رواية عاصفة الهوي الفصل الثاني والستون62بقلم الشيماء محمد احمد
نادر اتصدم لما شاف شذى، لكنه فضل محافظ على ابتسامته وعلق بتهكم:
هو مش إنتِ اتوقفتي عن العمل لحد ما يحكموا في القضية ولا بيتهيألي؟
شذى فضلت مبتسمة:
وإيه يعني؟ القضية خلاص هتتقفل قريب أوي وهرجع لشغلي. أنا بس جيت أشوف أصحابي وحبايبي.
نادر بتهكم:
إنتِ ليكِ أصحاب هنا؟ مكنتش أعرف.
شذى ابتسمت وقربت بخطوات واثقة:
ليا وكتير كمان. إلا قولي، أخبار عروستك إيه؟ يا ترى صح عملت إيه لما عرفت إن خطيبها السابق مرفوع عليه قضية نسب؟ كريم مش من الرجالة اللي تتنسي صراحة.
ابتسم لمحاولتها:
كريم شخص محترم جدًا، واللي رافعة عليه القضية دي واحدة زي...
(ابتسم وبصلها):
زي بنات كتير بيعملوا المستحيل علشان يوصلوا لحد مش معبرهم حتى. بس كلها محاولات فاشلة مهما حاولوا.
سابها وراح يشوف شغله ومرضاه، لكنه الأول كلم ملك اللي وحشته مع إنه يدوب سابها من ساعة.
طه راح لفيلا المرشدي ودخل مع أمل، سلم على الكل وخصوصًا العيال الصغار، بعدها قعد هو وأمل وسطهم وهو بصلها:
إنتِ واثقة في قرارك ده؟
أمل اتنهدت: مش هقدر أسيبه لوحده، مش هينفع أسيبه لوحده.
طه باستغراب: طيب ليه ما تسافريش معاه عادي؟ ليه طلبتي مني أجي؟
شرحتله: عايزة أروح معاه بس من غير ما حد يعرف إني معاه. فكده هغيب عن الشركة، بس الكل هيعرف إني غيبت عن الشركة لأني روحت بيت أبويا مش سافرت معاه. فهمت؟
موبايلها رن، كان مؤمن، فردت عليه بسرعة: عملت إيه يا مؤمن؟
حجزتلك معاه على نفس الرحلة. أمل، إنتِ واثقة من قرارك؟
ابتسمت بثقة:
واثقة بإذن الله، مش هسيبه لوحده.
سيف وصل البنات البيت ودخل معاهم، هوليا قابلتهم وسألتهم باهتمام: الامتحان إيه أخباره؟
طمنوها عليه، بعدها سيف بص لهمس: عايزة حاجة مني قبل ما أمشي؟
نفت واتحركت معاه لبره توصله للباب فضمها: ذاكروا كويس وخدي بالك منها، ما تخليهاش تقعد تفكر كتير، طمنيها إن مروان بيحبها وبس.
ابتسمت وطمنته إنها هتذاكر وهتخليها هي كمان تذاكر.
نزل للشركة يشوف شغله، ومروان دخل مكتبه يخلص شوية حاجات، وقبل ما يخرج من عنده وهو عند الباب سأله بتردد: امتحان النهاردة أخباره إيه؟
سيف ابتسم: ما كلمتهاش ليه اطمنت عليها بنفسك؟ أنا وهمس قطعنا علاقتنا ببعض ألف مرة بس برضه كنا بنطمن على بعض.
مروان رجع قدامه بغيظ: سيادتها عملت زي همس.
بصله بحيرة: عملت إيه زي همس؟
مروان نفخ بنرفزة: عملتلي بلوك في كل حاجة، اتصال، ماسنجر، واتس، كله.
هنا سيف ضحك جامد ومروان هيولع بزيادة، فاعتذر له: سوري بجد والله، مقدر إحساسك (كمل ضحك بعدها بصله) حقها صراحة بعد التخلف اللي عملته.
مروان بصله شوية: إنت روحت خطبت عليها، خطبت هاه، وبالرغم من ده سامحتك.
سيف بجدية: مروان ما تقارنش ظروفي بظروفك. أنا ارتكبت غلطة واحدة لما اتسرعت وافتكرت إنها مرتبطة بجارها السمري، وبناءً على تسرعي ده ألف غلط اتركب عليه، ودفعت نتيجة تسرعي غالي أوي. فإنت محظوظ لأن تسرعك ما وقعكش في مصايب. هي هتسامحك بس محتاجة وقت. أنا بالرغم من كل اللي حصل بس همس كانت معايا في الصورة، فاهمة أنا بتصرف إزاي وليه. كنا بنمشي خطواتنا مع بعض، كانت مقدرة موقفي، ما روحتش فجأة قلتلها سيبيني فهي سامحت لأنها فاهمة أنا بعمل إيه وليه. لكن إنت بدون أي مقدمات، بدون أي سبب ظاهر، روحت فسخت خطوبتك بيها. أنا اللي أقرب الناس ليك اتصدمت بتصرفك، كلنا اتصدمنا، لكن أنا كنت واضح للكل وده الفرق بيني وبينك.
سكتوا الاتنين، بعدها مروان سأل: طيب هينفع تطمني عليها عملت إيه في امتحان النهاردة؟
تعاطف معاه: الامتحان كان كويس والحمد لله، هي حلت كويس، ومش بس كده، هي عندي بالبيت مع همس بيستعدوا لامتحان بكرة.
مروان عنيه لمعت: خليني طيب أشوفها و...
قاطعه سيف بسرعة: ما تكملش لأن ده مش هيحصل (بصله باستغراب فهو وضح) أبوها قبل ما يوافق إنها تيجي عندي كلمني وخلاني وعدته إن ده ما يحصلش لحد ما تتصالحوا بشكل رسمي وواضح، فاعذرني بجد أنا إديته كلمة إنها في بيت أخوها.
مروان هز دماغه بتفهم: وأنا ما يخلصنيش إنك ترجع في كلامك أو ما تكونش قده، أنا هرجع أكمل شغلي.
سيف وقفه وهو بيطلع موبيله: بس ده ما يمنعش إنك تكلمها تطمن عليها بنفسك.
مروان عنيه لمعت وهو ابتسم واتصل بهمس: أيوه يا همس، عاملين إيه في المذاكرة؟ أموركم تمام؟
ردت بحب : تمام بس هيبقى تمام أكتر لو جيت تذاكر معانا. ابتسم: ده بجد؟ (ضحكت فهو كمل) المهم مروان معايا وصاحبتك تقريبًا اتعدت منك وعملاله بلوك.
همس ضحكت جامد وهو كمل: والله ده كان نفس رد فعلي. مروان بيتمتم بغيظ: اضحكِ اضحكِ، ما إنتو باردين زي بعض.
سيف بصله: تصدق أنا غلطان لإهلك. اقفلي يا بنتي، روحي كملي مذاكرتك، ما يستاهلش يكلمها ولا يطمن عليها.
مروان بغيظ: بطل رخامة إنت وهي بجد.
سيف بيسأل همس وهو باصصله: نخليه يكلمها ولا إيه رأيك؟ عايز يطمن على الامتحان.
هالة قدامها بتشاورلها لأ بدماغها، بس همس ابتسمت: يطمن على الامتحان ويقفل، إديه الموبيل.
سيف مد إيده بالموبيل: كلمتين وتنجز.
مروان بحرج: طيب هطلع بره ينفع؟
ابتسم وشاورله يطلع يكلمها.
همس بتدي الموبايل لهالة اللي بتشاور بدماغها:
مش هكلمه، مخصماه ومش هصالحه.
همس قفلت الصوت: كلميه، اسمعيه وخليكِ زعلانة منه وخلي البلوك يجننه بزيادة، بس حرام طمنيه على الامتحان لأنه حاسس بالذنب ناحيتك.
هالة بصالها بتردد فهي أكدت: اسمعيه بس، ده برضه حبيبك وظروفه كانت وحشة وبيتخبط، مش قصده يزعلك ولا يجرحك صدقيني.وبعدين لو سيف حس للحظة إنه مش بيحبك وما يستاهلكيش مكنش سمح له أبدًا يكلمك، مش هو اللي يتصل علشان تكلميه.
أخدت منها الموبايل بتردد وهمس قامت:
هروح أعمل عصير نبل ريقنا، تكوني قفلتي معاه.
أخدت الموبايل وفتحت الصوت وسمعته: هالة، إنتِ سمعاني؟ هالة.
ردت وهي مكشرة كأنه شايفها: أفندم.
مروان اتنهد براحة أول ما سمع صوتها: طمنيني يا روحي، عملتي إيه في الامتحان؟ حليتي كويس؟
تكشيرتها زادت: وإنت بجد يفرق معاك عملت إيه؟ أصلًا لو يفرق معاك مكنتش جيت قبل امتحاني بيومين وقلعت دبلتك.
مروان بلهفة: سامحيني بجد، والله ما كنت في وعيي ولا كنت عارف أعمل إيه ولا أتصرف إزاي؟ كنت بتخبط وبس.
عاتبته: وليه ما اتكلمتش معايا؟ ليه ما شرحتليش ظروفك؟
ليه مخلتنيش معاك في الصورة؟ ليه ما خلتنيش أخد القرار ده معاك؟
معرفش يرد عليها فهي كملت: سيف لما ساب همس شرحلها الصورة كاملة وأخدوا القرار مع بعض لما ما عرفوش يوصلوا لحل، كان قرارهم الاتنين إنهم يبعدوا لحد ما الأمور تتصلح، بس هو شاركها ظروفه. لكن إنت طردتني وبس بره حياتك، قولتلي مالكيش مكان وقفلت الأبواب في وشي، وصراحة ده خوفني منك. إنت مش من النوعية اللي بيفتح قلبه لحد ويسمح لحد يشاركه حياته. يعني في أي مشكلة ممكن ألاقيك بتقولي إنتِ طالق، بره، روحي بيت أبوكِ زي ما عملت.
نفى بسرعة: لا يمكن أعملها، أنا مش قليل الأصل ولا بخون العِشرة ولا...
قاطعته بصوت مقهور: إنت صاحبك الأنتيم، صاحب عمرك، مكنش يعرف إن عندك مشكلة أصلًا. إنت بقالك سنة بتعاني مع أختك في ظروفها، وأقرب الناس ليك محدش عنده أي علم بأي حاجة. فإيه بقى؟
مروان سكت شوية بعدها حاول يشرح لها: حاولي تقدري موقفي يا هالة، حاولي تفهميني. سيف بالذات لو عرف بالمشكلة دي كان هيساعدني وكان هيحلها. سيف صاحب وجدع، ولو طلبت روحه مش هيتأخر عني، ده أنا واثق فيه.
استغربت: طيب ليه ما شاركتوش مشاكلك؟
رد: لأنها مشاكل مادية في وقت هو عنده أزمة مالية ضخمة. سيف نفسه ضحى بحبيبة عمره علشان يعرف يخرج من الأزمة دي. أبوه كان مستعد يتحبس علشانه.
وسط كل ده إزاي أقوله إني عندي أزمة مالية هاه؟
إزاي؟ بأي عقل ومنطق؟ فما قلتلوش من البداية ودلوقتي ما عرفتش أقوله. ولقيتني بتخبط لوحدي. خوفت أقولك توافقي تكملي معايا في ظروفي دي وتتحمليني وتتحملي وضع أكبر من طاقتك. لو واحدة من إخواتي جالها عريس وقال هيتجوزها في بيت أبوه مع أمه وأخته وعيالها اللي هو مسؤول عنهم، صراحة هرفضه ومش هرضاها عليها.
فإزاي أرضاها لحبيبتي؟ إزاي أكون أناني بالشكل ده؟
أمي وأختي دول مسؤوليتي وفي رقبتي ولا يمكن أتنازل عنها. لكن إنتِ إيه ذنبك؟ ليه تتحملي وضع زي ده؟
هالة زعقت: قرارى أنا، مش من حقك تاخد قرار نيابة عني.
ده قراري يا مروان.
زعق زيها: سعادتك مسؤوليتي، فالموضوع مش قرارك لوحدك. الجواز في بيت عيلة مش سهل. ومهما كان الناس متفاهمين، إلا إنه برضه مش سهل وما بيخلاش من المشاكل.
هالة علقت بتهكم: همس متجوزة في بيت عيلة وأهي مبسوطة مع سيف.
رد عليها بنفس التهكم: طيب اسأليها، مبسوطة بجد ولا إيه؟ يعني بالرغم من إنها متجوزة ملياردير وبالرغم من إن كل عيلته بيحبوها، بس برضه اسأليها عن كمية المشاكل اللي بتقابلها مع حماتها. اسأليها سابوا البيت كام مرة وراحوا لشقتهم وما رجعوش إلا بسبب المشاكل اللي حصلت الفترة اللي فاتت وسفر سيف. فلا يا هالة، القعدة في بيت العيلة مش حلوة ومش مقبولة. ما بتفرقش غني ولا فقير، المبدأ واحد.
ساد الصمت شوية، هو قطعه: عمري ما قبلت ان حد يساعدني ماديًا، المرة دي قبلت إيد سيف الممدودة ليا علشان أناني وعايزك معايا. سامحي غبائي وقدري موقفي وحاولي تعذريني يا هالة. إنتِ لا يمكن تتخيلي قد إيه كان صعب أقبل الشقة دي من سيف، بس حبي ليكِ كان أكبر مني ومن كبريائي.
ردت بتردد: ربنا يسهل يا مروان.
ابتسم: ربنا يسهل، وأرجوكِ فكّي البلوك. مش محتاج غير إني أطمن عليكِ بعد كل امتحان. ممكن؟
ابتسمت بس، بعدها كشرت وردت باقتضاب: ربنا يسهل، مش عارفة، مع السلامة.
قفلت وهو قفل وابتسم. بص للموبايل في إيده، كانت صورة الخلفية صورة لهمس وهي في حضن سيف والاتنين بيضحكوا وهي بتاخد سيلفي ليهم.
الصورة كانت رقيقة، الضحكة من القلب، الحب واضح في الصورة جدًا. ابتسم ودعا إنه يقدر يتصور صورة زي دي مع هالة يعملها خلفية لموبايله.
خبط ودخل لسيف، حط الموبايل قدامه: متشكر.
سيف أخد موبايله وبصله: أقنعتها تفك البلوك؟
مروان بحيرة: مش عارف، قالت ربنا يسهل.
ابتسم: هتفكه طالما قالت كده. بكرة هيخلصوا امتحان الساعة ١٢، اتصل بيها على ١٢:١٥، مش قبل كده. لأنك أكيد قلتلها هتتصل تتطمن، بس يبقى احترم كلامك معاها ونفذه.
وافق بإشارة من دماغه، بعدها بصله: حلوة صورة الخلفية ليك وإنت وهمس.
سيف بص للموبايل وابتسم: همس مجنونة صور.
مروان أكد: البنات كلها مجانين صور، هالة كانت بتصورنا ألف صورة في الخروجة الواحدة.
سيف أكد: وبعد ما تتجوزوا هتلاقيها بتصورك وإنت نايم.
مروان بصله بذهول، فسيف كمل: وإنت بتاخد شاور، في أي وقت وأي مكان هتلاقيها بتصورك.
ابتسموا الاتنين، بعدها مروان بصله: تفتكر هتصالحني ونرجع لبعض؟
سيف أكد: طبعًا، ده معنديش شك فيه أصلًا.
مروان تراجع وابتسم: ربنا يسهل يا رب، هروح أكمل شغلي.
نادر خرج من العمليات، اطمن على المريض وراح لمكتبه، اتفاجئ بملك منتظراه.
أخدها في حضنه شوية، بعدها قعدوا جنب بعض وسألته: أخبار المريض إيه؟ قالولي إنك في العمليات؟
ابتسم: كويس الحمد لله، كانت حاجة بسيطة مش صعبة. المهم طمنيني عليكِ، أخبار شغلك إيه؟
ملك بصتله: إنت مش هتتخيل كمية الحاجات اللي حصلت وإحنا مسافرين.
حكتله كل اللي حصل وهما مسافرين، وطلعت ساندوتشات كانت جايباها معاها.
أكلوا الاتنين مع بعض، بعدها هو قالها عن زيارة شذى: تخيلي شذى كانت هنا النهاردة، أول ما جيت الصبح شفتها.
استغربت: هي مش موقوفة عن العمل علشان قضية همس؟
أكد: طبعًا موقوفة، بتقول جاية تشوف أصحابها.
ملك باستغراب: وهي دي لها أصحاب أصلًا؟ المهم سيبنا منها، هتخلص شغلك إمتى؟
بص لساعته: ساعة بس، عايز أطمن على المرضى اللي خرجوا من العمليات الأول. روحي إنتِ وأنا أحصلك ولا إيه؟
ابتسمت ووقفت: هروح عند بابا البيت أطمن عليه، وإنت عدي عليا ينفع؟
وافقها واتحركوا مع بعض يوصلها لعربيتها، بعدها طلع لشغله وهي راحت لبيت أبوها.
سيف رجع البيت، قابل هوليا، وقفته فسلم عليها.
بعدها هينسحب بس هي مسكت دراعه: إنت مخاصمني؟ أخدت جانب سلوى صح؟
بصلها بذهول: أنا ما أخدتش جوانب، أنا ولا معاكِ ولا معاها.
هوليا بنرفزة: أمال إنت مع مين؟ لازم تاخد موقف.
سيف زعق: أخد موقف من مين؟ أبويا؟ أمي؟ إنتِ؟
إنتو التلاتة سيان بالنسبالي، غلاوتكم واحدة عندي، فما ينفعش أخد جانب زي ما حضرتك بتقولي. اللي فات زمان، محصلته كلها إننا اتحرمنا من وجودك معانا. إنتِ زعلتي من أمي أو من أبويا بس دفعتي أحفادك تمن زعلك ده. قاطعتي إبنك ومعاه عياله، فبصراحة لو هاخد جانب فأكيد مش جانبك إنتِ اللي هاخده. القطيعة اللي حصلت دي كانت اختيارك إنتِ، مفكرتيش غير في نفسك وبس. ما فكرتيش لحظة في أحفادك اللي حرمتيهم منك، بعد إذنك.
سابها وطلع، وهي قعدت مكانها، دموعها نزلت.
نوعًا ما كلام سيف صح، القطيعة دي كانت اختيارها هي.
عنادها كان أكبر من أي شيء تاني، واللي دفع التمن هي وأحفادها.
سيف طلع لأوضته مباشرة متضايق من نفسه لأنه بيحب هوليا بجد وما بيحبش يزعلها وحاسس إنه قسى عليها بزيادة، بس هو شايف إنها غلطت بقرار بعدها.
فتح باب أوضته بعنف ونسي إن هالة مع همس، واتفاجئ بالاتنين قاعدين على الأرض، اتخضوا من فتحته للباب فتراجع واعتذر: سوري بجد نسيت تمامًا.
هيخرج بس همس وقفته: تعال ادخل، إحنا بنذاكر عادي.
وقف بتردد، فهالة بصتله: هخرج بره وحضرتك...
قاطعها بسرعة: لا لا خليكم، كملوا مذاكرتكم عادي، أنا...
قاطعته همس: إنت تيجي تقعد وسطنا كده زي الشاطر، لأننا مجهزينلك شوية أسئلة أورجانيك.
ابتسم ودخل، قفل الباب وراه: طيب ينفع أغير هدومي الأول ولا مستعجلين؟
هالة هتقف بس هو علق: خليكِ يا بنتي كملي مذاكرتك.
هالة بحرج: هسيبك تغير هدومك براحتك.
سيف شاور ناحية الدريسنج: هغير جوه، مش محتاج تخرجي بره، كملوا مذاكرتكم.
هالة زقت همس في دراعها، فهمس علقت: سيف محتاج تنام شوية أو حاجة؟
بصلها: لا يا روحي، أنا ورايا مشوار أصلًا بعد شوية، فمش هينفع أنام.
جهزولي القعدة على المكتب، مش هقعد على الأرض هاه.
همس ضحكت: طيب خلينا هنا يا سيف، مش لازم ننقل القعدة كلها أوضة المكتب تحت، هنقعد على المكتب تمام.
استسلم: براحتك يا همس.
هالة ساعدتها يلموا الورق بعدها بصتلها: أنا هروح أوضتي، وإنتِ ادخلي شوفيه محتاج ينام، ياكل أي حاجة، ما تحرجيهوش يا بنتي كده.
همس ابتسمت: سيف لو عايز ينام كان هيقول.
هالة أصرت وسابتها وخرجت لأوضتها، وهمس دخلت عند سيف، خبطت عليه : سيف تحب...
فتح الباب فاتفاجئت بيه وابتسمت: نفسي أعرف بتعملها إزاي، تاخد شاور في دقيقتين كده؟
ابتسم وبينشف شعره، بص لساعته في إيده: بقالي ٨ دقايق جوه، مش دقيقتين.
همس بتهكم: ياه، تصدق فرقت؟
سيف بصلها وبص لبره: وزعتي البونية فين كده؟
قربت منه بتبصله بدلع: قالتلي دلعي جوزك الأول، وشوفيه يكون عايز حاجة كده ولا كده.
سيف ضحك: بقى البت البريئة دي قالتلك كده؟ مش مصدقك صراحة.
همس ضحكت زيه وحطت إيديها حوالين رقبته: صراحة قالت شوفيه هيأكل ولا هينام.
ابتسم: ده فعلًا آخر تفكيرها، المهم سيبك منها وقوليلي هتدلعيني إزاي؟
بصتله بذهول: طيب ما تدلعني إنت!ِ إيه الأنانية دي؟ إنت على طول كده تاخد وما تديش؟
سيف بصلها شوية بذهول، وبعدها عنه: أنا باخد وما بديش؟ أمال لما بسهر طول الليل أذاكر معاكِ ده اسمه إيه؟ ولما أصحى من الفجر معاكِ ده إيه؟ ولما أرجع من شغلي بدري علشانك نكمل مذاكرة معاكِ إنتِ وصاحبتك ده إيه؟ ولا هو زي القطط ناكل وننكر؟
همس كشرت: ده مش دلع، دي واجبات زوجية.
بصلها باستنكار تام وعلق: ده مين ضحك عليكِ وقالك إن دي الواجبات الزوجية؟
قاطعته همس: يوووه يا سيف، دلعني، ماليش دعوة.
رفع دقنها وعينيهم اتقابلوا وسألها: تسمحي تقوليلي أدلعك إزاي وإنتِ بتمتحني؟ يعني بحاول أفكر بس أي فكرة هتضيع يومك. فإيه نوع الدلع اللي إنتِ عايزاه أيام امتحاناتك؟ نوريني بعقليتك الفذة.
كشرت: بدون تريقة لو سمحت.
اتكلم بجدية: بدون تريقة عايزاني أعمل إيه؟ شاوري وهنفذ بدون نقاش. إيه اللي ممكن أعمله ما يضيعش وقتك؟
همس فكرت بس فعلًا مش لاقية أي حاجة ممكن تعملها ما تضيعش وقتها، بعدها اقترحت بهزار: تذاكر معايا ساعتين ونص ساعة راحة في حضني.
سألها بهزار: نص ساعة كفاية تفتكري؟
ابتسمت بدلع: يعني ممكن نمدها لساعة إلا ربع، المهم تفضل معايا. قلل شغل وكتر حب.
أخدها لحضنه: تفتكري هينفع نعمل ده وهالة هنا؟
همست بحب: هالة بره الأوضة خالص، بطل تضيع وقت في رغي كتير، إنت لو وقت الكلام الكتير تـ...
قاطعها بشفايفه وما خلاهاش تكمل جملتها. بعدها شالها بين إيديه وأخدها للسرير. مسك إيديها الاتنين ورفعهم فوق راسها: بقى أنا بضيع وقت في الكلام الكتير؟
ابتسمت: أهو إنت لسه بتتكلم.
باسها بعنف وما اتكلموش تاني طول ما هي في حضنه.
بعدها أخدوا شاور سريع ، وهي طلعت بتنشف شعرها وهو لبس هدومه.
بصتله: ليه ما لبستش هدوم بيت؟ إنت خارج بجد؟
وهو بيكمل لبس: آه بجد. (بص لساعته) معايا ساعة إلا ربع تقريبًا، فانجزي.
سألته: هتتأخر بره؟
جاوبها بحيرة : مش عارف صراحة. همس، مش لازم تنشفي شعرك للآخر، البسي ويلا علشان كفاية الوقت اللي ضاع.
سابها وخرج يشوف الورق اللي حاطينه على المكتب، بعدها خرج وطلب من عواطف تعمل قهوته ورجع. كانت همس لابسة هوت شورت جينز وكروب توب بحمالة واحدة ووسطها عريان.
بصلها بذهول: ده بجد؟ ولا بتهزري؟
استغربت: بهزر ليه؟ ده في ناس بتخرج كده، بعدين أنا في أوضة نومي مش هخرج براها.
علق: همس، مش هينفع تقعدي معايا ومع صاحبتك كده.
سألت باستغراب: ليه؟إنت جوزي وهي صاحبتي.
قبل ما يرد الباب خبط، وهو فتح كانت سلوى. ففتح الباب أكتر: خير، اتفضلي.
سلوى دخلت وبصت لهمس باستغراب: إنتِ خارجة؟
همس ابتسمت، وسيف بذهول: تخرج فين بمنظرها ده إن شاء الله؟
سلوى بلامبالاة: البنات بيخرجوا كده اللي في سنها.
سيف زعق: وأنا مالي ومال اللي بيخرجوا كده؟ خشي يا بت، غيري الشورت ده والبسي بطوط ولا دبدوب اللي كنتِ بتلبسيهم، ولا سيادتك مشقلبة الآية، اتفضلي غيري.
ابتسمت ودخلت. بعدها هو بص لسلوى اللي علقت: يعني في أوضتها ومعاها صحبتها فيها إيه تلبس حاجة زي دي؟
سيف: لو أنا مش موجود عادي، لو صحبتها مش موجودة عادي، لكن إحنا الاتنين مع بعض مش عادي. المهم، حضرتك عايزة حاجة؟
سلوى بتذكر: إنت زعلت هوليا؟ ولا هي مالها؟
سيف بصلها بذهول: وإنتِ من إمتى بتهتمي بزعلها؟
سلوى باستنكار: أنا وهي نزعل مع بعض عادي، لكن إنت وهي لأ. هي بتحبك وبتعزك، أنا ما قدرتش أصالحها هي وأبوك لأنها حطت علاقتنا تمن لصلحها، لكن إنت وهي لأ. ما تخسرهاش علشاني، كفاية أبوك لو سمحت.
سيف طمنها: كل واحد بيتحمل نتيجة اختياراته يا أمي، محدش بيشيل ذنب حد. بعدين اطمني، أنا مش ناوي أزعلها، خليني بس أخلص مذاكرة مع همس وهالة وبعدها أشوفها تمام.
همس خرجت لابسة جيبة واسعة وعليها توب واصل يدوب لوسطها، كان زي الفستان: كده حلو؟
سلوى ابتسمت برضا، بس سيف علق:إنتِ على رأي أمي بتلبسيلي بطوط وكيتي، ودلوقتي بتلبسي فساتين وهوت شورت؟ إنتِ بتعانديني ولا إيه؟
سلوى ابتسمت وسابتهم وخرجت، وهي علقت: تحب أغير تاني؟
نفى بهدوء: لا، هاتي صاحبتك، الوقت بيمر.
همس جابت هالة وقعدوا الثلاثة مع بعض، فضل يشرح لهم اللي واقف قدامهم ويقولهم النقط المهمة.
بعد نص ساعة همس حطت رأسها على المكتب وشوية وسيف اتفاجئ بها نايمة، فهالة سألت وهي بتبصلها: هي نامت؟ على طول بتعمل الحركة دي.
سيف ابتسم بتعاطف: سهرت كتير امبارح وصحيت بدري.
هالة وقفت: طيب خليها تنام شوية وأنا...
سيف وقفها: اقعدي، هخلص المسائل دي معاكِ، وإنتِ اشرحي لها لما تصحى، لأني خارج ومش عارف هرجع إمتى. ولا إنتِ كمان عايزة تنامي؟
نفت بسرعة، فهو قام شال همس وحطها في السرير براحة وغطاها. بعدها رجع للمكتب، فهالة علقت بحرج: مش هتزعل إنك كملت معايا؟
سيف بتفكير: ما أعتقدش، هتزعل ليه؟
هالة بتوتر: إننا قعدنا لوحدنا وهي نايمة. يعني لو الوضع معكوس كنت هتقبله؟
سيف مط شفايفه بتفكير، بعدها بصراحة: لا، مش هقبله. بس الوقت مزنوق، وهم يدوب ثلاث مسائل، اسمعيهم وخلاص.
شرح لها الثلاث مسائل بسرعة فعلًا، بعدها سألها: كده تمام؟ فهمتيهم؟
وافقت، بعدها سألته: ينفع أسألك سؤال؟
وافقها، فهي سألته: بعيد عن مروان صاحبك، لو أنا آية هتقولي أصالحه ولا؟ يعني اللي عمله خلاني خوفت منه إنه ممكن يتخلى عني في أي وقت. نصيحتك ليّ إيه؟
اتنهد قبل ما يبص لهمس، بعدها بصلها: همس سامحتني وقت خطوبتي لواحدة غيرها يا هالة. مروان بيحبك، وهو مش من الشخصيات اللي ملهاش أمان. فلو إنتِ آية، هقولك سامحيه، آه بس مش دلوقتي. اللي بيجي بسهولة بيروح بسهولة. خدي وقتك لحد ما تكوني قادرة تسامحيه من جواكِ ومش محتاجة نصيحة حد. طول ما إنتِ محتاجة تسمعي حد، فإنتِ لسه محتاجة وقت. خدي الوقت اللي إنتِ محتاجاه.
هالة بتردد: طيب، هو ممكن يزهق مني؟ أو ما يتحملش أو...
قاطعها سيف: اللي بيحب ما بيزهقش، وهو بيحبك، اطمني. (وقف) أنا ورايا مشوار ضروري، مش هينفع أتأخر عليه. صحيها بعد نص ساعة مش أكتر من كده، ولو في حاجة احتجتوها كلميني.
أخد حاجته وخرج بهدوء تام، راح لكريم يوصله المطار، وفضل معاه يحطوا النقط على الحروف لكل خطواته الجاية.
قبل ما يسيبه، سأله: هو ليه مؤمن ما وصلكش هو؟
كريم بهزار: إنت متضايق يعني إنك وصلتني؟
نفى بسرعة: لا طبعًا، بس استغربت مش أكتر.
كريم بحيرة: قال وراه مشوار مهم، مش هينفع يأجله، وكنت هاخد تاكسي بس هو كلمك.
سيف بعتاب: وإنت بجد محتاج تاخد تاكسي ومحتاج مؤمن يكلمني؟
كريم بحرج: مراتك بتمتحن يا سيف، وإنت مشغول.
سيف بإصرار: برضه ده مش سبب. المهم، إيليجا هينتظرك في المطار وهيفضل معاك. طمني ياريت أول بأول. بطل حزازية وحرج والكلام ده كله. بالتوفيق يا رب.
سابه وهو دخل على طول.
اتحرك يخرج لبره بس اتفاجئ بمؤمن ومعاه واحد تاني، فالاتنين سلموا على بعض وسأله: لما إنت جاي للمطار، فليه؟ إيه العبارة؟ إنت عملت إيه يا مؤمن؟
مؤمن بحرج: والله يا سيف، عملت عملة وربنا يسترها لأني بجد خايف من توابعها وخايف من رد فعل كريم لما يعرف، فبجد ربنا يسترها.
سيف بانتباه: عملت إيه يا مؤمن؟
مؤمن بص لطه: تعال بس، أعرفك، ده طه أخو أمل مرات كريم. مش عارف اتقابلتوا مع بعض قبل كده ولا إيه؟
سلموا على بعض ووقفوا يتكلموا الثلاثة.
كريم قعد في كرسيه مهموم ومش عارف خطوته الجاية هتكون إيه.
في نفس الوقت أمل طلعت الطيارة والمضيفة بتشاور لها على مكان كرسيها، بس أمل اعتذرت: خليني هنا لو سمحتي لحد بس ما تتحرك الطيارة.
المضيفة بصتلها بذهول: حضرتك كرسيك درجة أولى و...
قاطعتها أمل: معلش، خليني هنا لحد بس الإقلاع وهروح كرسيا لو سمحتي؟
المضيفة باستغراب: براحتك، وحظك إن الدنيا مش زحمة أصلًا.
الطيارة اتحركت واستقرت في السماء وإشارة ربط أحزمة الأمان اتقفلت، فأمل قامت من كرسيها وراحت لمكانها جنب كريم.
كان قاعد ماسك دماغه بإرهاق واضح وإيده الثانية على يد الكرسي.
أمل مسكت إيده، فهو شد إيده بسرعة وبيرفع دماغه واتصدم أول ما شافها.
المضيفة كان عندها فضول تشوف رد فعله إيه.
كريم بعد ما تخطى صدمته على وجود أمل معاه في نفس الطيارة، وقف وضمها بكل الحب اللي جواه وبيهمس: ليه عملتي كده؟
همست بفرحة: قلبي ما طاوعنيش أسيبك تسافر لوحدك، مقدرتش أعارضه.
فضل حاضنها، بعدها قعدها جنبه ومكنش عارف يقول إيه ولا يتكلم أصلًا.
هي حطت إيدها على خده: آسفة لو عارضت كلامك بس...
قاطعها وهو بيمسك إيدها من على خده يبوسها: ما تعتذريش، دي أجمل حاجة عملتيها في حياتك. كنت محتاجك معايا، بس زي ما قولتي قلبي ما طاوعنيش أطلبها منك، خوفت عليكِ، بس كنت محتاجك جنبي.
ابتسمت ودموعها لمعت: أنا معاك وفي حضنك، إزاي تخاف عليا وأنا معاك؟
بص للأرض بحرج: مبقتش عارف ولا فاهم أي حاجة بتحصل حواليا، والدنيا كلها متلخبطة، والصح بقى غلط، والغلط بقى صح. مكنش ينفع أقولك تيجي معايا، مكنش ينفع يا أمل.
شدته من ياقة قميصه: واللي ينفع إنك تسافر لوحدك؟ إنك تسيبني لوحدي؟ أي اختيار فيه بعدنا عن بعض غلط، حتى لو اختيار زي ده يا كريم. مكاننا مع بعض وإيدينا في إيدين بعض. ده دايمًا يكون اختيارك بغض النظر عن النتايج ممكن تكون إيه.
حط دراعه حواليها، ضمها لحضنه: ربنا هيسترها بإذن الله يا أمل، ربنا هيسترها.
ابتسمت ومسكت إيده: بإذن الله يا حبيبي.
سيف مروح على بيته، جاله اتصال من سبيدو. سلم عليه، بعدها حس إنه عايز يقول حاجة ومحرج ومش عارف إزاي يطلبها، فاتكلم بشكل مباشر: مش متعود عليك بتلف وتدور يا سبيدو، انجز عايز تقول إيه؟ مش لايق عليك صراحة دور الكسوف ده خالص.
سبيدو بغيظ: أنا غلطان لأهلك إني عاملك اعتبار وبحاول أتكلم بذوق معاك.
سيف ضحك: إنت والذوق لا تجتمعوا، فانجز وهات من الآخر زي عوايدك. عايز إيه؟
سبيدو: عايز أخد آية علشان تشتري فستان كتب الكتاب. أنا ما بعرفش أشتري فساتين، فينفع؟
سيف ابتسم: على فكرة إنت معاك رقم أبوها، والمفروض تستأذنه هو مش أنا.
سبيدو علق بغيظ: مش قولتلك أنا غلطان لأهلك؟ بعد كده مش هعبرك وهروح للحج عز على طول، بس ما تبقاش تزعل مني ساعتها.
سيف ضحك جامد: ابقى خليك راجل واعملها، وحياة الحج عز لـ...
قاطعه سبيدو بسرعة: من غير حلفانات كتير. انجز، هاخدها تختار الفستان اللي يعجبها وأعشيها بره، استبينا؟
سيف بتفكير: والله يا سبيدو، مش عارف أقولك إيه؟ بس حكاية العشا دي؟
سبيدو بغيظ: بالله عليك يا سيف، ما تعيش الدور وافتكر أيامك مع همس. وليك عليا يا سيدي، هي أختك لحد ما أكتب كتابي رسمي عليها. ده وعد مني، آية أختك لحد كتب كتابنا، هاه، قولت إيه؟
ابتسم: ماشي يا سيدي، طالما كده مش هقولك لأ. هكلمها وأقولها تجهز.
قفل معاه واتصل بآية: بقولك يا آية، سبيدو كلمني عايز ياخدك تشتروا فستان كتب الكتاب، إيه رأيك؟
آية اتوترت: إنت بتتكلم جد؟ إنت موافق يعني؟
سيف ابتسم لتوترها: آه موافق، وإلا مكنتش هكلمك. المهم، وراكَ حاجة أعتذرله ولا إيه؟ شكلك مش فاضية.
عارضته بسرعة: لا لا، فاضية. هقوم ألبس هدومي أهو.
ابتسم على طريقتها : تمام، بس آية، هو وعدني إنه هيعاملك كأختي لحد ما تكتبوا الكتاب، فخلي بالك إنتِ من تصرفاتك معاه.
طمنته بسرعة: أكيد طبعًا يا سيف، اطمن.
- تمام، هسيبك تستعدي، لأن دقيقتين وهتلاقيه عندك، وابقي كلميني. هو قالي هتتعشوا مع بعض، بس ما تتأخريش. (كانت هتقفل بس وقفها) آية، استأذني أبوكِ برضه وأمك علشان محدش يزعل منك.
قفلت وقامت لبست، بس كل شوية تغير. أخيرًا راحت لهمس هي وهالة وقاطعتهم: ينفع أعطلكم دقيقتين؟
الاتنين: عطلي.
ابتسمت وورتهم كذا طقم في إيدها: ألبس إيه من دول؟
همس قامت من مكانها وهالة كمان، وهمس علقت: على حسب رايحة فين ومع مين؟
آية بفرحة: سيف كلمني قالي إن سبيدو جاي ياخدني نشتري فستان لكتب الكتاب، وهنتعشى مع بعض. اختاروا معايا، ألبس إيه؟
همس بتفكير بتقلب في الفساتين: لعلمك، هو مش هيهتم باللبس على قد ما هيهتم بيكِ إنتِ شخصيًا.
آية اعترضت: بس ده ما يمنعش إني عايزة أكون حلوة، أول مرة نخرج فيها مع بعض.
همس بتفكير: بصي عايزين حاجة تظهرك حلوة بس في نفس الوقت ما تكونش أوفر أو توضح إنك مهتمة أوي.
راحوا معاها أوضتها واختاروا معاها فستان رقيق من اللون اللبني الفاتح، بنص كم ساقط من الناحيتين وكاشف عظمتين الترقوة، طوله لبعد الركبة وفي آخره كرانيش، شكله كان جذاب مع لمسات الميكاب اللي أبرزت ملامحها. شكرتهم على وقوفهم معاها وطلعت تستأذن أبوها. كان قاعد تحت في الجنينة هو وسلوى وهوليا.
آية: بابا، بعد إذنك أنا هخرج مع سبيدو هنشتري فستان كتب الكتاب، ينفع؟
عز ابتسم وسلوى أدارت وشها بعيد: استأذني سيف طيب، أنا معنديش مانع.
آية بفرحة: سيف اللي قالي أصلًا.
هوليا بفرحة: ربنا يكمل فرحتك يا يويو.
آية بصت لمامتها: ماما مش هتقولي حاجة؟
سلوى بصتلها: وأقول ليه؟ إنتِ كفاية عليكِ أخوكِ وأبوكِ وجدتك، أنا مش مهم.
آية قربت منها: إزاي بقى مش مهم؟ ماما، أنتِ إيه وجه اعتراضك على سبيدو؟ الدارك ويب صدقيني بعد عنه تمامًا. إنتِ متخيلة لو هو لسه على علاقة بيه كان سيف وافق أصلًا؟ ماما، سبيدو بجد إنسان كويس، إديله بس فرصة.
سلوى اتنهدت وبصت لبنتها: ذوقي غير ذوقكم، كلكم تقبلوا الحقيقة دي، تقبليها إنتِ كمان. سبيدو مش عاجبني، هل هتقبله في يوم من الأيام؟ معرفش صراحة.
همس داخلة لعندهم ومعاها هالة، فحمحمت واستأذنت.
عز رد بسرعة: تعالي يا همس، إنتِ بتستأذني ولا إيه؟ (بص لهالة) تعالي يا بنتي.
هوليا أكدت: تعالي همس، هالة تعالي، اقعدوا خدوا بريك شوية.
نادت عواطف وطلبت حاجة يشربوها.
آية قعدت وسطهم وبصت لأمها: ماما، ما تيجي معايا؟ إيه رأيك؟ لو همس فاضية كنت قولتلها تيجي.
سلوى بصتلها بذهول: بقى أنا مش طيقاه تقوليلي أجي معاكِ؟ بقولك إيه، طلعيني بره ليلتك دي كلها، معاكِ كل الناس اللي هنا، أنا خرجيني بره حساباتك.
سمعوا صوت عربيات، وهمس علقت: سيف وصل؟ ولا يا ترى سبيدو؟
آية بصت من التراس: أعتقد الاتنين وصلوا مع بعض.
همس شاورت لآية: تعالي اقعدي بلاش يشوفك واقفة منتظرة كده.
آية جريت قعدت جنبها وضحكوا كلهم عليها.
سيف دخل ولمحهم بره في التراس، وعواطف استقبلتهم: الكل في الجنينة بره.
سيف بصلها علشان تستأذنهم: قولي لهم طيب معايا سبيدو.
عواطف سبقته وبلغتهم، بعدها خرجت لسيف: اتفضلوا.
سيف دخل عندهم ووراه سبيدو قرب من همس اللي وقفت تستقبله، فباس خدها وحط إيده حوالين وسطها: قاعدين يعني مش بتذاكروا؟
هوليا ردت عنها: لسه نازلين الاتنين، سيبهم شوية يفكوا عن نفسهم. سبيدو، إزيك؟
دخل سلم عليهم وبص لآية مبهور بجمالها، بس قبل ما ينطق لقى دراع سيف حواليه: عايز تقولها إيه؟ قول، سامعك.
همس ابتسمت وقربت مسكته من دراعه: إنت رخم ليه؟ بذمتك نادر كان بيرخم عليك كده؟
سيف بصلها: نادر حد محترم، مش بيتكرر كتير، بعدين إنتِ بتتدخلي ليه دلوقتي؟
همس بذهول: إنت نسيت إني أنا اللي طلبت إيدها من عمي ولا إيه؟ (بصت لعز) صح يا عمو؟
عز بتأكيد هو وسبيدو: حصل.
سبيدو كمل: عمي، بعد إذنك، هنخرج أنا والباشمهندسة؟ وزي ما قولت لسيف، مش هأخرها بإذن الله.
عز ابتسم: تمام، خلي بالك منها يا سبيدو.
شاور على عينيه الاتنين: طبعًا. يلا؟
اتحركت قدامه: لحظة هجيب شنطتي.
سبقته وطلعت لأوضتها، وسيف طلع مع سبيدو لبره: سبيدو، آية بنوتي الصغيرة، مش أختي، هاه؟
سبيدو ابتسم: ما تخافش عليها معايا، اطمن بجد.
آية فتحت الباب، فسيف راح لعندها، مسك دراعها ووقفها: آية، أي تصرف وأي كلمة هتنطقيها معاه فهي في وشي. فلو سمحتي، راعيني في كل تصرفاتك.
باست خده: حاضر، هراعيك، اطمن.
ساب دراعها وبصلهم وهم بيبعدوا من قدامه. انتبه بعدها على همس وراها بتلف دراعتها حواليه: حبيبي اللي عينيه هتطلع ورا أخته اللي كبرت وهو مش مستوعب إنها كبرت.
ابتسم وربت على إيدها: مش عارف ليه متضايق، ولا إيه إحساسي؟ مش عارف صراحة. مع إني بحب سبيدو وشايفه حد كويس بس...
كملت جملته: بس هي أختك الصغيرة ومش متقبل راجل ياخدها منك. ده عارض طبيعي وهيمر.
لف واجهها: المهم، خلصتوا مذاكرة ولا لسه في حاجة واقفة معاكم؟
ابتسمت: لا تمام، وهالة شرحت لي الكام مسألة اللي فاضلين، مع إني استغربت إنك كملتهم معاها.
بصلها بتردد: فيها إيه؟ كان قدامي ربع ساعة لسه، فبدل ما تنتظروني شرحتهم لها وقلت هي تشرحهم ليكِ.
بصتله كتير قبل ما تعلق: تمام، بس حتة إنك تقعد مع واحدة لوحدك في أوضة نوم تشرح لها دي مش قابلها، حتى لو كانت هالة انتيمتي. فخلي بالك.
جت تبعد، بس مسك دراعها: همس، استني أنا ما قصدتش.
قاطعته: ولا قصدت ولا ما قصدتش، بس زي ما إنت ما بتقبلش حاجات بسيطة وبتغير، فأنا زيك. مش هقبل الموقف ده لو اتكرر.
حاولت تبعد تاني بس منعها: أنا لولا امتحانك...
قاطعته: ولو، سيف، مش هتقبل اللي حصل لو اتكرر. مش هنتكلم كتير في حاجة أوريدي حصلت، هعمل زيك وأقولك بتكلم لقدام علشان الموضوع ما يتكررش. أنا نمت، مشيت، سيبت المكان لأي سبب، يبقى سيادتك تنسحب، لكن ما تفضلش في أوضة نومي مع واحدة تانية غيري.
اتكلم بغيظ: إنتِ موجودة.
ردت بغيظ مماثل: نايمة، نمت غصب عني، يبقى سيادتك تقوم تشوف مشوارك أو تسيبها هي تخرج، مش تفضل معاها.
شدها عليه: مفكرتش غير في امتحانك ووقتك وبس.
بصت لعينيه: وأنا يوم ما وقفت مع كريم مفكرتش غير إني أشكره للحظة. ويوم ما بدر وصلني، مفكرتش غير إنك واحشني وبس. تعددت الأسباب، يلا ندخل.
اتحركوا مع بعض بس قبل ما تدخل وقفها: حبيبتي، مكنش قصدي أضايقك ومفكرتش كويس في كل الجوانب، بس عندك حق، مكنش ينفع أفضل معاها بعد ما نمتي، ما تزعليش ممكن؟
أخدت نفس طويل ولفت تواجهه: حبيبي، عارفة إنه مش قصدك ومقدرة أسبابك، بس لما هالة قالتلي إنك فضلت معاها، معرفش في نار لقيتها بتولع جوايا.إنت آه دكتور، وعادي بتشرح لطالبات، بس مش في أوضة نوم. أوضة النوم بتاعتي، بتاعتي أنا وبس. يمكن أكون غلطت من البداية، كان المفروض قعدنا في المكتب تحت.
سيف أكد: فعلًا، قعدتكم في أوضة نومنا تذاكروا فيها من البداية غلط. محبتش أقول ده وأضايقك، بس إني أدخل أوضة نومي وأنا راجع من شغلي ألاقي واحدة تانية مع مراتي فدي مش ظريفة.
همس أكدت: الغلط مشترك من البداية. آسفة، مش هتتكرر تاني. أوضة نومي بتاعتي أنا وإنت وبس.
أكد وهو بيضمها: بالظبط كده، أوضة نومنا محدش يشاركنا فيها.
همس وهما داخلين: نقلت مذاكرتنا لأوضة هالة، ولو احتجناك نقعد في المكتب أو بره في الريسبشن اللي فوق، تمام؟
وافقها ودخلوا مع بعض، وهو علق: روحي طيب كملي مذاكرتك، ولو احتجتوا حاجة عرفيني.
أخدت هالة وانسحبوا الاتنين، وهو قعد مع عيلته يحاول يلطف التوتر اللي بينهم.
سبيدو بعد ما اتحرك وآية جنبه بصلها: حاسس إن أخوكِ قاعد في قفايا بيراقبني والله.
ضحكت بخفة: سيف مش بيخوف، بس مش عارفة بقى صعب ليه كده الأيام دي؟
ابتسم: هو مش صعب، هو بيحب أخته الصغيرة وبيخاف عليها مش أكتر.
سكتوا، وهي انتظرته يتكلم أو يتغزل في جمالها، بس فضل ساكت لحد ما وقف قدام أتيليه معروف: المكان ده كويس؟
حركت راسها بموافقة، فنزل وفتح لها الباب. نزلت واتحركوا مع بعض، سبيدو بتلقائية رفع الكم الساقط يغطي كتفها، فهي علقت: مش هيترفع، هو قصته كده.
بصلها: ما تلبسيش حاجة كده تاني.
استغربت: كده اللي هو إزاي يعني؟
علق بغيظ: اللي هو عريان بالشكل ده.
شهقت باستغراب ورددت: عريان؟ عريان من أي اتجاه يا سبيدو؟ الفستان طويل ونص كم و...
قاطعها بغيظ: وأكتافك العريانة دي؟ ولا أغمض عيني وأعمل نفسي مش واخد بالي؟
كشرت: بقولك إيه، أنا مش بحب التحكمات دي و...
قاطعها بصرامة: وأنا مش هوافق مراتي جسمها يتكشف علشان بس نكون واضحين. وسبق وقلتلك من البداية، في أمور ما ينفعش أقبلها. البسي براحتك طول ما لبسك مغطيكِ، واخرجي براحتك طالما مع بنات صحباتك، واعملي ما بدا لك طول ما إنتِ بتحترمي وجودي في حياتك. إيه اعتراضك على كلامي؟
فتحت بوقها تعترض، بس سكتت. بعدها رجعت علقت بإصرار: فستاني مش عريان.
بص للسما وبصلها: ماشي يا ستي، مش عريان. (قلع جاكت بدلته وحطه على أكتافها) كده مية مية.
هتعترض وتقلعه، بس مسك الياقات من الناحيتين: علشان خاطري خليه، ممكن؟
عينيهم اتقابلت في نظرة طويلة، شافت حب صافي وبس، فلقت نفسها بتبتسم: حاضر، هخليه. ندخل؟
دخلوا مع بعض وبدأت تختار، وتعمدت في البداية تختار فساتين مكشوفة جدًا تشاكسه مش أكتر لحد ما هو وقف: بقولك إيه، هتختاري فستان عريان تاني هنسيب المحل ده ونشوف غيره، اختاري حاجة عدلة أبوس إيدك.
رفعت إيدها في وشه: اتفضل بوس.
اتصدم من رد فعلها، فمسك إيدها ونزلها لتحت وغير الموضوع: مش بهزر على فكرة.
آية شاورت قدامها: إنت اخترت وأنا عارضتك؟ اتفضل وريني.
كشر بغيظ: معرفش أختار، ما عمريش اخترت فستان قبل كده، معرفش يا آية.
ردت بإصرار: اتعلم حبيبي، كل حاجة لها مرة أولى، اتفضل.
اتحرك قدامها بيقلب في الفساتين، بعدها بص لها: إنتِ قولتي إيه؟
استغربت: قولت إيه في إيه؟
ابتسم وبص لعينيها مباشرة: قولتي "حبيبي" يا آية؟
فهمت قصده وابتسمت: مش فاكرة.
كشر بغيظ: لا، فاكرة، بطلي غلاسة.
ضحكت وعلقت: قولت حبيبي.
تكشيرته اختفت وحل محلها ابتسامة عريضة، بعدها أخد نفس طويل: وعدت أخوكِ إنك هتفضلي أخته لحد كتب الكتاب، فحاسس إني متربط. مش عارف ليه، بس حاسس إنه طول الوقت واقف ورايا وعينه عليا. المهم، أنا بحبك يا آية. يوم الخميس كتب كتابنا بإذن الله، وساعتها هقدر أو هحاول أقولك بحبك بطريقة تليق بيكِ.
ابتسمت بحرج وشدت فستان رقيق طويل: إيه رأيك في ده؟ حلو وطويل وبأكمام أهو.
ابتسم وشافه معاها، بس معجبوش أوي. فضلوا يتفرجوا مع بعض تاني، والاتنين بدأوا يفهموا دماغ بعض أكتر، لحد ما استقروا على فستان عجبهم.
دخلت آية تقيسه، عجبها جدًا، بس محبتش تخلي سبيدو يشوفه عليها قبل يوم كتب الكتاب. غيرته وطلعت، وأول ما شافها بص لها بإحباط: إيه، معجبكيش في اللبس ولا إيه؟
ابتسمت: تحفة.
استغرب: طيب ما خليتينيش أشوفه ليه؟
قربت خطوة منه ومسكت ياقة قميصه تعدلها: هتشوفه عليا يوم كتب الكتاب، مش قبل كده.
ابتسم لما فهم قصدها، وأخد نفس طويل لأنه محتاج يقرب أكتر منها بس متربط بكلام صاحبه، فبص للسما: يارب صبرني الأسبوع ده. خلاص، هناخده، شوفي محتاجة معاه إيه تاني؟
سألته بفضول تعرف معلوماته: هحتاج إيه معاه؟
بصلها باستنكار: إنتِ بجد بتسأليني أنا؟ معرفش طبعًا، ممكن شوز مثلًا؟ شنطة؟ معرفش بجد يا آية، معنديش أخوات بنات، وعايش لوحدي من فترة طويلة، وما بحتكش ببنات من أي نوع، فهتلاقي معلوماتي زيرو.
بصتله بفضول شديد: أنا محتاجة أقعد معاك كتير يا سبيدو. أنا معلوماتي عنك زيرو أنا كمان، فمحتاجة أعرف أكتر منك وعنك.
سبيدو علق بحب: وأنا كتاب مفتوح، اسألي وهجاوبك. نخلص اللي هنشتريه ونقعد براحتنا.
آية اقترحت: طيب لو اتأخرنا ممكن نتقابل بكرة؟ يعني نستأذن سيف ونخرج نتكلم بعد الشغل لو فاضي؟
ابتسم لاقتراحها: تمام، ولو مش فاضي أفضالك يا يوكا.
بصتله باستغراب: إنت جبت يوكا دي منين؟ سيف كان بيقولي يوكا وإحنا صغيرين، بس ده من زمن طويل.
ابتسم وغمز لها: عارف، أنا مش لسه هعرفك امبارح.
البنت في المحل حمحمت، فبصولها، فاقترحت: الدور الثاني فيه شوزات سواريهات لو محتاجين أي حاجة؟
سبيدو بص لآية: تعالي يلا؟
طلعوا مع البنت يختاروا حاجة مناسبة للفستان ويكملوا شراء كل حاجة.
سيف بعد قعدته شوية مع عيلته، نادى على همس وطلب يقعد معاهم يعملهم مراجعة سريعة على المادة ككل، وبعدها كل واحدة دخلت أوضتها. هالة دخلت لوحدها أوضتها، وهمس دخلت مع سيف أوضتهم.
آية بعد ما خلصوا شراء كل حاجة، كان الوقت اتأخر، فلو هيتعشوا الوقت هيتأخر أكتر. قررت تتصل بسيف، فرد عليها على طول: أيوه يا جميل.
آية: سيف، إحنا يدوب خلصنا شراء الفستان والحاجات اللي معاه، بس الوقت اتأخر، فهينفع نروح نتعشى ولا أرجع البيت؟
سيف بهدوء: إنتِ عايزة تعملي إيه؟
آية بصت ناحية سبيدو اللي واقف بعيد منتظرها تتكلم براحتها: صراحة يا سيف، أنا اكتشفت إني معرفش أي حاجة نهائي عن سبيدو. معرفش عنده إخوات ولا لأ؟ معرفش أمه فين؟ معرفش هو عايش إزاي؟ أنا معرفوش.
سيف باهتمام: طيب حاسة إنك اتسرعتي يعني في موافقتك؟ ولا إيه؟