رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الثاني2بقلم تسنيم محمود
كان يجلس على سريره وهناك حرب مشتعله بين عقله وقلبه الذي يشعر وكأنه لم يعد به نبض
العقل بغضب: انت بتفكر فى ايه؟؟! انت عايز ايه؟
القلب: أنا حاسس اني تعبت اوي من ساعة ما شفتها .. عايز نبضي يرجعلي
العقل: والله؟ وهي لحقت تسرق نبض سعادتك؟
القلب بعشق وهيام: طبعا .. عنيها لما جات فى عنيا قتلتني.. حبيتها لا عشقتها
العقل: لا حقيقي عين العقل لحقت تحبها امتى؟.. فى تلات ثواني؟
القلب: أول ما شفتها..، متفرقش بقا تلات ثواني تلات ساعات تلات سنين، ثم أطلق تنهيدة مريره: بس قولي انت مسمعتش عن الحب من أول نظره؟
العقل بغضب: خليك انت فى شعاراتك المتخلفه دي .. قال حب من أول نظره قال الحب مش بييجي غير مع العشره والتعامل إنما حب الشكل ده مش بيدوم انت فاهم؟
القلب بهيام: بس بس اسكت انت مش فاهم حاجه ابدا
العقل بضيق: أنا اللي مش فاهم حاجه ولا انت اللي بتجري ورا العواطف والكلام الفاضي؟؟
القلب: لا حاسب، عمر العواطف والحب والإهتمام بالطرف التاني ما كان كلام فاضي .. دي هي دي الحياة
العقل: مش ده لو كانت هتهتم بيه اصلا؟.. انت مشفتهاش اتكلمت ازاي ولا حتى عبرته لما سألها سؤال بسيط
القلب بحب: وهي بقا غلطانه لما بتحافظ على نفسها؟.
العقل بغيظ: وانت شايف كده إنها بتحافظ على نفسها؟
القلب ارتبك قليلا ثم اكمل وهو يفكر بها وبتلك العينان التي سحرته: مش عارف .. لكن اللي اعرفه دلوقتي إنها سرقت الحاجه اللي بتخليني أعيش.. وانا حاسس اني هموت من غيرها
العقل بغيظ: وده ليه؟
القلب بشرود: عشان حبيتها اوي.. حبيت عنيها وجمالها الشرقي الهادى ده كلها على بعضها خطفتني
العقل بغضب: مش هتحبها يا كارم
القلب بعناد وتحدي: لا هتحبها يا كارم
العقل بعناد مماثل: ابدا عمره
القلب بتحدي: هيحبها
أمسك كارم رأسه بين يديه وهو يشعر بصداع فصرخ بداخله: بااااااس اخرسوا انتو الاتنين كفاية كفاية كفاية
دلف إلى حمامه يأخذ شاور وفتح المياه على رأسه بغزارة لعلها تطفئ من جنونه
..........
في فيلا العسيلي
أيهم نايم بعمق وتعب وكأنه لم ينم منذ عدة أشهر... حتى أحس بشئ ما يلامس وجهه بجنون وشغف ويد أحدهم ترتب خصلات شعره الطويل المتمرد على زرقاوات عيناه
بدأ بفتح عيونه بضيق لم يجد أحد بجواره.. شدد على شعره بغضب وحنق شديد: اوووف ياربي ايه اللي بيحصلي ده؟ دي رابع مره احس بنفس الاحساس فى نفس الأسبوع .. مسح وجهه مرارًا وتكرارا لعل عقله يسعفه ... أ هذا حلم؟ ما هذا التفكير الساذج؟؟ أ هو يحلم بالشئ نفسه أربع مرات متتاليات؟
نهض من مكانه واتجه نحو حمام غرفته ظل واقفا لمدة طويلة للغاية تحت المياه يود فهم ما يحدث معه ولكن عقله لا يستجيب !
اخد شاور وبدل ملابسه لبنطلون جينز أزرق ممزق بخفة يعتليه قميص باللون الأسود يبرز عضلات جسمه المنحوته كالصخور ورفع أكمام القميص نوعا ما وصفف شعره ووضع برفانه الخاص ذو الرائحة المثيرة .. وأخذ ينظر لصورة والده ووالدته بشدة ووجعه ازداد اضعافا
ظل يمرر يده على الصورة باشتياق ووجع وحرقه وحزن يعتصر بقلبه
رن هاتفه فابتسم: فينك يابو الصحاب انت لسه عايش؟
عدي بنرفزة وغيظ: لا والله مكلمك عشان ما شاء الله عليك عندك واسطة وكده تقدر تكلملي حد يشوف طلب الوفاة اللي قدمت عليه رفضوه ليه؟؟
أيهم ضحك: مالك بس يا برنس .. والله لو كنت اعرف ان الجواز هياخدك مني كده مكنتش غلطت وجوزتك
عدي بمكر: عقبالك كده ونشوف الجواز هياخدك مننا ولا لأ
أيهم بجمود: خلصت كلامك؟.
عدي: بقولك طيب ... انت في البيت؟
أيهم: هغور الشغل بعيد عنك
عدي بخبث: الشغل برضو؟
فهم أيهم ما يود قوله فعلا: غور يالا .. وعلى فكرة رايح الشغل
عدي ضحك: ايوا ما أنا واخد بالي .. ثم اكمل في سره: شوارعي وبيئة
أيهم: انت يالا لم لسان أمك ع المسا .. أغلق عدي الخط بوجهه فأكمل أيهم حديثه مع نفسه وهو يجز على أسنانه: ماشي يابن محمد عثمان اما وريتك مبقاش أيهم العسيلي .. متصل يعصبني استغفر الله العظيم
دقات بريئه على الباب فهرول مسرعًا يفتح له وسعادة تغمر قلبه فهو صغيره المدلل: bonjour
أيهم ضحك وشاله: bonjour مين؟! هي الدنيا ماشيه معاك بالعكس ولا ايه؟؟
الصغير: عايز اضرب كارما
أيهم بحنان: ليه يا حبيبي؟
الصغير بضجر وحنق شديد: علشانها شوهت سمعتي وسط أصحابي
أيهم بضحك مؤيدا رأيه: قولي بالتفصيل الممل ههههههه
الصغير: اوك بس... مش تضحك
كان ذاك الماكر يحاول كبت ضحكاته: احم اوك قول
الصغير بضجر: كن.... دق هاتف أيهم فصدم من صراخ المجنون الآخر وابعد الهاتف عن أذنه
أيهم: ياد غور اديني جاي والله .. وأغلق الخط ونظر لأيهم بضحك: بقا انت شفت جنون اكتر من كده؟؟
الصغير بضحكات طفولية خبيثة: تؤتؤ
ضحك أيهم بصوته كله: يابني ايه الخبث ده؟ دا انت عديت دماغي وحمزة هيعلقني .. الله يرحمني كنت طيب وابن حلال وعلى نياتي وما استاهلش غير كل خير آآآه والله
الصغير: امممم هيما انت مش هتتجوز غزل؟!
أيهم ابتسم قائلا: البس بسرعة يا أيهم؟
أيهم بسعادة بالغة: هتاخدني معاك؟
هز أيهم رأسه بنعم وقبله من وجنته: يلا
.........
كانت تحمل ابنتها تداعبها بسعادة وهي بتبتسم لها ابتسامة جميلة شبها: .. في فراولتين في شفايفك حلوين حلوين، هاتي واحده لماما عشان ماما شفايفها الاتنين الاتنين عايزين ياكلوكي ومش عارفه ياكلوكي منين منين .. ثم ميلت عليها وباستها بحنان وظلت تنظر لها وتلمع عيناها الخضروات بسعادة وفي نفس الوقت إشتياق: وحشتيني اوي يابت يا كوكي !
غطت طفلتها في نوم عميق فأراحتها وكانت تتجه نحو المرحاض حتى دق هاتفها ففرحت بشدة وأمسكت بهاتفها مجيبه بسعادة: مساء الفل ياست الكل
صباح: مساء الورد يا قلب ماما .. عامله ايه؟؟
همس: فلة يا حبيبتي، انتي اخبارك ايه؟ طمنيني عنك وعن البت فاطمة وعدي وصبا وأسوره عاملين ايه؟
صباح: احنا بخير الحمد لله
همس بدموع: وحشتيني اوي يا ماما
صباح: وانتي كمان يا حبيبت قلب ماما وحشتيني، قوليلي عامله ايه؟
همس بدموع غزيرة وصوت مخنوق للغاية: مش كويسه يا ماما انا عوزاكي وعاوزه انام في حضنك وتسرحيلي شعري
صباح: يابنتي هو احنا مهاجرين أخوكي هيخلص شغله وادينا راجعين... وانتي حمزة جنبك وهو شايلك على كفوف الراحة خدي بالك منه يابنتي وربنا يهدي سركم
هزت همس رأسها بنفي وندم وحزن يعتصر قلبها: ابوس ايدك يا ماما محتجاكي اوي أرجوكي
صباح بدموع: خلي بالك من نفسك ..؛ لا إله إلا الله وأغلقت الخط قبل سماع صوت انهيارها الذي يقطع بقلبها فهي أم فها قد ابتعدت صغيرتها عن حضنها لمدة أشهر طويلة لم تراها بهم!
همس قعدت مكانها تعيط بحزن عميق لقد ذبلت الورده البيضاء .. غطت فى نوم وهي على نفس الوضعيه دموعها ببطء تنهمر على وجنتيها وتضم قدميها لصدرها وتضع رأسها بينهم
مرت ساعة واثنين وثلاث حتى دلف حمزة يبحث عنها وجدها منكمشه بزاوية الأريكة
اقترب منها بحب ولمس رأسها بحنية قائلا بصوت خافت: همس حبيبي
رفعها لتفك من جلستها تلك ومازالت أثر الدموع على خديها .. قبل خديها مكان الدموع بحنان: همس
كانت تشعر بتوهان وتفتح عيناها ببطء شديد: هاااا !
حمزة بضحكه جذابة ومرر يده على خدها: هاا ايه؟ كنتي بتعيطي ليه يا قمري؟ .... اعتدلت في جلستها ونظرت له بزعل طفولي ممزوج ببراءة طاغية: كلمت ماما
قبل حمزة جبينها ومسح دموعها: دايما نعسانه كده؟
همس بحنق: مهو عيالك متعبين اوي
حمزة بحب: عيالي دول حاجه كده شبه زرعة الفراولة اللي ادامي دلوقتي
همس بطفولة وزمت شفتاها: اممم يعني بتقولي عيالك شبه الفراولة وانا شبه الشوكولا وانا مش بحبها
ضحك حمزة وباسها بوسة رقيقة: لأ انتي أجمل من كل حاجه جميلة انتي أرسيليا
همس بتأفف وهي تنفخ خصلات شعرها المتساقطة على عيناها الخضروات: اووووف بطل تقول أرسيليا عشان انا مش بفهم معناه وبحسك بتشتمنى
حمزة بصدمة: نهار أزرق بقا انا بشتمك؟ ده امتى؟؟.. ثم اكمل حديثه بخبث: أنا غلطان، المفروض كنت اتجوزت واحده متكنش ناكره للجميل ومش نعسانه على طول كده تكون فريش ونشيطه
همس برقت من الصدمة التى الجمت لسانها: غلطان؟؟
حمزة بمكر: ايوا .. طب لو قولتلك هاتي بوسه هتجيبي؟
همس بصتله جامد ثم همست له بصوت ناعم بالقرب من أذنه: اقولك؛ خلي الحلوة الفريش اللي مش نعسانه تديك بوسه
انفجر حمزة ضاحك وضمها من ضهرها ووضع رأسه على كتفها غصب عنها ولسه بيضحك: أنا قولتلك بحبك النهاردا؟!
همس بتوهان: لأ
حمزة: خلاص انا آسف حقك على قلبي وادي بوسه تعويض
ضحكت همس بخجل وهو ابتسم أ فبعد كل تلك السنوات مازالت تخجل منه أ هي طبيعية؟ أم ماذا؟؟
حمزة: فين أيهم؟
همس بصتله باحراج: بص انا مش فاكره لبسته ولا لأ
حمزة برق: ايه؟!
همس بتوتر: اا.. نا بص ه.. هو تقريبا خرج مع أيهم أخوك وقعد يشد فيا وانا كنت نايمه فمش فاكره حاجه تانيه
حمزة بتنهيدة: روحي خدي شاور عشان تفوقي كده وتعرفي تكلميني
همس بزعل: مش عايزه اخد شاور دلوقتي
حمزة بنفاذ صبر: يابنتي طفلة؟.. روحي وإلا هاخدك غصب عنك
همس بعناد: الاااااااا
حمزة: كده انتي اللي جنيتي على نفسك .. بصلها وعلى وجهه ابتسامة خبيثة هادئة ثم دلف إلى المرحاض وقام بملئ البانيو وهي تطالعه باستغراب مصحوب بقلق من تهوره
فجأة وجدت نفسها مرفوعه على كلتا ذراعيه القويتين فتعلقت برقبته بعد إصدارها لشهقه رنانه فارتجفت خوفا وتحركت شفتاها الكرزية حركة لا إراديه رغما عنها .. اغرته تلك الحركة واثارت جنونه فكان يود إلتهامها فورا
همس بخوف وماسكه فيه: ح.. حم.. زة .. بتع.. مل ايه؟
لم يجب وفجأة وضعها بالبانيو الممتلئ بالماء فصرخت هي غاضبه: حمزااااااااااااااااا
ظل هو ينظر لها ببرود ولا تزين وجه آية ردود أفعال
قامت بضرب المياه عدت مرات بغضب وهي تهتف بجنون: بارد بارد باااااااااااااارد .. ثم نظرت له وجدت المياه قد بللت ملابسه ووجهه وشعره ، فلم تهتم وقذفت عليه المياه أكثر: بارد
حمزة بهدوء: طب الميه مالها؟!
همس بغيظ وغضب: معرفش اللي اعرفه دلوقتي انك باااااارد مارد غايظني اووووف اووووف
لف وشه خارج من التواليت.... قام بتجفيف شعره: خلصي جنون واطلعي
ظلت هي تنظر لطيفه بغباء وغيظ واحمرت وجنتيها من شدة ضيقها منه .. اخدت شاور ولم تستطع تبديل ملابسها فخرجت وهي تلف فوطه حول جسمها فكانت حقا مهلكه .. متفجرة الانوثة وشكلها بهذه الوجهة يكاد يجعل ما به من عقل يكاد يتحطم .. فهي حقا رائعه؛ مازالت تصرفاتها طفولية وهذا ما يعشقه بها.... تتدلل عليه كأنها ابنته الصغيرة ... وجدته ملقي جسده على السرير ويفرد زراعيه بجانبه مرهق للغاية زفرت الهواء بارتياح ودلفت سريعا لغرفة الملابس .. بدلت ملابسها لبنطلون جينز ضيق للغاية يبرز جمال جسدها ويرسمه بحرفية وكان مقطع بخفة يظهر بياض ساقيها الناعمتين وارتدت بلوزة بيبي بينك كات مفتوحة الظهر فكانت وردة توليب وسط حديقة الملك !
اقتربت منه ولمست رأسه بحنان وهمست بعد أن قبلته فابتسم هو: حبيبي.. لا رد: زومي؛ لا يوجد رد!.. قوم بقا
حمزة فتح عيونه نص فتحه وباس ايدها التي تمررها على وجهه: ايه يا قلب زومي؟!
همس بحب: احضرلك العشا؟
حمزة بإرهاق: لا أنا جعان نوم ... هاخد شاور وانام عشان مش قادر
همس بابتسامة: خلاص هعملك سندويتش سريع يلا اتوضى وصلي على ما اعملك ... وقبلته من خده سريعا وارتدت ملابسها وما ان خرجت حتى ارتسمت على وجهه ابتسامة عاشقة: ربنا يباركلي فيكِ
..........
هناك محادثه بين شذا وفاطمة
شذا بحزن: كويس يا فاطمة احسن من اللي عندي
فاطمة باستغراب: مالك يا حبيبتي؟
شذا: مفيش انا مخنوقه شويه مش اكتر
فاطمة حطت ايدها تحت ذقنها بتفكير: طب بقولك ايه؟
شذا: ايه؟
فاطمة: الجواز دفنا بالحيا والله يلا نهرب
شذا: ههههههه وماله نهرب.. تحبي تروحي فين؟
فاطمة: ارجع ونشوف البت غزل وهمسة ومليكة نازله إجازتها امتى والله وحشتني اوي
شذا: وانا كمان والله وحشوني
فاطمة: خلاص اشطاات نظبط يوم ونخرج ونتفسح ونخربها
شذا بضحك: ماشي يا مجنونة
صرخت فاطمة وحدفت التليفون من ايدها: عاااااااا ... ثم نظرت له بغضب وغل ووعيد: في حد عاقل يعمل كده؟
عدي بحب: وانا مش عاقل
فاطمة: عارفه يا حبيبي سمعتك سبقاك .. يا سبحان الله
عدي: بتكلمي مين؟؟
فاطمة بغيظ وهي تعض على أصابعها: وانت بعمايلك دي هتخليني أكلم حد ابدا؟!
عدي ببراءة مصطنعه: ليه بس كده يا زوجتي العزيزة والله اني بريء وكيوت
ضربته بالوسادة في وجهه: اووووف منك اوووف بطل رخامه بقا
بحركه سريعة منه كانت مرفوعة من الأرض ومحموله على ذراعيه وهي تضرب برجليها ومتعلقه برقبته وتصرخ بجنون وضحك: نززززلني هقع يا عددددي نزلني
أمالها للأمام فصرخت وتشبثت بملابسه ومازالت مستمره بالصراخ: هقععععع.... قطع صراخها بقبله خطفت أنفاسها: اخرسي؛ أمي وصبا وأسر هيصحوا من صوتك ده
طلعوا على سطح الفيلا ونزلها ... ظلت تنظر له ببلاهة لبرهة من الزمن ثم انفجرت به قائله وهي تمسح بيديها على جسمها واسنانها بتخبط في بعض: جايبنا هنا ليه يا مجنون؟
عدي خدها في حضنه: مهو أنا مجنون بيكي
فاطمة ضحكت وضمته اكتر: بحبك
عدي: بعشقك يا بطتي
رفعت رأسها من حضنه وبصتله بغل وقامت بضربه في صدره وهو اصطنع الوجع فرجع للخلف عدة خطوات متعثرة: ااه صحيح خيرا تعمل شرا تلقى
فاطمة بصدمة: نهار أزرق... انت يابني هي طنط صباح كانت بتتوحم على ايه؟
انفجر ضاحك ولكنه لم يفهم نبرة حديثها تلك اهي سخرية أم إنها مصدومه حقا من تمثيله الغاية في انه سهل ان يصدقه أحدهم؟!: اشمعنا؟
فاطمة بذهول: لالا أنا لازم ابخرك لازم !.. يابن الايه دا انت بتمثل أحسن من اجدعها ممثل في السينما
عدي قرب منها مبتسم بحب ربت على خدها مرتين متتاليتين: اريحي عقلك الحلو من التفكير يا قلبي
استند بذراعيه وهو يعقدهم أمام صدره على السور القصير المحيط بالسطح فكان يعلم إنها على وشك التحدث: نعم
فاطمة قربت منه ولسه بردانه وشعرها بيفر من الهوا: انت سوري يعني حلوف يا حبيبي؟!
عدي كان متوقع منها ردة الفعل دي فلم يبدي اي ريأكشن قائلا ببرود مميت: ليه؟
فاطمة بغيظ: لابس فلنه حملات في الجو ده؟ هتاخد برد
عدي بصلها وضحك: انتي اللي هبلة الجو حلو اوي اصلا
ضربته في كتفه جامد وتمتمت: بارد .. بقولك ياسطا
عدي بنفاذ صبر: ياربي متجوز واحد صاحبي انا؟!... قوليلي يا شوفير !
فاطمة ضحكت جامد: أموت فيك وانت معايا ع الخط
عدي: لا أنا معاكي فى كل حاجه الحمد لله..
فاطمة: هو صاحبك ده مجنون؟
عدي اتنهد وبصلها: ليه ؟
فاطمة بهدوء: عارف .. قعد وحضنها بحب وباس شعرها بحنية قائلا: سكتي ليه؟..
فاطمة بصتله وعنيها دمعت: أنا بحبك اوي اوي يا عدي
عدي ضحك ومسح دموعها: واللي بيحب حد يعيط؟
هزت رأسها بإيجاب وببراءة طاغية
عدي بذهول: ده ايه ده ياربي... تضحكوا تعيطوا تفرحوا تعيطوا تحبونا تعيطوا مش فاهم امتى متعيطوش وترحموا قلوبنا الدعيفه؟!
فاطمة بصوت واطي: دعيفه؟.. جاتك القرف
عدي بصلها بخبث: انتي فى حضني واخده بالك انتي يا قمري؟... يعني اي كلمة مش هتعجبني هغدر بيكي على طول
فاطمة بصدمة: على طول؟!!
عدي ضحك ورفع انظاره للفراغ: وعلى عرض كمان
وضحكا سويا .
عدي: لسه بردانه يا قلبي؟
فاطمة ببراءة: جدا
عدي: خلاص يلا ننزل
هزت فاطمة رأسها بنفي: الشمس قربت تطلع خلينا نشوف الشروق
عدي ابتسم: طيب .. مش فاهم فين الشمس اللي قربت تطلع بس ما علينا خلينا ورا الكداب لحد باب الدار
.......
في فيلا سامر
كانت تصتنع النوم عندما دلف للغرفة وهو غير مبالي بالمره لمشاعرها ولا لدموعها التي تهبط مرهفتا ولا لشهقاتها التي تحاول كبتها
دلف لحمام غرفته توضأ وصلى فرضه ومن ثم اقبل النوم وشق طريقه لعيناه
اعتدلت شذا وعيناها متورمه من كثرة بكاءها وضيقها من وحدتها وعدم شعوره هو بها ابدا
لمست رأسه بحب وعشق وهمست بهدوء: سامر ..
سامر بقسوة وجمود: يا خير ينفع اتخمد ولا لازم قصيدة شعريه كل يوم؟
شذا اتصدمت من هجومه عليها بالطريقة دي وبعدت عنه بفزع: قصيدة شعريه؟!.. بقا كلامي دلوقتي قصيدة شعريه؟.
سامر من غير ما يبصلها متجاهلا كلامها: ممكن اتخمد؟
شذا: لا مش ممكن غير لما تقولي ايه اللي غيرك من ناحيتي.. انت فيك ايه مالك؟!. للدرجة دي مش طايقني
سامر قام من مكانه بغضب وزعق فيها وصوته علي وهي بتبصله بدموع تحاول اخفاؤها: انتي بقيتي حاجه مقرفه؛.. حياتي اتلخبطت من وقت ظهورك فيها يا شيخه ياريتني ما عرفتك ولا شفتك... ده ايه القرف ده
اخد بطانيه وخرج من الأوضة خالص .. وهي بتبص لطيفه بحسرة بس مش قادره تعيط مش قادره تنزل دموعها اللي ماليه عنيها وكأن الصدمة حقا اخرست لسانها عن النطق وأغلقت بوابات عيونها الممتلئة بالدموع
.........
قضوا سهرتهم ضحك وهزار حتى أشرقت أشعة الشمس الذهبية وكانت تلك المجنونة تقفز من فرحتها وهي نازله: شكراااااا .. بحبك بحبك بحبك اوي
عدي ابتسم بحب لجنون معشوقته: ربنا يباركلي فيكم
صباح شافتها ولم تستغرب فهي تعلم إنها مجنونة حقا ولكن هتفت بصوت خافت: مالك يابنتي؟
فاطمة باستها من خدها جامد حتى تألمت صباح: ااه ايه اللي حصل؟
فاطمة بضحكه مرحة: البوسه؛ عشان شفتك يا جميل
ضحكت صباح: يا بكاشه
اقتربت فاطمة من صباح قائله بتحذير: عارفه لو كنت اعرف من زمان ان عندك واد موز اوي كده وجوزتيه لغيري كنت... كنت، مش عارفه كنت هعمل ايه الصراحة
انفجرت صباح ضاحكه ورفعت ايديها باستسلام: ربنا يكون في عونك يابن بطني .. بس نازله طايره كده ليه؟
فاطمة بعدم وعي وهلوسه: عشان بحبه بحبه بحبه اوي
ابتسمت صباح بحب لهذه المجنونة: ربنا يبارك فيكم يا حبيبتي ويسعدكم يارب
فاطمة بسعادة: طيب طيب باي هينزل ينفخني محضرتش فطار !
عدي بابتسامة: صباح الجمال يا ست الكل .. وقبل يد والدته
صباح: صباح النور والسرور يا حبيبي
عدي: صاحيه بدري اوي كده ليه يا أمي؟
صباح: ابدا صليت الفجر بس وقعدت أقرأ شويه قرآن
عدي ابتسم: وانا مدقتش طعم النوم والله باي قبل ما ست صبا تصحى
صباح ضاحكه: اجري ربنا معاك
........
بعد اسبوع، غزل وأختها نقلوا لمسكنهم الجديد وكانت هي متجنبه رؤية كارم اللي عقله هيوقف من كتر التفكير فيها،، أما بالنسبة عنها فهي مش عارفه ليه بتحس بشعور هيقتلها لما تشوفه!.. نفسها تشوف أيهم وتقوله اد ايه هو وحشها، نفسها لو تقدر تاخد لنفسها جزء صغير اوي من قلبه تتخبى فيها من قسوة الدنيا عليها .. حتى رأسها يبطل يدور من عدم فهمه لتلك الحياة التي انقلبت رأسًا على عقب.. نفسها تحضنه وتقوله أنها بتعشقه مش بس بتحبه، لقد وصلت درجة حبك في قلبي نار نار الشوق ولا يشعر بالصبابة إلا الذين يعانوها .. فهي تحلم به يهمس لها أحبكك ولكن ذاك الأحمق الصغير سيطر على أعضاءها وبالكاد عقلها لم يستطيع مقاومة القلب وإصراره على التعلق بشئ ليس من حقه !
ارتفعت شمس الصباح معلنه عن يوم جديد .. يوم إذا غادر لن يعود ولكننا غافلين عن تلك الحقيقة الصادمة ومازلنا نجول في بحر المعاصي والذنوب
كانت همس تحضر الإفطار في جو من الحب فوجدت من يضمها إليه من ظهرها ويمرر على خدها برقه وحب وردة توليب: صباح الورود
همس لفتله ومسكت الورده بطفولة فضحك هو عليها فقامت بتقبيل شفتاه بعدم وعي منها وعدم إدراك لما تسببت فيه ..
دلف أيهم من الخارج قائلا بصوت مرتفع: يا دااااده
الداده ضحكت وهو تحدث مداعبًا إياها: ايه القمر اللي ع الصبح ده؟
الداده ضاحكه: اؤومر يابني
أيهم: أنا واقع من الجوع وعلى لحم بطني من اسبوع فالحقيني بفرختين بطتين جاموستين اي حاجه.. اشطا؟
الداده ضحكت: اشطاا
أمسك هاتفه وطلب رقمها وهو يشعر باشتياق استغربه اصلا .. رن فوق العشر مرات ولا تجيب وفي الأخيره أغلقت الهاتف، رفع حاجبه باستنكار واستغرب شديد فما هذا الآن؟!
: غزل .. غزل .. يابنتي فينك؟ كانت رسائل وتساب وهي متصل ولا تجيب
: غزل ردي
: طب فهميني في ايه؟
: أنا زعلتك مني؟
ورسائل غيرها كثيره جدا جدا وهي لم تكلف نفسها عناء الرد عليه .. وصل لقمة صبره فأرسل بعدما أتم المئة وعشرون رسالة: براحتك مترديش .. بس عايز اقابلك
: هستناكي الساعة 4 العصر في ****
: سلام
هي كانت عامله خاصية إنها تشوف الرسايل وميظهرش عنده إنها شافتها ... ابتسمت لما شافت كمية الرسايل اللي بعتها بس هو ليه بيعمل معايا كده؟ ده قعد اسبوع ميرفعش عليا سماعة تليفون ولا حتى يسألني عامله ايه؟ ودلوقتي عايزني اقابله؟!...
شهد دخلت وهي متضايقه: غزل .
تركت غزل الموبايل من ايدها وبصتلها باستغراب من الضيق الذي يزين وجهها والحدة التابعة لحديثها: ماذا؟
شهد اتنهدت وقررت تأجيل الحديث: تعالي افطري حضرت فطار لينا
لم تتقبل غزل تغييرها للموضوع فنهضت من مكانها ووضعت يدها على كتف أختها: مالك؟!
شهد: مفيش .. تعالي افطري وخرجت ورزعت الباب وراها
خرجت تفطر وأختها مازالت تنظر لها بحنق وضيق شديد
غزل بتنهيدة: لا مهو كده كتير على قلبي الرهيف .. في ايه؟
لم تجيب واخفضت انظارها للأكل الذي أمامها
..........
مرت كام ساعة حتى أصبحت الرابعة عصرا وفعلا راحت تقابله
هو شافها واتنهد بأريحية وفرحة ونسي إنها كانت مش راضيه ترد عليه
ركبت معه غزل العربية وهي مخنوقه ومانعه دموعها اللي على بوابات عيونها
أيهم بمرح: طب حتى سلام عليكم دا انا جاي من مأمورية وليا اسبوع مسمعتش صوتك
غزل بحزن وصوت مخنوق للغاية: قال وحشتك يعنى؟
أيهم ضحك ونفخ دخان السجارة ف الهوا: طبعا مش أصحاب؟! مش أخوات؟
غزل: اممممممم أخوات؟!... نظرت له بقوة ودموعها تهدد بالنزول: انت بجد شايفني أختك؟!!.
ابتسم أيهم: طبعا معزتك عندي من معزة مليكة أختي وأن قولتلك مليكة أختي بعشقها مش هتصدقيني
غزل بانهيار مصحوب بدموع غزيرة: أيهم متكذبش عليا أرجوك.. انت عارف احساسي كويس من ناحيتك
*****
فاقت على صوته يناديها وهي استغبت نفسها ازاي كانت في لحظة تهور منها تقوله كلام زي ده؟!
أيهم بهدوء: في ايه يا غزل؟
غزل بخنقه ودموع: مضايقه شويه
أيهم ضحك قائلا بمرح: لوووووو مضااايق رقم المطافي مش فاكروا يا ريق .. فوك شويه انا عاوزك فايق .. معجون الأسنان مفيد للحرايق
غصب عنها ضحكتله
أيهم بصلها وابتسم: ايوا كده اضحكي خلي الشمس تطلع ... ثم ساد الصمت
أيهم: لا مهو كده كتير عليا .. في ايه يابنتي مالك؟.. سكت شويه وحك دقنه: اه مفيش رد برضو؟. يابنتي ردي قربت اقلب ارجوز
عم الصمت مره أخرى ... فنظر لها وفهم أنها ليست على ما يرام... فتركها لتحكم زمام أمورها ومسك فونه يقلب فيه ... لا يعلم كم من الوقت مر عليهما على هذه الحالة
أيهم بصلها وضحك: يابنتي هتفضلي ساكته كده كتير؟.. عندي شغل
كانت تلمع بعيناها دموع متحجره .. خائفه أن تضعف في وقت ليس مسموح لها فيه الضعف: ايه آخرة مشيي معاك؟
أيهم اتصدم: .. مشيك معايا؟؟ انتي بتقولي ايه؟
غزل بصتله: الحقيقة يا أيهم باشا ... حياتي اتلخبطت من بعد ما انت ظهرت فيها كل حاجه غلط وبصلح الغلط بغلط أكبر
أيهم غمض عنيه: غزل أنا عارف ان كلامك ده مش من جواكي... فقولي باختصار ايه اللي حصل؟؟!
غزل مسحت دموعها: محصلش حاجه ... أنا فوقت من الغلط اللي بعمله ولازم أصلح غلطتي
أيهم بنفاذ صبر: يابنتي هو أنا كنت عملتلك ايه؟!؟
حاولت استجماع قواها ومسحت دموعها بهدوء: متقدملي عريس يا أيهم..