رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل السادس6بقلم تسنيم محمود
بمنزل عدي... بعد إصدار فاطمة لشهقه جزعه من رؤية أحدهم يضرب وجه زوجها أطلقت تنهيدة غاضبه من ذاك المتعجرف أيهم !
مسح عدي خيط الدم الذي نزل من فمه بهدوء ورفع أنظاره نحو صديقه المغفل الذي كانت عيناه باللون الأحمر الدامي من شدة غيظه
عدي: طب انا عملتلك ايه؟!
أيهم مسكه من ياقة قميصه وعدله بروقان: انت لسه بتسأل؟!
أزال عدي يده هاتفا بحنق: انت متخلف يالا؛ والله ما فاهم وبعدين انت جاي من القاهرة للقصير عشان البوكس ده؟!
لبست فاطمة دريس هادئ كانت سابته في المطبخ ودي عادتها..؛ ولفت حجابها بغيظ وطلعت وهي بتعض على شفايفها وأسنانها بقهر: أهلا يا سيادة المقدم نورت
ابتسم بخفة وهو يرفع حاجبيه مستنكر: عيب يابنتي تكوني منافقة بالطريقة دي؛ حاسبي بس الدخان اللي بيطلع منك
عدي: اتنيل ادخل
أيهم: لأ عندي مأمورية وسفر لباريس بعد ساعة، وبص.. ضربه بالبوكس في وشه مره تانيه: لما ارجع هنصفي حساباتنا مع ألف سلامة.. رفع اصبعيه السبابة والوسطى كعلامة انتصار وسابه ومشي !
وقفت فاطمة تتأمل زوجها بشفقه وعطف ثم صرخت بغضب: عددددي
ضحك عدي ومسح الدم الذي هرب من فمه للمره الثانية ولكن بألم: ايه؟؟
ولجت للمطبخ بسرعة تحضر قطع من الثلج وهي تحترق غضبا ومتغاظة وتتمنى لو أن تخنق أيهم أو تمسح بيه بلاط الفيلا بإكملها..، مررت الثلج على وجهه بحب مغطى بالحنق: ازاي تخليه يضربك كده؟!
عدي بضحك: اعمله ايه؟ اهو طبعه وانا اتعودت منه على كده
نظرت له قليلا ثم اردفت: عدي انت بتضحك على ايه؟؟!
عدي: أعمل ايه طيب، أعيط؟!
فاطمة بضيق: لأ اتألم اتوجع كده؛ حس يا عدي زي البشر
عدي: طب بذمتك بعد كل ده واتألم من بوكس؟! ده احنا قطط بسبع أرواح..، بنشوف الموت بعنينا والحمد لله بنرجع سالمين؛ تاخدي رصاصة وتبقي ما بين الحياة والموت وتلاقي نفسك عايشه برضو، الحياة حباني اوي وماسكه فيا بايديها وأسنانها الحمد لله
فاطمة ضحكت وضمته جامد وهو دخلها جواه ثم همست له بدلع ولكن لم تنجح في إخفاء غيرتها والشظية المتدفقة من عيونها..: عدي انت بتحبني زي صبا؟!
انتظر لبرهة قليلة ينظر لها ثم ضحك بصوته كله: طب والله انك هبلة وعبيطه
فاطمة بحنق: متتريقش عليا يا عدي.. انت بتحبها؛ ومتنكرش، وبتحبها اكتر مني؛ دا انت بتنيمها في حضنك اكتر مني !
عدي بتنهيدة: طب قوليلي انتي ما احبهاش ازاي وهي حته منك..؟!
ابتسمت فاطمة ولمست وجهه برفق: لسه بيوجعك؟
عدي بخبث: اها... اوي
فاطمة بقلق: طب وأعالجه ازاي بقى؟
عدي بابتسامة ماكرة: مش انتي دكتورة؟! شوفي شغلك بقى؟
فاطمة سكتت شويه وبعدها رفعت رأسها لما فهمت دماغه وفهمت هو يقصد ايه؟ فهمت ابتسامته دي وراها ايه وضحكه بعد كده أكدلها أنها فهمت صح: انت مش محترم على فكرة؟؟
عدي شالها مره واحده وهو مبتسم فصرخت ضاحكه وتشبثت بملابسه وظلت أرجلها تتأرجح بالفضاء وهي تصرخ: عدي نزلني بقى
عدي: تعالي نتمشى !
فاطمة: لأ تعال نحلق دقنك
خبط كفيه بنفاذ صبر: وانتِ مالك بدقني؟ هو بتاعي ولا بتاعك انا مش فاهم؟
ضحكت: لأ وهنعمل ماسك كمان يلاا
...........
ظلت تتقلب في فراشها بملل وضيق شديد وتتمتم بكلمات غير مفهومه وتحاول شد ملابسه بطفولة لعلها توقظه من غفلته
حمزة بنعاس وعنيه مقفولة من التعب: همس.. في ايه مش عارف أنام؟
همس بتأفف: قوم يا حمزة عايزه اتكلم معاك
حمزة: امممم اتكلمي
هي بتلعب على وشه برفق وتبعد خصلات شعره الأسود المتمرد على زرقاوات عيونه مما زاده وسامة صارخة: يا حمزة انت نايم خالص أصلا
حمزة: يابنتي مين اللي بيكلمك دلوقتي؟!
همس بحنق: لا فتح عنيك هم وحشوني قوم بقى عايزه اضيع وقت الملل ده
فتح عيونه بصعوبة قائلا بعدما ضمها لصدره وهي كعادتها خبت وشها ف حضنه عند شعورها بالخجل: وقت ايه اللي نضيعه؟؟ الساعة واحدة الصبح يعني المفروض سعادتك تنامي
همس بطفولة وهي تقلب شفتاها بانزعاج: حمزة؛ انا زهقت من قوانينك دي بجد..؟! النوم بميعاد والصحيان بميعاد والأكل بمواعيد والشغل بالدقايق والثواني؛ ايه ده بجد؟؟
اعتدل حمزة مبتسما وهو يفترس ملامحها الطفولية؛ أنفها المتورده من السقعة؛ خديها المتكنزين الحمراوين مماثلين لبشرتها ناصعة البياض.. عيناها التي تشع براءة؛ شفتاها الوردية التي ترتعش من البرد رغم دفء الجو فهي دائما تشعر بالبرد وتتمسك بملابسه تأخذ لنفسها جزء صغير من الحرارة التي يخبرها أنها دائما تملأ الجناح وهي لا تشعر بها فقط تشعر بأنه يشتمها عندما ينعتها ب أرسيليا؛ ويسخر منها في قوله الجو حار للغاية
همس بابتسامة بريئه ارتسمت على ثغرها: بتبصلي كده ليه؟
ابتسملها بعشق ومرر يده على خدها: انتي عملتي فيا ايه؟! هو في حد بيخطف قلب حد كده؟
كشرت همس وأشارت بيدها الصغيرة على موضع قلبه: قلبك مكانه اهو..، انت بس بتضحك عليا علشاني هبلة وبصدقك
مسك ايدها وطبع قبله رقيقة عليها ثم رفع عيناه لها: ايدك تلج !
أمسكت يدها بالآخري تنظر لهما ببراءة طاغية قائله بعدما مدتهم تجاهه: خد دفيهم؟
ليقهقه هو بصوت مرتفع نسبيا أثناء تأملها كطفله متمرده ثم أردف وهو لم يكف عن الضحك بعد: حد يصدق ان دي مراتي مش بنتي؟!
همس: يووووه بقى يا حمزة ايدي ساقعه بجد.. أمسك بيدها ينفخ بها بحنية ويبتسم لها بعشق ملأ قلبه لتبتسم هي بحب؛ ظلا على هذه الحالة لمدة .. أعينهم معلقه ببعضهما حتى دفئت يديها فهتف مبتسما وقد انتهى عمله!: كده تمام يا دكتورتي الصغيرة؟!
هزت رأسها بإيجاب مع ظهور ضحكه جميلة: اه كده حلو
حمزة بابتسامة لعوبه: اي خدمة يا ستي
بقيت تلعب بأصبعها وتشبك كلاهما بالآخر بطريقة طفولية مضحكة وتتحدث وهي تنظر لسقف الغرفة: حمزة؛ عايزه مليكة وحشتني
أطلق حمزة تنهيدة مريره قائلا وهو لم يفرق عن حالها الكثير: قصدك مليكة بنتنا ولا مليكة أختي؟!
فرت منها دمعه مسحتها بسرعة كفى نكد حتى الآن فأردفت مبتسمه بوجهه ابتسامة عذبه صافية: مليكة سليمان محمود العسيلي هههههه
ضحك عند تذكره حديثه مع أخته التي أصيبت بالجنون: طب ايه رأيك أنها كلمتني تتخانق معايا عشان مسافرتش ليها قبل امتحاناتها؟!
ضحكت همس: معادتش كوكي بتاعت زمان
حمزة: لأ تصرفاتها لسه طفلة وجبانه زي ما هي ما اتغيرتش
همس: أكيد مش هتتغير في يوم وليلة هي لسه مسافرة من كام شهر بس حقيقي رأيك صح جدا في انك تخليها تعتمد على نفسها..؛ اه تعبت اوي في أول الأمر علشان كل اعتمادها كان عليكم، بس هتتأقلم .. كان لازم تخرج من الحجر اللي عايشه فيه؛ لازم تشوف العالم
ابتسم حمزة على طيبة زوجته ونقاء تفكيرها... عم الصمت حتى قطعته هي قائله: أكيد محتجاك اوي يا حمزة؛ أظن لو اونكل سليمان الله يرحمه عايش مكنش هيكون دوره كبير في حياتها زيك كده
ضحك: تقريبا كانت بتزعل من البيت كله وتستناني تشكيلي علشان أخاصمهم وما أكلمهمش غير في الخباثة إلا لما تفرج عنهم وتكلم أيهم كلمة ونص
همس بضحك: يا نهار أبيض ليه كانوا بيعملوا ايه عشان تعمل فيهم كده؟!
حمزة: أبدا.. ماما كانت بتمنعها من أكل الشوكولاته وبابا وأيهم بيجبولها في الخباثة برضو لحد ما ماما تعرف وتفتش جيوبهم وتاخدهم ترميهم فبتزعل انهم معرفوش يخبوهم كويس
ضحكت همس ضحكات متتالية: وسعادتك كنت بتعمل ايه!؟
حمزة ببلاهة: سيبك انتي مني؛ يخرب بيت الضحكه دي يا شيخه
همس بحب وهي تمسك وجهه بيديها الناعمتين: لسه بتحب التفاصيل دي؟؟؟
اقترب بشدة حتى أصبح وجههم متقابل.. استند بجبهته على مقدمة رأسها قائلا بهمس يشبه اسمها: انا بموت فيكي؛ بحب عيونك حتى لو كانت النون باء ! عيونك لحد اللحظة دي بيوتروني
همس بعدم وعي وهي تنظر لعيناه بتوهان: ليه مالها عيوني؟
مرر أنماله الدافئة بدأ من عيناها حتى خدها الوردي: بحبهم .. بحب ضحكتك؛ بحب جنونك ده؛ مهما كانت الظروف والصعاب اللي هتواجهنا في الحياة عمرها ما هتأثر على حبي ليكي فاهمة؟! انا بعشق كل التفاصيل البسيطة... وخاصة دي .. لمس أنفها المتورده قائلا بهمس جانب أذنها: انتي كنتي وهتكوني بين قوسين
ضحكت همس بخجل واحمر وجهها فأصبحت حمراء داميه فقالت بنفس الهمس: وانت؟!
حمزة: وانا القوسين !!
...........
عاد أيهم مره أخرى للقاهرة وكان قد ترك أشياؤه في مكتبه بمبنى المخابرات
جاسم: كنت فين يابني؟!
أيهم بصله وابتسم بسماجة: انت لسه عايش؟؟
جاسم: كنت مروح بس عايزك تشوف....
أيهم بمقاطعة: اشوف الايريجن اللي هتسافر معايا بناءا على رغبة المدير؟
فتح جاسم فمه بصدمة ثم وضع يده يعيد شعره للخلف: ط.. طب وانت عرفت منين؟؟
ضحك أيهم وخبط كف على الآخر: يابني لما بتكلم معاك بحس اني بتكلم مع عيل مش فاهمني
تنحنح جاسم من شروده قائلا: وانت مين فاهمك اصلا؟!
أيهم: ابعد يالا من طريقي
غادر أيهم المكان بأكمله ذاهبا للمطار؛ لمغامرة جديده يعشقها ولكن يكره كالعمى مخالطة الإناث في عمل كهذا، نفض هذه الأفكار التي دائما ما تهاجم عقله فالان قد حسم الأمر؛ سيذهب كلاهما لهذه المهمه وليكن ما يكون فالأمر نافذ !
..........
أشرقت الشمس بألوانها البهية تدلي للعالم النشاط والهمه
في فيلا العسيلي
ظلت تتكئ على أطراف أصابعها وهي تنظر لقطع الثلج التي تمسكها بيدها وتتقدم نحو السرير ببطء وتضحك ضحكه خبيثة: يا انا يا انت يا حمزة بيه ! نههههاااااييي !
تقدمت أكثر فأكثر نحو السرير لترفع عنه الغطاء فتدمر آملها الوحيد في إزعاجه، تذمرت متضايقه ومازالت تقف تنظر للفراش بعدم استيعاب أنها فشلت هذه المره أيضا
نزل بكف على قفاها: مهو عشان لو عاقله متكلميش نفسك؛ ولو عاقله برضو متجيش كل مره ومعاكي مكعبات تلج تمسحي بيها وشي.. ولو عاقله برضو ومش
بتبصي تحت رجليكي كنتِ لاحظتي اني مش نايم
ألقت مكعبات الثلج بتذمر ونظرت له من المرآة: انت رخم أصلا وانا مش هتنازل وأهزر معاك تاني
حمزة بلامبالاة وهو يصفف شعره: أحسن برضو
ذهبت إليه وقفت أمامه ثم قامت بسحب المشط من يده ألقته على الأرض بغيظ وبعثرت شعره وتغمض عيونه بقوة ورسمت ابتسامة بأصبعها على وجهه وفكت كرافت حلاه الزرقاء وخلعت عنه الجاكيت وهو واقف متصنم: استنى متتحركش
همت تجلب هاتفها تلتقط له صور كثيرة حتى فتح أعينه وأمسك يدها .. قيد حركتها وهي تصرخ بضحك: كفاية صور بقى حرقتي وشي؛ مش كفايه الصحافة النهاردا؟!؟
همس بغيظ: ابعد سيبني انت لسه ضاربني
حمزة بنفاذ صبر: قولتلك يا مجنونة قلبي عندي مؤتمر؛ اروحه متأخر عشان دلع سيادتك؟!
مازالت مكتفه ظهرها له: عادي براحتي؛ كده كده طيارة خاصة
حمزة: استغفر الله العظيم.. هي عشان طيارة خاصة منلتزمش بالمواعيد؟
همس: وانا مالي؟؟ أنا عايزه ألعب معاك دلوقتي؟
حمزة: لا حول ولا قوة إلا بالله .. لما ارجع بقى
همس برفض: لا مليش دعوه.. واوعى سيبني وانت ماسكني زي اللي قبض على حرامي شرابات كده الله
حمزة باستنكار ورفعة حاجبه: يعني كل اللي عملتيه فيا ده بهدلتي هدومي وشعري وفقعتي عنيا وكمان زعلانه عشان مكتفك؟؟.. دا انتي نفخك وفرقعتك في نفس اللحظة ثواب وانا هاخده
فك قبضة يده لتهرب هي للخارج وتصرخ بجنون وتلتقط أنفاسها المتقطعة وتشير بيدها منتصره: yesss
ضحك على جنونها وشرع يرتدي ملابسه مره أخرى: ربنا ابتلاني بحتة مجنونة على عيله بس بحبها
..........
جلس مكانه بالمقعد المخصص له؛ وأغمض عيناه ليحظى بالقليل من الراحة التي لم تذوقها أعينه ولا عقله منذ ابتعاد تايمة خاصته عن عيونه ! حتى جاء صوت هادئ أفاقه فنظر لمصدر الصوت بحركة حادة فكانت هي نفسها الفتاة المتعصبه
زيزي بابتسامة: اممم انت بقى ( ف_ن-١ )
تأفف أيهم لسماعه هذه الكلمات فهو أيضا يكرهها ولا يحب أن ينعته أحدهم بهذه الصفه؛ فهو يشعر أنه إنسان عادي لا يجب عليهم أن يضايقوه هكذا بألفاظهم ومدحهم فيه؛ نعم هذا يرضى غروره ولكن ليس لهذه الدرجة فهو يود أن يتعامل بطبيعته؛ لذا كنتم دائما تسمعون عن شخصيته الصارمة ولم نراها حتى الآن؛ فلنقبل إذا؛ زينت وجهه ابتسامة صفراء باهته: ألا تودي خفض صوتك؟... قال جملته تلك بالتايلاندية فلم تفهم بما تفوه حتى اردف مره أخرى: الطيارة كلها سمعتك
سيطر الذهول على وجه الفتاة: اسفه
لم يبالي لها سوى أنه مسح وجهه بكفه فهو لا يود خوض معها معركة تفهيمها الصغيرة والكبيرة؛ أليست ضابط؟! فما هذا الاعتذار الذي أظهر له ضعفها منذ التعامل الأول؛ لم تكن الفتاة تريد التوقف عن الثرثرة وأيضا لا تريد أن تنهي حديثها معه بهذه السرعة: احم طب هو الفندق اسمه ايه؟
ابتسم أيهم بسماجة على سذاجتها: براجردين
زيزي بذهول واندفاع: مش ده تابع للعسيلي جروب؟!
أيهم: عندك معلومة احتفظي بيها لنفسك
زيزي بضيق: اصل احنا مش هينفع نقعد الفترة دي كلها منتكلمش
أيهم: هو مين اللي ظلمك ودخلك عالم المخابرات؟؟!
زيزي بتحدي: قسوتكم !
اعتدل أيهم سريعا ينظر لها بعدم اهتمام رسمه ببراعة: ولما احنا قاسيين والصفة دي مش موجوده فيكم فليه تدخلوا ف اللي ملكوش فيه؟
زيزي بهدوء بعد أن رسمت ابتسامة تقابل بها بروده: لا احنا بنثبتلكم اننا زينا زيكم بالضبط مفيش فرق؛ واحنا بنكون قاسيين لما تحكم علينا ظروفنا بكده
أيهم بيتكلم بكل برود فذاك طبعه وهي منفعله جدا وذلك ما اثبت له أنها هشه جدا من داخلها: لأنكم بتقلدوا تقليد أعمى؛ انتو بنات يعني طبعكم الرقة والكلام اللي ما يكلش ده؛ بتتظاهروا بالقسوة إنما انتو لأ مش كده نهائيا؛ فما تضحكوش على نفسكم؛ عارف ان دي أول مهمه ليكي فخليني اقولك ان الشغل ده مش ليكم .. تمام؟
زيزي وهو تجز على أسنانها: ليه؟ على فكره بقى انا بعرف استخدم كل الأسلحة وكل فنون القتال فايه اللي ناقصني؟.. ذكاءكم مش خارق عشان تشوفوا نفسكم تصلحوا لمجال واحنا لأ !
ابتسم بسخرية: مش كفايه انك بتعرفي تستخدمي كل الأسلحة... قولتلك أن القسوة هي الحاجه اللي نقصاكم ودي الحاجه اللي بتميزنا عنكم
زيزي: ومالك فخور بأنكم قاسيين؟! هي القسوة صفة الإنسان يفخر بيها اصلا؟
أيهم ببرود صاعقي: لا مش دايما بتكون محل للفخر؛ بس لما تميزك في مجال العمل فطبعا هتكون حاجه كويسه واوي كمان... للأسف !
أدارت الفتاة وجهها عنه بسبب شدة ضيقها من عجرفته
وهو ابتسم بأريحية فأخيرا كفت عن الثرثرة؛ وهي تعترف أنها هزمت أمامه؛ فلم تستطع إخراج كلمة أخرى أمام حدته ولهجته الجافة .. ولكنها أيضا لا تستطيع السكوت؛ فأدارت وجهها له قائله بارتباك: هو...!
كان قد ضبط هاتفه وضع الطيران ووضع الهاند فري مستمعا للموسيقى المجنونة... فقد كان يشاهد رحلته مع غزل إلى باريس في عيد ميلادها الأول لهم سويا ؛ حينها قد بلغت من العمر 23 عامًا ، تحدث باندماج مع الفيديو عند إحساسه لتلك الجالسه بجانبه على وشك الحديث: بلاش تكوني مرتبكه كده يا سيادة الملازم
صدمت الفتاة ففتحت عيناها بقوة: طب ازاي وانت مركز مع المزه دي في تليفونك؟!!! احسدك بجد سرعة استجابة فائقة
ظل يحدق في شاشة هاتفه بصدمة حقيقة؛ أ تلك معتوهه أم ماذا؟! لأ وأحسدك كمان؟
ابتسمت زيزي برقه: مراتك؟
أيهم بهدوء: لأ
مصمصت زيزي شفتاها بتفكير: خليني احذر؛ خطيبتك؟
أيهم: لأ
زيزي: أختك؟؟
أيهم: افصلي بقى خنقتيني
زيزي بإحباط: طب انا مش بقدر اسكت؛ أنا زيزي وانت اسمك ايه غير dragon؟!
****** ظلت الفتاة تدور حول نفسها بغرفتها وهي تعض على أصابعها بندم: ازاي قدر يثبتني كده ازاي؟! ازاي ما قدرتش ارد عليه..؟؟ هتعامل مع حجر مش بيحس ولا بينطق ولا يتكلم؟ هتعامل مع دماغه دي ازاي؟ أفهم بس؛ منك لله يا بعيد أشوف فيك خمس أيام يوم الخميس الساعة خمسة العصر
...........
في منزل والد شذى
سامر: وحشتيني يا شذى؟ أرجوكي متخليش شيطانك يسيطر عليكي وتهدي بيتنا اللي بنيناه سوا
شذا بسخرية: لسه فاكر اني وحشتك؟ لسه فاكر ان عندك بيت عايز تحافظ عليه؟ ولا هو انت صدقت نفسك وصدقت ان أنا اللي عايزه أهدم بيتي؟
سامر بهدوء: أيوا انتي اللي عايزه تهدمي بيتك... بدليل اني جاي لحد عندك بعد ما سيبتي بيتك وبحاول أقنعك تيجي معايا وترجعي بيتك وكفاية بعد لحد كده وانتي رافضه
شذا بإنفجار ودموع: فاكرني هقعد في بيتك أعمل ايه يا سامر باشا وجوزي بيقولي كرهت اليوم اللي شفت وشك فيه؟! ولا اقعد في بيتك أعمل ايه وسعادتك بتقولي حياتي اتلخبطت من ساعة ما دخلتيها؟؟ طالما سعادتك حاسس اني بفرض نفسي عليك اوي كده متمسك بيا ليه؟ طلقني يا اخي وروح شوف حياتك اللي هتتورد لما أخرج منها ! حلوة السكرتيره مش كده؟ عادي يا سيدي براحتك؛ روح شوف حياتك معاها؛ أنا ماليش الحق أقولك لأ؛ دي حياتك وانت حر.. طلقني وان مطلقتنيش انت هخلعك انا !
سامر بهدوء قاتل: مش هتقدري
شذا بتهكم: ومين هيمنعني؟! نفوذك واسمك مش كده؟! طبعا مهو سعادتك سامر البحيري!
سامر بتنهيدة: اهدي يا شذا انتي حاليا مش واعيه انتي بتقولي ايه
شذا بمقاطعة: لأ يا بشمهندس انا واعيه لكل كلمة بقولها؛ عن اذنك وورقتي توصلني؟
خرجت بسرعة البرق وهي غير قادرة على كبح دموعها أكثر من ذلك؛ عيطت بقهر وهو للمره الثانية من وجهة نظرها مش بيتمسك بيها
سامر برجاء: عمي انت اكتر واحد تفهمني خليها ترجع عن اللي ف دماغها ده
والد شذا: وبعدين معاكم؟ هو يابني انا اللي قولتلك روح بص برا؟؟
مسح سامر على وجهه بنفاذ صبر: انا مبصتش برا انتو مبتفهموش ليه؟ احم سوري يا عمي بص من الآخر خليها قاعده في البيت اوعى تخرجها لحسن تخلعني بجد أصلها مجنونة وانا عارفها
خبط والد شذا كفيه من جنون هؤلاء: سامر في ايه؟! هي دي الأمانة اللي أمنتك عليها وقولتلي عمرك ما تزعلها؟؟
ابتلع سامر ريقه واضايق وضاقت به دنياه .. شعور يراوده كأنه في حجرة صغيرة لا تسعه؛ خنقه غريبة؛ وحشة قاتله: أرجوك يا عمي متضغطش عليا اجاوبك على أي أسئلة دلوقتي؛ بس هتعذروني..، وفكرها يا عمي اني لسه بحبها زي أول مره شفتها في المترو .. عن اذنكوا
ابتسم والد شذا بحب فهو يعتبر سامر ابنه ثم وضع يده على كتفه قائلا بهدوء: ربنا يهدي سركوا يابني
سامر بابتسامة مجبره: يارب
على الجانب الآخر
جلست شذا على السرير تبكي بقهر.. فهي تتمنى الموت ولا تتمنى بعده عنها؛ هذا سامر الذي أحبته منذ أن كانت ابنة الخامسة عشر سنة
أمها بغيظ: كفايه بكى ياختي قومي شوفي عيالك؟ عنيكي عميت على واحد ما يستاهلش
رفعت شذا أنظارها نحو والدتها قائله بصوت مبحوح: سيبيني لوحدي شويه يا ماما بعد إذنك
كارما ببراءة: مامي..، بابي برا يلا نروح بيتنا انا مس بحب اقعد هنا
الجدة بحنق: لا ياختي حبي؛ أبوكي مبقاش عاوزكم
شذا بزعيق وعصبيه: كفايه بقى يا ماما كفايه؛ ده جوزي وابو عيالي ومهما حصل بينا هيفضل أبوهم..!
لسه هيخرج من بيتهم مخنوق ودموعه حابسها بصعوبة وهو نفسه ياخدها في حضنه ويقولها اني عمري ما اتمنيت واحده قبلك ولا عنيا بتشوف واحده غيرك؛ بس هي تقريبا عايزه الحياة بينهم تنتهي على كده.. أمسكت ابنته بيده: بابي؟؟
نزل سامر لمستواها ومسح دموعها بحنية ثم ابتسم: نعم يا قلب بابي؟
كارما بدموع: وحستيني يا بابي
ضمها لحضنه بحب ثم هتف: وانتي يا حبيت بابي وحشتيني اوي اوي
كارما: مامي بتعيط ليه؟؟
سامر بابتسامة: هي تعبانه شويه ودلوقتي هتهدى اوك؟
كارما: بابي انت مس بقيت عاوزنا؟؟
وزع أنظاره بينها وبين جدتها التي سرعان ما تجنبت النظر له ففهم أنها؛ لطالما حاولت بشتى الطرق تفرقته عنها ولأخر نفس قبل زواجهم كانت تحاول إبطال زواج ابنتها منه؛ لما تكرهه هكذا؟ ثم تذكر والده وكرهه لأيهم أيضا..؛ أخفض أنظاره تجاه ابنته قائلا بحنان: لأ يا قلبي مفيش حاجه اسمها مش عاوزكم؛ أنا بحبك وبحب مامي وزين اوي بس شويه وهاجي اخدكم ونروح بيتنا اوك يا حبيبي؟
كارما بدموع وحزن طفولي: بابي.. خدني معاك انا عاوزه نانا وجدو
ابتسم لها سامر وقبل يدها بحنية: حاضر يا قلبي هاجي بالليل وأخدك معايا اوك؟
قفذت بحضنه بقوة هاتفه بسعادة بالغة بعدما قبلت خده بطفولتها: اوك .. باي
خرج من بيتهم مش قادر يتنفس من التعب اللي حاسس بيه في اللحظة دي... ركب عربيته مثل الرعد صدح رنين هاتفه فظل ينظر برهة قليلة للاسم ثم قرر الرد: عملت ايه؟؟
أجاب بصوت مخنوق: مفيش جديد يا حمزة!؟
حمزة: علشان غبي يا سامر غبي
سامر بحزن: وحشتني اوي وعايزها .. عايز اخدها في حضني واقولها ان ده كدب بس مش قادر... مصرة تنهي كل حاجه بينا علشان غلطه؛ مش فاكره اي حاجه حلوة في حياتنا؛ مش فاكره غير أخطائي..، مش فاكره اد ايه ضحيت عشان اتجوزها؟! يعني ايه قصة حبنا تنتهي بالطريقة دي يا حمزة؟؟! دي بتقولي أن مطلقتنيش انت هخلعك؟ للدرجة دي فراقنا سهل؟ تدمير بيتنا سهل؟؟
حمزة بهدوء: سامر انت غلطت من الأول وعارف أن شذا مش هتيجي بالطريقة دي ولو مكنتش عرفت ان السكرتيرة مش كويسه كنت هتدوس وتكمل؟ صح ولا انا غلطان؟
سامر: كنت فين يا حمزة؟؟ كلامك ده كان فين؟ كل مره هبقى على حافة الغلط والاقيك تسحبني؛ كنت فين؟؟
حمزة بهدوء: كنت موجود يا سامر وبشاورلك من بعيد عايزك مره واحده تحس انك تقدر تخرج نفسك من الغلط من غير ما حد يسحبك؛ لكن انت وأيهم بشعاراتكم المتخلفة دي بتضيعوا كل حاجه من بين أيديكم وبعدين تندموا
سامر بحزن: انت بجد شايف اني زي أخوك؟
حمزة بضيق: مقولتش انك شبه أيهم .. علشان عارف ان ده هيضايقك بس أيهم جرحه كان أكبر من أي حد فينا؛ عشان كده لجأ للطريق الغلط، وانا كده مش ببرر لأخويا موقفه؛ لا ابدا... عارف انه غلطان بس مش موضوعنا؛ انا بتكلم في انكم بتضحكوا على نفسكم تسمحوا لنفسكم تخسروا القديم والجديد وبعدين ترجعوا تعيطوا ما انتو السبب هم بيقلولكم أخسرونا ولا انتو بتعملوا كده من غير مبرر؟؟!
سامر باحراج: حمزة؛ مقصدش والله انا بس مضايق و..
حمزة: خلاص يا معلم شوف أمورك سريعا عشان بكره هنخلصك من الأسر اوك؟
سامر بضحك: اوك.. سلام
............
كان خارجًا من الفندق حتى اوقفه المدير قائلا ببسمة هادئة: مرحبآ بك مسيو أيهم؟
أجاب أيهم بهدوء بعد أن رسم ابتسامة جذابة وصافحه: كيف حالك يا ديفيد؟!
ديفيد: اني بخير ماذا عنك؟
أيهم: كما ترى.. بخير؛ لم نتحدث منذ مدة؟ أين أنت؟
ديفيد: هل أنا الذي امتنعت عن الاتيان إلى باريس أم أنت؟
أيهم: أراك تسخر يا رجل؟!
ديفيد هاربًا: ماذا؟ هل هذا أنا الذي تحادثه الآن؟ امضي لعملك وأراك فيما بعد.. لعلك تتأخر على اجتماعك وتلصق التهمه بي !
أشار له أيهم بيده قائلا وهو يمضي في طريقه: عسى أن أراك قريبا ونعد حساباتنا من جديد
ضحك الرجل ومضى كلاهما إلى حيث عمله..؛
ركب أيهم السيارة التي قد طلب من الإستقبال احضارها له وأنزل قبعة الجاكيت الجلد الذي يرتديه فغطى أعينه نظر لساعته بهدوء ثم فتح باب السيارة وركبت زيزي إلى جانبه فنظر لها بحنق: بتعملي ايه سعادتك؟؟
زيزي بضيق: أعمل ايه وانا خارجه من اوضتك شافني الشخص اللي كان جمبنا على الطيارة فكان من رابع المستحيلات افضل أمثل اننا منعرفش بعض !
حرك رأسه صدفتاً نحو الجهة الأخرى من شباك السيارة لتقع عينه على شخص يلتقط لهم الصور فسرعان ما عاد النظر إليها فرفعت هي حاجبها: مالك؟
أيهم بتنهيدة: متراقبين !
حدقت به عيناها: يا سواد ليلك يا قرمط؟!
نظر لها أيهم فلم يستطيع كبت غضبه وضيقه منها الآن ولو يستطيع لقام بفصل رأسها عن جسمها: اخرسي
قاد السيارة وكأن شيئا لم يكن حتى أوقف سيارته في مكان هادئ ونزل فنزلت هي الأخرى بدورها وظلت تتفقد تصرفاته الغبية من وجهة نظرها بحنق: بتعمل ايه؟
أيهم بهدوء: احنا قريبين من مضارب الرز التابعة لهزار هياجو
أسرعت الفتاة تقف على مقربة منه قائله باهتمام: ايه غايتك من مضارب الرز؟
أيهم: مش شئ معين؛ هزار بوص المافيا الصقلية، أعضاء المافيا حوالي 250 ألف عضو.. أسماءهم رجال الشرف؛ متخفي في زي رجال الأعمال ومضارب الرز دي تبعه
زيزي: ليه خطف الطفل؟!
أيهم: الطفل ابن اللواء وكان هنا مع والده ووالدته واتعرفت شخصيته ف اضطر شهاب يزور ورق رجوعه؛ يا إما مراته يا ابنه؟ مراته مش خطر اوي علشانها كانت زيك كده صديقة بنت أخوه..
زيزي: تقصد أن جالا اللي بعتوني استدرجها دي بنت اخو وقبل كده كانت صاحبة مرات اللواء؟
أيهم: اها؛ فكان سهل أنها تهربها من جبروت عمها بس كان اخد الط.... شعر بشئ ما يعتصر قلبه وصوت شئ ما أقلقه أكثر؛ كان يعلم صوت ذاك الشئ الذي جعله يستدير فجأة ليجد رجلين بأيديهم مسدسات "سميث آند ويثون" على بعد ثلاثة أمتار عنهم موجه نحو الفتاة التي كانت بجانبه .. فوزع أنظاره بينهم ثم رفع يديه مهدئا إياهم: ماذا هناك؟ ماذا تريدون منا؟
أحدهم محذرا وهو يشير له بالرحيل: ليس شأنك يا هذا؛ ارحل من هنا فورا وإلا سنقضى عليك؛ اذهب واتركها
نظر لها أيهم فنظراتها كانت كلها رجاء ألا يتركها فلم يعبئ بها ونظر للرجل سائلا بهدوء: أستقتلون فتاة ضعيفه؟
تقدم منه الرجل ومسكه من ملابسه وهزه عدة مرات فكاد أيهم أن يسقط قائلا بزعيق: ما شأنك أنت؟ أخبرني ما شأنك؟ ألم نخبرك بأن عليك الرحيل؟؟
رفع أيهم يديه باستسلام فأغمضت الفتاة عيناها: يا هذا دعني وشأني سوف أرحل
أفلته الرجل بقوة فتأرجحت يداه على الهواء حتى لا يسقط.. اقترب الرجل من البنت التي كانت تقف صامدة كالجبل ولكنه توقف عند سماعه لصفير خرم أذناه
أيهم بابتسامة: أتراني مغفل؟... طقطق الرجل رقبته عندما حركها يمين وشمال: يبدو أنك حتما تريد أن تكون ضحية مقابل فداء السنيورة؟! أتحبها يا هذا؟؟
تقدم أيهم منه ثم ركله ركلة قوية بمشط رجله في وجه الرجل.. ترنح الرجل بتوهان من ضربته فجأه الآخر يحاول الإمساك به فأسرع أيهم بتلقي ضربته بظهر يده: تؤتؤ هذا العيب بذاته؟ أتخون يا رجل؟
استدار بحركاته السريعة الخبيرة وهو مازال يعتصر يده بقوة وضربه بمقدمة رأسه الحجرية في وجهه حتى سالت دماؤه ونزف أنفه بشدة ولكن ذاك الأعجر لم يكف عن محاولة ضرب أيهم فكان يصد ضرباته ببراعة ولم يصبه خدش، وقف الآخر وأمسك بيده شومة غليظة واقترب من أيهم الذي أشبع صديقه ضربا مبرح..، لم تكن العصا كادت تقترب من رأسه فأمسكها بقبضته القوية ألقاها بعيدا واشتغلت أرجله تفتك بكلاهما .. أهلكت أرجله الرجل الذي يقف أمامه فوقف الآخر يقيده من الخلف؛ تحرك أيهم بعشوائية محاولا الفكاك.. اعتدل الآخر مبتسما: أبدأ بك أم بحبيبتك؟!
تبسم أيهم ثم أعاد رجله للخلف غفلة فأصاب الذي يقيده بين رجليه إصابة بالغة جعلته يسرع بفكه وارتمى أرضا يئن من شدة الألم وهو يضغط بيده مكان إصابته .. أسرع الرجل تجاهه يضربه فطار أيهم بالجو وهبط يلف بحركه سريعة مسددا له الضربات بمشط رجله فأصابه بصدره ووجهه فأطرحت بالرجل الذي يشبه جسده جسد أحد آلة الاغريق بعيدا .. انتهى من عمله بذاك الأحمق الأول واستدار للثاني ممسكًا إياه من ملابسه وبدأ بركبته يضربه أسفل ذقنه فكاد يفقد وعيه إلا أنه قوي فنهض متحاملا على يدي أيهم القويتين القاسيتين حتى استطاع الوقوف على قدميه ولكن ماذا عن جعفر زمانه أيتركه؟ حاشا لله سدد له ضربات قاسية بكوعه على رأسه الأصلع اطرحته أرضا .. عاد إليه الأعجر مره أخرى بيده عصا كبيرة حاول يصيبه بها ولكن كان أيهم يتفادى ضربه بأنه يميل بجسمه تحت ذراعه ثم يعود مره ثانية قفز بجسمه للأعلى وعاد يضربه على ظهره فخارت قواه ...، نفض يديه وابتسم ابتسامة باهته عند رؤية كلاهما ملقى على الأرض كالكلاب الضالة أسرع إلى تلك المصدومه يسحبها من ذراعها وأخذ يجري حتى انطلق بالسيارة على طريق بعيد خالي من الأناس
ظلت الفتاة تنظر له ببلاهة وفمها يكاد يلتصق بالأرض من قوة الصدمة: أنت عرفت ازاي انهم ورانا؟
أيهم وهو ينظر للطريق أمامه: بعرف أميز أصوات المسدسات الموريس والسميث آند ويثون وهكلر وكوخ وسيج سوير؛ بصي فكك مني
زيزي بذهول وعدم تصديق لما رأته عيناها من براعته: الصراحة استجابتك عشرة على عشرة !
أيهم بضيق: وانتي استجابتك صفر على عشرة يا سيادة الملازم
زيزي بعدم وعي: سيبك مني المهم ازاي انت بارع كده؟! كنت بتدرب ازاي..؟ انت ازاي كده بجد؟
أيهم ببرود صاعقي: بطلي تنسي حدودك.. تمام؟
نظرت الفتاة أمامها شارده للغاية لا تقوى على استيعاب ما رأته منه منذ قليل
عادا إلى الفندق ودلف كلا منهم لغرفته، وضع رأسه بين يديه يفكر بهدوء فجأة وبدون أي مقدمات تذكر شئ ما جعله ينتفض من مكانه !
............
خرجت من التواليت الملحق بغرفتها وهي ترتدي ملابسها الشتوية الثقيلة وترتجف من شدة البرد.. وتنهمر دموعها بقوة؛ كانت تبكي بحرقه وتتمنى رؤية أحدهم لقد اشتاقت لكلاهم وتتمنى أن يضمها حمزة لحضنه ويقرأ عليها آيات القرآن الكريم بصوته العذب، اشتاقت لضحكات أيهم ولعبه معها طوال الوقت، فهي لا تكف عن الضحك عندما يكون موجود، اشتاقت لزوجة أخيها الحنون وذهابهم سويا لعمل شوبينج وأكل غزل البنات والمشي فى الشارع ليلا كالمتشردات بدون علم حمزة؛ اشتاقت لجنون أيهم ابن أخيها فكان بطفولته تلك نسخة مصغرة من عمه؛ اشتاقت لأصغر كائن ببيتهم؛ مشتاقه لفاطمة وشذا وغزل وجنونهم عند الإتحاد.. دقة خفيفه رنت على باب الغرفة؛ مسحت دموعها بسرعة وأمسكت بجهاز التحكم تفتح وهي ترتعش بطريقة ملحوظة.. دلفت الداده ريماس قلقه عليها وعلى حالتها تلك فتحدثت بلهفه وضمتها إليها بعينان تفيضان حنان: ماذا بكِ يا حلوتي؟ ألم تكوني تشاكسيني منذ قليل؟؟
مليكة وهي تتمسك بها أكثر وتتخبط أسنانها: سوف يقتلني البرد !
قبلت ريماس جبينها بحب ثم هتفت: حسنا يا جميلتي سأزيد حرارة البيت .. هيا ارتدي ملابسكِ حتى تتناولين الطعام
مليكة: لالا يا داده لا أود تناول الطعام الآن
فكرت ريماس قليلا: ماذا إذا قتلني أخوكِ المجنون ذاك؟!
حزنت مليكة للغاية ثم قالت: أين هو يا داده؟؟
ريماس بخبث: ألم تكن هذه فكرتكِ هي الإبتعاد عنهم؟؟
مليكة بضيق وضجر: نعم كانت فكرتي ولكني انتهيت لا أود البقاء بدونهم؛ أنهم حتما لا يسألون عني !
ريماس بحنان: يا بنيتي أنك حتما لا تعرفين بما يتفوه لسانك الآن، فهم لن ينسوكِ هذا حمزة وذاك أيهم وكلاهما يعشقانكِ
رفعت مليكة أنظارها نحو الداده قائله بدموع: آسفه؛ ولكني حقا اشتقت لكلاهما اشتقت لشكولاتتي الخاصة التي لم يكف ابيه حمزة عن جلبها لي طوال الوقت، اشتقت لكلمة زهرة البرتقال منه؛ لقد أهداني هذا اللقب في عيد ميلادي الثامن عشر يوم حفل العائلة لإرتدائي الحجاب؛ اشتقت لإهتمامه بي..، أتعلمين أنه كان السبب في ارتدائي للحجاب والشعور براحة نفسية راحة نعمة الستر؛ حقا كان لي أبا وأخا وصديق، أو صديقتي إذا تطلبت الأمور، كان ابيه أيهم يجيد التنكر فكنت صغيرة ويتنكر في زي والدي ووالدتي والغريب أنه كان يستطيع تقليد نبرة الصوت المميزه لهما؛ ولم أعي أنه هو الذي يفعل ذلك إلا منذ عدة شهور قليلة..، حقا إذا تنكر فلا أظن أن والدتي كانت ستتعرف عليه مطلقا
مسحت ريماس دموعها بحب: حسنا يا روحي لا تحزني إنهم يريدون أن تعتمدي على نفسك، هذه فقط وجهة نظرهم
ابتسمت مليكة بسعادة: أحقا يا داده لن ينسوني ابدا
هزت الداده رأسها نافيه: أبدا أبدا
فرحت تلك الصغيرة البريئة وقامت بتقبليل خد الداده بقوة وهتفت بفرحة طفولية: أحبك
نهضت سريعا تكمل ارتداء ملابسها وأطلقت العنان لشعرها الحريري الطويل ينسدل على ظهرها ويتمرد على زرقاوات عيناها مناسبا لبشرتها البيضاء الناعمة كجسد طفل مازال لم يرى شمسا في يوم مشرق..، كانت سعيدة للغاية بتبدل فكرتها التي كانت تحاول إزالتها عن مخيلتها ولكنها بمفردها لن تستطيع؛ ففرحت بشدة لذهاب هذه الفكرة المجنونة عنها وظلت تحمد الله كثيرا على نعمة أخوين مثل أخواتها الذين لا يتحملون بها شكة دبوس
مسحت الداده على شعرها برفق ثم ابتسمت لها: هيا صلي العصر وسأنتظرك تتناولين طعامك
ارتدت مليكة اسدالها وهمت بالبدء في الصلاة بعد أن هتفت للداده قائله بضحكه جميلة: سأخبره اني قلت ذاك
ضحكت الداده وخرجت من غرفتها
: أين هي لا أراها؟؟!
ريماس بخبث: لا تقلق اني جعلتها تطمئن من ناحيتي بعد قلق تدفق لعقلها الصغير هههههه
ضحك الفتى: يعجبني تفكيرك يا جميل !
ذهب ليجلس بأريحية وأغمض عيناه ليحظى بالقليل من الهدوء والسلام النفسي
بعد عدة دقائق قليلة كانت تلك الجميلة تقفذ من شدة سعادتها وتتحدث كثيرا حتى نزلت للأسفل وتنادي بصوتها الرقيق وبيدها تمسك هاتفها تنوي محادثته: بخخخ؟
صرخت مليكة بأعلى صوتها من الفزع ثم عادت للخلف تشهق وتبكي وتنظر له بسعادة أنه أمامها الآن
ضحك حمزة بصوته كله وذهب يضمها إلى حضنه ويطمئنها بكلماته الهادئة: في ايه يا روحي كل ده عشان شفتيني؟
انتفضت مليكة من شدة الخوف ولكن ماذا تبقى خوف وها هو يحضنها ويطمئنها بوجوده، فصوته خير دليل أنه أمامها
مليكة بسعادة: لماذا لم تخبرني بأنك ستأتي؟ أ كنت تود موتي بفعلتك يا ابيه؟
حمزة رفع وشها بأطراف أصابعه قائلا بحنان: بعد الشر عنك يا حبيبت ابيه، كل ما في الموضوع اني كان عندي مؤتمر و...
ابتعدت مليكة عنه بسرعة ونظرت له تستعطفه بنظراتها البريئة ألا يكون قد أتى للمؤتمر فحسب ولم يكن لرؤيتها
قهقه هو فسرعان ما فهم نظرات صغيرته التي أصيبت بالجنون مؤخرا
مليكة بدموع: يعني حضرتك مش جاي علشاني وجاي للمؤتمر..؟!
حمزة: وربنا ما حصل، المؤتمر مش في أمريكا أصلا، ف اهدي وخدي نفس ... مسح على شعرها برفق: برضو يا وردتي تطلبي مني اجيلك واتأخر؟
نظرت له مليكة ثم هتفت بعد تنهيدة: يا ابيه مش بدخل معاك في حوار أبدا وتنصرني؛ ولا بعرف أخد حق ولا باطل
حمزة بقهقة: وضوئي بيتنقد كتير اوي اليومين دول
مليكة: تعال افطر معايا وذاكرلي
حمزة بابتسامة حنونه: بس كده يا اوزعتي؟ حاضر؛ هتذاكري ايه؟
فجأة تذكرت شيئا جعلها تصرخ وأمسكت بيده بطفولة: ابيه جبتلي ريكو
تنفس حمزة بقوة ثم أردف بصوته الهادئ: أقولك بس متعيطيش؟
هزت رأسها نافيه بطفولة: أبدا أبدا
حمزة: أيهم خده المزرعة؟
صمتت قليلا تستجمع قواها ومسحت خديها الورديين أثر دموعها ثم هتفت بتوجس: ليه؟
حمزة: كاسبر مات
صعقت مليكة ووضعت يدها على فمها أثر الصدمة: ل.. لا أكيد لا؛ ط.. طب ابيه أيهم؟؟
حمزة: مضايق ومخنوق وكأنه مش كلب اللي مات؛ كأنه عيلته كلها... استغفر الله العظيم
مليكة بدموع وصوت أنفاسها أصبحت عالية: ابيه يعني لو ريكو is checkmate؟
حمزة بضيق شديد وهو يمد لها كوب المياه: لا حول ولا قوة إلا بالله، كوكي اهدي يا حبيبتي ده كلب.. انتو مكبرين الموضوع كده ليه؟
مليكة بعياط: علشان دول كاسبر وريكو واحنا بنحبهم
حمزة بحنان: خلاص يا قلبي انا مش كويس؛ حبوهم .. يلا هاتي علاجك وتعالي عشان نفطر
ابتعدت مليكة بفزع عند نطقه لكلمة الدواء؛ راجعت ذكرياتها تتذكر ما فعلته بالأدوية خاصتها؛ ابتلعت ريقها برعب فنظر لها بعدم فهم وترقب أفعالها التي أصبحت غير مفهومه هذه الفترة
حمزة بهدوء: في ايه؟
تدفق الخوف لقلبها الصغير فانفطرت دموعها: ط.. طب م.. مش هتزعقلي؟؟
حمزة بنفاذ صبر: عملتي ايه يا مليكة؟!
مليكة بصوت خافت ووشها حمر وعيطت: اوووف رميته كله في الباسكت
صدمة ألجمت لسانه فنظر لها لبرهة ثم أطلق بهدوء مميت: عيدي تاني كده؟!
إحمر وجهها برعب من ثباته وهدوءه المميت ونظرات عيناه التي كادت تحرقها؛ ارتعش جسدها بذعر: ان.. أنا اس.. فه !
أخذ نفسه بغضب ولكنها أيا تكن فهي صغيرته التي لا يستطيع أن يرى دموعها تلك ويبقى ساكنا هكذا؛ فهي قطعة من قلبه أخذ يهدأ من ذعرها عندما ضمها لحضنه بحب ومرر يده على ذراعها مطمئنا: ممكن تقوليلي عملتي كده ليه؟
نظرت له ببراءة طاغية ثم هتفت وهي تفرك يداها ببعض من شدة توترها وهدوءه ذاك قتلها فهي تأخذ منه طريحة أولا ثم يصالحها ولكنها الآن لا تعلم ما يدور بعقل أخيها فهل سوف يعود عصبيا خطرا كما كان أم سيبقى هادئا؟!: ابيه هو.. هو ح.. حضرتك مم..، مزعقتش ليه؟
حمزة بهدوء: عايز اعرف أسبابك الاول
ابتلعت مليكة ريقها بصعوبة بالغة وفرت دمعتها بحزن: ابيه متعاملنيش كده أرجوك..
حمزة وقد نفذ صبره: ازعقلك بتخافي مني ومش بتكلميني أكلمك بهدوء وأقولك عايز أعرف السبب انك رميتي ادويتك مفيش رد أعمل ايه؟
قصت له مليكة ما كان يضايقها وأنها قالت عنه أنه لا يسأل عنها ولن تخبره بعد بأي شئ يخصها ولن تستمع لكلامه مطلقا وأولهم أنها ستمتنع عن أخذ الأدوية وستمارس الجري الذي كان يرفض وبشدة خروجها للجري مع أيهم الساعة السادسة صباحًا !
اتسعت عيناه الزرقاوات بقوة فرمش عدة مرات ليعي بما تفوهت هذه المجنونة .. أبعدت مليكة نظراتها عنه وفركت يداها أكثر من الخوف
............
وقف الرجل يطالع الشابين الواقفين أمامه بحنق شديد وتمتم بكلمات بذيئة ثم صرخ بهم: ما هذا يا بغل انت وهو؟!
أخفض الشباب أنظارهم للأسفل فهتف أحدهم: لا أعلم يا بوص ولكن لم نستطع خدش الفتاة أو إصابتها بمكروه
البوص بغضب: لمَ أيها الأحمق؟ رجلين بعرض الحائط تتغلب عليكم فتاة بحجم القملة؟ أجننت يا هذا؟
أجاب الأخر بصوته الغليظ: ليتها كانت بمفردها فقضينا عليها وانتهى الأمر
البوص مستغرب: كيف ذلك أكانت بصحبة أحدهم؟؟
أجاب الرجل مبتلعا اللعاب الذي يحواه ثغره: دعني أخبرك يا سيدي فمهاراته تخطتني؛ أنه ليس بشر منا..، فذاك حفيد عزرائيل هو من فعل بنا هذا؟.
صدم البوص وفتح أعينه بقوة: أقسم لك أن هذا الرجل من المخابرات المصرية
رد أحدهما في تعجب: أذلك حقا؟! ألن يكف المصريين عن مطاردتنا؟ ولكني لا أظن أن يكون من جهاز الاستخبارات ألم يحرموا؟
البوص بغضب حارق: أيها الأغبياء، لقد أرسلتكم للقضاء على الفتاة فجئتموني مكسرين ويسند بعضكم بعض؟! أ أنتم رجال؟!... أنهى جملته بصراخ
تقدمت ابنة أخيه منه بخطوات متعثرة خائفه ثم هتفت: هل تأذن لي بالدخول يا عمو؟
أشار للرجلين فاختفوا من أمامه وبقي هو يرسم لها قناع البراءة والوجه الحنون
.............
في فيلا العسيلي .. حيث تقبع همس تحادث أخيها ويضحكون سويا
همس: وحشتني اوي ياد يا عدي..، راجع امتى؟
عدي باستنكار: ياد يا عدي؟ ده ايه الأدب ده يابت؟ احترميني شويه دا انا أكبر منك بأربع سنين؛ أربعة صيف وأربعة شتاء وزيهم خريف وربيع
ضحكت بشدة فصدرت عنها كحة: لحد النهاردا مفشلتش تضحكني، المهم جاي امتى؟
عدي بعناد: مش جاااي
همس: خلاص ياخويا أن شاالله عنك ما جيت..، هاجي أنا
عدي: الااا مش مرحب بيكي
همس بغيظ: نهارك أبيض؟ طب وحياتك يا عدي لهاجي غصب عنك
عدي: ايه يابنتي قلة الكرامة دي؟ حد بيطردك من بيته تقوليله هدخل برضو؟
همس بضحك: وانت مش حد! انت أخويا حبيبي نور عيني
عدي: اه اه ما انا فاهمهم الشويتين دول..، بت يا همس هاتي من الآخر بتلفي وتدوري على ايه؟؟
همس: ياعم دايما كاشفني كده ومسيحلي عالفضائيات؟ بص حمزة سافر وانا مش لاقيه حد انكد عليه؟
مسح وجهه بنفاذ صبر: وانتي لازم تنكدي على حد؟! ما تتهدي بقى؟
همس بضحك: يا سيدي وهو انت وحمزة أغراب!؟ جوزي وأخويا !
ضحك أخيها الحنون ثم هتف متسائلا: والله مجنونة؛ اومال أيهم فين؟
همس: في النادي..
أخفض عدي الهاتف فضاعت صورته فانتظرت عودته
صافحه أحدهم بقوة: عدي باشا اخبارك؟
عدي: الحمد لله يا كابتن.. بتعمل ايه هنا؟
الكابتن بقلق بعض الشيء: ابني ملازم أول واتصاب
عدي بضيق فشل في كبته: متخافش عليه دي إصابة بسيطة ف كتفه
استغرب الكابتن طريقة كلامه وضيقه الذي حل عليه فجأة: ده ابني يا سيادة الرائد
عدي بحزن عميق وضيق كاد يقتله: اعتذر لحضرتك..، عن اذنك
تركه عدي مغادرا مكانه حتى استمع لصوتها تهمس بتوتر فرفع الهاتف وارتسمت ابتسامة حنونه على ثغره: اتأخرت عليكي؟
همس بابتسامة: لا .. تقريبا مشغول؟
عدي ضاحكًا: دي فاطمة بترن
همس: خلاص يا معلم أخلع انا بقى ... سلام
أنهت مكالمتها مع أخيها وابتسمت بحب أخوي؛ فمازال هذا عدي المشاكس كأيام طفولتهم التي قتلت ولكنهم بجنونهم ذاك محاولين التعويض؛ لهذه اللحظة يهاتفها يطمئن عليها رغم علمه بأنها تزوجت شخص حنون وهادئ يحبها بل يعشقها؛ يتقي الله بها؛ لهذه اللحظة يهديها هدايا عيد ميلادها وكأنها مازالت طفلته المدلله
تحركت أدراجها متجهة للأسفل فالتو قد غطت ابنتها في ثبات عميق إذا سأنزل اتجاذب أطراف الحديث مع الداده حبيبتي
............
أصبحت الدموع صديقتي منذ فراقك؛ تُرى هل محيت أنا وأيامي من مخيلتك.؟ إن كنت كذلك فأنت حتى هذه اللحظة لم تفارق لا خيالي ولا أحلامي؛ لماذا جرحتني وكسرت قلبي؟! كانت لك فرصة لاستكمال حياتنا سويا ولكن يبدوا انك لم تكن تريد فرص؛ قلبي متألم بشدة؛ أ تتألم مثلي أم أني كنت مجرد هفوة في كتابك الأسود المغلق الذي لا يقترب منه أحدهم كما أخبرتني مسبقا؟!.. أ كان ذلك حقا أن الحب في حياة الرجل مجرد حدث عابر؟! أخبرك بأنه كان بالنسبة لي أروع القلوب قلبك، وأجمل الكلام همسك، وأحلى ما في حياتي حبك
ولكني؟!
أصبحت أؤمن كثيرا بهذه المقولة التي كانت دائما نصب أعيني ولم أكن أعايرها اهتمامًا
أصبحت أبحث عنها الآن بعدما كانت تقابلني صدفة واعتصرها بلامبالاتي
تلك المقولة كانت ناجحة دائما في إثبات فشلي ولكن كان التجاهل حليفي
"الحب تاريخ المرأة وليس إلا حدثا عابرا في حياة الرجل"
أخبرك الآن اني لم اقتل بسبب فراقك، فقط فراقك صعب، صعب يا تنيني، جعلني معلقه بين حبلى الحياة والموت ! أصبح روتيني هو فقط تذكرك وبكاءي على أيام السعادة التي رسمتها لي؛ وفي غمضة عين سرقت مني كل شيء؛ فأنا لم احبك كشخص فقط ، بل احببتك كوطن لا اريد الانتماء لغيره... لم يبقى لك معي سوى هذا العقد وفي كل مره ألمسه أشعر انك مازالت بجانبي؛ هل أفي بوعدك وأجعله لي أم عّلي إعادته؟! لم أعد أعلم ماذا صح وماذا خطأ .. ماذا عن مقولة سطرتها ذات يوم في كتاب مذكراتي؟!
أحببت الحياة فعذبتني وأحببت الفرح فأبكاني وكرهت الحزن فرافقني وأحببت الصديق فلم يفهمني وأحببت الحبيب فرحل وتركني.
غزل بدموع: وحشتيني اوي يا أيهم! عايزه اشوفك مره واحده، انا دلوقتي مضايقه ومخنوقه وتعبانه؛ رن عليا ، كلمني وزعق فيا علشان مش بلجألك لما بزعل..؛ مكالماتك ليا طول الوقت دي وحشتني، فين احساسك بيا وبحزني؟! ضحكت عندما تذكرته يخبرها أن هذه حاسه سابعة لدى ضباط المخابرات فقط تدعى حاسه الشعور بالخطر وأردفت ضاحكه: مجنون !
دقت كاميليا جرس باب الشقة وفتحت شهد... فهتفت تلك الصغيرة مشاكسة إياها: صباحنا عسل ملزق ف السدوشات !!
شهد ضاحكه: يابنتي ايه لسانك اللي عايز قطعه ده؟؟!
جعلت تقلب أنظارها في الفضاء باحثه عن حبيبها المتعجرف وهي تهتف بصوت حسبته منخفضا: ابنك المستفز هنا؟!
أسر من الداخل وهو يتناول طعامه في اقتضاب: لأ مش هنا !
لطمت كاميليا بصدمة وتلون وجهها بالحمرة الدامية لتهتف بتعلثم: م.. مش تك.. ح؟!
لتضحك شهد على جنون صغيرتهم الطفلة: ادخلي اتخانقوا جوا
كاميليا بصدمة: لا يا حبيبتي أمي وأبويا أولى بيا... سلمعليكوا يا حسني .. جذبت عدة أوراق كانت تمسكهم بيدها لتضعهم في يد شهد وتتحدث بفرار: خدي؛ رفعت يدها محيي إياها لتستعد للهرب لينقض عليها أحدهم يمسك بملابسها من الخلف لترفع يديها باستسلام وأغمضت عيناها بقوة قائلة ببكاء زائف: يا وقعتك المهببه يا لوزه؟... خلاص وربنا انا آسفه مش هقولك كده تاني؛.. اعتدلت بخفة تنظر لعيناه الساحرة وهي تغمض عين وتفتح الأخرى قائله بخوف وأيديها مرفوعه بحركة درامية تعلن له عن استسلامها: خلاص؟؟!
أسر بغضب: بلعب مع بنت اختي... اعقلي بقى اكبري؛ تصرفاتك تصرفات عيله عندها سنتين مش 20؟!
دخلت كاميليا بعدما وقفت فترة تطالع طيفه بحزن، دلفت لغرفة غزل وسلطت الضوء على أعينها فوضعت غزل الوسادة على وجهها متأففه: وبعدين بقا؟! اطفي النور يا كامي ينوبك ثواب
كاميليا بمرح وكأنها لم تكن تبكي منذ قليل: غزااااااال؛ يلا يا روحي فرحك بكره وانتي لسه نايمه؟
غزل بضيق: أعمل ايه مثلا؟ اقوم أرقص؟؟!
كاميليا: اه طبعا؛ يلاااا
نهضت غزل من مكانها بتأفف ف
نهضت غزل من مكانها بتأفف فهي تعلم أن تلك المجنونة الصغيرة لن تكف عن الثرثرة فنظرت لها لتشهق كاميليا بصدمة وتلون وجهها بالذهول: يخرب عقلك؟ ايه ده؟؟! عنيكي حمرا كده ليه؟؟!
لم تجد غزل نفسها سوى أنها تحضنها وتبكي بقهر.. صوتها متحشرج من شدة البكاء ودموعها ساخنه وكأنه كانت داخل قدر وضع على النار لأيام ليست معلومة
كاميليا بعدم استيعاب: غزل في ايه يا قلبي؟!
غزل بحسرة وانهيار تام: وحشتني يا كامي وحشتني اوي..، ازاي هتجوز واحد غيره قوليلي بالله عليكي؟! انا لسه بحبه لسه بحبه زي أول مره شفته فيها؛ عقلي مش بيرحمني من التفكير فيه؛ ازاي هحط حياتي في ايد راجل تاني غيره؟ قوليله يا كامي اني لسه بعشقه؟! أرجوكي؛ عايزه أهرب واروحله والنبي يا كاميليا انا مش بحب كارم ده.. هتجوزه واعيش معاه تحت سقف بيت واحد ازاي؟؟ أنا كنت غبيه غبيه لما قولتله بنتقم منك؛ كان مستعد يضحي ويتقدملي؛ انا عملت في نفسي ايه؟؟!
كاميليا بصدمة: غزل اهدي يا روحي اهدي خدي اشربي
مدت لها كوب المياه فارتشفت منه بهدوء
كاميليا بهدوء عكس ما تشعر به: حاولي تنسي يا غزل..، أيهم ده شكله كده مش سهل؛ ده سهنه !
ضحكت غزل غصب عنها فهي لا تستطيع توقع كلمات تلك المجنونة الجالسة بجانبها: تقدري انتي تنسي أسر؟
هزت كاميليا رأسها برفض قاطع: استحالة !
غزل: اومال بتقوليلي انسيه ليه؟؟ هو انا لو بأيدي أنساه كنت عذبت نفسي كده؟
كاميليا: ليه فترة بعيد عنك يا غزل؛ إنما أسر مش بيبعد عن عيني لحظة؛ علشان كده لو بعد عني ممكن انهار لكن أيهم كنتي متعوده على بعده في معظم الأوقات.. بيطلع مأموريات صعبة وبتبقوا خلاص بتودعوا بعض يعني المفروض تكوني اتعودتي
فرت دمعتها بحزن عميق: عمره ما ودعني زي المره دي، كل مره بيرجعلي .. كل مره بيحسسني اني حاجة كبيرة في حياته بس تقريبا طلع كذاب أو انا اللي منافقة؟!
كاميليا بتنهيدة: ولا هو كان منافق ولا انتي كنتي كذابه
غزل بغيظ: مقولتش كده على فكرة
كاميليا بضحكه جميلة: شفتي يابنتي بقدر اضحك الجبل مش هقدر عليكي انتي يا مفعوصة؟
غزل بغضب: غوري يا كاميليا
في هذه الأثناء كان كارم بالخارج تجهزت غزل وعزمت الخروج له كفاها هذا الحد من الضغط عليه وتحمله لها
كارم بابتسامة عاشقة: اهو انكتب كتابنا ينفع بقى نروح نجيب فستانك والشبكة؟!
ابتسمت غزل بحزن وهي تتمنى لو أن هذا أيهم لكانت قفذت في حضنه بدون مقدمات
أسر: هاجي معاكم؟
كارم بغيظ: تيجي فين؟؟!
أسر ببرود مميت: معاكم؟ ايه في مانع؟!
كارم بإحباط: لأ... خلاص هروح انا وغزل بعربيتي وانت وآنسة كاميليا ومدام شهد بعربيتك!!؟
أسر بعناد: لا غزل هتيجي معانا وانت بعربيتك!؟ وبعدين أمي هتيجي معانا ليه؟
شهد: خلاص بقى مش كل ما يكون في مناسبة تحرقوها علينا بسبب خناقكم ده...، فعلا يابني روحوا انتو وانا هجهز للحفلة، سيبه يا أسر ياخدها هي دلوقتي مراته يا حبيبي
فرح كارم للغاية فأخيرا نصره أحدهم: والله انتي خسارة في العيلة دي
ضحكت شهد بخفة: يلا اتفضلوا متتأخروش عليا .. خرجوا كلهم من البيت وأسر نفسه لو معاه سكينة لكان قتله وخلص منه
كاميليا بضيق: سيبهم براحتهم؛ وبطل برود يا أسر بقى؟
أسر بهدوء عكس طبعه أو ليس كما هي تتوقع أن يكون هذا أسر الذي دائما ما يعاملها بجفاء وكأنها ليست خطيبته وجياله من الشارع: عارفه يا كامي بحس غزل دي حته مني .. مش خالتي وأنا أكبر منها يادوب بكام شهر؟
وضعت يدها على رأسه تتحسس درجة حرارته: انت كويس؟!
ابتسم لها أسر بحب وأمسك يدها طابعا قبلة عاشقه عليها: انا كويس اوي الحمد لله
سحبت يدها بسرعة يقتلها الخجل منه حيث صعدت الدماء كلها إلى وجهها فأصبحت لا تستطيع التنفس من علو درجة حرارتها وعلو أنفاسها فمن شدة توترها ظلت تضغط على شفتاها بحركة لا إرادية زادت جنونه بها فلم يلبث قليلا حتى طبق على شفتيها يسحبهم في قبلة
.............
مر يومهم بين مشاكسات كلا منهم لمعشوقته وشراءهم ما يلزم للفرح الذي يبدو أنه سيكون أسطوري... ولكن ماذا عن غزل وهي مازالت بين الحين والأخر تظنه أيهم وتعيش في ذكرياتها مع مخيلتها بأنه الحبيب ساكن الجزء الأيسر المائل قليلا إلى الأسفل.. ولكنها تفيق على صوته؛ أيهم مندمج جدا في شغله وتفكيره مش بياخده لأي مكان غير المهمة اللي طالعها غير كده لأ؛ تركيزه عالي وتفكيره أعلى؛ وذكاؤه فائق يذهل كل من يعملون معه؛ ليه حاسس انه نسي حبيبته؟! كل ما ييجي يفكر فيها حاسس ان في حاجه بتبعده تفكيره بيبعده أنه يفكر فيها ليه هو معندوش إجابة .. كل تركيزه دلوقتي على الطفل المخطوف وهو لازم وبأي تمن يرجع بيه؛ زيزي لسه في حالة انبهار وصدمة عقلها مش قادر يفوقها منها؛ أما بالنسبة لحمزة فبقي في أمريكا مجيبا رغبة طفلته المجنونة؛ ذهبت همس لزيارة شذا وقضاء معها بعض الوقت
..........
زيزي بعدم فهم: انا ليه حساك مطمن اوي كده
أغمض عيونه بأريحية: ممكن تقترحي عليا سعادتك أعمل ايه؟
زيزي: اتحرك... اتصرف ده طفل ودي مافيا وطالبين في الولد فديه كبيرة ومش بعيد يخلصوا عليه وهتخسر مهمتك واسمك بسبب الراحة والطمأنينة اللي حاله على سعادتك دي
أيهم: لازم اتوتر واتجنن علشان مهمه؟! ما يولعوا كلهم أهم حاجة راحتي .. فنقطيني بسكاتك
زيزي بضيق وضجر من طريقة تعامله المقرفة وتقل دمه وهي حاسه انها عايزه تقتله او تمسك مسدسها تفرغه في نفوخه ده حتى مش بيبتسم غي وشي: عن اذن سعادتك.. خرجت من غرفته فوقف ينظر بشرود من الشرفة على برج ايفل الذي يشهد أجمل يوم في حياته بصحبتها... فجأة قطع تفكيره الطفل الذي يواجه الموت وهو مازال بالخامسة من عمره؛ دق قلبه بعنف فأمسك هاتفه سريعا يطلب رقم أبن أخيه فجأه رد الطفل سعيدا للغاية: هيماااااااااا؟
تنفس أيهم بقوة حيث تغللت لقلبه طمأنينة فأخيرا سمع صوت ابنه!: أخبارك ايه يا حبيبي؟!
أيهم بامتعاض: اني لست بخير..، لقد سافرتم وبقيت بمفردي
أيهم بابتسامة حنونه: من يا أيهم؟! هل تقصد عدي وأسر؟
أجابه أبن أخيه: نعم اشتقت لزين وأسر وذهابنا للنادي سويا؛ وأيضا خالو عدي
قبض أيهم شفتيه بزعل حقيقي: ماذا؟! اشتقت للجميع من دوني؟!
أسرع الصغير نافيا: ليس كذلك ولكني لا أقارنك بهم؛ فأنت أحب لقلبي منهم جميعا
تبسم أيهم بحب: وانا أحبك بشدة؛ خلينا نتكلم عربي عشان همس بتزعل
الصغير: اممممم اوك.. ماذا تفع...
ضحك أيهم بصوته كله: تاني...؟ استمر حديثهم لوقت طويل حتى نام كلاهما بعد ضحك وهزار لا ينقطع
............
مساء اليوم التالي
همس بضيق: ده فرح يا حمزة والفستان حلو؟
حمزة: عارف ان الزفت حلو بس غيريه
همس بعناد مماثل: ليه؟
دفعها على الحائط برفق فنظرت لعيناه بتوهان وهتفت برعب: ه... هغيره !
حمزة محاصرا إياها بين ذراعيه القويتين: مش عايزه تعرفي ليه؟؟!
تجنبت النظر إليه وفرت دموعها بحزن: لا معتش عاوزه أعرف
رفعاها بيديه لتقابله فهي بالكاد طولها يصل لموضع قلبه مرر وجهه على خدها بحنو بالغ قائلا بهمس مريب: مطلعك حلوة اوي وانا مش قادر استحمل اكتر من كدا؟
همس بضعف وصوت أنفاسها أصبحت مسموعه: نز.. لني؟
حمزة بجنون أثناء إلتقاط شفتاها الكرزية في قبلة عنيفة عاشقة: هتغيري الفستان هنزلك؛ ولو لأ فمفيش أفراح مفهوم؟
ابتعد بخوف اشتعل بثنايا قلبه عند رؤيتها تصارع لتأخذ نفسها وتورمت شفتيها بسبب قوة قبلته: ششش اهدي اتنفسي
همس بعياط: وجعوني !
دق قلبه بعنف من رؤيتها تتأمله بخوف ودموعها تنساب ببطئ فرق قلبه لحال صغيرته، مش بقول بنته؟: خلاص متزعليش..، بس متستفزنيش عشان ما اتعصبش عليكي
اقتربت منه ثم رفعت إصبعها في وجهه محذره: اعتذر
قبل إصبعها الذي ترفعه إليه وابتسم بعشق: آسف؛ اي أوامر تانيه؟
همس بخفوت: لأ خلاص عفونا عنك
ابتسم لها عند رؤيتها بدأت في تبديل ذاك الفستان الكافية الهادئ الذي سبق واختارته لها أخته .. فجعلها تبدو فاتنه فأشعل ذلك نيران الغيرة بقلبه، ذهب يعيد وضوئه مره أخرى ثم عاد ليشرع يؤدي فرضه فلم يكن يبدأ صلاته حتى دلفت مليكة هاتفه بسعادة: ابيه؟!
مسح حمزة على وجهه يعلن عن نفاذ صبره: ايه ده انتي كمان؟!
نظرت همس ومليكة لبعضهم برعب: أ.. ابيه مش ده حضرتك جبتهولي؟
همس بغيظ: يابنتي مش عارفه ايه اللي حصله النهاردا؛ عفريت وركبه
ألقى الوسادة عليها ولكن تفادتها هي عندما جست بجسمها للأسفل ثم رفعته تنظر إلى أين وصلت الوسادة: مجتش مجتش !
حمزة: ينفع تقعدوا هنا وانا هلاعبكم واعملكم اللي انتو عايزينه لكن بشكلكم ده متطلعوش من هنا
همس: هو احنا لابسين بدل رقص لامؤاخذه؟!
زفر الهواء ثم شرع يصلي المغرب فتنهدت همس فهي لا تحب أن تفوتها صلاة واحده بجانبه
مليكة: هجيب تليفوني
همس بصوت مرتفع نسبيا: شعرك باين يا كوكي
.........
شذا: افندم عايز ايه؟!
سامر بحب: وحشتيني ... هتروحي الفرح؟
شذا بغضب: لو انت رايح فأنا خلاص غيرت رأيي..
سامر: طب وانتي مالك؟!.. أنا واحد رايح الفرح يمكن يلاقي عروسة حلوة بدل مراته اللي هجرته !
شذا بصراخ: أقسم بالله العظيم يا سامر عينك ما تزوغ ولا تبص لواحده لتكون أخر مره عينك هتشوف سامعني؟
سامر ببرود: وانتي مالك انتي؟.. انتي كنتي عيزاني أطلقك باين؟
شذا بغضب: مش هطلق يا سامر قاعده على قلبك واللي عندك اعمله
ابتسم سامر بفرحة تغمر قلبه فها قد نجحت خطته: بس كده وهو المطلوب إثباته؛ يلا حبيبي اشوفك في الفرح؟... باي، أغلق الهاتف سريعا قبل أن يجن جنونها عليه ثم ضحك بقوة
كارما ببراءة: بابي اربطلي الببيونه بتاعت الفستان
سامر وهو مازال يضحك: ايه القمر دا؟
كارما بسعادة: جميلة يا بابي؟!
ابتسم سامر بحب وهو يدير وجهها له ثم طبع قبلة دافئة على جبينها: طبعا جميلة يا روحي.. كارما: هروح الفرح معاك؟
سامر: تحت أمرك يا أميرتي
...........
مر الفرح بحلوه ومره ولكن طوال هذه المدة كانت مليكة تحاول جاهده أن تبتسم لكنها لا تستطيع؛ ولم تفرق عنها همس أو شذا... فجميعهم يعلمون عشقهم المجنون لبعضهما ولكن لم يشاء لهم القدر أن يجتمعوا حتى الآن؛ فكانت إرادة الله فوق كل إرادة ..
همس بابتسامة بريئه: احم مبروك يا غزل ألف مبروك؛ ربنا يسعدك يا قلبي
ضمتها لحضنها بقوة ولم تشعر همس سوى وكأنها تستنجد بها كالغريق الذي يلتقط أنفاسه الأخيرة لتهتف بهمس: غزل؛ مالك يا روحي في ايه؟
فرت دمعه متحسرة: م.. مفيش يا حبيبي هتوحشوني اوي !
استغربت همس بشدة ولكن قاطعها حديث شذا المرح: دا ايه الفرح الجامد ده؟ احسدك يا غزل؟
غزل بضحك: على ايه ياختي؟! هاتي سامر بيه وتعالوا اجوزكم من جديد
ضحكت همس وشذا بشدة على هذه المجنونة: ههههههههههه طب والله انك فايقه انا حتى مش عارفه مجاش ليه؟
سامر بخبث: اها جايبه في سيرتي الذاتيه ليه دلوقتي بقا؟
سامر بابتسامة: مرات حمزة العسيلي بذات نفسها في الفرح؟ ده ايه التطور ده؟؟ اومال انا كنت فين يا مراتي؟
ضحكت همس بخفوت: أهلا يا بشمهندس
شذا بغيظ: ياخويا اتنيل
سامر بضحكه حاول كبتها: اتلمي احنا مش في بيتنا مش لازم سفالة.. ومع ذلك وحشتني طولة اللسان وقلة الأدب دي؛ نظر لكارم الذي يستشيط غضبا فلم يعبئ به ونظر لغزل قائلا ببسمة جذابة: ايه ده بشمهندسه غزل حته واحده هتتجوز؟ ألف مبروك..
شذا بضيق: اومال على حتتين؟
غزل بضحك: الله يبارك فيك يا بشمهندس..
نظر سامر لكارم ثم قام بحك ذقنه متضايق منه بشدة: ألف مبروك يا عريس... سامر البحيري
كارم بابتسامة: الله يبارك في حضرتك .. كارم المدني
سامر: أهلا بيك حصلنا القرف العظيم.. ضربته فجأة فتأوه: احم سوري الشرف العظيم .. عن إذنكم
انتهى الفرح لتستسلم غزل لجحيمها الذي اختارته بنفسها ... أمسك كارم بيديها للمرة الأولى طابعا قبلة على يديها الناعمتين ثم رفع أنظاره نحوها: ألف مبروك لينا يا أميرتي؛ أوعدك اني هعوضك عن كل حاجه وحشة شفتيها في حياتك سواء مني أو من غيري، انا للحظة دي اعترف اني أدمنتك لكن مش متأكد من انك بتبادليني نفس الشعور ولا لأ؛ بس اوعدك اني هخليكي تحبيني زي ما انا بعشقك؛ همحي الحزن اللي بشوفه في عيونك ده؛ هعيشك ملكة يا غزل بس افتحيلي قلبك واديني فرصة .. حياتنا هتتورد مع بعض يا غزل انا أوعدك... أنا بحبك اوي اوي يا غزالتي !
انهمرت دموعها بعدم وعي منها فليس له الحق بامساك يدي هكذا؛ هذا الحق لأيهم فقط؛ كلمة غزالتي هذه لا تنعتني بها فهي ليست جميلة كما كان ينطق بها هو...!
نهضت غزل من مكانها بتأفف فهي تعلم أن تلك المجنونة الصغيرة لن تكف عن الثرثرة فنظرت لها لتشهق كاميليا بصدمة وتلون وجهها بالذهول: يخرب عقلك؟ ايه ده؟؟! عنيكي حمرا كده ليه؟؟!
لم تجد غزل نفسها سوى أنها تحضنها وتبكي بقهر.. صوتها متحشرج من شدة البكاء ودموعها ساخنه وكأنه كانت داخل قدر وضع على النار لأيام ليست معلومة
كاميليا بعدم استيعاب: غزل في ايه يا قلبي؟!
غزل بحسرة وانهيار تام: وحشتني يا كامي وحشتني اوي..، ازاي هتجوز واحد غيره قوليلي بالله عليكي؟! انا لسه بحبه لسه بحبه زي أول مره شفته فيها؛ عقلي مش بيرحمني من التفكير فيه؛ ازاي هحط حياتي في ايد راجل تاني غيره؟ قوليله يا كامي اني لسه بعشقه؟! أرجوكي؛ عايزه أهرب واروحله والنبي يا كاميليا انا مش بحب كارم ده.. هتجوزه واعيش معاه تحت سقف بيت واحد ازاي؟؟ أنا كنت غبيه غبيه لما قولتله بنتقم منك؛ كان مستعد يضحي ويتقدملي؛ انا عملت في نفسي ايه؟؟!
كاميليا بصدمة: غزل اهدي يا روحي اهدي خدي اشربي
مدت لها كوب المياه فارتشفت منه بهدوء
كاميليا بهدوء عكس ما تشعر به: حاولي تنسي يا غزل..، أيهم ده شكله كده مش سهل؛ ده سهنه !
ضحكت غزل غصب عنها فهي لا تستطيع توقع كلمات تلك المجنونة الجالسة بجانبها: تقدري انتي تنسي أسر؟
هزت كاميليا رأسها برفض قاطع: استحالة !
غزل: اومال بتقوليلي انسيه ليه؟؟ هو انا لو بأيدي أنساه كنت عذبت نفسي كده؟
كاميليا: ليه فترة بعيد عنك يا غزل؛ إنما أسر مش بيبعد عن عيني لحظة؛ علشان كده لو بعد عني ممكن انهار لكن أيهم كنتي متعوده على بعده في معظم الأوقات.. بيطلع مأموريات صعبة وبتبقوا خلاص بتودعوا بعض يعني المفروض تكوني اتعودتي
فرت دمعتها بحزن عميق: عمره ما ودعني زي المره دي، كل مره بيرجعلي .. كل مره بيحسسني اني حاجة كبيرة في حياته بس تقريبا طلع كذاب أو انا اللي منافقة؟!
كاميليا بتنهيدة: ولا هو كان منافق ولا انتي كنتي كذابه
غزل بغيظ: مقولتش كده على فكرة
كاميليا بضحكه جميلة: شفتي يابنتي بقدر اضحك الجبل مش هقدر عليكي انتي يا مفعوصة؟
غزل بغضب: غوري يا كاميليا
في هذه الأثناء كان كارم بالخارج تجهزت غزل وعزمت الخروج له كفاها هذا الحد من الضغط عليه وتحمله لها
كارم بابتسامة عاشقة: اهو انكتب كتابنا ينفع بقى نروح نجيب فستانك والشبكة؟!
ابتسمت غزل بحزن وهي تتمنى لو أن هذا أيهم لكانت قفذت في حضنه بدون مقدمات
أسر: هاجي معاكم؟
كارم بغيظ: تيجي فين؟؟!
أسر ببرود مميت: معاكم؟ ايه في مانع؟!
كارم بإحباط: لأ... خلاص هروح انا وغزل بعربيتي وانت وآنسة كاميليا ومدام شهد بعربيتك!!؟
أسر بعناد: لا غزل هتيجي معانا وانت بعربيتك!؟ وبعدين أمي هتيجي معانا ليه؟
شهد: خلاص بقى مش كل ما يكون في مناسبة تحرقوها علينا بسبب خناقكم ده...، فعلا يابني روحوا انتو وانا هجهز للحفلة، سيبه يا أسر ياخدها هي دلوقتي مراته يا حبيبي
فرح كارم للغاية فأخيرا نصره أحدهم: والله انتي خسارة في العيلة دي
ضحكت شهد بخفة: يلا اتفضلوا متتأخروش عليا .. خرجوا كلهم من البيت وأسر نفسه لو معاه سكينة لكان قتله وخلص منه
كاميليا بضيق: سيبهم براحتهم؛ وبطل برود يا أسر بقى؟
أسر بهدوء عكس طبعه أو ليس كما هي تتوقع أن يكون هذا أسر الذي دائما ما يعاملها بجفاء وكأنها ليست خطيبته وجياله من الشارع: عارفه يا كامي بحس غزل دي حته مني .. مش خالتي وأنا أكبر منها يادوب بكام شهر؟
وضعت يدها على رأسه تتحسس درجة حرارته: انت كويس؟!
ابتسم لها أسر بحب وأمسك يدها طابعا قبلة عاشقه عليها: انا كويس اوي الحمد لله
سحبت يدها بسرعة يقتلها الخجل منه حيث صعدت الدماء كلها إلى وجهها فأصبحت لا تستطيع التنفس من علو درجة حرارتها وعلو أنفاسها فمن شدة توترها ظلت تضغط على شفتاها بحركة لا إرادية زادت جنونه بها فلم يلبث قليلا حتى طبق على شفتيها يسحبهم في قبلة
.............
مر يومهم بين مشاكسات كلا منهم لمعشوقته وشراءهم ما يلزم للفرح الذي يبدو أنه سيكون أسطوري... ولكن ماذا عن غزل وهي مازالت بين الحين والأخر تظنه أيهم وتعيش في ذكرياتها مع مخيلتها بأنه الحبيب ساكن الجزء الأيسر المائل قليلا إلى الأسفل.. ولكنها تفيق على صوته؛ أيهم مندمج جدا في شغله وتفكيره مش بياخده لأي مكان غير المهمة اللي طالعها غير كده لأ؛ تركيزه عالي وتفكيره أعلى؛ وذكاؤه فائق يذهل كل من يعملون معه؛ ليه حاسس انه نسي حبيبته؟! كل ما ييجي يفكر فيها حاسس ان في حاجه بتبعده تفكيره بيبعده أنه يفكر فيها ليه هو معندوش إجابة .. كل تركيزه دلوقتي على الطفل المخطوف وهو لازم وبأي تمن يرجع بيه؛ زيزي لسه في حالة انبهار وصدمة عقلها مش قادر يفوقها منها؛ أما بالنسبة لحمزة فبقي في أمريكا مجيبا رغبة طفلته المجنونة؛ ذهبت همس لزيارة شذا وقضاء معها بعض الوقت
..........
زيزي بعدم فهم: انا ليه حساك مطمن اوي كده
أغمض عيونه بأريحية: ممكن تقترحي عليا سعادتك أعمل ايه؟
زيزي: اتحرك... اتصرف ده طفل ودي مافيا وطالبين في الولد فديه كبيرة ومش بعيد يخلصوا عليه وهتخسر مهمتك واسمك بسبب الراحة والطمأنينة اللي حاله على سعادتك دي
أيهم: لازم اتوتر واتجنن علشان مهمه؟! ما يولعوا كلهم أهم حاجة راحتي .. فنقطيني بسكاتك
زيزي بضيق وضجر من طريقة تعامله المقرفة وتقل دمه وهي حاسه انها عايزه تقتله او تمسك مسدسها تفرغه في نفوخه ده حتى مش بيبتسم غي وشي: عن اذن سعادتك.. خرجت من غرفته فوقف ينظر بشرود من الشرفة على برج ايفل الذي يشهد أجمل يوم في حياته بصحبتها... فجأة قطع تفكيره الطفل الذي يواجه الموت وهو مازال بالخامسة من عمره؛ دق قلبه بعنف فأمسك هاتفه سريعا يطلب رقم أبن أخيه فجأه رد الطفل سعيدا للغاية: هيماااااااااا؟
تنفس أيهم بقوة حيث تغللت لقلبه طمأنينة فأخيرا سمع صوت ابنه!: أخبارك ايه يا حبيبي؟!
أيهم بامتعاض: اني لست بخير..، لقد سافرتم وبقيت بمفردي
أيهم بابتسامة حنونه: من يا أيهم؟! هل تقصد عدي وأسر؟
أجابه أبن أخيه: نعم اشتقت لزين وأسر وذهابنا للنادي سويا؛ وأيضا خالو عدي
قبض أيهم شفتيه بزعل حقيقي: ماذا؟! اشتقت للجميع من دوني؟!
أسرع الصغير نافيا: ليس كذلك ولكني لا أقارنك بهم؛ فأنت أحب لقلبي منهم جميعا
تبسم أيهم بحب: وانا أحبك بشدة؛ خلينا نتكلم عربي عشان همس بتزعل
الصغير: اممممم اوك.. ماذا تفع...
ضحك أيهم بصوته كله: تاني...؟ استمر حديثهم لوقت طويل حتى نام كلاهما بعد ضحك وهزار لا ينقطع
............
مساء اليوم التالي
همس بضيق: ده فرح يا حمزة والفستان حلو؟
حمزة: عارف ان الزفت حلو بس غيريه
همس بعناد مماثل: ليه؟
دفعها على الحائط برفق فنظرت لعيناه بتوهان وهتفت برعب: ه... هغيره !
حمزة محاصرا إياها بين ذراعيه القويتين: مش عايزه تعرفي ليه؟؟!
تجنبت النظر إليه وفرت دموعها بحزن: لا معتش عاوزه أعرف
رفعاها بيديه لتقابله فهي بالكاد طولها يصل لموضع قلبه مرر وجهه على خدها بحنو بالغ قائلا بهمس مريب: مطلعك حلوة اوي وانا مش قادر استحمل اكتر من كدا؟
همس بضعف وصوت أنفاسها أصبحت مسموعه: نز.. لني؟
حمزة بجنون أثناء إلتقاط شفتاها الكرزية في قبلة عنيفة عاشقة: هتغيري الفستان هنزلك؛ ولو لأ فمفيش أفراح مفهوم؟
ابتعد بخوف اشتعل بثنايا قلبه عند رؤيتها تصارع لتأخذ نفسها وتورمت شفتيها بسبب قوة قبلته: ششش اهدي اتنفسي
همس بعياط: وجعوني !
دق قلبه بعنف من رؤيتها تتأمله بخوف ودموعها تنساب ببطئ فرق قلبه لحال صغيرته، مش بقول بنته؟: خلاص متزعليش..، بس متستفزنيش عشان ما اتعصبش عليكي
اقتربت منه ثم رفعت إصبعها في وجهه محذره: اعتذر
قبل إصبعها الذي ترفعه إليه وابتسم بعشق: آسف؛ اي أوامر تانيه؟
همس بخفوت: لأ خلاص عفونا عنك
ابتسم لها عند رؤيتها بدأت في تبديل ذاك الفستان الكافية الهادئ الذي سبق واختارته لها أخته .. فجعلها تبدو فاتنه فأشعل ذلك نيران الغيرة بقلبه، ذهب يعيد وضوئه مره أخرى ثم عاد ليشرع يؤدي فرضه فلم يكن يبدأ صلاته حتى دلفت مليكة هاتفه بسعادة: ابيه؟!
مسح حمزة على وجهه يعلن عن نفاذ صبره: ايه ده انتي كمان؟!
نظرت همس ومليكة لبعضهم برعب: أ.. ابيه مش ده حضرتك جبتهولي؟
همس بغيظ: يابنتي مش عارفه ايه اللي حصله النهاردا؛ عفريت وركبه
ألقى الوسادة عليها ولكن تفادتها هي عندما جست بجسمها للأسفل ثم رفعته تنظر إلى أين وصلت الوسادة: مجتش مجتش !
حمزة: ينفع تقعدوا هنا وانا هلاعبكم واعملكم اللي انتو عايزينه لكن بشكلكم ده متطلعوش من هنا
همس: هو احنا لابسين بدل رقص لامؤاخذه؟!
زفر الهواء ثم شرع يصلي المغرب فتنهدت همس فهي لا تحب أن تفوتها صلاة واحده بجانبه
مليكة: هجيب تليفوني
همس بصوت مرتفع نسبيا: شعرك باين يا كوكي
.........
شذا: افندم عايز ايه؟!
سامر بحب: وحشتيني ... هتروحي الفرح؟
شذا بغضب: لو انت رايح فأنا خلاص غيرت رأيي..
سامر: طب وانتي مالك؟!.. أنا واحد رايح الفرح يمكن يلاقي عروسة حلوة بدل مراته اللي هجرته !
شذا بصراخ: أقسم بالله العظيم يا سامر عينك ما تزوغ ولا تبص لواحده لتكون أخر مره عينك هتشوف سامعني؟
سامر ببرود: وانتي مالك انتي؟.. انتي كنتي عيزاني أطلقك باين؟
شذا بغضب: مش هطلق يا سامر قاعده على قلبك واللي عندك اعمله
ابتسم سامر بفرحة تغمر قلبه فها قد نجحت خطته: بس كده وهو المطلوب إثباته؛ يلا حبيبي اشوفك في الفرح؟... باي، أغلق الهاتف سريعا قبل أن يجن جنونها عليه ثم ضحك بقوة
كارما ببراءة: بابي اربطلي الببيونه بتاعت الفستان
سامر وهو مازال يضحك: ايه القمر دا؟
كارما بسعادة: جميلة يا بابي؟!
ابتسم سامر بحب وهو يدير وجهها له ثم طبع قبلة دافئة على جبينها: طبعا جميلة يا روحي.. كارما: هروح الفرح معاك؟
سامر: تحت أمرك يا أميرتي
...........
مر الفرح بحلوه ومره ولكن طوال هذه المدة كانت مليكة تحاول جاهده أن تبتسم لكنها لا تستطيع؛ ولم تفرق عنها همس أو شذا... فجميعهم يعلمون عشقهم المجنون لبعضهما ولكن لم يشاء لهم القدر أن يجتمعوا حتى الآن؛ فكانت إرادة الله فوق كل إرادة ..
همس بابتسامة بريئه: احم مبروك يا غزل ألف مبروك؛ ربنا يسعدك يا قلبي
ضمتها لحضنها بقوة ولم تشعر همس سوى وكأنها تستنجد بها كالغريق الذي يلتقط أنفاسه الأخيرة لتهتف بهمس: غزل؛ مالك يا روحي في ايه؟
فرت دمعه متحسرة: م.. مفيش يا حبيبي هتوحشوني اوي !
استغربت همس بشدة ولكن قاطعها حديث شذا المرح: دا ايه الفرح الجامد ده؟ احسدك يا غزل؟
غزل بضحك: على ايه ياختي؟! هاتي سامر بيه وتعالوا اجوزكم من جديد
ضحكت همس وشذا بشدة على هذه المجنونة: ههههههههههه طب والله انك فايقه انا حتى مش عارفه مجاش ليه؟
سامر بخبث: اها جايبه في سيرتي الذاتيه ليه دلوقتي بقا؟
سامر بابتسامة: مرات حمزة العسيلي بذات نفسها في الفرح؟ ده ايه التطور ده؟؟ اومال انا كنت فين يا مراتي؟
ضحكت همس بخفوت: أهلا يا بشمهندس
شذا بغيظ: ياخويا اتنيل
سامر بضحكه حاول كبتها: اتلمي احنا مش في بيتنا مش لازم سفالة.. ومع ذلك وحشتني طولة اللسان وقلة الأدب دي؛ نظر لكارم الذي يستشيط غضبا فلم يعبئ به ونظر لغزل قائلا ببسمة جذابة: ايه ده بشمهندسه غزل حته واحده هتتجوز؟ ألف مبروك..
شذا بضيق: اومال على حتتين؟
غزل بضحك: الله يبارك فيك يا بشمهندس..
نظر سامر لكارم ثم قام بحك ذقنه متضايق منه بشدة: ألف مبروك يا عريس... سامر البحيري
كارم بابتسامة: الله يبارك في حضرتك .. كارم المدني
سامر: أهلا بيك حصلنا القرف العظيم.. ضربته فجأة فتأوه: احم سوري الشرف العظيم .. عن إذنكم
انتهى الفرح لتستسلم غزل لجحيمها الذي اختارته بنفسها ... أمسك كارم بيديها للمرة الأولى طابعا قبلة على يديها الناعمتين ثم رفع أنظاره نحوها: ألف مبروك لينا يا أميرتي؛ أوعدك اني هعوضك عن كل حاجه وحشة شفتيها في حياتك سواء مني أو من غيري، انا للحظة دي اعترف اني أدمنتك لكن مش متأكد من انك بتبادليني نفس الشعور ولا لأ؛ بس اوعدك اني هخليكي تحبيني زي ما انا بعشقك؛ همحي الحزن اللي بشوفه في عيونك ده؛ هعيشك ملكة يا غزل بس افتحيلي قلبك واديني فرصة .. حياتنا هتتورد مع بعض يا غزل انا أوعدك... أنا بحبك اوي اوي يا غزالتي !
انهمرت دموعها بعدم وعي منها فليس له الحق بامساك يدي هكذا؛ هذا الحق لأيهم فقط؛ كلمة غزالتي هذه لا تنعتني بها فهي ليست جميلة كما كان ينطق بها هو...!