رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل العاشر10بقلم تسنيم محمود


رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل العاشر10بقلم تسنيم محمود



#رواية_عصافير_الغرام 
#نوفيلا_بينما_يعشق_التنين 
#الجزء_2 
#الفصل_العاشر 
لتهب من نومها فزعه وتعود أدراجها إلى واقعها الأليم؛ قلبت أنظارها في هذه الغرفة ليطمئن قلبها من عدم وجوده بعد أن استيقظت تصرخ بإسم حبيبها القاسي 
........... 
في فيلا العسيلي
حمزة: هتفضل ع الحال ده كتير؟ 
أيهم: انت تعرف عني كده برضو يا زومي؟ لو انا هفضل كده مين مزاجه هيتشقلب كل شويه؟ 
حمزة: سيادتك بتهرب بالكلام؟ 
أيهم بمكر: حاشا لله؟ 
حمزة وقد ضاق صدره من عجرفة أخيه: بطل ترد عليا سؤال بسؤال؟ مالك؟ 
أيهم بتنهيدة: حمزة انت شايف اني فرطت في غزل؟ 
حمزة بترقب لما سيسمعه منه: ايه لازمة السؤال ده دلوقتي؟ 
أيهم بحرقه: بالله رد عليا انا للدرجة دي كنت خاين؟ علشان أكون من وجهة نظر كل واحد فيكم غلطان؟ 
بقي حمزة يطالع نظرات أخيه ويتأمله بعطف نجح في جعله يتلألأ سريعا من نظراته حتى لا يصاب أيهم بالجنون أكثر من ذلك: انت شايف نفسك غلطان يا أيهم؟
نظر أيهم لأخيه مطولا ثم ابتعد عنه فكان يعطيه ظهره ودموعه مانعها من النزول بصعوبة: معنديش إجابة؛ معنديش مبرر احكم بيه على نفسي انا غلطان ولا لأ 
عقد حمزة حاجبيه باستغراب: تقصد ايه؟ 
أيهم: لو انت اللي في الموقف ده يا حمزة؟؟ 
تنفس حمزة بقوة ثم أردف قائلا بهدوء فهو علم غاية أخيه من سؤاله ذاك: مكنتش هسيب اللي بحبها؛ كنت هعمل المستحيل عشان اتجوزها ونعيش انا وهي ان شالله في كوخ.. كنت هبقى عايز اقضي الساعة اللي بقيالي من عمري وانا وهي مع بعض؛ وانا في حضنها مش في حضن العاهرات كل واحده شويه؟؟ 
هكذا علم أيهم رد أخيه فلم يستطيع الصمود والسيطرة على نفسه أكثر فهبطت دمعه خائنة من بين جفونه: يعني انا غلطان صح كده؟! 
حمزة: أبدا ملومتكش؟ مقولتش انك فرطت ولا انك غلطان؟ 
أيهم ابتسم بوجع ونبرة الحرقة ملئت صوته: عمري كنت خاين يا حمزة؟! حتى لو فيا كل العبر انا من امتى بخون أو بخذل حد .. ما بالك دي انا بحبها؟ 
حمزة: اقنعني يا أيهم.. متسبنيش معلق كده مش فاهم منك حاجه غير كلامك اللي بالالغاز ده؟؟ بتحبها فبتبعدها عنك ليه؟ وياريته اي بعد كان في أمل ترجعوا ولما تتصالحوا هتقولوا سوء تفاهم إنما انت سيبتها يا أيهم وهي هتتجوز؛ كنت عارف إنها تحت ضغط وهي يئست اكيد 
أيهم هنا انفجر ومعدتش قادر يقف ثابت فسمح لدموعه تنزل: عارف ليه؟ عشان كان بيني وبين الموت خطوة؛ شوفت الموت بعنيا وانا في روسيا .. مهمة عارفها صعبة واحتمال الرجوع منها 3% فهمني اروح اقولها ايه؟ اقولها اني رايح للموت وسوري عايزك تفضلي متعلقه بيا مش كده؟ في بداية تعرفي عليها كنت ببعدها بشتى الطرق عشان عارف طبيعة شغلي هتكون ازاي وفي أي وقت جايبينلها جثة جوزها على نقاله يبقى موقفها هيكون ازاي؟! بحبها وبخاف الشوكة تجرحها فتخيل اروح اقولها اني مش راجع .. لقيتها الحمد لله جايه بتقولي عريس متقدملي.. بالنسبالي كنت هموت وانا مرتاح أنها هتكون في أمان مع اللي هتبقى مراته؛ ولما رجعت لقيتها اتجوزت يعني خلاص حتى اني ابصلها ده لو أعرف مكانها هيكون ممنوع؛ متعودتش اشوف حاجه في ايد غيري واكون طمعان فيها بس هي البنت ولا ههه المدام اللي كنت بحبها بقت لحد تاني 
كان يسمعه بانتباه شديد متألما بصمت مثله تماما .. مقدر تعبه وموقفه أو بالأحرى فزع من قوله مهمة لروسيا فهو بالطبع يعلم أن الذهاب إليها بلا عوده؛ 
جلس أيهم على الأرض بانهيار تام ووجع لا مثيل له واسند ظهره على الكنبة التي بجوار السرير: عارف اتجوزت مين يا حمزة؟ 
حمزة بتوجس: مين؟ 
قهقه أيهم وضحك بجنون ودموعه مازالت لم تكف عن النزول: جاسوس إسرائيلي 
صعق حمزة من قوة الصدمة فحدقت عيونه على أخرهم فهز رأسه بنفي أو ليعي بما يتفوه أخيه الذي حسبه جن جنونه وهذا مجرد تخبيط في الحلل كما يقولون: احم أيهم انت.... 
أيهم بمقاطعة وضحك هستيري: اي؟ فاكرني اتجننت؟؟ دي الحقيقة..؛ 
صمت أحاط بكلاهما لمدة ليست بقصيرة بالمره .. فحمزة لم يستوعب الصدمة حتى الآن وأيهم مكانه على الأرض ينظر للفراغ بشرود وبيده سيجارة يتنفس دخانها بجنون 
فاق من الصدمة فنظر لأخيه وقام بسحب السيجارة من يده بغضب: قوم كده بصلي 
أيهم بشرود: اها .. 
حمزة: هتعمل ايه؟؟ 
أيهم بلامبالاة: هلعب باليه؟؟ في الشنزليزيه؟. 
حمزة بعدم اكتراث لكلامه السخيف: كلفوك ترجعها؟؟ 
أيهم بضحك: لا يا معلم... تايمة؛ احم سوري مدام غزل مش هي المطلوب بالنسبالهم نهائيا 
حمزة بعدم فهم: وضح؟ 
أيهم ابتسم: شنطة دبلوماسية..! 
حمزة بصدمة: هتفرط كمان مره؟؟ 
أيهم شاور عليه: شوفت بقى؟ أهي الكلمة دي مستنيها منك من ساعة ما دخلت 
ضربه حمزة على كتفه بخفة ثم هتف عندما أسعفه ذكاؤه: مكنتش اقصد على المره دي؟! 
أيهم بنفس الذكاء: ولا انا قصدي على المره دي؟! 
ضحك حمزة بخفة فهو يعلم أن أخيه لا يقل قدرا عن ذكاءه فها قد استشف ما كان يقصده فحمحم بهدوء وهو يهتف متسائلا: دي غزل يا أيهم؟ حتى لو اتجوزت جوازهم اصلا لا يجوز 
قهقه أيهم بصخب: وايه اللي يمنع إنها بقت مش بنت؟! 
حمزة بذهول: انت متخلف يابني؟! ايه اللي فيها مدام لسه بتحبها؟ 
أيهم بإنفجار ودموعه نزلت: معتش قادر استحمل كم الضغط اللي انا فيه يا حمزة؛ ومش حتى اللي اتعلق بيها واحبها للدرجة دي اتجوزها بعد ما كانت متجوزه؛ انا سهل عندي أضحي بأي شيء حتى حياتي؛ انا لحد فترة قريبة كنت مستغني عنها ومش فارق معايا هرجع أو لأ إنما من وقت ما اعترفت أدام نفسي قبل أي حد اني بحبها بقيت عايزها وحابب حياتي لكن هي مقدرش أضحي بيها وف نفس الوقت مش قادر ارجع احبها زي الأول واشوف من جنب تاني أني ممكن ادي لنفسي فرصة لا مش قادر؛ مش شايفها غير أنها اتجوزت وبس 
حمزة أخده في حضنه جامد وهو بيتنفس بسرعة وضربات قلبه ابتدت تقل شويه شويه: غزل مؤمنه يا أيهم وإنسانه كويسه جدا؛ فأكيد مسلمتلوش لما عرفت انه يهودي ميجوزش ليها؟ 
أيهم بعد وبصله بعيون كلها دموع وحزن عميق: مش ده لو كان قالها اصلا؟! 
ذهل حمزة من كلامه فرد مستفهما: ازاي؟ هم مش حاليا في إسرائيل؟ 
أيهم بنفي: إسبانيا 
............. 
بإسبانيا 
جلست على الكرسي الهزاز لتهدأ قليلا قبل أن تنفجر رأسها من التفكير المستمر 
سيراج: هارفي؛ فلتهدأي؟! 
هارفي بجنون: ماذا أصابكم؟ هل جن أبي ليجعل إيثان يأخذ الجنسية الإسرائيلية؟! كيف سمحتوا له بشيء كهذا؟؟
سيراج بضيق من هذه المتعجرفة: انصتِ إليّ هارفي؛ هذا إيثان ليس لكي القدرة على خوض معركة معه لأنك حتما ستخرجين خاسرة؛ وضابط كفء كهذا ليس لدينا القدرة على منعه من فعل شيء 
هارفي: فليكن قتله هو الحل الأسلم إذا 
سيراج: افعلِ ما تشائين ولكن تذكرِ بأنك من خسرتيه 
هارفي مستنكره حديثه: أ جننت يا هذا؟ بما تهذي؟؟ 
سيراج: ألم تكونِ انتِ من خطفتي الطفل؟ وأعاده مستشار إبليس؟ كما أخبرتك؟. 
............ 
بعد مرور القليل من الوقت 
كان يجلس في مكتبه بالفيلا يعمل على مشروع جديد أبى ان يعطي أحدهم خبره فهو لم يعد يتحمل تصحيح أخطاء الكل 
دلفت أنثاه المدلله تنظر له وهي تمط شفتاها بانزعاج: حمزة؟؟.. لا يوجد رد 
ترجلت إليه تمسح على خده باستغراب ثم هتفت برفق: بيبي مالك؟ 
رفع حمزة أنظاره نحوها بابتسامة بعد أن افاقته حركاتها البريئة: مالك حبيبي؟ ايه اللي مضايقك؟ 
حمزة: مفيش يا قلبي 
همس باصرار: بجد مالك؟ فيك ايه؟؟ 
حمزة بهدوء: اقعدي هخلص الورق ده ونتكلم براحتنا 
همس وهي تبلع اللعاب الذي يحواه ثغرها بصعوبة: احم؛ طب انت رايق؟؟ 
تأملها حمزة بنظرات سريعة حتى فهم إنها تريد شيء ما: احكي يا أرسيليا؛ قولي على طول؟؟ 
همس باندفاع: ان.. أنا قررت ! 
قطع كلامها ظهور علامات استفهام كبيرة ارتسمت على ثنياته ليفهم ماذا تقصد بقولها قررت .. دق الهاتف ليعلن له عن رقم أمريكي غير مسجل فضاقت حداقتيه باستغراب: الوو؟ سليم؟! 
سليم باحراج: ازيك يا حمزة؟ 
حمزة ومازال مستغربا لهجته: الحمد لله بخير وانت؟؟ 
سليم: انا مش كويس خالص 
انكمشت ملامح وجه حمزة بتعجب: مالك يابني؟ ما تنطق؟ عمي كويس وشيري؟؟ 
سليم بحرج: اها كويسين؛ انا كنت جاي أمريكا أقدم مشروعي انضربت واتسرقت واتبهدلت 
حمزة بفزع: ودلوقتي أحسن؟ تعبان طيب؟؟ 
ابتسم سليم ثم هتف: اه أحسن الحمد لله.. معلش ان...
حمزة: المشروع كمان اتسرق؟ 
ضحك سليم: لا الحمد لله الشيء الوحيد اللي نجى 
حمزة: تمام الحمد لله؛ ابعتلي اللوكيشن 
سليم باستغراب: هتعمل ايه؟؟ 
حمزة: ابعته يابني مترغيش .. وانتهت المكالمة عند ذلك الحد فنظر لتلك التي تعقد حاجبيها بعدم فهم فابتسم لها بعشق ملأ قلبه تحرك من مكانه ليكن مقابلا لها فبدت كطفلة بسبب طوله وقصرها 
حمزة: مالك يا همسة؟ 
همس بتكشيرة: هيبعتلك اللوكيشن ليه؟؟ 
تضايق حمزة بشدة وغيرته على أخته كانت تنهش بقلبه فنظرت له مستشفه معالم الضيق التي ظهرت جليا على وجهه فهتف بهدوء: كان في أمريكا وشويه كلاب طلعوا عليه ضربوه وسرقوا فلوسه والفيزا فأكيد مش معاه فلوس يرجع ألمانيا أو حتى أنه بروح hotel؟؟ 
همس: تقصد انه هيروح القصر؟؟ 
هز حمزة رأسه بإيجاب فانكمشت ملامحها نحو الاستغراب والدهشة: مليكة هناك؟ 
حمزة بهدوء مغلف بالضيق الشديد لكن يتحدث بهذا الأسلوب ليجعل نفسه يهدأ: عارف.. مليكة هادية لأبعد الحدود ومش بتخرج من اوضتها غير للضرورة القصوى .. وهناك الحراسة تحت أمرها وكمان معاها داده ريماس 
همس بخفوت: معقدة؛ وهي هتجيبه من برا؟؟ 
ضحك: بتبرطمي تقولي ايه؟؟ اممم وكنتي بتقولي قررتي متهيألي؟! 
............ 
في منزل عدي 
كان يصفف شعره أمام المرآة وتنظر إليه ابنته التي تفرك عينيها أثر استيقاظها من النوم حديثا وشعرها متمرد على وجهها ببراءة فكانت شعنونة جميلة للغاية 
ألقى ما بيده ثم استدار إليها نظر لها قليلا وهو يسند جزعه على ما خلفه فانفلتت ضحاته: ايه يا بابي مالك؟ 
صبا بتكشيرة طفولية تعلن له عن عدم رضاها لما يفعله: مشيت ليه؟ 
عدي: حبيبي هفضل نايم على طول؟ هروح الشغل 
صبا: هروح معاك؟ 
نزل عدي لمستوى ابنته قائلا ببسمة حنونه: عندك تدريب يا حبيبتي 
صبا بزعل: امممم الكابتن بيزعقلي كتير يا بابي؟ 
عدي بتنهيدة: قبل الساعة 8 هاجي اخدك التدريب اوك؟
صبا بسعادة بالغة وهي تقفز بأحضان أبيها الذي ابتسم وضمها أكثر: بجد يا بابي؟؟ 
عدي: اه يا قلب بابي 
صبا بعدت وهي بتتنطط من الفرحة: ميرسي دادي
دلف أسر ابنه للداخل قائلا بحرج: السلام عليكم 
عدي ببسمة هادئة: وعليكم السلام يا حبيبي؛ تعالى واقف كده ليه؟! 
أسر بارتباك: ه.. هو ح.. حضرتك؟؟ 
عدي باستغراب: مالك يا أسر؟! تعال يا حبيبي؟ 
نظر أسر لصبا فلاحظ عدي نظراته فتبسم لابنته بحنو: صبا بيبي روحي العبي مع نانا شويه  
صبا ببراءة: اممم اوك هتقولي خدي شاور وانا مش عايزه دلوقتي؟ 
عدي بتكشيرة: عيزاكي تبقي جميلة 
صبا بامتعاض: حضرتك قولتلي اني جميلة في كل احوالي؟ 
قبل عدي جبينها بحب: طبعا يا قلب بابي انتِ جميلة في كل لحظة بس خديهم على قد عقلهم؟! وريهم انك جميلة لأنهم عقولهم صغيرة مبيشوفوش غير المظهر اوك يا حببتي؟؟ 
ضحكت صبا بفرحة فهذا والدها ملاكها الحارس.. روحها وعقله فهي مجنونة أبيها؛ مجنونة التحدث معه وتحكي له يومها بأكمله وما حدث في المدرسة أو النادي أو ما شابه؛ فهذا الشيء بالنسبة لها حياة .. فنظرت له ثم هتفت بضحكه جميلة: اوك؛ هاخد شاور علشان اقولهم اني جميلة 
ضحك عدي ومسح على شعرها برفق: اوك 
أسر بحرج: عن اذنكم .. هاجي وقت تاني 
صبا: اسوو استنى انا ماشيه؛ باي دادي؛ باي أسر 
أسر بابتسامة: باي 
عدي: زعلان مني ولا ايه يا أسر؟!؟ 
طأطأ أسر رأسه للأرض بضيق فشل في كبته: اه 
عقد عدي حاجبيه باستغراب ثم هتف متسائلا بعد تنهيدة: ليه يا حبيبي؟ أنا قصرت معاك؟ 
أسر: لا يا دادي مقصرتش؛ بس أنا بحبك وحسيت اني زعلان منك علشان بحس انك مش بتحبني زي صبا؟ ولا بتسألني عن يومي كان عامل ازاي أو حتى انا بضايق ليه؟ 
عدي ابتسمله: أولا حبيبي انا مبسوط منك انك مخبتش عليا ان في حاجة زعلتك مني؛ وانا يا سيدي اعتذرلك 
أسر بحنق: مبقولش كده علشان تعتذر يا بابي؟ 
عدي ضحك: وربنا انتو عيال بكاشة اوي علشان انا قسمت كلامي على مراحل وقولت أولا؟! 
ضحك أسر: اممممم خلاص انا صفيت نيتي من ناحيتك 
برق عدي من الصدمة: هااا؟ صفيت ايه ياخويا؟! 
ضحك أسر بطفولة وهرول مسرعا للخارج: اكتفيت بالبند الأول هههههه 
تنفس عدي بقوة .. مد يده يلتقط هاتفه الذي صدح رنينه: الووو؟ 
أيهم: انزلي انا تحت 
عدي باستغراب: اطلع يابني .. 
أيهم بمقاطعة: هتنزل ولا امشي؟ 
استشف عدي ما يضايق صديقه لهذه الدرجة فتنهد بضيق: نازل .. أغلق الخط ثم خرج عدي من غرفته ويده تسلم على مفاتيح الأضواء تغلقها قبل الخروج 
وجدها أمامه تفتح باب الشقة مستعدة للدخول وهي تحمل أشياء كثيرة فحمل ما كانت تحمله واوشك على السقوط: ايه ده كله؟! 
فاطمة وهي تلتقط أنفاسها وتضع يدها على وجهها: ملقتش عم مؤمن تحت فاضطريت احطهم .. ف.. في الاسانسير و... 
عدي بهدوء: وصلت المعلومة 
فاطمة باستغراب: مالك حبيبي؟ أنا عملت حاجه زعلتك؟! 
نظر لها عدي بضيق شديد: لأ.... عن إذنك 
فاطمة: عدي استنى في ايه؟! 
عدي: مفيش حبيبي.. باي؛ استقل الاسانسير لينزل للأسفل وجد أيهم ينتظره بملل بادٍ على وجهه قفز داخل السيارة مفتوحة السقف فنظر له أيهم بغضب: خف شويه العربية مش ببلاش؟! 
عدي بلامبالاة: بكام يعني؟ 
أيهم: بعشرين يا روح أمك .. كحة صدرت من عدي الذي كان يريد مياه أو إسعاف لإنعاش قلبه الذي توقف عن الخفقان عندما شرق من الصدمة 
أيهم بسخرية: ايه يا بيضة هتموتي ولا ايه؟؟ 
............
بإسبانيا... خاصة بالغرفة التي لم تغادرها غزل منذ أن اختطفها المدعو زوجها 
إيثان بتنهيدة طويله: غزل.. انتي لسه خايفه مني؟ 
غزل: _____ 
إيثان: شوفي يا حببتي انا مش هأذيكي أبدا .. هو حد يقدر يأذي روحه يا قطتي؟ 
غزل: انت إسرائيلي وده يكفيني من سبب يخليني اكرهك أكتر ما انا كارهاك 
إيثان: طب ايه رأيك نفتح صفحة جديدة واتعاملي مع الماضي ومع كذبي عليكي كأنه مكنش اوك؟ جايز اثبتلك يا غزل اني جدير بحبك علشان مش قادر امسك أعصابي أكتر صدقيني؛ اعتبريني مصري زيك ومسلم زيك، ثم انك هتتعاملي مع شخصيتي ولا مع ديانتي وجنسيتي؟؟ 
غزل: الماضي هو اللي بيرسم حاضرنا ومستقبلنا يا أستاذ ولا هو انت مهنتك ايه..؟ أما اني اتعامل مع كذبك فالواحد مننا مبيكذبش أبدا إلا لو دي عادته وشيء بيسري في دمه .. نيجي للبند التالت قولتلي اعتبرك مصري ومسلم؟؟!!! نجوم السما الزرقا اقربلك يا فندم؛ ديانتك اليهودية وجنسيتك الإسرائيلية ودول اللي بيشكلوك زي ما انا ديني ميسمحش اني اتعامل معاك ومجرد كلامنا ده حرام لأنك أجنبي؛ فتخيل بقى اننا قاعدين تحت سقف اوضه واحده؟؟ رجعني مصر وانا استحالة اجيب سيرتك وهعتبرها صفحة واتقفلت؛ نظرت له وقالت برجاء وعيونها تفيض بالدمع والقهر: وكأني كنت في حلم وفوقت منه لقيتني لسه جوا بلدي وفي اوضتي وبين أهلي أرجوك؟ 
إيثان بضيق: افهمي انتي ليا لوحدي وعمري ما هرجعك بلدك؛ ولو فكرتي تهربي زي المره اللي فاتت برضو هتكوني ليا لأنك مش هتقدري تتحديني؛ .. أشار لها وهو يستعد للخروج من الغرفة قائلا بابتسامته الباردة: غيري هدومك واغسلي وشك في مفاجأة علشانك؟ 
.......... 
خرجت من الجامعة وهي سعيدة للغاية بمرور يوم امتحاناتها على خير فأخرجت هاتفها سريعا تهاتف أبيها فسرعان ما زينت صورته شاشة جوالها: السلام عليكم 
حمزة: وعليكم السلام ورحمة الله؛ أخبارك يا ملوكتي؟
مليكة بسعادة بالغة: انا كويسه اوي .. وكويسه أكتر علشان القلوب عند بعضها هههههههه 
ضحك حمزة بصخب: يا حببتي.. كنتي ناوية تكلميني؟؟ 
مليكة بضحكه مرحة: ايوا.. قلب الأم بقى 
انفجر حمزة ضاحك: طيب يا مامتي؛ المهم قوليلي عملتي ايه في الامتحان؟ 
مليكة ببراءة: حلوه اوي يا ابيه... رُفع باب السيارة لأعلى فانطلقت لداخل السيارة تتنفس الصعداء حيث استمرت مكالمتها معه لمدة طويلة حتى وصلت إلى القصر الخاص بهم بإحدى المدن في أمريكا 
فتح الحارس السيارة أمام البوابة الإلكترونية المدخله لعالم آخر مختلف بطريقة مذهلة بسبب براعة تصميمه وكبر حجمه وارتفاعه الشاهق؛ غير ذلك جماله الذي يذهل العينان فمن يراه يقسم على أنه حتما لا يوجد على أرض الواقع 
مليكة ببسمة: ابيه لقد عدت لأرض البيت 
ضحك حمزة بخفة ثم حمحم بضيق قبل أن يردف قائلا: حمدا لله على سلامتك يا روح ابيه؛ احم كوكي.. سليم موجود في القصر ! 
حدقت أعين مليكة بعد أن شرقت من الصدمة: كح.. كح اي.. ه؟ 
حمزة بضيق مغلف بغضب طفيف: كوكي..؛ إياكي تخرجي من اوضتك فاهمه؟ 
شعرت لحظة بتوتر ولكن ماذا عن قلبها الصغير الذي كان يطرق الطبول تصدر أنغام بعودة حبيب الروح: امم حاضر يا ابيه.. 
حمزة: يلا روحي اتغدي .. سلام 
أغلقت الهاتف وارتسمت ابتسامة بلهاء غبية على قسمات وجهها عندما أغمضت عينيها مستمتعه بأنغام قلبها حتى جاء صوت ما تعلمه جيدا يهتف بمكر بالغ: ماذا بك يا صغيرتي؟! 
مليكة: عااااااا.. ذاك الذي صدر عنها عندما فتحت عيونها تنظر للداده بشيء من العتاب الدرامي لتضحك الداده على وجهتها تلك: ماذا هناك؟ ما هذه الابتسامة البلهاء؟ أهذه علا.... 
صرخت مليكة بطفولتها نافيه حديثها: مهلا مهلا لا أعلم عما تتحدثين؟ وابتسامة ماذا؟ ألا يحق لي أن ابتسم بعد حديثي الطويل ذاك مع أبي؟؟ 
هتفت الداده بخبث بعدما فكرت للحظة: اتعني أن ابتسامتك هذه لأنك قومتي بمهاتفة مسيو حمزة فقط فقط؟؟ ألم يخب... 
هزت مليكة رأسها بإيجاب وهي تود إنها ذاك الحديث لأنها تعلم أن الداده ستكتشف أمرها فيما بعد: وداعا أود تبديل ملابسي 
ضحكت الداده: ليحميكي الله يا صغيرتي 
كان قد استمع لحديثهم بأكمله عندما كان نازلا للأسفل ولكنه لم يفهم همهمتهم لأنه لا يعرف الإيطالية إلا القليل .. لم يكن كل همه حديثهم ولكن يكفيه ضربات قلبه التي بدأت بعزف طرب الحب؛ نهر نفسه بغضب أ جن حقا ليفكر بها؟! إنها طفلة يا سليم؛ تصغرك من العمر ب 6 سنوات بأكملهم؛ انتبه لنفسك قبل أن تحرقك نيران الحب؛ قبل أن يرفضك اخوتها الذين يجن جنونهم عندما ينظر لها أحدهم حتى النظرة البريئة؛ قبل أن تُرفض من قبلها هي لأنها تخاف منكم أجمع؛ لقد عادت والدتك وتحسنت صحتها وكذلك والدك وياليت ما رأوه كان قليلا ليعودا مثلما كانوا طماعين جشعين لا يفكرون سوى بالأموال والجاه والنفوذ .. فقط تحسنت شيري وتزوجت والأن قد أصبحت حياتها جنة بصحبة من أحبه قلبها بجد... لقد لقيت من يداوي جروح قلبها المتألم عندما تزوجت رجل من أصول عربية مقيم بألمانيا يحبها بجنون؛ يأخذ بيدها للجنة فهو من جعلها ترتدي الحجاب والابتعاد عن الحقد والضغينه فأبعدها عن عائلتها إلا أخيها تذهب لرؤيته وقتما تشاء 
إلا هو مازال يحارب مع نفسه وبشتى الطرق لينسى التي أحبها منذ طفولتها .. لقد اشتاق للعبها معه ومسكة يديها الناعمتين 
مليكة بضحكه مرحة: يابني مالك؟! 
التفت لها غير مصدقا بأنها من بدأت حديثها معه فابتلع ريقه بصعوبة وهو لا يستطيع التنفس بوجودها بجانبه وعيناه تتأملها بعشق جارف 
مليكة بحرج وتأنيب الضمير يلاحقها لأنها لم تسمع كلام أخيها وها هي تحدثه ولا يجيب ظنا منها بأنه لا يريد التكلم معها أبدا: احم انا آسفه اوي.. عن إذنك 
سليم بلهفه: كوكي استنى 
وقفت مليكة مكانها بعدما قد أعطته ظهرها ثم التفتت إليه قائله بنفاذ صبر بطريقة طفولية مضحكة: ياعم بكلمك من بدري اوي ومش بترد عليا؟؟ 
سليم بحب: انا آسف؛ حقك على قلبي 
مليكة: وانا أعمل بيه ايه قلبك؟! 
ضحك سليم وكأنه لم يكن يقصد ما قاله سوى أنه يداعبها ولكنها لا تعلم إنها كسرت قلبه عندما قالت ذلك: بهزر.. 
مليكة: عارفه .. اممم اتغديت؟! 
سليم: اه الحمد لله 
مليكة: كاذب ! 
سليم بصدمة: نعمممم؟ انتي كمان بتعرفي تكشفي الكذب؟ 
ضحكت مليكة فظهرت غمازتها بخدها الأيسر الذي صبغه اللون الأحمر الدامي فأصبحت شديدة الجمال أكثر فأكثر فكانت الابتسامة البلهاء هي الشيء الوحيد الذي ظهر كرد فعل: احم لا مبعرفش بس انت اعترفت على نفسك؟ 
سليم ببلاهة: امتى؟؟ 
مليكة بخجل من نظراته المجنونة: دلوقتي .. عن إذنك اقول لداده تحضرلك غدى... 
غادرت مليكة الممر بسرعة البرق وهي تخطو خطوتها بعشر وكأنها في سبق 
.......... 
مر يومان وأيهم بإستمرار في عمله صباحا وبالمساء لا يعلم أحدهم خبره كأنه يذوب في شربة ماء 
مليكة قابعه في غرفتها دوما لا تفارقها من شدة توترها بوجوده معها في منزل واحد 
يحاول إيثان التودد لغزل حتى تستسلم له ولكنها دائما تصده بعدما تلقت صدمتها الثانية بقدوم زوجة أخيه ووالدته إليها وهم سيموتون ضجرا منها .. يودون لو يستطيعون قتلها وتخليص أنفسهم من شرها؛ لأنها مسلمة موحده بالله _ عز وجل _ ومغادرتهم لإسبانيا فور قدوم والدته؛ ذاهبون إلى دولتهم الثانية 
فتح سقف السيارة الخاصة بالمتعجرف الذي ولثانِ مره يكسر قلبه بسبب الحب؛ كان هو وصغيره بالسيارة عائدين من النادي فوقفا بمكان هادئ يتناولا الأيس كريم ويضحكا سويا .. فهذا أيهم الكتوم حد الجنون فحتما من يراه وهو لا يكف عن الضحك يقسم على أن حياته وردية حقا كما يدعي 
ضحك الصغير ضحكة خبيثة وهو يقترب من عمه مبللا وجهه بالأيس كريم فحدقت أعين أيهم بصدمة ثم أخرج لسانه يمسح ما حول فمه فقهقه صغيره وهو ضحك ثم حمله غفلة يزغزه بحب حتى أصاب الطفل ضحك هستيري: خ.. خلاص.. يا هيما 
قيد أيهم حركته قائلا وبيده الايس كريم يقربه من فمه: مينفعش لازم انتقم منك 
الصغير بضحك هستيري: ههههههههههه ه.. هموت 
أيهم: تعال هنتصور بمناظرنا دي 
الصغير بامتعاض: شكلنا وحش اوي.. ايه ده؟! 
أيهم: يلا انت اللي جنيت على نفسك .. تعلق الصغير برقبة عمه ليلتقط أيهم لكلاهما صورا مجنونة .. جلس مره أخرى مكانه يكمل الايس كريم الذي بيده 
أيهم: جميل اوي مش كده؟! 
الصغير بضحكات طفولية مجنونة: اوي اوي.. خد حته؟
قضم أيهم جزء صغير للغاية: ياميييي؟! 
الصغير ببراءة: حلو؟ 
أيهم ابتسمله بتأكيد وهو يخرج المناديل يمسح ما يعلو وجه ابن أخيه: بالهنا يا روح قلبي 
رجعا البيت معا فدخل الصغير مهرولا للداخل عندما علم وجود أصدقائه المقربون الذين قد أتو مع والدتيهما
بينما قد غادر أيهم المنزل في صمت بعد محادثة دامت لمدة إحدى عشر ثانية فقط .. أخبره مديره بأن موعد ذهابه لإسرائيل سيكون في الثالثة صباح اليوم التالي 
.......... 
نائم على سريره وعقله لا يتوقف عن التفكير لحظة؛ حتى يأخذ قسطا من الراحة 
فرحة تغمر قلبه بأنه أخيرا سيراها؛ أخيرا ستلمع عيونه بفرحة عظيمة عند رؤيتها .. يطرق قلبه الطبول ويرفرف فرحاً فحتما سأعود للحياة؛ 
بينما يغضب العقل رافضاً طلبه ذاك؛ أجننت يا هذا؟! لم تعد لك؛ لقد اختارت حياتها وتركتك؛ لم تعطيك فرصة تصحيح وجهة نظرك حتى؟! 
صرخ القلب فرحاً لا مبالياً بكلام العقل السخيف المتحكم: من يحب يسامح الذي يحبه؛ وانا أهيم في عشقها؛ فدعك من هذا التفكير القاسي ولا تكن هكذا .. افتح صفحة جديدة ناصعة البياض لتبدأ قصتكم من جديد... سامحها لإنها أنثاك.. سامحها لإنها خلقت لتكون لك وأنت لها ولن تستطيع قوة في العالم تفريقكم أبدا؛ لأنك حتما حصلت عليها وأصبحت لك؛ لا تجعل الدنيا وقسوتك تأخذها منك مرة أخرى .. أترى أنها لغيرك؟! لم يحدث؛ حتى بعدما تزوجت وأصبحت في أبعد وأخطر بلدان العالم ستعيدها لتبقى بحضنك مره ثانية.. فنحن في الحياة الدنيا؛ حياة البشر الخطائون يا أيهم؛ فليس هناك بشر معصوم من خطأ؛ وهي أخئطت فسامحها واقبلها واعطها واعطي نفسك فرصة سامحها كما سامحت الذي لا يمد لك بصلة وأعدته لفريقك؟ أعيدها لحضنك .. فهي مازالت تحبك؛ صدقني لن ينسها شهرين حب ثلاث سنوات 
صرخ العقل مرارا وتكرار نافيا هذا القول المجنون: لم تعد لي أبدا؛ لقد سلمت نفسها لإنسان غيري؛ رغم أنها تعلم أني مجنون حبها؛ هل قال لها الذي تزوجته أحبك ولم يثبتها لأنه حتما لم يقضي معها ربع يوم من الذي قضيته أنا لجانبها؛ فكيف تزوجته؟! لا أعلم أن الكلمة ستقلب الموازين لهذه الدرجة؟ دمرت حالته النفسية بفعلتها تلك..؛ فبرر ليّ الآن من منا المخطئ؟ 
القلب محذرا بضيق شديد: لقد مضى هذا العتاب؛ من المخطئ ومن على حق هذا ليس وقته أبدا؛ تراه على باب شقتها يتقدم لخطبتها؟! العقل بحرج: لا 
القلب بضيق: فلتهدأ إذا.. ولكن دعني أخبرك... للمرة الثانية يا أيهم توضع بنفس الاختبار فركز جيدا.. ركز جيدا 
............. 
صباح اليوم التالي في مبنى المخابرات العامة المصرية 
وقف المدير وأيهم تجاهه يودعه وقلبه يخفق برعب وكأنه حقا ابنه وليس ضابط ملتزم كأي ضابط كفء؟ لا هو يعتبره حقا ابنه 
المدير بتنهيدة مصحوبه بخوف اشتعل بقلبه: اوعدني يا أيهم متدخلش جهاز الاستخبارات الإسرائيلي؟!؟ 
ابتسم أيهم باتساع: آسف؛ مقدرش أوعدك .. ده شغلي وانا اللي أعرفه أكتر من أي حد 
المدير: أيهم ليه مش عايز تفهم؛ دخولك هناك في منتهى الخطورة 
أيهم بمقاطعة: آسف لتاني مره والأخيرة... ده شغلي؛ الخطر ده شيء ملوش معنى .. فبلاش توهموا نفسكم؟ ومش عايز اسمع الكلمة دي على لسان واحد من تلامذتي لو سمحت يا سيادة المدير؛ لو حضرتك بتتكلم عن الخطورة فسيبنا ايه للعيال؟ قصدي الطلاب الجدد؟ انا بلعب مع الخطر اللي بتتكلموا عنه ده 
المدير بحنق: تمام يا أيهم؛ لو شايف ان ده هيريحك براحتك لكن خليني اقولك وقت دخولك جهاز الاستخبارات الإسرائيلي هتكون النهاية؛ يعز عليا جدا اقولك الكلام ده وانت عارف لكن انت اللي اجبرتني 
شقت الابتسامة المستفزه طريقها لوجهه ثانيةً وهو يتحدث بكل ما أوتي من ثقة وغرور: عارف لو ده حصل بجد؟ هينقذوني !! 
المدير بغضب: انت شايف كده؟! انت اصلا مش ضامن هتقعد هناك اد ايه... سنة سنتين عشرة عشرين؟؟ انت مش عارف هيعملوا فيك ايه؟ 
أيهم بثبات: ولما سعادتك عارف اني جاهل أي معلومة عن اللي هيعملوه فيا أسندت المهمة دي ليا ليه؟؟ لما سعادتك شايف كمية الخطر اللي حوليا وأنه في أي لحظة جايز تخسرني مضحي بيا للدرجة دي ليه؟؟ 
المدير بغضب: ومين فينا عارف ايه اللي هيحصل في المستقبل؟؟! حذرتك وانت عايز تنفذ اللي في دماغك.. فخلاص استحمل نتيجة اللي هيجرالك؟؟ 
التحدي يملأ عيونه التي لا تعرف طريق للعضف والانكسار أبدا.. ثباته المميت وبروده القسري وعدم رمش جفونه من التوتر؛ وكأنه غير مقبل على خطر بعد القليل من الوقت؛ كل ذاك يوحي بقوته وشجاعته وإقدامه ولو سيرمي نفسه بنيران حارقة إلا أنه مهما كلفه الثمن سيفدي بلده؛ فلن يسمح لأحد بتشتيت ذهنه وتفكيره ولا مديره بذات نفسه: محملتش حد معايا قبل كده نتيجة اللي جرالي علشان احملكم دلوقتي؛ ولو عايز نفض الخناق ده قفل على الموضوع 
تنهيدة مريره صدرت من المدير فمد له جواز السفر بهدوء: دخولك للبلد هيكون بصورة طبيعية جدا..؛ رجل أعمال مؤسس لشركة سياحية في إسرائيل؛ ده بكل سهولة هيخليك تقدر تقرطس الضابط وتكونوا أصحاب كمان؟ ايه رأيك؟ 
أيهم بلامبالاة: ايه رأيك نعيد رأفت الهجان من جديد؟؟ 
عقد المدير حاجبيه في استغراب: مفهمتش قصدك؟ 
أيهم بضيق: خلاص اتحرقت دي؛ هم مش مغفلين .. دخولي للبلد هيتم بطريقة غير شرعية؛ عذرا على وقاحة اللفظ .. إنما أنا طول التلات أيام اللي فاتوا بدور على مدخل لإسرائيل لحد ما عرفت اللي هيوصلني فبالتالي مش محتاج خطة نظامية قديمة اتكشفت من ألاف السنين 
كان كل ما يراه على وجه المدير هو الصدمة فقط.. أعينه محدقه به بقوة؛ فمه يكاد يلتصق بالأرض فتنهد أيهم بضيق شديد: ثم اني بعد وصولي لهناك ودخولي جهاز الاستخبارات هدخل زي ما انا ومش هستغل مهاراتي التنكرية أبدا... بقول علشان يكون عند سعادتك علم ومترجعوش تقولوا أيهم بيشتغل بمزاجه.. ومبينفذش الأوامر؛ انا لو حقيقي مبنفذش الأوامر مكنتش هاجي اتناقش مع حضرتك في شيء عارف انك هتعارضني فيه .. 
حمحم المدير بحرج وتأنيب الضمير يلاحقه ثم هتف بهدوء: وايه هو؟! 
أيهم: نفق؛.... نظر لساعة يده ليجد الساعة الثانية فجرا فهتف: عن إذن سعادتك 
............ 
عبر حدود البلد مع المهاجرين وهو يرتدي ملابسه الممزقه ويضع فوق رأسه عمامه مخططه بالاسود وبنطلون من القطن يعلوه جاكيت خفيف باللون الزيتوني فكان أشبه بالمتشردين؛ بينما قد وضع على عيونه عداسات باللون الأسود وأعلى جبهته علامة مخيطة عليها ضمادة.. تدل على أنه سبق وأصيب في وجهه .. فمن يراه يقسم أنه متشرد حقا 
تفرق الناس بعدما وصلوا للدولة الإسرائيلية المغتصبه فارين قبل أن يلقى القبض على أحدهم بينما هو فقد دلف لإحدى المراحيض العامة وقام بخلع ملابسه بسرعة والعلامات التي بوجهه فظهر جمال عيناه الزرقاء الصافية كنقاء البحر الذي سكن أعينه الساحرة؛ ارتدى شورت وتيشيرت ضيق للغاية يبرز عضلات جسده المنحوت؛ وعضلات ذراعيه القاسيتين وما يسمى بالسكس باك .. وأخرج من داخل الحقيبة المتعفنه التي كانت على ظهره شوذ رياضي وحقيبة أصغر قليلا في الحجم بها هاتف وهاند فري ومشط؛ فصفف شعره البني الطويل ووضع الهاند فري والهاتف بجيب الحقيبة الصغيرة .. لملم الملابس الممزقة بالحقيبة الأخرى ووضعهم بداخل سلة المهملات الحديدية وسكب القليل من الغاز عليهم وبينهم عود من الكبريت .. ثم نظر لهم والنار تندلع بينهم بانتصار وخرج وكأنه لم يفعل شيء 
وزع أنظاره بالمكان بسرعة عقب خروج فتاة جميلة نحتت وجهها الملائكة من البار .. أخرج سنجه ( مطوة صغيرة ) وأصاب نفسه في جنبه فسالت دماؤه ونزف دمه بجنون 
فتحمل على نفسه حتى ألقى نفسه على الأرض يتلوى من الألم

     
تعليقات