رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل السابع7بقلم تسنيم محمود
عندما يكون الفراق أمر لابد واقعًا؛ قدرًا مكتوب لنا فلن يكون هنك مهربًا؛ فأما أنا فقد أخذت نصيبي من حبك وأخذته من فراقك أيضا فهل حان دورك أم مازالت تكافح لتنساني؟ لقد استجاب الله دعواتي في ليال طوال بأن يديم حبك في قلبي فكيف سأنسى إذا؟ شاب الوليد وذاب الحديد من هذه الحياة القاسية أفلم يكن يكفيني قسوتك لإجد الدنيا تقسو عليّ أكثر ... أخذتك الدنيا مني حتى أنها لم تترك لي الدموع
جفت دمعاتي أثر إدمانك وعشقك الذي انتهى بالفراق
كارم بحنو بالغ: كنتي زي قمر يا غزل !
تنحنحت من شرودها على صوته الذي تكرهه كالعمى ولا تعلم لما؛ وخوفها منه مازال يكبر شيئا فشى وعندما يقترب منها تصده ولكنه الآن أصبح زوجها فليس من حقها أن تمنعه عنها؛ ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وفرت دمعتها فظهرت على وجهه علامات التعجب فتحدث بلهفه: غزل مالك يا روحي؛ في حاجه وجعاكي؟!
أخفضت رأسها أرضا بعد أن هزتها بالنفي .. فركت يدها بالآخري متوتره ومازالت دموعها تنساب بشدة: ممكن تسمعني يا كارم؟!!
تبسم كارم بعشق فهذه أول مره تنطق إسمه فكان له مذاق خاص: عارفه اسمي كان حلو... بس مش بالحلاوة دي .. اتفضلي يا حبيبي؟
غزل بتوتر ودموع غزيرة: انا؛ ك... كنت بحب؛ واحد قب... ل ما اعر.. فك، وهو كمان ك.. ان؛ بيحبني ج.. جدا وو..، افترقنا بسبب ظروف الحياة ان.. أنا كنت... بشتغل في الشركة بتاعته؛ ولما... لما سيبنا بع.. ض استقلت وبطلت اروح... الشغل! انا عارفه ان الكلام ده ضايقك بس انا مش عايزه اخبي عنك أي حاجة !
كارم بهدوء: لسه بتحبيه؟!
كانت دموعها التي انهمرت بدون إرادتها هي الإجابة فتنهد هو ثم ابتسم لها؛ مد يده ليزيل دموعها: ممكن متعيطيش؟! يلا علشان منتأخرش على الطيارة
ذهبت معه غزل إلى حيث يقف مركب على الشاطئ فنظرت له بتعجب: احم .. هي كانت طيارة متهيألي؟؟
ابتسم كارم ابتسامة واسعة: اها بس احنا هناخد جوله بالمركب وهنسافر من مطار *** لإسبانيا على طول اوك؟
غزل بارتباك: اللي تشوفه
...........
في فيلا العسيلي
دلفت همس للمنزل تشعر بضيق وشارده للغاية بسبب حديث غزل وشعورها بأنها منهاره حتما؛ استفاقت من شرودها ذاك عند بدأ صعودها للدرج تذكرت حمزة الذي أكيد قلق عليها وعلى أخته وهن قد أغلقن هواتفهن فتوترت ولكن ستحاول رسم ابتسامة؛ وجدته نائم وابنته بحضنه فابتسمت بتلقائية: يا حبيبي عذبتك معايا .. نظرت للساعة فكانت الواحدة صباحًا انقلبت عيناها بصدمة فإذا علم بهذا سيقضى عليها حتما؛ فالفرح قد انتهى منذ ساعات عديدة وهي واخته وشذا يمشون على حل شعرهم كما يقولون ... ابتلعت اللعاب الذي يحواه ثغرها بصعوبة، وضعت يدها على قلبها قائله بتنهيدة: الحمد لله وإلا كان زماني نايمه في المطبخ
قبلت جبينه بطفولتها ولكنها غبية نعم هي غبية يديها تشبه مكعبات من الثلج فبدون قصد منها لمست وجهه وباليد الأخرى ذراعه القاسية ففتح عيونه بهدوء: الساعة كام؟
صرخت بفزع فعادت أدراجها للخلف .. أدمعت عيناها فأخفضتهم أرضا وظلت بدون وعي منها تأكل بشفاها الوردية فأثارت هذه الحركة جنونه ولكنه لا يريد مضايقتها فظل ينظر لها وهي تفرك يديها بخوف: آسفه
تعصب وظهرت عروق رقبته عندما زادت عن الحد وهي غبية لدرجة لم يكن متوقعها: اخفي من وشي حالا .. ظلت متصنمه محلها تنظر للأرض بخجل مما فعلته فهي تعلم أن ما ارتكبته خاطئ ولكن ماذا تفعل بجنونها؟.. فاقت مره أخرى على صراخه بها: مسمعتيش؟
فزعت همس من صوته فارتعش جسمها برعب فبكت وانهمرت دمعتها: حاضر
..........
صباح اليوم التالي.. استيقظ من نومه يشعر بتمزق أربطة جسمه؛ يشعر وكأن جسمه مكسر كمن ضُرب بشومة غليظة فتت عظامه .. نظر بجانبه ليتصنم محله من شدة صدمته بما تراه زرقاوات عيناه.. فكانت بجانبه منكمشه على نفسها كجنين ببطن أمه دافنه رأسها بصدره رغما عنه .. تنتفض خوفا وتتخبط أسنانها من شدة البرد
حمزة بصدمة حقيقة وهو يهزها برعب: همس.. همس قومي يا حببتي؟؟ همممممس؟
وجهها أزرق شاحب لدرجة غريبة .. لونه الأزرق الغامق وشفايفها اللي اتصبغت باللون الأبيض وأنفاسها العالية وضربات قلبها مش طبيعية؛ جسمها متلج وكأنها كانت في البراد.. سحبها في حضنه جامد هو عارف ان اللي حصلها ده علشان نامت زعلانه وهو مصالحهاش كالعادة: شششش اهدي ابوس ايدك.. همس يا قلبي افتحي عنيكي انا جمبك، قومي يا أرسيليتي انا آسف حقك عليا يا روحي.. مسح وجهها بالماء محاولا ايقاظها ولكن أنفاسها مازالت تعلو وكأنها تلفظها فظل يهزها وهي بداخل حضنه: همس قومي
تغللت رائحته التي تدمنها لأنفاسها السريعة فتمسكت بملابسه أكثر فزفر براحة فهكذا اطمئن قلبه ريح رأسها على رجله ممررا يده على وجهها الذي مازال أزرق كالحبر: قومي طيب بصيلي؛ فتحي عنيكي وحياتي عندك... قبضت يدها الموضوعه خلف ظهره بملابسه أكثر فأكثر فضحك وقبل يدها بحنية: والله انا آسف؛ حقك على قلبي .. تعالي فى حضني واحكيلي زعلانه ليه؟
همس بحزن ومازالت تغلق عينيها بقوة خوفا من النظر إليه: بابي انت زعلت مننا علشان اتأخرنا؟
حمزة بتنهيدة طويله ويده تمسد على شعرها برفق: بخاف عليكم
اعتدلت همس وقامت بوضع كفيها على وجهها قائله بخجل: أخر مره والله
حمزة: شيلي ايدك طيب؟
همس كشرت: لأ هتضربني وبعدين تقولي بهزر معاكي
مد يده وأبعد يديها عن وجهها وبدأ يهمس فوق بشرتها الناعمة بخطورة: محصلش
همس بضعف وصوت مش مسموع: حصل..
ضحك بخفة وهو يتأمل احمرار خدودها بهذه الطريقة المغرية: هو ايه اللي حصل؟!
كان يحصرها بينه وبين السرير متحاملا على ذراعيه القاسيتين وهي تنظر لابتسامته ببلاهة حتى قطع الصمت: قومي خدي شاور
همس: هااااه؟
حمزة: حبيبي في ايه؟! مالك؟
همس بدموع: انت زعلان مني
ضحك حمزة ثم قبل جبينها بحنية: ليه يا قلبي؟ هزعل منك ليه؟
همس بحنق وضيق شديد وهي تحاول جاهده كبح دموعها: أبدا سلامتك؛ عن اذنك
استعدت للنهوض فأفسح لها الطريق ولكنه سمع صوت شهقاتها ونحيبها فقهقه بصخب ثم امسكها من يدها وشدها عليه بقوة لترتطم بصدره العريض وهي تحاول الفكاك من قبضته: اهدي طيب؛ خلاص
همس ببكاء: سيبني يا حمزة !
حمزة بحب: هقعد أتأسف كتير؟ متعيطيش تعالي نجيب بيتزا تعوض عن الزعل
دفنت رأسها بحضنه ومسكت بملابسه تبكي بحرقه: انا اتأسفت ي.. يا حم.. زة علشاني رجعت متأخر وو.. انت زعلان مني
حمزة: مش بقول بنتي وربنا؟ خلاص يا عمري بقولك روحي خدي شاور دافي علشان جسمك المتلج ده .. واغسلي وشك متبخليش في حط الميه عليه ممكن؟
همس كشرت: متقولش ممكن؟!
حاول تمالك نفسه قبل أن تنفجر ضحكاته فهتف: احم حاضر... مفهوم؟
همس ابتسمت: ايوا كدا هتسرحلي شعري؟؟
حمزة بنفاذ صبر: كنتي تعالي أيام مجدي؛ يلا هسرحلك وأمري لله
همس بطفولة وهي تقفذ لتقبل خده قبلة بريئه ثم هتفت ضاحكه: أحبك
حمزة ضحك على طفولتها اللي بتزيد كل ما تكبر: انتي عايزه ايه؟
همس بدلع: عايزه ايه؟! عيزاك سالم من كل شر يا روحي؛ عادت طفلة فاقتربت منه ولعبت بيدها الصغيرة على زرار قميصه الثالث المفتوح إلى النصف يظهر عضلات جسمه المنحوته فقالت وعيناها تفيض بالدمع: هتجلي بيتزا بجد يا بابي؟؟
............
وقفت زيزي تعبث بهاتفها على جانب بعيد هادئ لكن لم تكف عيناها عن المراقبة بصمت .. اقترب منها شخص سائلا بهدوء: هل تريدين مساعدة؟
زيزي بعدم اكتراث وهي لم ترفع أنظارها نحوه: لا اريد مساعدة... شكرا لك
الشخص: كيف ذلك وأنا أراك تقفين هنا وتوزعين أنظارك هنا وهناك وكأنك تائهة؟
نظرت له زيزي وقامت برفع حاجبها مستنكره .. دققت النظر به فانتفضت بسبب شكله المريع فهذا بالضبط رئيس المافيا ! ولكنها لم تريد إظهار رعبها منه فحمحمت بخفة بعد أن ابتلعت ريقها: ما شأنك أنت يا هذا؟
أجاب الرجل بهدوء: أيهم؟
زيزي: نعم؟!
أيهم بغضب: أنا أيهم !
وقع هاتف الفتاة من يدها أثر تلقيها صدمة ألجمت لسانها فأسرعت تخرج صورة بوص المافيا الصقلية وظلت كالمعتوهة تقلب أنظارها بينه وبين الصوره فكأنه هو بالضبط.... فلم تصدقه حتى هتف هو: !9Ah86mad
فهزت رأسها بتفهم فها هي إذا كلمة السر: وصوتك؟؟
أيهم بعدم اكتراث: عذرا.. كنت فاكرك ذكية
أدار وجهه مغادرا فمسكت هي بذراعه لفته لها قائله بنرفزة وهي ترفع حاجبها: افندم؟ يعني ايه فاكرني ذكية؟ قصدك اني غبية ومبفهمش؟
أيهم بهدوء: حابه تزودي كلام من عندك فأنا معنديش مانع ..
زيزي متجاهله إياه: مردتش عليا صوتك ده مغيره ليه؟؟
أيهم: ده صوت البوص يا سيادة الملازم... أما أنا عامل في نفسي كده ليه فهو ده المفروض يكون سؤالك !
زيزي بغيظ وهي تجز على أسنانها: ليه؟
أيهم: لأننا هننزل مضارب الرز!!؟
ضحكت الفتاة بغلب: سعادتك واثق من كلامك ده؟
أيهم بسخرية: وسعادتك هتفكي الشفرة؟؟ يلا معنديش وقت أضيعه مع سخافتك
وصلوا أمام مضارب الأرز بكونه هزار هياجو المالك الفعلي؛ فانخدع بشكله ونبرة صوته المميزه رجاله المغفلين الذين حسبوه هو... فبدون تعب منه وصل حيث وجهته .. أشار بيده للسائق كأمر بمغادرة السيارة ليتحدثا على انفراد قليلا
زيزي: ممكن يا سيادة المقدم تفهمني انا ايه طبيعة عملي؟
أيهم بهدوء: جالا موجوده هنا؛ انتي هتدخلي تشتتيها هي لازم متعرفش انك من المخابرات المصرية اتفقنا؟
هزت زيزي رأسها بإيجاب: هفسر وجودي داخل المكان تبعهم بأيه؟!
سحب نظارته لتغطي عيناه قائلا ببسمة مستفزة: بدأتي تعجبيني وتشغلي مخك معايا ! انتي طالبة جامعيه ولازم متكنش شكت ولو مجرد واحد في المية انك مش بتشتغلي وكل اعتمادك على دادي... جالا دي رغم طيبتها إلا أنها برضو من أعضاء المافيا اوعي تنسي؛ تحذير أخير؛ اسمك نيلان سيفاك ومش زيزي؟ قال جملته الأخيرة بهمس
زيزي بغباء: برضو مفهمتش هقولها انا هنا بعمل ايه؟؟؟
كان يود لو بإمكانه الصراخ لكان صرخ من شدة غباءها فضغط على أسنانه التي صبغها باللون الأصفر المقرف واقترب منها بوجهه: بتدوري على وظيفة مرموقه ! اتفضلي
زيزي: طب ازاي وانا جايه معاك؟!
أيهم بضيق: حضرتك ده رئيس الحرس مش البنت؛ يلا وريني شطارتك
نزلت الفتاة من السيارة فتقدم رئيس الحرس من الذي يعتبر بالنسبة له هو البوص... فطأطأ رأسه قائلا: هل تود مقابلة أحدهم سيدي الرئيس؟؟
البوص بعدم اهتمام: لا.. لدي عمل شاق اليوم
الحارس بطوع: كما تأمر يا سيدي ... فتح له الحارس السيارة ليبدأ في النزول رويدا رويدا وسط طاقم كامل من الحرس الخاص
دلف إلى حيث مكتب البوص فتبعته جالا ابنة أخيه
كانت أعينه تدور بالمكان هنا وهناك بمهارة فائقة حيث لم يشك أحدهم به وكأنه المرة الأولى التي تخطى قدماه هذا المكان
جالا: لقد تقدمت صديقتي للعمل اليوم !
رفع البوص عيناه بعاصفة من الغضب قائلا: أسنعبث معا يا جالا؟ ماذا صديقتك؟ أنصتي إلىّ جيدا بعملنا هذا لا يوجد ما يسمى بالصدقة..
جالا بهدوء: هل لك أن تطلع على السي في الخاص بها أولا؟ إنها جيده حقا؛ إنها ورقتنا الرابحه صدقني
البوص: سأهدأ يا جالا... ولكن هذه المرة أن نقع في فخ كالاخرى فلن اتردد لحظة في قتلك كما فعلت بأبيكِ أسمعتينني؟؟
جالا بعدم اهتمام: هل ستطلع على أوراقها أم السيد مارسدي؟
البوص: لا اريد الانتماء لمن هم يختصوا بتوظيف العمال الجدد يا جالا... هيا ارحلي عني الآن
تضايقت بشدة من عجرفة عمها فغادرت مكتبه وهي تلعن به وتسبه بأبشع الألفاظ
دارت أعين أيهم في المكان سريعا يبحث عن شئ ما حتى رُسمت ابتسامة صفراء خبيثة على وجهه فها قد توصل لما يريد..، كاميرا أصغر من حجم النملة على جانب بعيد.. جذب بلية ( كرة صغيرة للغاية ) كانت بداخل جيبه؛ أطلقها عليها فاحترقت الكاميرا.. أسفلها كف يد ( بصمة ) فرفع حاجبه مستنكر؟ اقترب من تلك الرسمة التي فور وقوع نظره عليها فهم أن خلفها ليزر؛؛ ولكن السؤال الآن كيف سأفتحها؟
وضع يده على البصمة فتحولت للأحمر معلنه عن عدم المطابقة.. ثلاث مرات متتاليات ويده توضع عليها حتى أعلنت عن كتابة كلمة المرور
شقت الابتسامة طريقها لوجهه .. اكتب كلمة المرور.. صدر ذلك الصوت من الآلة فانكمشت ملامح وجهه
صدر الصوت مره أخرى من المكينة: كلمة المرور
ضرب أرقام عشوائية فصفرت الآلة معلنه عن الخطأ مره أخرى
_كلمة المرور .. يوم الحادث
ضرب أرقام وحروف بعشوائية لتعطيه معلومات أكثر فهو لا يعلم تاريخ يوم الحادث الذي تتحدث عنه
_يوم بلووباك... باكسيت
انتكاسة .. هذا يعني أنه بالضبط تاريخ اختطاف الطفل؛ يوم إكتشاف شخصية والده ووالدته؛ يوم عثور اللواء على فيلات كادت تدمر البوص .. وضع يده على رأسه يعتصرها ليخرج تاريخ مناسب فها قد حانت فرصته الأخيرة... فكر يا أيهم فكر الطفل في خطر؛ هتخسر مكانتك واسمك بسبب الراحة والطمأنينة اللي حاله على سعادتك دي؛ يولعوا كلهم أهم حاجة راحتي؛ كلها عبارات جاءت في مخيلته يمررها أمامه العقل ليجعله يفيق مما هو عليه
وضع يده على الكيبورد يكتب التاريخ ولكن محاولته باتت بالفشل
ضرب الحائط المجاور له بعصبية وصوت صفارة المكينة يلاحق اذنيه
_يوم حفل تخرج جالا .. يوم سرقة اللواء المصري للقرص المضغوط ( CD )
كانت هذه خطوة جبارة في معرفته التاريخ والحرف الأوسط من اليوم .. أصبح لون الآلة أخضر ليدل على نجاحه في فتحها؛ فشقت ابتسامة واسعة ثنايا وجهه
فتح الباب فلم يرى أمامه سوى ظلام حالك يزينه خطوط حمراء كثيفة
ابتسم بخفة فهذه لعبته المفضلة... انطلق يقفذ بداخلهم بمهارة فائقة حتى عبر الناحية الأخرى ونظر للخطوط بابتسامة ساخرة للغاية: مبقاش أيهم العسيلي... dragon! عاش يا حمزة هههه
خطر يقترب منه شيئا فشئ فعليه أن يسرع .. ظل كالمجنون يبحث عن اللاب توب الذي ضحى بحياته من أجل العثور عليه
وزع أنظاره في المكان سريعا فلفت نظره يافطة كبيرة؛ سلط أنظاره على عدد البلاط الموجود بالأرض وأشكالهم؛ حتى بدت واحده منهم غريبة .. مختلفة عن الأخريات ! سريعا ما أخذه تفكيره للغرفة المشئومة ببيتهم والبلاطة مختلفة اللون فكان أسفلها نفق يؤدي لخارج الفيلا .. أسرع يرفعها ليجد حقيبة سوداء اللون على عمق ثلاث أمتار عن السطح فمد يده يحاول سحبها .. نجح في جذبها فوقف ينفض ملابسه وأنفاسه تخرج لاهثه من شدة ما يشعر به من خطر يحيط بأوصاله.. مد يده بسرعة البرق يطلبها فجاءه الرد: أخرجي بسرعة من المكان؛ ورا يا سيادة الملازم.. البوابة الخلفية بسرعة
...........
في إحدى المدن الإسبانية... استيقظت غزل وهي تشعر بصداع سوف يفجر رأسها فظلت تفتح عيناها وتغمضهم مره أخرى وتنظر حولها بعدم استيعاب .. ظهر أمامها فجأة ليكن الإجابة على كل أسئلتها .. أين أنا الآن؟ وما الذي جاء بي إلى هذا المكان؟
اعتدلت بهدوء وهي تنظر لما ترتديه..، فكانت ترتدي بيجامة سوداء وشعرها الطويل ينسدل على ظهرها فابتلعت ريقها وبدأت تهتف: كارم؟!
تقدم وهو مبتسم بعشق ليجلس على مقربة منها بعدما ألقى المنشفة أرضا بعدم اكتراث.. جلس بجانبها على السرير قائلا بحب مجنون: إيثان !!
عقدت حاجبيها بعدم فهم: ايه؟؟
كارم: حان الوقت أقولك اللي في قلبي يا غزل.. دلوقتي دورك تسمعيني
غزل بعدم فهم وترقب ريإكشنات وجهه: انت بتقول ايه انا مش فاهمه منك حاجه بالله ! ومين إيثان ده؟
كارم: أنا يا غزل ده اسمي... إيثان!
غزل: ههه خفة دم؛ اتكلم بقى؟
وقف إيثان بهدوء من مكانه، أدار وجهه عنها فكان ظهره لها: إيثان ده اسمي وانا ضابط مخابرات إسباني الجنسية وديانتي اليهودية وعمري 35 سنة !
..........
في فيلا العسيلي
جلست أمام التلفاز تقلب قنواته بملل مريب حتى وقفت العبث بالقنوات أثر انفتاح أعينها على آخرهم من الصدمة وهي ترى الإعلان يتحدث عن مؤسسة الفتح .. أين المشكلة؟ أكملت الصحفية حديثها وهي تعلن أن المؤسسة تابعه لزوجها
كما اعتدنا عليه وعلى أخلاقه النادرة شابا في مقتبل العقد الثالث من عمره بدأ من الصفر حتى توردت أمامه الطرق؛ السيد حمزة العسيلي ! والأن قد أعلنت مؤسسة الفتح الخيرية عن إنشاء دار التحفيظ الرابعة عشر لتحفيظ القرآن الكريم بإحدى القرى التابعة لمدينة المنصورة، فمؤسسته تلك من أعظم المؤسسات الخيرية حيث ضمت العديد من المساجد والمدارس ودور الأيتام ودور المسنين والمستشفيات الخاصة والعامة
ظلت كالبلهاء تأكل الفشار تارة وتنظر للتلفاز تارة أخرى لا تصدق عينيه ما ترى ولا أذنها ما تسمع: من ورايا؟؟!.. طب دا انا مراتك
مليكة بضحكه مرحة: مالك يا همسة بتكلمي نفسك؟
أشارت لها همس على التلفاز وهي تطالعها ببلاهة: هااه؟
ضحكت مليكة فظهرت غمازتها بخدها الأيسر: احم ماله؟
همس: د.. دي تبعكم؟؟!
نظرت مليكة حيثما تنظر هذه المجنونة فصعقت هي الأخرى بدورها وظلت تحدق عيناها بقوة: يالهوي؟! دا ابيه حمزة هيفجرهم !
همس بغباء وعدم فهم ومازالت تنظر للتلفاز وتأكل الفشار: ليه؟.
مليكة: لو عرف ان التصوير اتزاع هيطربق الدنيا على دماغهم .. بيقول مينفعش نعمل الخير ونعلن عنه؛ لأننا يعتبر بالطريقة دي بنتباهى بالخير اللي بنعمله مش صدقة جارية أو لوجه الله
همس بهدوء: انقذتيني كنت هتخانق معاه ومش بعيد اسيبله البيت وامشي
مليكة بسرعة رهيبة: لالا إياكي تكلميه دلوقتي نهائي ده هيجي شايط يا همسة؛ ياربي هيعمل فيهم ايه؟ اليوم هيقلب عزاء
همس: يعني هي الصحافة بتدخل بمزاجها؟؟
مليكة بضيق: اه .. أوقات كتير الحرس مبيقدروش يسيطروا ع الوضع
أمسكت بهاتفها تطلب رقم معين ..!
.........
جلس سامر وشذا في مطعم من أفخم ما يكون على البحر بجو هادئ للغاية فنظرت له هي بدموع ملئت جفون عيناها عندما أمسك يدها وطبع قبله رقيقة عليها
سامر بابتسامة حنونه: متعيطيش بالله عليكي
شذا بدموع: ليه بتعمل كده ليه؟؟
سامر: امسحي دموعك وانا هجاوبك .. مسحت دموعها بظهر يدها كالطفلة البريئة فاتسعت ابتسامته الجذابة: اتكلم متقعدش تبصلي كده كتير
سامر: هتصدقيني؟؟!
شذا: انا بثق فيك أكتر ما بثق ف نفسي يا سامر !
سامر بهدوء: طب ليه صدقتي اني ممكن أخونك؟
شذا: سمعتك يا سامر وانت بتكلمها؛ ساعتها تفكيري اتشل مكنتش عارفه انا ممكن اعمل ايه؟ فلقيت الحل الأنسب هو اني ما أسألكش بتعمل ايه أو مين اللي بتكلمها والحل اللي وصلتله اني أهرب اروح بيت بابا !
سامر: ومن امتى يا شذا بتزعلي ومتجيش تعاتبيني وتقوليلي زعلانه منك علشان كذا وكذا؟؟ من امتى يا شذا حضني مش هو مكانك؟ امتى بنزعل مع بعض واللي يحصل بينا بنحكيه لحد؟!
شذا بجنون: أعمل ايه يا سيمو وانا كل ما أقرب منك أفهم ايه اللي مضايقك مني الاقيك بتصدني وتقولي كلامك بالنسبالي قصائد شعرية؟!..
ضحك فظهرت غمازته: بعشق الجنون؛ بس لينا بيت
ضربته على يده بقوة وتمتمت بغيظ وهي تضغط على أسنانها: مستفز .. انطق يا سامر وإلا هسيبك وامشي
سامر بحزن: تقريبا أعداء حمزة مش ناويين يسيبوه في حاله
شذا بتكشيرة وعدم فهم: نعم؟؟
تنهد سامر بقوة ثم أردف قائلا: سكرتيره حمزة متورطة مع شركة صهيونيه لبيع الفرع الرئيسي الثاني الموجود في إيطاليا .. طبعا ده من رابع المستحيلات أن حمزة هيفرط ولو بكرسي منه؛ هي غبية وكانت هتعيد نفس غلطة السكرتيرة القديمة اللي نايمه دلوقتي ورا حديد السجن؛ إنما دي ليها صديقة قديمة حضرت اليوم اللي حمزة رمى واحده من العاملات في السجن؛ حذرتها منه وأنها هتلاقي مصير أسوء من اللي زميلتهم وصلتله؛ طبعا لعبت على عرق الوسواس اللي عندك وبدأت تقرب وأنا .. احم كنت عايزك تفوقي ليا ومش أهم حاجة البيت والأولاد، استغليت اللحظة اللي كنتي داخله الشركة شفتك من الكاميرات وعملت تليفوني الوضع الصامت ومثلت اني بكلمها لكن في الواقع ده محصلش ومش ممكن يحصل؛ نرجع بقى للسكرتيرة .. كنت زي ما قولتلك كده من وجهة نظري هلاعبك ع الشناكل زي ما بيقولوا ومكنتش أعرف حقيقة السكرتيره إلا لما حكيت مع أيهم وقالي الأيام هتثبتلك أن مش دي اللي تبصلها لو عايز مراتك ترجع شذا اللي عشقتها زمان يبقى ابعد عن الفكرة دي نهائي؛ كان بيراقبها بإستمرار لحد ما وقعت مره وكانت بتقابل يهودي ف *** ومن هنا بدأ جعفر زمانه يربط الأحداث ببعضها لحد ما الدنيا اتكشفت ادامه فكلمني فيديو كول ابتسم في وشي وقفل !؛ كلمت حمزة قالي طب وإيه الجديد ما انا عارف إنها بتعمل كده لأن الشركة الصهيونية عايزه الفرع وبأي تمن وهي منصاعة لأوامرهم لأنهم ماسكين عليها تهمة تجارة الآثار !
شذا بعدم استيعاب لكل ما يحدث حولها: كانت بتقرب منك ليه يا سامر؟!!
تبسم سامر بعشق: علشان كانت عايزه اننا نتجوز وتقنعني ببيع الشركة.. فهمتي يا قلبي؟؟! قبل بطن يدها اليمني فدمعت عيناها بسعادة فهذا سامر زوجي وعدت سأسمع منه مجنونتي؛ لقد أعاد إليّ روحي ثانيا
هتفت بعدم وعي وهلوسه: بحبك يا سامر
وقف حضنها لتتعالى أصوات الصفير والتصقيف لهم نظرات تتمنى لهم السعادة ونظرات تحسدها على وسامته وحبه الكبير لها؛ نظرات إعجاب ونظرات تتمنى حب كهذا
...........
خرج من مقر عمله متجها للخارج ليسلمها اللاب توب تبعته جالا ابنة أخيه التي كانت بصحبة زيزي أثناء خروجها من البوابة الخلفية كما اتفقا بحجة أن السيد مارسدي الذي كان مكلفا برؤية السي في الخاص بها رفض وبشدة عملها بالمكان
جالا: أين تذهب الآن يا عمي؟! ألن تحضر الاجتماع؟؟
البوص: لا لن أحضر .. سيحضره كوبير بالنيابة عني
جالا بتعجب: ماذا بك يا عمي؟!؟
البوص: اغربي عن وجهي؛ سيتم نقل الطفل اليوم لتل أبيب !
جالا بصدمة حقيقة: ماذا؟! أنه لم يكن جزء من خطتنا؟
البوص: سأرحل الآن ابقي هنا وتابعي أخبار البضاعة التي ستأتي ..
جالا: حسنا حسنا
خرج أيهم من المكان بسرعة البرق وقد كان أعطى اللاب توب لزيزي ولكنه يعلم أنها حتما ستهدم تعبه فهو يرى أنها طائشة وليس لديها القدرة لتحمل مسئولية شئ كهذا
الحارس بتعجب: من انتي؟ وكيف دخلتي إلى هنا؟؟
زيزي: انا نيلان ودخلت إلى هنا من الباب؟
الحارس بغيظ: لم أسألك كيف بالمعنى المراد أيتها البلهاء الغبية، ولكن أسألك لأن هذا المكان ممنوع الدلوف إليه؟
زيزي: اني صديقة السيدة جالا
الحارس: أيتها المغفلة حتى السيدة جالا لا تأتي إلى هنا أبدا
زيزي بضيق: لقد ضللت طريقي ماذا أفعل إذا؟ اغرب عن وجهي سوف أرحل الآن
الحارس بخبث: أترين ان دخول الخلاء مثل خروجه؟؟
زيزي في سرها: يلا هلعب معاك شويه .. لكن ابقى افتكر انك اللي بدأت
وضعت حقيبتها أرضا ثم نظرت له وجدته يعقد حاجبيه؛ دارت معركة عنيفة بينهما وكلما جاءت يده لتصيبها كانت تتفادى ضربته .. قبض يده وجاء يلكمها فأمسكت بيده لفتها خلف ظهره فانكسرت ... ضغطت عليها أكثر فأكثر وهو يصرخ حتى تجمع عليها الحرس فدفعته بعيدا ورجعت بظهرها للخلف وهي تنظر لهم مستعده لمواجهتهم تقدم أحدهم فضربته برجلها وقفذت فوق ظهره؛ وقعت على ظهرها فأغمضت عيناها بقوة لتتحمل الألم ثم وقفت بعد أن مدت يدها تمسك بسلسلة حديد، لفتها على يدها مستعدة لضربهم ولكن صوت صراخ جالا عند رؤية المنظر جعلها تستغل الفرصة لتهرب من البوابة المفتوحة على مصاريعها فوجدته أمامها بمتوسيكل وينظر لها بغضب ثم صرخ بها: اركبي
ركبت خلفه ووضعت بينهم الحقيبة السوداء التي تحوى اللابتوب .. ظلت تنظر خلفها لتجدهم يركبون سياراتهم ويهرولون خلفهم بسرعة البرق
زيزي وهي تبتلع ريقها: دول ورانا؟
أيهم بغضب عمى عيونه: اخرسي.. فاهمه اخرسي؟؟ ضغط على أيدي المكينة يزيد من سرعتها فأصبحت سرعة قصوة
زيزي: كمين؟؟!
أيهم بصراخ: اخرررررسي.. بدأ أعضاء المافيا بطلق الرصاص عليهم وهي تصرخ وهو يزيد سرعة المكينة لم يقف للكمين وأكمل طريقه فابتعد رجال الشرطه عنه حتى لا يصاب أحدهم وكذلك السيارات التابعة للمافيا فتبعتهم سيارة الشرطة
زيزي بصراخ: مقطورة بضااااااااايع بتعمل اييييييييييه؟
حدقت أعين سائق المقطورة بقوة من هذا المجنون الذي يقود المتوسيكل فكبح الفرامل على آخر لحظة فالتف الجرار ليكن بالعرض فدخل أيهم والفتاة أسفله؛ بينما لم يكلف أيهم نفسه عناء الرد عليها فقط نظرات عيناه الثاقبة تحدد كيف سيمر أسفل المقطورة .. مال بالمكينة بشدة حتى عبر أسفل العربة وقد تمسكت هي بملابسه بقوة وأغمضت عينيها بصدمة من هذا التهور والجنون وأنفاسها تلفظ الشهادتين فبالطبع هذه النهاية الحزينة لهما.. من المجنون الذي يقول أنهم سيخرجوا أحياء بعد هذه المغامرة؟ خرج وبدأ يزيد سرعة المتوسيكل وصوته العالي خرم أذنيها .. بينما عربات المافيا قد قفذت فوق عربة البضائع فوقعت أكياس الأرز الضخمة تفجرت فمتلئت الأرض بالحبوب... بينما وقعت العربات فانقلبت مرات عدة احترقت إحداهم وأكملت التي بعد إنقلابها إلا أنها عادت تقف على عجلاتها طريقها تلحق بالشاب والفتاة؛ نزل أيهم بالمتوسيكل سلالم المترو فبدأ الكل بالصراخ والهرولة نحو الخارج .. لم تلحقه سيارات الشرطة ولا سيارات المافيا؛.. أتبعت سيارة الشرطة سيارة المجرمين ولكن وصلوا حتى نهاية المطاف عند نهاية الكوبري، سقطت السيارة بالبحر ليغرق كل من بها... أكمل التنين طريقه بجنون حتى خرج بشارع ضيق فقط يملؤه البائعين الذين تحطمت وانذلقت أشياءهم ..
أيهم وهو مازال كل تركيزه غارقا في الطريق: فين اللابتوب؟؟
زيزي: معايا
أيهم بجنون: هنسيب المكينة...
انفتحت عيونها بعدم تصديق لحديث المجنون ذاك وانتفض قلبها وعقلها وقف عن التفكير: انت مجنون؟؟
أيهم: انا لسه متنكر يا متخلفه ... واحد اثنين ثلاثه وكان قد قفز كلاهما .. ترك أيهم المتوسيكل فكان مازال على سرعته القصوة فعدا ما يقارب من خمسة أمتار شاقا الطريق الخالي من البشر فاحترق عند اصتدامه بقاعدة حديدية؛ أما أيهم فوقع على ذراعه فجُرح كوعه ولكن أعينه كانت مازالت تنظر إلى أين وصلت المكينة فأغمضهم بعد الاحتراق... وقعت زيزي على رأسها ففر الدم هاربًا ولكنها مازالت بصحة جيدة للغاية
وقف أيهم بسرعة ينظر للابتوب وقفها ومسك ذراعها هزها قائلا بجنون: اهربي يا زيزي؛ اهربي بالابتوب ع الفندق.. فكي شفرته ومتعمليش حاجه تانية
زيزي بألم: انت رايح فين؟
أيهم: هتلاقيني مستنيكي.. بسرعة يا زيزي مفيش وقت الطفل هيتنقل بعد خمس ساعات على تل أبيب
نظرت للمكان المهجور الذي يحيط بهم ثم نظرت له وابتلعت ريقها: انا هرجع ازاي؟! اقصد المكان مهجور ولبسي و...
أيهم بمقاطعة: ششش خلاص .. هنخرج لكن كل واحد من طريق هتخرجي من الطريق دي هي مهجورة انا عارف خدي الموبايل ده هيحددلك موقعك بالضبط هتمشي حوالي نص ساعة لحد ما تخرجي ع الطريق العام هتلاقي محلات ملابس وكل حاجه تحتاجيها بس بسرعة حطي الخمس ساعات في بالك؛ المواصلات تاكسي إياكي تتصرفي من دماغك وتنزلي المترو فاهمه؟ الكاميرات هتجيبك! هزت رأسها بنعم ولم تتفوه ببنت شفة كادت تمشي حتى اوقفها صوته: استني؛ فتح جاكيته فأحرجت هي وأدارت وجهها للناحية الأخرى، أخرج من داخل ملابسه التي كان يصنع بها بطن منتفخه نقاب وأعطاه لها فشهقت هي ووضعت يدها على فمها من الصدمة: هاا؟
أيهم بسخرية: اومال سعادتك فاكرة ايه؟! كنت عارف انك مغفلة وهتخرجي للشارع بوشك ده
زيزي: همسحه على فكرة؟؟
أيهم: اه ما انا واخد بالي .. يلا وقتك خلص
............
بعد سماعها لكلماته لم يسعفها عقلها ولم تتحملها أرجلها فوضعت يدها على رأسها ظلت تتأرجح يمين وشمال بتوهان حتى سقطت بين يديه فصرخ فزعا .. حملها بين يديه ليضعها على السرير استمر في إيقاظها ساعة كاملة ولكنها لم تستيقظ فصدمتها به اخرستها
دمعت عيني إيثان بقهر فهو حقا يعشقها؛ فماذا يفعل!؟؟ الأمس أو اليوم أو الغد كانت حتما ولابد ستعرف حقيقته؛ لم يكن يريد أن يكون منافقا في وجهها أكثر من ذلك
إيثان: غزل قومي يا روحي.. غزل فوقي
دق هاتفه فنظر له بحنق ولكنه اضطر الرد: الوو
المتصل: إيثان..، أرجوك عد لقد اشتقت لك حقا
إيثان بهدوء: هارفي عودي لوعيك؛ انتِ بالنسبة ليّ ليس إلا أختي الصغيرة .. ابنة قائدي ليس إلا
هارفي بدمع: إيثان اني أحبك بشدة فلا تفعل بي هذا؛ لقد ساعدتك لتتخلص من ذاك مستشار الجن الذي سبق وأخبرني عنه سيراج... ولكن هذا ليس موضوعنا فقط عد لي لأني لم أعد أستطيع تحمل غيابك عن عيني؟؟
إيثان بغضب: كيف .. كيف ساعدتني؟ ليّ سبع سنوات خارج بلدي فأخبريني كيف قدمتي لي المساعدة وانتِ لم تغادري مكانك؟!
هارفي بابتسامة ماكرة: لن أخبرك حتى نتزوج
إيثان ببرود صاعقي: لن اتزوجك يا هارفي ولن يغير كلامك هذا شيئا لأني تزوجت مصرية؛ فأنا أعشقها وكفاك حديث مثل المجنونة..... أغلق الهاتف ثم نظر بجانبه ليجد غزل قد فتحت عيناها المليئة بالدموع وتنظر له ولا يستطيع فمها النطق بحرف
إيثان بسعادة بالغة: غزل انتي كويسه دلوقتي يا قلبي؟
لا يوجد رد.... إيثان بجنون: غزل أرجوكي ردي عليا انا آسف على اللي حصل مني بس كان لازم تعرفي الحقيقة؛ هي اصلا مش هتغير من الأمر شئ لكن انتو في عرفكم بتقولوا لازم يكون في ثقة متبادلة بين الزوجين .. بمعنى أوضح لازم أكون كتاب مفتوح ادامك؟
لا تنطق غزل سوى أنها تنظر له.. رأته كالمجنون ولهفته التي تقتله في هذه الأثناء تعجبت لها؛ ولكنه مهما فعل فإنه يهودي خطفني بأذكى طريقة ممكنة؛ فهل أنا أصبحت سجينته الآن؟
هبطت دموعها رغما عنها فحتى هذه اللحظة بقي هو يتأملها وهي تنظر لعيناه والصمت ثالثهم
قطعه هو قائلا: غزل ابوس رجلك اتكلمي..، عارف الموضوع صعب عليكي بس هعوضك ونعيش مع بعض حياتنا بحلوها ومرها؛ لكن أوعدك هتبقى فرح وسعادة بس ابتسمي حتى؟... لا رد
جذب هاتفه يطلب دكتور صديقه فلم تمر سوى بضعة دقائق حتى كشف عليها الطبيب وخرج
إيثان: كيف حال زوجتي يا وليام؟!!
الطبيب: انها بخير ولكن يبدو أنها تلقت صدمة قوية أعجزت النطق مؤقتا... لا تقلق ولكن اعتني بها جيدا فجسمها ضعيف للغاية
إيثان بخوف: لن تتأخر حالتها أكثر أليس كذلك؟
الطبيب: بالضبط لا تقلق .. وداعًا
..............
هارفي بصراخ وهي تحطم الكؤوس الزجاجية بجنون: كيف تزوج إيثان من مصرية؟.. كيف له ذلك؟؟
سيراج: فلتهدأي قليلا؛ لنتحدث بهدوء
جلست الفتاة أرضا تحسم زمام أمورها ثم تبسمت فأطلق سيراج تنهيدة طويله ثم هتف متسائلا: ماذا تريدين من إيثان يا هارفي؟
هارفي بابتسامة: هدفنا واحد...! فلما كل هذا القلق البادي على وجهك؟؟
هز الرجل رأسه بعدم فهم: ماذا تقصدين بأن هدفنا واحد؟ وما هدفك أنتِ منه؟
التقطت منه الكأس قائله بخبث: لم ذهب إلى مصر؟؟
سيراج محذرا: ليس دخلك يا هارفي انت فقط ابنة قائدنا فلا تورطي نفسك مع إيثان فأنتِ لن تستطيعي تحمل غضبه؛ نعم اني مقدر حبك له ولكن أ ستجبرينه؟؟
هارفي بغضب لا يناسب وجهتها: نعم إن تطلب الأمر سأجبره..؛ اني لم أفعل كل هذا وبالأخير أخرج من اللعبة خاسره؛ إن لم يكن لي فلن يكن لغيري ولن أتأخر لحظة في قتله
أجاب الأخر في استغراب شديد: وماذا فعلتي؟؟
ضحكت ذات قناع الجمال: ما رأيك أن أخبرتك أني أبعدت ذاك التنين عن طريقه؟؟
رمشت عيون سيراج عدة مرات ليعي بما تتفوه هذه المجنونة: ههههههههههه.... أ تظنين أنك ذكية لدرجة التفكير في ذاك مستشار إبليس ( أيهم )؟!
اعتدلت تنظر له بحنق بعدما أطرقت بقبضتها على الطاولة: أقسم لك أني فعلتها !
لم يكن الفتى على وعي بما تتفوه به ميراكل خاصتهم ليردف قائلا بعدما أخذ نفسه وأخرجه مرة أخرى: ماذا فعلتي يا هارفي؟
هارفي: ترى هل لك أن تسأل؟
قهقه سيراج: نعم ! ليس في السؤال عيب؟؟
هارفي: ألم يكن مسافر إلى مصر لمهمة سرية؟ نعم ساعدته لأني اشتقت له .. طوال هذه المدة يحاول إبعاد التنين أو مستشار الجن كما أطلقتم عليه وها أنا فعلتها
سيراج بحنق: يابنتي هل سأشحذ الكلمات من فمك؟ ألن تنطقي ماذا فعلتي؟
هارفي ضاحكه وهي تلمس يدها الناعمة: اصتدت ابن اللواء بالاتفاق مع هزار هياجو ! والأن قد كلفوه بإعادته؛ حتى يقضي إيثان مهمته سأعيده لهم سالمًا؟
ظل يستمع إلى حديثها بغير وعي...؛ فعقله حتى هذه اللحظة لم يدرك شيئا من كلامها ! فقط ضحكاتها الجميلة هي التي ترافق أذانه
انفجر سيراج عند استيعابه لما تفوهت به تلك الحمقاء: هل جننتي؟! ماذااا فعلتي أيتها البلهاء المغفلة؟؟ أ حقا تظني أنه لن يعثر على الطفل الذي اخطتفتيه؟ سيجعلك تندمي يا مغفلة...، هل طلب أحدهم مساعدتك لتتصرفي بهذا الاندفاع؟ ماذا إن علم والدكِ آآآآآه أيتها الغبية؟ أخبريني هل طلب إيثان مساعدتك؟! للرجل سبع سنوات قضاهم بعيد عن بلده ووالدته وأهله وبغباءك حطمتِ كل شئ.. إنها سياسة دولة لما تحشرين نفسك لمااا؟؟!
أجابت هي برشاقه وبرود قاتل: الطفل ليس بإسبانيا مطلقا فلتهدأ
انقلبت أعين الرجل فأسرع بالجلوس بجانبها قائلا باهتمام: ماذا؟ كيف لك هذا؟
هارفي: ماذا؟ أ تظن اني مغفلة لهذه الدرجة حتى لا أدرس خطواتي..؟! الطفل في باريس العاصمة .. كنت أراقب خطواتهم جيدا الفترة الأخيرة حتى سنحت لي الفرصة
سيراج: وكيف كانت فرصتكِ؟ كيف سنحت لكِ؟
هارفي: كان الطفل ووالدته في باريس .. هذا كل شئ
...........
تناولوا طعامهم ومن بعد ذلك خرجوا للمشي سويا وتعانق أيديهم وأصابعهم بعضهم البعض؛ ركبوا سيارتهم بسبب برودة الجو وأيضا لشرب العصير
سامر بضحك: المفروض بالليل؟
شذا: احنا محدش يتوقعنا .. المهم انا مجففة
سامر بغيظ: ولسه عايشه؟..
شذا وهي تسحب العصير من يده: ياعم بطل البخل ده هات؟
سامر بغضب: خديه ياختي هروح اشتري غيره .. مشي خطوتين فكانت هي تقلب بهاتفها فوقع أنظارها على فيديو الإفتتاح المدون بواسطة الصفحة الرسمية للشركة فعقدت حاجبيها بعدم فهم
بدأت تشرب العصير بالشاليموه وتسمع للفيديو باندماج حتى رجع وبيده كوب عصير أخر: سامر بص كده؟؟
سامر: ايه؟
مدت يدها له بالهاتف فبدأت علامات الصدمة تشق طريقها لقسمات وجهه: يا نهار أزرق؟!.. مين اللي شير الكلام ده؟
شذا بتعجب: ازاي مهو الصفحة الرسمية للشركة هي اللي عامله كده؟!
ربط الأحداث ببعضها سريعا ثم قبض يده على مقود السيارة بغضب حارق: اه يا بنت الكلب؟؟ آسف يا شذا هرجعك البيت لازم اروح لحمزة أكيد هيتجنن
أخرج هاتفه ليجد ما يقارب من عشر إتصالات من مليكة
هزت رأسها بتفهم ثم ضحكت: طب وفيها ايه لو صوروه؟
سامر بضيق: معاه حق يضايق، مبيحبش لوي الدراع ونبه على الحرس المغفلين دول ممنوع التصوير أو دخول الصحافة اصلا فليه يتصرفوا من دماغهم؟؟
طلب رقمها حتى جاءه الرد: الوو.. ايه يا كوكي؟
مليكة بهدوء: ابيه النهاردا كان حفل افتتاح دار لتحفيظ القرآن في الم.. منص..
سامر بتفهم: المنصورة وبعدين؟.
مليكة: اه المنص... المهم هي دي؛ والصحافة زاعت وحاليا الخبر في كل حته !
سامر: محصلش حاجه يا كوكي
مليكة ببراءة: يعني ابيه حمزة أفرج عنهم أخيرا؟! يعلنوا عادي؟
سامر ضحك: تقريبا ..
مليكة بابتسامة: اوك؛ باي
............
جالا: هل أبدلت ملابسك؟
نظر لها عمها بسخرية ولم يعبأ بحديثها السخيف بالنسبة له فعقدت حاجبيها بعدم فهم
البوص بصدمة وغضب عمى عيونه: ما هذا؟ ما الذي حدث هنا؟؟
جالا: ماذا؟ ألم تكن سوف ترحل لأن الطفل سيتم نقله لإسرائيل؟
البوص مستغرب: عن ماذا تتحدثين؟ من الذي سيتم نقله؟
جالا بنفاذ صبر: عمي أفقد ذاكرتك؟! لقد أتيت إلى عملك صباح اليوم وأخبرتني هذا
البوص: أجننتي يا هذه؟ أي عمل وأي حديث أخبرتك أنا به وها أنا قد أتيت منذ عدة دقائق قليلة؟
بدأت تدور بها دنياها من عدم فهمها لأي شئ... فإذا كان عمها أتى الآن للعمل فمن الذي كان هنا وقد رأته عيناي وسمعته أذناي؟! وماذا عن صديقتها التي كانت في شجار عظيم مع الحرس الخاص بعمها؟ فهل خدعت للمرة الثانية؟
جالا بجنون: لقد أتيت إلى العمل الساعة العاشرة صباح اليوم وأخبرتني أن عليّ الاهتمام بالبضائع التي ستأتي بعد القليل من وقت مغادرتك للمضرب لأنك ستذهب لنقل الطفل إلى تل أبيب بعد شكك في ذاك الشاب الذي فتت عظام كبار الحرس !
البوص: لابد وانك لا تعلمين بما تتفوهي يا جالا؟ أهذا وقت لعبثك الفارغ هذا؟
جالا بعدم استيعاب وصراخ فهي تعلم أن عمها لا يلهو معها: بالله انت جئت لهنا وأخبرتك بأن صديقتي تقدمت للعمل اليوم ولكنك رفضت مقابلتها وأخبرتني أن السيد مارسدي هو من عليه رؤية أوراق المتقدمين للعمل وانك لا تريد الانتماء لمن هم يختصوا بتوظيف العمال الجدد؛ أقسم لك انك قلت لي هذا
بدأت تدور حولهم دنياهم فأصبحوا تائهين بداخلها حتى صرخ البوص قائلا: لم أكن أنا؛ لم أكن أنا أيها المغفلين الحمقى
جالا برعب: كيف ذلك وأنا تحدثت إليك؟
جاء حارس الأمن يهرول إليهم وقص لهم كل ما حدث والفتاة التي ركبت خلف البوص وشاهدتهم العيون أجمع؛ أخبرهم بكل شئ حتى إنفجار شكائر الأرز لتتصل كل الخيوط وبدأت اللعبة تتضح أمام أعينهم فوقعت جالا مغشيًا عليها من الصدمة
ضرب البوص يده على المكتب بغضب جنوني وبدأ يصرخ بجنون: لم أكن أناااااااااا أيها الأغبياء؛ لقد تنكر أحدهم في زيي.. تذكر شئ ما جعله يهتف بجنون أكثر من ذي قبل: اللابتوب ايوا اللابتوب !.. عاد ينظر للشاب الذي يقف أمامه قائلا ببسمة: أين الشاب الذي ضربكم يومها؟؟
الشاب: أنه يقيم في فندق براجردين مع الفتاة نفسها
البوص وهو يحك ذقنه الكثيفة: إذا ما نوع السيارة التي كان يقودها؟ وهل استأجرها أم كانت ملكه؟
الشاب: لقد استأجرها سيدي؛ ولكن الغريب أنه كان يتحدث فرنسية سليمة للغاية فكان يتقنها أكثر منا
البوص: ألم أخبرك أن هذا الرجل من المخابرات المصرية
الشاب: أكنت تظن يا سيدي أن مهارات أحدهم تتخطى يوئيل بحد بذاته؟.. هذا الشاب ليس إلا شيطان في زي إنسان
البوص بضيق: وهذا ما سيجنني أن مهاراته كانت تفوقك لهذه الدرجة يا يوئيل.. ما نوع هذه السيارة التي كان يقودها؟
يوئيل: بوجاتي شيرون سيدي
قهقه البوص بصخب: إذا فهو لا يعرف ملامحها جيدا؛ فلنجعلها قبره ! شاركه الشاب القهقة عند إعجابه بهذه الفكرة
..........
عاد للفندق مرة أخرى بعد تبديله لملابس البوص وازال الميكب عن وجهه فعاد أيهم طبيعي ! أما زيزي فقد استطاعت فك شفرة اللابتوب فبدأ أيهم بتحديد موقع الطفل وظلت أعين زيزي تراقبه وتراقب مهاراته وتفوقه الفكري وذكاءه الخارق وطريقة تفكيره..
زيزي: سيادة المقدم حضرتك كنت بتقول انك معندكش اي معلومة تفيدك عن الطفل أو خاطفينه أو وقت خطفه ! جمعت المعلومات دي كلها ازاي؟؟
أيهم: الطفل على بعد أربعة ووتلاتين كيلو ونص من هنا.. في القطر اللي مسافر لمدينة بيشيم على الحدود بين ألمانيا وفرنسا ومنها هيتم نقل الولد بطيارة خاصة لمدن على حدود إسرائيل ..
زيزي بتوتر: هنعمل ايه؟ الوقت ازف؟
وقف أيهم من مكانه بهدوء: كده احنا حددنا مكان الولد وبقى سهل الوصول لمكانه؛ إنما شكل الناس اللي معاه عامل ازاي؟ عددهم كام؟ هنخرجه من القطر ازاي؟ كل دي أسئلة لسه ملهاش إجابة !
زيزي بذهول: افندم؟
أيهم: ايه؟.. مش فاضل غيرها تكة ونخلص وبعدين مالك؟ دي المهمة الأولى اللي اسندهالك؟
ابتسمت زيزي: التانية .. الأولى لما قولتلي هتتعرفي على جالا !
كادت تنفلت ضحكه من شفتاه ولكنه تمالك نفسه فهتف بمكر: محصلش؛ انا مكلفتكيش بالمهمة دي بالمرة؛ دي الإدارة كلفتك بيها من قبل ما تخرجي من مصر!؟
قضبت زيزي حاجبيها بغضب فكيف ينجح دائما في اخراسها لهذه الدرجة؟
أيهم: معاكي مسدس؟؟
زيزي: ايوا
أيهم بغتاته: وبتعرفي تستخدميه؟؟
نظرت له زيزي بحنق ثم هتفت بجدية بالغة: انا هستقيل لما نرجع مصر !
أيهم في سره: اشطا عليك يا حمزة يابن اللعيبة؛ وربنا عايز بوسه !.. نظر لها وقد ضاقت حداقتي عيناه: ده شغلك وكريرك وانتي حره فيهم؛ وبعدين المفروض تكوني فخورة انك اشتغلتي معايا؟!
كان لديها القدرة على الرد عليه والبوح بما في جوفها ولكن تعلم أنه سيصمتها بكلماته فأجابت بهدوء: ممكن نخلص بقى؟
خرج كلاهما نحو محطة القطار فبدأت زيزي بالدخول إلى القطار أولا بينما تمهل أيهم وكأنه مازال يقطع التذاكر... استعد القطار لمغادرة المحطة رويدا رويدا فأسرع أيهم للحاق به قفز بعربته الأخيرة فتعجب الناس وبدأت نظراتهم تتجه نحوه فاندفع ينظر للناس ولأشكالهم وكأنه يبحث عن أحدهم
عربة خلف الأخرى يتنقل بينهم بسرعة وتركيز عالي..، حتى عبر خمس عربات
جلست زيزي على مقربة من الطفل قائله بالفرنسية: أهلا بك يا جميل؟؟
رفع الولد رأسه بحزن ثم تحدث بالعربية: معرفش بتقولي ايه؟ بفهم فرنسي مكسر
مسحت زيزي على شعره بحنان ثم هتفت بابتسامة بعد تفكير دامت مدته لفترة قليلة: امممم وانا بعرف اتكلم مصري كويس اوي كمان؟
الطفل بسعادة بالغة: بجد يا طنط؟!.. أدمعت عيناه ثم هتف ببراءة: ممكن تروحيني عند مامي يا طنط أرجوكي؟ دول... خطفوني؛ عايز أرجع عند بابي ومامي
جاء أحد الخاطفين المسؤلين عن ترحيل الطفل لإسرائيل حيث سيتم بيع أعضاءه كالذين سبقوه وجد زيزي كادت تحدث الطفل فصرخ غاضبا: أيتها المغفلة ابتعدي عن الولد
وزعت زيزي نظراتها بين الرجل وبين الطفل الذي سقطت دموعه وأمسك يدها بقوة
زيزي بهدوء: لم أكن أعلم أن المكان لأحد.. فلتت يد الطفل بصعوبة بعد أن همست له قائله: متخافش يا روحي انا ضابط شرطة وهرجعك مصر؛ عمو هييجي دلوقتي وهيخرجنا من هنا
ثم جلست على الكرسي المواجه له ظلت تعبث بهاتفها وهي ترسل لأيهم تعلمه بمكانها وأنها وجدت الطفل
_مقطورة 3 .. _عددهم 5 .. _الطفل على الكرسي اللي ادامي
رد أيهم: اوك
دلف أيهم لهذه العربة التي بها الطفل وزع أنظاره بينها وبين الطفل وبين الرجال الخمس المحيطون بالصغير فقد كانت أشكالهم كفيلة بدب الرعب بأوصال الركاب فكيف حال الطفل؟!
جميعهم أصلع الرأس مقضب الحاجبين عريض المنكبين كالبودي جارد أحجامهم ضخمة الكل لديه علامة تدل على الإجرام
نظر الطفل لعيناه فتبسم أيهم بهدوء... انحنى بجزعه للأسفل ملقي على الأرض شيء يشبه القنبلة ولكنها ليست قنبلة فبدأ الجميع بالصراخ والهرولة خارج القطار فبدأ التشتت والتفرق والكل يصتدم ببعضهم والصراخ دوا أنحاء القطار فبدأ رجال الشرف التخبط والبحث عن الولد الذي اصتادته زيزي فور إلقاء أيهم لقنبلة الدخان التي أخرجت رائحة كريهة ..
السيدة بصراخ: إرهابي .. إرهابي
أيهم بصراخ: زيززززززززززي أخرجي من القطر فورا .. اهربي لمصنع الحديد المهجور بسررررررررررعة مفيش وقت
زيزي بصراخ مماثل: هخرج ازاي بالولد؟؟
بدأ واحد من رجال الشرف يطارد أيهم لأنه تعرف عليه بسبب الصورة التي رسموها له ليحفظوا شكله
كان يجري مثل الرعد داخل القطار يلحقه الطلق فقفذ من شباك القطار ويديه تمسك سقف القطار من الخارج حتى استطاع الصعود فوقه .. فوق العربة التي بها الرجل يصوب عليه الطلق كان هو نائم على بطنه يترنح يمين وشمال حتى لا يصيبه عيار.. انتهى الرصاص الذي كان داخل المسدس بعدما أصبحت أسقف عربات القطار عبارة عن ثقوب كبيرة... ألقى الرجل مسدسه بغضب بينما ظل البقية يبحثون عن الولد كالمجانين: يالها من مهذلة !
صعد هو الآخر لسطح نفس المقطورة التي غادرها أيهم مهرولا للابتعاد عنها فاتبعه الآخر جريا.. للأسف استطاع اللحاق به فشبت معركة بينهما ضرب الرجل وجه أيهم فتأرجح بتوهان من قوة ضربته فوقع على ظهره فتبسم الرجل ثم طقطق رأسه لينقض عليه رفع أيهم رجليه بصدره فكاد الرجل أن يسقط من القطار إلا أن يده على اللحظة الأخيرة بحديدة مثبته على سقف القطار فوقف مره أخرى بعد عناء مع محاولة للوقوف .. وقف أيهم يمسح الدم الذي هرب من أنفه ثم ابتسم: ماذا يا صديقي؟ أراك تعمل عمل الدبابات الحربية؟؟ إذا سأعمل انا عمل الاربيجي
رفع الرجل قدمة ليضربه فانحنى أيهم مسددا له ضربة قاسية في بطنه فارتطمت مقدمة رأسه بحديد القطار الذي مازال شاقا طريقه قفز أيهم من القطار ليبدو ككرة كبيرة الحجم تقطع الطريق في الوادي المظلم
بينما على الجانب الآخر فقد نفذت زيزي ما قاله لها بالحرف وانطلقت بصحبة الطفل إلى تلك الأراضي المهجورة في نواحي باريس العاصمة لتجد طائرة حربية ت