رواية زواج في الظل الفصل الواحد والعشرون21بقلم ياسمين عطيه
اخترقت طلقة نارية الهواء بسرعة جنونية، تشق طريقها وسط الصمت المتوتر. لمع بريقها الفضي في ضوء الشمس للحظة خاطفة، تدور حول نفسها بقوة قبل أن تتجه مباشرة نحو أركان وليلى. الهواء من حولها اهتز بصوت صفير حاد، وكأنها تمزق الفراغ بسرعة قاتلة. في تلك الثانية، كان كل شيء يتحرك ببطء، وكأن الزمن توقف للحظات، بينما الطلقة تشق طريقها نحو هدفها بلا رحمة.
اخترقت الطلقة الهواء بقوة، متجهة مباشرة نحو كتف أركان، لتستقر فيه بقوة، ممزقة قماش سترته، ودافعة جسده خطوة للخلف. الألم اشتعل في مكان الإصابة، لكن عقله لم يستوعبه، أو ربما رفض الاعتراف به. أول ما خطر بباله كان ليلى.
بسرعة، استدار نحوها، خوفه عليها يتجاوز أي ألم يشعر به. صوته خرج قلقًا وهو يمد ذراعيه ليحيطها بالكامل، يحجبها عن أي خطر آخر.
أركان (بصوت مضطرب وهو يمسك بوجهها، عينيه تمتلئ بالذعر): "انتي كويسة؟!"
نظرته كانت كأن الرصاصة أصابتها هي، وكأن كل الألم الذي شعر به لا يساوي شيئًا أمام احتمال أن تكون تأذت. لم يكن يهمه نفسه، لم يكن يهمه الدم الذي بدأ يتسلل من جرحه، كل ما كان يشغل باله أنها بخير، أنها ما زالت أمامه، سالمة.
ليلى وقفت متجمدة للحظات، عقلها مش مستوعب اللي حصل. كل اللي شافته هو الطلقة وهي بتخترق كتف أركان، الدم اللي بدأ يلون هدومه، والطريقة اللي لف بيها ناحيتها كأنه نسي نفسه تمامًا، كأنه ما حسش بالألم، كأنه كل اللي يهمه إنها تكون بخير.
عينيها اتسعت بخوف وهي بتمسك وشه بإيديها المرتعشة، صوتها طلع متهدج، مليان هلع حقيقي:
ليلى (صوتها كان مهزوز، عنيها متسعة من الصدمة، إيدها ارتعشت وهي بتحطها على الجلابيه بتاعته اللي بدأ تتلون بالدم بصوت مخنوق): "أركان… دم! إنت بتنزف!"
حست برعشة في جسمها، قلبها بيدق بسرعة مؤلمة، وكأنها هي اللي اتصابت مش هو. دموعها بدأت تتجمع في عينيها وهي تحاول تضغط على الجرح بيدها المرتجفة، كأنها بتتمنى توقف النزيف بإيدها بس.
ليلى (بصوت مرتعش، وهي تبص له بعيون مليانة حب وخوف): "ليه؟ ليه ما خفتش على نفسك؟ أنا مش أهم منك… إنت أهم! إنت حياتي!"
كانت بتحاول تتمالك نفسها، بس صوتها كان بيخونها، ورعشة إيديها فضحت كل الرعب اللي حسته. لأول مرة، اعترفت لنفسها قد إيه بتحبه، بس ما كانش وقت اعترافات، كان وقت إنها تحاول تنقذه
في اللحظة دي، العربيات وقفت مرة واحدة، وكل الرجالة نزلوا بسرعة، الأسلحة في إيديهم وهم بيتلفتوا حوالين المكان بحذر.
نزل عبد الحق من العربية، سلاحه في إيده، وعينه بتلف حوالين المكان بحذر، بيحاول يحدد مصدر التهديد، لكنه ما لمحش أي حركة مريبة عينه لمحت الدم اللي بينزف من كتفه، فرفع سلاحه بحذر وهو بيبص حواليه:
بخطوات سريعة، راح باتجاه أركان اللي كان واقف ثابت، رغم الدم اللي بينزل من كتفه.
عبد الحق (بحذر وهو بيراقب أركان): "انت كويس؟"
أركان كان ضاغط بإيده على الجرح، لكن صوته طلع ثابت كعادته، ما بانش عليه أي وجع:
أركان (بهدوء لكنه حاسم): "آه، أنا كويس… أكيد اللي عمل كده كان عايزني أنا مش حد تاني، وعشان كده خلاص… الموضوع انتهى."
رفع عينه لعبد الحق، وهو بيقول بجدية:
أركان: "مش هقدر أودي البضاعة معاكم المخزن… هروح المستشفى الأول."
عبد الحق قرب أكتر، وحط إيده على كتف أركان، كأن لمسته بتأكد على كلامه:
عبد الحق (بصوت هادي لكنه قاطع): "إنت عملت اللي عليك… ملكش دعوة بالباقي."
لكن قبل ما يكمّل كلامه، عينه راحت ناحية ليلى، اللي كانت منهارة من العياط، واقفة جنب أركان ودموعها نازلة بدون توقف.
لفّ لها عبد الحق، وقال بهدوء لكنه واضح:
عبد الحق: "تحبوا أبعت معاكم حد من الرجالة يسوق؟ وانتي يا هنيه، تعالي نروّحك الفيلا."
لكن قبل ما حتى ليلى ترد، كانت إيدها مسكت هدوم أركان، وعيونها كانت كلها إصرار رغم الدموع:
ليلى (بصوت مهزوز لكنه حاسم): "أنا مش هسيب جوزي غير لما أطمن عليه!"
في اللحظة دي، مروان كان جاي ناحيتهم بسرعة، وهو بيبص بخبث لليلى، ثم قال بصوت جدي:
مروان: "أنتي حامل… تعالي نروّحك الفيلا، ."
لكن أركان بسرعة وقف بينها وبين مروان، كأنه بيحميها حتى من الكلام، صوته كان حاسم وهو بيرد:
أركان: "لا… أنا هاخدها معايا المستشفى، لازم تكشف على الحمل."
عبد الحق كان متابع المشهد بصمت، لكنه بعد لحظات رفع عينه على أركان، وركز على الجرح اللي لسه بينزف.
عبد الحق (بحزم): "طب خد حد يسوق العربية، إنت هتقدر تسوق بحالتك دي؟"
لكن أركان، رفع راسه ورد بصوت ثابت كالعادة:
أركان: "آه… متقلقش."
عبد الحق ما حاولش يجادله أكتر، لكنه بص ليلى نظرة أخيرة قبل ما يقول بهدوء:
عبد الحق: "لو احتاجتوا حاجة، كلموني."
أركان أومأ براسه، وبعدها فتح باب العربية وساعد ليلى إنها تركب
ـــــــــ&ـــــــــ
في مكان مجهول، الإضاءة خافتة، والجو متوتر، صوت التلفون بيرن بصوت واطي وسط الصمت.)
شخص مجهول رفع السماعة بسرعة، صوته كان مليان غضب وهو بيقول بصوت منخفض لكنه حاد:
؟؟؟: "وقف يا غبي! الخطة باظت!"
وقف لحظة، بياخد نفس، وهو بيحاول يسيطر على أعصابه، لكنه كمل بغضب مكبوت:
؟؟؟: "لما نشوف مين اللي اتجرأ وعمل كده… أكيد جدي هيعرف، ومش هيسكت!"
صوته كان مليان توتر، كأنه عارف إن العواقب هتكون كارثية… المكان فضل ساكت، لكن التهديد في كلامه كان واضح، اللي حصل مش هيمر بالساهل.
ـــــــــ&ـــــــ
داخل عربية اركان
المسيطر على الجو صوت أنفاس ليلى المتقطعة ودموعها اللي مش راضية تقف
ليلى كانت قاعدة جنب أركان، عنيها مليانة خوف، ودموعها بتنزل بدون توقف.
أركان وهو بيبص لها بنبرة هادية لكن حازمة:
"كفاية عياط عشان اللي في بطنك… أنا كويس."
ليلى بصوت مرتجف وهي بتحاول تمسك دموعها:
"بسببي… الطلقة كانت هتيجي فيا!"
أركان وهو بيحاول يخفي أي مشاعر في صوته:
"أنا قولت لك هحميكي… وكان لازم أحميكي، حتى لو هتصاب مكانك."
كلامه هزها من جواها، كان نفسها تاخده في حضنها، تواسيه، تحسسه قد إيه هي خايفة عليه بتحبوا. مدت إيديها المرتعشة، ولمست إيده، وقالت بانهيار ودموع:
"وجعاك…؟"
صوته كان ثابت، لكن عيونه قالت حاجة تانية وهو بيرد عليها بهدوء:
"مهمنيش الوجع… المهم إنك بخير."
ليلى قعدت تبص له، قلبها بيدق بسرعة، المشاعر كانت كتير، أكبر من إنها تتحط في كلام…
ــــــــ&ــــــــ
(وصلت العربية قدام المستشفى، الفرامل وقفت بحركة مفاجئة، وأركان حاول يخبي تعبير الوجع اللي ظهر على وشه للحظة.)
ليلى نزلت بسرعة، وهي بتحاول تفتح باب أركان بيدين مرتعشين:
"انزل بسرعة، لازم حد يكشف عليك!"
أركان وهو بيضغط على جرحه بإيده، نزل بهدوء، مش عايز يبين مدى تعبه.
أول ما دخلوا من باب الطوارئ، الممرضين جريوا ناحيتهم. واحد فيهم قال بسرعة:
"إصابة بطلق ناري؟ جهزوا غرفة الطوارئ فورًا!"
ليلى كانت ماشية جنبه، ماسكة دراعه كأنها بتحاول تحميه، أو يمكن تحمي نفسها من إحساس العجز اللي مسيطر عليها.
الدكتور قرب بسرعة:
"لازم ندخله فورًا غرفة العمليات، الطلقة استقرت في الكتف، بس محتاج تدخل سريع."
أركان بص لليلى قبل ما يسيب إيدها لأول مرة من وقت الحادث، صوته كان هادي لكنه آمر:
"استنيني هنا، متتحركيش."
ليلى مسكت إيده بقوة، عنيها مليانة خوف ودموع:
"هستناك… بس متتأخرش عليا."
أركان بص لها نظرة سريعة قبل ما يسيب إيدها، ويمشي مع الطاقم الطبي، بينما ليلى وقفت مكانها، قلبها بيدق بسرعة، ودموعها بتنزل بصمت وهي بتراقب الباب اللي اختفى وراه…
ليلى كانت واقفة قدام غرفة العمليات، عاملة زي الطفلة اللي أبوها تعبان ومش قادرة تعمل حاجة عشان تنقذه. كانت بتشد طرف طرحتها بين صوابعها، وبتضغط عليه بقوة كأنها بتحاول تسيطر على رعشة إيديها، لكن دموعها كانت بتخونها وبتنزل واحدة ورا التانية.
كل شوية تبص للباب المقفول، قلبها بيخبط في صدرها مع كل ثانية بتعدي.
حست بإيد بتتشد على كتفها، التفتت بسرعة، لقيت عدلي واقف جنبها، صوته كان هادي بس فيه قوة:
"اطمني، أركان مش سهل يقع، هيتحمل وهيخرج زي ما دخل."
بس كلامه ما هدهاش، بالعكس، دموعها زادت وهي بتقول بصوت متقطع:
"عارف لما تحس إنك السبب في وجع حد؟ الطلقة كانت هتيجي فيا، وهو اللي اتصاب بدالي!"
عدلي أخد نفس عميق، وحط إيده على راسها بحنية أب:
"أركان ابني يموت قبل ما يسمح لأي حاجة تأذيكي، مش عشان المهمة، ولا عشان أي حاجة… عشان هو كده، لما بيحمي حد، بيحميه بروحه."
ليلى غمضت عنيها للحظة، كأنها بتحاول توقف دموعها، لكنها فشلت.
بصت للباب تاني، وقالت بصوت كله وجع:
"اركان جميل كل حاجه فيه جميله قلبوا جميل "
بعد مدة، الباب اتفتح أخيرًا، وخرج الدكتور، كل العيون اتعلقت بيه، وليلى كانت أول واحدة بتجري ناحيته، قلبها متعلق بين الخوف والأمل.
"طمني، هو بخير؟" صوتها كان مرتعش، وعنيها متعلقة بوش الدكتور، مستنية أي كلمة تريحها.
الدكتور بص لها بهدوء وقال:
"اطمني، الرصاصة عدت من الكتف بدون ما تلمس أي مكان خطر، لكنه فقد شوية دم وعايز راحة تامة."
عدلي حمد ربنا واستريح و مشي مع الدكتور اللى عمل العمليه يطمن على ابنوا ويتاكد ان مافيش اي ضرر على دراع اركان وبعد قد اي ممكن يقدر يخرج
ليلى أول ما سمعت الكلام ده، رجعت خطوة لورا، وإيديها غصبت عنها سابت طرحتها اللي كانت بتشدها، كأن روحها رجعت لجسمها تاني بعد ما كانت معلقة في المجهول.
"أقدر أشوفه؟" قالتها بصوت ضعيف، كأنها خايفة يقول لا كان قلبها أول ما تشوفه هيستريح.
الدكتور هز راسه:
"هو لسه تحت تأثير البنج، لكن تقدري تدخلي تقعدي جنبه."
ليلى ما استنتش كلمة زيادة، خطفت خطواتها ناحية الباب، وقلبها بيدق بسرعة، أول ما دخلت الغرفة، لقيته نايم، ملامحه هادية لكنها شاحبة شوية، وكتفه مربوط، الأجهزة حوالينه بتصدر صوت ثابت، لكنها بالنسبالها كانت أصوات طمأنينة، بتأكدلها إنه لسه موجود، لسه بيتنفس.
قربت ببطء، سحبت كرسي وقعدت جنبه، مدت إيديها بحذر ولمست صوابعه بهدوء، كانت إيديه دافية، حسست عليها بخوف، وبهمس كأنها بتتكلم مع نفسها قالت:
"أنت وعدتني إنك هتحميني… وكونت راجل قد الوعد ونفذته ."
مسكت إيده بحنان، بإحساس طاغي من الحب والأمان، ورفعتها بهدوء لحد ما لمست بطنها، مكان الحلم اللي بيتكوّن جواها. صوتها كان مليان مشاعر مختلطة ما بين الحب، الامتنان، والخوف من المستقبل، لكنها كانت واثقة من حاجة واحدة بس، وهو الشخص اللي قدامها.
"ابنك مبسوط… عشان انت حميته."
عيونها كانت بتمسح ملامحه، بتحاول تحفظ كل تفصيلة فيه، كل تفصيلة في الراجل اللي رغم كل شيء، كان الدرع اللي اتحامى وراه قلبها بدون ما تحس.
"يبخته… يبخته إنه عنده أب زيك."
ابتسمت ابتسامة صغيرة، حزينة شوية، بس مليانة يقين… عارفة إنها رغم كل حاجة، وقعت في حب الشخص الصح، حتى لو لسه هو مش مدرك ده.
لمست كفّه برقة، وكأنها بتطمنه، أو يمكن بتطمن نفسها… قبل ما تبعد بهدوء، تسيب أثر لمشاعرها في اللحظة اللي ممكن تفضل محفورة بينهم للأبد.
لحظات من الصمت كانت مليّة الغرفة، مفيش غير صوت نفسها المتلاحق وهو بيكشف عن اضطراب مشاعرها. بصّت له، ملامحه الهادية وهو نايم كانت عكس العاصفة اللي جواها.
قربت أكتر، وكأنها بتاخد جرعة شجاعة قبل ما تنطق، همست بصوت منخفض، لكن مليان إحساس حقيقي:
"عايزة أقولك حاجة… يمكن معرفش أقولها بعد كده ، يمكن عمري ما هقدر أعترف بيها لو كنت صاحي، بس…"
سكتت لحظة، حست بقلبها بيدق بسرعة، قبل ما تكمل بصوت متحشرج من كتر المشاعر اللي متكدسة جواها:
"أنا بحبك… معرفش ليه، ولا إمتى، ولا إزاي، بس حبيتك."
نزلت دمعة عنيدة من عينيها، مسحتها بسرعة قبل ما تكمل:
"يمكن من أول مرة شفتك فيها، يمكن يوم الفرح، يمكن لما بقينا تحت سقف واحد، يمكن لما حميتني حتى من نفسي، يمكن لما خلاص بقيت جوزي، يمكن يوم ما عرفت إني حامل في حتة منك… ودي أسعد حاجة حصلت لي من يوم ما اتولدت."
حست إن كل كلمة بتقولها بتعري مشاعرها أكتر، لكنها استرسلت، خلاص مفيش رجوع:
"مش عارفة إمتى ولا ليه، بس أنا بحبك، وهفضل أحبك… ومستحيل أحب غيرك، رغم كل حاجة، رغم إنك مش بتحبني…"
بصّت له بنظرة طويلة، ملامحه ما اتحركتش، بس إحساسها قال لها إنه سامعها، حتى لو في اللاوعي.
قربت ببطء، ولمست خدّه بلمسة خفيفة، قبل ما تسيب بصمة من مشاعرها على عينه ببوسة سريعة، مترددة، لكنها صادقة.
وقفت، خدت نفس عميق، ومسحت أي أثر للدموع قبل ما تخرج من الأوضة… وسابت وراها اعتراف كبير، يمكن يغيّر كل حاجة لما يصحى.
بعد ما خرجت ليلى من الأوضة، ساد الصمت للحظات. أركان فتح عينه اللى كانت مثبتة على الباب اللي قفلته وراها.
ما تحركش، ما نطقش، حتى ملامحه ما تغيرتش. بس جوه صدره كان فيه حاجة غريبة، حاجة مش مفهومة.
الكلام اللي قالته ليلى لسه بيرن في ودنه، كأنه تسجيل بيتعاد مرة ورا مرة:
"أنا بحبك.. معرفش ليه، معرفش إمتى، معرفش إزاي، بس أنا حبيتك.."
شد كفه اللي كان لسه على جرحه، وكأن الألم اللي في كتفه فجأة بقى أخف من اللي جواه. زفر نفس بطيء، حط إيده على عينه، كأنه بيحاول يمسح أي أثر لكلامها من دماغه.
"بحبك وهفضل أحبك، ومستحيل أحب غيرك.."
حرك لسانه جوه فمه، وكأن طعم كلامها لسه متعلق فيه. قلبه ثابت، بارد، زي ما دايمًا كان.. بس ليه فجأة حاسس إن فيه حاجة مش مظبوطة؟
فتح عينه، بص للسقف بجمود. لا.. الكلام ده مش مهم. ما يفرقش. مش هيغير حاجة.
بس رغم كل اللي حاول يقنع نفسه بيه.. هو عارف إن اللي سمعه النهاردة مش هيتنسي بسهولة.
بعد دقائق
ليلى فتحت الباب بهدوء، وهي شايلة الأكل اللي كان في العربية، بس أول ما دخلت وشافته، وقفت مكانها للحظة.
عينيه كانت مثبتة عليها، نظرة غريبة، مختلفة.. حاجة فيها خلت قلبها يدق بسرعة، حسّت إنها مكشوفة، كأنه شاف حاجة جوه قلبها هي نفسها مش مستوعباها.
اتلخبطت، حاولت تتهرب من عيونه، بصت للأكل اللي في إيديها وقالت بسرعة وبكسوف وهي بتحاول تغطي ارتباكها:
– أنا جعت.. فنزلت جبتهم.
بس أركان ما ردش. ما حركش حتى ملامحه. كان بس قاعد هناك، ساكت، عينه عليها، كأنه بيحاول يفهم حاجة، كأنه بيشوفها لأول مرة بشكل مختلف.
التوتر زاد، ليلى عضت شفايفها بخجل، وحاولت تغيّر الجو وهي بتقرب من الترابيزة تحط الأكل:
– إنت عايز تاكل؟
أركان فضل ساكت للحظة، بعدين قال بصوت هادي بس فيه حاجة مش مفهومة:
– لا، كلي إنتِ.
بس كان واضح إن تفكيره في حتة تانية، ودي أكتر حاجة خلت ليلى متوترة. هل سمعها؟ هل عرف إنها بتحبه؟ ولا ده مجرد وهم؟
الأسئلة دي فضلت تلف في دماغها، بس الشيء الوحيد اللي كانت متأكدة منه.. إن نظراته النهاردة مش زي أي مرة قبل كده.
الباب اتفتح بهدوء، ودخل عدلي،وخرجت ليلى، عينه مليانة قلق بس ملامحه كانت ثابتة زي ما هو دايمًا.
أركان رفع عينه ناحيته وقال بصوت هادي، لكنه كان عارف إن وجوده هنا غلط:
– مش المفروض حضرتك متظهرش في أي مكان أنا فيه أثناء المهمة؟
عدلي قرب منه وخده في حضنه رغم اعتراضه، كان حضن أبوي خايف على ابنه، مش رئيس أمن الدولة اللي بيتعامل بالعقل بس. قال بصوت دافئ وهو بيطبطب عليه:
– هو أنا عندي كام ابن؟ خوفت عليك، مقدرتش أتحكم في نفسي.. أنت ابني الوحيد.
أركان تنهد، وحاول يخفف التوتر وهو بيقول بهزار خفيف:
– مش المفروض رئيس أمن الدولة والمخابرات السرية ميتصرفش بعواطفه؟
عدلي ضحك بهدوء وهو بيبعد عنه شوية:
– أنا كده اتأكدت إنك بخير.
أركان حرك كتفه بتعب وقال بجديه:
– بابا.. أوعى ماما تعرف حاجة.
عدلي تنهد وهو يهز راسه:
– مقدرش أقولها، أصلاً لو عرفت هتهد الدنيا وهتيجي تخدك من وسطهم.
أركان بابتسامة جانبية وهو بيعدل قعدته:
– عشان كده بلاش.. دا احنا لسه في البداية.
عدلي اتكأ على الكرسي اللي جنبه وقال بصوت فيه فخر:
– بس عدّينا شوت كبير بسببك.
أركان بصله بعينه الثابتة، لكنه كان حاسس بكلامه.. المهمة لسه ما خلصتش، والمخاطر اللي جايه أكبر بكتير.
عدلي وقف جنب السرير، بص ناحية الزجاج اللي كانت ليلى واقفة وراه، مش قادرة تبعد عينيها، كانت باصة لأركان بنظرة واضحة.. حب، خوف، قلق، كل حاجة كانت باينة في عينيها.
عدلي بص لأركان وقال بهدوء وهو عارف الجواب قبل ما يسمعه:
– بتحبك.
أركان ما ردش في الأول، فضل ساكت ، بعدين قال بصوت منخفض، لكنه كان حاسم:
– دا مكنش المفروض يحصل.. هي هترجع حياتها، وأنا هرجع حياتي.
عدلي لف ناحيته وسأله بجملة واحدة خلت أركان يسكت لحظة:
– واللي في بطنها؟
أركان شد عضلات فكه، عينه كانت مليانة أفكار متشابكة، اتكأ بظهره على المخدة وهو بيتكلم بصوت أهدى لكنه مش متأكد:
– مش عارف.. بس مقدرش أخده منها.
عدلي فضل ساكت لحظة، بعدها ابتسم بخفة، كأنه شايف حاجة أركان مش قادر يعترف بيها، وسابه بدون ما يرد.
أركان قام من مكانه، حركته كانت بطيئة شوية بسبب إصابته، لكنه كان مصمم يمشي.
ليلى دخلت بسرعة، قلبها وقع لما شافته بيحاول يتحرك، قربت منه وخدت خطوة لقدامه كأنها بتحاول تمنعه.
– ليلى بقلق واضح: انت رايح فين؟
– أركان بص لها بثبات وهو بيعدل هدومه: هنروح الفيلا.
– ليلى بانفعال وهي تهز رأسها: لا، انت تعبان، مش هنمشي غير لما تبقى كويس!
أركان وقف لحظة، نظرته فضلت معلقة عليها، شايف فيها خوف حقيقي عليه، مش مجرد قلق عادي. حس إنه لأول مرة في حياته، في حد بيتكلم عنه قبل ما يتكلم عن نفسه.
قرب منها خطوة، صوته كان هادي لكنه حاسم:
– أنا كويس، ومش هفضل قاعد هنا أكتر من كده.
ليلى رفعت عيونها له، الدموع كانت باينة فيها، كأنها مش مستعدة تخليه يروح في أي مكان وهو في الحالة دي. لكنها عارفة أركان، عارفة إنه عنيد، وإنه لو قرر حاجة هينفذها.
لكنها رغم كده، كان لازم تحاول.
– ليلى بصوت ضعيف لكنه مليان مشاعر: طب على الأقل خليك النهارده بس، علشان خاطري.
أركان فضل ساكت، عنيه مثبتة عليها، كانت باصة له برجاء، خوفها عليه واضح في كل حركة، وكل نفس بتاخده.
هو مش متعود حد يقلق عليه بالشكل ده، مش متعود حد يحاول يمنعه من حاجة عشان خايف عليه هو، مش عشان مصلحته أو مصلحة حد تاني.
– أركان بعد لحظة صمت بصوت هادي لكنه ثابت: ليلى..
هي رفعت عيونها له بسرعة، كأنها مستنية يسمع كلامها.
– أركان وهو بيزفر نفس طويل: يوم واحد.
ابتسامة صغيرة ظهرت وسط دموعها، قربت منه خطوة، عينيها بتلمع من التأثر:
– بجد؟
أركان هز راسه، بص بعيد عنها وهو بيعدل الجرح بإيده، مش عايز يبان إنه متأثر برد فعلها.
– بجد.. بس مش هطول.
ليلى قربت منه أكتر، بإيدين مرتعشة مسكت كمه كأنها خايفة يغير رأيه:
– مش مهم.. المهم إنك ترتاح.
أركان حس بحاجة غريبة في اللحظة دي، دفء اهتمامها كان غريب عليه، لكنه مريح في نفس الوقت. رفع عينه وبص لها، لأول مرة يحس إنه مش لوحده.
لكنه بسرعة قطع اللحظة دي، سحب كمه من بين إيديها بلطف، وبص بعيد:
– طيب.. خليني أرتاح بقى، بدل ما أغير رأيي.
ليلى ضحكت بخفة، وسابت له مساحة، لكنها فضلت واقفة جنبه، مش ناوية تسيبه لحظة واحدة..
ـــــــــــــ
في الفيلا، كانت الأجواء مشحونة، لكن في وسط كل ده، كان في عين واحدة بتدور على حاجة واحدة بس…
أسماء كانت واقفة وسط الناس، قلبها مقبوض، عنيها بتلف على كل الوجوه، لكنها مش شايفة اللي هي عايزة تشوفه. بصت ناحيه عبد الحق بقلق، وخدت خطوة لقدام، لكنها تراجعت خطوة لورا، كأنها خايفة من الجواب. وأخيرًا، جمعت شجاعتها وقالت بصوت مهزوز:
– أسماء بقلق: سعيد وهنية فين؟
عبد الحق بص لها ببرود، لكنه حس بقلقها الحقيقي، فقرر يجاوبها بدون لف ودوران:
– عبد الحق بهدوء: في المستشفى.
أسماء حسّت بكهرباء ضربت جسمها، صوتها طلع بسرعة وهي بتقول بلهفة:
– أسماء بصوت عالي وصوتها فيه نبرة رعب: يلهوي! ليه؟
عبد الحق رد بهدوء عكس اللي جوه عنيها:
– عبد الحق: سعيد خد طلقة في دراعه.
أسماء فتحت بُقها بصدمة، لكن قبل ما تهوِّش بسيل الأسئلة اللي في دماغها، كان سؤال واحد هو اللي سبق لسانها:
– أسماء وهي بترتجف: وهنيّة؟
عبد الحق لمح الخوف في صوتها، فابتسم بخفة وهو بيطمنها:
– عبد الحق: كويسة، بس قالت عايزة تبقى مع جوزها.
أسماء خدت نفس عميق، لمست قلبها بيدها كأنها بتهديه، وبعد لحظة صمت، فجأة وشها اتغير، وابتسمت بخفة، وقالت بضحك:
– أسماء بفرحه وهي بتمشي ناحية باب الفيلا: أبو نسب! وفي بوعده! وضحى بنفسه وحماها… لازم أجيب له موز مقشر وأزوره في المستشفى!
عبد الحق رفع حواجبه باستغراب، وهو بيشوف التحول الغريب في حالتها، قال بسخرية:
– عبد الحق وهو بيبص لها من فوق لتحت: انتي تمام؟ كنتي هتعملي مناحة من دقيقة!
أسماء رفعت راسها بفخر، وعينيها بيلمعوا بضحكة خفيفة:
– أسماء: أنا بس كنت خايفة على هنية، لكن طالما كويسه ومع سعيد… خلاص، الدنيا بخير!
عبد الحق هز راسه وهو بيتمتم بينه وبين نفسه:
– عبد الحق: دي مجانين رسمي!
ــــــــــ&ــــــــ
في المستشفى، كانت أسماء ماشية بسرعة، قلبها مقبوض، لكن على وشها ابتسامة خفيفة…
بمجرد ما وصلت قدام أوضة سعيد، وقفت عند الباب، بصّت جوه، وبعدها دخلت برأسها وهي بتقول بصوت عالي مليان حماس:
– أسماء بمرح: ليلي هنا؟
ليلي، اللي كانت قاعدة جنب سرير أركان، رفعت راسها بسرعة، وبمجرد ما شافتها، ابتسمت بفرحة وقالت بحماس:
– ليلي وهي بتفتح دراعها: تعالي يا مجنونة! أنا هنا… وحشتيني في الشوية الصغيرين دول!
أسماء دخلت بخطوات واسعة، لكنها وقفت فجأة، رفعت إيدها بحركة درامية وهي بتقول بمزاح:
– أسماء بضحك: استني بس… نُسلّم الأول على المصاب!
بصّت لسعيد اللي كان نايم على السرير ووشه فيه علامات الإرهاق، لكنها قررت ما تخليش الجو كئيب، فرفعت كيس الموز اللي في إيدها وقالت بمرح وهي بتغمز له:
– أسماء بتهريج: ألف سلامة عليك يا رجولة! مش خسارة فيك الموز بقشره… كنت هجيب لك القشرة بس، يلا، مش خسارة فيك عشان انقذت الكتكوت الصغير بتاعي!
سعيد رفع حاجبه وهو بيبصلها باندهاش ممزوج بضيق مصطنع، وقال بسخرية:
– اركان وهو بيحاول يكتم ضحكته: لا والله؟ طيب يا ست أسماء، المرة الجاية هتجيبي لي إيه؟ البذر بس؟
ليلي كانت بتضحك وهي شايفة تفاعلهم، الجو بقى أخف وأريح، وحست إن وجود أسماء دايما بيقدر يخفف أي توتر.
أما أركان، فكان قاعد على السرير بيتابع الكلام بصمت، ملامحه ما تغيرتش، لكنه كان مستمتع بطريقة غير مباشرة… لانه شايف ليلي مبسوطه وفرحانه
بعد مرورها مده طويله ممكن ساعه، ساعتين
في أوضة المستشفى، الجو كان مليان حياة وضحك بوجود أسماء وليلي ، واللي كانوا بيتكلموا من غير توقف…
– أسماء بضحك وهي بتشاور على كيس الموز: يا بنتي، إنتي قلتي الموز ده لجوزك!
ليلي حست بإحراج وهي بتبص لأركان بسرعة، وبعدها قالت بتلعثم وهي بتحاول تبرر:
– ليلي بحرج: أنا وهو واحد… وبعدين هو مش هيكله، فخسارة يتساب!
أسماء وهي بتبص لأركان بضحكة:
– أسماء بتهريج: مين قالك إنه مش هيكله؟
ليلي رفعت حاجبها وقالت بثقة:
– ليلي: أنا قلت!
أسماء لفت للأركان وسألته:
– أسماء وهي بضحك: صح الكلام ده، ولا ليها راي تاني؟
أركان كان متابعهم بملل ظاهري، لكنه في الحقيقة كان مأخوذ بطريقة تفاعلهم، رغم إنهم حرفيًا ما سكتوش لحظة… من ساعة ما أسماء دخلت، وهي بتحكي عن كل حاجة حصلت من أول ما ليلي خرجت من الفيلا، واتريقَت على صباح ونوال، وحكت عن الولد اللي كان واقف مع حبيبته ووقع واتزحلق، وكأن كل التفاصيل الصغيرة دي كانت تستاهل تتحكي وتضحكوا عليها!
زمان كان ممكن يزعق لهم ويطردهم برا الأوضة عشان دوشتهم، لكن دلوقتي… مش عارف ليه مكنش قادر يعمل كده. يمكن عشان ليلي قدامه، مبسوطة، مرتاحة، وبتضحك… كانت بسيطة وعادية، لكنها جميلة.
أسماء، اللي خدَت بالها من نظراته لليلي، راحت غمزت له وقالت بصوت منخفض لكنه مليان استظراف:
– أسماء بضحكة : يا عم العاشق الولهان،كلت البت بعينك مش هتطير!
أركان بص لها بحدة وهو بيحاول يخفي أي تعبير ممكن يفضحه، وقال ببرود واضح:
– أركان وهو بيحاول يظهر ثباته: أنا بس بدوّر على طريقة أطردكم بيها بالذوق، عشان كلتوا دماغي! هو إنتوا متعرفوش خالص حاجة عن أدب زيارة المريض؟
ليلي استغربت، عقلها رفض مجرد الفكرة إنه يكون مركز معاها بالشكل ده… مستحيل أركان يبص لها بالطريقة دي. فبصت لأسماء بسرعة وقالت بحرج وهي بتحاول تهرب من أي موقف ممكن يكشف مشاعرها أكتر:
– ليلي بحرج: خلاص… إحنا هنطلع وانت نام شوية!
لكن قبل ما تتحرك، سمعت صوته وهو بيقول بجملة سريعة لكنها كانت كفيلة تخلي قلبها ينبض:
– أركان بنبرة هادية بس واضحة: متبعديش من قدام الأوضة.
أسماء رفعت حاجبها بمكر وقالت بغمزة:
– أسماء بتريقة: خايف عليها صح؟
ليلي اتلخبطت، وبسرعة ضربتها في كتفها وهي بتشدها من إيدها:
– ليلي بانفعال مصطنع وهي بتحاول تخفي إحراجها: يلااااا!
خرجوا من الأوضة، لكن ليلي كانت لسه حاسة بدقات قلبها السريعة، في حين إن أركان فضل قاعد في مكانه، عينُه بتبص على الباب اللي قفل وراهم… وما كانش قادر يمنع نفسه من التفكير إنها فعلًا بقيت جزء من حياته، غصب عنه.
ـــــــــــ&ــــــــــ
في فيلا الجو كان مشحون والتوتر مالي المكان.
صلاح واقف عينيه بتلف على أولاده وأحفاده، والغضب باين في كل حركة من حركاته. فجأة ضرب بكف إيده على الطرابيزة بخشونة، صوته العالي هزّ المكان وهو بيزعق فيهم بحدة:
– صلاح بعصبية: مين اللي اتجرّأ يعمل كده؟!
الكل كان ساكت، محدش قادر يفتح بُقه… لكن نظرات متبادلة بين بعضهم، كأنهم بيحاولوا يعرفوا مين اللي غلط.
صلاح لفّ حواليهم، صوته كان مليان تهديد وهو بيكمل:
– صلاح بغضب مسيطر: اللي عمل الحركة دي واحد فيكم غيران… واحد فيكم مش عاجبه إني اخترت سعيد يمسك الشغل! عارفين ليه اخترته؟ عشان حتة واد لسه صغير، بس دماغه توزنكم كلكم!
وقف فجأة عند أقرب شخص ليه، وبصّ في عينه بنظرة تخلي أي حد يحس بالخوف الحقيقي:
– صلاح بنبرة منخفضة لكنها مليانة وعيد: وأنا هسمح إنه يموت؟ طالما أنا عايز كده، محدش يقدر يلمسه!
اتحرك تاني، ومشي وسط الرجالة بنظرات مسمومة، وهو بيزود الضغط على أعصابهم:
– صلاح بحزم: اللي أنا بقوله هو اللي بيتنفّذ، وأي حد يخالفني… نهايته محسومة! بس فيه واحد فيكم غبي أوي، فاكر إنه يقدر يلعب معايا اللعبة دي… فاكر إنه هيخلص منه وبعدها الموضوع هينتهي وأنا هسكت؟!
لف وشه بحدة، وصوته علي أكتر وهو بيختم كلامه بتهديد مباشر:
– صلاح بحدة: اللي عمل كده هيتحاسب، حساب تقيل… لأنه مش بس خالف كلامي، لا… ده لعب بالنار!
صلاح لفّ حواليهم بنظرات حادة، عيونه كانت نار مشتعلة، والغضب في صوته كان واضح وهو بيبص لهم بجمود، كل واحد فيهم حاسس إن نهايته ممكن تكون أقرب مما يتخيل.
وقف في نص القاعة، وصوته كان واطي لكن وقع كلماته كان تقيل على الكل:
– صلاح بنبرة قاطعة: اللي عمل كده… بدل ما تبقى نهايته الموت، واقسم بالله هقت*لوا حتى لو كان ابني… أو حفيدي!
عيونه لفت عليهم، محدش قادر يتحرك، محدش قادر حتى يتنفس بصوت عالي. الكل فاهم إن صلاح مش بيهدد… صلاح لما يقول حاجة لازم تتحقق في الوقت والحال.
اتقدم خطوة للأمام، ورفع صوته وهو بيكمل:
– صلاح بحدة: نهاية الخيانة… الموت!
اتوتروا أكتر، كل واحد فيهم بيبص للتاني، خايف يكون هو المشتبه فيه الجاي.
صلاح ضرب بكعب جزمته على الأرض، الصوت كان كأنه رصاصة عدّت في المكان وهو بيقول:
– صلاح بصرامة: لو فعلاً مش عايز تموت، وعايز عقابك يكون أقل… تفتح بقك دلوقتي وتقولي مين اللي عمل كده؟ عملها ليه؟ وإزاي؟!
وقف منتظر… والعيون كلها على بعضها، اللي بيتوتر، واللي قلبه بيدق بسرعة، واللي بيحاول يداري خوفه… بس صلاح شايف كل حاجة، ومستني اللى عمل كده ينهار!