عايزني أشك فيك يعني ولا إيه؟ بقولك من باب الرغي."
سبيدو: "طيب، قالك سر العداء معاك إيه؟ يعني بيزنس؟"
سيف أخد نفس طويل قبل ما يجاوبه باقتضاب: "بدون رغي كتير وأسئلة أكتر، بس عداؤه مع أبويا. عايز يدمره وطلب مني أسلمه عز الصياد والشركة، وفي المقابل يسيبني في حالي."
سبيدو سأله: "وإنت قولتله إيه؟"
سيف بصله بسخرية: "متخيل هقوله إيه؟ خد أبويا؟ ولا خد الشركة؟"
سبيدو رد بغيظ: "لا يا فصيح، مش ده قصدي، بس هو محتاج رد قوي، رد فعلي مش مجرد كلام."
سيف ابتسم بدهاء: "ومين قالك إني مش هرد؟ ورد قوي كمان."
سبيدو سأله بفضول: "هتعمل إيه؟"
سيف ابتسامته وسعت: "هأدبه هو وكل رجالته اللي ساندينه."

أمل آخر الليل طلعت من أوضتها، قابلها مؤمن فسألته بتردد: "هو كريم؟"
كمل جملتها: "آه، كلمني، انزلي وأنا العيال هخلي بالي منهم."
نزلت بسرعة، خرجت من باب الفيلا، كان منتظرها. جريت لعربيته وركبت بسرعة، واتحرك بها لشقة سيف اللي قاعد فيها. ما اتكلموش خالص لحد ما دخلوا البيت، وبمجرد ما دخلوا وقفل الباب وراه، بصوا لبعض. الاتنين ارتاحوا لبعض، وهو ضمها واخدها في حضنه لفترة طويلة، زي ما تكون غايبة عنه من فترة طويلة.
بعد فترة طويلة، وهي نايمة على كتفه والاتنين ساكتين، أمل قطعت الصمت ده: "هنسافر إمتى؟"
اتنهد بإرهاق: "أمل، روحي، قولتلك مش هقدر أسافر بيكِ.مش هنعيد الحوار ده كله من تاني. أنا محتاجك هنا في الشركة مكاني، ومحتاجك مع إياد، ومحتاجك مع نونا، محتاجك هنا يا أمل."
اعترضت بهدوء: "وأنا محتاجة أكون معاك يا كريم. أنا مش قادرة آخد القرار إني أسيبك تسافر لوحدك. ببساطة، مش قادرة."
لف نفسه ناحيتها وعينيه في عنيها: "عارف إنه صعب يا روح روحي. عارف إنه صعب، بس علشان خاطري خليني أكون مطمن إنك هنا أولًا في أمان، وثانيًا مكاني." (سكت شوية، بعدها ضمها لحضنه) "خليكِ في حضني وبس يا أمل، خليكِ في حضني."

سيف وصل بيته، سلوى وقفته: "سيف..."
وقف من غير ما يبصلها، فقرّبت منه: "أنا عمري ما خنت أبوك ولا حبيت غيره، إنت مصدق ده؟"
لف يواجهها: "هيفرق معاكِ تصديقي من عدمه؟"
أكدت بسرعة: "طبعًا يفرق معايا يا سيف."
فكر لحظات: "ما تهتميش برأيي الخاص لأنه مش هيعجبك."
أكدت بإصرار: "سيف، أنا محتاجة أسمعك لو سمحت."
بصلها شوية قبل ما يعلق: "أنا عندي قناعة تامة في موضوع العلاقات إن أي غلط بيتطلب طرفين، الراجل مش بيتمادى أو حتى الست مش بتتمادى إلا لو في قبول من الطرف التاني. كل واحد فينا هو اللي بيسمح أو يمنع أي حد قصاده إنه ياخد خطوة. خليل مكنش هيقرب ولا يفكر فيكِ إلا لو إنتِ اللي اديتيه وش يقرب."
حاولت تبرر بضعف: "إحنا كنا أصحاب و..."
قاطعها بغضب حاول يسيطر عليه: "مفيش حاجة اسمها أصحاب بين راجل وست. الصحاب دي كذبة اخترعناها علشان نبرر القرب والتجاوز، وكله تحت مسمى أصحاب. عايز أقرب من واحدة مش عارف أقولها؟ أقول لها: 'أي رأيك نبقى أصحاب؟' وتحت المسمى ده أضحك واهزر وأخرج وأتكلم، ومش بعيد أكون الصدر الحنين اللي هتبكي عليه."
سلوى تراجعت: "لا طبعًا، في أصحاب وفي ناس كويسة كتير وفي..."
قاطعها تاني: "في أصحاب ورابطتهم أقوى من الدم كمان، بس مش بين ولد وبنت. أنا ومروان، سبيدو، كريم، مؤمن، بدر دول أصحاب ورجالة بجد كمان. همس وهالة أصحاب وأكتر من الأخوات. في أصحاب فعلًا، بس ولد وبنت؟ بقت علاقة، فأرجوكِ اعفيني من أي هزل هنقوله. خليل كلب و..." (قطع كلامه وتراجع) "حرام أقول كلب لأن الكلب من أوفى المخلوقات اللي ربنا خلقها. خليل هعرفه مكانته وأرجعه لحجمه الطبيعي، أما حضرتك فدي علاقتك بجوزك. هو سامحك أو قبل الوضع ده، فدي حاجة ترجعله. أنا لو مكانه كنت هسمع كلام هوليا وبدون تردد كمان."
سلوى بذهول: "إنت هتطلق همس؟ لو اتعرضت لاعتداء هطلقها يا سيف؟"
قرب منها واتكلم بحدة: "ربنا يحميها، بس لو اتعرضت لاعتداء من حد قريب مني زي سبيدو ولا كريم ولا مروان، آه هطلقها وبدون ما أتردد لحظة. عارفة ليه ؟ لانها هتكون هي اللي سمحت بده ، حازم ما قربش من آية إلا لما سمحتله يقرب. آه ممكن حد غريب يعتدي على واحدة، لكن الصاحب أو القريب ده لازم يكون عنده ثقة إنه يقرب. فلو همس هتسمح لراجل من معارفي يتكلم ويقرب ويهزر لدرجة إنه يفكر فيها، ساعتها ما تستاهلش تشيل اسمي. مراتي، حبيبتي، بتاعتي، ملكية خاصة محدش يشاركني فيها ، همس ما بتبتسمش مجرد ابتسامة لحد غيري ، بتتحول لنمرة شرسة لو حد حاول يتمادى معاها ، دي قناعتي الخاصة، فزي ما قولتلك ما تهتميش برأيي الخاص لأنه مش هيعجبك. تصبحي على خير."
سابها ودخل أوضته، كانت همس على السرير وكالعادة حواليها ورق كتير. أول ما دخل قامت بسرعة لعنده، فأخدها في حضنه جامد لدرجة رفعها من على الأرض وهمس: "وحشاني كده ليه؟"
ابتسمت: "علشان انت بعيد من فترة طويلة."
بصلها باستنكار: "أنا كنت في حضنك الظهر والعصر وقبل ما أخرج؟"
ابتسمت: "في حضني بس عقلك بعيد عني تمامًا، من ساعة ما سافرت تقريبًا، المهم أنا معاك وجنبك لحد ما عقلك يرجعلي."
ابتسم وداعب وشها بحب: "ولو ما رجعش؟"
أكدت وهي بتلف إيديها حوالين رقبته: "هيرجع، همسته هتوحشه ويرجعلها طبعًا."
باس خدها، وبعدها اتحرك يغير هدومه. هي راقبته وعلقت بهزار: "الله يرحم أيام ما كنت بتقولي هو أنا نادر بتبوسي خدي؟ المفروض دلوقتي أقولك هو أنا آية بتبوس خدي؟"
بصلها من فوق كتفه وهو بيقلع قميصه: "عندك امتحان الصبح، هاه! فكراه ولا نسيّاه حضرتك؟"
ضحكت وقعدت على كرسي التسريحة: "مش نسيّاه بس أنا ليالي الامتحان دي مش بذاكر فيها على قد كده، بحس إني لو ذاكرت كتير أوي بنسى أصلًا كل حاجة."
افتكر لما كلمته وقالت له قبل كده إنها ناسية المادة كلها واخدها يخت باسم. قرب بخطوات واثقة منها ورفع دقنها علشان تواجهه: "بتحبي تعملي إيه في ليالي الامتحان غير المذاكرة طيب؟"
وقفت قصاده، عينيهم متعلقين ببعض وبتفكر، فهو ابتسم وتراجع بعيد عنها، شد تيشيرت يلبسه. علقت باستغراب: "ليه؟"
شال هدومه وحاجته بيرتبها في أماكنها، وبص لساعته، وبعدها بصلها: "ليه إيه يا همس؟"
"ليه بعدت عني ولبست التيشيرت؟ وأوعي تقولي علشان امتحاني الصبح؟"
نفى ببساطة: "لا يا قلبي مش علشان امتحانك، أو مش بس علشان امتحانك، بس إنتِ أكيد فهمتيني يا همس."
استغربت: "فهمت إيه؟"
"فهمتي إن الحاجة اللي إنتِ محتارة فيها باخد القرار عنك علشان ما تحتاريش يا قلبي."
استغرابها زاد: "أحتار في إيه؟ قصدك إيه يا سيف؟"
أخدها من إيدها وطلعوا، قعدها على السرير وقعد قصادها: "أقصد يا قلبي إنك فكرتي وعقلك بيحسب هناخد وقت قد إيه مع بعض؟ طيب بعدها هاخد شاور في قد إيه؟ ولا هتأجليه للصبح؟ طيب هتصحي بدري هتراجعي ولا تقومي تاخدي الشاور وتستعدي للكلية؟ طيب فاضلك إيه لسه محتاجة تراجعيه؟ طيب هتنامي كام ساعة؟"
كل ما بيتكلم عنيها بتوسع من استغرابها، فهو ابتسم وكمل: "مش دي الأسئلة اللي دارت في دماغك؟"
فضلت بصاله باستغراب لحد ما علقت: "أقطع دراعي إن ما كنت مركب جهاز تصنت جوه دماغي، إنت مهكر عقلي، صح؟"
ابتسم أكتر ومسك دراعاتها الاتنين بحب: "مش حكاية مهكر عقلك، سبق وقلتلك إن اللي بتفكري فيه هو نفسه اللي بفكر فيه، دي نفس الأسئلة اللي دارت في دماغي، ده الموضوع بكل بساطة. المهم، يلا نشيل الأوراق دي ونعمل مراجعة سريعة كده على الليلة دي كلها، اظبطي تايمر نص ساعة."
اقترحت: "خليها ساعة تفضل معايا فيها."
حط إيده على خدها: "روحي أنا معاكِ للصبح، مش هبعد ولا هسيبك وأنام، معاكِ."
مسكت إيده وضمتها بإيدها: "عارفة، بس محتاجة دكتور سيف معايا ساعة."
وافقها وبينظم الورق: "بس هتفضلي تعارضي وتقوليلي اثبت هسيبك وأنام."
ضحكت وبتلم أوراقها كلها: "قلبك أبيض يا حبيبي."
قعدوا مع بعض أكتر من ساعة يراجع معاها الحاجات اللي بيحس إنها مهمة ونقاط الامتحان.
كانت محتاجة تراجع شوية قوانين، فسابها وقام عمل شريحتين توست بالجبنة اللي هي بتحبها وطلع لعندها. ابتسمت: "مين قالك إني جعانة؟"
قعد جنبها: "إحساسي." (بصتله بشك فهو ضحك) "أنا جعان."
ضحكت وأكلوا مع بعض. بعدها بصت للورق، بس أخده من إيدها وشاله كله وهي مستغربة، فوضح لها: "أكتر من كده مش حلو، هتحاولي تنامي علشان عقلك يعرف يرتب أفكاره كويس وينظمها، واصحي بدري ساعة اقرئيهم مجرد قراية عابرة، هتلاقي عقلك بيثبت كل اللي قراه وهيسترجعه وقت ما تحتاجيه."
حاولت تعترض، بس هو رفض تمامًا أي اعتراض وأخدها في حضنه علشان تنام.
طفى النور واسترخوا الاتنين، وبعد فترة من الصمت همست سألته: "نمت؟"
كان بيلعب بشعرها بشرود تام: "لا يا قلبي."
بصت له تحاول تشوف ملامحه في الظلمة، بس النور خافت جدًا، فسألته: "ليه زعلان من سلوى وعز؟ حتى هوليا حاسة إنك زعلان منها؟"
ما ردش عليها بسرعة لدرجة إنها تخيلته مش هيرد أصلًا، بس نطق: "ماضي قديم بيرجع ويفرض نفسه من تاني على الكل."
سألته: "سفريتك استفدت منها ولا بس أخدتك مني؟"
ابتسم وشد شعرها بمداعبة: "مفيش حاجة في الكون كله ممكن تاخدني منك على فكرة." (مسك إيدها حطها فوق قلبه تحس نبضاته وهمس لها) "إنتِ قلبي اللي بين ضلوعي بينبض جوايا، لا يمكن حاجة تاخدني منك."
سندت عليه لأنها لازم تشوف عينيه أو على الأقل تكون قصاده مباشرة. إيدها على خده والمفروض إن عينيهم متعلقين ببعض: "أنا مهما أقولك إني بحبك لا يمكن أقدر أوصلك بحبك قد إيه. أنا بعشقك، فاهم؟"
مسك إيدها اللي على وشه وباسها: "فاهم لأني زيك، تخطيت الحب من زمان وبعشقك وبعشق كل حاجة وأي حاجة تخصك."

الصبح في بيت المرشدي الكل بيفطر، وحسن بص لمراته: "أمل فين؟ مش بتفطر معانا ليه؟"
ناهد: "ما بحبش أصحيها بدري لو هي ما صحيتش بنفسها، خليها تنام براحتها."
مؤمن حمحم قبل ما ييتكلم: "هي مش هنا أصلًا."
الاتنين بصوا له باستغراب، ناهد ابتسمت براحة، وحسن اتضايق: "انا قولت بلاش تسيب البيت و..."
قاطعته ناهد: "هي مع جوزها، أنا كتير بشك في قدراتك العقلية يا حسن."
حسن بصلها باستنكار : ليه ؟ علشان خايف عليهم يا ناهد ؟
ناهد دورت وشها بعيد وهي متضايقه منه .
مؤمن قام: "أنا رايح الشركة، هي بسنت بتيجي الساعة كام؟"
ناهد بصت لموبايلها: "على ٩ بالكثير أوي، روح اطمن العيال لو صحيوا، إحنا موجودين."
سابهم وخرج، وبعدها ناهد بلوم: "هتفضل مخليه بره البيت لامتى؟"
حسن بحيرة: "مش عارف يا ناهد الخطوة الجاية إيه ولا هنعمل إيه؟ أنا ما بقتش قادر أخرج ولا أواجه أي حد، الكل بيسألني إزاي التحليل بيقول إنه حفيدك؟ هو إبنك متجوزها بالسر؟ هو غلط معاها؟ طيب مزور؟ مش عارف أرد ولا عارف أقول إيه! "
ناهد بعتاب: "قول إن إبنك مفيش زيه في الكون كله في أخلاقه ولا تربيته ولا..."
قاطعها حسن بقهر: "ماشي انا هقول ده ومعنديش شك في ده لكن التحليل اللي عملناه مرة واتنين وقال إنه حفيدك ده نعمل فيه إيه؟ العيل إبن كريم، نعمل إيه هاه؟ نبعت شوية بلطجية يضربوها لحد ما تموت ولا لحد ما تنزل العيل؟ تخيلي أنا فكرت أعملها؟ أنا اللي عمري ما أذيت ولو حيوان أفكر أعمل كده في واحدة؟ أنا مش عارف أفكر يا ناهد، أقسم بالله ما عارف أفكر، قوليلي إزاي عملتها واللي تقوليه مش هناقشك فيه وأقولك آمين؟"
ناهد بصت للطبق بتاعها قدامها وهي ما عندهاش أي إجابات، بس أسئلة متعلقة مالهاش إجابات.

حسن راح الشركة وهناك شاف أمل، اتقابلت نظراتهم في نظرة طويلة بس قطعها ودخل مكتبه من غير ما ينطق حرف.
أمل في مكتبها، وبعد شوية سمعت صوت دوشة، طلعت بسرعة من مكتبها، واتفاجئت بطه أخوها واقف مع مؤمن وبيزعق: "فين كريم؟"
حسن كمان طلع على الصوت واتفاجئ بطه، فاتكلم بهدوء: "في إيه؟ حمد الله على السلامة يا طه، اتفضل مكتبي."
طه بعصبية: "أنا مش هتفضل في أي مكان، فين كريم؟"
أمل قربت من أخوها: "طه، حمد الله على السلامة، تعال مكتبي أو نروح البيت ونتكلم ولا..."
قاطعها بعصبية: "إنتِ مش هترجعي البيت ده تاني، جوزك فين؟ ومين البنت اللي حامل منه؟ هاه؟ بقى بعد كل ده يخونك؟"
أمل زعقت: "طه، لو سمحت كريم ما..."
قاطعها وهو بيمسك دراعها يشدها: "بلا كريم بلا بتاع، سيادته في واحدة رافعة عليه قضية نسب، فاتفضلي يلا نجيب إبنك ويلا على البيت، مش هتفضلي هنا."
حسن اتدخل: "طه، ده مش أسلوب نقاش، اتفضل نتكلم بالبيت."
طه حاول يتكلم بهدوء: "عمي، أنا بحترم حضرتك وبقدرك، بس اعذرني، دي أختي الوحيدة، وإبنك لما دخل بيتنا وعدني يصونها ويحترمها، بس لما تظهر واحدة تتهمه اتهام بشع زي ده، لازم أخد أختي. أنا ما نطقتش غير بعد ما شوفت صور التحاليل اللي اتنشرت وبتقول إن الجنين حفيدك، فلو سمحت ما تطلبش مني أهدى، ولا تطلب مني أسكت، ولا تحاول تمنعني وأنا باخد أختي. أرجوك خلي علاقتنا قايمة على الاحترام وتفضل بالشكل ده." (بص لأمل): "يلا لو سمحتي، هنروح ناخد إياد ونطلع على البلد."
مؤمن مسك دراعه: "طه، لو سمحت..."
طه شد دراعه: "لو سمحت إنت يا مؤمن، بلاش تتدخل، بعد إذنكم."
شد أمل من دراعها واخدها على البيت علشان ياخد ابنها كمان.

سيف أخد همس على الجامعة، كان لابس قميص أزرق وبنطلون جينز .
ركن عربيته وطفاها وبصلها: "هتنزلي؟ ولا تحبي نفضل هنا؟"
كانت بصاله بإعجاب: "تعرف إن الاستايل ده عليك أشيك بكتير من البدل؟"
ابتسم: "عارف بس..."
قاطعته بتفهم: "علشان الشركة والشغل ومنظرك الاجتماعي، عارفة، بس ده ما يمنعش إني أعبر عن إعجابي بيك لما تلبس كده."
بص لساعته بعدها بصلها: "نخلينا في الإلكترونكس ولا إيه؟ حاسة إنك عايزة تسألي في حاجة؟ ولا تراجعي حاجة؟"
نفت بهدوء بعدها اقترحت: "تعال ننزل نروح المدرج أشوف مكاني فين على الأقل، ينفع ولا مش حابب تدخل معايا؟"
نفى بسرعة: "لا مش حابب ليه؟ يلا بينا يا روحي."
نزل معاها ومشيت جنبه، مسك إيدها فابتسمت، وكذا حد بيشوفهم يبتسم أو يسلم عليهم. دخلوا المدرج، شافت هالة فشاورتلها والاتنين راحولها. همس سلمت عليها وحضنتها بعدها سيف سلم عليها: "عاملة إيه؟"
اتنهدت: "كويسة."
سيف: "الحمد لله، ذاكرتي كويس؟"
ابتسمت بمجاملة: "الحمد لله يا دكتور، اطمن أنا بخير."
همس علقت بحب: "مروان بيحبك على فكرة وما يقدرش يستغنى عنك."
ابتسمت بحزن، وسيف أكد كلامها: "هو فعلًا بيحبك يا هالة ويتمنى تسامحيه، فخدي وقتك وركزي في مذاكرتك دلوقتي وبعدها سامحيه."
اتنهدت وبصتلهم الاتنين: "عارفة، اطمنوا، عارفة إنه بيحبني وإنه بس أهبل ومتخلف شويتين."
سيف ابتسم ومعلقش، فهي بصتله بحرج: "سوري يعني لو بغلط في صاحب حضرتك يا دكتور."
سيف: "هو يستاهل صراحة، المهم نركز في الامتحان وربنا يوفقكم."
كان هيتحرك بس همس مسكت دراعه، فهالة انسحبت وقعدت في مكانها. همس: "إنت هتمشي ولا هتنتظرني؟"
سيف بحيرة: "معرفش، إنتِ حابة إيه؟"
ابتسمت بدلع: "لو على اللي حباه هقولك خليك قاعد جنبي وحل معايا الامتحان."
ابتسم زيها: "كده مبقاش امتحان يا روحي."
لاحظ إن الكل بيقعد، فبص وراه كان دكتور المادة دخل، دكتور أسامة. فهمس قعدت في مكانها على طرف البينش، فهو وطى وباس راسها: "ربنا يوفقك يا روحي."
اتحرك يخرج من المدرج، بس الدكتور وقفه: "إنت رايح فين؟"
سيف باستغراب: "رايح مكتبي، خير؟"
مسك دراعه: "تعال، إنت ربنا بعتك ليا لأن اللي هيراقب معايا اعتذر  تقريبًا كاوتش العربية عملها معاه ولسه كنت هشوف حد مكانه، فطالما فاضي خليك."
سيف ابتسم واعترض بهدوء: "بلاش أنا، ياريت أطلع أشوف حد تاني أبعتولك و..."
قاطعه باستغراب : "ليه بلاش إنت؟"
سيف وضح بتردد: "حضرتك عارف إن مراتي هنا؟"
استغرب أكتر: "وفيها إيه إن مراتك هنا؟ هتروح تغششها مثلًا الإجابات؟" (أضاف بهزار): "بعدين إنت مكنتش شاطر أوي في الإلكترونكس."
سيف أصابته حالة ذهول، والكل ضحك، وهو بص للطلبة، بعدها بص للدكتور وعلق بتهكم: "أنا مكنتش شاطر؟"
أسامة وضح: "كنت بتجنني، ماشي، بتعليلي الضغط ممكن، بتحرق دمي عادي ، يعني حاجات من هذا القبيل."
سيف تراجع خطوة لورى: "طيب شوف حد غيري مش بيرفع لحضرتك الضغط، باااي."
أسامة مسك دراعه بسرعة: "خلاص، كنت شاطر، خليك جدع بقى ويلا نوزع الورق، لاحسن هحسب الوقت ده عليهم."
سيف ابتسم ووافق يفضل معاه وساعده في توزيع الورق، بعدها الكل بدأ يحل. هو أخذ ورقة يشوف الامتحان ويقيمه، وأسامة متابعه، بعدها قرب وسأله: "إيه، الامتحان إيه؟ سهل؟ صعب؟ كويس؟"
سيف بيدرسه، بعدها بصله: "حلو، مش سهل ومش صعب، في نقطة واحدة محدش هيجيبها غير يمكن واحد أو اتنين."
أسامة علق وهو بيبص ناحية همس: "طبعًا تتمنى إنها تجيبها."
سيف ابتسم وتتبع نظراته واتكلم بثقة: "هي هتجيبها، هتقفل الامتحان ده بإذن الله."
بصله بذهول: "وده إيه الغرور ده كله؟"
سيف بصله: "ثقة مش غرور أبدًا، هي بتذاكر وذكية ولمّاحة وبتعمل اللي عليها."
أسامة بصله كتير قبل ما يتكلم: "ولو مقفلتش؟ ولو محلتش النقطة هي؟ مش هنكر إن النقطة دي لأوائل الدفعة."
سيف بص لهمس اللي مركزة في ورقتها وافتكر وهو بيركز على النقطة دي بالذات بالليل، وقالها إن النقطة دي ممكن الدكتور يجيبها لأنها بتفرق بين الطالب الفاهم والحافظ.
همس بتحل ووصلت للنقطة دي، فرفعت دماغها بصتله وابتسمت. ابتسامتها طمنته إنها فاكرة كلامه كويس، فبادلها الابتسامة. هنا أسامة اتدخل بينهم: "ممنوع الابتسام في اللجنة."
سيف بذهول: "أفندم؟ جديدة دي؟"
أسامة بص لهمس: "لو مقفلتيش الامتحان ده زي ما جوزك بيقول، هو اللي هيدفع التمن."
سيف باستمتاع: "هعمل إيه؟"
أسامة بتفكير: "هتعترف بكارثة من الكوارث اللي كنت بتعملها إنت وزمايلك. فاكر الكوارث دي؟"
سيف ضحك جامد بعدها بص لهمس: "إنتِ لازم تقفلي الامتحان ده، إنتِ فاهمة؟"
أسامة بضحك: "فاكر المعمل اللي..."
سيف قاطعه: "على فكرة، أنا عندي زهايمر مبكر محدش قالك؟"
أسامة ضحك بعدها علق: "ماشي يا عم الزهايمر، هنشوف الموضوع ده بعدين."
خلص الامتحان، وبعد ما لموا الورق، العامل أخده لعربية الدكتور. سيف كان واقف معاه وانضم لهم كذا طالب بيراجعوا معاهم. بعدها همس قربت، فسيف انتبه لها ومد إيده لها، مسكتها فشدها جنبه، وبصلها بحب: "إيه؟ طمنيني."
ابتسمت: "اطمن."
أسامة بصلها: "جوزك عنده ثقة عالية فيكِ."
ابتسمت بفرحة: "ربنا يقدرني أكون قد ثقته وما أخذلوش."
أمنوا على كلامها، بعدها سابهم وانسحب، وسيف أخدها. بس قبل ما يخرج، همس استأذنته تجيب هالة يذاكروا مع بعض، فوافقها.
همس بعد اعتراض هالة فضلت تصر عليها، واتصلوا بشاهين كمان لحد ما هو كمان وافق إنهم يفضلوا مع بعض، بس قبل ما يقفل سأل عن رقم سيف. همس قالتله إنه موجود، فطلب يكلمه. همس راحت لسيف وقفلت الصوت قبل ما تكلمه: "بابا هالة عايز يكلمك."
سيف رد عليه، وبعد السلام والتحية: "هالة بنتي في بيتك يا سيف أمانة. مروان صاحبك وممكن يكون بيجي بيتك عادي، بس رجاء خاص، طول ما هالة في بيتك ولسه ما اتصالحوش لو سمحت..."
سيف طمنه: "هالة أخت همس، فحضرتك مش محتاج توصيني عليها يا عمي. اطمن هي في أمان وما تقلقش، حضرتك. مروان هبعده تمامًا لحد ما تخلص امتحانات. حضرتك بجد اطمن."
قفل وبصلهم الاتنين: "يلا يا بنات؟ ورايا شركة، هاه؟"
أخدهم وصلهم البيت واتحرك هو لشركته. دخل مكتبه، فتح اللاب وفتح الإيميل بتاعه، وابتسم أول ما شاف الإيميل اللي إيليجا بعتهوله.
ابتسامته وسعت واسترخى في كرسيه براحة ورضا تام.

نادر وملك قرروا يرجعوا من شهر العسل ويكتفوا باللي قضوه. الصبح بدري، الاتنين قاموا بيستعدوا لأشغالهم. ملك راحت لشركتها، ونادر راح للمستشفى، وبمجرد ما دخل، وقبل ما يوصل مكتبه، زمايله كلهم بيوقفوه ويباركوله. وقبل ما يدخل مكتبه، وقفه صوت الكل استغربه: "مبروك يا دكتور نادر، وحمد لله على سلامتك. تصدق وحشتنا."
الكل بص لها بصدمة، وخصوصًا نادر اللي علق بذهول تام: "شذى؟"
ابتسمت بخبث: "آه شذى. إيه، افتكرتني سيبت شغلي ولا إيه؟ أنا بس أخدت أجازة أريح أعصابي بعد اللي حصل لبابا وصدمتنا فيه، ودلوقتي رجعت."



تعليقات