رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الخامس5بقلم تسنيم محمود



رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الخامس5بقلم تسنيم محمود




صبا ببراءة: عمتو همس قولي لأيهم يبطل يخنقني 
همس ابتسمت: حبيبت قلب عمتو انتي.. حاضر هضربه علشانك 
صبا: تؤتؤ مش تضربي أيهم هو حلو بس بيضايقني شويه صغننين 
همس بابتسامة حنونه: خلاص مش هنضربه نعاقبه عقاب خفيف اوك؟ 
صبا بفرحة: اوك 
همس وهي تصطنع التفكير: حضن كبير لعمتو بقى؟! 
سعدت صبا كثيرا وحضنت همس وقبلتها من خدها: أنا بحبك اوي اوي يا عمتو
همس ضاحكه: وانا كمان يا حبيبت قلب عمتو بحبك.. ثم اتجهت صبا للعب بينما ذهبت همس إلى المطبخ وهي تتكئ على أطراف أصابع أرجلها متجنبة إحداث الضجيج توجست ثم صرخت بأعلى صوتها بجانب أذن فاطمة فصرخت الأخرى بدورها من الفزع ثم نظرت لها بعينان حمراوتين من الغضب والغل الذي يملأها الآن: اه يا همس الكلب؛ أطلقت الجزرة التي كانت تحواها يدها باتجهاها فالتقطتها همس في فمها أثناء شدة الضحك صدرت منها كحة وشهقات عاليه وعدم قدرتها على أخذ النفس .. ودخلت الفتاتين في نوبة ضحك هستيريه 
أيهم ابنها بصدمة: مامي؟! هو حضرتك عملتي فيها ايه؟
فاطمة بلامبالاة: ولاا حل عني أمك اهي خدها وانت ماشي
أيهم بصلها ببرود: اخدها ازاي حضرتك وانتي موتيها؟! 
اتصدمت فاطمة صدمة تامة: موت مين يابن الهبلة؟ وبعدين أمك دي صاحبتي من قبل ما نعرفك 
أيهم ببرود صاعقي وثبات ورثه عن والده وعمه: ده كان زمان دلوقتي هي مامتي ولو حصلها حاجه أنصحك تجهزي كفنك ! ثم تقدم من والدته وقرب لها المياه غير عابئا بتلك المصدومه، قائلا بحنان ويده الصغيره تمسح دموعها التي انهمرت بدون وعي منها بسبب ضحكها الهستيري: مامي خدي اشربي 
حكت فاطمة شعرها بعدم فهم لأي شيء: همس هو ابنك ده عنده كام سنة؟ 
همس وهي تضحك بجنون وتلتقط المياه منه: أربعة 
أيهم بغضب: يعنى انا خايف عليكي وحضرتك بتضحكي؟ 
انطلق مثل الرعد نحو الخارج قائلا بغضب: سفهاء! 
فاطمة بغباء: سمعتي اللي أنا سمعته؟ 
هزت همس رأسها بنعم فمدت لها فاطمة يدها تعاونها على الوقوف 
همس وهي تآكل السلطة التي صنعتها فاطمة: يلا يابنتي انجزي هنتأخر كده 
فاطمة بغيظ: أبت يا همس خدي ابنك المستفز ده واطلعوا برا 
همس ببراءة مصطنعه ومازالت مستمره في الأكل: اخس عليكي يا فطوم دا انا همسة حبيبك 
فاطمة: لالا انتي حمزة وعياله دول بهتوا عليكي خالص؛ عارفه همسة صاحبتي دي كانت حاجه موز اوي وتفاح كده.. عارفه يابنتي كانت حاجه قمر كده بلسم تتحط على الجرح يطيب وعارفه كمان كنت بقعد اتحايل عليها بالساعة اننا حتى نشرب حاجه او ناكل اي حاجه أيام الجامعة كانت بتقولي لأ الأكل الكتير بيأثر على العقل وبيعمل تخمه ومش هنعرف نركز وكده فأكلها كان قليل اوي فين أيامها بقى لحد ما كل واحد فينا راح لحاله وهي كملت جامعتها في لوس أنجلوس وانا ه.. في جامعة القاهرة؛ أما اللي واقفه ادامي دلوقتي بتقول ان هي دي نفسها؟ اللي واقفه دلوقتي واحده مفشكله في نفسها يابنتي وبؤها ده مش بيبطل سف سف وانت ماشي 
همس بصدمة أشد وهي تنهال عليها بالضرب المبرح: نهارك اسود اومال لو مكنتش واقفه جنبك؟.. وبعدين ياختي غيرانه مننا اعملي زينا؟ 
فاطمة بصراخ وضحك: يابت غوري بقا ابعدي عني 
ألقت همس الملعقة بالطبق قائله بلامبالاة وهي تهرول للخارج: حقوده من يومك! اصلا طعمها وحش مبتعرفيش تعملي حتى السلطه 
جلست بجانب والدتها لبرهة تسمع حديثها وهي تروي لأسر ( ابن عدي ) حياتهم المليئة بالمغامرات والغريب أنها لم تذكر حمدي بأي شئ فقط اختصرت حديثها عن حياتها مع زوجها والد عدي، أ هي صدفة؟ أم أنها حقا لا تتذكره، أم هذا القول الذي سردته الآن هو الحقيقة التي تشعر بها؟ 
أسر بسعادة: كملي يا نانا 
قبلت خده واحتضنته بقوة: قبل النوم يا حبيبي؛ روح ألعب مع أيهم 
أسر بابتسامة: اوك 
فاطمة بصوت عالي: أسر حبيبي لو سمحت ناولني الأطباق اللي ع السفرة 
وضعت همس رأسها على رجل والدتها التي بدأت تمسد على شعرها بحنان: وحشك يا ماما؟! 
صباح بعدم فهم: ايه؟ 
تداركت همس موقفها فسحبت كلماتها السخيفه بسرعة وانقذها رنين هاتفها فذهبت لغرفة صبا تحدث زوجها حبيب قلبها: الوو 
حمزة بحنق وضيق شديد: عامله ايه دلوقتي؟ 
همس بحب: بخير... وانت؟ 
حمزة بضيق: ما انا زي الزفت اهو كويس؟!
ضحكت همس: حبيبي انت متضايق كده ليه!؟ 
حمزة بغل وغيظ وهو يجز على أسنانه: لا ابدا سلامتك 
همس: يووووه بقى يا حمزة خلاص قلبك أبيض مش حلو وانت متضايق 
حمزة: بتثبتيني انتي كده يعنى؟ 
انطلقت منها ضحكه رنانه؛ ظل يستمع لضحكاتها التي يعشق ظهورها على وشها عبر الهاتف لبرهة حتى انتهت: انا اقدر يا حبيبي؟ بس بجد انت بتبقى قمر اوي وانت رايق وبتضحك.. ثم تداركت ما تفوهت به فأسرعت قائله: لالالالا حمزة انت وحش وانت بتضحك، كشر يا حمزة أرجوك؛ ايوا التكشيره حلوه 
قضب حاجبيه في استفهام كبير من تغير طفلته المجنونة وحلت الصدمة قسمات وتعبيرات وجهه أ هذه عاقله أم أن أبناءه طيروا الجزء الصغير الموجود؟: همس؟ 
همس بانتباه: ايه؟ 
حمزة: انتي عاقله يا روحي؟؟؟ 
همس بغضب: يعني انت عاوزني اقولك اضحك والبنات تبصلك بعنيهم اللي تتفقع دي اكتر ماهم بيبوصولك؟ 
قهقه حمزة بصخب وصرخت هي بغضب أكبر: يا حمزة بقى
حاول تمالك نفسه وأخرج صوته الهادئ: نعم يا قلب حمزة؟؟ 
حاولت همس التفكير بطريقة ذكيه تنرفزه بها كما يفعل دائما فأتاها صوته يقطع حبل أفكارها: بتفكري تنرفزيني ازاي يا همستي مش كده؟ 
همس بغباء: ايوا.... بقولك يا حمزة انا بحبك 
حمزة ضحك بخفة لأنه عارف انها لما بتستغبى مبتبقاش على أرض الواقع أو مبتبقاش في وعيها اللي بالنسباله معندهاش عقل اصلا ... هي طفلته وبس! 
حمزة بهدوء: أرسيليا، الكلمة دي جوا بيتنا بس فاهمه؟ 
همس بغيظ: الاااااااا بحبك يا حمزة 
حمزة بهدوء مميت: همس يا قلبي اقفلي وروحي مشوارك 
همس: برضو بحبك 
حمزة بهدوء ما قبل العاصفة: اسكتي؟ 
همس بتضحك: لأ؛ بعشقك يا حمزة بعشقك 
حمزة متجاهلا كلامها لأنه مش قادر يسيطر على نفسه: واه صحيح الحراسه يا همس وإياكي تفكري تهربي زي كل مره فاهمه كلامي ولا أعيد؟؟ 
همس بتأفف وقد كانت تشعر بالحنق من عدم قدرتها على مضايقته كما يفعل بها: طيب يا حمزة أي تعليمات تانيه؟  
حمزة ببرود: لأ يا روحي سلامتك... باي أغلق الهاتف وارتسمت ابتسامة عاشقة لتلك المجنونة صغيرته من احتلت قلبه وأسرته 
....... 
فاطمة وهي تحاول فتح الباب: يا همس افتحي .. دفعت الباب مره أخرى فانفتح على مصاريعه لتجد الأخرى منكمشه في نفسها وتبكي بقوة عقدت حاجبيها بعدم فهم: همس مالك يا حبيبتي؟! ليه العياط؟ شديتي انتي وحمزة؟ طب ردي 
همس بعياط: مش بيحبني! 
فاطمة بعدم فهم لأي شيء: مين ده؟ حمزة؟؟ 
هزت همس رأسها بنعم.. فاطمة: ازاي يعني مش بيحبك؟ اومال قصة الحب الأسطوريه دي ايه؟؟ احم هو قالك ايه يعنى وانتي فهمتي انه مش بيحبك؟ قالك بكرهك مثلا؟ 
شهقت همس وانفتحت عيناها الخضروات بصدمة ووضعت يدها على فمها 
فاطمة بتفكير: يبقى لأ اومال ايه بقى؟؟ 
همس ببكاء: بقوله بحبك ومش بيرد عليا يا فاطمة؟؟! 
رمشت الأخرى عيناها مرات عدة حتى تصدق ما تتفوه به صديقتها المجنونة: اا... ثم تعالت صوت ضحكاتها وأصبحت أنفاسها تخرج متقطعه من شدة الضحك: كح كح ااه يا خرابي 
وقتها كانت همس تنظر لها بحنق: بتضحكي زي الهبلة كده ليه؟؟ أنا في مصيبه وانتي بتضحكي؟ 
فاطمة: قومي ياختي عشان منتأخرش اكتر من كده البت هتموت وبعدين نبقى نشوف مصيبتك قال مصيبه قال ده انا اللي المصايب نازله ترف على دماغي يا شيخه حرام عليكي، اه ياني ياماا..، فينك يا عدي تشيل عني 
همس وهي تلملم أشياءها: بطلي برطمه يا فاطمة ولمي الدور 
كانت غير مباليه وهي تقف أمام المرآة تضبط خمارها وملابسها الفضفاضه: انتي هتاخدي بناتك؟ 
همس بصتلها بحيرة: هاخد كوكي علشان بتصحى بتقلب البيت واسيب سارة لماما 
قلبت فاطمه عيناها بتوتر: ماما؟؟ 
ابتسمت همس لعلمها بما تفكر صديقتها: متقلقيش ماما دلوقتي بتتعالج يا فاطمة وهي من زمان اوي الحالة مش بتجيلها، خمس دقايق والداده جايه 
احرجت فاطمة من كلام همس الذي يدل على أنها تفهمها جيدا: احم همس مكنتش اقص... 
حملت همس ابنتها: يلا يا هبله مش وقته؛ وبعدين يابت مين اللي ربى عيالكم؟؟ 
فاطمة بضحكه جميلة: ربنا يباركلنا في عمرها يارب 
همس بابتسامة: يارب... 
فاطمة: اوعي يا همس تكون الحراسه بتاعتكم دي جايه معانا؟؟  
ابتلعت همس ريقها بصعوبة بالغة: اممم حمزة! 
فاطمة بغل: يابت انا لو مكانك كنت هاجرت من زمان ده ايه القرف ده .. أنا ماشيه يا ماما عايزه حاجه حبيبتي؟ 
صباح بابتسامة: لا يا حبيبي تسلمي.. ترجعوا بالسلامة 
غادرت همس وفاطمة إلى حيث وجهتهم نحو فيلة سامر لرؤية شذا بعد خروجها من العمليات واليوم عادت لمنزلها فلم تستطع همس الذهاب أثر قرب عودتها من باريس مع زوجها وطفلتيها وابنها 
رُفع باب السيارة لتنطلق إلى داخلها الفتيات ويهم السائق بالانطلاق 
وبعد القليل من الوقت ارتفع صوت طلق ناري بكل مكان وأصبح السائق يحاول الهروب منهم وازدادت سرعة السيارة فأصبحت قصوة 
ارتعشت همس ومسكت بيد فاطمة التي كانت يملأها الخوف هي الأخرى وارتفع صراخ كلاهما 
همس بصوت مهزوز: ايه ده يا عمو؟ 
السائق وهو ينظر من المرآة الأمامية للسيارة قائلا بقلق: مش عارف ياست هانم حتى عربية الحرس مش ورانا  
انتفضت همس وفاطمة من شدة خوفهم وظلت فاطمة تضغط على رأس همس لتجعلها تنزل للأسفل رغما عنها: همس انزلي لتحت 
أخرجت همس هاتفها ليأتيها صوته الذي يبدو عليه الضيق لأنه أخبرها مرات عدة ألا تهاتفه تهاتفه أثناء الاجتماعات لا أعلم لما ولكن هذه رغبته: لحقت اوحشك؟
كان صوت صراخها عندما أصيبت فاطمة برصاص في ذراعها هو الإجابة وصل لأذنيه صوت الطلق فصرخ بتوتر: همس في ايه يا قلبي همممممس؟ 
قطع الاتصال عند هذه النقطة أثر انقلاب السيارة عدة مرات 
****** 
فتحت عيناها المليئة بالدموع لتقع نظراتها على حمزة المتخشب بجانبها ووالدتها وأخيها الذي يبدوا على عيونه الوجع وابنها الذي يقف بجانب خاله صامدا وكأنه فهم معنى ما حدث منذ قليل ومليكة الباكية بقوة وغزل تقف هادئه بجانب مليكة.. مررت نظراتها لهم ثم انهمرت دموعها وهي لا تستطيع النطق وأصبح صوت شهقاتها مسموع قطع بقلوبهم أجمعين 
حمزة مسك ايدها وباسها ومسح دموعها التي لا تتوقف عن النزول: انتي كويسه يا روحي متخافيش 
همس عيطت بحرقه: فاطمة؟؟ بنتي؟! 
حمزة اتنفس بقهر ففهمت تلميحاته الصامته ولكن عقلها رفض ان تكون تلك حقيقة: انقذتهم صح يا حمزة صح؟ أرجوك قول صح؟ اتبع ذلك صرخات وانهيار تام منها وأصبحت لا تتنفس بطريقة طبيعيه ضمها لصدره جامد يبث لها الأمان والطمأنينة التي تشعر بها داخل أحضانه كما تخبره دوما فظلت تضربه على صدره بقبضة يدها وجنونها يزداد وصراخها يعلو وكأن البرج الذي بقى لها فقدته... تعبت من ضربه وتحمله لها فوضعت رأسها على صدره ودموعها بتنزل بتعب: قولي ان اللي في بالي غلط يا حمزة أرجوك.. أرجوك؛ طب عدي انت... انت ساكت ليه؟؟ قول انهم كويسين.. دي مراتك يا عدي هي اتصابت بسببي انا عارفه انا آسفه
عدي بحزن عميق وهو يتجنب النظر إليها: فاطمة كويسه يا همسة ... أغمض حمزة عيناه الزرقاوات بقوة وابتعد عنها 
اتسعت ابتسامتها الجميلة ولكنها اختفت سريعا قائله بتوجس: وو.. بنتي!؟؟ 
وزعت النظرات بين أولئك الذين ابعدوا نظراتهم عنها 
فقالت بدموع لا تشعر بها: لااا أرجوك لأ متسكتش كده، ده ده مقلب من مقالبكم السخيفه اللي بتعملوها فيا دايما وانا بصدقكم صح؟ بس لالا المره دي مش هتضحكوا عليا انتو الاتنين تاني .. مليكة قولي يا حبيبتي انه مقلب والله هجيبلك شوكولا كتير صدقيني، غزل انتي مش متفقه معاهم عليا صح؟ غزل قولي ان ده كذب.. ماما حبيبتي انا بحبك وانتي اللي هتقولي أنه كذب؛ ثم نظرت لابنها: أيهم انت حبيب قلب مامي ودي كوكيز أختك قولي حبيبي ان بابي خرجها من العربية لما لما اتحرقت؛ ثم صرخت به: متسكتش زيهم؟ كلكو كذابين كلكم فين أيهم أخوك يا حمزة ؟ هو اللي بيقولي دايما انكم بتضحكوا عليا بييجي في صفي دايما 
خدها في حضنه جامد يهديها من حالة الذعر التي غلغلت عقلها: همس اهدي أرجوكي اهدي
همس بصراخ وبكاء هستيري: لاااااااا انتو كلكوا كذابين عايزه بنتي يا حمزة 
أيهم خبط واستنى انهم يأذنوله بالدخول فدخل بعد سماع ايجابهم 
وقف فترة جامد لا تزين وجهه اي تعبيرات: حمدا لله على سلامتك يا همس 
همس بعدت عن حمزة وصرخت مثل المجنونة: أيهم قول انهم كالعادة بيهزروا وهتخانق معاهم دلوقتي انطق انت ساكت ليه انت كمان؟! 
تعلقت انظارها به ليريح قلبها ولكن هذه المره كان جوابه الصمت بعد قوله: البقاء لله يا همس، ربنا يعوض عليكم 
ضحكت همس بجنون ونظرت لحمزة بأعين يملأها الخوف والدموع تعرف مجراها: ده بيهزر زيكم!؟ أخوك بيهزر وهزاره ارخم منكم ! اقول يا مين طيب؟ فهمني 
....... 
مسحت دموعها بسرعة عند شعورها به أثر رائحة برفانه الذي تعشقه يتغلل انفها ؛ كفى تعذيبه وتحمل مسؤليتها ، جنونها بضحكتها المرحة.. زعلها وغضبها فجأة وبدون مبرر ثم فرحة يتبعها صراخ، تتعلق برقبته عند إخباره لها بخبر يعلم انه سيسعدها ، عندما يفرج عنها ويجعلها تذهب لبيت والدتها تقبل خده بسعادة كأنه والدها وهي مدللته؛ يتحمل تقلب مزاجها وسرعة غضبها وثورها عليه عند استفزازها بكلمة بسيطة؛يتحمل كل ذلك بابتسامة حنونه وكأنها طفلة ... كم سيتحمل بعد؟! ألا يكفي أولاده ومشاكلهم؟ أخته المريضه؟ ألا يكفيه كل ذلك فتكمل عليه هي بحزنها؟؟؟ 
لم تدير وجهها له فجلس هو بجانبها على الأرجوحه في التراس 
حمزة بتنهيدة: مش هشوف دموعك يعنى لما تمسحيها بسرعة؟ 
همس بصوت مبحوح وهي تهم بالوقوف: هروح أجهزلك التواليت تاخد شاور 
أمسك يدها لتجلس مكانها مره أخرى: مش عايز؛ انا عايزك انتي دلوقتي .. عايز اعرف مالك يا حبيبتي؟ 
وضعت همس رأسها على صدره فكانت موضع قلبه بالضبط قائله بشبه انهيار وتعب شديد: كنت بستغرب ليه مليكة بتكره الخروج من البيت دلوقتي فهمت  
مسح حمزة على شعرها بحنان: لأ يا قلبي الخروج من البيت شئ طبيعي جدا واللي حصل ده نصيبنا وبس يا همستي لكن ملوش علاقه بالخروج ابدا مش جايز كنا قاعدين في بيتنا ولا قدر الله السقف يوقع علينا؟ مكنش ممكن يحصل حريق ونكون كلنا ضحاياه؟ انتي مؤمنه يا قلبي وده قدر، مكتوب لنا نعيش لحظات صعبة ولحظات حلوه.. عارف انه صعب يا قلبي لكن في حديث للرسول _صل الله عليه وسلم _ ان الله إذا أحب عبدا ابتلاه وإذا صبر اجتباه؛ واحنا كده بالضبط نصبر وبعد الصبر يأتي الجبر... بصي لنص الكبايه المليان يا همستي عندك أيهم وسارة ربنا يباركلنا فيهم.. خلي شعارك في الحياة لا تحزن فالله معنا؛ هو الحزن اتخلق ليه يا أرسيليتي سوى كونه اختبار؟ ولو صبرنا هييجي الفرح؟! ولا هو ايه الغاية من خلق الليل والظلام؟ برضو عشان هييجي بعده الفجر ... ربنا مش بيضيق علينا الدنيا كرها؛ لكن احنا لازم نحط في اعتبارنا اننا منها وإليها نعود..! 
همس رفعت وشها بصتله وعنيها دمعت: بس دي.. دي بنتي 
مسح دموعها وهي رمت نفسها في حضنه كعادتها عند شعورها بالحزن والأسى أو التعب بيكون هو ده مكانها حضنه بس هو اللي كفيل يشيل عنها الهم والحزن اللي بقت بتحسه كتير من يوم الحادث ووفاة بنتها صدرت صوت شهقاتها ونحيبها وهو أغمض عيونه بقوة: آسف يا أرسيليتي 
همس نامت على صدره ودموعها بتنزل وهو قبل رأسها بعشق ملأ قلبه .. ظل ينظر للفراغ وعيونه تلمع بحزن عميق فهي ابنته التي أودعها منذ فترة لا تتعدى الثلاثة أشهر 
مرت ساعة على جلوسه هكذا حتى صدح رنين الهاتف واحتل اسم أيهم وصورته شاشة الجوال فأجاب بلهفه تقتله ونسي تلك المتشبثه بحضنه: أيهم انت فين؟! وليه قافل فونك طول الوقت ده؟ انطق يابني؟ 
ابتسم أيهم بهدوء: اديني فرصه اتكلم... أنا في المطار، قول لحد من الحرس يستناني 
حمزة بعدم فهم: اوك .. سلام 
همس فتحت عيونها وابتسمت له ثم قالت بصوت يملؤه النعاس: هو انا نمت قد ايه؟؟ 
حمزة ابتسملها فضحكت بخجل واحمر وجهها كحبات الفراولة الناضجه: لم أعد الساعات  
همس بغيظ وهي تضربه بقبضتها الصغيرة على ذراعه: يا بارد 
حمزة: طب بذمتك انا بارد؟ دا أنا قمر اوي يابنتي وكيوت كده بلسم عارفه البلسم؟ 
همس بطفولة: نينينينينيني؛ متعجرف... نظرت له لبرهة واستشفت معالم الضيق التي تزين وجهه 
همس بابتسامة حنونه: مالك يا حمزة اضايقت كده ليه؟ 
حمزة: ده أيهم ومش فاهم ماله في ايه
همس بضحك: متقلقش حبيبي اكيد طلبوه في مهمه فيها سيدات كالعادة ! 
.......... 
الخادمة: داده سميحه، يا داده سميحه 
الداده بزهق: اشجيني ياختي 
الخادمة بضحك: لا انتي اللي هتشجيني بقى المره دي 
رفعت الداده حاجبها: عايزه ايه!؟ 
الخادمة بارتباك: هو هو أيهم باشا راح فين؟ 
مصمصت الداده شفتاها بانزعاج: واحنا مالنا ياختي؟؟ وبعدين انتي مالك شاغله بالك كده ليه؟ 
الخادمة بتوتر: مش شاغله بالي ولا حاجه بس له فترة مجاش البيت وو.. 
الداده بغيظ: وايه؟ وحشك مش كده؟.. ثم اكملت بهدوء بعد تنهيدة طويله: بصي يابنتي متبصيش لفوق اوي كده عشان متوقعيش تنكسر رقبتك، هما فين يابنتي واحنا فين؟! 
لمعت عينان الفتاة بالدموع: ل.. لكن انا بحبه، يعني احنا مش مسموحلنا نحب عشان احنا فقرا يا داده؟
الداده ابتسمت برضا ومسحت على شعرها: هو الفقر عيب؟ 
الخادمة بإنفجار: ايوا عيب .. لما يحدد حياتنا بالطريقة دي يبقى عيب، لما منقدرش نعيش حياة طبيعيه زي الناس ونفضل نتزللهم يبقى عيب، لما حياتنا تبقى بالبشاعة دي عشان الفقر يبقى عيب يا داده، لما منقدرش نعبر عن اللي جوانا بسببه يبقى عيب، لما يغير في شخصيتنا للدرجة دي وبدل ما هنحمد ربنا هنحقد على اللي عندهم النعمة يبقى عيب، لما حتى الإنسان اللي بحبه مقدرش اتجوزه عشان كوني فقيرة وعشان مجتمعنا بيفرق بين الناس بسبب الغنا والفقر يبقى عيب
صدمت الداده ثم حركت رأسها برفض وابتسمت بحنان: يابنتي احمدي ربنا وقولي الحمد لله.. دول قالوا للفرحة والسعادة انتي ساكنه فين قالت في قلوب الراضيين بما قسمه الله لهم، انتي يابنتي أغنى من ناس كتير احمدي ربنا ان عندك بيت ومأوى غيرك معندوش.. احمدي ربك انك لاقيه شغل غيرك رجليه دابت ومش لاقي شغلانه .. احمدي ربك انك مسلمة يابنتي ودي أكبر نعمة، يابنتي ده سيدنا على بن أبى طالب قال لو كان الفقر رجلا لقتلته .. الفقر عمره ما كان عيب يا حبيبتي العيب انك زي ما قولتي كده انك بدل ما تحمدي ربك الكريم تحقدي على الناس... هو يا حبيبتي أشرف الخلق كان عنده قصور وفيلل وعربيات؟ كل الأنبياء والمرسلين كانوا بيرعوا الغنم وبعدين قادوا الأمم يا حبيبتي ارضي باللي قمسمهولك ربنا عشان تتهني
مسحت الفتاة دموعها قائله بصوت مبحوح: معلش يا داده هم كانوا شويه انفجار وراحوا لحالهم .. عن إذنك 
دلف صغيره للمنزل مطئطأ رأسه بحزن فبالنسبة له أيهم كالإدمان وأيهم يعشقه فهو مقر بأنه ابنه وليس بأحد آخر .. 
نزل حمزة بعدما أخذ شاور وبدل ملابسه واستعد للخروج ليجد ابنه على تلك الحالة اتنهد بضيق ووقف أدامه حتى تقدم أيهم وهو غير منتبه لوالده بالمره 
نزل حمزة لمستواه قعد على ركبتيه على الأرض فرفع ابنه نظراته إليه ثم أعادها للأرض ثانيا 
حمزة بتنهيدة: أيهم؟ 
أيهم بصوته الهادئ جدا: نعم 
رفع حمزة وجهه وأبعد شعره عن عيناه: جيت من المدرسة بالباص ولا العربية؟ 
ابنه: بالعربية؛ مش هو ده اللي حضرتك عايزني اعمله؟ 
حمزة بضيق: لأ يا أيهم اللي انت عايزه يا حبيبي؛ انا عمري أجبرتك على حاجه انت مش عايز تعملها؟ 
أيهم: لأ 
حمزة ابتسم: هتحكيلي متضايق من ايه ولا كالعادة أيهم برضو؟؟! 
هز الصغير رأسه بحزن وتحاشى النظر لوالده: هيما ! 
حدقت عيناه بقوة من صدمته: آآه يا قلبي؛ بتقولها في وشي؟! جاملني طيب ده حتى بيقولوا جبر الخواطر على الله 
رفع الصغير رأسه ونظر لوالده ولا تعتلي قسمات وجهه أي تعبيرات ثم أطرق بصوت هادئ متجاهلا كلمات حمزة!: هيما فين؟ 
حمزة بحب وحنية: أكلت الساندوتش بتاعك؟ 
علم الطفل أن والده يتجاهله كالعادة فأجاب بامتعاض: اه.. عن اذن حضرتك 
حمزة ضمه لحضنه: طب والله اللي يشوفني وانا قاعد القعده دي علشان خاطرك وانت بتتجاهلني ليصدقوا انهم غيروني...! هقولك يا سيدي أيهم في المطار وانا رايح اجيبه اهو تيجي معايا؟ 
سرعان ما ابتعد الصغير عن حضن والده وانطلقت ضحكه جذابة من شفتاه من شدة سعادته برجوع عمه: of course.. قام بإلقاء حقيبته على الأرض بعدم اكتراث وصعد للأعلى سريعا وهو يغني بفرحة عارمه ويهتف لوالده بصوت عالى: بااااابي انا نازل حالا 
همس بمشاكسة وهي تمسك بخدوده: حبيب قلب مامي رايح فين؟ 
قفذ أيهم بسعادة بالغة في أحضان والدته: هيما هييجي وانا هروح مع بابي المطار 
ضحكت همس وقبلت جبينه بعدما انزلته: اوك .. باي 
ارتسمت على ثغره ابتسامة حنونه لصغيره المشاكس ثم أخرج هاتفه يعبث به قليلا فلم تمر الثلاث دقائق حتى عاد إليه ابنه وأمسك بيده قائلا بطفولة: بابي يلاا؟ 
فضحك حمزة وانطلق معه للخارج وصلوا المطار ووقف الطفل ينظر للمكان الذي سوف يظهر منه أيهم بفارغ الصبر 
حلقت ابتسامة جذابة على وجه حمزة عند رؤية أيهم فأشار لأبنه الذي سرعان ما تهللت الفرحة أساريره وانطلق ليصرخ بسعادة وهو يقفذ ليعانق عمه عناق طويل: هيماااااااااا 
ضمه الآخر بقوة وأغمض عينه كثيرا طوال مدة العناق 
الصغير ببكاء: هيما؛ وحشتني اوي 
حمزة: ايه يا جدعان هعيط من التأثر ! لينا بيت مش كده 
أيهم: حبيب قلب هيما مش قولتلك احنا أقوياء مبنعيطش؟ 
هز الصغير رأسه بنعم ومسح دموعه بظهر يده بطفولة: خلاص مش هعيط بس متسبنيش وتمشي تاني اوك؟ 
أيهم باسه من خده واحتضنته أكثر: هنتكلم براحتنا بعد ما هيما يصحى اوك 
ضحك الصغير بقوة عند علمه ماذا يقصد عمه بهذه الكلمة فشاركه أيهم الضحك وحمزة برق: انت عملت في ابني ايه؟ 
أيهم بغمزة وضحك: لزوم السيطرة .. وبعد سلام طويل بين كلاهما ركبوا سيارتهم منطلقين نحو بيتهم 
نظر له حمزة ثم تحدث بالروسية حتى لا يفهمهم صغيره: كنت فين؟ 
أيهم ومازال كل تركيزه مع الصغير يلعبون ببجي بالهاتف: امممم بلد اللغة التي تحادثني بها الآن 
عقد حمزة حاجبيه: وماذا عن اغلاقك لهاتفك طوال هذه المدة؟ 
أيهم ابتسم: هل قلقت علي؟ 
نظر له حمزة بطرف عينه مستنكر: يالك من متعجرف؟! أ تنوي أن تجنني أيها الفتى؟ 
أيهم: حاشا لله 
حمزة: وماذا أعادك؟! 
حرك أيهم يده بآخر شعره ونفخ بغضب: غلطه ! 
حمزة بتعجب: ماذا؟ 
أيهم بحنق: ليتني لم أتذكر عدي والتي انجبته هو سبب مرمطتي الآن 
حمزة وهو مش قادر يمسك نفسه من الضحك: كح أ طلبوك بمهمة بها سيدات كما قالت همس؟ 
أيهم بلامبالاة: أ مازالت تتذكرني؟!.. وان تو برافو عليك حبيبي 
حمزة: أ لن تخبرني ماهي غلطتك؟ 
أيهم: تذكرت ذاك المعتوه وكنت سأفتح هاتفي لإجراء محادثه معه فكأنهم عثروا على كنز بعد طوال غياب وجدت فوق المئتين وعشرون محادثه من جميع الأكاديمية والمدير لا تركب عنادك يا أيهم؛ عد ذاك أمر نفذ؟ ما رأيك إذا؟ والأدهى من ذلك أنهم يريدون مني أن أكون لهم كشرطي من قسم الأطفال يا حمزة سوف يجن جنوني بهذه المهمه التي سوف تذهب معي فيها فتاة حقيره؛ أ رأيت مهذلة أكثر من ذلك؟ 
حمزة ابتسمله بهدوء لأنه عارف طبع أخوه مش بيحب حد يتحكم فيه: ماذا بك؟! ترى أنها فتاة حقيره هل ستتزوج منها؟ أنتم ستكونوا بعمل فقط وهي بالطبع لن تنسى رتبتها أيا كان كلفها بمهام تليق بها حتى تطلب هي عدم رغبتها في العمل معك أما الجزء الذي لم أفهمه كيف شرطي من قسم الأطفال؟ 
أيهم بحنق: لا أعلم كيف ولكنهم يريدون مني أن اعثر على طفل تائه في باريس
الصغير وهو ينظر لشاشة الهاتف باندماج: هيما انت بتعرف تستخدم كل الأسلحة دي؟ 
أيهم ابتسم ابتسامة حنونه لصغيره: ايوا يا حبيبي بعرف 
رفع حمزة حاجبه باستنكار: تائه؟ 
ابتسم أيهم بسماجة: أ رأيت؟، أيهم حبيبي انت نمت ولا بتهزر؟ أيهم؛ انت يالا ... قبل وجنته بحب 
حمزة: متى سيكون موعد سفرك ان شاء الله؟ 
نظر أيهم لساعة يده ثم صرخ لعدم توافر الوقت الكافي الذي ينامه حتى موعد سفره: حمزااااا كل الطريق مفيش غير تسع ساعات ! 
فزع حمزة من صراخ ذاك الأبلى فنظر له بعيناه التي يتطاير من بينهم الغضب والغل: آآه يا حيوان؟ انزل يالا تعال مشي 
أيهم فتح باب العربية ونزل وظل حمزة ينظر لطيفه ببلاهة 
فجأة وجد الباب الذي بجانبه مفتوح ويشير له بالنزول وهو مغمض العينان: ايوااا  
خبط كفيه من جنون أخيه وانتقل للمقعد الأخر؛ ركب أيهم السيارة وقادها بجنون حتى وصلوا لمنزلهم 
همس بهدوء: حمدا لله على سلامتك يا سيادة المقدم 
أيهم: الله يسلمك ياختي 
همس: انت عملت في ابني ايه؟! من يوم ما سعادتك مشيت وهو لا بياكل ولا بيشرب أوعى تكون سحرتله
ظهرت على قسمات وتعبيرات وجه أيهم علامات الصدمة القوية التي ألجمت لسانه عن الحديث ثم نظر لأخيه مستفهما: خالتو نبوية اللي كنت بتقولي عليها زمان؟! 
قهقه حمزة بقوة: انت لسه فاكر؟ 
همس بغيظ: مين خالتو نبوية دي يا حمزة؟؟ 
حمزة: دي خالة أيهم ملناش دعوه... ليضحك الكل وينطلقوا حيث مضاجعهم 
........... 
ألقى أيهم بجسده القوي محتضنا فراشه بتعب من كثرة تفكيره وعدم توقف عقله عن المطالبه بأسمها وعدم توقف خفقان قلبه المتحسر على فقدانها ولكن الآن لديه عمل شاق وسفر طويل يجب أن يكون بكامل تركيزه 
طب هعثر على طفل تايه ازاي؟... طب معرفش يتوه في حته تانيه غير باريس .. هبدأ منين ياربي؟ طب دا انا معرفتش عن المهمه اي حاجه ولا اي معلومة تفيدني هم دول بيستعبطوا ولا ايه؟ ولا هو انا هيركليز يعنى؟ طب اختفى امتى؟ واللي خطفوه دول ايه غايتهم من خطفه.. هو كان في باريس بصحبة مين؟ معنديش إجابه على ولا سؤال يادي النحس ..! لا ولا الفقر اللي منتظرني قال واحده تطلع معايا مهمه زي دي ايه السخافه دي؟... غصب عنه تفكيره أخده لغزل .. ياترى اتجوزت؟! ياتري هي مبسوطه مع اللي اتجوزها ده؟ أكيد هيسعدها وستبقى رحلتك الفاشلة معها بلا أشباه نادره ويستحيل تكرارها... ستستطر قصتك وإياها في كتب وتوزع للعبرة حتى لا يخطأ أحد العشاق خطأك .. سيكتب فيهم لا تجعل لسانك هو الذي يتحكم فيك بل تحكم أنت به !.. إياك بسبب صمت لسانك أن تضيع من يديك من أحببت .. بل أخبر من تحب بأنك تحبه 
فيا سادة ان يذهب العقل ستبقى المشاعر .. انسى انني رأيتك مسبقا ولكن مشاعري تجاهك تظل نابضه حقيقية 
لقد أصيب بالزهايمر ونسي أهله وذويه ولكن مشاعره تجاه صديقه كانت حيه 
جاءه في يوم وقال الذي أصيب بالمرض اني لا أعرفك ولكني أشعر أني أحبك.. ف إنفطرت دموع صديقه 
فكيف بإولئك المتحابين؟! كان لا يكتمل يومه حتى يسمع صوتها؛ من شدة حبه لها كان يفهم عليها مماذا تعاني كان يشعر وكأنها بحاجته فيهاتفها فورا دون أن تطلب هي رقمه ... اشتاق لسهراتهم سويا عبر الهاتف تحكي له عن يومها بالعمل؛ اشتاق لمشيهم لساعات آناء الليل يأكلون الشاورما ويشربون البيبسي .. يتكلمون لساعات طويله غير معدودة نعاسهم بالعمل ثم ضحكهم على ذاك الجنون.. يوم موت كلبه المفضل حضرت معه مراسم دفنه وكم كانت الفترة التي قضاها حزين عليه .. اشتاق لها بشدة يتمنى رؤيتها فقط ! أ سيخسر ان رأها مره؟ فجأة تذكر أنها قد تكون تزوجت..! ماذا أ هو أحمق؟ ماذا سيرى سوى كونها مع أخر يحبها وتحبه ولا يعلم أنها تتألم بصمت مثله تماما.. أ يرى ضحكتها العذبة منبعثه منها لغيره؟ 
عُصر قلبه بشدة من هذه الفكرة ولكن تلك الحقيقة الصادمة 
سرقه الوقت الذي مر كالثواني وهو مازال غارقا في بحر أفكاره .. بحر الحب بأمواجه الخادعة فإذا كان يعلم اننا سنفترق لما يجمعنا..؟ أ يود كسر قلوبنا وبدون مبرر؟؛ وقعت أنظاره رغما عنه على الساعة التي أصبحت الثامنة والنصف مساءاً فقد مرت عليه أربعة ساعات يفكر ! 
أيهم بصدمة: اللعنة! هتخمد امتى؟ هلاقي وقت للأسئلة دي كلها امتى؟؟ 
....... 
جلست مع ابنة عمتها في غرفتها يتبادلن أطراف الحديث
غزل باستنكار: نعم نعم ياختي نروح فين؟ 
الفتاة بحماس: اه والله يا غزل الساعة أربعة الصبح دي هيبقى جوها فظيع ؛ هنقعد على النيل ونشتري حمص الشام والعراق واليمن والبركات وكل عام وانتم بخير 
غزل متجاهله كلام تلك المجنونة وهي ترتب خزانتها: دول بتوع أبوكي دول ولا ايه؟ 
كان رد الأخرى هو وسادة طائرة ارتطمت برأسها جعلتها تترنح يمين وشمال بتوهان: موتك.. على، يدي ب.. بس لما أصحى انا الأول !
سكبت عليها بشراسة دورق من المياه المثلجة قائله بجنون: صحيتي؛ يلا بينا؟ 
مسحت غزل وجهها وعصرت شعرها بغل وغيظ منها فتراجعت الأخرى بتعثر: غ.. غزل في.. ه اي.. ه انتي هتتحولي ولا ايه؟؟ 
غزل وهي تتقدم منها أكثر وعلى وجهها ضحكة شريره: اه هتحول وهشرب من دمك 
الفتاة بصراخ وهي تهرب للخارج وتصرخ: شااااااااهد الحقيني 
لتصتدم بأسر فوقعت على يديه فأصبحت بحضنه وتلاقت نظراتها العاشقه بنظراته الساخره اعتدلت سريعا وهي حمراء داميه من شدة خجلها قائله بصوت جاهدت حتى تخرجه طبيعي وهي تعيد خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر: اس.. أنا اسفه بس بس استنى مش هعتذرلك انت اللي طلعت ادامي فجأة ! 
أسر بجمود وبرود قاتل: اومال اسفه اللي سمعتها منك مفيش ثانيه؟!.... وسابها ومشي وهي تنظر لطيفه بغباء وفمها يكاد يقبل الأرض من صدمتها بذاك المتعجرف 
غزل من وراها: الحب ولع في البيت! 
تنحنحت تلك الجميلة القصيره بحزن ودلفت للغرفة .. غزل: يادي النيلة دي زعلت... ودخلت هي لتجدها تنظر من البلكونة للفراغ بشرود: مالك يا هبله؟
مسحت الفتاة الدمعه التي هربت من سجنى عيناها: مفيش 
غزل بضحك: يابنتي مالك ومن امتى انتي بتزعلي اصلا
ضحكت الفتاة بغلب من عدم احساس أحدهم بها ودائما ما يروا أنها تهزر وتضحك إذا فهي لا تشعر: اممم مبحسش ! 
غزل: يابنتي مالك؟ زعلتي عشان أسر؟! ده بيحبك يا مجنونة اومال الخطوبه دي ايه!؟ 
الفتاة بزعيق وعصبيه: مبيحبنيش يا غزل.. والخطوبه دي عشان يرضى أمه مش أكتر 
غزل بصدمة حقيقة: نهار أزرق... يابت هو أسر صغير ولا ايه؟ يعني ايه يرضى أمه؟ ده جواز ولا لعب عيال؟ حبيبتي أسر مش صغير عشان أمه تقوله اتجوزها يقوم يتجوزك.. اصلا شهد عمرها ما قالتله اعمل أو سوي؛ وأسلوبه اللي كلمك بيه من شويه ده عشان بيبقى خنيق اوي وهو صاحي من نومه .. ايوااا يا شهد جايه؛ الله 
ظلت الفتاة دموعها تنساب بحزن ثم جفت عندما صدمت بسيارة تواتارا تقف أمام منزلهم.. فركت عيناها لمدة طويلة بعدم تصديق أن هذه حقيقة فدلفت للداخل سريعا قائله بشبه الجنون وكأنها لم تكن تبكي منذ عدة ثواني!: غزل تعالي بسرعة هقولك 
غزل: ايه يابنتي في ايه؟! أسر هييجي يقتلك 
الفتاة: سيبك انتي من أسر وأم أسر وتعالي شوفي اللي أنا شيفاه 
غزل وهي تخبط بطن يدها بظهر الأخرى بحركة شعبيه: شايفه ايه ياختي؟ ايه الحارة بتاعتنا اتفرشت رمل وورد؟... واتجهت لتنظر حيثما تنظر تلك المجنونة صغيرتها لتنفتح عينيها بصدمة أشد من صدمة الفتاة التي كانت عيناها تخرج ورد لتهتف بعدم وعي: يا مجنون؟!! 
اعتدلت التي تقف على مقربة منها لتنظر لها وهي تربش جفونها بعدم استيعاب: انتي تعرفي صاحب العربية الواووو دي؟؟ لا واووو ايه ظلمت العربية!! 
سحبت غزل ابنة عمتها للداخل وأغلقت باب البلكونة بإحكام وشدت الستائر وكانت تنظر لها الطفله المجنونة بعدم تصديق وهي تراها تتنفس الصعداء وتضع يدها على قلبها ثم ارتسمت ابتسامة بلهاء غبية على قسمات وجهها فرفعت ابنة عمتها حاجبها مستنكره ثم صرخت بصوت عالي آفاق غزل فزعه: غزااااااال ..! ايه يا قمر؟؟
غزل رايحه جايه في الأوضة تفرك يداها ببعض خوفا من تهور أيهم ! 
الفتاة بجنون: يابنتي افتحي باب الزفت هو احنا بنشوف المناظر دي كل يوم؟ 
غزل بسرعة: لالالا يا كامي إياكي 
كاميليا بعدم فهم: ايه يابت في ايه محسساني ان العربية مربوطه بشريط أحمر ستان وجيالك هدية؟؟! ثم اقتربت منها وأمسكت وجهها بين أصابعها وعدلت وشها يمين وشمال: مال وشك ضارب ألوان الطيف كده ليه؟ وايه السخونة اللي حلت عليكي فجأة دي؟؟.. فكت غزل يد كاميليا ومسحت خديها الذين التصقا ببعضهما من إمساك تلك الحمقاء الصغيرة لها بهذه الطريقة المؤلمة: غوري يابت اتخمدي الساعة لسه خمسه الفجر 
مصمصت الأخرى شفتاها بغضب: مهو سعادتك اخدتيني في دوكه ولا نزلنا نتمشى ولا حتى سبتيني اشبع عيوني من العربية آآآآآآه ايه الجمال ده بس ياربي؟ صحيح دي أكيد غلطانه في العنوان... اصل عربيه زي دي تدخل حارتكم؟ ليه اتجننوا ولا ايه؟! انا هنزل اخد فيه او فيها ثواب .... وانطلقت نحو باب الغرفة لتلحقها الأخرى وهي تمسك ذراعها بجنون: والله ما يحصل... احنا مهناخدش ثواب اقعدي ياختي مكانك.. صدح صوت هاتفها لتزين صورته الشاشه .. مدت كاميليا يدها تلتقطه بحنق: غزل صحيح انتو بتصحوا بدري اوي كده ليه؟.. 
غزل: بنصلي الفجر ياختي وبعدها مبنمش تاني؛ ناوليني التليفون 
وقع نظرها على صورة الشاب فانفتحت عيناها بصدمة: نهار اسود؟!. مين الموووز ده؟؟؟ يخرب بيت جمال أمه!؟؟ 
أخذت غزل منها التليفون مجيبه بغضب: هيعملي فضيحه في الشارع؟ الووو 
أيهم بضحك: صباح الورد يا وردتي! 
غزل: صباح النور يا خير؟! 
أيهم ببراءة مصطنعه: ايه يا غزالتي دي طريقه تكلميني بيها؟.. بعدين نتحاسب انزلي 
غزل بذهول: انزل فين يا أيهم انت اتجننت؟! روح يا أيهم امشي الناس هتقول عليا ايه؟؟ 
أيهم: وانا مالي بالناس؟ يلا يا قمري انا عارف انك شوفتيني فانزلي 
غزل بغيظ وهي تجز على أسنانها: روح امشي يا أيهم وعدي يومك على خير .. بالله عليك امشي ونتكلم بعدين 
أيهم: اختارتي الاختيار الخاطئ يا غزالتي 
حدقت عيناها بصدمة: أيهم لالالا أرجوك ما تتجننش
أيهم ابتسم: هتنزلي ولا اطلعلك؟ 
غزل برجاء وقلة حيلة: حرام عليك يا أيهم والنبي روح امشي الساعة خمسة الصبح الناس يقولوا عليا ايه 
أيهم: يادي الناس وانا مال امي الله؛ غزل خمس دقايق لو ملقتكيش ادامي مش هيحصل كويس .. سلام 
جلست غزل تنظر أمامها بشرود وصوت كاميليا الهامس يلاحق اذنيها: مين ده؟ 
غزل بعدم وعي وهلوسه: أيهم ! 
كاميليا بنفس الهمس: ايوا مين برضو؟ 
غزل مازالت على نفس الوضعيه فعضت أصابعها من التوتر ولسانها ينطق مجيبا بدون إرادة منها: أيهم ! 
وقفت كاميليا لتنزل بكف ثلاثي الأبعاد على قفى غزل: ايه أيهم ، أيهم ، أيهم ما خلاص عرفنا 
وضعت غزل يدها على قفاها الذي التهب فور نزول يد ابنة عمتها عليه فوقفت لتنقض عليها ولكن صوت دق باب الشرفة اوقفها متصنمه محلها لتتصنم الأخرى جانبها وهي تمرر انظارها بين غزل التي انفصل فكيها عن بعضهم وبين صوت الطرقات التي على الشباك ! 
لم يكن في أبشع كوابيسها ان تبتلى بواحد مثله يفاجأها دوما بحركاته وردود أفعاله الغير متوقعه ... انطلقت كاميليا نحو البلكونة فتحتها لتجد أيهم نصب أعينها ! أغمضت عيناها وفتحتها مرات عدة حتى تصدق أنها ليست بفيلم رومانسي؟ 
أيهم بابتسامة ماكرة: صباح الخير 
الفتاة بعدم استيعاب وهي تنظر له وللأسفل أملا أن يكون هناك سلم ولكن لم يكن يوجد شئ: صباح مين؟ 
أيهم: صباح دي تبقى والدة صاحبتي احم سوري صاحبي
الفتاة ومازالت تحت تأثير الصدمة: اه وحضرتك جاي تدور عليها في بيت خالتي؟ احم اقصد خالو؟ 
أيهم ف سره: الله؛ ده بيتهم كله مجانين وطاقه منهم .. احم بصي يا شاطره في بنوته حلوة عندك جوا اسأليها عنها كده؟! 
الفتاة: عن مين؟ أم صاحبتك؟ سوري اقصد صاحبك؟ 
كادت أن تنفلت ضحكاته الرجوليه المهلكة فسرعان ما تمالك نفسه: ايواا
دلفت الفتاة للداخل لا تتحملها أرجلها من قوة الصدمة وهي تتنقل بصعوبة حتى تصل للداخل وتحدث نفسها قائله: قال وانا اللي بقول أسر قمر؛ أسر مين ده؟؟ يا بختك يا غزل يا بنت المحظوظة ! 
عاد لغزل وعيها على حديث تلك السخيفه: مشيتيه؟ 
نسيت الفتاة نفسها ونسيت كل شيء من صدمتها بذاك الشاب ذو العضلات المفتوله والجسد الممشوق والوسامة التي لا حدود لها: مشيت مين؟ أنا اللي همشي على نقاله! 
خرجت غزل للشرفه لتجده ينظر للأعلى فنظرت هي لذاك السلم وهو يشير لها بالنزول فحدثته بالإشارة وهي غاضبه متضايقه منه بشدة 
كاميليا بصدمة: عايزك تنزليله دلوقتي؟؟ 
غزل بابتسامة: ايوا 
كاميليا بغضب: ايوا ايه جاتك اوا .. اومال ابن أختك مبيعملش معايا كده ليه؟ 
غزل بلامبالاة: اهو عندك كلوا بعض.. المهم فكري معايا يا كامي بالله عليكي عشان ده مجنون وف ثانيه كان جوا اوضتي ! 
رفعت كاميليا سبابتها في وجه غزل بتحذير: على شرطين ! 
غزل: نعم يا عوووومر؟ اسمع الناس تقول شرط واحد وانتي يا ستار منك؟. 
كاميليا بتهكم واضح: يعني ما انا برضو بسمع الناس بتقول يا ساتر مش يا ستار؟ 
غزل بغيظ: كلمة يا ساتر اسم من أسماء الجن مينفعش نقولها فهمتي يام مخ حجر؟ 
كاميليا: مش موضوعنا المهم ..! 
غزل: أرجوكي يا كامي انجزي 
كاميليا بغرور: مش عاجبك اخبطي راسك في اتخنها حيطة.. وأسر زمانه جاي من صلاة الفجر وخليه يشوفنا ويشوف الأبلى بتاعك ده واقف كده .. لا سوري الواد منظلموش حرام؛ يخرب بيت جمال أمه ايه ده؟!! 
غزل بضيق: خلاص ارغي عايزه ايه؟؟ 
كاميليا بتفكير: أول حاجه تقولي لابن أختك المستفز ده يحبني زي ما بحبه تمام؟!.. التانيه تحكيلي الواد ده هيعمل ايه بالتفصيل الممل اشطاات؟ والتالته بقى تقوليلي ايه شعورك وانتي ماشيه جنب الموز ده؛ الرابعه اه انا خايفه عليكي يا غزل خايفه عليكي من الفتنه يا حبيبتي ابقي خليه يصورك جنب العربية عشان محتاجه الصورة في حاجه مهمه كده؛ الخامسه بقى هتجيبيلي شوكولاته وشيبسي وبيبسي وتعزميني على شاورما وخروجه زي اللي كلتيهم عليا النهاردا .. ما انا هتستر ع الجريمه دي آآه؛ من حق يا لوزه ده من كرمي بس اني مقولتلكيش باقي الطلبات 
لتفتح عيناها فلم تجدها أمامها لتربش جفونها بعدم وعي حتى السلم فقد كان اختفى.. والسيارة اقلعت مكانها: اه يا غزل الكلب ملحقتش القي نظرة أخيره على العربيه..! 
....... 
نزلوا في مكان فارغ على البحر ؛ بحر اسكندرية بأمواجه ذات المنظر الخلاب بلونه الأزرق الصافي على رماله الصفراء الذهبية... في مكان فارغ للغاية فمازالت الساعة لم تتعدى الخامسه والنصف صباحا 
انهالت عليه بالضرب المبرح وهي تهتف بجنون وأنفاسها متقطعه: جايلي البيت الساعة خمسة ونص الصبح؟ هااا انطق .. لا وطالع لحد اوضتي كمان 
أيهم بضحك وهو يحاول إبعاد يديها عنه: أصلك عرفاني متهور اوعي يا قلبي تعصبيني 
انحنت بجسمها للأسفل تحمل بعض الزلط وهو بيجري وهي بتجري وراه تحدفه بما تمسك بيدها: والله يا أيهم لاطلعه عليك الجنان ده آآآآآآه ( صراخ ) 
كان أيهم لا يتمالك أنفاسه اللاهثه من شدة الضحك: وحشتيني يا غزالتي الهاربه ! 
غزل: عايز ايه يا أيهم!؟؟ 
أيهم بابتسامة جذابة: عايز نفطر سوا 
غزل برفعه حاجب: يعني جايبنا من مصر لاسكندريه عشان نفطر سوا؟! 
أيهم بصلها ببراءة مصطنعه: ايه يا غزالتي!؟ زعلانه عشان بقولك نفطر سوا؟ كده تكسري قلبي؟ 
غزل بغيظ وهي تضربه بقبضتها على ذراعه بقوة: ياخي جاك كسر قلبك.. اوعي ياعم انا ماشيه 
أيهم سحبها معاه حتى السيارة والقاها بداخلها ثم أغلق الباب وركب بجانبها: يلا هنفطر وبعدين هروحك لا مين شاف ولا مين عرف .. اشطا؟ 
غزل بغيظ: اسمها ولا مين دري! وان شاء الله ناوي تخلينا نفطر فين؟ 
أيهم بابتسامة: في شقتي ! 
لم تدري غزل بما تتفوه الآن فقط نظرت أمامها بعدم وعي ليفهم هو ما أصابها فقهقه بصخب: تفكيرك راح فين يا غزالتي؟؟... هدأ ليكمل بجدية بصوت مطمئن: غزل خايفه مني كده ليه؟! ده الشهر السابع لينا عارفين بعض وقولتلك اني عمري ما كنت خاين عشان اخون ثقتك فيا للدرجة دي، قولتلك انك بالنسبالي أغلى عندي من نفسي فعمري ما هفكر أجرحك 
نظرت له بعينان دامعتين لتهتف وهي تمسك يده: أيهم انت بتحبني؟؟! 
نظر أيهم ليدها التي تمسك بها يده ليهتف بعد تنهيدة طويله: مش عارف 
تركت يده بحرج ليتحدث هو بمرح: لا مش عايز دموع عايز النهاردا يبقى فرفشه بس اشطا؟ 
غزل: اشطاات يا برنس 
وصلوا مكان شقته وطلعوا 
كان المكان ظلام حالك فتراجعت هي بخوف أشعل إضاءة الشقة ليظهر لها جمالها الفتاك بتصميمها العصري الفاخر .. كل شئ بهذا المكان يعلن لها عن الترف والبزخ حتى الطعام كان مجهز بطريقة ملكية فخمه؛ بهرت بكل تفصيله في الشقه 
حتى اقترب منها بهدوء: نسيت اقولك صباح الخير 
غزل بضحك: صباح النور 
أيهم بهدوء وهو يبتلع اللعاب الذي شعر وكأنه هرب من فمه خائف من الضعف أمامها فهو وعدها مسبقا أنه لن يخذلها فيه: يلا نفطر عشان هموت من الجوع 
جلست غزل على الأريكة الفخمة بشئ من التوتر بعد إغلاقه للباب 
جلس أيهم بالقرب منها حتى باتا كجسد واحد 
لتهمس غزل وهي تشعر بارتفاع درجة حرارتها وعلو أنفاسها: أيهم! ابعد 
أيهم بنفس الهمس: انتي بتخافي مني ليه؟ وليه كل ما أقرب منك تبعدي؟ 
غزل: عشان مش فهماك خالص؛ مش فاهمه دماغك دي فيها ايه!؟ وعشان اللي عملته معايا قبل كده ولا نسيت؟!
أيهم: عملت معاكي ايه؟! قربت منك؟ لمستك؟ بوستك؟ حضنتك؟ عملتلك ايه؟ 
غزل: لا معملتش دول كلهم بس بوستني فعلا 
أيهم: ساعتها كانت عايز اخوفك مني.. انتقم للي عملتيه لكن غير كده مفيش 
غزل بضعف وصوت هامس غير قادره على إخراجه بسبب قربه المهلك لها: واديني اهو بقيت بخاف منك عايز ايه تاني!؟ 
أيهم بيقرب قائلا بصوت مبحوح: عايزك انتي... عايزك انتي وبس لأني عمري ما اتمنيت واحده قبلك؛ عمري ما حسيت بالضعف ده أدام واحده غيرك.. أنا بنهار أدام عنيكي .. مش فاهم ايه المختلف فيكي مش فاهم ايه اللي جاذبني ليكي بالطريقة دي... لكن بشقاوتك دي بتجننيني، قادره تخلي مزاجي يتشقلب بضحكه وتنكدي عليا بكلمة .. أنا حاسس اني عايزك على طول
غزل: انا منعتك؟ ولا ايه اللي مانعك؟ 
أيهم: يووووه اللي مانعني كتير .. كتير اوي يا غزالتي 
غزل بهمس وهي تنظر لعيناه فوجدت حب صادق بهما .. حب ورغبة ولهفه واشتياق وحنين حاجات مش بتشوفها في عيونه المليانه قسوة وجبروت: أيهم .! 
أيهم: عيونه 
غزل: متخلنيش اندم اني في يوم عرفتك 
أيهم: يبقى تخرجي من حياتي وتنسي انك عرفتيني.. تنسي حتى اسمي لان انا قربي هلاك معرفتك ليا اصلا ندم يا تايمة 
غزل: وهو انا فرضت نفسي عليك ولا انت اللي اقترحت عليا نكون أصحاب؟ ولا بعد ما اتعود على وجودك بحياتي تسيبني وتمشي وتقولي اخرجي من حياتي؟ أيهم: اهو ده الندم بعينه؛ ساعتها حسبتها غلط، وانا دلوقتي بقولك أخرجي يا غزل أخرجي قبل ما نندم احنا الاتنين 
غزل: لو كنت اقدر كنت خرجت من حياتك من غير ما تطلب مني
أيهم: طب ما انا عايزك قريبه بس انتي ديما بتبعديني انتي رافضه قربي وعيزاني في نفس الوقت فهميني اعمل ايه .. انتي عايزه مني ايه!؟ 
غزل: انا مش عايزه منك حاجه يا أيهم.. أنا عيزاك كلك على بعضك .. لكن قسوتك وجبروتك دول بيخولوني ارجع عن كل حاجه بحسها معاك وانت مش بتحس بيا عشان معندكش قلب يحس 
أيهم بهدوء: مهو المشكله انكم بلا استثناء حاسين اني معنديش قلب .. أنا اه فيا كل المواصفات الزباله بقتل بدم بارد، بشرب خمر، بسكر.؛ تصرفاتي وردود أفعالي انتو مش فاهمينها ويمكن ده اللي خلى الكل يفترض اني مش انسان وجايلهم من كوكب تاني .. طب فين قسوتي وجبروتي يا غزل؟ أنا ضعفت أدام شويه حنين شفتهم في عيونك 
أيهم بعد عنها لما شاف دموعها ومسح على وشه بنفاذ صبر: يلا يا طفلة يلا 
غزل مسحت دموعها بظهر يدها مثل الطفلة: طب اطلب منك طلب صغير؟ 
أيهم: شاوري..؟! 
غزل بخجل واحمر وجهها ذو النحت الملائكي: ممكن توديني بيتنا القديم اللي هنا!؟ 
أيهم بلامبالاة: ياعم اقعدي دا انا قولت هتطلب عمري ولا حاجه 
غزل: نينينينينيني بس يا رخم 
ضحك أيهم بصوته كله: نينيني؟! طب والله مغلطش لما قولت عليكي عيله 
هي فضلت كتير اوي بصاله ?




#بينما_يعشق_التنين

#تكملة_الفصل_الخامس 

غزل: نينينينينيني بس يا رخم 
ضحك أيهم بصوته كله: نينيني؟! طب والله مغلطش لما قولت عليكي عيله 
هي فضلت كتير اوي بصاله فعلمت أنها عشقت ضحكته 
تناولوا فطورهم وسط مشاكسات أيهم لغزل واستفزازها بكلماته الغريبة التي لم تفهم معظمها 
غزل: الأكل حلو اوي تسلم ايدك ؛ بتعرف تعمل قهوة؟! 
أيهم: حقيقي مبعرفش اجيب لنفسي كبايه ميه؛ هعرف أعمل قهوة؟! 
غزل بصدمة حقيقة وهي تفتح عيناها على آخرهم: نهار اسود اومال لو مكنتش ضابط شرطة ومعروف عنكم بتقدروا تخدموا نفسكم؟؟
أيهم بتفكير: مش كلنا بنعرف نخدم نفسنا؛ اهو أنا ! 
غزل: امممم طيب يا غلبان تعال وانا أعلمك 
ذهبا للمطبخ واحضرت القهوة وبدأت في تعليمه وسط جو من الحب وبعد انتهائها رسمت قلب ... نظر أيهم للفنجان باعجاب وتذوق طعمها باستمتاع وكأنه لم يشرب قهوة بجمالها فتماما مثل التي كانت تصنعها والدته: ايه الجمال ده!؟ 
غزل بابتسامة جميلة: بجد عجبتك؟ 
أيهم: يكفي القلب ده
******** 
لتفيق من ذكرياتها بعد أن كانت تقف أمام المرآة تنظر لنفسها بعينان دامعتين بدون إدراك منها .. فاقت على صوت هاتفها يعلن لها عن رقم مجهول 
: الوو 
المتصل بارتباك: غزل؟! 
غزل باستغراب: اه .. مين حضرتك!؟ 
المتصل: كارم ! 
غزل بتنهيدة مصحوبه بالحنق الشديد: أمرك يا أستاذ؟ 
كارم بحب: أستاذ تاني برضو؟! يابنتي احنا كلها اسبوع وهنتجوز  
غزل: عن اذنك مضطره اقفل 
كارم في نفسه بحنق: وده ايه ده؟ اومال مسمينها فترة تعارف على ايه؟ 
بقي مع نفسه لبرهة يشعر بالضيق الشديد حتى رن هاتفه فضغط بيده القوية على التليفون الذي كاد أن يعصر بيده من شدة عصبيته: الووو 
....: أين أنت يا إيثان؟؟ 
.........
مرت عدة ساعات حتى جاء موعد ذهاب أيهم للأكاديمية
تاركا خلفه تفكيره بغزل الذي دائما ما يذكره بخطأه الذي ارتكبه في حقها وفي حق نفسه... حزنه على سنوات عمره التي هدرت ولم يتزوج من التي أحبها قلبه وهتف بأسمها عقله...؛ طوال الوقت لم تكف عينه عن مراقبة حمزة وهمس وحبهم اللي مازال بيكبر يوم ورا يوم .. تعاملهم ازاي مع بعض بيثبت انه بيعشقها مش بس بيحبها؛ حتى هي كمان بيحس ان عنيها مش بتشوف راجل غير جوزها؛ ده بالنسبالها الأمان والسند ومش أي حد تاني..، كفاياه تفكير ولازم يفضل بكامل طاقته لأن مهمته صعبه بجد ! 
صغيره بحزن: هيما انت ماشي؟ 
أيهم: حبيب قلبي انا رايح مهمه صغيره اسبوع كده وراجع 
أيهم بيأس: بتتأخر ! 
أيهم: لا والله مش هتأخر.. لكن متعيطش وتوعدني تاكل ساندويتش المدرسة وتروح تمارينك ومتزعلش بابي منك اوك؟ 
الصغير بيأس: اوك 
أيهم بخفوت: طب لو ضحكت هقولك ع المفاجأة اللي جهزتهالك ولو انها هتتحرق 
الصغير بضحكات طفولية خبيثة: لأ متحرقش المفاجأة وانا هستناك ترجع وتقولهالي اشطا؟ 
أيهم ضحك جامد: استبينا يا معلم ! 
............ 
في مبنى المخابرات العامة المصرية 
فتاة بتوتر: سمعت من الشباب قبل ما ادخل لسعادتك انه وثق في عاهرة ! قبل كده؟؟ 
المدير: امممم يظهر ان تركيزك على أدق التفاصيل ده حاجه كويسه؟! 
الفتاة بابتسامة: مكنتش مركزة معاهم اوي 
المدير متجاهلا كلامها: لكن ثقتك في نفسك مهزوزه يا سيادة الملازم 
الفتاة بهدوء: لا مش كده ابدا؛ بس أنا متوتره شويه من أن دي أول مره اشتغل مع ( ف_ن-١ ) لأني دايما بسمع عنه ومتحمسه اوي اني اشوفه 
المدير: اعتقد مش لازم يكون كل هدفك رؤياه، ده بحد ذاته غلط يا سيادة الملازم 
الفتاة بثقه: حضرتك مش قولت انه مش بيحب يشتغل مع كائنات اللطافة زي ما حضرته أطلق علينا؟ 
ظل المدير ينظر لها بعدم فهم غطاه ببروده الصاعقي الذي رسمه على ثنيات وجهه ببراعة: وبعد؟ 
الفتاة: خليني اشوفه الأول وبعدين نحكم على العواقب؟ مش جايز اثبتله اننا مش كائنات لطيفه؟ 
ضحك المدير: زيزي؛ انتي بتنكري الحقيقة؟!! 
رفعت الفتاة حاجبها مستنكره ونسيت أنها مازالت رتبت ملازم وهي الأن تجلس أمام مدير المخابرات: انتو بجد شايفين اننا كائنات لطيفه؟ احنا مش كده خالص على فكره.. لا وهو ماله اصلا؟! 
ذهل المدير من وجهتها تلك فحمحم قائلا بهدوء فهو لا يرد اخافتها أكثر من ذلك فهو يعلم أنها ترتعش خوفا من داخلها بسبب ما سمعته عن أيهم!: زيزي ايه رأيك نأجل النقاش لوقت تاني؟ 
عادت الفتاة لوعيها فأطلقت تنهيدة وهتفت باحراج: اسفه على قلة ذوقي..؛ وكادت تكمل حتى قاطعها المدير مستفهما وكأنه لم يفهم غايتها من ذاك اللف والدوران: ايه مشكلة رؤية أيهم بضيقه من تعامله معاكم لسبب ربطك بكونه مسميكم كائنات اللطافة؟ 
الفتاة بابتسامة واثقه: مش جايز سعادة المقدم يستغل معرفة حضرتك بكرهه للعمل مع السيدات وثقته فأنه مش هيتعرض لأي أذي في شغله فيحاول يبعدني عن المهمه بأنه يكلفني بحاجات سخيفه أعملها؟!.. بس اللي هموت وأفهمه ازاي وثق في عاهرة؟! 
لم يستطيع المدير إخفاء دهشته بمستوى تفكيرها فها هي قد استشفت ما توقع هو ان يفعله معها أيهم: تقدري تسأليه لو كنتي مستعدة تكوني كبش الفدا يا زيزي ودلوقتي تقدري تتفلضي..، جهزي نفسك لأنك هتقابليه على طيارة باريس الساعة 2 الصبح؛ بكونك طالبه جامعيه باسم ( نيلان سيفاك ) اتفضلي ده جواز سفرك 
صرت الفتاة على أسنانها من عجرفة ذاك المدعو أيهم ! ألقت التحية في حركة اعتيادية منصاعه للأوامر.. أشار لها المدير فخرجت تلعن بأيهم قبل معرفته .. سرعان ما غادرت الممر متجهة نحو وجهتها وهي لم تعاير وقوف الأكاديمية على قدم وساق أي إهتمام، عند دخول أيهم مثل الجبل وجموده الذي اعتاد عليه كل من هم بهذا المبنى؛ فهم لا يعرفون عن أيهم المرح أبدا؛ فقط هو أوامر ونواهي وتعامل صخري، ليس له مثيل في تقلب مزاجه؛ كيف لواحد بشخصيته المرحة التي لا تكف عن الضحك والمشاكسة ان يكون بكل هذا الجمود؟! 
حياه تلاميذه الحمقى وهم يقفون مطأطئين رؤسهم خاضعين لأوامره 
وزع أنظاره بينهم في حنق شديد ثم هتف متسائلا وهو يحك دقنه: ايه رأيكم في التدريب مع اللواء عاصم الدمرداش؟! 
أجاب أحدهم في خفوت: أحسن سعادتك ! 
أيهم وهو يقلب إحدى الملفات بلامبالاة: تمام يبقى حضراتكم هتكونوا في التدريب مع اللواء عاصم لفترة محدودة وجايز للأبد؟ 
فزع جميعهم ورفعوا أنظارهم نحوه واندفع أحدهم قائلا: ليه كده سعادتك؟!.. أنا حلفت اني مش هدرب على ايد حد غيرك! ووعدت أمي اني هعيش وأموت تلميذك 
أيهم بصله فأخفض الشاب عيونه: قولت ايه سعادتك؟!
أيهم بجمود مغطى ببعض السخرية: ابقى صوم تلات أيام يا ايديوتا..!؟ وبالنسبة للوعود ابقى اطلب من الست الوالده السماح... انصراف 
خرج الكل والشاب شعر وكأنه غسل بدلو من المياه المثلجة فها قد غسله أيهم وهو عليه الدور يغسل أصحابه المغفلين الذين تركوه أمام وجه المدفع .. فكانوا يظنوا أنهم أذكياء لدرجة اللعب مع التنين ومعرفة هل حقا سيذهب للمهمه أم لأ! كانوا متحمسين للغاية لمعرفة رده ولكن ماذا بعد أن قصف جبهتهم واحد تلو الأخر؟ 
جاسم بمشاكسة: مساؤه فل يا dragon 
رفع أيهم انظاره تجاهه بنظرة ارعبته: مساء الزفت على دماغك 
جاسم متجاهلا إياه: مالك يا معلم؟ غاسل العيال دي كده ليه؟
أيهم وهو ينظر لطيفهم بغضب: فاكرين انهم هيسحبوا الكلام من لساني؛ شوية مغفلين.. سيبك منهم 
جاسم: ايوا المهم؟! ايه النظام؟ 
أيهم: النظام في العظام 
ضحك جاسم وخبط كفيه ببعضهم: الله يخرب بيتك؛ بطل استهبال... هتطلع؟ 
أيهم بجدية: عمرك سمعت اني اتخليت عن حد حتى لو كلب؟! 
جاسم بهدوء: لأ يا أيهم بس حاليا الوضع مختلف انت عارف انهم معندهمش معلومات كافيه تفيدك وده طفل 
أيهم بلامبالاة: ربك الكريم هيسهل .. سلام 
جاسم حط ايده على كتف أيهم وبعدين حضنه جامد: ترجع بالسلامة 
أيهم بابتسامة جذابة: الله يسلمك .. يلا بقى اطير انا عشان اللحق اشوف الايريجن بالليل !  
انفجر جاسم ضاحك: هم مش كانوا لطافة creatures 
نظر له أيهم بقرف تركه مغادرا المكان غير عابئ بكلماته السخيفه 
.......... 
دخل أيهم لمديره ورفع يده بتحيه مرموقه ليشير له المدير فجلس أمامه: اتفضل يا أيهم ! 
أيهم: اتفضل حضرتك اتكلم 
المدير بهدوء فهو علم حنق أيهم من هذه العملية ولكن مازال يكابر ويرسم الجمود والصرامه ببراعة: أيهم انت مضايق عشان المهمه دي؟ 
أيهم ابتسم بسماجة: هو حضرتك تعرف عني اني رفضت قبل كده اطلع مهمه.. أنا مش فاهم في ايه مالها دي يعني عن باقي المأموريات اللي بطلعهم؟؟ 
المدير: أيهم انت عارف وفاهم كويس فيها ايه 
أيهم اتنهد بضيق لتذكره تلك التي سوف تذهب معه للخارج: وليه لازم يكون معايا حد؟! حضرتك عارف اني بكره التعامل معاهم 
المدير: اكيد لو كنت اقدر اقولك روح لوحدك مكنتش هضطر اقولك حد هيطلع معاك؛ لكن انت دلوقتي مضايق عشان حاسس اني بلوي دراعك 
أيهم باستنكار ورفع حاجبه: افندم؟ لوي دراع ايه اللي حضرتك بتتكلم عنه؟ احنا داخل جهاز مخابرات يعني اكيد حضرتك هتعمل اللي في مصلحة البلد؟ 
المدير: متستخدمش مهاراتك في قلب السحر على الساحر عليا يا أيهم..! 
أيهم بجدية: لأ العفو مهارات ايه؟! حضرتك أنا مقدر تعاملك ده معايا وكلمة اني زي ابنك دي على راسي؛ لكن المره دي عايزك تحس بابنك ومتجبرنيش اخد حد معايا 
المدير بحدة وثبات مريب: في ايه يا أيهم؟! مالك؟ فوق وبطل تبص للي ضاع منك أو بمعنى أوضح للي انت ضيعته من ايدك.. من امتى اصلا مشاكلك الشخصية بتأثر عليك للدرجة دي؟! امتى العواطف كان ليها مكان في حياتك؟ ولا من امتى خوفك ده كان موجود؟ ده أمر ... نفذ 
أيهم بهدوء: سعادتك انا معنديش إستعداد أنفذ أوامر عارف انها هتأثر على شغلي؛ انا متعودتش اخد أوامر وأنفذها زي الببغاء..، ايه رأي سعادتك لو عايز يكون هو ده مبدأي اللي امشي عليه وأعلمه لتلاميذي؛ نفذوا الأوامر وبس؛ نفذوا الأوامر أيا تكن، حتى لو غلط ينفذوها؟ هو ده اللي سعادتك عايزني أعمله؟؟! 
المدير بضيق: مش في كل الأحوال المدنية بيكون الرأي الأصوب هو العمل الانفرادي؛ هي هتفيدك اوي انا بنفسي اختبرتها وهي كويسه 
جز أيهم على أسنانه بغضب وضيق شديد: عُلم وينفذ سعادتك.. خرج بعد أن ألقى التحية ركب عربيته مثل عاصفة من الغضب ظلت أنفاسه اللاهثه من شدة عصبيته هي ونيسته الوحيده حتى تذكر شيء ما جعل ابتسامته الخبيثه الواسعه تشق طريقها لوجهه: وبرضو هشتغل لوحدي ! 
.......... 
تقدم منها ليضمها من ظهرها بحب وهي مندمجه بتحضير عشاء خفيف له فهمس بصوت لعوب: القمر دا بتاعي لوحدي؟ 
نظرت له ضاحكه وهي تلمس وجهه بحب: صحيت امتى؟ 
عدي: مفيش تلات دقايق.. هتأكليني ايه بقى؟ 
فاطمة بتفكير: انت عايز ايه؟ 
عدي بخبث: اي حاجه من ايديكي يا حبي 
فاطمة وهي تشير بالملعقة الكبيرة التي تمسكها في وجهه محذره: ابتسامتك دي مش بريئة يا عدي.. قصر وهات م الآخر؟! 
عدي بغيظ وهو يمسكها من ملابسها: بقى في واحده محترمه تقول لجوزها قصر؟!.. مسك المعلقة ولفها يمين وشمال: وايه دي؟ هاااه؟ دي طولك 
صبا: بابي.. كتم عدي ضحكاته بصعوبة عند رؤية احمرار وجه تلك الطفلة زوجته 
فاطمة بغيظ: نعم ياست صبا؟! عايزه ايه؟؟ 
صبا وهي تتعلق برقبة والدها بسعادة: انا عايزه بابي مس انتى 
فاطمة بغيظ: نعم يا روح أمك... انزلي يابت سيبي رقبة بابي 
انفجر عدي ضاحك وضم ابنته لحضنه بحب متجاهلا غيرة فاطمة التي كادت تحرقها مكانها: مين حبيب بابي 
صبا بسعادة بالغة: انا 
فاطمة: انزلي يا آخرة صبري 
عدي بخبث: ايه يا روحي غيرانه من صبا؟! 
فاطمة بغيظ: انت ايه رأيك؟ 
حركت صبا وجه والدها تجاهها تهتف له بحنق طفولي: بابي .. اسمعنا بتقول لمامي روحي وانا لأ؟! 
عدي بابتسامة حنونه: علشان انتي بنتي مش روحي 
صبا: ومامي مس قلبك ولا روحك برضو 
فاطمة بضحك تحاول اخفاؤها: اخفي من وشي يا زفوته
حمل عدي ابنته وهرول مسرعا للخارج وهو هيموت من الضحك 
صبا بضحك وهي مازالت متعلقه برقبة أبيها: سريره اوي مامي دي يا دادي 
عدي ضحك بصوته كله: اسكتي... لحسن هتاكلنا احنا الاتنين 
أخرجت صبا علبة أكلدور خاصة والدتها قائله ببراءة: بابي.. خد حطلي على صوابعي من ده ! 
انقلبت عيناه الخضروات بصدمة حقيقة: يالهوووي؟! جبتيها منين دي؟ 
صبا بلامبالاة: من عند مامي 
أجلسها عدي أمامه ضاحكًا على طفولة ابنته الصغيرة: هاتي يا حبيبتي.. وشرع في وضع المناكير على أظافرها الصغيرة بحب وهي تنفخ بيدها التي انتهى والدها من وضع المناكير عليها.. قبل عدي يد ابنته: جميلة يا حببتي
الطفلة بسعادة: بجد يا بابي؟ 
عدي بابتسامة: اه يا حبيبت بابي 
فاطمة وهي تضع يديها في وسطها ومصدومه من المنظر: يا صلاة العيد؟! 
عدي رفع وشه ليها قائلا ببراءة: زعلتي؟!! 
فاطمة بصراخ: عددددي بطل استفزاز وانتي يا زفته ايه ده؟ 
هرولت صبا نحو جدتها تنام بأحضانها غير مباليه لهؤلاء المجانين: تيته .. يا تيته 
صباح فتحت عيونها وابتسمت بحنان: حبيبت قلب تيته .. ايه اللي مصحيكي دلوقتي؟! 
صبا ببراءة وهي تشير لجدتها على أظافرها: بابي صحي وانا صحيت معاه وبعدين بابي لونلي أظافري زي كارما عسانها بتضحك عليا وبتقول اني زي الأولاد ومامي صوتت؟!.. 
صباح بضحك: خلاص متزعليش حبيبتي قولي لبابي يجبلك ومتستخدميش حاجات مامي مره تانيه بدون إذن اوك؟ 
صبا: انا بحبك اوي يا تيته 
قبلت جدتها جبينها بحب: وانا كمان يا قلب تيته بحبك اوي اوي 
أسر: تيته وانا عاوز بوسه زي صبا 
ضحكت صباح وضمته هو الآخر لحضنها 
...........
صدح رنين جرس منزله بطريقه مفزعة... عندما كان بمصر كان يعلم أن هذا أيهم المجنون وطريقته الغبية  في دق الجرس وعدم رفع يده عن الزر حتى يفتح له أما هنا؟! 
نظرت له فاطمة بتعجب وقلق: مين اللي هيجي في وقت زي ده؟!  
عدي وهو يسرع نحو الباب: مش.... ولم ينهي كلامه حتى جاءه بوكس قوي جعل الرؤية تشوشت أمام أعينه ونزل خيط أحمر من شفتاه ..! 
فكان صراخ فاطمة هو الصوت الوحيد الذي صدح حينها 


                الفصل السادس من هنا
تعليقات