رواية عصافير الغرام الجزء الثاني2 الفصل الثامن8بقلم تسنيم محمود
جلست بزاوية الأريكة الفخمة ذات الهيئة الوثيرة وهي تضم قدميها لصدرها كجنين ببطن أمه ودموعها تنساب بخوف وتشعر بالاختناق شئ فشئ وكأن أنفاسها المتقطعة ستلفظها بعد القليل من الوقت
أيهم: هل عادت لوعيها؟؟
الخادمة: نعم سيدي أنها بالداخل .. لقد أطفأت الأن......
صرخ أيهم بغضب عمى عيونه: أيتها الغبية؛ لقد أخبرتك .. أشعلت الخادمة الأنوار سريعا ودخل أيهم مهرولا إليها قائلا بشئ من الرعب على حالتها: غزالتي؛ فوقي يا قلبي.. أنا معاكي؛ غزل
أخدها في حضنه جامد يهديها من حالة الذعر اللي بقت فيها وهي مسكت فيه أكتر: اهدي.. أنا آسف
غزل بتعب: هت.. مو.. تني؟
أيهم: وحياتك عندي مكنتش اقصد.. مقولتلهاش اصلا تنزل سكينة الكهربا بتاعة الأوضة دي بس هي مغفلة.. بقيا على هذه الحالة لمدة ليست بقصيرة حتى عاد إليه وعيه فعلم أنها ليست بخير لدرجة أن يأخذها تفكيرها بأنها في حضنه ويعلم أنها بعدما تفيق ستحزن وتفكر فيه بأنه استغل ضعفها لتبقى في حضنه فهتف مبتسما: تايمة؟ انتي كويسه؟؟
غزل بحزن: تقريبا
أيهم بخبث: طيب اعتبر ان حضني عجبك؟
غزل اتفزعت وبعدت عنه بسرعة البرق ووشها كله اتصبغ باللون الأحمر الدامي من شدة الخجل: ان.. انت؛ مم.. انت معندكش ذرة دم يا أيهم !
أيهم ضحك جامد: والله والله انا بريئ
قلبت أنظارها في هذا الصرح الذي تقبع فيه وجماله الفتاك بتصميمه العصري الفاخر وأثاثه الراقي حتى هذا الزجاج الذي يطل على مناظر طبيعية خلابة فما رأت عيونها به سوى خضار زاهي تملئه الورود النادرة: قولت اوضه؟؟
أيهم بقهقة: احم جناح ولا تزعلي؟.
غزل بضيق: وده ايه ده ان شاء الله؟ بيتكم العشرين؟
أيهم: مش العشرين اوي يعني !!
غزل: هههه يا خفيف
أيهم: ممكن انزل طيب وتحصليني؟
غزل بتفكير: ليه؟
أيهم بمشاكسة: مفاجأة .. لكن النور مطفي شغلي فلاش الفون وتنوري مكان ما رجلك هتخطي غير كده لأ.. مفهوم؟
غزل بدراما: اشطا استبينا
أيهم: استبينا يا بيئة؟... سابها ونزل وبعد كام دقيقة هي نزلت وكانت بتتنفض من الخوف بس عملت زي ما قالها بالضبط وقفت في منتصف الصالون فجأة .. تسلط عليها ضوء أبيض فظلت تدور حول نفسها لتعرف مصدر الضوء.. إضاءة انبعثت من كل مكان ومن كل جهة وبقت كل لمبة تنور تبص عليها تلاقي صورة ليها موجوده على ستاند كبير؛ صور وهي طفلة وهي في المدرسة والجامعة صور مدفونة من سنين طويلة وأحلاهم صورها معاه اللي كانوا بيترسموا واحده واحده على الحيطه... فرت منها الدموع من شدة فرحتها وبعد انتهاء الفيديو المجمع فيه صورهم هو ظهر ادامها مبتسم ابتسامة حنونه: كده بجد اقولك كل سنة وانتي طيبة وبريئة يا تايمة
غزل بسعادة بالغة ودموع الفرحة تتلألأ بداخل جفونها: احضنك طيب ولا أعمل ايه؟.
أيهم بغمزة: وليه لأ؟.. اتمنالك تعيشي حياتك كلها بفرحة وسعادة وبراءتك دي متختفيش يا غزل؛ ودلوقتي 23 هدية لأجمل من يتم 23 سنة ..!
غزل بصدمة حقيقة: افندم؟؟.. انا مش عايزه هدايا؛ يكفيني من الدنيا وجودك جنبي ومعايا .. يكفيني اني لما بضايق بلاقيك
أيهم بابتسامة: وانا يكفيني انك بترسمي فرحة زي دي جوايا .. غزل انا... أنا..؟؟ مش وقته يلا نقطع التورتة وبعدين نفتح الهدايا
مسكت السكينة تلعب بها وهي تشعر أن قلبها سيخرج من قفصها الصدري من شدة السعادة والفرحة التي غرزها بداخلها فهذا أجمل يوم قضته أو ستقضيه بحياتها كلها .. جرحت يدها بالسكين فظلت تصرخ بجنون من شدة الألم
******
استيقظت من نومها مفزوعه وتتصبب عرقا وملابسها مبتله بمياه العرق كمن كان يجري أميالا: أيهمممممم
وضعت يدها على حلقها تتحسسه فإذا به صوتها رجع إليها ولكن أين ذلك الوغد الذي اخطتفني؟
أدمعت عيونها بحزن وابتلعت ريقها بصعوبة ثم نهضت من مكانها تتوضئ لترمي نفسها بين يدي الخالق تشكي له ما يضيق به صدرها
...........
في ملهى ليلي.. رجعت ريما لعادتها القديمة؛ كان يرقص مع فتاة شبه عار'ية ويشربون الخمر ويضحكون بأصوات عاليه ويدور بينهم حوار قذر كأمثالهم ع الهادي
اقتربت منه الفتاة بوقاحة مستغله جمالها ومفاتن جسمها في إغرائه: بيبي انا تعبت من الرقص
أيهم: وانا مبحبش كتر الكلام
البنت بضحكة خليعه: هيهيهيهيهيهيي ولا انا يا بيبي
ركبوا عربيته ومعاهم زجاجات شمبانيا بيشربوها
أيهم بسكر: فين شقتك؟
البنت: وليه شقتي؟ معندكش شقه يا أيهم باشا؟
أيهم بنفي: لا مش كده.. ممنوع رجل واحده قذرة زيكم تدخل شقتي نهائيا
البنت بدلع: بقى احنا اقذار يا بيبي؟! اومال بتتعامل معانا ليه؟
أيهم: علشان دي الحياة؛ انتو فيها بس علشان تقرفونا في عيشتنا
البنت بدلع وهي بتقربه منها: ولا انت اللي متقدرش تستغنى عننا؟
أيهم: هههااااييي تبقوا بتحلموا؛ الفكرة مش في أني مقدرش استغنى عنكم؛ لا انتو بس متعة شه'وة.. غلطة أي حاجه من المسميات دي
وصلوا شقته بعد حوار طويل دار بينهم هو خلاص حاسس انها مبقتش تفرق شقته من شقق العاهرات اللي بيبيعوا نفسهم بس علشان ياخدوا شويه ملاليم
رمى نفسه على الكنبة بأريحية وفرد دراعه على ضهر الكنبة وبيشرب كأس النبيذ وعنيه بتراقبها في صمت؛ وهي بدأت تخلع هدومها اللي يعتبر مش لابسه اصلا وراحت قعدت تحت رجليه وهي بتمد ايدها تأكل من المزا اللي أدامهم واحده واحده بدأت تفك أزرار قميصه حتى اندرج معها لفعل كل ما حرمه الله
.........
في صباح يوم جديد حافل بالأحداث .. وقت شروق الشمس بأشعتها الذهبية التي تتخطى كل الأزمان وكل الألوان ببهائها، ترسم الأمل على هيئة ضوء؛ تخيط من الفجر البهي سلال المحبة للعالم كله . إنها الشمس التي لا يمكن للعالم رؤية النور إلا بضيائها، ولا يشرق على الأرض شعاع إلا وقد استمد منها سره الأزلي
فكيف لا يحمد الخالق الذي صورها بهذا الشكل المتجدد كل صباح؟!
استيقظ الخامسة صباح اليوم ونظر للتي بجانبه بقرف ثم هزها بقوة حتى استفاقت من نومها فزعه: انتي صدقتي نفسك ولا ايه؟؟!
البنت بدلع: في ايه يا بيبي؟ مالك؟!
أيهم بهدوء: برا
البنت بصدمة: نعمممم؟
أيهم ببرود وهو يمسك بذراعها ويجرجرها للخارج غير عابئا بصراخها ألقى بها خارج الشقه وأغلق الباب بوجهها وهي مازالت بتبص للباب .. فتحه مره تانيه ورمى في وشها كام رزمة: يلا ما اشوفش وشك هنا تاني؛ ولا المح طيفك في اي داهية
رزع الباب فهي اتخضت ونزلت تجري بسرعة الريح
اخد شاور وغير هدومه ورجع ينام .. قلب الفرش بتاع السرير وهو بيتنفس بسرعة ومضايق ومخنوق وتفكيره كل مره بيكون عاجز عن أنه يوصل ازاي اتجوزت غيره؟ للدرجة دي فراقهم سيان بالنسبالها؟! كل مره تفكيره بيجي عند نفس النقطة ويوقف .. اتجوزت يعني خلاص حتى ميقدرش يبوصلها؟ اتجوزت يعني حياتها في ايد راجل تاني غيره؟ مش لاقي إجابة على اسألته دي كلها
خرج للصالون وجاب ازازة البي'را يشرب بشراسة؛ خلص كل الزجاجات الموجودين في بيته لحد ما بقى ماشي يتطوح وحالته اتخلبطت وشعره اتبعثر والعرق مغرق وشه وجسمه زي اللي خارج من الحرب .. وصل للاوضه وهو مش قادر يمشي وبيسند على أي حاجة تقابله علشان ميوقعش .. رمى نفسه على السرير ونام
.........
الساعة الرابعة عصرا.. في فيلا العسيلي
نزلت همس تجري وهي تسابق الريح عندما أخبرتها الخادمة بأن أخيها قد أتى منذ قليل لرؤيتها
همس بسعادة بالغة: عدددددي !
عدي ببسمة حنونه: قلب عدي... وحشتيني يا همسة
همس بفرحة عارمه وهو حضنها بحب أخوي: بجد وحشتك؟
عدي ضاحكًا: ويعلم ما تسرون وما تعلنون..
همس بابتسامة: هتقعد تتغدى معايا اوك؟
عدي: عايزه فاطمة تقتلني ولا ايه؟؟
همس: نعم نعم يا حبيبي؟ مين دي اللي تقدر تعمل كده؟ دا أنا اشوحها واعمل منها بطاطس محمرة ! إلا صحيح مجبتهمش معاك ليه؟
عدي: أبدا تعبانين من السفر أكيد.. الطريق كانت طويله ورخمة
همس: المهم انكم وصلتوا بالسلامة الحمد لله
عدي: الحمد لله
همس: لحظة حبيبي ارن على حمزة علشان اتأخر
عدي: اوك هشوف انا أيهم فين .. الندل برن عليه من امبارح مش معبرني.... صعد عدي الدرج وهو بيصفر وبينادي على أيهم لحد ما وصل الدور التاني جناح أيهم فتح الباب بعدما دقه ثلاث: ولاا أيهم؟. فينك؟
لا يوجد رد ... دارت أعينه بحركة سريعة في الغرفة ونظر من الزجاج الأبيض نحو التراس لكنه لم يكن بأي جزء من الجناح فعقد حاجبيه باستغراب .. طلب رقمه عدة مرات حتى جاءه الرد: يالا أيهم فينك؟!
أيهم بنوم وصوته كله نعاس: الوو؟
عقد عدي حواجبه بعدم فهم: يابني مالك؟ نايم ف انهي داهية؟
أيهم بنعاس: شقتي.. الزمالك
حبس عدي غضبه وضيقه ثم أطلق تنهيدة طويله: انا جاي !
أيهم بنوم: ط.. طيب سلام
نزل عدي للأسفل يقتله الضيق فنظرت له همس بعدم فهم: مالك؟ مش موجود ولا ايه؟
عدي بابتسامة: لا؛ مش موجود؛ همشي انا بقى، سلميلي على حمزة وأيهم
همس: استنى خمسة هم جايين دلوقتي وسلم عليهم بنفسك
عدي بهروب: معلش مره تانيه... باي
همس: باي
خرج عدي من الفيلا ركب سيارته حتى وصل إلى حيث شقة صديقه فنظر للتي بجانب البواب ويدور بينهم حوار غاضب
البواب: اهو الحمد لله عدي باشا
عدي بعدم فهم: في ايه؟؟
البواب: أبدا يا بيه الست هانم بتقول أنها دكتورة أيهم باشا
عدي بذهول: افندم؟ دكتورة ايه؟! أيهم.. أيهم مش تعبان؟
البواب: والله يا بيه قطعت نفسي وهي مصره تطلعله وهو مانع اي حد يدخل هنا غير سيادتك؟
عدي للبنت: تعرفي اي.... دقق النظر بملامح البنت وهو بيشبه عليها ونادر ما بينسى حد وبعد كده ابتسم باتساع: هو مش انتي برضو سوزان اللي بتشتغلي عنده في الفيلا؟؟.. لم ينتظر منها رد عندما حدقت أعينها به بقوة فأشار للبواب: خدها من هنا يا عم أحمد من فضلك
البواب أخدها وبعدها من المكان خالص وهي هتنفجر من الغيظ وبتصرخ زي المجنونة وعدي كمل طريقه لحد شقة أيهم وقعد يرن الجرس وأيده مبتنزلش من عليه ومفيش أي إجابة
طلع حاجه شبه الدبوس وفي ثانية الباب كان مفتوح دخل وقفله وراه: أيهم؛.. يالا أيهم؟ انت يالا؟
وقعت أنظاره في الصالون اللي كان شبه الذريبة .. كؤوس فاضيه وقزايز خمرة كتير اوي موجوده على الأرض وترابيزة الصالون ومزا وقشر الفاكهة والمكسرات في كل ناحية .. هز رأسه بيأس ثم هرول مسرعا لغرفة صديقه المغفل
عدي بيهزه جامد وهو نايم زي الصخرة: أيهم.. أيهم قوم؛ أيهمممممم؟؟
أيهم بنوم: اممم؟
عدي بغيظ: قوم يا زفت
أيهم: انت ايه اللي جابك؟!
عدي: يابني انا كلمتك مفيش عشر دقايق وقولت...
أيهم بمقاطعة: انت صادق يا معلم أخلع بقا وسيبني انام
عدي: لا سعادتك مش هتتخمد؛ المغرب خلاص هيأذن
أيهم بتثاؤب: يا سيدي روح توب بعيد عني وخليني اتخمد شويه؛ ممكن؟
عدي بغل وغيظ وهو يمد يده يلتقط دورق المياه المثلجة ليسكبه فوقه فنهض أيهم غاضبا: وحياة امك يالا؟!
عدي بهدوء: اتلم ولم لسانك؟
أيهم ابتسم: تعال بس انت واحشني والله
عدي بتنهيدة: أيهم؟ بطل استفزاز لو سمحت؛ قوم عايز اتكلم معاك شويه ممكن؟؟
أيهم بقهقة: وماله يا باشا نتكلم .. عندي فكرة أحسن؛ تعال نروح المزرعة واهو الجو هناك هيكون حلو
عدي بتفكير: اممم تمام.. هستناك تحت
أيهم استغرب بس قام اخد شاور سريع وغير هدومه وصفف شعره ولبس الشوذ ووضع برفانه الخاص وهو خارج ألقى نظره سريعة كده على الشقة ونزل
أيهم: عم أحمد؛ يا عم أحمد
البواب: اؤومر يا باشا تحت أمر سعادتك
أيهم وهو يعدل من أزرار قميصه: نضف الشقة عايزها بتلمع قبل الساعة 12 .. قفذ بجانب عدي بالسيارة لينظر له الآخر بحنق وضيق شديد
أيهم: عدي ع الفيلا هجيب أيهم
عدي بغيظ: سواق سعادتك انا ولا ايه؟؟
أيهم بابتسامة: ياعم لا ميروحش تفكيرك لبعيد؛ المهم الواد وحشني من ساعة ما رجعت ما شفتهوش
راحوا الفيلا وأيهم كالعادة أخده في حضنه والطفل كان هيموت من الفرحة ان عمه فعلا ما اتأخرش عنه زي ما وعده .. وصلوا المزرعة وأيهم أول حاجه فكر فيها الرجل الروسي اللي رجع معاه في آخر سفر ليه واللي كان بيعتني بالغزاله بتاعته اللي اصتادها
الصغير بسعادة: إنها جميلة حقا؟
أيهم بابتسامة حنونه: نعم جميلة للغاية
الصغير: خالو عدي ماذا أصابك؟ ألم تعجبك الغزال؟؟
أيهم بضحك: دعك من هذا؛ وهو يشبه أبو جهل هكذا
عدي بتنهيدة: نعم يا حبيبي إنها جميلة جدا
أيهم: أ كبر توين؟؟
الصغير بتأفف: لا أعلم لقد رفض أبي ان نأتي إلى هنا الفترة الماضية
عدي باستغراب: وتوين ده أسد ولا كلب؟
أيهم بضحك: تايجر يا أبو جهل
عدي بغيظ: غور انا هروح اشوف حوراء
أيهم بابتسامة: نادي على خالد يطلعهم ونتمشى .. وفعلا بعد كام دقيقة الرجل الروسي بقي مع الصغير يلعبان سويا وأيهم وعدي ركبوا الخيل
عدي اتنهد وبص في عنين صاحبه؛ شاف فيهم وجع وحزن ووحده وضيق بس بيداريهم ورا الابتسامة والضحكة المرحة اللي دايما على وشه: أيهم بطل تكابر؟
نظر له أيهم باستنكار: مش فاهم؟ مالي؟. ما انا زي الفل والياسمين اهو؟
عدي: حرام عليك يا أخي ليه بتعمل كده؟؟ للدرجة دي التضحية بكل ما تملك حلوة؟!
أيهم بغرور: أضحي ب ايه؟ أنا عايش حياتي وردية ومرتاح فيها 24 قيراط مالي بقى؟؟
عدي: سهل تخلي حتى اللي بتحبها تحط حياتها في ايد راجل تاني غيرك؟ سهل تشوف اللي بتحبها مع حد تاني؟ سهل تفرط فيها للدرجة دي؟ وكلنا عارفين انك بتحبها لا ياريتك بتحبها والسلام مكنتش هتتعب كده إنما اللي انت فيه دلوقتي مش حب يا أيهم مرحلة الحب دي انت عديتها من زمان والدليل على كده إنها أيام ما كانت موجوده جنبك كانت الفرحة فعلا طالعه من قلبك غير ابتسامتك الفيك دي علشان تحسسنا بس انك كويس؛ إنما أنت بالشكل ده مش كويس أبدا؛ بص لنفسك معاها كنت عامل ازاي حتى سهر مكنتش بتسهر وأول ما بعدت رجعت أسوأ من الأول
أيهم بهدوء مميت: خلصت؟!.. أنا مبتنيلش أحب حد؛ الحب ده كلام ملوش لازمه وملوش وجود فى حياتنا دي؛ وبيها أو من غيرها انا زي ما انا متغيرتش وحتى أيام وجودها معايا كنت بشرب وبسكر وبقابل بنات؛ مش هو ده اللي بتحاربوني كلكم علشان ابطلوا؟؟ هي خلاص اخدت قرارها واتجوزت فسيبوني بقى أعيش حياتي زي ما انا عايز.. وللمرة المليون بقولكم انا محبتش ولا هحب !
عدي: كداب؛ عارف ليه كداب؟ لأنك لو قدرت تكدب على العالم كله انا فاهمك كويس اوي علشان انا صاحبك اللي لو لفيت ودورت على العالم كله تعال عندي وفرمل يا أيهم؛ حاسس بيك وبوجعك بس ملكش غير اني اقولك تستاهل؛ فرطت فيها وادي النتيجة عجباك حياتك كده؟؟
أيهم بضيق شديد: ايوا يا عدي عجباني حياتي بالطريقة دي؟
عدي: كنت عارف ان الكلام معاك ممنوش فايده؛ خلينا نتكلم بالمنطق شويه ممكن؟
أيهم بتنهيدة: عدي ليه انتو مش حاسين كده انكم بتموتوني بدل المره ألف مره؟ عايز الحقيقة ايوا كنت بحبها لا بعشقها ولما بعدت كان لغاية في دماغي بس يظهر اني كنت غلطان
عدي: مين فينا يا أيهم هينصحك إلا أنه بيحبك وبيخاف عليك؟ مش عايزينك تكون في طريق مش صح واخرته كلنا عارفينها ! لو انت شايف يا أيهم اننا كده بنموتك بدل المره ألف قولنا ابعدوا بالذوق واحنا هنبعد مش بالتلميحات؟؟
أيهم بعدم فهم: عايز تفهمني أنه عادي عندك تبعد؟
عدي: مش هو ده اللي انت عايزه؟؟! مش ده طلبك المبطن؟
أيهم بصدمة: عدي؟
عدي بتنهيدة: اتكلم يا أيهم سامعك
أيهم بذهول وعدم تصديق قفز من على ظهر الخيل فانطلقت تهرول للداخل: اتكلم في ايه؟؟ انت اتجننت يالا؟!
عدي: طب بذمتك يا أيهم حد عايز يثبت لحد أيا كان اللي في دماغك يثبته للي بيحبه بالبعد والفراق وانت عارف إنها تحت ضغط وأكيد فقدت الأمل فيك؟ قولي ساعتها كنت بتفكر بأنه عقل وأنه منطق وانا اصدقك؟
أطلق أيهم تنهيدة مريره: هتجنن يا عدي؛ أختها جات طلبت مني أبعد عنها واسيبها في حالها وأنها موافقة على العريس اللي اتقدملها و...
عدي بمقاطعة: على أساس أن حضرتك بتسمع كلام حد وبتنفذ اللي يقولك عليه صح كده؟
أدار أيهم وجهه عنه فكان ظهره له: لا يا عدي بنفذ اللي في دماغي وبس .. لكن اقولك؟ ساعتها كنت طالع مهمه صعبة لروسيا ! وكل مره بروحلها أودعها وبشوف نظرة قهر في عنيها مكنتش عايز اشوفها؛ كنت هرجع واقولها ان بعدي عنك مكنش بأيدي مكنش ليا دخل فيه.. الإدارة كلفتني بالمهمة دي وانا استحالة أفرط فيها؛ كنت رايح بيتها متجاهل كلامها اللي قالتهولي في آخر مره اتقابلنا لأني عارف ان الكلام ده مش ممكن يخرج من لسانها لقيت أختها جايه لحد عندي بتطلب مني ابعدها عني بأي شكل وأي صورة؛ دلوقتي فهمت يا عدي انا ليه بعدت؟؟
قفذ عدي عن ظهر حوراء ونظر لصديقه بعدم استيعاب لما يتفوه به: انت مجنون صح؟
لمعت عيونه بالدمع والقهر والحزن الشديد ففرك عيونه وعدي يطالعه بغضب: رد عليا؟! علشان ما توجعهاش هي كام دقيقة تتوجع سعادتك العمر كله؟؟!
أيهم بقهر وحزن ملأ طبقات صوته: مبحبش اشوفها بتتوجع أو بتتألم من حاجه يا عدي
عدي بيأس: متخلف؛ وانت واثق دلوقتي إنها مش بتتألم وعايشه سعيدة؟؟
أيهم بإنفجار ودموعه حابسها بالعافيه: سعيدة طبعا؛ هو ده اللي اختارته يبقى هو ده اللي هيسعدها .. دق هاتفه فنظر له برهة قليلة ثم أجاب بهدوء بعد سماع صوت جاسم: يا معلم انت الندالة بتسري في دمك؟
أيهم: ايه يالا في ايه؟؟!
جاسم: فين الغدا بتاعي؟
أيهم: آآه سعادتك متصل بعد الهنا بسنة؟ ده كان عرض امبارح وخلص
جاسم بغيظ: غور يا أيهم انا جبت الأكل ومستنيك
أيهم: ومين هيحاسب بقى سيادتك؟؟
جاسم: انا لسه متجوز مفيش شهرين تلاته؛ ومروان بيسف تراب وعدي مش موجود يبقى في مين بقى؟؟
أيهم بعدم فهم وترقب لما سيسمعه منه: مين؟.
جاسم: حاتم الطائي... انت يا برنس
أيهم بصدمة: نعم يا روح أمك؟
جاسم بضحك هستيري: ايه ده هو البحر نشف ولا ايه؟؟
أيهم بغيظ: الله يخرب بيت ابوك.. لابوه لابوه
عدي: انا التالته دي؟؟
أيهم بصله وبعدها بص للموبايل: ولاا جاسم عدي رجع فجأة اهو
قهقه عدي بصخب: يخرب عقلك؛ جاسم الحساب كام؟؟
جاسم بلامبالاة: والله يابني مش كتير في حدود تلات أربعة آلاف كده يعني
عدي بصدمة: ليه عازم الأكاديمية كلها؟! ده أيهم هيفجرك؟
أيهم بهدوء: جاسم؛ رجع الأكل انا صايم بالليل
قهقهوا كلهم: برضو تحرجني يا هيما؟؟
أغلق الخط بوجهه لينظر لذلك الذي لا يستطيع التنفس من شدة الضحك ضربه بقبضة يده على ذراعه متحدثا بغيظ: مفيش أكل يا عدي
وضع عدي يده على ذراعه مكان الضربه التي كانت تؤلمه قليلا: يابني هو حد قالك اني مش متربي وسعادتك بتتعلم فيا؟! أيهم بغضب: يلاا..... أيهم تعال يا حبيبي
الصغير: هيما الغزالة دي حلوة اوي
أيهم ابتسمله بحنو: يلا ودعهم بقى علشان نمشي؟
...........
بعد وصولهم للأكاديمية
مروان صديقهم الرابع: اهم وصلوا.. ايه يا جدع هنموت من الجوع
أيهم بغيظ: ياخي اللهِ تتحرقوا كلكم
عدي: مش لاقيين غير الايحة ده وتطلبوا منه أكل؟
مروان بفرحة وهم يتبادلوا الاحضان: سيبك انت بس مننا رجعت امتى؟؟
عدي: على طول اهو... كانت سفرية غم اللهِ ما تتكرر
جاسم قاعد بياكل وبيشرب البيبسي ومش معاهم خالص: حمدا لله على السلامة يابو الصحاب
عدي ضحك: الله يسلمك
أيهم: أجروا الحقوا الأكل وإلا هنتشرد كلنا .. منور يا جاسم؟.
جاسم بلامبالاة وهو كل تركيزه في الأكل اللي ادامه: بنورك يا صاحبي؟
أكلوا ولعبوا وهزروا وبعدها شافهم كلهم بيبصوله وأول ما يبصلهم يوزعوا نظراتهم بعيد وهو مش مديهم فرصة يتكلموا حتى جاء العسكري رفع يده بحركة اعتيادية محيي الكل: المدير طالب سعادتك يا أيهم باشا
أيهم بصلهم كلهم بضيق وقام مشي واخد ابنه في ايده
عدي بسرعة: تعال يا أيهم العب معاك
جاسم ومروان في نفس اللحظة: سيبه يا أيهم ..
نظر أيهم لابن أخيه بتكشيرة: تقعد مع المعتيه دول شويه؟
الصغير بابتسامة: اوك
..........
دخل إلى مديره الذي انتظره بابتسامة: حمدا لله على سلامتك يا أيهم
أيهم: الله يسلم سعادتك
المدير شاورله يقعد: هنتكلم وانت واقف فوق راسي كده؟
أيهم بتحدي غير ملحوظ وهو يجلس أمام المدير: سعادتك مقولتليش اقعد؟؟
وقف المدير من مكانه ودار خلف أيهم حتى جلس على الكرسي المقابل لأيهم: طبعا يا أيهم انت عارف ان آخر مهمه ليك مكنتش سهلة زي ما كنا متخيلين؛ وانت معندكش معلومة واحده عن المهمة ولا حتى صور للناس اللي هتقابلهم ! ومع ذلك نجحت ببراعة لا ومش كده وبس ونجحت كمان انك تخلي زيزي تستقيل؟؟!
أيهم بغرور: والله سعادتك بالنسبة للمهمة فايه الجديد؟ مهو سعادتك دايما حاطتني في وش المدفع فأنا بالتالي اتعودت؛ القصد من كلامي ان كل المأموريات اللي بطلعهم بيكونوا بنفس الصعوبة فده شيء مش مضايقني أبدا بالعكس؛ أما اللي وقف عنده تفكيري ازاي نجحت في أني اخلي زيزي تستقيل؟؟
المدير: امممم ده الشيء نفسه اللي وقف عنده تفكيري برضو؟ وده المبهم اللي لازم انت توضحه؟!
أيهم بصله جامد ونظراته كلها تحدي وغضب من الاتهامات اللي بتتوجه ليه وده شيء استحالة يسمح بيه في حقه: أفهم ايه دلوقتي؟ اني متهم باجبارها على أنها تسيب شغلها والبلد؟؟
المدير: وايه اللي يمنع ان دي تكون هي الحقيقة؟؟
أيهم بغضب عمى عيونه: أقسم بالله كده كتير اوي عليا؛ وكتير على أن أي حد يستحمله ومش بعد كل ده أكون متهم بسخافات؟ طلبتوا مني البنت تطلع معايا اوك وافقت مع انكم عارفين ان ده آخر حاجه ممكن تلوا دراعي بيها؛ هي بقى محبتش الشغل هي حره مش هجبرها .. قالتلي هتستقيل أمسك فيها انا بقى بايديا وأسناني؟؟
المدير: اقعد يا أيهم واهدى
أيهم: لو في مهمه جديدة وعايزيني أنفذ يبقى بلاش شغل الاستفزاز علشان تعرف البنت استقالت ليه؟ ولا هو طالما الضغط على أيهم منفعش ومنجحش في أنه يطلع الكلام من لسانه نشوف خطة بديله؟؟؟
ضحك المدير: احم طيب يا أيهم انا مدين ليك بالاعتذار ممكن بقى تهدى علشان نتكلم؟؟
أيهم قعد مكانه مره تانيه وهو متغاظ وعنيه بدق شرار: اتفضل سامعك؟
اعتدل المدير في جلسته ونظر له بعمق ثم هتف: عثرنا على جاسوس إسباني إسرائيلي؟! مقيم في مصر من سبع سنين وقدر يصور مداخل خطيرة للبلد وسرقة شنطة دبلوماسية؟
أيهم بتركيز واهتمام: وامتى كان موعد خروجه من البلد؟
اتنهد المدير بحنق: من أربع أيام بالضبط .. في زي عريس ! لتتضح جميع الخطوط أمام أعين أيهم الذي سيطرت عليه الصدمة وهو غير مصدق لما فهمه عقله بهذه الأثناء فأسرع يسأل بجنون: واللي اتجوزها اسمها ايه؟ يعرفها ازاي؟؟ اسمها غزل مصطفى؟؟؟