رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الثالث3بقلم تسنيم محمود


رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الثالث3بقلم تسنيم محمود



#نوفيلا_بينما_يعشق_التنين 

#الجزء_2 

#الفصل_الثالث 

أيهم فضل شويه يبصلها زي المغيب وهو بيسمع كلامها مش عارف ياخد قرار مش عارف يقولها ايه بالضبط .... بصلها كتير اوي وبلع ريقه واضايق وحس انه مخنوق 
غزل عيطت بحرقه: عارف كل ده معاك وحبيتك فعلا زي ما انت بتقول ... لكن انت عمرك ما هتفهم ولا عمرك هتحس بالنار اللي جوايا.. سمعت ان الحب من طرف واحد عمره ما بيدوم ومع ذلك كذبت وداني وصدقتك.. أنا فقدت الأمل فيك 
أيهم بوجع ونبرة حزن ف صوته: اللي بيحب حد يا غزل عمره ما بيفقد الأمل فيه 
غزل بدموع: عمري ما فقدت الأمل فيك يا أيهم إلا لما لقيتك مش شايفني اصلا، تلات سنين عدوا من حياتي ف انتظارك لكن انت عايش على مستوى عدم التنازل .. للدرجة دي ما استاهلش منك كلمة من أربع حروف؟؟ ايه المهلك ف الموضوع؟... كل مره بتفكرني اننا مجرد أصحاب مش اكتر... عارف يعنى ايه أرفض اي حد يتقدملي  عشان خاطرك وانت للأسف مش موجود... من كتر ما أنا موهومه بحبك حلمت انك بتقولهالي وانت مش حاسس بيا.. أنا فشلت معاك، فشلت اني اغير فيك صفة واحده يا أيهم، وفشلت حتى ف انتظارك ! 
أيهم بمقاطعة وصدق ملموس بحديثه: غزل أنا فعليا اتغيرت من ساعة ما دخلتي حياتي 
غزل: مش انت اللي تحكم انت اتغيرت ولا لأ... انت لسه بتشرب وتسكر وتعرف بنات ... انت ما اتغيرتش ابدا ولا يمكن هتتغير .. عارف ليه؟ عشان ديل الكلب عمره ما يتعدل... (مسحت دموعها وبصتله) أنا مش اسفه غير على الوقت اللي ضيعته معاك تحت مسمى اني ممكن اخد بايدك من الوحل ... هو عاجبك والناس اللي فيه عجباك يبقى أنا مليش وجود فى حياتك ابدا .. عن اذنك 
كانت هتنزل فمسك ايدها فوزعت هي نظراتها المشوشه من كثرة الدموع وقالت بسخرية: واه انا فوقت لنفسي وعرفت اني مينفعش أكون رخيصه لدرجة انك تمسك ايدي 
كان يود أن يقول لها انك بالنسبة له لستي كما تفكرين انتي أصبحتي الآن قلبه وعقله وروحه ولكن لسانه لم ينطق بعد، هو الآن يود قطع لسانها على ما تتفوه به في حق نفسها فأبعد يده عنها سريعا وكأنه بفعلته تلك يصرخ بها ويقول لها لالا تتحدثين هكذا ابدا ولكن لم تسعفه الكلمات ولا الحروف فابتلع ريقه بهدوء متحدثا: غزل أنا بحبك بجد 
قهقهت بسخرية وانفجرت الدموع فكانت تبكي وتضحك بنفس الوقت .. وجهتها تلك قطعت بشرايين قلبه ولكن سكت حتى تكلمت هي بوجع ونبرة تريقه: طب ما أنا بحبك اوي اوي برضو.. بس عادي مهو الكلام سهل؛ جيت متأخر اوي يا أيهم باشا العسيلي .. 
أيهم اتنهد بألم ووجع وحرقه وحزن شديد: غزل .. انتي واثقه ان الحياة بينا مستحيله؟! 
غزل بنظرات قوية: احنا مفيش بينا حاجه عشان يكون في حياة، احنا كلامنا من الأول كان حرام وخروجي معاك من الأول كان حرام واللي بيبدأ بالحرام ربنا مستحيل يبارك فيه 
أيهم بصوت هادى: هتقدري تحبي حد بعدي؟! 
غزل بتريقه: بجد والله؟! يعني هتخرج من حياتي وعاوزني اقولك مش هحب غيرك؟! الدنيا موقفتش ولا هتقف على حد .. واحب اقولك اطمن انا مبحبش حد غير نفسي ... أنانية؟! ايوا أنانية 
ونزلت من عربيته بسرعة البرق قبل ان تنفجر تلك الدموع .. كانت منتظره انه حتى يتمسك بيها لكن كنتي غلطانه من البدايه يا غزل ! 
ظل هو يراقب ظلها حتى اختفت من أمامه نهائيا وكل كلمه قالتها بتتردد في خياله مره ورا مره .. وكلمة متقدملي عريس يا أيهم مش بتفارق تفكيره.. كل حرف نطقته بيتردد في مخيلته مية مره  
.......... 
في فيلة سامر 
ظلت صغيرتها تبكي بهستيريا وهي ترى والدتها في حالة لا تحسد عليها قط .. ذهبت إلى والدتها الحنونه لتمسك يدها بيديها الصغيرة: مامي مامي بثيلي
كانت شذا تفتح عيناها الحمراء من كثرة البكاء والدموع المترغرغه بداخلهما ببطء شديد وتوهان: هاا .. ن.. عم يا كارما .
كارما مسحت دموع أمها ببراءة: مس انتى قولتي يا مامي مس ينفع اعيط عسان انا كميلة؟؟.. وانتي كميلة اوي يا مامتي مس تعيطي اوك؟ 
ابتسمت شذا بانهيار وحزن عميق بداخلها: حاضر يا حبيبتي مش هعيط .. اممم هاتي بوسه بقا 
كارما بسعادة: ايوا هي دي مامتي القمر .. وقبلتها من خدها ثم احتضنتها: أنا بحبك اوي اوي يا مامي 
شذا: وانا يا قلب مامي بعشقك.. فين زيزو؟ 
كارما: زين راح مع بابي السركه 
شذا بمشاكسة: اممم وانتي بتصحي مامي ليه بقا؟؟ 
كارما بضحكة طفولية بريئة: عسان المغرب اذن ومس يضيع علينا صح؟ 
شذا ابتسمت بحب: اه يا قلبي شطوره انتي حبيبت قلب مامي .. يلا قولي لنانا مامي هتلبس ونازله 
كارما: اوك... باي مامي مس تتأخري 
شذا اتعدلت وحاولت تمسك نفسها وتبطل تعيط ولازم تفهم هو ماله وايه اللي غيره كده من ناحيتها معقول حبه ليها كان زمان وخلاص خلص؟! لالالا هزت رأسها برفض وأمسكت بصورتهما سويا وضحكت على جنونهم كانت صورة لكلاهما في وسط الثلوج بإحدى المدن الاوروبيه وهي كانت تتخبط أسنانها ببعضها والثلج يصل حتى أعلى قدميها وتتمسك به بقوة وهو يصرخ ويحاول الإبتعاد عنها من امساكها له من رقبته ويده مرفوعه فوق رأسها على هيئة قبضة ليضربها ففرت دمعه خائنة: وحشتني اوي يا سامر 
........... 
غزل بانهيار تام وعياط هستيري: قولتله يبعد عني يا شهد... أنا بحبه بحبه ومقدرش أعيش لحظة من غيره بس كان لازم اعمل كده ... كان لازم أكون أنانية مره 
شهد حست بوجع لأنها جربت نفس الاحساس وعمره ما هيحس بيك إلا اللي عاش نفس احساسك: حبيبتي اهدي واحكيلي 
غزل ببكاء وشهقاتها عاليه: مبيحبنيش يا شهد.. بيقولي اعتبريني اخوكي  
شهد: يمكن يا حبيبتي يكون بيحب وبيقولك كده مش عايز يجرح شعورك؟ 
هزت غزل رأسها بنفي: لا يا شهد لا هو مبيحبش .. 
شهد: خلاص يا حبيبتي انسيه، طلعيه برا تفكيرك  عيشي حياتك زي ما هو عايش حياته .. انتي كنتي عايزه تغيريه وتاخدي بايده للأحسن بس اسألي مجرب يا غزل عمره ما هيتغير .. كنت فاكره زيك بالضبط اني هغير حسام للأفضل لكن كنت غلطانه والغلط راكبني من ساسي لراسي .... يمكن أنا بقولك كده عشان انا خوضت التجربة قبلك... وللأسف نتيجة عدم تفكيري وطيشي اديكي شيفاها بعينك 
غزل بانهيار: بس أنا واثقة انه بيحبني 
شهد: ده من دافع حبك ليه غير كده النيات دي عند ربنا .. مينفعش تفضلي معلقه حياتك عليه كده ... ثم اكملت بهدوء وحنان وحب اخوي: شوفي اللي بيحاول يقرب منك وانتي مش شيفاه .. ادي نفسك فرصه يا غزاله .. انتي دلوقتي مش محتجاه في حاجه... وكمان انتي حاليا مقبله على مرحله جديده... وكارم شخص كويس ومشفتيش منه إلا كل خير يا قلبي .. هو طالب ايدك للجواز واهو دخل البيت من بابه 
غزل بصتلها .. بس هي عمرها ما حست بالأمان بوجوده وخفقان قلبها بالطريقة دي مش معقول ابدا... حاليا متلخبطه ومش قادره تفكر .. مش عارفه تاخد خطوة صح في حياتها!! بس ليه يا غزل ليه؟؟ 
شهد بهدوء: حبيبتي كارم بيحبك بجد... صدقيني حبه ليكي حب جنون ... حكمي عقلك يا غزل ومش كل الناس ممكن تلاقي اللي يحبها ويخاف عليها للدرجة دي.... فهماني يا غزل؟! بصي للي بيحبك مش اللي انتي بتحبيه ..! أنا مش بجبرك دي حياتك وانتي حره فيها انا مليش اي دخل انا ما عليا إلا النصيحه يا قلبي، لكن دي في الأول والأخير حياتك 
غزل بعياط وجنون: بس بس هو قالي بيحبني .. قالي انه اتغير من وقت ما أنا ظهرت في حياته، قالي بيحبني
شهد زعقت: انتي اتجننتي ولا ايه؟! هي طارت منك خالص كده؟ 
غزل بعناد من وسط بكاءها: هيرجع علشاني... عشان هو عارف اني بحبه ومش هتجوز غيره هيرجع 
شهد بزعيق وصوت عالي: انتي متخلفه مبتفهميش.. جواز ايه اللي بتتكلمي عنه واحد زي ده ميعرفش ربنا هيتجوزك ازاي.. واحد كل يوم مع واحده شكل هيبصلك زيك زيهم،، مستنيه منه ايه غير انه يشدك معاه للنازل .. نسيتي مبادئك ودينك بسبب مشيك معاه دين ايه اللي بيقول انك ينفع تخرجي أو تكلمي واحد مش محرم ليكي في نصاص الليالي؟!... أنا مش شايفه غزل أختي اللي كانت بتقعد تقولي ده حرام مينفعش نعمله وده صح ربنا أمرنا بيه .. بطلتي تصلي القيام عشان تتكلمي معاه بالتلات أربع ساعات .. بطلتي تصلي الفجر عشان طبيعي تعبتي طول اليوم فهتكوني نايمه ... شدك معاه للنازل مش انتي اللي شديتيه، خدي بالك انتي البنت وعمرك ما هتقدري تغيريه واديني بقولك اهو... قرري بسرعة الراجل منتظر منك رد 
غزل عيطت وصرخت بصوت عالي جدااااا: هيرجع هيرجع هو ليا وانا ليه ولو بعد حين يا شااااااااهد هيرجعلي ... انهارت من كثرة البكاء وشهقاتها العالية بس واثقه تمام الثقة في أيهم وانه هيرجعلها !.... 

أسر داخل من باب الشقه وجد والدته تجلس على الكرسي وتضع رأسها بين يديها 
أسر باستغراب: مالك يا أمي في ايه؟! 
شهد رفعت وشها بصتله واتنهدت: احضرلك الغدا؟.
أسر بعدم فهم: مالك بس .. وغزل فين؟ 
شهد: اتخانقنا 
أسر اخد تفاحه من طبق الفاكهة يأكلها بلامبالاة: امممم.. طيب ربنا يهدي سركوا ... أمه رفعت حاجبها باستنكار ثم شدت ملابسه من عند الصدر قائله بنفاذ صبر: عوض عليا عوض الصابرين يارب 
........ 
روح البيت وطلع اوضته يخلو جسده من الروح ... ألقى جسده القوي على السرير ومسح وجهه بيديه .. تليفونه رن فكانت مليكة 
أيهم: وحشتيني يا كوكي 
مليكة مشاكسه إياه: لو كنت وحشتك كنت رفعت عليا سماعة التليفون حتى 
أيهم: معلش يا حبيبتي كنت فى مأمورية برا البلد ولسه راجع 
مليكة بفزع: وانت كويس يا ابيه؟! 
أيهم: اه يا قلبي كويس الحمد لله 
تنهدت مليكة بأريحية: هتيجي؟
نظر لها أيهم بنصف عينه: اوبس آسف مش هقدر المره دي... إجازتك الجايه اوعدك اني هجيلك 
مليكة بزعل طفولي: يا ابيه ديما بتقولي كده ومش بتيجي،، انتو وحشتوني اوي اوي وعايزه اشوفكم كلكوا 
أيهم: حبيبتي يا ملوكه حاضر هحاول ولو هقدر مش هتأخر اشطا؟ 
مليكة بضحكه جميلة: اشطا .. باي بقا عاوزه اذاكر 
أيهم: بالتوفيق يارب .. يلا سلام 
........... 
اليوم مر عادي ما بين خناق شذا وسامر اللي الحياة بينهم أصبحت شبه مستحيله وهي مش فاهمه معاملته ليها بالطريقة دي ايه سببها .. غزل مازالت مصره ان أيهم بيحبها وهيرجع وهي هتنتظره 
..........
في ملهى ليلي أيهم قاعد ع البار وبيشرب بشراهة وموجوع .. جرحه كان كبير ومش راضي يلم على بعضه وبسببه ضيع حبيبته ومعشوقته لكن هو اللي فاق متأخر اوي 
بنت قربت منه واتكلمت بصوت اشبه بالهمس المغري: هاي 
أيهم بصلها من فوق لتحت وابتسامة جانبية خبيثة ترتسم على شفتاه: أهلا 
البنت بدلع وهمست بين شفتاه بطريقة مقززه: مش هتطلبلي حاجه؟ 
أيهم بصلها ببرود مميت وهو ينفخ دخان سيجارته ثم عاود النظر للكأس الذي بيده: هات بي*را يابني 
البنت: متضايق؟ 
أيهم ضحك: وهو انا لو مش مضايق هاجي الأماكن الوسخه دي ليه؟؟ 
البنت بضحكة خليعه: هيهيهيهيهيهي عسل يا أيهم باشا .. ثم وضعت يداها تحسس على جسده العريض وقد كانت تغريها عضلات جسمه قائله بعدم وعي: بس قولي ايه الجمال ده؟ 
أيهم بعد ايدها عنه ونفخ دخان سيجارته: ايدك لتوحشك
البنت بزعل: كل ده عشان لمست صدرك؟.. اومال لو وقربت منه اوي واتكلمت فى ودنه بجراءة: ***** 
انفجر ضاحك وضحكت هي ضحكات وقحة خليعه؛  ضحك الراقصات: مش بقولك عسل 
أيهم بضحك وهو سكران ولا حاسس بالدنيا: لا دا انتي اللي مسخره 
البنت مازالت بتقرب بوقاحة وبتهمس بين شفايفه وايدها بتلمس صدره باغراء ووقاحه: إنما قولي هي الست الوالده كانت بتتوحم على ايه؟؟ 
أيهم بقرف ورفع حاجبه: افندم؟ 
البنت بضحكة مايعه طويله وضربت بايدها على صدره: كنا لسه حلوين .. ولا انت مش بتحب حد يجيب سيرة الوالده؟؟ 
أيهم بيشرب كأسه وايده بتحسس على جسمها العا**ي: ايوا هي دي 
البنت: تحب نتفق؟؟! 
أيهم بخبث: ما احنا خلاص اتفقنا 
البنت بضحك خليع: ههههههههههه طب ما تيجي اقولك حاجه سر؟! 
أيهم بيحرك اللي باقي من كأسه: وعلى كده الأسرار دي الشعب كله عارفها؟؟؟ 
البنت: هيهيهيهيهيهي لا انت بس يا بيبي 
لملم أشياؤه المبعثرة على البار أمامه: لا كده اشطا يلا بينا 
ودلفوا ليفعلوا كل ما حرمه الله ! 
وكانت عينان تلك المسكينة المفعمه بالحب تنظر لطيفه بحسرة وانهيار تام ... خلاص قررت واخدت قرارها وفعلا شهد كان عندها حق، عمره ما هيتغير يا غزل عمره !!... انطلقت مثل المجنونة نحو سيارة ابن أختها وهو نظر لها بضيق ثم انفجر بها قائلا بغضب: مستنيه منه ايه؟؟.. انتي اتجننتي ع الآخر مبقاش فيكي ذرة عقل 
غزل حطت صوابعها على ودانها وهي تهز رأسها بنفي وندم وحزن شديد ودموعها بتنزل ثم صرخت بصوت عالي: متتكلمش متتكلمش آآآآآآه 
..........
روحت بيتها زي المجنونه مش قادره تصدق ان ده أيهم اللي قلبها دقله ونبض بإسمه.. طب مهي كانت عارفه انه بيشرب بس عمرها ما شافت كده ودي الحقيقة اللي كان بيحاول عقلها إظهارها ومع ذلك كانت بتكذب نفسها
بس خلاص كده هي وأيهم مينفعوش لبعض .. هي من عالم وهو من عالم تاني عمرها ما هتقدر تجاري العاهرات اللي بيشوفهم 
شهد دخلت قائله باندفاع: شفتي بعينك؟! شفتي انه عمره ما هيتغير ابدا؟ عشان ديل الكلب عمره ما يتعدل بجد؟!! قررتي ايه؟؟ 
غزل بدموع وصوت مبحوح للغاية: سبيني افكر يا شهد 
شهد بتنهيدة: طيب 
.......... 
أما عن أيهم فبعدما غادرت تلك خاطفة قلبه وانفاسه ابتعد عن الأخرى زقها بعيد عنه فوقعت أرضا: اوعى يا زباله يا وس** خه .. لبس قميصه وعدل شعره اي كلام وخرج 
رجع الفيلا كأنه قتل بخنجر مسموم .. تقابلت عيناه مع عينان حمزة التي تشع جحيم وغضب حارق 
أيهم بتعب: حمزة أرجوك مش حمل خناق 
حمزة فضل شويه يبصله وأيهم بيهرب من نظراته؛ ثم قرر الرحيل 
أيهم دخل اوضته حاسس بانهيار ووجع محسش بيه لما خسر الأولى .. لكن غزل بعدها عنه بالطريقة دي سابت فراغ كبير جواه وعصرة قلبه المحروق على خسرانها مكنش حاسسها قبل كده ... فهل هو محبش الأولى زي ما حب غزل بجنونها بضحكتها المرحة اللي كان بيعشق ظهورها على وشها رغم عدم اعترافه بكده، حب لعبها معاه جديتها لما قالتله يبطل سجاير وفعلا قعد فترة كبيرة اوي اوي اوي مش بيشرب ولا بيروح ملاهي ليليه ولا أي حاجه وبمجرد بعدها عنه رجعتله كل العادات السيئة .. افتكر أختها وهي بتقوله يبعدها عنه ويسبها تعيش حياتها  
***** 
فلاش باك 
شهد بضيق شديد وغضب: غزل كويسه وياريت اسمها ميتنطقش على لسانك يا سيادة المقدم 
أيهم اتصدم وبرق عنيه من قوة الصدمة: نعمممم؟ 
شهد بقوة: ابعد عن اختي يا أيهم باشا هي صغيره ومش فاهمه انك شيطان على هيئة بشر 
حمزة بصدمة: هو في ايه؟؟! 
شهد بصتله ثم اخفضت عيناها أرضا: قول لأخوك يا بشمهندس يبعد عن اختي بأي طريقه.. أنا سيباها تصرخ بإسمه وواثقة انه هيرجع علشان ب .. سكتت وابتلعت آخر كلماتها ثم اكملت: وواثقة فيه لكن أخوك ده لو آخر خلق الله مش هتتجوزه ... دي مبقتش غزل أختي اللي ربيتها انا اكبر منها ب19 سنة والدتها ماتت وهي صغيره اوي وعلى يدكم أبويا سابنا من 17 سنة وانا  ربيتها زي ما تكون بنتي مش أختي... وانا مرضاش لبنتي بواحد زي أخوك،، غزل عمرها ما كانت بالبشاعة دي وكله من تحت رأس أخوك شدها معاه للنازل وهي اللي كانت فاهمه إنها ممكن تاخد بايده إنما لأ كل يوم هي اللي بتنزل ده مش بعيد يكون عزمها في يوم في night club وهي عشان طبيعي واثقه فيه مش هترفض ... أخوك ده لا بتاع حب ولا بتاع جواز ده شيطان سيطر على عقلها 
حمزة سمع كل كلامها وقلبه اتحرق على أخوه هو عارف ان كل تصرفاته وأفعاله زي الزفت بس مش بيستحمل حد يقول في حقه نص كلمة ... بيحسه ابنه وخايف عليه يضيع أو هو خلاص ضاع! افتكر أبوه وهو بيقوله ويوصيه على أيهم وكررهاله تلات مرات وصوت والده في كل مره ينطق فيها اسم أيهم بترن في ودانه ،، كل كلمة كان بينطقها يوصيه فيها على أيهم بتمر قدام عنيه كأنها لسه بتحصل دلوقتي وكلمة أمانة كأنها صفارة الجرس متوجهه على صمام أذنيه ... وهو للأسف خان الأمانة مقدرش يحافظ عليها، كلام شهد في اللحظة دي عن أيهم فوقه 
أيهم مكنش قادر ينطق ويكذبها بالعكس كل كلامها حرف حرف صحيح ولكن كان بداخله أمل يحاول انعاشه بشتى الطرق: طب لو انا شيطان بجد كنت هعمل كل اللي بتقولي عليه كانت فعلا مهتفرقش معايا وكنت عزمتها في night club واتسليت بيها زيها زي أي واحده عرفتها لكن انا معملتش كده انا قعدت معاها تلات سنين بحلوهم بمرهم وعمري ما مسكت ايدها حتى، أنا لو فعلا شيطان كنت لعبت بيها ورميتها ومكنش هيتهزلي جفن ومكنتوش هتقدروا تعملوا حاجه 
ضحكت شهد بسخرية ونبرة تريقه تغلف صوتها: تلات سنين في الحرام مش كده؟!... بص يابن الناس انا عارفه اننا مش ادكم ولا مستوى العيشه اللي انتو عايشين عليه ولا طريقتكم اصلا وانا اكيد مش جايه اقولك تعال اتجوز أختي ده بعدك لكن جايه اقولك تبعدها عنك 
أيهم غمض عيونه وقبض ايده جامد: يعني انتي عوزاني أعمل ايه؟؟؟ 
شهد بعناد: زي ما فهمتها انك اتغيرت علشانها تفهمها انك لسه وس*خ زي ما انت وعمرك ما هتتغير 
أيهم ابتسم: بس هو ده اللي حضرتك عيزاه؟؟ اوك انا هنفذلك رغبتك وهبعد أختك عني .. وخرج 
حمزة: أيهم .. أيهم ،، ولكن بلا جدوى .. ثم ضرب يده بعصبية على الحائط المقابل له 
بااااااااااااااك 
اتهور ومسك فونه وطلب رقمها وفتحت بعد إتصالات كتير اوي منه: غزل أنا بحبك صدقيني .. أنا بعشقك يا تايمة؛ أرجوكي ردي عليا أنا عارف انك سمعاني دلوقتي، مش انتي كنتي منتظره اني اقولك بحبك طيب انا اهو بقولهالك وحقيقي مش ضغط منك .. انتي دخلتي حياتي لمدة تلات سنين وعرفتي عني اني مبعملش حاجه غصب عني ولا حد يقدر يغصبني على حاجه بس انا اهو فوقت وبقولك بحبك وهاجي اتقدملك ونعيش أسعد لحظات حياتنا سوا .. صدقيني يا غزالتي كل اللي شفتيه النهاردا كذب والله كذب ... سامحيني يا غزالتي .. صدقيني أنا بتعذب أكتر منك.. أنا دوست على قلبي قبل ما ادوس على قلبك.. سامحيني يا حبيبتي !!.... ردي عليا طيب 
جاءه ردها الصادم فكانت جامدة قاسيه: بكرهك.. عمري ما حبيتك ولا هحبك ومش انت الإنسان اللي قلبي يدقله؛ أنا كنت بعمل فيك كده كنت بحرقك بنار الحب عشان انتقم للي عملته فيا وفى أبويا لكن أنا أحب إنسان زيك؟؟! تبقى بتحلم يا سيادة المقدم وقفلت 
كان مصدوم وعقله واقف عن التفكير .. الصدمة كانت قويه حقا يا سادة... هي مش بتهزر؟! اه مش بتهزر دي الحقيقة وطلعت كدابه زيها زي اللي سبقتها .. اصلا كلكم نسخة واحده قلبه اتعصر وكأنه ينزف مادة غروية لزجه بس عادي مهو خلاص اتعود على كسرة القلب وهو اللي يستاهل لما ميتعلمش من غلطه ! بس هو هيقعد يحب ويتجرح كده كتير؟! لأ؛ فعلا لأ غلط الغلط نفسه مرتين وكده كفاية 

قام اتعدل وبص لنفسه في المرايا ثم نهض مبتعدا عن سريره .. اتجه نحو التواليت اخد شاور حتى يستفيق من تلك الحالة التي عليها ونزل اعتلى سيارته الفارهة واتجه نحو المقابر ... قعد على الأرض منهار تماما ودموعه نزلت وحس انه تعبان اوي تعب من كل حاجه حوليه .. حياته كانت ابتدت تتورد ويكونلها لون غير الأسود بس خلاص كل حاجه انتهت ولا يحل لي سوا الأسود ! 
أيهم بحزن عميق ودموعه تتساقط: وحشتيني اوي يا أمي، وحشتيني اوي عارفه انا حياتي اتلخبطت وانقلبت رأسا على عقب من ساعة ما سبتيني حياتي كلها بقت غلط ياريتك كنتي هنا دلوقتي تقوليلي اعمل ايه .. توجهيني للصح زي زمان صدقيني أنا تعبان اوي تعبان عايزك تحضنيني وتمسحي على شعري وتقرأيلي المعوذتين .. انتي قولتيلي انك مش هتسيبني وتمشي ابدا ودايما هتكوني جنبي ومعايا بس انا بقيت لوحدي ولتاني مره قلبي ينكسر بسبب الحب اللي كنتي بتحكيلي عنه وانا مش شايفه ... نفسي اجيلك أشوفك مره واحده مره واحده بس كتير طلبي ده؟!. عايزك تخديني في حضنك وتتخانقي معايا عشان قلة الأكل واقولك يا موزتي وسولي يزعل ويتقمص ونعمل كب كيك بالفراولة وأيس كريم بالفانيليا ونروح نصالحه .. حنيتك عليا وحشتني اوي لو يرجع بيا الزمن مكنتش فارقتك لحظة ياريتني كنت اعرف ان ده هيحصل مكنتش نزلت من العربية.. زماني دلوقتي كنت معاكي .. ليا عشر سنين دلوقتي كل يوم باجي نفس المكان واقعد واتكلم معاكي بس نفسي تردي عليا .. أنا عارف ان في عداوه بيني وبين الحج ومش هيرد بس انتي ليه؟؟! أرجوكي قولي اي حاجه صوتك وصوت ضحكتك معايا وحشوني اوي.... اقولك حاجه أنا زرعت مارغريتا في إيطاليا من أول سفريه لينا بعد وفاتك وللأسف مقدرتش أهديها للي بحبها زي ما وصيتيني ... فوقت لنفسي متأخر اوي على رأيها .. فوقت بعد ما ضاعت مني، بس هي بتحاسبني على تأخري عليها وبتقولي إنها بتحلم بيا .. طب ليه مأخدتش الخطوة الأولى وقالتلي إنها بتحبني؟ يمكن كانت صحت مشاعري تجاهها بتحاسبني على سكوتي طب ما هي كمان كانت ساكته مكنتش عايز اتجرح مرتين بس انجرحت... معقول كلامها ده كان كذب؟! ازاي كانت قادره تمثل عليا الحب بالشكل ده؟؟! تلات سنين بتكذب عليا فيهم عشان تشربني من نفس الكأس؟ ازاي هي محترفة كذب كده؟؟ معقول طول الفترة دي كلها بتعلقني بيها عشان تضربني في مقتل؟؟ ليه يا غزل ليه؟ أنا حبيتك فتحتلك قلبي بعد ما قولتلك اني مش ممكن افتحه بس جازفت بكل حاجه وحبيتك عارضت حمزة اخويا علشانك وقولتله هحارب الدنيا كلها علشانها؛ يظهر ان الحب ده مش واقع ... بس ازاي مش واقع وحمزة ومراته بيعشقوا بعض؟ بيحيوا قصة حبك انتي وبابا من جديد .. يبقى الحب ده مش ليا ... مسح دموعه وابتسم: كفايه عليكي كده يا موزتي استنيني بكرا لو كنت عايش .. بس عايز اسأل سؤال كده كنتي على طول بتجيلي في أحلامي وكنت ببقى أسعد الناس... انتي زعلانه مني؟! اه صح انتي زعلانه عشان اللي ادامك ده مبقاش أيهم ابنك اللي ربيته على حسن الخلق؟ بقا انسان متعرفيهوش .. يعربد ويسكر طول الليل ويزني... ط... طب انتي عارفه انه غصب عني وعلى عيني اني اعمل كده أرجوكي يا أمي أنا نفسي اشوفك مره واحده بس.. متتخليش عني انتي كمان طب بابا وانا عارف انه كان مسميني فاشل وصايع وانتي؟! عارف يا بابا وحشتني اوي بتمنى اشوفك مره وتقولي يا فاشل وصدقني انا حلوف على رأي حمزة  ومش هزعل .. انت عارف اني بحبك صح؟ انا بقيت زي الطفل اللي تايه في دنيا مش دنيته زي اللي لسه بيقولوا مامتك ماتت ومعتش هتشوفها تاني .. حقيقي حياتي اتلخبطت وعاوزك تقولي على اللي المفروض أعمله دلوقتي؛ حمزة اه موجود وعمره ما اشتكى مني ولا قالي كلمة ضايقتني رغم اني بضايقه بإستمرار لما بييجي يتكلم معايا وعايز يخفف عني زي ما انت كنت بتعمل بحسك لسه موجود جنبي.. بحس انك لسه مامتش.. لكن انا مبقدرش اتكلم انا لسه زي ما انا مفيش صفة واحده فيا اتعدلت على رأيها؛ لسه كتوم اوي ومش بقدر اعبر عن اللي جوايا زي ما انا ويمكن ده اللي ضيعها مني صح يا بابا؟!؛ بس عارف هي صح وأختها صح لا أنا انفعها ولا هي من عالمي اصلا انا بتمنالها إنها تعيش سعيدة عشان كده لازم ابعد واسيبها وكفاية عذاب القلب اللي سببتهولها، طب كنت بتقولي زمان ضحي عشان اللي بتحبهم وانا بحبها اوي طيب هو لازم أضحي واتنازل عنها معقول؟!! اتنازل عن الإنسانه اللي قلبي بيتمناها في كل لحظة؟؟! دي الوحيده اللي حبيتها بصدق .. هي بتقولي اني قاعد على مبدأ عدم التنازل؟! دا انا من كتر ما بضحي واتنازل عن كل حاجه بقيت مش موجود انا تعبان اوي تعبان يا سولي .. ياترى؟!  وسكت لم يكمل حديثه؛ قام من الأرض وكان معه ورد المرغريتا عشق والدته وضعه على التراب ومسح دموعه بشر وغل: فعلا الحياة والحب والكلام الفاضي ده مش لكل الناس.. ارجع كده وفوق لنفسك وكبر دماغك من الهري الفاضي ده ... خرج من المقابر واتجه نحو سيارته قادها بجنون وأصبح الشر يتملك منه أكثر من ذي قبل 
رجع أيهم قاسي ذو قلب حجري ... شخصية جامدة صارمة لا تشق الابتسامة طريقها لوجهه ابدا اختفت شخصيته المرحة التي اعتدتم عليها جميعا.. أصبح أيهم بارد المشاعر... شخصية لم يسبق لكم من قبل رؤيتها بل لم تسبق لقصتنا رؤيتها 
رجع البيت وطلع اوضته حاسس بفراغ كبير جواه وعصرة قلبه وحزن خيم على وشه اللي مكنش يعرف غير الضحك والهزار مع كل واحد شويه بس دلوقتي وجعه أصعب من انه يتحمله.. فجأة وقع نظره على شئ كان غافل عنه ليه سنوات طويله اوي جسمه اتنفض وقشعر وغمض عيونه بحزن على حاله وافتكر المعاصي اللي كان غرقان فيها وهو مش حاسس، افتكر الخمور اللي كان بيشربها ليل نهار كأنها ميه.. افتكر الملاهي الليليه اللي كان بيروحها وأشكال الناس الأوساخ اللي كانوا فيها استحقر نفسه لأبعد الحدود، افتكر كل كلمة كان حمزة بينصحه فيها من القرف اللي كان بيعمله... افتكر كل لحظة كان بيطنش كلام حمزة وادي النتيجة 
ضغط على عيونه بقوة وهز رأسه برفض قاطع .. وضع رأسه بين يديه من شدة الصداع وكثرة التفكير ظل تقريبا نصف ساعة على هذا الوضع ثم رفع انظاره لما رأته عينه منذ قليل نهض والروح تخلو من جسده ولمس مصحفه ظلت يده تلمس المصحف مرارا وتكرارا ثم سحب يده بفزع حينما تذكر قوله تعالى (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) 

هبطت دمعه ساخنه على وجنته، ساب المصحف ومشي تجاه التواليت اغتسل مره ورا مره وفي كل مره وبكل نقطة ميه بتنزل عليه حاسس إنها بتحرق جسمه بيغسل ذنوبه المتراكمة اللي في يوم كان متغافل عنها ودموعه تتساقط بهستيريا فدموع التائب حقا حارقة مؤلمة وصعبة.. تنزل قطرات الماء مختلطة بدموعه المتحسرة النادمة دموع استفاقت متأخره 
غير هدومه وشرع في الصلاة ولم تكف دموعه عن الانهمار على وجهه فهو عبد الله التائب بعد ذنوب كثيره 
ظل يصلي كثيرا وفي سجوده كان يبكي مثل الطفل ويدعو الله أن يغفر له ذنوبه الكثيرة واخطاؤه التي اخطأها في حق نفسه ودينه لا أدري كم من الوقت ظل ساجدًا نادمًا عائدًا لطريق الحق وكل ما يشغل عقله هل سيقبلني الله أحد عباده التائبين؟!! 
......... 
حمزة وهمس قاعدين بيتفرجوا على التليفون وأيهم ابنهم قاعد أدامهم على الأرض ماسك الريموت وبيسمع فيلم تصويري لعمه في شغله كان حقا مهلك لذاك الصغير مدمن عمه.. كانت لقطات أكشن تظهر كفاءة أيهم وخبرته
همس بهدوء وحنان: أيهم حبيبي كفاية كده عندك مدرسة الصبح 
أيهم بلامبالاة: I know ( أنا عارف )  
همس بضيق: طب يبقى كفاية انت مذاكرتش اي حاجه
أيهم: No, dad taught me my lessons in the company ( لأ، بابي ذاكرلي دروسي في الشركة ) 
همس بصدمة حقيقة: انت ولد كلمني عربي 
أيهم بضحكات طفولية خبيثة: Do you not ?understand what I'm saying ( ههه ليه انتي مش فاهمه انا بقول ايه؟ ) 
همس جزت على أسنانها ومسكته من قفاه: نعم يا روح أمك .. بقا انا همس العسيلي يتعلم عليا من عيل زيك؟ 
الصغير بتأفف: ياربي اووووف بوظتي اللوك يا رخمه 
انقلبت عيناها الخضروات بصدمة حقيقة: رخمه؟!.. behave يا زفت ( أحسن القول .. أحسن التصرف ) 
حمزة بضيق شديد: ياربي مستنى ايه انا من ربايه أيهم أخويا؟؟ 
أيهم بغضب: بااااابي خد مراتك عني بقا 
حمزة: مليش دعوه... أنا مش ادها دي شريرة ممكن تقتلني  
أيهم بخبث: امممم هتقتلك انت برضو يا بابي؟ عليا انا الكلام ده؟... ده انت قلبها بطنها معدتها 
انفجر حمزة ضاحك: والله هتقوم تاكلك 
أيهم بصلها ببراءة مصطنعه: قال يا مامي؟! 
كانت صدمات تسكب فوق رأسها واحده تلو الأخرى: ايه مراتك دي يا ابن أبوك انت؟! 
أيهم بعد ايدها عنه ونفخ بغضب طفولي: ايدك وشعري الله .... وبعدين انا هكبر وابقى زي هيما كده مفيش حد قدر يمسكه كده ابدا وكمان ركب فوق القطر وهو ماشي وكانوا بيضربوا عليه طلق ومش اتصاب عشان هو محترف وانا هبقى زيه بالضبط 
همس مش قادره تنطق من صدمتها ثم هزت رأسها برفض قاطع: ده بعينك يا روح أمك... ثم حملته غفلتا فصرخ هو ضاحكا ... ظلت همس تداعبه وتزغزغه وهو يضحك بطفولة: خلاص يا مامي خلاص آسف انا نمت اهو 
قبلته من خده واحتضنته بقوة: حبيب قلبي .. ثم نظرت لحمزة بنصف عين: انت وبس 
حمزة مسكها من ملابسها بخفة: ايه اللي سمعته ده هااا؟
رفعت همس يديها مستسلمة: بريئه انا والله 
أمسك شعرها وشده بخفة للخلف: عارفه لو سمعت منك الكلمة دي تاني هكسر دماغك .. فاااهمه؟ 
همس بتأفف وطفولة: ياربي خلاص بقا ياعم .. وبعدين ده ابني ابنيييييي واخد بالك انت من ابني دي؟! 
حمزة باسها برقه: المره الجايه هعمل حاجه مش هتعجبك فاسمعي الكلام 
وضعت ابنها على السرير والتفتت لذاك الغاضب قائله بدلع وهي تضع يديها حول رقبته بدلال انوثي: لو هو ده العقاب هنرفزك على طول 
حمزة بص في عيونها الممتلئة بالحب والحنين: يعني مش هتهربي زي كل مره؟؟! 
همس بعدت وشها عنه بخجل واحمر وجهها فأصبحت حمراء جميلة تشبه الورود التي يهديها لها كل صباح: مش عارفه 
حمزة ضمها لصدره جامد قائلا بضحك يحاول كبته: مش عارفه ايه؟ 
همس بغيظ وهي مازالت حمراء داميه: بطل تكسفني بقا .. المهم، ينفع اتكلم معاك في حاجه؟! 
حمزة بعد عنها شويه ورفع وشها بأطراف أصابعه: طب انتي عندك شك اني بجد مش مستعد اسمع منك؟ 
همس ابتسمت: أنا مقدرش أشك فيك اصلا .. 
حمزة ميل عليها وباسها بحنية من جبينها: ربنا يباركلي فيكم يا روح قلبي... ها قولي ! 
همس: هو أيهم أخوك ليه كده؟ 
حمزة ضيق عنيه بس استنها تخلص كلامها: كده ازاي مش فاهم 
همس بتتكلم بكل تلقائية: عارف هو فيه حاجه مضيقاه اوي وهي تقريبا تخص الإنسانه اللي ممكن يحبها وقلبه يتعلق بيها عارف لما بتجيبوا سيرة الجواز أدامه بيتعقد ويتخنق وكأنه بيبقى محبوس في جحر ونفسه حد يطلعه منه وهو زي الغريق لا قادر يصرخ فيكم ويقولكم بطلوا تتكلموا عن الموضوع ده ولا قادر يجاهد مع نفسه يطلع نفسه من نفس الجحر..، فيه حاجه حصلتله عقدته من الجواز أو الحب عامتا .. هو عنده مشكلة مع كلمة بحبك، يعني لمعة الحب اللي فى عيونه تجاه غزل حقيقية بس هو بينكر حبها عايش في دوامة أوجاعه اللي الله أعلم ايه هيا ولا ايه سببها في حاجه حصلتله او حصلت معاه خلته اتعقد وده واضح جدا عشان هو طبيعته حد مرح اوي وبيهزر فالتناقد ده كاشفه للي فاهم رغم الغموض اللي هو فيه .. يعني عمرك ما هتفهم دماغه دي رايحه فين وجايه منين ابدا هو مرح وسريع الغضب بيضحك ويقلب في ثانية زيك بالضبط كده .. مكشوف وغامض جدااااا لا غامض لأبعد الحدود في نفس الوقت  
حمزة بهدوء قاتل: وانتي مركزه معاه كده ليه؟؟ 
همس بصتله قائله بهدوء: لأ يا حبيبي انا مش مركزة معاه انا بس كان نفسي ادرس الطب النفسي وبقرأ كتير اوي في المجال ده حتى لو مدرستوش عشان انا اصلا خلقي ضيق ومش بقدر استحمل كتير بس فى نفس الوقت بقدر أفهم اللي ادامي بسهولة .. فاهمني؟؟ 
خلصت كلامها وهو كان بيبصلها ومبتسم وفرحان بيها 
همس باستغراب: بتبصلي كده ليه؟؟؟ 
حمزة ابتسم بهدوء: مبسوط بيكي .. كبرتي وبقيتي تعرفي تقنعيني 
همس بصدمة: لااااا ثانية واحده انا لسه بنتك زي ما انا .. اوك؟
حمزة بخبث شدها عليه وضغط على خصرها بحب .. ثم إنهال عليها ليغرقها بسيل قبلاته: انتي بنتي وأمي وأختي ومراتي وحياتي كلها 
دق الهاتف فابتعد عنها وهو يلعن بذاك الموبايل الأحمق 
ضحكت همس بشدة واتجهت لصغيرها تحمله لغرفته
......... 
الأيام بتمر والوقت بيعدي واحنا غرقانين في بحور العشق الغدارة؛ ترمي بنا الموجة لمسافات بعيده شاهقة ونحن أضعف بكثير مما نبدوا عليه قامت المسافات بإبعاد الأحبه وتقريب الخصوم حواجز بتبنيها بينا الدنيا حواجز لا نستطيع هدمها ولو بعد حين .. لما تبعد بيننا وبين من نحب ونعشق؟! ولكن ذاك القدر يا سادة 
لقد عجبت لهذه الأرض كيف تلمنا لتصدعنا والأرض أم العجائب ... إذا كان سهم الفراق لابد واقعا فلما جمعتينا؟ 
في مقر شركات العسيلي 
دلف أيهم جامد صارم لم تعد تعرف الابتسامة التي لم تك تفارق وجهه طريقها إليه ابدا 
حمزة رفع نظراته ليتدفق الحزن إليه هو الآخر: اقعد 
أيهم بصوت هادى خالي من الحياة: أنا مش جاي اقعد انا جاي اقولك اني ماشي 
حمزة بعدم فهم: ماشي ازاي انت لحقت؟؟! 
أيهم: لا انا مقصدش اني ماشي من الشركة انا هسيب البلد كلها 
انقلبت أعين حمزة من صدمته بما يقول ذاك المعتوه: انت عايز تموتني ناقص عمر ولا ايه؟ وسعادتك ناوي تهرب فين المره دي كمان؟!! 
أيهم بهدوء مخيف: أنا مبهربش يا حمزة ! 
حمزة بغضب: لا بتهرب، كل ما تحصلك مشكلة بيكون هو ده أقرب قرار سعادتك بتوصله.. عمرك قررت تواجهه المشاكل اللي بتحصلك؟! لا محصلش؛ ساد الصمت لبضع دقائق حتى قطعه حمزة قائلا بهدوء: ليه مصمم تبعد عني يا أيهم؟ أنا أخوك وصاحبك وصدقني محتاجك جنبي ومعايا احنا طول عمرنا سند وضهر لبعضنا فليه عايز تمشي؟! احنا اللي عيلتك مش الكام مشكلة اللي واجهتك هم اللي عيلتك؛ أرجوك فكر صح ولو مره واحده
أيهم قرب منه وحضن أخوه جامد قائلا بتعب وحزن شديد: معتش قادر طاقتي خلاص خلصت .. تعبت يا حمزة تعبت اوي 
حمزة حضنه: أيهم متصعبش عليا الأمور اكتر من كدا مش عايز نرجع لنقطة الصفر من جديد... تعبت معاك اوي وانا بحاول ارجعك بعد الحادث فأرجوك بلاش تعمل فيا وفى نفسك كده؛ وبعدين عادي موقفتش عليها الدنيا !
أيهم بعد عنه وابتسم ابتسامة باهته: فعلا موقفتش عليها الدنيا 
حمزة بابتسامة هادئة: هتسافر؟! 
أيهم اتنهد: معلش يا حمزة معلش بس حقيقي محتاج ابعد ولو لفترة محدودة... العصر أذن فقطع كلامهم 
حمزة بصله وابتسم ابتسامة متوتره وأيهم فهم هو عايز يقوله ايه فابتسم هو الآخر: هتوضى واحصلك... المصلى مكانها صح؟ 
حمزة بابتسامة جذابة: ايوا 
.......... 
قاعد في بيته هيموت وعقله في وادي تاني... تفكيره هيشت من تأخرها في الرد عليه كل الوقت ده .. طب هو مكلمهاش ولا مره بس مش مهم هو عايزها هي دلوقتي ومش عايز غيرها ... طلع من شقته ونازل فاصتدم بأسر على درجات السلم 
كارم: آسف يا بشمهندس مكنتش اقصد 
أسر بضيق: مفيش مشكله حصل خير .. 
كارم: هو حضرتك عندك مانع نخرج نتمشى شويه ونشرب فنجان قهوة؟؟ 
أسر اتخنق منه هو مش طايقه اصلا فابتسم بسماجة: اوك .. بس ليه حضرتك وبشمهندس؟! 
ضحك كارم قائلا: صح احنا نشيل الألقاب بقا 
أسر: امممم طب استنى لحظة واحده، أسر دخل شقتهم ليصتدم بتلك التي تورمت عيناها من شدة البكاء وهي تهتف بحسرة وانهيار: موافقة يا شهد !! 
تعليقات