رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الخامس عشر15والاخيربقلم تسنيم محمود
الأسستنت: اختارتوا حاجه يا فندم؟
أيهم بابتسامة: اه عايز اكتب على الخاتم ده .. ضربته بيدها فلم يبالي لها فكانت هي تشتعل غيظا
الأسستنت بابتسامة إعجاب: اوك يا فندم تحت أمرك
غزل بضيق: اوك يا أيهم براحتك .. واكتب عربي فاهم؟
أيهم ابتسم بتأكيد: حاضر
غزل بسخرية: اوعى تكون سخنت فجأة ... حفر على خاتمها كلمة واحده جعلتها تعقد حاجبيها بعدم رضا وغيظ من تصرفاته الحانقه: " spanoflife "
غزل وهي تتأمل الخاتم: أفهم منها ايه دي؟
أيهم: وانتي مالك .. عارفه ترجمة الكلمة خلاص اشطا مش عارفه نقطيني بسكاتك..
ابتسامة واسعة اترسمت جواها وهي بتقسم كل لحظة لتشربه من نفس الكأس علشان يحس الحلوف ده .. هكذا كانت الحوارات بينهم طوال الوقت حتى وقت شراء الفستان لم يعجبه شيء
غزل بتأفف: أيهم أنجز .. مفيش حاجة لبستها لحد دلوقتي وقولت عليها كلمة تجبر بالخاطر
أيهم بابتسامة لعوبه: أعمل ايه طيب... مطلعينك حلوة اوي
مليكة بعدم فهم: ابيه هي لازم تطلع وحشه؟
أيهم ضاحكًا: لا يا قلبي.. تطلع حلوة بس مش للدرجة دي
غزل بغيظ: كلهم اختيار أختك وكلهم أجمل من بعض؛ انجز
أيهم: واحد مفتوح جدا؛ واحد حلو اوي؛ واحد معرفش ماله؟ بصي يا غزالتي.. ايه رأيك؟
حدقت أعين مليكة من الصدمة: كح كح.. ايه ده؟ هتلبسها شوال؟
وقفت مليكة توزع أنظارها بين كل من ينطق بحرف من كلاهما حتى جاءت كاميليا التي وكأنها كانت بالسجن والأن قد حُررت: ممكن يا موزه انتي تقوليلي بتستخدمي ايه لبشرتك اللوز دي؟؟
التفتت لها مليكة بعدم فهم ما هذا الكائن غريب الأطوار الذي يحدثني الآن؟ بتلقائية وبكل براءة منها وضعت يدها على وجهها فقهقهت غزل وكاميليا بشدة أما مليكة فقد وقفت خلف ظهر أيهم من شدة توترها فنظر لها أيهم ثم ضمها إليه ومسح على ذراعها بحنو: بيهزروا يا ملوكتي
تمسكت به وقبضت يدها التي مكانها خلف ظهره بتيشرته جيدا وهمست له ببراءة: ابيه؛ بيخوفوا !
أيهم بضحك: لا يا حبيبي.. هم منفعلين شويه مش أكتر
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
صباح اليوم التالي
دلف حمزة لغرفته وجده نائما وكأن اليوم ليس فرحه: يابني انت.. يابا؟
أيهم بنعاس وعنيه مقفولة بتعب: سيبني هنام شويه واصحى
أشعل إضاءة الغرفة وابعد ستائرها بجهاز التحكم فداعبت أشعة الشمس الذهبية وجهه فوضع الوسائد على وجهه بحنق: ياربي ع الرخامة.. يا حمزة هموت واتخمد اقفل النور
حمزة: معاك أجازة طويله اتخمد فيها براحتك
أيهم بصوت عالي حتى يسمعه حمزة بانتباه لأنه قد وضع عده من الوسائد على وجهه: إجازتي اسبوع واحد يا حمزة حرام على أهلك
حمزة باستنكار ورفعة حاجب: لا يا شيخ؟
أيهم بتأفف: شهر و15 يوم يا حمزة
حمزة بتنهيدة: طب يلا عمك ومرات عمك وسليم وشيري تحت
أيهم بضحك هستيري: بقولك يا حمزة.. سمعت كده والله أعلى وأعلم برضو ان اللي بيتجنن مبيرجعش طبيعي اومال ازاي.....؟
ضحك حمزة بصوته كله: احنا حالات خاصة
أيهم: لا بجد والله طب هم كانوا بيمثلوا الزعل والحزن على بنتهم ولا ايه؟ I can't understand anything ( أنا مش قادر أفهم حاجة )
أيهم بسعادة وهو يقفذ بأحضان عمه: هيما هيما يلا قوم؛ قولتلي هنجيب اللبس النهاردا
ضمه أيهم لصدره أكثر قائلا بابتسامته الحنونه: اوك هاخد شاور وافطر وننزل اشطا؟
الصغير بفرحة: اه اشطا طبعا
حمزة: ممكن أروح معاكم طيب؟ أم أنه من المحظورات؟
الصغير بسعادة وفرحة عارمه: بجد يا بابي؟!
حمزة: اه يا قلب بابي .. هستناكم تحت
نزل للأسفل فوقعت أنظاره على عمه الذي يشير له بالاقتراب منه .. فجلس حمزة بهدوء
أشرف: عامل ايه يا حمزة..؟ حياتك ماشيه ازاي؟
حمزة بثقه: كويسه جدا
أشرف: يعني مفيش حاجة كده ولا كده في الشركات وادارتك ليها؟ أنا شايف انه حمل كبير اوي عليك انت مش قده !
حمزة ببرود صاعقي وثبات مريب: عمي أنا بدير الشركات من 11 سنة ؟ ايه اللي اختلف حاليا؟
أشرف بضيق من عجرفة ابن أخيه الذي لا يستطيع سحب كلمة من لسانه: حاليا عندك أولويات تانيه
حمزة: هي ايه أولوياتي؟ لو سمحت وضح
أشرف: بيت؛ أسرة؛ عيلة؛ زوجة.. أختك المريضه؟ ولا اهملتها؟! اظن مليكة كبرت حاليا وليها احتياجات أكتر ومرضها ده انت كشخص مش هتستحمله كتير.. اه أختك وبتعزها بس مش للدرجة دي؛ مفيش إنسان مننا يستحمل طلبات زي طلباتها الكتيرة
صدفة كانت ذاهبه إلى أخيها تخبره ماذا سترتدي للحفل كما اعتادت منذ الصغر حتى أنها استمعت لكل كلمات عمها السامة فظلت تنتظر إجابة حمزة لكنها وجدته شاردا وكأنه يفكر بكلمات عمه التي لم يعايرها اي اهتمام.. فاحمر وجهها من شدة القهر وأصبحت تخرج النفس كمن يلهث حتى أنها سقطت مغشاه عليها بين يديه..... أما عن حمزة فأسرع إليها بجنون وضمها من يدي سليم الذي أصابته اللهفة والقلق عليها
حملها بين يديه ليضعها على سريرها بينما قد قامت همس بقياس ضغطها الذي كان منخفضا وبشدة
همس باستغراب: كانت لسه معايا في المطبخ.. مالها؟
حمزة بنرفزة: انا اللي هعرف مالها؟
همس بضيق: على فكرة مكنش قصدي مالها بالمعنى المراد؛ اقصد ايه اللي وطى ضغطها كده؟
حمزة: معرفش .. خرجت همس من الغرفة فجلس هو بجانب أخته يمسد على شعرها بعد أن قبل جبينها بحنو: ملوكه.. حبيبي قومي؛ كوكي
كانت صاحيه بس مش عايزه تتكلم فتحت عيونها محركتهمش عنه؛ فهو ابتسملها: مالك يا ملوكتي في ايه؟
مليكة بهدوء: عايزه ارجع أمريكا
حمزة بصدمة: نعم؟! النهاردا حفل زواج أيهم وبعدين حببتي خلصتي امتحاناتك ويوم الاتنين بإذن الله حفل افتتاح الوكالة !
مليكة ببكاء هستيري: مش عايزه منكم حاجه؛ بالله رجعني أمريكا ..
حمزة ضمها لحضنه جامد وغمض عيونه بتوعد وهي انهارت في حضنه لحد ما نامت مكتئبة وحزينه: أقسم لك بالله هدفعه التمن
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
نزل أيهم للأسفل بعدما قد أخذ شاور وبدل ملابسه وصفف شعره فكان بأبهى طلاته.. وزع أنظاره على الترتيبات التي تقام وتلقائيا ابتسم.. تذكر جومانا ويوم أخبرها: كنت اتمنى تكوني انتي العروسة يا جيجي !
اصتدم بشيري التي تألمت وهتفت بغيظ: ليه يا ربي خبطت في عربية لوري؟
أيهم: انتي يابت؟ أنا أيهم
شيري بعفوية: يا سيدي مش تفتح؟ واحده حامل لو عندك نظر
أيهم بصدمة: لالا انتي لا يمكن تكوني شيري بنت عمي شيري: اه ياخويا هي.. ممكن اعدي بقى ولا سعادتك هتمثل دور الحيطة كتير؟
أيهم: حيطة؟!!
زفرت شيري بضيق: يا أخينا وسع.. ربي يهديك
أخرج هاتفه وهو يشعر بشيء من البلاهة.. طلب رقمها حتى جائه الرد بعد ثوان: عامله ايه يا قلبي؟
غزل: كويسه؛ أحسن منك
أيهم ضحك ونفخ دخان السجارة: يارب دايما يا تايمة أحسن مني
غزل: مش فاضيه لعجرفتك .. انجز عايز ايه؟
أيهم ببراءة مصطنعه: بقى في واحده بتحب جوزها ومجانين ببعض زينا تقوله مش فاضيه لعجرفتك؟
غزل بغيظ: اه انا .. يلا سلام .. أغلقت هي الخط كالعادة فزفر بغضب: وحياة أمك
أيهم: يا داده عايز أكل
الداده: يابني وطي صوتك.. حاضر
أيهم: طب بصي بالله أكل حلو بقى هاا؟ أنا ميت من الجوع ومقبل على مرحلة ما يعلم بيها إلا الله
الداده بصدمة: ليه يابني كفى الله الشر؟
أيهم بغيظ: سعادتها مبتعرفش تعمل أكل وهيكون كل يوم اطلب دليفري لحد ما اتعود
ضحكت الداده بشدة: انت اتجوزت قبل كده ولا ايه؟
أيهم بتأفف: لا الموزه اللي كان متجوزها بابا كانت بتعمل كدا للأسف
لم تكف الداده عن الضحك وهي تنصت لحديثه جيدا فظل ينظر لها منتظرها أن تنتهي؛ حتى صدح رنين هاتفه فكان عدي..
غطى الليل بقدومه أنحاء العالم فأناره قمر يدعى غزال .. طلت بفستانها الأبيض الملكي المرصع بالألماس النفيس الذي كان صدره ضيقا واتساعه المجنون يبدأ من خصرها فبدت وكأنها أميرة هاربه من مملكة ديزني متجه لقلب التنين مباشرة.. أبهرت العيون التي لم تبتعد عنها لحظة فكأن هذه قد أتت من كوكب آخر
شهد بابتسامة مختلطة بالدموع: قمر يا قلبي؛ مبارك يا غزل.. ربنا يسعدك ويحفظك من كل شر
رفعت غزل عيناها لأعلى تمنع دموعها ثم هتفت بمرح: عياط من أولها؟ والله أعمل مناحه في البيت وبلاها جواز
ضحكت شهد ومسحت دموعها التي أغرقت خديها: لا وعلى ايه؟ الطيب أحسن
شذا بابتسامة: ايه القمر ده؟ ايوا كدا عايزينك تجننيه زي ماهو مجنن أعصابنا
ضحكت غزل ثم هتفت بعد أن ضربت كلتا يديها بحركات شعبية: طبعا يابنتي.. دا انا غزل والقدر على الله
فاطمة بولوله: نهارك أبيض.. ايه الجمال ده يابنتي؟
غزل بامتعاض: بطلي مجاملة يابت انتي
فاطمة بابتسامة: لا بجد مجاملة ايه؟ ما شاء الله عليكي .. قمر يا غزاله اللهم بارك
غزل ببسمة رقيقة: تسلميلي يا فطوم
أما أيهم فلم تمر عليها ثانيتين في انتظاره حتى كان بطلاته المزلزلة للأبدان .. الخاطفة للأنفاس فكان مثالا للرجل الذي لا يمكن لأي فتاة مقاومته ... الرجل الثلاثيني وسيم الطلة؛ مزيج غامض من الجاذبية والخطورة؛ كثير الترحال .. يحسده الرجال؛ بحر عاتي الأمواج.. متقلب المزاج؛ قوانين مده وجزره طلاسم غير مفهومه أو مبرره لا فيه إشارة أو منارة تهدي من يجازف ويقترب.. ولا سبيل للهرب فالغرق مصير محتوم والنجاة منه أعجوبة..؛ ولكن هذه الغزالة جازفت بكل ما لديها حتى عثرت على المنارة التي أرشدتها لقلبه
كيف يكون حالها في هذه الأثناء سوى أنها تشعر بخجل سيقضى عليها .. جعل دماء جسمها كله تصعد لوجهها ذو النحت الملائكي
اقترب منها ورفع وجهها بأطراف أصابعه فتلاقت نظراتهم .. ابتسامة عاشقه شقت ثنايا وجهه فحسبت ابتسامته خبيثة فسرعان ما وضعت يدها على فمها بعدما أصدرت شهقة فضحك هو بينما قد ضج الصالون بالضحك
قبل جبينها بعشق ثم هتف بهمس: مبروك يا غزالتي.. أخيرا؟!
غزل بخجل: الله يبارك فيك.. صوت زغاريد مصرية أصيله ملئت القاعة بأكملها
تم فرحهم بجنونهم أجمع.. موسيقي وطرب شعبي وأغاني مجنونة قد جعلت الفرح يبدو كالهب .. فوقف الفرح على قدم وساق واندمج الكل مع أيهم وغزالته عندما بدأ بالغناء سويا " بحبك وبموت فيك "
جلست بجانب أخيها تعبث بهاتفها وهي تسترق النظرات لحبيب القلب ثم تعود أنظارها بسرعة للهاتف عندما تلمحه ينظر لها
حمزة بصوت هادى غير مسموع: فرحنا أحلى !
همس بضحكه رقيقة وبنفس الهمس: طبعا؛ هو احنا في مننا اتنين يا حبيبي؟؟
حمزة ضحك بخفة وبص لمليكة اللي شافها مركزه مع سليم فده أكدله وبعدها بسرعة شالت عينها عنه بصت لحمزة لقيته بيمثل أنه ما اخدش باله فاتوترت: احم.. هروح التواليت؛ عن اذنكم
سليم: اوعي يا شيري انا هروح أقوله بحبها وهتجوزها !
شيري بصدمة: يابني اتهد بقى.. يعني ايه تقوله بتحبها وهتتجوزها دي؟ ده حمزة عارف ممكن يعمل فيك ايه؟؟
سليم بثقه: يعمل اللي يعمله .. هتجوزها برضو
شيري بذهول: انت اكيد اتجننت؛ أيهم كان معاه شمبانيا اوعى تكون شارب؟
سليم: شارب ايه يا غبية؟! أنا في كامل قواي العقليه.. عن إذنك
ماجي بصوت خافت للغاية: سليم رايح فين يا شيري؟!
شيري بهدوء: يتطحن !
ألقى كلاهما المايك من أيديهم وعانقوا بعضهم عناق طويل فتعالت أصوات الصفير والتصقيف لهما ومن ثم هتفت مفرقة الجماعات
كاميليا: الله الله يا مرسي؟ انتو وسط حشد من الجماهير اتفرجوا كده؟ خلاص دقايق وهتروحوا بيتكم
أيهم: مين دي؟
عدي بابتسامة جذابة بعدما قد احتضن صديقه بقوة: مبارك يا أيهم.. ألف مبروك يا غالي
أيهم بحب: الله يبارك فيك يا صاحبي
بنهاية الفرح تبادلوا المباركات والأحضان وغمرت الفرحة قلوبهم أجمعين ثم أسلم الكل لذهاب غزالته معه
حمزة حضنه واتكلم بخفوت: احترم نفسك شويه
كتم أيهم ضحكاته وتحدث بنفس الهمس: حتى هنا نصايح؟
حمزة بضيق: مهو لو انت محترم محدش هيقولك .. ابتعد عنه وابتسم لغزل بهدوء: مبارك يا بشمهندسه؛ ربنا يسعدكم ويحفظكم وترجعوا بألف سلامة
غزل بابتسامة جميلة: الله يبارك في حضرتك
سليم اتدخل: أنا مش جاي أبارك ولا أهني.. أنا جاي اتجوز زيكم
اشتعلت رؤوسهم غضبا واحمرت عيونهم غيظا حتى عاد سليم للخلف خطوات متعثرة: ايه يا جدعان انتو بتتحولوا ولا ايه؟؟ أنا جاي أبارك بس صدقوني
ضحكت غزل وشيري وابتسمت مليكة بخفة .. سليم وقف جنبها واتكلم: يابنتي قولي اي حاجه.. انطقي هموووت
حمزة بغضب: اوعى يا زفت بعيد عنها
أيهم مسك سليم وضغط على رأسه بهزار: قولتلي بقى يا سيدي عايز ايه؟؟
سليم بتمثيل: كح.. كح اب.. ارك؟!
أيهم بغرور: اه بحسب .. ازاح سليم يده عنه وعدل شعره متأففا: لا ياخويا متبقاش تحسب بعد كدا
مالت عليه غزل وهمست له وهي تكتم ضحكها بصعوبة: غلبتوا أسر !
انفلتت ضحكاته الرجوليه المهلكة: قصدك اديواتا؟!
نظرت له بتعجب وهي ترفع حاجبها مستنكره حديثه ليردف قائلا بعدما نظر لعيناها: قولت حاجه حرام ولا حاجه؟!
انتهوا من الضحك والهزار واستعد كلاهما للمغادرة... كان يضمها إليه وهم يشيروا لهم وداعا وتحلق ابتسامتهم فوق أفواههم.. صعدا الطائرة لينطلقا معا نحو مغامرة حبهم التي كانت بمثابة مستحيلة ولكن مع إصرارهم فقد جعلها الله حقا
كان يحملها بين يديه ليصعد بها الدرج.. فكأنما يحمل عصفورة؛ استسلمت هي له مبتسمة بكل رضا؛ فها هو أيهم زوجي يضمني بكل حب.. أسنبقى هكذا طوال العمر أم سيهدم حبنا زواجا؟! أسنبقى هكذا مدى الحياة أم سيكون للتنين والقدر رأي أخر؟!
أيهم مبتسما: سنبقى هكذا دوما
مغمضه عيناها على السرير بكل أريحية ومبتسمه ابتسامة بارده ومطمئنة؛ ابتسامة نابعه من قلبها لأنها لحبيبها اللي نوياله على نيه سودا؛ ابتسامة مجنونة بتفتكر فيها كل لحظة بيخضها عليه لما يكون في مهمة صعبة وتقع في الفخ ويطلع بيهزر .. نائمه كما وضعها وعيناها مغلقتان ولا يوجد سوى الابتسامة التي يراها ولم يجد لها تفسير بعد؛ أفاقه صوتها عندما أردفت قائله وهي تصطنع السؤال: عرفت منين انا بفكر في ايه؟!
خلع جاكيته فكان يعطيها ظهره وتظهر انعكاس صورتها بالمرأة أمامه: يعني مش حضرتك اللي بتفكري بصوت عالي؟
اعتدلت سريعا من الصدمة قائله بلهفه وتوتر بالغ: وو.. سمعت ايه تاني؟!
أيهم: ولا حاجه.. اقتربت غزل منه فابتسم ليطمئنها أو بالأحرى يطمئن نفسه واضطراب قلبه الذي بدت دقات قلبه وكأنها مسموعه تصل لأذانها .. هتفت وهي تنظر لعيناه وقد احمرت وأصبحت كحبة طماطم نضجت في آوانها .. غطى أعينها الدمع فأصابه ذاك بتوتر: سألتك ومجاوبتش؟
تقابلت أعينه التي تحاول إخفاء الدموع التي تلألأت بداخلهما مع عيناها البنية الساحرة وهي تُسِقط لؤلؤا: أجاوب على ايه؟
غزل بدموع وحزن: هتستحمل نتجوز وتعيش معايا حياة طبيعية؟
أطلق تنهيدة طويله وقبل بطن يدها اليمني برقة فشعر بقشعرة جسمها الذي انتفض فور لمس شفتاه ليدها .. رفع نظراته إليها قائلا: دي ليلة دخلتنا فاهمه؟ يعني النكد أمر مش مسلم بيه نهائي؛ انتي بالنسبالي لسه غزل، تايمة مجنونتي وروحي وعمري كل ما ليا في الدنيا
لمست وجهه بأطراف أصابعها الناعمة ومازالت تهبط أدمعها وتهمس بضعف أمام براثينه.. فلم تعد باستطاعتها السيطرة على نفسها أمام حبيبها فأصبح الذي بيده زمام أمورها هو القلب فقط؛ عواطفها من تسيطر عليها كليا: بجد؟
أما عنه فلم يكن أفضل منها حالاً؛ بالعكس كان يشعر هذه اللحظة وكأنه مغيب.. كمن سحر بفعل جاذبية هذه البريئة الصغيرة يود خطف أنفاسها الآن وجعلها له وحده؛ يود أن يختفي بصحبتها من هذا العالم ولا يعودا أبدا.. يود حبسها بداخل قلبه الذي لم يكف عن الخفقان باضطراب.. أما هي فقلبها يرقص ويغني ونظرة التوعد له قد نجحت في جعلها تتلاشى لكي لا يلمحها: عارف يا أيهم ان ما خليتك تلف حولين نفسك وتقول جننتني مبقاش غزل بنت آسيا !.. سرعان ما لمحت هي توهانه وأدركت أن نظراته هذه مصوبه تجاه شفتيها الكرزية فاقتربت منه أكثر مستسلمه لجنونه حتى أحاطها بين يديه لا إراديا وعندما إنتهى به المطاف بسحر هذه الشفتين الورديتين والأن هي له؛ لحظة وسيلتهم كرزيتها تلك وضعت إصبعها على فمه؛ رفع أعينه إليها ببطء مستشفا ماذا يحدث فأبعدت وجهها عنه وهبطت دمعتها الساخنة على يده: مش النهاردا أرجوك
الصدمة أخرست لسانه.. ما الذي تقصده بليس الآن؟ فك يديه عنها فتحررت من حصونه؛ تراجع للخلف ليهدأ ويفكر بعقله الذي شعر وكأنه يأنبه وينهره بشدة: ألم أقل لك أن الحب هذا ليس لك؟ ألم أخبرك مسبقا أنها لم تعد مثلما كانت؟ لقد غيرها الزواج من آخر.. فلتتحمل إذا
أيهم بهدوء: متخافيش مني يا غزل؛ واوك زي ما تحبي مش هزعل منك على فكرة
لف وجهه فأمسكت بيده قائله بدموع زائفه وقلبها الآن مبتسما ابتسامة خبيثة: طب مش هتزعل مني خارج وسايبني ليه؟!
أيهم بابتسامة: متخافيش حبيبتي.. هولع سيجارة وراجع
غزل بصدمة: نعممم وبتقولها في وشي؟؟!
أيهم بتنهيدة مريره: حقيقي جسمي محتاجها .. مش ممكن هبطل في يوم وليلة يا غزالتي
خرج للتراس يزيل العرق الذي أغرق جبينه ثم أخرج سجارتين يشربهما بجنون وهو متكئ على سور التراس ينظر للبحر بأمواجه العالية التي لا تهدأ أبدا تماما كحياته المتعرجة
طبطبه على كتفه بحنان جعلته يلتف بسرعة البرق وهو يلهث من الخوف.. أحقا أرى أبي أمام أعيني؟ أحقا عاد؟ هل ما أراه صحيح الآن؟!
أيهم بجنون: بابا؟ بجد انت موجود هنا؟!
والده ببسمة حنونه: طبعا موجود انا مسبتكش أبدا انت اللي نسيتني
أيهم: مستحيل.. أنساك ازاي؟
والده مبتسما: يعني لسه مهتم بالمزرعة؟ لسه بتسافر إيطاليا وتدخل اوضتي وتقرأ كتبي؟ لسه بتقعد مكاني على كرسي مكتبي؟
هز أيهم رأسه بإيجاب: بعمل كل دول.. أنا رفضت ان حمزة ياخد مكتبك وسيبته زي ما هو؛ تحت إصراري اخد مكتب غير مكتب حضرتك .. أنا بنضفه بنفسي؛ يمكن دي الحاجه الوحيده اللي مبغلطش غلطة وأنا بعملها .. بروح إيطاليا بإستمرار.. عارف أنا بنام مكانك على سريرك؛ بتوحشني اوي يا سولي
داعب والده شعره الناعم فابتسم أيهم: والشهر ده كمان هتروح؟
أيهم مبتسما لأنه فهم ماذا يقصد والده: مبقدرش يعدي عليا الشهر وما ادخلش القصر .. والده ضاحكًا: مفهمتش قصدي
أيهم بضحك: فهمتك؛ تقصد غزل؟! هي هتتجنن وتشوف ليكم حتى صور وانا رافض؛ بس هتروح معايا المره دي
والده: بتحبها؟!
شرد أيهم وهو يحاول حصر لأي مدى يعشق جنونها ذاك، وفضفضتها له وبراءتها عندما تتعامل معه بجدية؛ رنينها عليه بليل متأخر عندما تود البكاء .. تشكي له وتبكي وهو يسمعها حتى إذا كان بمهمة فإنها تسجل ريكورد تبكي فيه فحسب؛ تفيقه من أجمل نومه لتبكي فقط.. عندما تعلمت صنع الكيك كانت ستطير من الفرحة فشاركته فرحتها واتصلت به يأتي تحت منزلها خصيصا ليتذوقها فكانت تضع بها ملح بدل السكر ولكنه آكل وابتسم لها وأخبرها بأنه لم يتذوق بحياته مثله !
والده بمشاكسة: واضح انك مبتحبهاش خالص؛ فاكر راعوا ان في سناجل في البيت؟
التفت أيهم لوالده يدرك ما قيل ثم ضحك بقوة: ياربي؛ لسه فاكر؟
وضعت غزل يدها على كتفه صارخة بجانب أذنيه: أيهممممم
اتفزع من صراخها ده فوقف وبصلها بغضب وقد احمرت عيناه فهرولت للداخل وهي تصرخ بعدما قد أغلقت الباب الزجاجي عليه فدق بيديه على الزجاج وهو يعلم أنها لا تسمعه فكان يصرخ بها وهي ستموت من شدة الضحك على منظره
أيهم بصراخ وغضب: افتحي الباب يا زفته.. انتي يابت؟
أخرجت لسانها له تغيظه وتشعر بنجاح كبير الآن.. ترى ماذا سيفعل بي عندما يعلم ماذا فعلت.. وأنا قد أحرقت أعصابه
اقتربت من الباب وهي تترجل على أطراف أصابعها فتحدثت لأنه سيقرأ حركة شفتيها: هفتحلك بس متضربنيش؟
ابتسامة عريضة خبيثة شقت قسماته فهز رأسه موافقا ففتحت الباب وستهم بالجري فقد أحاطتها قبضته الحديديه: ههههاااااايييي.. هتهربي مني فين يا غزالتي؟؟
غزل بصراخ وضحك جنوني: عااااااااااااا يا مااااااااااااااماااا؟
حملها بين يديه وهو يضحك.. ضحكة سعيدة تنبع من القلب: اصرخي براحتك محدش هيسمعك؛ احنا على جزيرة مفهاش غيرنا !!
انفجرت معالم الصدمة تزين وجهها وتخرس لسانها .. فرمشت جفونها مرات عدة لإستيعاب حديثه: نعمممم؟ مش كفايه عندكم ييجي عشرين بيت وطيارة ووو...
أيهم ضحك وبيخمس في وشها: قل أعوذ برب الفلق.. ايه العين دي؟
نظرت له قائله بجدية: انت مين يا شبح؟!
أيهم: أنا المفتون بضحكتك !
هزت غزل رأسها نافيه: أبدا أبدا انت شخصية صعبة، غريبة، معقدة، ملهاش وجود في عالمنا ده
أيهم بمكر بالغ: يالهوي؟ يعني بما اني مش بني آدم يبقى يا اما جن أو عفريت.. باقي ايه تاني في حياتك معملتهوش؟ اتجوزتي يهودي وعفريت مره واخده؟؟ تؤتؤ انتي جبارة يا غزالتي
كانت تعلم نيته من قوله ذاك فهتفت قائله بعد تنهيدة: النصيب يا حبيبي.. هعترض على قضاء الله؟
أيهم بإحباط: لأ .. طب ممكن أسألك سؤال؟!
غزل بثقه: طااااابعا
أيهم بابتسامة جذابة: أنا دلوقتي ايه بالنسبة لقلبك ومش ليكي
صمتت قليلا وأخفضت أنظارها أرضا بعد أن عدلت حجابها بتوتر وفركت كلتا يديها فبقي هو يطالع تصرفاتها ثم همست له بكل صدق وكل براءة وبكل الحب اللي في الدنيا نابع من نبرة صوتها: انت حبيب قلبي؛ انت قلبي كله؛ أنت القلب وللقلب ما يهوى ! .. أيهم بحب: بجد؟
غزل بضحكه خجله للغاية: اوعى دقنك بتشوكني
حك أيهم ذقنه ببراءة مصطنعه: ليه كده انا حلقته الصبح! وبعدين دي مش كبيرة اصلا.. احنا مش هنام؟ الساعة 4 الفجر
غزل بابتسامة: يبقى نصلي الفجر !
أيهم: اه يلا .. هتوضى واغير
بدلت ملابسها لبيجامة موف هادئه جدا .. رسوماتها كيوت فقسمت جسمها وكأنها صنعت خصيصا لأجلها؛ رفعت شعرها الأسود الطويل ذيل حصان فانسدل على ظهرها بانسيابية فكانت حقا متفجرة الأنوثة .. تجنبت خروجها له بمظهرها ذاك فارتدت اسدالها
زفر أيهم بحنق وهو يلقي جاكيت البدله بعيدا عنه: أخيرا اتحررت.. سجن ياربي سجن ماله الكاجول يعني هاا؟
بدل ما كان يرتديه إلى تيشيرت زيتوني اللون وبنطلون أسود بيتي مريح وقام بتصفيف شعره حتى ازعجته إحدى خصلات شعره الناعمة متمردة على زرقاواته: بجد في ايه النهاردا كل حاجه ماشيه معايا بالعكس
غزل ضاحكه: بتكلم نفسك يا قلبي؟!
أيهم بغيظ: بت الحكاية مش نقصاكي.. يلا نصلي خلينا ننام
شرعا في الصلاة سويا وكان إمامها في صلاتها كما كانت تحلم وتسطر في كتاب مذكراتها .. أصابها صوته بالذهول ياجمال صوته الخاشع عند قراءته لأيات القرآن؛ أنه أجمل بكثير من صوته عندما أطلب منه أن يغني لي؟ لقد قرأ سورة يوسف؛ هذا يعني أنه حفظ الكثير؟ تأثرت بشدة من جمال صوته فانهمرت دموعها بغزارة
انتهوا من أداء الفرض فأسرعت تسأله بلهفه وجنون: أيهم؟ صوتك حلو اوي اوي
أيهم باستغراب: ايه يا غزالتي بتعيطي ليه؟
مسحت دموعها بظهر يدها قائله ببسمة عاشقة: مش.. بعيط صوتك مؤثر جدا؛ انت حافظ القرآن؟
ابتسم أيهم: اه ختمت وانا عندي 15 سنة
غزل بصدمة حقيقة: ايييه؟! وسيبت نفسك للضياع للدرجة دي؟
أيهم بمكر: النصيب يا حبيبتي تقولي ايه بقى؟
غزل بتقلده: النصيب يا حبيبتي؟! نينينينينيني بس يا رخم ..
ظل يتأمالها لفترة ليست بقصيرة ثم انفجرت ضحكاته بدون توقف: إلا الحركة دي بالله؛ بتموتني
غمزت غزل قائله: انت لسه شوفت مني حاجه؟!
اقترب منها فتراجعت للخلف بتعثر .. مازال يقترب وهي تعود للخلف حتى التصقت بالحائط من خلفها فحاصرها بين يديه وبين الحائط هامسا في عنقها بصوت جعلها تضعف أكثر مما تضعف أمامه في المعتاد: وانا عايز اشوف
غزل ببلاهة وتوهان.. وهي تستنشق رائحة عطره الفواحة فكما يقولون ليس هناك مثير للذكريات مثل الرائحة ورائحته هو لا تغادر لا بالي ولا مخيلتي: تشوف ايه؟!
رفعها من الأرض عندما عانقها بقوة وكذلك هي تشبثت بحضنه كأبنته قائله: هتفضل تحبني على طول؟
أيهم: لأ..؛ هعشقك
غزل بتوتر وخجل كاد يقتلها: سيبني؟
هز أيهم رأسه نافيا بشدة وكأنه قد خُدر فلم يعد باستطاعته السيطرة على نفسه أكثر فخلع تيشيرته لتحلق الصدمة ثناياها بعدما قد رأت موضع قلبه حروف اسمها بالاتينية لأنه سبق وعلمها كتابة اسمها فقط ولم تعلم هدفه حينها ولكن الآن اتضحت الرؤية: ايه ده؟!
مسك ايدها بجنون وحطها مكان قلبه بالضبط: وشم يا غزل؟ وشم بحروف إسمك دقيته مكان قلبي بالضبط في أول يوم شفتك فيه !
غزل بصدمة حقيقة وعدم استيعاب لكلامه: يا مجنون؟ مش عارف ان الوشم حرام؟
ضرب أيهم مقدمة رأسه بغضب: اها عارف.. وقتها كنت غرقان في كل حاجه حرام جات على ده؟!
غزل بخوف وترقب لأفعاله ودموعها تجمعت بجفونها: أيهم انت بتحبني بجد ولا مجرد متعه زيي زي اي واحده سبق عرفتها ونمت معاها؟!
أيهم ابتسملها: متقارنيش نفسك بحد أبدا؛ ومش دول اللي تحطي في مقارنة معاهم اوك؟؟
ومن هذه اللحظة اختفى كلاهما إلى عالم غير موازي.. لأنه عالم التايمة والتنين !
مساء اليوم التالي.. استيقظت غزل قبله فنظرت له وعادت تنام بأحضانه؛ مررت يدها على خده ورقبته وهي تتأمله بكل الحب اللي في الدنيا وفرحة لأن دي أول ليلة ليها مع حبيبها؛ مررت يدها على لحيته الخفيفة ورموشه السوداء الكثيفه وعيناه الواسعتين ذات الحواجب الطبيعية السميكة .. شفاه المتناسقه؛ شعره الذي مال على أعينه بانسيابية فكان وسيم لدرجة مجنونة ونومه الهادئ زاده وسامة صارخة.. أبعدت خصلاته المتردة عن وجهه وهتفت: عارف يا أيهم أنا بحبك اوي؛ أنا بجد مجنونة فيك، بحبك أكتر من نفسي.. بحس معاك بأمان مش طبيعي وقلبي بيرتاح لما بسمع اسمك بس .. انت كل ما ليا في الدنيا أب وأخ وحبيب وزوج وصديق بس ناقصنا حاجه واحده.. تكون إمامي في صلاتي زي امبارح ونحفظ القرآن سوى؛ تصحيني نصلي الفجر والقيام مع بعض .. اتمنى نفطر سوا في الحرم يا أيهم !
أيهم فتح عيونه ببطء وضمها ليه أكتر وبعدها لمح شيء خلاه اتنفض ووقف من جنبها بذعر: غزل.. انتي؟ انتي بن..؟
اتصبغ وجهها باللون الأحمر الدامي.. فكأن دماء جسمها كله فرت هاربه إلى وجهها؛ سحبت الملاية وغطت نفسها وهي تنظر لعيناه الساحرة وهو قد أصابه الجنون: انطقي ايه ده؟ ولما انتي بنت وكويسه مقولتليش ليه؟؟
غزل بدموع: كنت عايزاها مفاجأة ليك؛ كنت عايزه أقولك ان مفيش حد اتجرأ ولمسني غيرك بس خايفه متصدقنيش؛ كنت خايفه تكون كرهتني لما اتجوزت قبلك !
قرص على أعينه بقوة وهو يتنفس بسرعة بالغة وتوتر أكثر مش عارف يضحك ويتنطط من الفرحة ولا يزعقلها بسبب غباءها وأنها أكيد ناوية تجننه ويروح المصحة؟ دموعها دي قتلته بخنجر مسموم فاقترب منها بهدوء وقام بضمها لحضنه وهيا مسكت فيه أكتر وجسمها بيتنفض بطريقة ملحوظة: اهدي يا قلبي.. تعبانه؟
أخفضت عيناها أرضا بخجل واحراج وهي حمراء ككتلة فراولة نضجت في آوانها: تؤتؤ
حملها أيهم نحو التواليت وقام بوضعها داخل البانيو فشعرت وكأن عظامها تتفتت بعدما نزلت بأكملها للماء الدافئة... أغمضت عينيها بتعب يغطيه فرحة عظيمة
بينما هو فقد وقف تحت المياه غير قادر على استيعاب ما حدث له منذ قليل.. مسح على وجهه وأعاد شعره للخلف وبقي هكذا ما يقارب الساعة لعل عقله يسعفه الآن بأنه لم يكن بحلم إنتهى بما يريد وعندما يفيق سيكون الخذلان هو الشيء الوحيد الذي يعطيه كف خماسي الأبعاد على وجهه يعيده لأرض الواقع
..
خرج من التواليت بالبرنس وتتساقط قطرات المياه من شعره الذي غطى أعينه بانسيابية فأعطى للوسامة عناوين خاصة .. ارتدى ملابسه بسرعة وذهب إليها فمازالت بالحمام لم تخرج فظهرت علامات التعجب جليه على وجهه .. دق باب الحمام بهدوء: غزالتي.. غزل؟ افتحي الباب
استمع لصوت بكاءها ففتح الباب ليجدها ترتدي بيجامة ستان قصيرة للغاية تبرز جمال ساقيها البيضاء الناعمة وكتفيها لأنها كانت عبارة عن شورت وبلوزه لا تغطي بطنها وشعرها متمرد على وجهها بطريقة طفولية مضحكة جدا فحمحم قائلا بعدما لمس كتفها: تايمة مالك يا حبيبي؟
غزل بدموع: مش لاقيه هدوم ألبسها ومينفعش اطلع كده قدامك !
كتم ضحكاته التي تهدد بالانفجار بصعوبة بالغة ومسح على ذراعها بحنو: اهدي هجبلك هدوم تلبسيها
غزل: لأ انت قليل الأدب وأكيد هتجبلي هدوم سا'فله زيك
أيهم بضحك هستيري: غزل انتي قاعده ادامي بلبسك اللي يعتبر مش لابسه؛ وبعدين يا قلب قلبي ما احنا اتجوزنا امبارح وطبيعي....
صرخت فيه وقعدت تضربه بكل ما عطاها ربنا من قوة وهو بيضحك ومش قادر يتنفس من الضحك: يابنتي خلاص مش هقولك كده تاني.. آسف
غزل بصراخ ومازالت مستمرة بضربه: أيهمممم غور اطلع برااااااا
أيهم بألم مصطنع: سيبيني وانا هخرج .. اوعي بقى؛ الله؟
هرب من بين ايديها بالعافيه وهي غيرت هدومها وخرجتله كان نايم على سور التراس بكل أريحية ويضع يده تحت رأسه ومغمض عيونه ومبتسم فراحت هزته جامد فاتعدل وبصلها ولسه هيضحك صرخت: اخرس متضحكاااااااااش
حاول كتم ضحكاته حتى نجح في تمثيل دور الهادئ وهتف بحب: كده اوك؟
نظرت له قائله ببسمة عاشقة: أيهم؟ خدني في حضنك.. خبيني عن عيون العالم ده كله
حضنها بجنون.. حضنها بحب وعشق وصل حد النخاع؛ بكل شغف وسعادة: بحبك يا تايمة
غزل بخفوت: مش هتقول معنى تايمة؟!
هز رأسه برفض قاطع لتضحك هي ضحكاتها العذبة بعدما أشار لها بحركة لا يعلمها سوى كلاهما فوضع جبهته على مقدمة رأسها وهمس كلاهما في نفس اللحظة: أحبكك/ أحبككِ .. سنشيب سويا يا غزالتي؛ أعدك بذلك
" حبيبتي .. في الماضي كانت الدائرة تقتصر علينا .. واليوم .. علم بحبنا الكثير .. فاتسعت الدائرة .. وستظل تكبر .. حتى نغرق فيها "
_تعديل: الخاطرة ليست لي..