رواية عاصفة الهوي الفصل الثالث والستون63بقلم الشيماء محمد احمد


رواية عاصفة الهوي الفصل الثالث والستون63بقلم الشيماء محمد احمد




آية بعد ما سمعت سؤال أخوها نفت بسرعة: لا لا مش ده قصدي، أقصد إني محتاجة أتكلم معاه.
ابتسم: طيب ما تقولي عايزة تتعشي معاه بدل كل ده؟
ردت بحرج: آه عايزة، بس كمان محتاجة أعرف أكتر عنه.
ابتسم بتفهم: تمام يا روحي، اتعشوا، بس برضه ما تتأخريش. قدامك أسبوع، اتكلمي معاه واعرفيه وقربي منه.
آية انتهزت الفرصة: ما هو كنا بنفكر بكرة بعد الشركة نخرج نتغدى مع بعض ونتكلم يعني شوية؟
سيف بتفكير: آه، إنتِ بتمهدي لقدام أمممم. على العموم، ارجعي بس النهارده وبكرة ربنا يسهلها.
قفلت مع أخوها ورجعت لسبيدو: وافق نتعشى مع بعض، يلا بينا.
أخدها وراحوا على مكان هادي يتعشوا فيه. قعدوا الاتنين مع بعض، طلبوا العشا وقعدوا، سبيدو بصلها: عايزة تعرفي إيه عني؟
فكرت بابتسامة: أممممم، معندكش إخوات من والدتك؟ يعني عرفت إنها اتجوزت في إيطاليا.
ابتسم ونفى بهزة من رأسه: معنديش إخوات لا، بعدين أمي اتجوزت من كام سنة مش كتير. والدي متوفي من يجي 16 سنة، فعشنا أنا وهي مع بعض لحد ما دخلت الجامعة. هي سافرت عطلة طويلة واتعرفت على جوزها، هو زيها أرمل معندوش أولاد، فاتجوزوا وعايشين هناك مع بعض.
سألته بفضول : مش بتسافر عندها ولا هي بتنزل هنا؟
اتنهد بشرود شوية: بسافر أكيد من وقت للتاني، وهي برضه بتنزل على فترات متباعدة.
فضولها زاد : هتحضر كتب الكتاب؟
رد بتأكيد: أكيد طبعًا هتحضر.
فكرت شوية، بعدها سألته: علاقتك إيه بجوزها؟ يعني متقبل جوازهم ولا؟
قاطعها ببساطة: هو راجل جنتل جدًا، وبعدين أفضل من عيشتها لوحدها. بالعكس، أنا مبسوط إنها فتحت قلبها للحياة واتجوزت وعايشة حياتها. يعني الحي أبقى من الميت. هي أدت رسالتها وفضلت معايا لحد الجامعة، من حقها تشوف نفسها شوية. ولو كان جوزها ظهر في حياتها بدري، مكنتش هعارضها برضه. الحياة بتتعاش مرة واحدة، فلازم نعيشها صح يا آية.
العشا وصل، واتعشوا، ودردشوا كتير في حاجات كتير يحاولوا يعرفوا كل حاجة عن بعض.

سيف مع هوليا في الجنينة، عواطف جت لعندهم: دكتور نادر معاه زوجته المهندسة ملك بره.
سيف وقف بابتسامة: بلغتي همس طيب؟
عواطف بحرج : قلت أبلغ حضرتك الأول.
سيف بسرعة: تقولي لهمس الأول لما حد من عيلتها يجي لهنا (أكد تاني) همس الأول يا عواطف.
عواطف باعتذار: حاضر بإذن الله، بعد إذنكم.
سيف هيتحرك بس هوليا مسكت إيده: نادر ده مين؟
سيف وضحلها: أخوها اللي لسه راجع من شهر العسل ومراته ملك بنت خالد عبدالرؤوف.
هوليا بتذكر: خالد ده تقريبًا أعرفه؟
سيف ابتسم: أكيد، هدخلهم لحد ما همس تنزل، هتيجي؟
هوليا: روح انت، وشوية وهحصلك. روح استقبلهم.
سيف دخل بسرعة، سلم عليهم بترحاب شديد، بعدها نادر سأل باهتمام: أمال همس فين؟ مش موجودة ولا إيه؟
سيف رد: لا موجودة، عواطف طلعت تناديها.
نادر علق باستغراب: إنتو متخانقين ولا حاجة؟
ملك بصت لجوزها باستغراب هي وسيف اللي علق: ليه هنتخانق؟ ربنا ما يجيب خناق يا دكتور.
نادر بحرج: يعني علشان بس مش مع بعض.
ملك علقت : آه ليه قولت متخانقين؟ ما يمكن تبقى نايمة ولا بتذاكر ولا أي حاجة.
سيف كمل: دي حقيقة، هي فعلًا بتذاكر، وعلشان كده سايبها براحتها. غير كده معاها هالة صحبتها وبيذاكروا مع بعض.
قبل ما نادر يعلق كانت همس نازلة جري بفرحة واضحة، وأخوها قام يستقبلها. هي اتشعلقت في رقبته بفرحة، ونادر بتلقائية رفعها من على الأرض. سيف غصب عنه من جواه اتضايق من طريقة سلام همس على أخوها، فسابها للحظات بعدها مسك دراعها: ما تسلمي على أخوكِ زي البني آدمين الطبيعيين، ما تسلميش على حد كده.
همس باستغراب: أنا بسلم عليك كده؟
سيف بتأكيد: أنا بس اللي تسلمي عليه كده، أخوكِ على عيني وعلى راسي، لكن بالعقل.
نادر ضحك وبص لأخته: إنتِ تسلمي بالطريقة اللي تعجبك يا دلوعة قلبي.
سيف بصله بغيظ: دلوعة قلبك مرة واحدة؟ أمال إن مكنتش راجع من شهر العسل يعني؟ مراتك بس هي اللي دلوعة قلبك. القلب ده خاص بالحبيبة فقط، فما تدخلش الأمور في بعض لو سمحت.
همس تجاهلتهم وراحت تسلم على ملك هي كمان وسابتهم يكملوا جدال مع بعض.
اتكلموا شوية كتير، بعدها نادر سأل: سيف قال إن هالة هنا؟
همس بتذكر: آه، فوق بتذاكر. بكرة عندنا مادة سيف، وهي بعد الظروف اللي فاتت قلت تيجي تغير جو المدينة وتذاكر معايا، ولو احتجنا حاجة سيف يكون موجود.
نادر باهتمام: ظروف إيه تقصديها؟
همس حكت لأخوها ملخص اللي حصل، فهو علق: إيه كمية الأحداث اللي حصلت واحنا مسافرين؟ غير طبيعية.
سيف أكد: دي حقيقة.
ملك سألت: طيب عرفت إنك سافرت باريس، وعرفت مين اللي عايز يوقع الشركة، بس معرفتش أي تفاصيل ولا هو مين ولا إيه غرضه؟
سيف بتردد: طلع حد من معارف والدي القدام، وكان على خلاف معاه من سنين وغلط في حقه، فأبويا أدبه، وهو بعد ما كبر بره وعمل اسم تبع المافيا، عايز ينتقم ويدمر أبويا.
ملك حست إنه مش عايز يقول معلومات أكتر: طيب مش  طالما عرفت مين وراك هتقدر توقفه عند حده إن شاء الله؟ ولا إيه؟
سيف اتنهد: يارب، هنحاول.
ملك بفضول: طيب هو نفسه اللي ورى مجموعة المرشدي؟ مجموعتنا؟ ولا حد تاني؟
سيف: اللي عرفته إنه حد تاني، والاتنين لما احنا اتشاركنا هما كمان اتشاركوا زينا، لكن هو مين لسه دي مش عارفها. ربنا يسهل.
نادر بفضول سأل: اللي رفعت قضية ضد كريم دي مين؟ تعرفوها ولا إيه حكايتها؟
سيف أخد نفس طويل قبل ما يعلق: دي حد مزقوق عليه، لكن من مين ولا مين اللي وراها ده لسه مجهول. المهم طمنونا، عملتوا إيه في شهر العسل؟ ولا رجعتوا إمتى؟ فرحونا معاكم.
اتكلموا شوية بعدها هوليا دخلت تسلم عليهم، وسيف عرفهم على بعض. وكالعادة نفس رد فعل الكل، استغربوا إزاي دي جدة سيف. وبعد ما قعدت معاهم الجو كان كله ضحك وهزار، وشوية وانضم ليهم عز وسلوى، ورحبوا بيهم. كمان هالة نزلت سلمت عليهم، وانسحبوا علشان ما يعطلوش همس أكتر من كده، وراحوا بعدها عند هند يسلموا عليها هي كمان.

سبيدو وصّل آية البيت ونزل معاها لمدخل الفيلا.
سبيدو: هشوفك بكرة، أول ما تخلصي أو تقربي تخلصي كلميني.
آية بابتسامة: هكلمك أكيد. أنا قلت لسيف لما كلمته، وهو مبدئيًا مش معارض، فإنت الصبح كلمه وعرفه.
وافقها، ويدوب هيتكلم، الباب اتفتح وكان سيف علق بتهكم: يعني محبكش الكلام إلا على الباب؟ ولا هو لازم النحنحة على الباب؟
سبيدو بغيظ: إنت كنت بتتنحنح على الباب؟
سيف افتكر كل مرة وصل فيها همس، ويمكن ده اللي خلاه يقوم يفتح الباب.
بص لسبيدو: ظروفي غير ظروفك. إنت ما اتحرمتش سنة من حبيبتك، ولا اضطريت تبعد عنها، ولا تكون مرتبط بغيرها، فمفيش مجال للمقارنة.
سبيدو رفع إيده باستسلام: ولا أقارن ولا غيره، ربنا يسعدكم يا سيدي. وكلها أسبوع وتبقى مراتي، إن غدًا لناظره قريب. تصبحي على خير يا آية، يلا سلام.
آية دخلت، وسيف فضل مع سبيدو وصله لعربيته.
سيف: في جديد عن حسام؟
سبيدو: لا، مفيش. بعد ما سلمناه هينفذ الحكم اللي عليه. وهو وعصام تحت عيني، بس خلي بالك محاكمة شذى على الأبواب. هي تحت عيني بس نزلت المستشفى النهارده معرفش ليه، فشوف إمام وظبط الدنيا معاه.
سيف بتفكير: هظبطها إن شاء الله.
سبيدو ركب عربيته: يلا، أشوفك بكرة. سلام.
سيف دخل، كانت آية مع باقي العيلة، وهمس انضمت ليهم يشوفوا فستانها وبتوريهم الحاجات اللي اشترتها وهي فرحانة ومبسوطة. بس سلوى فضلت على موقفها ومش بتبدي أي رأي. شوية، وكل واحد انسحب لأوضته.

همس في نص الليل قلقت من نومها، فقامت وقعدت على مكتبها، نورت الأباجورة علشان ما تصحيش سيف، وبدأت تراجع شوية حاجات كان قالها. في مسألة ما عرفتش حلها من اللي هالة شرحتهم، حاولت تفهمها بس مقدرتش. قامت بتردد تصحيه: سيف.
همهم، فكررت: سيف.
فتح عنيه بالعافية: في إيه؟
همس: في مسألة مش فهماها، ينفع تقوم تشرحهالي؟
بصلها شوية وأخد نفس طويل: ما ينفعش الصبح؟
نفت بسرعة: لا، قوم دلوقتي. بعدين مش شرحتها لهالة؟ اتفضل اشرحهالي.
دعك عنيه بتعب: إنتِ بتنتقمي مني؟
كشرت وضربته في صدره: قوم وبطل كسل. انتقام إيه؟
اتعدل وبيحاول يفوق، وهي نورت النور فغمض عنيه لحد ما قدر يفتحهم.
بصلها: ربنا يسامحك.
ابتسمت: هيسامحني، اتفضل قولي.
بص للمسألة شوية، بعدها مسك القلم وشرحها لها بالتفصيل. عاد الكام مسألة اللي شرحهم لهالة تاني معاها. قعد يراجع معاها الحاجات المهمة. فضل معاها ساعتين، بعدها بص لساعته: كده يدوب تنامي شوية علشان تعرفي تركزي.
سألته بفضول: إنت بجد مش عارف الامتحان؟
ابتسم بأسف: دكتور ممدوح اللي هيحطه، بس مش هيخرج عن اللي راجعناه.
طفت الأنوار واسترخت في حضنه، وشوية وهو تمتم: ربنا يسامحك، مش جايلي نوم.
همس بنعاس: لا، أنا هنام، ما تفوقنيش بقى.
نفخ بضيق: والله لولا امتحانك مكنتش خليتك تغمضي عنيكِ حتى.
الصبح بدري، صحيت بقلق وخايفة من الامتحان. راجعت شوية، بعدها موبيل سيف رن المنبه، فقفله بإرهاق، وحط إيده جنبه، ما لقاهاش. بص ناحية المكتب وشافها.
بص لها: صباح الخير يا روحي، إيه الأخبار؟
ابتسمت: تمام حبيبي. مش حابة أراجع، مش عارفة ليه.
قعد وبصلها: "في حاجة مش فهماها؟"
قامت من مكانها ، وقربت منه بخطوات هادية. قعدت على طرف السرير وقربت منه: "مش بفكر غير فيك."
رد عليها بابتسامة خفيفة: "دلوقتي؟ مش شايفة إننا لازم نجهز؟"
قالت له بهدوء: "يبقى متضيعش الوقت."
زقته بخفة لحد ما نام على السرير، وهو مسك إيديها  بحنية  : "همس، روحي، المفروض نركز دلوقتي. إحنا متأخرين."
بصت له بابتسامة ورفعت حاجبها: "يبقى نلحق قبل ما الوقت يهرب مننا."
هو حاول يتمالك نفسه : "طيب إنتِ متأكدة إن ده وقته؟"
ردت بثقة وهي بتقرب منه أكتر: "إنت شايفني بهزر؟"
الموضوع اتطور بينهم بشكل طبيعي، وهو حاول يوقفها أكتر من مرة بس مشاعره سيطرت عليه، واندمجوا مع بعض. بعد فترة، كانت نايمة على صدره، وصوته بيطلع هادي: "همس، قومي خدي شاور والبسي. كده فعلًا هنتأخر."
بصت له وهي بتلمس وشه بحنية: "حاسة إني عايزة أفضل معاك طول اليوم، نفسي أقرب منك أكتر وأفضل معاك لحد ما أحس بالراحة حاسة اني محرومة منك."
ابتسم بتفهم وهو بيلاعب شعرها: "يا قلبي، مش حكاية محرومة ولا حاجة، كل الموضوع إنك مضغوطة من الامتحانات والتفكير، وده طبيعي. ساعات بنحتاج نحس بالأمان والراحة مع اللي بنحبهم علشان نهرب من التوتر، وده طبيعي وصحي كمان، بس دايمًا في حدود المعقول."
قرب منها بحنية: "يلا يا روحي، قومي خدي شاور وهننزل. ولما ترجعي هنتكلم براحتنا، المهم دلوقتي ما تخليش أي حاجة تشغلك أكتر من اللازم. يلا؟"
قامت بتكاسل، وهو قام معاها بحنية وشدها بخفة. بعدها شالها لحد ما وصلوا للحمام. وقف وهو بيجهز لها المياه وقال لها بهدوء: "بعد الامتحان هرجع معاكِ، وهفضل معاكِ لحد ما تزهقي وتطلعي كل اللي جواكِ."
ابتسمت بفرحة: "بجد؟ مش مجرد كلام؟"
باس إيدها بحنية : "وأنا إمتى قولتلك كلام وبس؟"
قربت وباستة سريعًا: هطلع بسرعة.
دقايق وحصلها، كانت بتنشف شعرها ولابسة. هو لبس وطلع يصلي ، كانت خلصت وبتلم ورقها وحاجتها. لبس الشوز وسألها: محتاجة أي حاجة؟
الباب خبط، ففتح، كانت عواطف. صبحت عليه الأول: هالة متوترة وبتقول اتأخرتوا وبتفكر تاخد تاكسي.
ابتسم وبص ناحية همس، بعدها قال لعواطف : طمنيها وقوليلها ما تقلقش. بس فطرتيها؟
عواطف أكدت: آه، فطرت وجهزت لهمس سندوتش والشاي تاخده معاها تشربه في الطريق.
سيف بهزار: وأنا ابن البطة السودة يعني؟
عواطف ابتسمت: إنت عامة مش بتفطر إلا متأخر وبتحب تاخد قهوتك بعد ما تفطر بشوية. بس لو تحب أنزل بسرعة؟
قاطعها بابتسامة: لا، بهزر معاكِ. أنا فعلًا مش بفطر أول ما أصحى كده.
همس وراه: حبيبي يلا؟
فتح لها الباب: هجيب المفاتيح والموبايل، اسبقيني.
نزلت همس، كانت هالة واقفة على آخر السلم: والله كنت هاخد تاكسي وامشي.
ابتسمت وبصت لساعتها: سيف هيوصلنا في دقيقتين إن شاء الله، لا تقلقي.
هالة بغيظ: باردة، إنتِ وهو أبرد من بعض.
علق سيف اللي سمع آخر جملة وهو نازل: هي وصلت لأبرد من بعض.
هالة اتحرجت جدًا، ما تخيلتش يسمعها ولا كانت تقصد تغلط فيه فعلقت بحرج: سوري يا دكتور، والله.
قاطعها: دكتور إيه بقى وبتاع إيه؟
هالة ضربت همس في كتفها فصرخت: الله وأنا مالي أنا؟ تغلطي فيه وبعدها تيجي تعيطي؟
هالة بغيظ: يا باردة، ما قصدتش أغلط. (بصت لسيف) دكتور، والله آسفة بجد، ما أقصدش.
سيف ابتسم: ولا يهمك، يلا ولا إيه؟
نزلوا مع بعض وبعد ما هو دور عربيته، همس بصتله: تصدق اتأخرنا بجد؟
بصلها بذهول: ياااه، تصدقي فاجئتيني؟ على رأي صاحبتك، باردة.
همس ضحكت وهالة بدأت تتوتر لأنهم اتأخروا فعلًا. سيف ساق بسرعة، بس عند الجامعة الطريق كان زحمة وشبه واقف. همس هنا بصت لسيف: اعتقد ننزل نجري؟ ولا إيه؟
سيف بص لساعته: لا، لسه في وقت. مش مستاهلة جري يا روحي. هدخل من البوابة دي أسرع.
وصل ودخل معاهم المدرج برضه، بس المرة دي كل الطلبة اتلموا حواليه وكل واحد بسؤال لحد ما دخل دكتور ممدوح بالامتحان. أول ما شاف سيف: إنت بتعمل إيه هنا؟
سيف نزل لعنده وسلم عليه بعدها بيمد إيده له: وريني الامتحان.
ممدوح مبتسم: لأ، مش هوريهولك. تنتظر بره لحد ما يخلصوا الامتحان وهي تطلع تقولك كان فيه إيه وعملت إيه؟
سيف شهق بهزار وحط إيده على قلبه: قلبي؟ ليه كل ده؟ ده إيه الحب ده كله؟ ما توريني الامتحان وخليك حلو يا دكتور. ده أنا بحبك.
ممدوح بضحك: أيوه أيوه، لا قصة الحب دي تنفع مع ناس تانية مش معايا. وفرها لبعد الامتحان للي يستاهلها.
سيف ضحك: لا، هو الحب بتاعها على جنب. ده غير. وريني بقى الامتحان.
ممدوح بص لساعته: لعلمك، الوقت اللي بتضيعه ده محسوب عليهم، هاه؟
الكل اتكلم وسيف بصله بذهول: قول كلام غير ده. ماشي يا دكتور، هسيبك دلوقتي علشانهم.
اتحرك خطوة، بس ممدوح وقفه: استنى، خد يا سيدي صعبت عليا. اطمن عليها.
سيف ابتسم وأخذ ورقة. بعدها ممدوح أعطى الورق للمعيدين اللي معاه يوزعوه على الطلبة.
سيف كان بيقرأ الامتحان ورفع عينيه لهمس اللي كانت متابعاه كويس تشوف ردود أفعاله. ابتسم لها وغمز، لكنها اتفاجأت بممدوح بيمسكه من ياقة القميص: إيه هاه؟
سيف بذهول: قلبك أبيض يا دكتور ممدوح، في إيه؟
ممدوح شده لبره المدرج وطلع معاه: الامتحان إيه؟
سيف بص للامتحان وبصله: كويس، مش صعب بس مش سهل، وفي كام نقطة رخمة، فمستغرب ليه؟ ده مش أسلوبك. حضرتك ما بتحطش نقط كتير رخمة في الامتحان، فليه؟
ممدوح بفضول: لما هو مش سهل ورخم، ليه ابتسمت وغمزت لها جوه؟
سيف بتفكير: يمكن علشان أطمنها. لو حسّت إني كشرت أو اتضايقت، ده هيوترها وهيخوفها ويخليها تشك في نفسها. الامتحان بالنسبالها هي إن شاء الله مش صعب، بس لباقي الطلبة، نسبة كبيرة منهم هيبقى صعب.
ممدوح بتلاعب: تقصد إنك مهتم بمراتك بس وباقي طلبتك مهملهم؟
سيف بدفاع: لا طبعًا، اه مهتم بمراتي بس ده مش معناه أبدًا تقصيري مع الباقيين. محدش فيهم بإذن الله هيشيل المادة لو ده قصدك، إلا لو ما بيحضرش أو مش مهتم. لكن بصفة عامة الامتحان مش سهل، وده اللي أقصده. مش متعود منك على امتحان رخم.
ممدوح بجدية: كان لازم أحط امتحان رخم. اللي حصل خلّى كل العيون علينا، فلو حطيت امتحان زي كل سنة الكل هيقول بحابيك علشانها، فكنت مجبر.
سيف بتفهم: ربنا يعدّي السنة دي على خير. المهم، صح امتحان السيستم مين هيحطه؟ أكيد مش حاتم؟
ممدوح بصله كتير قبل ما يجاوبه: ولو هو اللي حطه؟
سيف بضيق: مش بثق فيه.
ممدوح بفضول واهتمام: عمري ما تخيلت أبدًا إنكم تقفوا في وش بعض. على طول كنتوا أصحاب، إيه اللي حصل بينكم يا سيف؟ ولو هو شخص مش كويس ليه ما خلتش د/محمد يوقفه على الأقل لحد بعد الامتحانات؟
سيف بص للأرض بتفكير، بعدها بصله: كنا أصحاب واختلفنا وبقينا أعداء. ليه ما خلتوش يوقفه؟ لأننا ببساطة كنا أصحاب. (بصله واتنهد) كبرنا يا دكتور ومشاكلنا كبرت معانا وما بقيناش بنسامح بسهولة للأسف.
ممدوح ربت على كتفه: هي دي سنة الحياة. المهم، هدخل المدرج وإنت هتروح ولا هتفضل؟
سيف ابتسم بحرج: هستناها، هروح أشرب قهوة وأقعد شوية في الكافتيريا.
ممدوح ابتسم: طيب، ربنا يحميكم. هي تستاهل كل خير، وسبحان الله كنت دايمًا ببصلها وبحبها لله في لله وأقول البنت دي خسارة في أي حد. ولو عندي إبن هجوزهالو، بس عمري ما تخيلت إن هيجي أكتر طالب حبيته واعتبرته ابني يتجوزها. ربنا له تدابير غريبة ما بتخطرش في بالنا أبدًا.
سيف بصله بفخر وحب: ربنا ما يحرمنا منك يا دكتور. وربنا يعلم إني مش بتعامل مع حضرتك كدكتور وطالب، لا زمان ولا دلوقتي، فالقلوب عند بعضيها.
كل واحد اتحرك، بس ممدوح وقفه فجأة: ما بتفكروش تخلفوا؟
سيف بذهول ردد: نخلف؟ لما ربنا يريد، بس في دراسة لحد شهر ٦ على الأقل، لازم نحطها في بالنا.
ممدوح ابتسم: العمر بيتعاش مرة يا سيف، الباقي كله ملحوق عليه. ما تأجلش حاجة مهمة بسبب حاجة مش مهمة.
سيف ابتسم: ربنا يقدملنا اللي فيه الخير يا دكتور.
سيف قعد على الكافتيريا يشرب قهوته ومعاه ورقة الامتحان، بيحاول يخمّن همسته هتعمل إيه في الامتحان. وشوية يبتسم وهو بيفتكر جنانها الصبح.

كريم وأمل وصلوا وكان في استقبالهم إيليجا، اللي أصر ياخدهم عنده في البيت ورفض تمامًا يقعدوا في أي فندق. عرفهم على سيلين، اللي رحبت جدًا بأمل واتكلمت معاها شوية عن همس صاحبتهم المشتركة. بعدها كريم اتحرك مع إيليجا للشركة علشان يتقابلوا مع مستر أندرسون ويشوفوا خطواتهم الجاية.

 الصبح مؤمن قعد مع العيال لحد ما فطروا، وبسنت وصلت بدري زي ما أمل طلبت منها. قبل ما ينزل الشركة، جاله اتصال من سناء، بلغته يروح لها المحطة. استغرب جدًا لكنه اتحرك مباشرة. دخل وعرف مكانها وراح لها واتفاجئ إنها مش لوحدها، كانت معاها صاحبتها صفية وبنتها سما. سلم عليهم وخرج بيهم لعربيته.
بص لوالدته: ليه محطة؟ ليه مكلمتينيش أجيلك أو تاخدي عربية مخصوص أو بابا يوصلك؟
سناء بابتسامة: حبيت التغيير يا مؤمن، كنت عايزة أركب القطر مع صفية. جينا مع بعض، سلينا بعض والطريق كان حلو. مكنتش عايزة أتكتف في عربية ولا حد يوصلني. عندك مانع؟
باس إيدها: يا ست الكل براحتك، بس علشان ما تتعبيش في الطريق.
طمنته: أنا بخير.
مؤمن بص لصفية وبنتها: حمدالله على سلامتكم، نورتوا القاهرة.
وصلهم للبيت، وهناك ناهد استقبلتهم بفرحة كبيرة ورحبت بيهم. مؤمن استأذن والدته: أمي، لازم أنزل الشركة علشان كريم مش موجود ومش هينفع أسيب عمي لوحده.
سناء بتذكر: صح، إياد وإيان فين؟ مشوفتهمش.
مؤمن وضح: نايمين لسه .
اتكلموا شوية عنهم بعدها سناء بصت لناهد: كريم أكبر من إن حد يصدق الكلام اللي اتقال عليه. ربنا هيظهر الحقيقة.
ناهد بابتسامة مليانة عرفان: ربنا ما يحرمني منك يا سناء. ربنا يسمع منك يا حبيبتي.
صفية أكدت: عيالنا ما يغلطوش غلطات زي دي أبدًا. ربنا يحميهم لشبابهم وعيالهم.
الكل أيد كلامها. مؤمن كان هيخرج لكن صفية وقفته بحرج: بقولك يا مؤمن يا إبني.
وقف قصادها: خير يا ست الكل، اتفضلي.
بصت لبنتها وبعدين له: كنت معلش عايزاك تشوف لنا فندق ننزل فيه قريب.
قاطعها: فندق إيه؟ شايفة البيت هنا صغير؟ ولا مش بتعتبرينا أهل ولا إيه؟
سناء بتهكم: قولها المجنونة دي، طول الطريق صدعتني تقول خلي مؤمن يشوف لنا فندق. قولت لها لما نوصل هقوله، شوف لها فندق.
مؤمن بابتسامة: خلاص قولتي لي؟ هروح شغلي بقى.
صفية وقفته: يا حبيبي يا إبني، سما عندها مؤتمر ولا ندوة لمدة أسبوع. خلينا براحتنا.
قاطعها: أسبوع، شهر، سنة. يا أهلًا بيكم. انسي قصة الفندق دي تمامًا.
سما اتدخلت بحرج: معلش يا باشمهندس.
بصلها: لو سمحتي، البيت بيتكم وأنا شبه مش متواجد هنا. وإنتِ زي ما قولتو وراكِ مؤتمر يعني هتخرجي كل يوم. خليهم الثلاثة قاعدين مع بعض يسلوا بعض ويكونوا مع العيال. شيلي الحزازية دي، إحنا أهل. هروح شغلي، سلام.
صفية حاولت ترد بس مؤمن شاور بإيده: سلام.
سابهم وخرج. الكل قعد بصمت شوية لحد ما ناهد قطعت الحرج: بينزلوا الصبح كده وبفضل لوحدي لحد المغرب يمكن. طول اليوم قاعدة لوحدي. ونسوني شوية.
سناء بتأكيد: والله قلت لهم كده. نقعد مع بعض ونونس بعض. لما عرفت إن أمل سافرت مع كريم من مؤمن، قلت لعاصم إني هاجي أقعد معاكِ علشان العيال. وبالصدفة عرفت إن صفية جاية مع بنتها فقلت نيجي مع بعض.
ناهد بحزن: والله فيكِ الخير يا سناء. ربنا يزيح الغمة اللي فوق بيتنا دي. طولت أوي.
صفية ربتت على إيدها: الليل مهما يطول بيطلع النهار. إن شاء الله هتتزاح قريب. ربنا يرجعهم بالسلامة.
أم فتحي طلعت رحبت بيهم. قبل ما تدخل تحضر الفطار، ناهد طلبت منها تشوف العيال لو صحيوا تجيبهم يسلموا عليهم. أيان نزل يجري على جدته أول ما عرف إنها بره، بعدها شاف سما، فرح بيها وراح سلم عليها. وراه إياد كمان، وقعدوا يضحكوا ويهزروا. بسنت أخدتهم الجنينة وسما راحت معاهم واتعرفت عليها.

خلص الامتحان، وممدوح وقف مع الطلبة يراجعوا الامتحان، لكنه لاحظ إن همس ساكتة وعينيها على الباب فسألها: عملتي إيه يا همس؟
ردت بابتسامة: الحمد لله يا دكتور، ربنا يستر.
ممدوح بفضول: هيسترها إن شاء الله، الامتحان كويس ولا إيه؟
همس فكرت شوية: مش أوي بصراحة، يعني مش زي كل الامتحانات اللي فاتت، حاساه تقيل، أو يمكن ده إحساسي؟
كذا طالب من الأوائل أكدوا كلامها. في الوقت ده  انتبهوا للباب، وهمس بصت وراها بتلقائية وابتسمت لما شافت سيف داخل.
قرب منهم ووقف وسطهم يسأل الكل: عملتوا إيه؟ طمنوني.
عنيه كانت على همس، اللي ابتسمت تطمنه، لكنه كان بيرد على الكل، وطلع الورقة اللي معاه، فبدأوا يسألوه في نقط معينة وهو بيرد. ممدوح قاطعهم : يا عيال الراجل عايز يطمن على مراته، أدوه فرصة.
الكل ضحك، وسيف علق بهزار: مفيش نظر خالص.
بص لهمس: عملتي إيه يا بنتي؟ صحيان نص الليل ده جه بفايدة ولا إيه؟
همس شدت الورقة من إيده وشاورت على سؤال: شايف ده؟ ها؟
سيف ابتسم: ما أنا صحيت، هو أنا اعترضت؟
ممدوح بصلهم بفضول: ماله السؤال ده؟
سيف بص لهمس ورجع لممدوح: مالوش، المهم اتحل.
همس سألته: هتراجع معايا الباقي؟
سيف طبق الورقة وحطها في جيبه: لا، هنركز في المادة الجاية وربنا يسترها.
أخدها وراحوا البيت، وهي لاحظت إنه مش هينزل معاها، فسألته بعينيها، قبل ما تتكلم علق: المفروض أروح الشركة، في ميتنج ورايا كنت ناسيه. بس لو هتزعلي أو تتضايقي هكلم مريم تجدوله وقت تاني؟
همس ابتسمت بصدق: لا يا حبيبي، أنا هطلع أنام شوية لأني شبه ما نمتش، وبعدها هقوم أشوف ورايا إيه. روح شغلك يا حبيبي.
نزلت وهو طلع على الشركة.

في الشركة، بدر كان في مكتبه وطلب كام ملف. حنان دخلت بيهم ووقفت تراجع معاه كذا حاجة. قربت منه وسألته: تحب أساعدك؟ أرتبلك الملفات دي أو...
قاطعها بصرامة: لو احتجت مساعدة هطلبها، غير كده شكرًا.
قربت وشها أكتر: ماهو حضرتك مش بتطلب.
بدر بعد نفسه وكرر بصرامة أكتر: لو احتجت مساعدة هطلبها، غير كده شكرًا. روحي شوفي وراكِ إيه.
فضلت مكانها، فكرر بحدة: اتفضلي.
اتعدلت وبعدت عنه، وابتسامتها اختفت أول ما خرجت من مكتبه.
بدر راح لمكتب سيف يتكلم معاه، وقبل ما يخرج علق: اللي اسمها حنان دي مش مرتاح لها.
سيف ابتسم: زي ما سبق وقلتلك، بكلمة هتمشيها، وكلمة هتخليها في شغلها. براحتك.
بدر كشر بضيق: مش بحب أقطع رزق حد، بس لو الوضع تطور عن كده، يبقى هي حرة.
سيف بتأكيد: بالظبط، كل واحد مسؤول عن تصرفاته ونتايجها. المهم، ربع ساعة وهنتحرك للميتنج، جاهز؟
بدر وافق: جاهز. عدي عليا وإنت نازل.

كريم ومعاه أمل مع إيليجا في مكتبه بالشركة. دخل واحد من الموظفين: "لقد استطعنا الدخول إلى جميع كاميرات المشفى."
إيليجا بص لكريم، بعدها بص للموظف: "بأي برامج؟"
الموظف بحرج بص لكريم: "بالبرنامج الخاص به."
إيليجا اتنهد باستسلام وكريم علق: "لقد أخبرتك من البداية أن تترك لي المجال وكنا وفرنا على أنفسنا العديد من الأيام."
إيليجا بهزار: "وأين المتعة في هذا؟"
أمل تدخلت: "هل من الممكن أن تترك لنا المجال في تلك الخطوة؟ فلنوفر بعض الوقت."
إيليجا وقف: "بالطبع، فلننتقل إلى مقر التحكم."
دخلوا الثلاثة، وكريم استلم الجهاز تحت أنظار أمل وإيليجا. دخل لنظام المستشفى وبدأ يشوف كاميرات المراقبة في الوقت اللي كان فيه، لكن للأسف لقى أن اللي بيتحفظ على الكمبيوتر مدته شهر واحد فقط، وبيتم تفريغ الكاميرات بعدها، فحس إنه رجع لنقطة الصفر.
صمت سيطر عليهم، وأمل أول واحدة اتكلمت: "ده معناه إيه يا كريم؟ الكاميرات دي لما بيفرغوها بتتحفظ فين؟ ولا بيمسحوها؟ طيب تقدر ترجعها؟"
كريم مردش عليها. إيليجا حط إيده على كتف كريم: "لا تبتئس، فهناك دائمًا طرق أخرى."
كريم بصله: "لا أحب اللجوء للطرق الأخرى، ولكن..." (بص لأمل) "لازم ندخل المستشفى أو حد من جوه المستشفى يجيب لنا اللي بيتخزن عندهم. لازم ندخل المستشفى يا أمل."
إيليجا طمنهم: "اتركوا هذا الموضوع لي. أعلم البعض المستعد للمساعدة."

عدى كام يوم لحد ما همس كان عندها امتحان مادة حاتم. عز قعد يراجع معاها المادة لحد ما سيف رجع، وبعدها سيف كمل معاها. سابها وقام يطلب قهوة من عواطف، وبعد ما رجع قعد على السرير، طلع اللاب بتاعه يشوف أشغال متعطلة عنده.
همس سألته بفضول: "برضه مش هتقولي إيه اللي حصل؟"
بصلها باستغراب: "إيه اللي حصل في إيه بالظبط؟ حددي يا روحي."
قامت من مكانها وقعدت قصاده: "إيه سبب الخلاف بالظبط؟"
تاه منها أو معرفش هي تقصد الخلاف بين مين ومين بالظبط: "قصدك إيه يا همس؟ الخلاف بين مين ومين؟ لاحظي إن تقريبًا كل الناس اللي أعرفها حواليا واللي ما أعرفهاش في بينهم خلافات فلازم تحددي."
ابتسمت وقربت وشها منه: "يهمني في كل الناس إنت بس أكيد."
ابتسم زيها وهمسلها: "وللأسف برضه أنا مختلف الفترة دي مع ناس كتير. مختلف مع أبويا وأمي وجدتي والمحامي بتاعي. ده حتى بدر مختلف معاه."
شهقت: "بدر؟ ليه مختلف معاه؟"
ابتسم يطمنها: "مش مختلف بالمعنى اللي وصلك. بتكلم عن الشغل. آرائنا شوية مختلفة. بدر بيمشي على مبدأ السلامة ومين خاف سلم. أنا للأسف بحب المخاطرة أكتر. لكن مفيش بينا مشاكل، اطمني. المهم إنتِ قصدك مين بقى؟"
فكرت تغير الموضوع بس بما إنهم اتكلموا خلاص، قبل ما ترد الباب خبط. قامت فتحت الباب لعواطف اللي دخلت بصينية عليها قهوة لسيف وطبق معجنات لهمس والشاي اللي بتحبه بالنعناع. شكرتها همس وأخدت الصينية ودخلت عند سيف. هو أخد قهوته وشكرها وانتظر إجابة همس.
همس علقت: "كنت أقصد إنت وحاتم؟"
بصلها كتير مش عارف يقولها إيه، وهي انتظرت إجابته. لاحظت إنه في أمور كتير بيحب يحتفظ بيها لنفسه وما يتكلمش فيها، زي سبب عداء اللي اسمه خليل مع أبوه، وليه زعل من أمه وجدته؟ ودلوقتي عداؤه مع حاتم ليه مش عايز يتكلم فيه؟
همس لاحظت حيرته وسكوته، فعلقت: "إنت ليه غامض بالشكل ده؟ ليه مش عايز تفتحلي قلبك وكأنك خايف مني أو معندكش ثقة فيا؟"
استغرب تفسيرها لصمته: "أنا ولا مش عايز أفتح قلبي ولا الموضوع له علاقة بالثقة."
"أمال إيه طيب؟ ليه ساكت؟ ليه إنت كتاب مقفول؟"
دافع عن نفسه: "حبيبتي، أنا مش كتاب مقفول، بس مش دايمًا بعرف أقول كل اللي جوايا أو مش بعرف أشارك مشاكلي كلها. في حاجات بكون محتاج لوقت علشان أعرف أتكلم فيها.
"بالنسبة لقصة خلافي مع عيلتي، الموضوع كمان ما يخصنيش، يخص أبويا وأمي، وبالتالي حتى آية نفسها ما تعرفش حاجة. هل هتكلم فيه؟ هل لأ؟ مش عارف.
"أما قصة خلافي مع حاتم فهي قصة سخيفة لحد الآن مش مستوعب هي حصلت ليه وازاي؟ غير كده، والأهم، مش وقته أصلًا الكلام في موضوع زي ده. بس اللي أقدر أقولهولك دلوقتي يا همس إن في أمور لو هخبيها عنك مش هيبقى عدم ثقة فيكِ أو خوف منك. هو ممكن يكون خوف بس مش منك، هيكون عليكِ.
"هخاف حد يأذيكِ ولو بكلمة أو نظرة. فالخوف دايمًا هيكون عليكِ مش منك. فهمتيني؟ موضوع حاتم أوعدك إني هقولهولك بس مش وقته دلوقتي خالص."

الصبح وصلها الامتحان كعادته وانسحب علشان عنده مراقبة مع طلبة سنة ثالثة على وعد يجيلها أول ما يخلص. حاتم دخل بعدها معاه أستاذ المادة واطمن على توزيع الورق، انضم لهم دكتور ممدوح اللي طلب من حاتم بعدها يسيب اللجنة وهو هيكون موجود بنفسه مع المعيدين وأستاذ المادة. همس بصتله فابتسم لها يمكن علشان يطمنها إنه مكان سيف وهي مش لوحدها.
خلص الامتحان والكل اتجمعوا بيراجعوا مع بعض حوالين همس وهالة وباقي أوائل الدفعة. همس سمعت إجابتهم، وفي مسألة كانت شاكّة فيها اتصدمت لما لقت كل أصحابها الأوائل حالينها بطريقة مختلفة عنها. حسّت إنها مخنوقة وعايزة تعيط، بصت للباب منتظرة سيف يوصل بس قال عنده لجنة تانية فأكيد هياخد وقت.
هالة لاحظت صمتها وخنقتها فقربت منها: "فيكِ إيه؟"
همس هزت دماغها بنفي، لكن هالة أصرت: "همس، إنتِ عملتي إيه في الامتحان؟"
حاولت ما تعيطش وخصوصًا إن كل أصحابها بصوا لها منتظرين إجابتها: "الحمد لله كويس."
محمد عبدالمقصود سألها: "ماهو الحمد لله، بس إنتِ شكلك متضايقة، غلطتي في حاجة؟"
أخذت نفس طويل علشان ما تعيطش: "تقريبًا في مسألة غلط، حلي مختلف عنكم كلكم."
أحمد خلف سألها: "أنهي مسألة؟ الرابعة؟ صح؟ هي دي أغبى مسألة في الامتحان كله أصلًا، حليتها كذا مرة ولما طلع نفس الحل سيبتها."
كلهم اتكلموا عنها، وهي سمعتهم بصمت، وبعدها علقت لما سكتوا: "هي دي فعلًا اللي تقريبًا غلطت فيها."
حاتم دخل وقف مع الطلبة اللي كلهم بيسألوه، وكان بيجاوبهم بس عينه على همس مستغرب ملامحها. سألهم: "المسألة الرابعة عملتوا فيها إيه؟"
محمد عبدالمقصود بدأ يشرح الحل، وكمل معاه أحمد وكذا طالب أكدوا الحل. كان بيتابع معاهم ويكمل معاهم، وهمس تأكدت إن حلها فعلًا غلط. هنا دموعها نزلت، فهالة مسكت إيدها: "همس خلاص ما تعيطيش، مفيش حاجة مستاهلة."
همس بصت لها وبعدت شوية عن باقي الطلبة، قعدت على ديسك وراها وطلعت موبيلها وكتبت رسالة: "إنت فين بقى؟ تعال خدني."

سيف كان خلص بس قابل أستاذ المادة ودكتور ممدوح، فوقف معاهم يطمن على الامتحان وأخد نسخة منه يشوفه. وصلته الرسالة فشافها من بره.
دكتور ممدوح : "ما سيبتش اللجنة علشانك إنت وبس. ولعلمك بقى" (أضاف بهزار) "ابتسمت لها علشان أطمنها."
سيف ضحك مع ضحك ممدوح وأضاف: "مع احترامي الشديد يا دكتور، بس هو أي ابتسامة والسلام؟ بعدين معلش، متخيل ممكن يكون ردي إيه لما واحد يقولي ابتسمت لمراتك؟"
ممدوح بص له بذهول: "ابتسمت لمراتك إيه؟إنت ليه أخدت الكلام للناحية دي؟ ولد، أنا بعاملها زي بنتي وإنت إبني فـ..."
قاطعه سيف بسرعة لما لقاه اتكلم بجدية يدافع عن نفسه: "دكتور ممدوح، أنا عارف الكلام ده كويس ورديت بهزار، إنت اللي أخدته بجد. وصدقني وجودك النهارده فرق معايا كتير وأكيد برضه فرق مع همس."
وصلته رسالة تانية منها: "سيف، تعال علشان خاطري."
شافها برضه من بره. وهنا اتوتر، ودكتور ممدوح لاحظ نظرته للموبايل فابتسم: "طيب روح لها، مش هنعطلك أكتر من كده. اتفضل يا سيدي."
سابهم وراح لعندها بسرعة يشوف مالها.
حاتم لاحظ إنها كانت بتمسح دموعها فقرب منها: "عملتي إيه يا باشمهندسة؟ غلطتي في إيه؟"
همس مسحت دمعة بسرعة وبصتله: "الحمد لله."
حاتم بإصرار: "عملتي المسألة الرابعة إزاي؟ زي زمايلك؟"
همس وقفت: "مش بحب أراجع الامتحان، اللي عملته عملته، مراجعتي مش هتقدم ولا تأخر."
سيف دخل المدرج، لاحظ إن حاتم بيكلم همس وإنها بتعيط، فقرب بسرعة منهم: "في إيه؟"
همس أول ما شافته رمت نفسها في حضنه ودفنت وشها في كتفه. سيف بص لحاتم بنظرة اتهام واضحة، فدافع عن نفسه: "ما تبصليش، أنا لسه داخل بطمن على طلبتي وأشوفهم عملوا إيه في الامتحان."
سيف بتحذير واضح: "أقسم بالله يا حاتم لحد عندها، ومستعد أعمل اللي لا يمكن يخطر على بالك، فبلاش تدخلها بينا."
حاتم بصله كتير بنظرة مش قادر يفسرها، بعدها بهدوء: "أنا حابب أقولك معلومة صغيرة يا سيف، همس..."
سيف كان هيقاطعه، لكن حاتم واصل بسرعة: "هي أولى الدفعة وصراحة تستاهل تكون أولة الدفعة. أي دكتور هيدرس لها أو يتعامل معاها هيحترمها ويقدرها، ولا يمكن يبخس حقها. بس..." علّى صوته بتهديد: "هي مش بس أولى الدفعة، هي كمان مراتك، وزي ما بتقولوا في عهود الجواز على الحلوة والمرة، صح؟ فكونها مراتك له مميزاته، أه، لكن له عيوبه وأهمها إنها بمزاجها أو غصب عنها هتشارك عداوات جوزها."
سيف بصله بثقة: "همس مراتي، أه، بس الغبي اللي يفكر يضايقها هخليه يندم على اليوم اللي عرفني فيه. وهقولك تاني: أعلى ما في خيلك اركبه. هات آخرك يا حاتم، وعايزك تعرف إنك لو لسه موجود هنا في الجامعة، فده علشان أنا سمحتلك تفضل موجود، وعلشان العِشرة القديمة اللي بينا."
حاتم ابتسم: "وعلشان العِشرة دي أنا خلتها لحد اللحظة دي بره. ومعلومة صغيرة، الامتحان ده غبي، ولا يمكن كنت أحط امتحان بالغباء ده، لأن عدائي معاك إنت بس، مش مع باقي الطلبة. عداءك معايا أثره انعكس على الطلبة كلها، مش بس مراتك."
سيف لاحظ نظرات الطلبة اللي واقفين، وبص لحاتم: "الامتحان مش غبي. ولو كنت إنت اللي حطيته، كان هيختلف كتير فعلًا، لكن بالسلب مش بالإيجاب. الكلام سهل طالما مش إنت اللي حاطه، صح؟"
حاتم بص للطلبة: "حظ سعيد ليكم كلكم."
سابهم وخرج.
سيف بص لهمس بعد ما بعد عنها: "عملتي إيه في الامتحان؟ مش شايف فيه أي حاجة تخليكِ تعيطي."
كان بيكلمها بحدة، فبصت للأرض وردت بهدوء: "عملت اللي عملته خلاص، زي ما بتقول. نشوف المادة الجاية، ينفع نروح؟"
سيف لاحظ أسلوبها، وكان عارف إنه سأل بحدة، فحاول يتكلم بأسلوب أهدى لكنه فشل: "همس، الامتحان كله سهل، مفيهوش غير فكرة واحدة في المسألة الرابعة، غير كده مفيش."
همس بنرفزة: "وهي المسألة الرابعة اللي غلطت فيها! ينفع نروح بقى ونقفل الحوار ده؟ إذا سمحت عايزة أروح وأشوف مادة بكرة."
اخدها ومشي بره المدرج وقفوا عند عربيته وفتحلها الباب بس قبل ما تدخل علق بذهول : غلطتي فيها ليه ؟ أنا لما قولت فيها فكرة فده اقصد بيه باقي الطلبة مش إنتِ ، إنتِ لا يمكن تغلطي فيها لاني حليت زيها معاكِ وخليتك حليتي زيها فإزاي غلطتي فهميني ؟ 
همس مسحت اثار دموعها وبصتله باهتمام : ٱي مسألة تقصد ؟ 
علق بغيظ : يعني إيه أي مسألة ؟ الرابعة حليت زيها معاكِ
همس عنيها لمعت وبصتله باهتمام : إنت قصدك إنها بتتحل بالطريقة دي ؟ …
بدئت تشرحله الحل فهنا هو اطمن وتابع شرحها و إزاي حلت المسألة لحد ما سكتت فعلق : طيب ولما إنتِ حلاها بتعيطي ليه معلش علشان برضه مش فاهم ؟ 
همس بفرحة : بجد ده الحل الصح ؟ بس العيال محدش 
قاطعها بغيظ : ٱنا مالي ومالهم ؟ إنتِ لحد إمتى هتفضل ثقتك مهزوزة في نفسك ؟ وفيا ؟ 
استغربت : أنا ثقتي مش مهزوزه
 ⁃ ادخلي لو سمحتي علشان بس ورايا ميتنج
دخلت وقعدت مكانها وراقبته لحد ما اتحرك بعربيته فكررت تاني : ثقتي مش مهزوزه ولا فيك ولا في نفسي 
بصلها بتهكم : ماهو واضح بأمارة دموعك اللي كانت في المدرج وخليتي اللي يسوى واللي ما يسواش يفرح فيكِ ، مش قادر أفهم أنا ليه بتعيطي ؟ سواء غلط ولا صح ليه العياط ؟ علشان تعيينك معيدة ؟ قولتلك لو ده حلمك هحققهولك ، لو مع اسوأ الظروف ما اتعينتيش في الكلية دي شاوري على ٱي كلية تانية هعينك فيها ، يا ستي هستخدم كل معارفي وكل نفوذي واعينك فيها غصب عن أنف الكل ، هلاقي ألف حل غير عياطك اللي لا هيقدم ولا هيأخر بس هيشمت الناس فيكِ . 
همس استغربت هجومه ونرفزته وصوته العالي : إنت إيه مشكلتك دلوقتي ؟ 
زعق بغيظ : مشكلتي في عياطك قدام كلب زي حاتم وقدام باقي دفعتك ، دلوقتي لما سيادتك عيطتي قدام الكل وقولتي للكل انك غلطانه فيها لما يلاقوكِ جايبة الدرجة كاملة متخيله هيقولوا إيه ؟ هاه ؟ هيقولوا لا ٱصلها كانت فاكرة نفسها حالة غلط ؟ ولا هيقولوا تلاقي جوزها اشترى دكتور المادة ولا رشى ٱي حد ؟ 
همس كشرت لأنها مفكرتش كده ولا يمكن تفكر كده ، بعدين رد فعلها كان طبيعي وده رد فعلها دايمًا في ٱي امتحان بتغلط فيه وساعات بتعيط وتطلع مقفلة المادة لكن محدش بيفكر فيها كده بس ده كان قبل ظهوره هو في حياتها ، علقت بهدوء : مفكرتش بالشكل ده 
اجابها بنرفزة ٱكتر : وإيه الجديد ؟ دايمًا ما بتفكريش بالشكل ده ، ٱنا هستغرب لو فكرتي اصلًا 
بصتله بصدمة بعدها علقت بغضب مكبوت : طيب اقفل الكلام بقى لهنا علشان حاليًا مش طيقاك 
سكت شوية بعدها سألها : حاتم قالك إيه قبل ما آجي لعندك ؟ كان واقف معاكِ وبيتكلم .
بصتله بذهول لوهلة بعدها علقت باستفزاز: قال اللي قاله مالكيش فيه .
دوره هو في الصدمة والذهول : يعني إيه ماليش فيه دي ؟ 
همس بإصرار : يعني اسكت دلوقتي واقفل الكلام لهنا .
كان وصل البيت و وقف بعربيته وبصلها : ردي على سؤالي الأول بعدها نقفل الكلام . 
فتحت الباب : اللي عندي قولته بعد إذنك .
سابته ونزلت شبه جري لجوه كان عز منتظرها بتوتر علشان يطمن عليها ومعاه هوليا وسلوى اللي كانت بتستعد للخروج وفاجئهم دخول همس جري و وراها سيف بيوقفها من دراعها : بكلمك فاقفي وردي عليا بأسلوب أحسن من كده . 
همس شدت دراعها : مش هقف ومش هرد ومش هتكلم فسيبني دلوقتي لو سمحت .
سيف باصرار : يعني إيه مش هتقفي ؟ 
عز دخل بينهم : اهدى يا سيف في إيه لكل ده ؟ 
سيف بص لأبوه : حضرتك مش سامع بترد إزاي ؟ 
همس بإصرار : ده الرد اللي عندي ، مشكلتك مع حاتم طلعني براها زي ما طلبت منه هو يخرجني براها إنت كمان طلعني براها. 
سيف زعق : أنا ما دخلتكيش فيها 
قاطعته بغضب : لما كل ما تشوفه بيتكلم كلمة معايا تيجي تتخانق معايا يبقى إنت مطلعني ازاي ؟ هاه ؟ أنا ولا بتكلم معاه ولا بضحك معاه لا هو ولا أي راجل تاني ولا حتى زميل ليا علشان يكون لك حق تقف وتحاسبني بالشكل ده أو تتخانق معايا كده لكن حاتم ده أستاذي وطبيعي جدًا يسألني ٱو يتكلم معايا فسيادتك لو معندكش ثقة فيا إني هعرف أرد واصونك كزوج فدي قصة تانية خالص لكن مش كل ما يتكلم معايا حرف تيجي تقف في وشي كده ، فسيادتك متعصب منه قولتلك اقفل الكلام دلوقتي لحد ما تهدى وتعرف تتكلم لكن هتفضل واقف قصادي تتكلم كلام مالوش لازمة فمش هرد عليك واقفل الكلام لهنا لإني مش حابة ولا ٱقف في وشك ولا ٱرد عليك بالشكل والإسلوب ده ، اقفل الكلام لهنا لو سمحت .
سيف بإصرار : هقفله بس لما تردي عليا وتقوليلي
همس دورت وشها بعيد وهوليا شدت سيف بعيد : أي جزء من جملة اقفل الكلام إنت ما فهمتهاش ؟ اقفل الكلام حالًا وشوف إنت رايح شغلك ولا الجامعة ولا فين ؟ 
حاول ينطق بس عز المرادي زعق فيه : شوف وراك إيه واتفضل من هنا وإياك تنطق حرف زيادة ، اتفضل . 
بصلهم الثلاثة بعدها بص لهمس اللي مدياه ظهرها وانسحب بعدها بصمت ولحظات وسمعوا صوت عربيته هنا همس نطقت : أنا هطلع أوضتي بعد إذنكم .
عز مسك دراعها بحنية : طيب مش هطمنيني عملتي إيه في الامتحان ؟ 
همس ابتسمتله من بين دموعها : الحمدلله كويس يا عمي  ، اطمن حضرتك . 
هوليا سألتها بحب : تحبي تتكلمي عن اللي حصل ولا ؟ 
همس بتفكير للحظات : هو مفيش حاجة حصلت الموضوع ببساطة كان في مسألة رخمة كنت فاكرة نفسي حلاها غلط لما لقيت كل زمايلي حلهم مختلف فعيطت وسيف اتنرفز من عياطي وخصوصًا لما لقى إن حلي هو اللي صح . 
عز عارف إن الموضوع له أبعاد تانية بس محبش يتكلم أكتر من كده واكتفى باللي همس قالته : طيب يا حبيبتي اطلعي ارتاحي شوية وشوفي مادة بكرة وما تشغليش بالك باللي حصل .
سلوى مسكت دراع همس وهي طالعة، وهمس أخدت نفس طويل لأنها واثقة إن حماتها هتلومها وتاخد صف إبنها، فبصتلها منتظرة كلامها. سلوى بصوت هادي: "سيف لو اتنرفز أو زعق فلأنه مش عايزك تظهري ضعيفة قدام زمايلك أو قدام الناس اللي ممكن يشمتوا، سواء فيكِ أو فيه لو تقديرك قل. ده نوع غبي من أنواع الحب، لكن أعتقد سيف رصيده كبير عندك فتعديله غباؤه ده لما يظهر. حاولي تشوفي الموضوع إنه حب غبي شوية، علشان ده ما يأثرش على مذاكرتك أو تركيزك في مادة بكرة. حاولي تعذري نرفزته دي."
همس اتصدمت من كلام حماتها لدرجة إنها معرفتش تنطق. سلوى حاولت تبرر أكتر لما شافت صمت همس: "إنتِ عارفة إنه مش قصده يزعلك، وهتلاقيه بعد شوية بيكلمك أو جاي يصالحك، صح؟ ومش بعيد..."
قاطعتها همس بابتسامة: "أنا مش زعلانة منه... أو لا، زعلانة بس مش الزعل اللي حضرتك تشيلي همه."
بصت للكل وكملت: "صدقوني وقوفكم ده واهتمامكم بيا فرق معايا كتير ورفع معنوياتي للسما. ما تقلقوش عليا، أنا بخير وهطلع أريح شوية زي ما قلتوا، وهذاكر. وبإذن الله محدش هيشمت فينا ولا في أي حد من عيلة الصياد."
سلوى ربتت على شعرها بحب: "ربنا يوفقك."
همس أمنت على كلامها وابتسمت، لكن قبل ما تطلع، سلوى وقفتها: "همس، إنتِ عارفة إني بحبك، صح؟"
همس بصت لها باستغراب وكل اللي حواليها بصلها بنفس الاستغراب. همس بهزار: "حماتي، إنتِ كويسة؟"
سلوى ابتسمت، وهوليا علقت: "تلاقيها عيانة. إنتِ عيانة يا سلوى؟"
سلوى تجاهلت كلام هوليا وركزت مع همس: "أنا أه بختلف معاكِ، ويمكن برخم عليكِ، بس ده مالوش علاقة أبدًا بحبي ليكِ. ومعرفش هتصدقيني ولا لأ، بس حبيتك من أول مرة شفت صورتك فيها مع سيف."
سكتت لحظة وكملت: "سيف كان لسه مرتبط بـ..." محبتش تجيب سيرة شذى، بس الكل فهم قصدها. كملت كلامها: "وراني صوركم مع بعض وحبيتك وقتها. وما ترددتش لما قال إنه عايز يخطبك. أه بختلف معاكِ، وأه ممكن ما يعجبنيش تصرف منك، وهنتخانق كتير، لكن عايزاكِ تبقي واثقة إنك زي آية وسيف عندي. غلاوتك زي غلاوتهم. خناقي مش معناه كرهي ليكِ، أنا بحبك وعايزاكِ تكملي مع سيف العمر كله."
عز علق بدهشة: "إيه مناسبة الكلام ده كله؟ سلوى، إنتِ بخير؟"
سلوى بصت له، وبعدها لهوليا: "عايزاها تعرف إني بحبها، وإن خلافي معاها في وجهات نظر مش كره."
بصت لهوليا وكملت: "أنا مش بكرهها زي ما حاولتي تقولي لإبني. أنا بحب عيلتي، بحب جوزي، وعيالي، ومرات إبني."
همس استغربت كلامها، وفضولها كان عايز يفهم ليه حماتها بتقول كده، وليه عيونها فيها دموع. لكن قررت تسكت دلوقتي. مسكت إيد سلوى بابتسامة: "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. عارفة إننا مختلفين وهنتصادم كتير، بس عمري ما حسيت إنك بتكرهيني. (بابتسامة) آه، حسستيني إني مش لايقة لعيلتكم، بس كره لا."
سلوى ابتسمت بحزن: "إنتِ أجمل حاجة حصلت في حياة سيف، بس سامحيني لما أتدخل من وقت للتاني وأضايقك. اتفقنا؟"
همس بحب: "اتفقنا."
طلعت همس أوضتها تذاكر، وفي آلاف الاسئلة في دماغها بس مين ممكن يجاوبها ؟

تعليقات