رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الرابع عشر14بقلم تسنيم محمود


رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الرابع عشر14بقلم تسنيم محمود




انتوا بتسالوا على القصه كتير جدا ومفيش تفاعل ليه، باريت تشجعونى اكتر من كدا عشان نكمل ونخلص القصه فى اقرب وقت
#نوفيلا_بينما_يعشق_التنين 
#الفصل_الرابع_عشر 
#الجزء_2_ToTa 
جلس على ركبته أمامها بعدما قد أخرج من جيبه علبة حمراء وفتحها فإذا بها خاتم ألماس التهبت الأعين التي رأته بعدما قد تجمعت الشركة بأكملها لرؤية ماذا يحدث .. فكانت جميع الأعين تراقبه وتلمع بسعادة وفرحة وتمني لهم بعيش حياة هنيئة بالرفاء والبنين .. ونظرات أخرى لا تخلو من الغيرة والحسد فمن هي ليطلب يدها أيهم العسيلي بشحمه ولحمه؟ من هي لتقف الشركة كلها تنتظر ردة فعلها هل ستوافق عليه أو لا؟ من هي ليحضر الخطر بنفسه يرى احمرار وجهها خجلا مختلطا بدموع الفرحة 
أيهم بابتسامة جذابة بعدما قد سمع صفير أخته المجنونة: مش عارف هيجي مقاس صباعك ولا هتقرفيني 
غزل بضحك ودموع الفرحة تتلألأ بجفونها وتهبط مرهفة على خديها المتكنزين الحمراوين من شدة الخجل: لا هقرفك وأطلع عينك ! 
أيهم بابتسامة: تقبلي تتجوزيني يا غزالتي؟ 
هزت رأسها بغير نفي فتعالى أصوات الصفير والتصقيف لهم حتى حمزة فكانت سعادته لا توصف وهو يرى فرحة أخيه الذي منذ عمر طويل لم يرى بعيناه لمعة فرحة كهذه؛ منذ زمن بعيد لم يرى ضحكه نابعه من قلبه مثل الآن 
لحظة لم تكن مخطط لها من قبل ولكن صدفة حضرها جميعهم .. 
وضع بيدها الخاتم الذي وكأنه صنع خصيصا لأجلها ثم طبع قبلة رقيقة على يدها الناعمة فنظرت هي ليدها ثم لعيناه وهي تعلن له بأنها لم تعش بحياتها يوما أجمل من هذا اليوم؛ بينما هو فلم يلبث إلا أن ضمها إليه ودار بها وهو يصرخ بسعادة وفرحة عارمه: بحببببببببببببببببك 
تمسكت به أكثر فأكثر وهي تكتم ضحكها بصعوبة: يا مجنون؛ العالم كله اتفرج علينا ! 
أيهم نزلها وخلاها في حضنه لأنها كانت دايخه وهتوقع لو بعدها عنه وهو مش واخد باله أنهم في قلب الشركة والعالم كله فعلا اتفرج عليهم.. مش سامع غير ضحك سامر وتصفير عدي وجاسم: خليهم يتفرجوا .. المهم دلوقتي هنتجوز بكرا 
قهقه سامر بصخب: بتقولها ايه يا هيما؟ أعمل معروف فضولي قاتلني ! 
أيهم بغيظ: وانت مال أهلك يا رخامه؟ 
بسرعة البرق اخدت الطريق جري حتى انفجرت القاعة بأكملها ضاحكه عليهم 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها بعدم تصديق وقلبها يرقص مع الطرب الذي اشعلته.. تتحسس درجة حرارة وجهها الذي أصبح شعلة حمراء ملتهبه وضعت يدها على رقبتها تنظر للسلسال الألماس الذي أهداها إياه وكان داخل القلب كوكب جعلها تتعجب لأن هذه المره الأولى بحياتها تظن أن هذا يمكن أن يفتح فوجدت هذا الكوكب يفتح وبداخله كلمة غريبة فبسرعة جذبت هاتفها تحدثه فوجدت صورته تزين شاشة جوالها فزادت صدماتها: عرفت منين اني كنت هكلمك؟ مش ده اللي كنتي هتقوليه؟ 
غزل بصدمة حقيقة: ليه دجال؟ مخاوي يا شبح؟ 
قهقه أيهم بصخب: حاسة الشعور بالخطر 
أغلقت الهاتف بوجهه وهي تمسح على جبهتها التي بللها العرق: ليه هتجوز منجم؟ واحد مخاوي جن؟ 
دق هاتفها مجددا فوضعت الهاتف أمام عيناها تنظر لصورته تتأملها بجنون: متبقيش تقفلي في وشي المكالمة؛ وعلى فكره انا مش منجم ولا حاجه .. والسلسلة؛ المكتوب جواها مش هترجمه علشان متسأليش؛ روحي صلي .. سلام 
نتركها في عالم الصدمة التي قد أخرست لسانها فلم تعد تنطق 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 
بينما هو فقد كان في العالم الموازي لعالمها ... فها قد أزهر عالمه من جديد.. تلون بلون غير الأسود الذي كان هو محور حياته 
كان هذا موعد تدريبه لأيهم ابن أخيه وضع مجموعه من الصور أمامه إحداهم صورة سيارات فارهة وقصور كقصرهم الذي مقره بأمريكا وعلى نهاية الصورة بعد طريق طويل مظلم هناك شمس حارقة .. لهيب وأناس أشرار عيونهم يملؤها الشرار ولونها أحمر ... أما الصورة الأخرى فهي لشاب صغير يضم أقدامه لصدره ويوجد في حفرة مظلمة ودموعه تنساب على بشرته السوداء وبنهاية الصورة ضوء أبيض فقط 
أيهم بجمود: إختار الصورة اللي تعجبك.. اتفضل  
الإختبار هذه المرة صعب.. فهو مجنون سيارات ويتمنى عندما يكبر أن يشارك بالسباقات العالمية التي تقام في البلدان المختلفة التي يزورونها .. ومن الجهة الثانية ما هذا الطفل الحقير الذي يوضع بمقابل هذه الصورة الخيالية التي ومن غير تفكير سأختارها؟ ألعمه مغزى منها؟ طبعا فهو يعلم أن عمه ووالده لا يهزيان والجد عندهم جد وليس ضحكًا فنظر لعمه الذي رأه جامد لا يبتسم له حتى 
صوب ناحية الصورة ولم يخطئ هدفه أبدا فقد إختار الصورة المراده فها قد احترف القنص .. صفق أيهم بفخر 
فنظر الطفل لعمه بنصف عينه فهو يعلم أن عمه لن يحييه سوى بعد سماعه لتبرير إذا فهو مخطئ من وجهة نظره 
أيهم بجمود: ايه ده؟ 
نظر الصغير للصورتين ثم هتف بثقه لا متناهيه: وأنا أنقذ الطفل ده ليه؟ تقريبا احنا في نفس العمر وهو لازم يكون قوي لأنه راجل ومسيره هيكبر ولازم يعتمد على نفسه أولا وأخيرا 
أيهم: وهي كل الناس قوية؟ كل الناس لقيت اللي يهتم بيهم وينمي مواهبهم ويعلمهم ازاي يعتمدوا على نفسهم؟ انت معاك الوسيلة إنما هو لأ.. مش معاه اللي ينقذ نفسه بيه من الحفرة اللي وقع فيها .. إنما الصورة اللي سيادتك اختارتها بناءا على تصريحك باختيار الصورة الأولى للأسباب اللي قولتها فده مش صح.. بص لآخر شيء في الصورة؛ متبصش تحت رجليك فكر بعمق شويه؛ المقولة بتقول ما أشرق أوله إحترق أخره؛ الصورة دي آخرها جهنم وبئس المصير.. أما الطفل اللي انت مستحقره ده ففالنهاية...
تجرأ وقاطع عمه قائلا: عذرا لكن متقولش مش صح؟! أنا كمان ليا وجهة نظري وده اللي دفعني اختار الصورة اللي انا شايفها صحيحة 
تبسم أيهم بهدوء: وانا بصحح تفكيرك الخاطئ .. بلاش التفكير السطحي الشطا؟ 
الصغير بامتعاض: اهو انت بتهزر في التدريب 
ضربه أيهم على خده بخفة: ماشي يا معلم.. يلا غير هدومك كفاية لينا ساعتين تدريب 
رفع الصغير رأسه لعمه قائلا بنصف عين: تبرير خاطئ؟ 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 
جلست بالحديقة تنظر أمامها بشرود حتى أنها لم تشعر بهمس التي كانت تحدثها كثيرا لكنها لم تأخذ بالها منها.. تتذكر حالها وحياتها التي أصبحت جحيم بسبب عشقها الممنوع لسليم لكن يبدو أنها ستتألم بصمت مثل غزل ويمكن أكثر منها ! 
همس باستغراب: ملوكه؟ مالك حبيبتي؟ 
رفعت مليكة أنظارها تجاهها قائله ببسمة زائفه: انا بخير.. اقعدي؟ 
جلست همس بجانبها تنظر لها بابتسامة: زعلانه ليه يا كوكي؟ من ساعة ما جيتي وانتي زعلانه كده! كل ده علشان حمزة مشغول اليومين دول؟ 
مليكة بدموع: همس هو.. هو انا 
همس: مالك يا قلبي بتعيطي ليه؟ حد زعلك؟ 
مليكة بدموع وحزن عميق يمزق أوصالها: سليم ! 
كانت تشعر بأنها تحبه وتكتم في نفسها مثل اخوتها بالضبط فما طبع الكتمان هذا؟ ولكن كيف ستقول لأحدهم أنها تحب سليم وحتى هي ليس لديها صديقات تتحدث معهم وتحكي لهم ما يضيق به صدرها: ماله يا حبيبتي..؟ 
مليكة بحرج وتأنيب ضمير: انتي كنتي بتحبي ابيه حمزة؟
همس بضحكه مرحة: لا بحب فلوسه ومركزه؛ وسيم وقمر ومعاه فلوس وهيغرقني هدايا وكمان هيخليني ملكة أعيش في قصر وعربيات مجنونة وخدم وحشم احبه ولا ما احبهوش؟ 
مليكة بصدمة: نعم؟ 
انفجرت ضحكاتها الرنانة فنظرت لها مليكة بحنق لأنها دائما ما تقع في فخ كلماتها اللعوبه: يا نهار أبيض.. يخرب عقلك وربنا انتي مجنونة 
مليكة: مش انتي اللي بتقولي كلام أهبل؟ 
همس: ولا انتي اللي مش بتفهمي عربي؟ افهمي دماغ الشعب المصري تطلعي القمر هههههههه .. حمحمت بهدوء وعدلت من جلستها لتردف بعقلانية: عارفه يا لوكا لما تلاقي في إنسان واحد كل اللي يحبه قبلك؛ من غير تفكير قلبك هيتعلق بيه 
مليكة: علشان الفلوس يا همسة؟ 
نفت همس حديثها: أبدا .. عمر الفلوس ما بتعمل بني آدم؛ البني آدم هو اللي اخترعها يبقى مش هي اللي هتشكله فاهمه قصدي؟ لما قولتلك انك تلاقي في إنسان واحد كل شيء البنت ممكن تحبه فيه زي أنه يطيع ربنا فيها .. ميكونش قاسي ويكون متفاهم دول لو لقتهم الواحده في جوزها أو حبيبها خلاص بالدنيا وما فيها؛ وراعي أنه دينا الإسلام ومفيش حاجه اسمها حب الشبابيك ده؛ دي اسمها خيانة.. الحب الحلال يا كوكي ده شيء عظيم وعادي كلنا نحب وقلوبنا تتعلق بشخص لأن المحبه دي مش بايدك ولا بأيدي.. حبيه وخلي الموضوع جواكي؛ خليه ليكي انتي بس؛ وكأنه سر بينك وبين نفسك ودايما ادعي وقولي لا تتركني يا الله للضياع، واربط على قلبي ولا تجعله عرضة للإنتهاك والتهميش لأنك متعرفيش علم الغيب وجايز الله أعلم يكون بيحب حد تاني؛ بيحب شخصية تانيه الله أعلم بيها مني ومنك؛ محدش بيتعب غيرنا؛ عايزه الحقيقة؟ كنت بغير من حنية حمزة عليكي لما كنت باجي اشتغل عندكم؛ كنت حاسه بالنقص اوي علشان بعد عدي أخويا عني؛ كنت حاسه ان حنيته دي المفروض تكون ليا وانا اصلا مينفعش ابوصله؛ مينفعش أكون طمعانه في شيء مش ملكي وما احلمش أنه يكون ليا ولو في أحلامي؛ كنت بحس اني برتاح لما بشوفه ومبتخضش منه أبدا مع أنه شخصية صعبة وعايش حياة كأنها عسكرية النفس فيها بحساب .. بوجوده كنت بطمن ليه معرفش كنت ملخبطه زيك بالضبط لكن كنت دايما بدعي بعدما الخطوط وضحت أدام عنيا ان ده الحب اللي بيقولوا عليه أنه لو مش نصيبي وهو جوزي وانا مراته ربنا يبعدني عنه وعن طريقه 
مليكة ببراءة: انتي كبيرة عني بس انا بحب اتكلم معاكي اوي يا همسة؛ عارفه انا كنت مصاحبه ابيه عدي اوي اوي ومازالت فكان بيحكيلي عنك دايما وكنت متشوقه اني اشوفك جدا؛ مكنتش بعرف اتكلم عربي غير شويه فهو كان بيتعلم طلياني علشان يكلمني سرا بدل ما ابيه أيهم بيترجم ويكشف أسرارنا وهو كان بيعلمنا عربي علشان انا وابيه أيهم العربي بتاعنا مكسر 
همس: أقول ايه بعد كلامك الحلو ده.. وبعدين حلو اوي المنفعة العامة دي؛ المهم ممكن أسألك سؤال؟ 
مليكة بابتسامة: طبعا 
همس: اشمعنا الموضوع ده اللي سألتيني عنه؟ 
إحمر خديها بشدة وكأن دماء جسمها كله فرت هاربه إلى وجهها الذي نحتته الملائكة ولكن لم يعطيها عقلها فرصة لتفرح لأنه قد تذكر؛ فدمعت عيناها بقهر: انا مريضه قلب يا همس يعني مليش الحق اني أضحك وألعب وأفرح زي اللي في سني؛ مليش حق اني أحب واتحب وأعلق حد بيا ! 
تبسمت همس بحنان وربتت على يدها بخفة ثم همست: وايه اللي يمنع يا روحي؟ كلنا جوانا أمراض متلتله؟ عادي؛ هو مكنش ممكن بعد ما تحبي وتتحبي وحتى تتجوزي ويكون عندك أولاد ييجي المرض؟ يا روحي ده قضاء الله وقدره واحنا ملناش اننا نعترض؛ احنا يا قلبي نقول الحمد لله وكفى .. ده اختبارك زي ما كلنا لينا اختبارات في الحياة 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 
مساء اليوم التالي في مقر شركات العسيلي العالمية.. حوار ساخن بينه وبين السكرتيرة.. هو غاضب للغاية والسكرتيره سوف تموت من خوفها وهي تتذكر كلام صديقتها عندما أخبرتها خطورة انتقالها للمقر الرئيسي 
///: بصي يابنتي احمدي ربنا انك مروحتيش المقر الرئيسي الشغل هناك جهنم 
السكرتيره باستغراب: ليه؟ ده حتى المالك الفعلي للشركة طيب اوي 
///: طيب مين يا قلبي؟ دا انتي اللي طيبه .. أقسم لك بالله مفيش سكرتيره قعدت هناك أكتر من خمس أيام 
السكرتيره بصدمة: ليه؟ 
///: الله أعلم والله لكن ده اللي حصل ادعي ربك متتحوليش هناك.. اتنين عقارب هو وصاحبه 
فاقت من تذكرها لحوارها القصير مع صاحبتها على صوته الحاد بيقول: امممم السي في بتاعك كويس؛ هتبدأي عملك من النهاردا واي غلطة مش هيكونلك مكان هنا ولا اي مكان تاني فاهمه؟ 
ابتلعت السكرتيره ريقها برعب: هبدأ عمل من النهاردا؟! 
حمزة ببرود قاتل: عاجبك اتفضلي على شغلك مش عاجبك اللي سبقوكي كتير 
السكرتيره بتوتر: لا يا فندم عاجبني.. عن إذن حضرتك 
خرجت تهرول للخارج فاصتدمت بذاك الحائط الذي كان يستشيط غضبا فعادت للخلف بتعلثم عند رؤيته بعدما قد حدقت عيونها على آخرهم وهي تنظر لعيناه ببلاهة فصرخ أيهم غاضبا: ايه يا حمارة؟ عميتي؟ 
السكرتيره بصدمة وتوتر شديد: آسفه يا أخينا 
أيهم بضيق: حمزة موجود؟ 
السكرتيره: اه موجود... لحظة يا فندم ادي لحضرته خبر؛ أقوله مين؟ 
أيهم بابتسامة: أيهم العسيلي 
السكرتيره بخضة: سلامٌ قول من رب رحيم؟؟؟ احم اتفضل يا فندم؛ سوري مليش سابق معرفه بحضرتك .. اتفضل 
أيهم: لا بلغيه؛ جايز مشغول... هنتظر ! 
السكرتيره بهدوء: اوك يا فندم تحت أمرك 
نهض من مكانه ليؤدي فرضه وقراءة ورده اليومي من آيات القرآن الكريم كان قد توضأ واستعد لأداء صلاة العشاء فقطعه صوت دقات الباب وبعدها بثوان دلفت السكرتيره التي نظرت له بتعجب أهذا الذي كان شعاره الغضب والقسوة منذ قليل؟ 
حمزة باستنكار ورفعة حاجب من نظراتها الغبية البلهاء: افندم؟ 
استفاقت السكرتيره على صوته ثم أخفضت عيناها أرضا بخجل واحراج: احم.. واحد بيقول اسمه أيهم العسيلي يا فندم طالب يقابل سعادتك؟ 
انعقدا حاجبيه باستنكار تام: افندم طالب ايه؟ 
السكرتيره بخوف وترقب لأفعاله: احم يقابل سعادتك؟. 
حمزة ببرود مميت: انتي متخلفة؟ قوليله يدخل ومش أيهم اللي ياخد إذن يا سنيورة اتفضلي 
السكرتيره: قولتله يدخ..... 
حمزة: براااا 
دلف أيهم بعد خروج السكرتيره من مكتب أخيه وهي تتنفس الصعداء فضحك هو.. مازال حمزة لم يتغير وطبعه جاف كما كان سابقا 
نظر لحمزة وهو يصلي وكأن قلبه سيخرج من بين قفصه الصدري عند سماع صوت أخيه أثناء قراءته لهذه الآيات 
جلس على الكرسي لا يفعل شيء سوى أنه ينظر لأخيه يكتشف الفروق الجوهرية بينهما 
إنتهى حمزة من أداء الفرض ثم وقف ونظر له فرأى أيهم يستشيط غضبا وغير ذلك يغطى على ملامحه ضيق شديد فابتسم له بحنو ولمس رأسه قائلا: مالك؟ 
زفر أيهم بغضب وجنون: على أساس سيادتك مش عارف مالي؟ 
ضحك: احم.. اترفضت؟ 
أيهم بغيظ: متقولش اترفضت يا حمزة متجننيش؛ انت اصلا مرضتش تروح معايا علشان عارف اللي فيها صح كدا يا معلم؟ 
حمزة بقهقة: والله انت مجنون .. أنا من امتى بفكر كده؟ 
أيهم بغيظ وغضب: حمزاااااااا؟! 
حمزة بضحك يحاول تهدئته بشتى الطرق: خلاص هدي نفسك مش قصدي .. انت قولت ايه؟ 
أيهم بتأفف: زي ما حفظتهملي بالضبط ! 
حمزة بهدوء يحاول إظهاره في صوته لأنه رأى في أيهم أعينه التي تصدر شرارا من شدة ضيقه وغضبه فيحاول كتم ضحكاته التي تهدد بالانفجار: وحاسة الإقناع اللي عندك ما اشتغلتش شغلها؟؟ 
أيهم بغل وغيظ: دماغها ناشفه .. ومصره لا يبقى لا؛ انت لو آخر كائن ع الكوكب مش هتتجوزك؛ انا كائن؟ أنا كائن؟!! 
لم يعد باستطاعته تحمل كبت الضحك أكثر من ذلك فقهقه بصخب ولكن أيهم كان يشعر وكأن القهر سيقضى عليه حتما فمسح على وجهه ثم وضع يده ينغم بأصابعه على خده وهو ينظر لحمزة ينتظره أن ينتهى من هستيريا الضحك التي أصابته 
أما عن حمزة فكان في العالم الموازي لا يستطيع التنفس من شدة الضحك فأعاد رأسه للخلف ليهدأ قليلا ثم هتف ضاحكًا: وغزل؟ 
كان يأكل بأصابعه بجنون ويهز رجله وجفونه جامده لا ترمش: كانت قاعده زي الصنم؛ واختها دي لو بأيدي أفجرها بقنبلة نووية .. إنما هي فبتضحك بس .. بتضحك بس؛ آآآه هيطقلي عرق 
نظر له حمزة يستشف توتره ذاك قائلا بجدية: كفايه 
أيهم: اي؟ 
حمزة: بطل التوتر.. كفايه هز ف رجلك بالطريقة المتخلفه دي
وقف أيهم وظل يدور بالمكتب وهو يعض على أصابعه تارة وتارة أخرى يضرب أخماس في أسداس من شدة القهر 
حمزة ضاحكًا: يابني اهدى 
أيهم بهدوء مصطنع: يلا بينا ! 
حمزة بتعجب: على فين؟ 
أيهم بجنون: هتجوزها النهاردا؛ وهتروح تخطبهالي؛ وربي يا حمزة اليوم ما يعدي إلا وهي مراتي 
سحب حمزة نفس طويل وخرجه مره تانيه علشان يتحكم في أعصابه: انت اتجننت يالا .. عايزني أدخل بيتهم أقولهم ايه؟ جوزوا بنتكم لأخويا المجنون؟ أصله حلف ان اليوم ميعديش إلا وهي مراته؟ في حاجة إسمها أصول يا حبيبي.. فاهم؟ 
أيهم بغيظ: يا شيخ اتقي الله بس، كانت فين الأصول دي لما اتجوزت همس هانم يوم ما رحت تطلب ايدها؟ 
قهقه حمزة بصوته كله: واحنا مالنا دلوقتي؟ بتحشرنا في الموضوع ليه؟ 
أيهم: سعادتك هتيجي معايا والمأذون برضو 
خبط حمزة كفيه بنفاذ صبر: مش هروح معاك يا أيهم 
أيهم بعناد: هتيجي يا حمزة .. وبعد إصراره فقد ذهب معه حمزة الذي كان ينظر من شباك السيارة وهو يحك ذقنه يتأمل المكان التي وقفت به السيارة فأسرع السائق يفتح له الباب؛ لكن أشار له حمزة بالتوقف فانصاع لأوامره وتراجع للخلف 
أيهم: يلا يا حمزة بلاش برودك ده بالله عليك 
حمزة بضيق: الساعة كام يا زفت؟ 
نظر أيهم لساعة يده ثم رفع أنظاره لأخيه قائلا بحرج وتأنيب ضمير: يلا نروح ! 
حمزة: الساعة 9:30 بالليل يا حيوان؛ ليه مهيطلعش صبح؟
أيهم باحراج: ما خلاص يا برنس قولتلك هنروح 
حمزة: والله أبدا محصلش.. يلا هنطلع 
أيهم بصدمة وهو بيمسك ايده يمنعه من النزول: لالالا خلاص يا حمزة بلاش جنان 
نفض حمزة يده بغضب وفتح باب السيارة ونزل حتى بدا أيهم كالمغفل وهو غير مصدق صدمته بما فعل أخيه فكاد فمه أن يلتصق بالأرض: حمزة ..! صورتك طيب؛ اسمك يا معلم جاي بيوت الناس بالليل؟ خد طيب هقولك !! 
لا حياة لمن تنادي.. فها قد عزم بداخله على شيء ولن يتراجع فيه أبدا؛ فنزل أيهم هو الآخر بعدما راوده شعور الأمان؛ فهو يعلم أن حمزة سيستطيع.. فأخيه الخطر بجلاله قدره ! 
رفع رأسه لأعلى ليجدها صوب أعينه تحاول إخفاء ضحكاتها ثم دلفت للداخل بسرعة؛ فشقت ابتسامة عريضة ثناياه حتى جاءته لكمة قوية بصدره وصدر بعدها صوت غاضب: يلا يا حيوان 
أيهم: احم يلا بس احترمني شويه ابوس ايدك... صعد كلاهما إلى حيث الدور السادس حيث تقع شقتها فحمحم أيهم: استعنا على الشقا بالله .. ضرب الجرس ففتح أسر لهما حتى حلت الصدمة قسماته فابتسم حمزة: السلام عليكم 
أسر بابتسامة جذابة: وعليكم السلام .. مش حضرتك برضو..
أيهم: اه هو؛ ابعد بقا سيادتك 
أسر بغضب وقد احمرت عيناه بشدة: انت تاني؟ 
أيهم بغتاته وابتسامة مستفزة: وتالت ورابع.. وحضرتك موافق زي بالضبط مش موافق؛ أنا وهي بنحب بعض وهنتجوز برضاكم أو غصب عنكم.. عن إذنك 
حمزة بابتسامة جذابة: كأنك مسمعتش حاجه.. نظر له أيهم وأعاد النظر فيه مجددا أهذا حمزة؟! 
هتف حمزة بعدما قد زفر بحنق من أفعال أخيه السامة: اي يا بشمهندس هنتكلم ع الباب؟ 
أسر بتوتر: لالا اتفضل.. أهلا بحضرتك.. شرفت 
دلف كلاهما ثم جلسا بهدوء وأيهم هيموت ويتكلم لأنه مش قادر يسكت وحمزة ساكت وده مجننه 
هتف حمزة بعد أن طال الصمت كثيرا وهو يشير على أخيه: أولا دكتور أيهم يبقى أخويا 
أسر بغيظ: اه حصلي الشرف العظيم 
أيهم بهمس: غلطت في الوظيفة يا معلم؟ 
ضربه حمزة بكوعه في بطنه قائلا: اخرس
أسر: سعادته ما احترمش حرمة بيت وجاي يزعق زي ما شفته كدا على الباب ! 
حمزة ببرود صاعقي وثبات مريب: أصدقك لو قولت اي حاجه تانية في حقه غير أنه زعق.. ومن غير ما أبرر؛ الأمر التالي فهو إنتهاك حرمة البيت..؛ شيء مفروغ من عدم واقعيته يا بشمهندس 
أسر بتهكم ظاهر: ليه؟ علشان أخوك؟ 
حمزة بابتسامة مستفزة: اها علشان أخويا .. أنا مش جاي أبرر له موقفه أبدا.. لكن خلينا نتكلم بواقعية 
أسر بضيق: اتفضل 
حمزة بهدوء: هو من 18 دقيقة بالضبط كان موجود هنا بينكم واتكلم معاكم بكل هدوء وانا واثق من كداone hundred percent وحضرتك ووالدتك رفضتوا طلبه ! 
أسر: اه طلبه اترفض وخلصنا 
أيهم: وبشمهندسه غزل مش موافقه برضو؟ 
أسر ببرود: اه مش موافقه عليك 
أيهم باستفزاز: عيب يا بيضة كدا.. ما اتعلمتش في الحضانة أن الكذب حرام واللي بيكذب بيروح جهنم؟! 
وقف أسر صارخا بغضب: اتفضل أخرج برا؛ ايه قلة الذوق دي.. معندناش بنات للجواز 
جاءت شهد على صوت ابنها العالي لتصتدم بهؤلاء يجلسون في صالون المنزل 
شهد لأيهم: افندم يا أستاذ؟ حضرتك قولت اللي عندك واحنا سمعناك ايه اللي جابك بقى؟ 
أيهم ببرود: ما بلاش حضرتك في الموضوع ده بالذات؟ وبلاش كمان ننكش في القديم؟! غزل أنا بحبها وهتجوزها حتى لو هخطفها واديني بقولهالك مفيش قوة على وش الأرض هتبعدني عنها تاني 
أسر: حضرتك بتهددنا ولا ايه؟! 
حمزة: أيهم اهدى من فضلك؛ بشمهندس أسر ممكن تقعد ونتكلم بهدوء ولا ده أخر كلام واحنا نقوم نمشي لو ده كرم الضيافة؟ 
كم كان الفرق بين أيهم وحمزة واضحا بالنسبة لأسر ووالدته؛ فواحداً هادئ جدا وعقلاني لدرجة غريبة والآخر مجنون؛ طائش ومتهور... كم كان حمزة بأسلوبه الراقي استطاع السيطرة على عقولهم وجذبهم ناحيته بدون جهد منه فجلس أسر مرة أخرى بعدما أطلق تنهيدة طويله 
همت شهد بالمغادرة ولكن أوقفها صوت أيهم الذي استغربت وبشدة نبرته هذه.. ما هذا؟ أهذا الوغد الذي كان يحدثها منذ قليل؟ أهذا السكري الذي لا يعرف سوى شرب الخمر والغرق في الذنوب والخطايا؟ أهذا الذي يقضي أيامه بين الأقذار والأوساخ مجهولين المصدر والهيئة؟ 
أيهم بهدوء: مدام شهد.. اتفضلي اقعدي لأننا مش داخلين بيتك غصبانية أو علشان حضرتك شيفاني فارد عضلاتي أنا مش كدا أبدا على فكرة؛ دخلت بيتكم لما سمحتولي أدخل؛ جاي اتكلم بهدوء وطالب ايد أختك للزواج على سنة الله ورسوله 
شهد بتهكم: اها قولتلي على سنة الله ورسوله؟! حضرتك تعرف ايه عن ربنا علشان تقول على سنته؟
حمزة: النوايا دي عند ربنا يا مدام .. لو أيهم فعلا غرضه اللعب بعقل أختك ليه كان هيطلب ايدها لزواج؟ عارف ان دي فكرتك عنه مش بتاع زواج ومش اد مسئولية تكوين بيت وأسرة صح كده؟ 
أسر: حضرتك عارف اللي فيها؛ لو بنتك اللي واحد بأخلاق أخوك هو اللي طالب ايدها هتوافق على جوازهم؟ 
حمزة ابتسم ابتسامة واسعة: ما بلاش يا بشمهندس نحط النقط على الحروف بالطريقة دي؛ لكن معنديش مانع هجاوبك.. لو بنتي هجوزهاله ! لأني شايف في عيونه ذرة حب صادق.. شايفه شاري بنتي ومش بايع؛ شايف في عنيه أنه حصل عليها بعد معاناة وإلا ايه اللي هيجيبه يخبط بابي مرتين في نفس اليوم معداش بينهم تلت ساعة إلا لو بجد شاري؟ لو بجد عارف معنى كلمة جواز وبيت وأسرة وأنه هيكون السند اللي مبيتكسرش لكل فرد من أفراد أسرته يتكي عليه ..
كلامه أخرس الاتنين.. مذهولين من قوة كلامه ومعدش عندهم مخرج يهربوا بيه من براثينه .. اتنهدت شهد وبعدها رفعت عنيها لأيهم اللي كان بيبصلها نظرات حارقة علشان هي اللي بعدت غزالته عنه؛ هي سبب بعدهم وفراقهم؛ هي سبب زواجه للوحيده اللي حبها للمرة التانيه.. ملوش حق أنه يفرح فرحة كامله لازم العيون كلها تكون إخترقتها؛ حياته شبه جحيم مفيش فرحة في عيونه لازم تكمل وتكون صافية بدون شوائب لا أبدا؛ لازم فرحة مليانه بالدموع وحزن القلب حتى لو بيظهر للعالم كله أنه كويس مبيصبوش خدش؛ لكن اللي هيقرب منه ويفتح الكتاب الأسود ده هيشوف كتير؛ هيشوف نور كتير اندفن مع كلامهم السم؛ هيشوفه من نظرة تانية وهي أنه لسه فيه حته صغيرة منورة عايزه اللي يزيل التراب عنها علشان نورها يظهر أكتر؛ هيشوف خدوش وجروح كتير اوي بيكتبها جوا كتابه الأسود اللي الناس كلها متجنباه وكأنه حاجه عار؛ طول عمره بيتأذي من أبسط كلمة أي حد يلمح بيها لكن بيعرف يوقفهم عند حدهم؛ بيعرف يسيطر على نفسه كويس اوي.. بيعرف يخلي اللي أدامه يقتنع أنه مية فل وعشرة وان كلمته دي مجرد نملة وقفت على ضفر رجله الصغير فمهزتلوش رمش 
شهد: تمام.. معندناش مانع لكن تكون خطوبة طويله 
حمزة بتعجب: ايه؟ 
شهد ببرود: مثلا.. خطوبة تلات أو أربع سنين !! 
أيهم ببرود صاعقي وثبات مريب: شهر ! 
رفع أسر حاجبه مستنكر: افندم يا دكتور؟! 
أيهم ببرود: لا سيادتك أنا التنين.. الأسطورة لو عندك خلفية عسكرية ! 
هنا الصدمة قد أخرست ألسنتهم أجمع؛ فهم يعرفون أن أيهم طبيب حقا ولم تخبرهم غزل شيء بخلاف ذلك.. لكن شهد كانت تعلم ذلك جيدا ولكنها كانت تحتاج إلى تأكيد من أحدهم 
أسر وهو لم يفق من الصدمة بعد: سكري وخمورجي وبتاع نسوان.. المقدم أيهم بجلاله قدره؟ ازاي اصلا تدعي أنه يكون واحد بأخلاقك ولا كيفيتك؟ ولا استغلالا لتشابه الأسماء؟
حمزة بهدوء وهو يحاول تمالك أعصابه التالفة قبل أن ينفجر به هو وأمه معا: اها أيهم العسيلي.. المقدم أيهم؛ التنين ! ممكن لو مفيش مانع تنادي للبشمهندسه؟ 
تركوهم بمفردهم ليرى أيهم شعلة حمراء ملتهبه.. فظهرت علامات التعجب على وجهه؛ لكن أعجبه شكلها هكذا؛ دخل حياؤها قلبه بدون إرادة.. ولكن كيف تخجل مني الآن وأنا قد تعرفت عليها منذ زمن بعيد.. لقد حيينا سويا حياة متكاملة فهل من خجل الآن؟ 
أيهم بتوتر: غزل.. ارفعي راسك 
رفعت غزل رأسها له متوترة للغاية واحمر وجهها بخجل من نظراته التي تفترسها وتفترس ملامحها البريئة وكأن هذه المرة الأولى التي يتقابلا فهتف هو ولم تنجلي معالم الاستغراب والدهشة عن وجهه بعد: غزل؟ انتي مكسوفه مني وكأننا أول مره نشوف فيها بعض أو حتى نتكلم؟ احنا لينا زمن مع بعض انتي متخيله؟ 
غزل بابتسامة جميلة غطاها الخجل فكان صوتها هادئ .. رقيق.. شيء جعل قلبه يرفرف وينبض بجنون: كنت مجرد صديق عزيز يا سيادة المقدم وأنا عارفه انه ده حرام وديني ميسمحليش بكده أبدا لكن عارف من ساعة ما علاقتنا دي بقت بجد بجد وأنا حاسه شعور غريب مكنتش بحسه معاك قبل كده؛ شعور هيوقف قلبي عن النبض 
ابتسملها لأنها مكنتش فهماه.. مكنتش فاهمه أن ده بالضبط اللي كان بيحسه معاها في كل مرة؛ وعايزها هي تحس نفس الإحساس فكان الانتظار أسلم حل.. كان بيخليها كل مرة تقول إحساسها تجاهه وهي كانت بتيجي عند نقطة معينه وتقف لأنها لسه موصلتش لمراده؛ لسه موصلتش للهدف اللي هو عايزها توصله... دلوقتي خلاص وصلها غايته؛ كان عايز علشان حبهم ده يكمل يكون في حياء منها لأنهم بيقولوا أن الحياء نصف جمال المرأة.. وحاليا هي مبقتش بتتكسف؛ بقت أكتر مما كنت متخيل وأكتر مما كنت عايز؛ هتفضل بقى تقولي سيادة المقدم دي اللي بتطلع سم من لسانها وأنا قلبي هيرفرف لما تنطق اسمي كده لوحده بدون ألقاب.. اه يالهوي أخيرا وصلت .. محتاجه جايزة بسبب الغباء ده كله؛ ليه يعني تلات سنين علشان تفهمني؟ دماغها دي عايزه شقلبه من جديد.. عايزه ضبط المصنع؛ وبعدين.. لا لحظة هو بدماغه وتفكيره السم الخبيث ده هتفهمه؟ هيتعامل معاها ازاي بالكناية عن كل شيء زي ما بيتكلموا هم؟ أنا مبعرفش أكون صريح وأبوح بكل اللي أنا عايزه ع الملأ.. هي لازم تفوق معايا وتكلمني زي ما بكلم مليكة أختي أو حمزة اللي مبيبطلش يشتمني وأنا تقريبا حلوف وإلا مش هتعمر معايا كتير.. احم عذرا؛ ده كله مش وقته؛ هبقى أعلمها بعدين المهم أن شكلها ده عاجبني اوي.. عايز ابوسها؛ عايزها في حضني.. الحمد لله انها أيام ما كانت معايا مكنتش بتبقى بالحلاوة دي وإلا مكنتش هقدر اتمالك نفسي ! 
أيهم بجنون: طب انتي مصدقه اننا خلاص .. هنتجوز؟! 
همت غزل بالوقوف قائله بارتباك وخجل: احنا اتكلمنا كتير .. عن إذنك 
أيهم بإحباط: اه هو ده اللي أنا عايزو لكن كده أفوره ! اس...
دلف أسر وحمزة وشهد ومعهم العم محسن الذي قد أتى للتو من البلد لزيارة أهله وذويه وعندما علم بقدوم غزل فرح للغاية وجاء للاطمئنان عليها حتى أخبرته شهد بإختصار عما حدث.. فكان الخذلان هو الشيء الوحيد الذي شعر به .. 
العم محسن بابتسامة حنونه: انت بقى اللي رجعت بنتي لحضني؟ 
أيهم باستغراب: بنت مين؟ 
محسن ببسمة هادئة: بنتي غزل.. متستغربش يا 
أيهم بابتسامة: أيهم 
محسن: تشرفنا بمعرفتك يابني أهلا بحضرتك 
أيهم بابتسامة: لا حضرتك ايه؟ كنت لسه بتقول بشمهندسه غزل بنتك.. لو مفيهاش قلة ذوق مني؛ اعتبرني زي ابنك بالضبط 
محسن ضاحكًا: بس كده.. ابني طبعا 
حمزة بابتسامة جذابة: طيب ممكن تحضرنا بقى يا راجل يا طيب؟ 
أسر بغيظ: اه ياعم محسن وخليك فير.. 
محسن بمرح: ايه ياواد يا أسر انت لسه هتتعرف عليا ولا ايه؟ وايه خليك بير دي؟ 
أسر بضحك: لالا والله متفهمش غلط؛ قولت فير 
محسن: اهاا بحسب.... قولوا يابني وفضفضوا 
أيهم بيتعلق فيه لأنه الأمل الأخير: يرضيك يا عمو واحده بحبها وعايز اتجوزها على سنة الله ورسوله يقفولي في الجوازه؟ 
محسن: لا طبعا ميرضينيش 
شهد بغيظ وهي تجز على أسنانها: عمووو محسن؟ 
محسن بهدوء: بصي صلي على رسول الله؛ أختك عيزاه زي ما هو كمان مجنون بيها فمتقفيش في وش سعادتهم يابنتي... خليهم يفرحوا ويعيشوا حياتهم زي ما يحبوا وخلي النتايج على الله؛ هو خلقهم وهو أولى وأرحم بيهم مني ومنك.. كتبهم لبعض وده أمر الخالق هنيجي أنا وانتي البشر ونفرق بينهم؟ يابنتي لو مكتوباله أنها تكون مراته مفيش قوة على وش الأرض هتبعده عنها وتبعدها عنه .. اصل ده أمر مفروغ منه.. أمر مسلم بيه؛ عارف انك بتخافي عليها بس الخوف اللي في عيونه من خسرانها دلوقتي أكتر.. دي الحقيقة اللي لازم تفهميها 
شهد بتنهيدة: اوك اقتنعت أنه بيحبها وشاريها بجد.. بس لازم يتربى؛ لازم يدوق تعب الوصول ليها وده مش هيحصل إلا لما تكون خطوبة مدتها طويلة 
محسن بهدوء: شفتي منه ايه مخليكي مصره على تأديبه للدرجة دي؟ عاشرتيه؟ تعرفي ايه عن حياته الشخصية؟ مخليكي كارهاه للدرجة دي؟؟ 
شهد بضيق: عمو محسن ده بيشرب الخمر؛ بيسكر لحد ما يوقع من طوله.. السجاير في بوقه زي اللبان ميغركش دلوقتي أنه قاعد كده من غير حاجه؛ كل ما في الأمر خايف على حياته لأنه كان في صراع مع الموت؛ بيبات في الكازينو مع العاهرات وبنات الليل .. حياته عسكرية النفس فيها بحساب بس هو لا.. مستغل مكانته ومركزه؛ عارف؟؟ معاه كارت أحمر بتصريح للقتل من غير حساب.. بيقتل بكل برود وجفونه دي مبترمش ولا حتى بترق للي بيموتهم بكل سذاجة؛ بيرجع ينفض ايده وكأنها ما ارتكبتش جريمة قتل من ثواني؛ بينام الليل مطمن ازاي أفهم بس؟!! 
حمزة ببرود: خلصتي كلامك؟ اظن حضرتك قولتي اللي عندك واحنا سمعناكي بدون مقاطعه.. حياته الشخصية وهو حر حضرتك ملكيش علاقة؛ وبلاش نفتح صفحة اتقفلت ملهاش وجود حاليا .. وياريت ما تتطرنيش أقول كلام يجرحك لأنك ساعتها هتفكري كتير وللأسف الشديد مش هتقدري تفضفضي أو حتى تلمحي 
كانت فاهمه قصده بكل كلمة بينطقها؛ كلامه وتر أعصابها .. يعرف عني ايه علشان يلمحلي بكلمات زي دي؟
أما البقية فلم يكن أحدهم يفهم شيء حتى هتف أيهم مهدئا للجو الذي أصبح مشحون بالتوتر: تمام أنا متقبل نقدك ليا ومش هنكر تصرفاتي؛ لكن أنا برضو بني آدم وليا أخطائي وهفواتي.. 
محسن بغضب: لما تخلصوا مناقشات وإصدار أحكام ابقوا كلموني.. عن اذنكوا 
لف وشه هيخرج فشهد جريت عليه ومسكت إيده: خلاص خلاص؛ استنى .. اتكلموا براحتكم مش هتدخل عن اذنكوا 
خلاص اتفقوا على ميعاد الخطوبة وحددوا فرحهم.. وتحت إصرار أيهم: مكتوبلي احط ايدي في ايدك يا بشمهندس !! 
أسر بغيظ: 
المأذون بعد قدوم الكل: " بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .. وبالرفاء والبنين إن شاء الله " ❤ 
الصدمة كانت قوية عليهم جدا؛ في لحظة اتخطبوا واتجوزوا؟ 
فاطمة بعدم فهم لأي شيء: انتوا فاهمين حاجه؟! 
شذا وهمس بغباء: أبدا أبدا ! 
أحضان ومباركات وصوت فرحة نابعه فعلا من قلبهم.. كلهم فرحانين لفرحته زي ما هو مبيحبش يشوف واحد منهم مضايق أو مخنوق من شيء 
ابتسم له حمزة وضمه بقوة وكذلك أيهم الذي كانت دموع الفرحة تتلألأ بجفونه: مبروك.. ألف ألف مبروك يا حبيبي 
أيهم بسعادة بالغة: الله يبارك فيك يا زومي ! 
عدي بسعادة وفرحة عارمه وهو يحضن صاحبه بقوة: ألف مبروك يا صاحبي.. مبارك عليكم
عجز قلمي عن وصف فرحة التنين بغزالته الآن.. فكأن قلبه سيخرج من قفصه الصدري وهو يرقص ويغني؛ عادت لاحضاني بعد طول غياب: الله يبارك فيك يا معلم 
أما سامر فلم يكف عن الضحك ويتذكر عندما كان بالمشفى وأخبر حمزة: وربنا أخوك ده نمس.. مبارك يا سيادة المقدم 
أيهم: الله يبارك فيك يا سيدي؛ ولم نفسك 
سامر: لا إله إلا الله؛ انا عملتلك حاجه يابني؟! 
أيهم بغرور: متقدرش تعملي حاجه اصلا 
سامر بصله مصطنعا القرف: حاسب بس علشان التواضع فرهدني ! 
مليكة بابتسامة: ألف مبروك يا ابيه .. الفرح امتى بقى؟! 
ضحك أيهم وضمها لحضنه: يوم الخميس.. بس خليها في سرك الشطا؟ 
الصغير ضاحكًا بخبث: أنا سمعت ! 
أما عنها فكانت بغرفتها تدور حول نفسها تضرب أخماس بأسداس من التوتر والخجل وتحاول تهدئة نفسها؛ ايه يا غزل مالك؟ ده أيهم حبيبك.. أيهم اللي انتي مجنونته ودلوقتي بقى جوزك .. خلاص هيضمك لحضنه بدون قيود؛ هتعيشي معاه تحت سقف اوضه واحده.. 
كاميليا بتهليل: الله الله يا مرسي.. بقى بتتجوزي من غير معرفتنا؟ 
غزل بضحكه جميلة: مجنون والله؛ دي تاني مره ييجي في الأولى اترفض والتانيه كتب الكتاب ! 
ضحكت كاميليا بشدة: للدرجة دي انتي حلوة يا لوزه علشان تربي للوحش ده هوس بيكي؟ 
غزل بغيظ: اه يا روح أمك.. وغوري بقا اطلعي برا 
عم الصمت قليلا عليهما حتى هتفت كاميليا بهدوء لا يناسب جنونها: غزل هو هيستحمل؟! 
هبطت دمعتها الساخنة ثم هتفت بعدما مسحتها شهد: أنا بنت ! 
....: ايييييييه؟؟ ذاك الصوت صدر بعدما قد شهقت كاميليا وابتعدت شهد عنها من الذهول: مالكم؟ فاكريني هسلم نفسي ليهودي؟ 
أسر خبط ودخل فكاميليا بعدت وشها عنه فهمس لغزل قائلا: مالها الدكتوره؟ 
ضربته بقبضتها في صدره وهمست من بين أسنانها: لم نفسك يا زفت 
أسر بغيظ: ماشي.. نتحاسب بعدين يا غزل الكلب؛ يلا 
لحظة خروجها كان الكل مترقبها فما لبث أن خطت قدمها أرض الصالون الذي كان يتجمع به الكل إلا أن ضمها إليه بشدة وكأنه عثر على روحه بعد رحلة عذاب طويله .. رفعها من الأرض ... كانت فرحتها بيه ملهاش مثيل فاتعلقت في رقبته أكتر؛ ده أيهم روح قلبي.. اللي دفتر مذكراتي قصائد عنه خلاص بقى جوزي وبقيت أنا فعلا حته من قلبه ! عشق حد الجنون الآن أشعر وكأنني لم أفعل شيء صحيح بحياتي أبدا سوى أني قد أهديت قلبي له؛ قد لا أكون رفيقة موعده الأول؛ قد لا أكون حبه الأول ولكني أود خوض معركة كوني الأخيرة بحياته: أحبكك يا تايمة اني مجنون حبك؛ أشعر وكأني قيس الآن وأنتِ ليلى ! 
ضحك الكل ولكن لم تدوم الضحكة طويلا لأنه قد فك يديها عنه وجعل قدماها تلامس الأرض مجددا ثم قبل شفتيها الكرزية بجنون وعنف وكأنه وأخيرا عثر على ما يريد .. حدقت أعين الجميع بصدمة من جرءته ووقاحته الامتناهيه فوضعت مليكة كفيها على وجهها من الصدمة ... دامت طويلا حتى كأنهما نسيا أنهم وسط حشد من الجمهور ولكن هي كانت في عالم موازي مشحون بالصدمة وعدم وجود عقل حاليا لأنه استسلم لبراثن التنين وسيطرة القلب 
خفق قلبها باضطراب فضربته بقبضتها بجنون على صدره لعله يستفيق من جنونه ذاك؛ أما عن أسر فكان يستشيط غضبا فسحبه بعيدا عنها هرولت هي للداخل واغلقت الباب بإحكام ووقفت خلفه .. شهيق وزفير بطريقة جنونيه وصعود صدرها وهبوطه تارة أخرى كانوا هم الونيس والصوت الوحيد الذي يلف الغرفة 
أسر بغضب: ايه قلة الأدب دي؟؟! ممكن أفهم اللي سعادتك عملته ده؟ 
أيهم بسخرية ولهجة مستفزة: مراتي يا بيضة مراتي يا اديواتا ! 
أسر بغضب: بطل كلامك المستفز؛ انت واحد وقح مشفتش نص ساعة تربية .. مراتك اه تمام لما تبقى في بيتك إنما هنا لا 
أيهم ببرود قاتل: اوك معنديش مانع؛ أخدها معايا بيتي .. 
شهد بغضب: شوفت بقى يا عمو؟ ده سافل ووقح مبيراعيش كبير... 
محسن بتنهيدة: ايوا يابنتي شكلنا اتسرعنا ! 
كان يحاول بصعوبة كبت ضحكاته ولكنه فشل فقهقه بصخب: مش قولتلك يا معلم؟ 
ضربه حمزة بقبضة يده قائلا بغضب: بس يا سامر اخرس؛ والله الحكاية ما نقصاك .. الحيوان مبيشبعش 
سامر بلامبالاة: ياعم سيب الواد يعيش حياته 
عدي: يا جدعان حد شاف اللي أنا شوفته؟؟!؟ 
أما أيهم فقد اقترب من فاطمة وهتف: ايه رأيك بقى؟؟ 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 
ضحكت همس بشدة فنظر لها وهو يزفر بضيق: مراته يا حمزة وهو حر 
ظل يدور بجناحه حول نفسه من عدم تصديقه لما حدث والأحرى سفالة أخيه التي لم يتوقع أن تصل لهذا الحد من السوء: ده سافل ووقح؛ ليه 15 يوم تانيين مش قادر يصبرهم .. ياربي هموت ناقص عمر 
همس بضحك: فكك منهم والله يولعوا دول مجانين اصلا.. المهم قولي اجهزلك أكل؟ انت ما أكلتش من الصبح 
حمزة بابتسامة: مش جعان.. بقولك ايه؟ 
همس: ايه؟؟ 
حمزة: هو اليوم ده مبيفكركيش بحاجة؟ 
أطلقت تنهيدة طويله ثم هتفت: فكرتك نسيت مرضتش اقولك؛ براحتك 
ضمها إليه بشدة فانهمرت دموعها رغما عنها.. قبل جبينها بحب فأغمضت عيونها: بحبك يا أرسيليتي.. صدقيني مش حب سنين هيضيعه الجواز زي الكلام الفارغ ده .. بالعكس هيزوده؛ هتفضلي لأخر نفس خارج مني حبي الأول والأخير
انعقدا حاجبيها بعدم فهم: سنين؟؟ 
حمزة بابتسامة: عايزه الحقيقة؛ أنا بحبك من زمان اوي.. شوفت صورتك مع عدي مره واحده وملامحك من يومها اتحفرت في قلبي وكنت مجنون والغيرة بتموتني زي كده فكنت بضايق من عدي لما يشتاقلكم وأكيد بيتأمل صورتك كتير بس هسرقها؟ الحمد لله ربي استجاب لدعواتي والصورة ضاعت منه ! 
همس بعدم استيعاب: انت مجنون زي أخوك بالضبط يخرب عقلك؟ 
ضحك حمزة بصخب ثم قبل يدها وأخرج من جيبه خاتم رقيق فصرخت بسعادة: انت منستش؟! 
هز حمزة رأسه نافيا: ده عيد زواجنا انسى عمري وما انساش اليوم ده ... لبسها الخاتم فقفذت بحضنه بدون مقدمات قائله بضحك ودموع الفرحة تتلألأ بجفونها: بعشقك يا حمزة 
حمزة بابتسامة: روحي افتحي كتاب مذكراتك 
أسرعت لفتح الصندوق الذهبي الذي سبق وأهدها إياه فوجدت بداخله تذاكر طيران للسعودية فصرخت بجنون من السعادة: العمرة في رمضان تعادل الحج صح؟؟ 
حمزة ببسمة عاشقة: اه يا قلبي .. نازل خمسة وراجعلك 
همس: هتخرج؟ 
حمزة: لا هشوف مليكة 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 
نائم على سريره يفكر هل سيستطيع؟ ألن يكون موقفه صعب؟ ألن يكون صعب عليه تحمل ألم زواجه من معشوقته للمرة الثانية؟ هل عليه تحمل كل شيء وكتمانه بداخله بدون أن يشاركه أحدهم همه؟ لماذا حتى التي عشقتها اتزوجها وهي كانت متزوجه قبلي؟ ما كل هذه الإختبارات المعجزه؟ أحبها بشدة؛ أحبها لأنها غزالتي.. أحبها لأنها نصفي الثاني مجنونة قلبي .. اني أعشقها لكني لا أعلم هل سأستطيع التحمل أم لا 
قطع رنين هاتفه حبل أفكاره سحبه ووضعه على أذنه ليسمع ثرثرتها وصوت صراخها الذي خرم طبلة أذنيه: فهمني ايه اللي عملته ده ممكن؟؟؟ 
أيهم بكل بساطة: عملت ايه يا حبيبتي؟ بوستك؟ دي بوسه واحده خفيفة يادوب.... 
غزل بصراخ: اخرس ماتكملش.. عايزهم يقولوا عليا ايه؟ 
أيهم بتأفف: يا روحي يقولوا اللي يقولوه .. إنما مقولتيليش كانت عا.... أغلقت الهاتف بوجهه لأنها تعلم بما سيكمل هذا الوقح
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 
سرعان ما مرت الأيام ما بين تجهزاتهم للحفل ذاهبون لشراء الشبكة وحجز فستان الفرح 
حمل ابنة أخيه التي استغلت معرفتها لإستخدام أرجلها الأربع فتدور بقلب المنزل بكل أريحية .. داعب أنفها الصغيرة المتوردة بحنو: حبيب قلب عمو ايه الجمال ده .. ضحكت الصغيرة فاتسعت ابتسامته وظل يداعبها حتى جاءت همس قائله وأنفاسها تخرج لاهثه: الحمد لله؛ الحمد لله 
أيهم باستغراب: مالك يابنتي كويسه أهي ! 
همس: ياعم اوعى هات... قطعت نفسي فكرتها وقعت من ع السلم 
مليكة بابتسامة: ابيه أنا جاه... مالكم؟؟ 
أيهم بغيظ: حضرتك كنتي فين وسيباها؟؟ 
همس: روحت اجيبلها ببرونه 
أيهم بغطرسة: الخدم عندك رهن الإشارة قوليلهم وهم يجيبوا 
رفعت أنظارها نحوه قائله بضيق من عجرفته: طيب يا سيدي شكرا اوي ع النصيحة .. هات بقى 
نزلا للأسفل وهم يتحدثا سويا عن شيء ما أو بالأحرى يتشاجران .. مليكة بعناد: هنركب عربيتك 
أيهم بغيظ: ومنركبش عربية سعادتك ليه؟ 
مليكة بضحكه مرحة: لو ركبنا عربيتي هسوق أنا وحضرتك هتقعد وتربط الحزام ايه رأيك بقا؟؟ ولو مصر بقى ومعنديش خيارات تانيه هقعد ورا وحضرتك الشوفير اشطا؟ 
أيهم بصدمة حقيقة: ناااعم ناااااعم ياختي؟؟ عند ام حسن اللي بتبيع ترتر على أول الشارع عرفاها؟ يلا هنروح بالباص 
ضحكت مليكة بشدة حتى ظهرت غمازتيها فجلس أيهم على السيارة ينتظرها لتنتهي من الضحك: عندي فكرة؛ رهان والخسران هيركب عربية التاني 
أيهم بانتصار: اشطا فيزيا 
مليكة بصراخ وضحك جنوني: لاااااااااااااااااااااا فيزياء لالالا
أيهم بتفكير: فاشلة.. طيب رياضه 
مليكة بتحدي: d'accord 
أيهم بتحدي مماثل: اوك.. اسألي 
فكرت مليكة قليلا ثم هتفت: أين أقيمت أول دورة أولمبية حديثة وفي أي عام؟؟
لم تنهي سؤالها حتى أجاب بكل ثقة وهو يشير لها بإنتصار: أثينا وأقيمت عام 1896... عليا الدور 
حمحمت بخفة: اسأل سؤال سهل زي ما سألتك ! 
أيهم بابتسامة لعوبه: الله طبعا .. كم طول المضمار في سباقات ألعاب القوى؟!!! 
حدقت أعينها بقوة من الصدمة اه ما هذا يا هذا؟ أتراني لدي عضلات مثلك لتسألني سؤال كهذااااا؟: أنت بتغش؛ ده سؤال مش سهل 
أيهم بضحك: خمني.. مليكة: 700؟ هز رأسه رافضا.. 200؟ 120؟ 500؟ 
ركبا سيارته وطول الطريق يذلها بعدم معرفتها لسؤال سهل كهذا من وجهة نظره وهي حمراء ملتهبه من أفعاله .. 
أيهم بمشاكسة: خلاص يا كوكي.. كنتي عايزنا نركب عربيتي واحنا فيها 
مليكة بدموع: خسرت الرهان ! 
أيهم بقهقة وضحك هستيري: ههههههههه هموت والله .. كوكي حبيبي الرهان ده حرام اصلا حرام 
وصلا إلى حيث تقيم فكانت تقف بالبلاكونة تنتظر قدومه حتى صفر هو فأشارت له بأنها قادمه 
مليكة: ابيه بص الصورة دي؟ 
أيهم بعدم تركيز: نعم حبيبي..؟ حدقت أعينه بعدم تصديق بعدما نظر للهاتف غير مصدق ما تراه زرقاواته: دي..؟ دي ميار؟؟! 
مليكة: اه هي .. مكتوب " عُدت " بس كدا ! 
أيهم: اوك اوك نشوف الحوار ده بعدين 
نزلت للأسفل مع كاميليا وشهد اللاتي استقلوا سيارة أسر وركبت هي مع أيهم 
كاميليا: يالهوي يا شهد هي اللي معاه دي بنوته حقيقة؟ هو اه موز بس دي فتنة بمنظرها ده ! 
شهد بضيق: أخته ... عيزاها تكون ايه؟ 
كاميليا: قوليلها تيجي تركب معانا يخرب بيت جمال أهلها
شهد: انطوائيه جدا يا كامي؛ كانت موجوده يوم كتب الكتاب وقعدت جنب حمزة العسيلي ما اتحركتش 
كاميليا بغرور مصطنع: انا هكلمها؛ مش هتقدر تقاومني اصلا
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 
أوقف السيارة أمام إحدى محلات المجوهرات الفاخرة فنظرت للمكان بضيق: مش هتبطل اللي فيك ده؟ 
أيهم: بالله بالله بلاش نكد النهاردا... بكرا الفرح يا قلبي مش عايز نكد 
غزل بغيظ: طيب..؛ ثانيه هشوف شهد أهي جات 
مليكة ببراءة طاغية: ابيه عايزه شوكولا والنبي يا ابيه ! 
أيهم بضيق فشل في كبته وزعق: مليكة مفيش زفت.. اقعدي 
جسمها اتنفض من نبرة صوته اللي فزعتها فرجعت مكانها تبص لتليفونها بهدوء وعدلت من حجابها بتوتر قبل ما تعيط لأنها مبتعرفش تسيطر على أعصابها .. فركت يدها بالآخري بجنون حتى جرح إصبعها فأغمضت عيونها لتسمح لدموعها بالهبوط وهي تشهق بفزع .. أيهم لفلها مصدوم من غباءها ضرب قبضته بمقود السيارة ليفرغ به غضبه عندما قد رأها تغمض عيناها برعب من جنونه.. نزل وفتحلها الباب قائلا بهدوء مميت: انزلي .. هزت مليكة رأسها نافيه أثناء بكائها بحرقه 
أيهم بغيظ: عورتي نفسك مش كدا؟ 
بكت بشدة وحدثته بكل براءة: هت.. خف صح؟ 
أيهم غصب عنه ضحك ومسك ايدها لف عليها شاش..: آسف والله مكنش قصدي ازعلك أبدا
مليكة بدموع: مكنش قصدي.. اقولك عايزه ان.. أنا كنت ! 
أيهم باستنكار: يعني ايه مكنش قصدك تقوليلي عايزه؟ اطلبي روحي يا كوكي.... ابتسملها بحب وحنان: يلا؟ 
دخلوا كلهم المحل.. كانت قاعده على جنب بعيد هادي بتكلم أخوها وكاميليا هتموت وتكلمها 
أما أيهم وغزل فكانوا في العالم الموازي بيختاروا خاتم وشغالين ناقر ونقير اتغاظت منه فضربته على ايده لما همسلها بكلمات وقحة شبهه.. اتكلم بكل بساطة وبصوت مش مسموع: الله بقولك جميلة النهاردا 
انعقدا حاجبيها بعدم رضا واستنكار تام لحديثه: يا راجل؟ قول كلام غير ده 
أيهم بمكر بالغ وبيغمزلها بوقاحة: هو أنا منافق يا تايمة؟ دا أنا بلسم اتحط ع الجرح يطيب 
غزل بابتسامة مصطنعه من تحت ضرسها: ما انا عارفه ! 
أيهم بابتسامة: ايه رأيك في ده؟ 
غزل بغتاته وابتسامة تعلن له عن معرفتها بأنه سيعجبها فاحتفظ به داخل قبضته: ومخبيه في ايدك ليه يا سم؟ 
أيهم بضحك: نسيتي الباء واللام ! المهم انا أعصابي بدأت تفلت مني وهمسكك دلوقتي اكسر دما


تعليقات