رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الاول1بقلم تسنيم محمود
دلف مكتبها ليجدها فى اندماج تام .. ترتدي نظاراتها وزي العمل الرسمي ويبدو عليها الإهتمام بمجالها الذي سوف يؤدي بها إلى عالم آخر ... كما تتوقع، ولكنها لا تعلم أن للقدر وأن لذاك التنين والأيام القادمة أراء أخرى ... فهلا ستستطيعين الصمود أمام عواصف التنين أم ستغرقين وتذهبي لمنحدر وعالم صخري ليس عالمك يا أختاه فهو عالم ليس منه عودة؟
جلس متكئا بإحدى ارجله على المكتب أمامها وأمسك قلم رصاص يلعب به لعلها تشعر بوجوده
أخيرا تأكدت من أن احساسها بوجوده، نعم تأكدت الأن انه ليس حلم اليقظة أو ليس من تخيلات الاشتياق
رفعت وجهها لتجده مبتسم باستفزاز
عقدت حاجبيها من وجهته تلك: مالك ياسطااا؟ شايل طاجن ستك ليه؟؟
أيهم بقرف: شايل طاجن ستي؟؟. جاتك القرف يا شيخه غوري .. وايه النضارة دي؟
غزل بضحك: ايه مش عجباك؟ دي بعااااااشرة جنيه مصري
أيهم بصدمة: نعم؟؟! بع... ايه؟
غزل ابتسمت بأمل بسيط: اه ياعم والله .. المهم انت جاي الشركة عشان تشوفني؟
أيهم بدون إدراك لمشاعرها التي ذبلت فى انتظاره .. ولكن لحظة.... هل هو حقا لا يدرك شيئا كهذا؟ لا يا سادة فأنه يعلم مشاعرها تجاهه جيدا ولكن لا يعلم لما يود ابعادها عنه لتلك الدرجة: لأ !
احُبطت وتدمر الأمل الذي بقي لها .. أو بمعنى أوضح الحبل الذي تتشبث به معلقه عليه أملها به يكاد ينقطع... فكيف يولد الأمل في قلبها اللعين مع كل لحظة .. لمعت بعيونها دموع من لؤلؤ فرفعت عيناها محاوله اخفاءهم.. ابتسمت ابتسامة مصطنعه شعر هو بها ولكن الصمت حليفه دائما: اومال؟
أيهم: عادي ملان شويه .. وكنت عايز سامر فى موضوع بس عنده اجتماع
غزل بضحك فهي لن تفقد الأمل فيه مهما كان الأمر مكلفا .. فيكفي أنها تشعر معه بأمان: وجاي تتسلى عليا حضرتك؟
أيهم بلامبالاة: عندك مانع؟
غزل: لا يا باشا انا اقدر برضو؟
أيهم بجدية وصوت هادى: غزل ما تجيبي بوسه؟
شهقت غزل بصدمة وبرقت عنيها عقلها مش مقتنع بكلامه .. مصدومه وعقلها واقف عن انه يفكر: هاااه؟
انفجر أيهم ضاحك واتجه نحو الباب مستعدا للخروج: وشك ضرب الوان الطيف يا مجنونه .. كان بيده قلم رصاص فألقاه باتجاه المكتب سقط بداخل المقلمة، لبس نظارته وخرج: سلام
غزل قعدت مكانها بتتأمل طيفه ببلاهة وفمها يكاد يقبل الأرض .. ثم ظلت توزع انظارها بين القلم الذي يتلألأ بداخل المقلمة وبين الباب الذي خرج منه وجعل حاجز بينها وبين حبيبها القاسي .. ذو القلب الصخري
سامر بغضب بيكلم السكرتيره وهو داخل مكتبه: فوقي لنفسك يا ماما .. انجزي شوفي شغلك
السكرتيره برعب ودموعها أوشكت على الهبوط: أمرك يا باشا
سامر دخل المكتب بيلعن فى نفسه ومتضايق .. وجد أيهم يجلس على الكرسي المواجه لمكتبه يضع قدم على الأخرى
خلع جاكيته وهو ينفخ بحنق ... حدف تليفونه على المكتب ... وكان أيهم يتأمله برفعه حاجب
سامر بضيق: ايه اللي جايبك؟
أيهم بصدمة مصطنعه: بتطردني يا بيبي؟؟
سامر بحنق وضيق شديد: أيهم بجد مش ناقصك ..
أيهم سكت لأنه لا يحب أن يضايقه أحد عندما يكون على تلك الحالة؛ فصمت ليتركه يهدأ ويحسم أموره
مرت بضع دقائق وسامر دافن رأسه بين يديه سوف ينفجر رأسه من التفكير والضيق الشديد الذي بداخله
أيهم بصوت هادى: مالك يا سامر؟؟
سامر رفع رأسه وبصله كتير وجواه ألف سؤال وسؤال ازاي عنده قوة التحمل دي... ازاي بيقدر طول الوقت يهزر حتى لو جواه حزن يكفي بلاد؟. ازاي بيقدر يكتم فى نفسه كل حاجه كده؟
أيهم ابتسمله: مبرق فيا كده ليه؟!
سامر رجع شعره اللي نازل على عيونه قائلا بسخرية: معجب
انفجر أيهم ضاحك: حبيبي يا سمسيمو معايا انت ع الخط
سامر اتنهد ورجع بضهره لورا واغمض عيناه بألم ووجع: لما نشوف آخرة خطوطك انت هتوصلنا لفين؟
أيهم ضحك ونفخ دخان السجارة: الجحيم طبعا؟!.. تاخد نفس؟
احمرت عيني سامر بحمرة الغضب: غور يا أيهم من وشي احسنلك
غمس عقب السجارة ف الطفاية والتفت له قائلا بجدية: مالك يا سامر؟!
سامر اتنهد: العادي .. قرفت من حياتنا اللي مفهاش غير خناق خناق خناق أربعة وعشرين ساعة... هي بقت حاجه مقرفه ومش عايشه غير فى دور الأم ... مش حاسه بيا ابدا كأني مش موجود.. مبقتش شذا اللي حبيتها زمان، مبتعرفش تشوف وشي غير لما تتخانق معايا وكلمة طلقني طلقني على لسانها كأنها لبانه، تعبت منها بجد نفسي لو اس....
قاطعه أيهم المصدوم بجانبه، وهو يشير له بتحذير: اوعى تنطقها اوعى
سامر بزهق: قرفت قرفت.. بيتنا مبقاش فيه الفرحة وضحكتها الحلوة اللي بتملى عليا بيها دنيتي .. مبقاش فيه يا أيهم .. دي من كتر الشك ما كبر عندها بتقوم بالليل تشوفني نايم جنبها ولا لأ .. عارف يعنى..
قطع كلامه دقات على الباب ودخول السكرتيره قائله: مسيو سامر!؟
سامر بضيق: نعم
السكرتيره: ان... أنا ساعات عملي خلصت
سامر بصلها جامد ورفع حاجبه باستنكار: هو حضرتك خلصتي شغلك عشان تحاسبيني على ساعات عملك؟!
كان أيهم يحاول كبت ضحكاته بصعوبة بالغة وهو ينظر لشاشة هاتفه
السكرتيره: ب.. بس انا
سامر وقف من مكانه بغضب يتطاير من عيونه: بصي يا حلوة جايه تشتغلي يبقى تحترمي المكان اللي موجوده فيه.. مش تهزري مع ده وتضكي مع ده وهئ ومئ ، انتي جايه تشتغلي ف شركة محترمه انتي فاهمه؟؟..
وقف أيهم قائلا بعد تنهيدة طويله: سامر.. خلصوا خناق مع بعض براحتكم.. واضبط أمورك يا برنس !
سامر بغضب: لا الاستاذه خلصت، اتفضلي كملي شغلك مفيش مشيان.. اطلعي برا
السكرتيره عنيها دمعت: أمرك... بعد إذنك
أيهم بذهول: يابني ايه اللي حصلك؟!.. وانت مالك بيها اصلا تكلم ده ولا تضحك مع ده انت مالك؟.. ثم مرر الحديث على عقله الذي سوف ينفجر من غباء سامر: لالا مش ممكن .. وكان يحدثه بنبرة تحذيرية: سامر انت مخدوع فى وشها البريء دي آخرها اخدها لشقه مفروشة !
اترمى سامر بجسمه على كرسي مكتبه بتعب وإرهاق وهذلان .. واغمض عيناه بقوة: لا انت اللي غلط وحكمك عليها المرادي غلط يا أيهم.. أنا اه بتكلم معاك وبقتنع برأيك دايما إنما المره دي لأ وألف لأ
كانت صدمات تسكب فوق أيهم وكأنها دلو من المياه المثلجة وهو يقف يحدق النظر بسامر وعيناه متسعه على آخرها: سامر انت اتجننت؟..
سامر بهدوء مميت: لا أنا فى كامل وعيي
أيهم بذهول وصدمة حليفة ثنايا وجهه: انت بجد مش طبيعي.. بتدافع عن دي علشان خاطر ايه؟. حبيبي انت ومراتك بتعشقوا بعض فليه عايز تبني حواجز انت مش ادها؟ مش من أول مشكلة هتهرب يا سامر... اوك تصرفاتها اتغيرت شويه يمكن كتير ده على حسب كلامك بس عادي احتويها يا سامر، جايز يا اخي تكون في حاجه ضايقتها منك فبتوريك انك غلطت بس بطريقه توجعك.. طب دا انت استحملت عذاب .. قعدت تحبها 12 سنة بحالهم وانت مبسوط وعمرك ما اشتكيت وكنت بتحارب علشانها ايه اللي غيرك؟؟... معداش على جوازكم غير كام سنه يا سامر وأولادكم لسه صغيرين... بالذمة الحب ده كله .. حب 12 سنة يتهدم فى ساعة شيطان منك؟.. وحتى لو .. هي دي اللي تبصلها؟؟!
سامر بصله جامد وانفجر فيه: بذمتك انت شايفني بهرب؟ انت اللي بتتكلم عن الهروب؟؟
أيهم بغموض: خليك يا سامر تقارن نفسك بحد هو مش عجباه نفسه اصلا... انت بتتكلم معايا ليه لما انت شايف انك صح؟
سامر سكت لأنه عارف ان أيهم كل كلامه صح
أيهم بسخرية: معندكش جواب مش كده؟؟ عايز تهدم بيتك بإيدك عشان واحده متسواش؟ نزلت كام دمعه حنيت؟ أنا أول حاجه بعلمها للعيال اقصد تلامذتي انهم يعلقوا مشاعرهم وعواطفهم دي ع الشماعه، خليك كده لحد ما ترجع تقول ياريت اللي جرا ما كان .. بص لعيالك ومراتك اللي بتحبك يا سامر متدمرش نفسك وبيتك عشان طيش .. وإياك تفكر تبصلي،.. انا عارف اني مقصر واوي كمان بس انا مش مسؤول من أسرة وبيت وزوجة وأطفال .. بص لبيتك اللي بنيته انت وهيا بحبكم قبل ما يفوت الأوان !
سامر كان بيسمعله والغضب يتأكله ويود قتله هل يعقد ذاك التنين مساواة بينه وبين تلاميذه الحمقى كما يسميهم؟ فقال بصوت يشبه فحيح الأفاعي: أيهم انت بتساوي بيني وبين عيالك؟؟
أيهم ببرود: لأ يا معلم انا بقولك اللي بيحصل في حالتك دي
سامر بغضب: انا مش مقتنع بكلامك ده
أيهم بتهكم واضح وبرود صاعقي: براحتك ما تقتنعش بس متجيش ندمان وتقول انا اللي ضيعتها من ايدي
وخرج ليدق هاتفه: وعليكم السلام
حمزة: جبت اللاب؟
أيهم بتذكر: اوووف سوري سوري يا حمزة نسيتك وربنا
حمزة بغيظ وغضب: يا متخلف ليك كام ساعة هنا؟
أيهم بضيق لتذكره حديث سامر وغباؤه وتمنى ان لو كان بيده سيف لكان شق به رقبته وفصلها عن باقي أعضاء جسده: قعدت اتكلم مع سامر زفت ونسيت نفسي... هو فى العربية هنزل اجيبهولك
حمزة: طيب... متتأخرش
أيهم: اوك سلام.. قفل مع حمزة ونزل بسرعة البرق ليجلب اللابتوب ولكن وقف حينما اصتدم بها ففر الورق الذي كانت تحمله
غزل بتهليل: يادي الفقر... منك لله يا شهد ياختاااااي
أيهم: آسف آسف
غزل: ياعم آسف على ايه؟.. دول شويه ورق بس هتعلق علشان خاطر سواد عنيهم
أيهم ضرب على وشه بنفاذ صبر: ابعدي يا طفلة عن وشي الساعة دي.. غزل شوحت بايدها بلامبالاة وقعدت على الأرض تلم الورق: يعنى اصوت ولا اجيب ناس شارعنا يصوتوا معايا؟! يارب الصبر من عندك ... حتى مر القليل من الوقت وصدح رنين هاتفها فأجابت بنبرة أمل: وعليكم السلام
المتصل: تمام يا بشمهندسه تقدري تيجي
غزل بسعادة بالغة: شكرا ياعم محسن ربنا يبارك فيك يارب
محسن ابتسم بحب وحنان أبوي: طيب يابنتي انا مضطر أقفل دلوقتي ولما تنوى تيجي، كلميني
غزل بفرحة عارمه: ماشي يا ميمو يا قمر انت .. سلام عليكم
كانت تتحدث بكل تلقائية لم تنتبه ابدا لذاك الذي يقف خلفها وتتطاير شرارات الغضب من بين جفونه
اعتدلت وهي تتنهد بسعادة تغمر قلبها: الحمد لله .. الحمد ل.... وجدت أيهم يقف مثل الجبل الصامد وعيناه بدق شرار ..
غزل بصتله مستنياه يتكلم ولكن حدث عكس توقعاتها،، تركها وغادر وكأن شيئا لم يكن ..! ولكن لما هو متضايق هكذا؟؟
حمزة: يابني كل ده؟
أيهم: اللاب اهو... بس عايز منك خدمة
حمزة رفع حاجبه: ومن امتى المقدمات الطلاليه دي؟
أيهم ضحك: عايز تقول انك مش متعود عليا محترم
حمزة ابتسم بحب لأخيه المجنون: بطل جنان
أيهم بضحك: مقدرش أعيش من غيره اصلا ..
حمزة: انجز يالا عايز ايه؟؟
أيهم بصوت واطي جدا: عايز عربيتك
حمزة بحاجب مرفوع: نعم؟
أيهم برجاء: بليييز يا حمزة بليييز
حمزة: عايزها ليه؟ فين عربيتك؟؟
أيهم ابتسم ابتسامة خبيثة: أصلها حلوة وداخله مزاجي
حمزة باستنكار ورفع حاجبه: لا دخلت عليا
أيهم: حمزة انجز والنبي
حمزة وقد كان صبره نفذ: لا إله إلا الله... خدها يا أيهم وغور من وشي
أيهم بفرحة غامرة باسه من خده: تشكر يا معلم .. سلاموز
دقت السكرتيره الباب
حمزة: ادخل
السكرتيره: حمزة باشا بشمهندسه غزل عاوزه تدخل لحضرتك
حمزة بص لأيهم وابتسم ابتسامة جانبية تتراقص على شفتاه: خليها تدخل
غزل بفرحة ولكنها تبدلت حينما وجدت أيهم أمامها فابتلعت ريقها بصعوبة: احم حمزة بيه ممكن اروح دلوقتي؟
حمزة باستغراب: ليه يا بشمهندسه؟؟!
غزل بتوتر: معلش مشوار ضروري أوعدك بكره هعوضهم
حمزة: اوك تقدري تتفلضي
غزل بسعادة بالغة: بجد شكرا جدا جدا لحضرتك
أيهم واقف هيولع من الغيظ والغيره..: أنا ماشي يا حمزة؛ عايز حاجه؟
حمزة حدفله مفاتيح سيارته.. أيهم ضحك: ميرسي يا قلبي ... كانت هي تود قتله لعدم اهتمامه بها وتجاهله لها بتلك الطريقة
بصلها بنصف عينه وابتسم وهو ينزل نظارته
..........
غزل روحت بسرعة مبسوطه جدا جدا
غزل بصوت عالي: شااااااااهد .. أسر تعااااالو
أسر (ابن أختها): فى ايه يا مجنونه؟
شهد بصدمة: مالك يا هبله؟؟
غزل بسعادة تغمر قلبها: عم محسن لقي شقه
شهد بسعادة بالغة: بجد .. ربنا يجبر بخاطرك ياعم محسن
أسر: الف مبروووك ياختي .. افتكرتها حاجه عدله
غزل بهدوء: أسر حبيبي هيكون عندك فرصة أحسن تشترك فى نوادي كبيره وحياتنا الحمد لله أولا وأخيرا هتكون أفضل
أسر بحزن: تفتكري؟
شهد بتفاؤل: طبعا يا حبيبي
أسر: طيب وقالك هنروح نشوفها امتى؟؟
غزل: قال وقت ما تحبوا
أسر: فيها سكان العمارة دي؟
غزل ابتسمت: ايوا الشقة أصحابها لسه سايبينها
أسر: خلاص نتغدى اجهزي ونروح على طول .. اوك؟
غزل: اشطاات
اتغدوا مع بعض وكانوا مبسوطين وعندهم أمل انهم يعيشوا حياة أفضل على الأقل شهد تقدر تبعد ابنها عن أصحاب السوء اللي اتعرف عليهم فى ظروف الحياة
........
بعد مرور بعض الوقت
في فيلا العسيلي
دلف لغرفته يقتله التعب والإرهاق الشديد ليجدها تجلس تنتظره بنعاس وعنيها مقفوله ترتدي هوت شورت جينز وبلوزة كات باللون البينك طفولية تزينها رسومات كرتونية مضحكة وشعرها ترفعه على هيئة كعكات من الأمام وعلى قدميها طبق من الفراولة
قرب منها بحب وعشق وصل حد النخاع قائلا بهمس يشبه اسمها: همستي
همس: روح قلب همستك
حمزة بحب: مساء جميل بطعم الفراولة
همس بابتسامة يغلب عليها النوم العميق: مساء كل حاجه حلوه .. وحطت فى بؤه فراولة
حمزة ضحك: انتي نايمه خالص كده ليه؟؟
همس بنعاس: ما أنا صاحيه اهو
حمزة: اومال لو نايمه كنتي عملتي فيا ايه؟؟!
همس بنعاس: ه.. هو .. انا عملت حاجه؟
حمزة ضحك جامد: لا يا روحي انتي بريئه مش بتعملي حاجه ... إنما هو انا مقولتلكيش النهاردا ايه الجمال ده؟
همس بزعل طفولي: تؤتؤ ولا عبرتني
حمزة ضحك وضمها لحضنه: وحش انا .. انتي جميله اوي جميله زي أول مره شفتك فيها وخطفتي قلبي .. بحبك اوي
همس بنوم: بموت فيك يا حمزة
جعلها تنام ثم حمالها ليضعها على السرير ولكن تشبثت بحضنه كأبنته المدلله .. ابتسم وغلبه النوم هو الآخر
.........
أسر بغضب: بت يا غزل يلا هنتأخر على الراجل
غزل بتلبس الشوذ وبتبصله بغيظ: طيب يالا اديني جايه
شهد بضحك: ربنا يكرمكم يا هبل
أسر بصله بتكشيرة: ادعي انتي بس
شهد بحب: دعيالك يا حبيب أمك ... يلا روحوا
ركبوا تاكسي حتى وصلوا لمنطقة راقيه وهادئه جدا
أسر بصدمة: نهارك اسود احنا هنعيش هنا؟؟
غزل بهدوء: انت دلوقتي مخلص ايه؟
أسر بعدم فهم: هندسة؟!
غزل: طيب يا حبيبي يعني نقدر نعيش كويس الحمد لله... أنا وأنت وشهد مرتباتنا كلنا مع بعض
أسر: بحبك اوي يابت يا غزل رغم انك هبلة وعبيطه بس مش عارف اهو بحبك لله فى لله كده
غزل بغرور: طبعا يا برنس انا عارفه اني حلوة واتحب
أسر برفعه حاجب: حوش حوش التواضع اللي بينقط منك بس
غزل لكزته فى دراعه: بس اسكت الراجل جاي
أسر حط ايده على دراعه بألم مصطنع: يكش ايدك تتقطع يا شيخه
عم محسن: السلام عليكم .. ومد ايده يسلم
أسر سلم عليه بابتسامة: وعليكم السلام أخبار حضرتك ايه؟
عم محسن: بخير يابني الحمد لله على النعمه .. ازيك يا بشمهندسه
غزل بابتسامة هادئة: الحمد لله يا راجل يا طيب
عم محسن ضحك: طيب يا بكاشه يلا بينا؟؟
أسر: اه يلا...... طلعوا الشقه وشافوها ركن ركن.. فكانت مساحتها جيده للغاية أفضل بمراحل من بيتهم القديم الذي كانت جدرانه عباره عن شروخ والرشح بكل مكان وحياتهم به متعبه جدا
محسن: هاا يابني عجبتكم؟
غزل بذهول: طبعا ياعم محسن دي جميلة اوي
أسر: خلاص كده حضرتك جهز العقود وانا هجيب لحضرتك الفلوس ونمضي
محسن: ربنا يديكوا خيرها ويكفيوا شرها يابني ... دق هاتف غزل فخرجت بعيدا لتترك لأسر وعم محسن مساحة الحديث .... فالتقت به على السلم يصعد لشقته التي هي مقابل لسكنهم الجديد
تعلقت عيناه بها وعيناه لا تستطيع مقاومة سحر عيونها البنية الواسعة ذات الرموش الكثيفه والرسمة التي شعر وكأنه لعنه واصابته .. ظل ينظر لها بعدم وعي بعدم إدراك بعدم حساب ... وكأنه لو كانت النظرات تحرق الفرد لكانت احترقت بنيرانها
غزل بحدة: في ايه يا أستاذ؟؟!
كارم باحراج: آسف لو ازعجتك .. مكنتش اقصد .. سكان جديد بالعمارة؟؟
لم تجيب غزل وانطلقت للداخل سريعا تأخذ نفسها بصعوبة ويعلوا صدرها ويهبط بشدة .. وهي لا تفهم سبب حالتها هذه
أسر: مين ده ياعم محسن؟؟
عم محسن بابتسامة: تعال يا كارم يابني.. دول هيكونوا جيرانك فى العمارة .. بشمهندس أسر وبشمهندسه غزل... كارم ساكن فى العمارة هنا من سبع سنين يابني وهو راجل محترم مشفتش منه إلا كل خير والكلمة الطيبه
كارم بابتسامة: تشرفت بمعرفتكم .. عن اذنكم
اتفق الطرفين على سعر الشقه واستعدت غزل واختها وابن أختها لتوديع البيت الذي جلسوا فيه أطول فترات حياتهم ... ولكن لا تعلم لما بداخلها كل هذا الاضطراب والفزع منذ مقابلة ذاك الذي يدعى كارم ... دقات قلبها منذ ذاك اليوم غير طبيعيه.... نفضت تلك الأفكار من مخيلتها وقامت لتؤدي فريضتها وتقرأ وردها اليومي وكانت تود مهاتفة معشوقها وحبيبها القاسي ولكن لحت عليها روحها وكرامتها فلم تحدثه، ولكن هل يخضع لها ذاك الأحمق الصغير؟ لا محالة ... فارسلت رسالة؛ ولكن كان رده صادم بالنسبة لها ( عايزه ايه )
حزنت للغاية واغرورقت عيناها بالدموع ... ومن ثم استسلمت للنوم ولأحلامها التي في كل مره ما تحلم ان يقول لها التنين أحبك وهي مثل الغريق الغبي تتعلق بقشه أحلامها ... فمن شدة حبها له تحلم به ليلا ونهارا .... وهو لم يجبر بخاطرها يوما ليقول لها أحبكك يا غزالتي !!
........
في مكان ما نجد شاب وسيم للغاية طويل القامة ذو جسم رياضي، عينان لونها غريب جدا خضارها ليس بطبيعي .. يشبه الزرع الأخضر عند نضوجه... كان يمدد على سريره، يفكر بها وبعيناها التي قلبت كيانه .. رقتها التي سحرت ما تبقى من عقله .. جمالها ليس طبيعي... فهو رأى فتيات أجمل منها بكثير ولكن تلك الفتاة سحرته وسلبت قلبه وعقله.. سرقت عضو النبض الضعيف !
اعتدل في جلسته ونظر لنفسه بالمرأة: هو اللي أنا حاسه ده طبيعي؟؟!.. ايه ده؟ معقول تكون قدرت تسيطر عليا للدرجة دي من لقاء واحد؟ لالا ده مش طبيعي .. حبها ده لعنة وركبتني... ياربي
....
من هو كارم؟.. وهل ستستسلم وتخضع له أم سيكون للتنين والقدر رأي أخر؟