رواية زواج في الظل الفصل التاسع والعشرون29بقلم ياسمين عطيه
قاعة الاحتفال كانت مليانة ناس، كل العيون عليه، تصفيق حار، نظرات إعجاب وفخر، الأضواء كلها مسلطة على البطل اللي حقق المستحيل… أركان واقف وسطهم، وشه جامد كالعادة، لكنه كان حاسس بحاجة ناقصة، بحاجة مش مكملة الصورة…
أخد الوسام، ابتسم ابتسامة رسمية، سمع كلمات التقدير، لكن ولا لحظة حس إنه مبسوط بجد. الناس كلها موجودة… أبوه، أمه، غادة، عماد، جده، عمر، أصحابه، قادة البلد، حتى رئيس الجمهورية كان هناك… لكن قلبه كان فاضي.
في اللحظة دي، رفع عينه لا إراديًا، ولقاها داخلة.
يارا.
خطواتها كانت عادية، كأنها حد غريب عدى قدامه بالصدفة. مفيش حاجة جواه اتحركت، لا نبض أسرع، لا شعور بالحماس زي زمان. مفيش حاجة.
حاول يقنع نفسه إنه مش مركز، يمكن عشان عقله مشغول بليلى والعيال، يمكن لأنه مشاعره اتبدلت بسبب اللي حصل بينهم قبل كده. بس لا… مكنش ده السبب.
معقول؟
معقول يكون عمره ما حبها بجد؟ يكون كان متمسك بيها بس عشان العِشرة، عشان الصورة اللي رسمها ليها في خياله؟
قعدت جنبه، بصت له بابتسامة هادية وقالت:
"مبروك."
رد بهدوء:
"الله يبارك فيكي."
سكتت لحظة، عيونها لفت حوالين المكان، وبعدها سألته بصوت هادي لكنه تقيل عليه:
"مراتك وأولادك فين؟"
ما ردش فورًا، كان عارف إن السؤال ده جاي، وعارف إن جوابه مش سهل، لكنها كملت قبل ما يقدر يقول حاجة:
"كنا دايمًا بنتخانق وإحنا صغيرين وأقولك مش هسمي عيالي تاليا وريان، بس أنت سميتهم فعلاً… من واحدة تانية."
جملة صغيرة، لكن وقعها عليه كان عنيف. قلبه اتهز، إحساسه كله اترج، بس ملامحه فضلت جامدة وهو يرد ببرود مصطنع:
"هي مبقتش في حياتي خلاص يا يارا."
سكتت، لكنه شاف في عيونها إنها مش مصدقة، كأنها شايفة اللي هو مش عايز يعترف بيه. بصت له بغموض وسألته:
"هتعمل إيه في اللي جاي؟"
زفر نفس تقيل وقال وهو يبص بعيد عنها:
"عايز أسافر يومين أرتب أفكاري وهرجع."
يارا ضيقت عيونها، كأنها بتفكر في حاجة، وبعدها قالت بهدوء مش مفهوم:
"بتحاول تهرب؟ من نفسك… منها… ولا مني؟"
أركان بص لها بحدة، لكن صوته فضل ثابت وهو يقول:
"أنا لا بهرب منك ولا منها، أنا لأول مرة حاسس إني عايز أرتاح… والفرصة جت وقتها دلوقتي."
يارا اتنهدت:
"لو حابب تتكلم، أنا موجودة… ومستنياك."
مشيت، سابته مع أفكاره، مع قلبه اللي مش عارف يلاقي له مخرج… ومع إحساسه اللي لأول مرة، بقى عاجز عن تحديد طريقه.
ـــ&ــــ
في الحفلة، الصحاب كانوا مبهورين بأركان، الكل كان بيهزر ويتكلم بحماس، وهو قاعد وسطهم، بس عقله كان في حتة تانية خالص.
أدهم وهو بيقرب منه بابتسامة:
"تصدق يا أركان، المهمة دي لو كان سعادة اللواء أبوك قال لأي حد غيرك يعملها، مستحيل كان حد يوافق! فحظه إنه أبوك، فغصب عليك، أهالينا دول."
ضحكوا كلهم، لكن نظرة أركان مكنتش بتضحك، كانت عينه ثابتة، فيها حاجة مش مفهومة.
عمر وهو بيرمي كلمة بضحكة:
"الصراحة، آه يعني، أنا لو جم قالولي اتجوز عشان شغل، هسيب الشغل!"
ضحكوا بصوت عالي، بس أركان كان ساكت، ماسك كوبايه في إيده وبيضغط عليها كأنه بيحاول يفرغ الغضب اللي جواه. كان في وسطهم، بس في الحقيقة كان بعيد، بعيد أوي…
أركان واقف بهدوء، ملامحه جامدة بطريقة غير معتادة، حتى على شخصيته الجادة. فريده وقفت تراقبه من بعيد، قلبها كان حاسس إن في حاجة غلط. دا ابنها، وعمره ما بان عليه الضعف، بس النهارده… ملامحه مش مجرد برود، دي كأنها انكسار، كأن في حاجة من جواه ماتت.
عدلي كان واقف جنبها، حس بنظراتها، فهم من غير ما تسأل، بص ناحيته بحذر، وكأن عنده نفس التساؤل: "هو مالُه؟"
فريده همست لنفسها وهي تبص ناحية الباب لما شافت يارا داخلة، لابسة فستانها الفاخر، متألقة زي العادة…
"طب ما هي يارا أهي، جت عشانه، يبقى إيه اللي ناقص؟ ليه لسه مكسور؟"
عينها رجعت تاني على ابنها، بس لقيته مابصش ليارا حتى، كأنها مجرد شخص عادي مر قدامه. المرة دي قلبها اتقبض أكتر… يمكن بسبب ولاده؟ يمكن بسبب المهمة؟ ولا يمكن… بسبب ليلى؟
عدلي قرب منها شوية وهمس بصوت واطي:
"ابننا موجوع، ومش قادر يعترف."
فريده بصت له بحيرة، حسّت إنها خلاص فهمت… بس السؤال الحقيقي: "هيعترف إمتى؟"
ـــــ&ـــــ
أوضة ليلي
دخلت أسماء وهي شايلة ابن أميرة على كتفها، بصت لليلي بضحكة وقالت:
"يا ليلي، الواد ابن أختك دا هاري تاليا بوس رايح جاي، وبيقولها يا تاليتي! صدق فعلاً إنه هيتجوزها بجد… ده لو هيزنها دهب مش هنجوزهالوا، معندناش بنات للجواز كده بالساهل!"
ليلي، اللي كانت عينيها لسه مبلولة بالدموع، مسحتها بسرعة عشان محدش ياخد باله.
أسماء لمحت نظرتها المشتتة وهي باصة للشاشة اللي قدامها، قامت على طول وطفت التلفزيون، وقعدت جنبها بحنية، محاولة تخفف التوتر اللي في الجو. قالت بمرح وهي بتقرصها في دراعها:
"لا بقولك إيه، إحنا هنعمل سبوع يكسر الدنيا عشان العيال، فرح رسمي بقى!"
ليلي حاولت تسايرها في الكلام، عايزة تهرب من دوامة التفكير، فردت بابتسامة خفيفة:
"طب جهزي كل حاجة بقى، وأنا هاجي على الجاهز… مش قادرة أعمل حاجة خالص."
أسماء ضربت كفها في كفها بتهريج وقالت بمرح:
"عنيا! الجوز وشفتري اللوز ، وإنتِ بس ريحي دماغك."
ليلي فضلت تضحك، وأخيرًا حسّت للحظة إنها بعيدة عن كل الوجع اللي عيشته.
في وسط ضحكهم ،أسر شد ليلي من كتفها وقال بزعل طفولي:
"يا خالتو، أسماء مش راضية تخليني أشيل تاليا، وبتقولي مش هتجوزها!"
ليلي ضحكت بحنية، وخدته في حضنها وهي تمسح على شعره:
"يا أول فرحتي، محدش يقدر ياخدها منك… متغلاش عليك، بس هي لسه صغيرة، استناها لما تكبر."
أسر وهو رافع تلات صوابع قدامها بعيون مليانة إصرار:
"استناها دول!"
ليلي ضحكت أكتر، وباست خدوده بحب:
"اللى انت شايفه."
أسماء وقفت جنبهم، وهي عاملة فيها جدية بس ضحكتها فضحاها:
"آه، استناها 30 سنة!"
أسر بص لها بعيون مستغربة وهو مفكرها بتتكلم بجد:
"هما تلات أيام بس، خالتو قالت!"
ضحكة ليلي علت وهي تبص له بحب، وأسماء زغدته على دراعه وهي بتضحك:
"اه يا شقي، ربنا يستر علينا منك بقى!"
ـــــــــــ&ـــــــــ
في فيلا الجارحي، وبعد انتهاء الحفلة، الكل كان متجمع بأمر الجد. الجو كان رسمي، لكن مشحون بتوتر غريب.
الجارحي بص لكل الحاضرين، صوته كان مليان حزم وثقة:
"أنا مجمعكم عشان الفرح يبقى فرحتين… بعد ما كل حاجة خلصت، واللي كنا مستنيينه يحصل من زمان، هيحصل أخيرًا. مفيش داعي نأجل فرح أركان ويارا."
الصدمة خيمت على الجميع.
أركان نفسه كان واقف بدون أي مشاعر واضحة، مش عارف يفرح ولا يزعل… عنيه مكنتش بتعبر عن حاجة، كأنه مش موجود أصلًا.
عدلي كان شايف إن الجوازة دي مستحيلة، وإن القرار ده متسرع جدًا.
أما فريدة، أول ما بصت لابنها وشافت الضياع اللي فيه، حسّت إنه مش جاهز، وإنه محتاج وقت عشان يعرف هو عايز إيه فعلًا، مش حد يفرض عليه قرارات تانية زي كل مرة.
على الناحية التانية، عماد كان مرحب بالفكرة، شايف إنها خطوة طبيعية بعد كل اللي حصل.
لكن غادة كان وضعها مختلف تمامًا… اتكلمت بصوت هادي لكنه مليان احترام وحزم في نفس الوقت:
"إحنا كلنا بنحترمك يا بابا، لكن الجوازة دي مستحيلة. أركان متجوز دلوقتي، وبقى أب… ولو حضرتك شايف إنه مش بيحبها، فهو لسه مطلقهاش. لما حياته معاها تنتهي وتستقر، ساعتها نفكر في حياته مع يارا. دا طبعًا لو يارا لسه عايزة تتجوزه بعد كل اللي حصل…"
الكل بص ليارا، مستني رد فعلها…
الجد بص ليها وسألها مباشرة:
"إنتِ موافقة يا حبيبتي؟"
يارا، بدون أي تردد، بصت له وردت بثبات:
"أيوه يا جدو… موافقة."
صمت قاتل نزل على المكان.
إزاي؟!
يارا اللي كانت قافلة موضوعها مع أركان نهائي، دلوقتي بتقول إنها موافقة تتجوزه؟!
نظرات الاستغراب والخضة كانت واضحة على وشوش الكل، لكن الجد كان واثق وهو بيكمل قراره:
"يبقى خلاص… هنعمل خطوبة مبدئية، لحد ما إجراءات الطلاق تخلص بسرعة."
الصدمة التانية كانت أقوى من الأولى…
الموضوع مش مجرد إعلان، دي خطة محكمة عشان يتم كل حاجة بسرعة… وكأن حد بيحاول يدفن كل اللي حصل، وينهي القصة قبل ما تبدأ من جديد.
ــــــ&ـــــــ
في جنينة فيلا الجارحي – ليلًا
(هدوء يخيّم على المكان، أصوات النسيم تتخلل الأشجار، وأضواء الفيلا تنعكس على العشب الأخضر.. يارا واقفة قدام أركان، عنيها بتدور في ملامحه كأنها بتحاول تقرأ اللي مش قادر يقوله، وهو واقف قدامها، إيده في جيب بنطلونه، وملامحه جامدة أكتر من اللازم.)
يارا وهي بتراقب تعابير وشه: "حاساك مش فرحان إننا هنتجوز."
(عين أركان تلمع للحظة قبل ما يشيح بنظره بعيد كأنه بيهرب، بياخد نفس بطيء، وبيتكلم بصوت هادي لكن جاف.)
أركان وهو بيعدل ياقة القميص: "لا.. خالص.. أنا بس تعبان من المهمة ودماغي مشغولة بأكتر من حاجة.. أهم حاجة، إنتِ فرحانة؟"
يارا بابتسامة خفيفة : "آه.. جدًا."
(أركان بيلاقي نفسه بيتفرج عليها وهي بتتكلم، حاجبه بيترفع بخفة وهو بيفكر في كلامها، بيفكر في آخر مرة اتكلموا مع بعض وإزاي كان كلامها مختلف تمامًا.)
أركان بصوت هادي لكنه محمل بشيء مش مفهوم: "غريبة.. آخر مرة اتكلمت معاكي، قلتيلي كلام غير ده."
(يارا بتتنفس ببطء، بتحرك شعرها الوردي ورا ودنها ، وبعدين بتقرب منه خطوة، عنيها بتلمع تحت ضوء الحديقة الخافت.)
يارا بصوت واثق : "صدقتك.. عشان إنتَ ما بتكذبش.. طالما قولت اللي حصل بينك وبين ليلى غلطة، فهو فعلًا غلطة.. وإن كان على حملها، فهو غصب عن الكل.. ونصيب.. مش أنا فاهمة صح؟"
(أركان بيتجمد لثواني، بيشيح بنظره بعيد عنها بسرعة، كأنه بيهرب من مواجهة عينيها اللي بتحاول تفهم أكتر مما هو مستعد يقوله.. إيده بتتشابك مع بعضها بعصبية خفيفة، وبياخد نفس بطيء قبل ما يرد بصوت خافت.)
أركان وهو بيبلع ريقه وبيخفي حاجة في قلبه: "آه.."
(يارا بتلاحظ تردده، عنيها بتتضيق بخفة وهي بتميل بوجهها ناحيته تحاول تمسك نظراته...)
يارا بصوت أهدى لكنه حاد: "ليه حاسة عينك بتقول حاجة غير كده؟"
(الصمت بيستمر.. أركان مش قادر يرفع عينه ليها، كأنه لو بص فيها هتعرف كل اللي مش قادر يعترف بيه.. في اللحظة دي، يارا بتاخد خطوة صغيرة ناحيته، بتقرب كفاية لدرجة تقدر تلاحظ التوتر اللي ظهر في عينيه رغم كل محاولاته إنه يخفيه.)
أركان بصوت منخفض لكنه حاد: "إنتِ عايزة تسمعي مني إيه بالظبط، يارا؟"
يارا بابتسامة هادية : "مش عايزة أسمع حاجة .. عايزاك تكون مبسوط بس وإحنا مع بعض."
(أركان بيلف وشه لها ببطء، عنيه بتتأمل ملامحها.. كلامها كان المفروض يريّحه، يفرّحه.. يارا، حبيبته اللي كان بيحبها من سنين، لسه متماسكة بيه، بتحبه، وعايزة تكمل حياتها معاه، كل حاجة رجعت زي ما كانت.. المفروض يحس إنه مرتاح.. المفروض..)
(لكن هو مش مبسوط.. ليه؟ ليه كل حاجة في الحياة دي بقت تقيلة عليه؟ ليه كل حاجة كان بيتمناها زمان، بقت دلوقتي كأنها سجن عايز يهرب منه؟)
(بياخد نفس بطيء، إحساس الاختناق بيزيد، كأن الدنيا بتضيق عليه.. فجأة بيحس إنه عايز يهرب.. لكن يهرب على فين؟ أكيد مش عند ليلى.... مش عند الفوضى اللي جوه قلبه.. بس برضه، مش قادر يفضل هنا.)
(نظره بيتحرك بعيد، بعيد عنها، بعيد عن كل حاجة)
ـــــ&ــــ
كانت فريدة واقفة قدام المرآة بتعدل طرحتها، وهي شايفة عدلي بيلبس. قربت منه وسألته بنبرة فضولية:
"رايح فين يا عدلي كده؟"
رد عليها وهو بيلبس ساعته:
"هروح سبوع ريان وتاليا."
رفعت حاجبها بدهشة:
"هو النهاردة؟"
عدلي بابتسامة خفيفة:
"آه، جدتهم اتصلت وعزمتني."
تقدمت خطوتين ناحيته وقالت بهدوء:
"طب هو أنا ينفع أجي؟"
بص لها عدلي للحظة، وبعدها هز رأسه بموافقة:
"آه ينفع، البسي وتعالي."
خرجوا سوا وركبوا العربية، وأثناء ما كانوا بيجهزوا للانطلاق، يارا كانت واقفة في الجنينة مع أركان، لمحتهم فسألت بنبرة مستغربة:
"رايحين على فين كده؟"
عدلي وهو بيركب العربية:
"سبوع ريان وتاليا."
اتسعت عيون يارا وخدت خطوة لقدام:
"أنا عايزة أجي معاكم."
قبل ما عدلي يرد، فريدة التفتت لها بحرج وقالت:
"لو الموضوع مش هيضايقك، تعالي."
هزت يارا رأسها بسرعة:
"لا خالص، أنا حابة أجي معاكم." ثم التفتت لأركان وقالت :
"ما تيجي انت كمان يا أركان؟"
أركان كان واقف ببرود، عيونه فيها لمعة غريبة، هز رأسه بمعنى "لا"، وقال بصوت هادي لكنه قاطع:
"روحوا انتوا."
فريده حست بحاجة غريبة في نبرته، كأنه بيهرب من حاجة جواه، لكنه قرر يدفنها بدل ما يواجهها...
ــــ&ــــ
جنينة البيت الصغير عند ليلى.. الزينة البسيطة معلقة على الأشجار، أنوار ملونة خافتة بتدي المكان دفء، والترابيزات الصغيرة مليانة حلويات وأكياس السبوع التقليدية.. صوت زغاريد أم ليلى "فوزية" مالي الجو، والضحك منتشر في المكان.. الترابيزة في النص، وعليها سريرين صغيرين، واحد فيهم نايم فيه "ريان"، والتاني فيه "تاليا"، اللي بتحرك إيديها الصغيرين في الهواء.)
(ليلى واقفة جنب السريرين، لابسة جلابية بيت واسعة لكن شكلها أنيق،ووشها فيه إرهاق، لكن ملامحها مليانة رضا وفرحة.. عنيها بتتنقل بين التوأم وكأنها لسه مش مستوعبة إن دول ولادها.. قلبها بيدق بسرعة كل ما تبص عليهم.)
أسماء وهي بتضحك وتمد إيدها تداعب خد تاليا: "يا ناس على الجمال.. تاليا شعرها شبهك بالظبط يا ليلى!"
أميرة وهي تبص لريان: "بس الولد واخد من أبوه.. نفس النظرة اللي تخوف!"
(ليلى بتضحك بخفة، بس عنيها بتهرب بعيد للحظة، كأنها بتتجنب تفكر في كلام أميرة.. بتاخد نفس عميق، وترجع تبص لعيالها.)
فوزية وهي توزع الشربات بحماس: "صلوا على النبي، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد!"
(أصوات التهليل والتكبير بتملأ المكان، والكل بيتبسم، وفجأة "أسر"، ابن أخت ليلى، بيجري ناحيتها، ماسك شخشيخة، وعينيه بتلمع وهو يبص على تاليا.)
أسر بحماس وهو يشاور على الطفلة الصغيرة: "خالتو ليلى.. كده تاليا كبرت.. ينفع أتجوزها؟"
(ضحكة عالية بتنفجر من اللي حواليهم، وفوزية تمسك بطنها من الضحك، اميره تمسح دموع عينيها من كتر الضحك.. ليلى تنفجر في ضحكة هي كمان، تمسك خدوده وتقرصها بحنية.)
أميره وهي تضحك: "يا واد بقى، دي لسه مولودة!"
أسر بعناد وبراءة: "ما هو لما أكبر هتكون كبرت برضه!"
(الضحك يستمر، والمزيكا التقليدية تشتغل، وفوزية تبدأ ترقص بخفة وسط تصفيق وضحك الحاضرين.. ليلى تبص لولادها تاني، عنيها تمتلئ بمشاعر متلخبطة، بس بسرعة تهز رأسها كأنها بتطرد أي أفكار.. النهاردة يوم فرح، ولازم تفرح.)
وأثناء ما الجو مليان فرحة وضحك، فجأة الحركة بتهدى شوية لما الباب يفتح ويدخل عدلي ومعاه فريدة ويارا.. الحضور بيتلفتوا ناحيتهم، والهدوء بيسيطر للحظة، قبل ما فوزية تكسر الصمت .)
فوزية وهي تفرش ابتسامتها: "نورتوا.. اتفضلوا!"
(عدلي بيهز رأسه بابتسامة هادية وهو يبص على ليلى، عنيه بتمسح المكان بسرعة، كأنه بيتأكد إن كل حاجة تمام.. فريدة بتدخل ووقفتها فيها رهبة، ست عظيمة، شكلها بيفرض احترامها، لكن عنيها فيها لمعة مختلفة وهي تبص على السريرين الصغيرين.. بتاخد نفس عميق، وقلبها يدق بسرعة وهي تقرّب، كأنها بتحاول تخفي تأثرها.)
فريدة بصوت هادي لكنه مشدود: "دول.. تاليا وريان؟"
(ليلى بتبلع ريقها وهي تهز رأسها، عنيها بتتحرك بسرعة بين فريدة والتوأم.. كانت متوقعة نظرة استنكار أو برود، لكنها لقت حاجة تانية.. حاجة شبه الحنان.. فريدة بتمد إيديها بهدوء، تلمس خد تاليا بخفة، والأمومة اللي جواها بتطغى غصب عنها.)
فريدة وهي تهمس لنفسها: "سبحان الله.. نسخه من أركان .."
(ليلى بتراقبها في صمت، ملامح فريدة بتتغير، القسوة اختفت.. الحاجة الوحيدة اللي باينة في وشها هي الفرحه .. جواها صراع، بس الحب أقوى، وده ظاهر في طريقتها وهي تبص لريان اللي نايم بملامحه الهادية، نسخة من أبوه.)
(وسط المشهد ده، ليلى بتحس بحركة، فبتلف وشها، وعنيها بتقع على يارا.. لأول مرة تشوفها قدامها، مش مجرد اسم سمعته.. جميلة، مهندمة، كل حاجة فيها لايقة على أركان.. ليلى بتاخد نفس عميق، وتحس بحاجة غريبة.. إحساس بالخسارة.)
ليلى (في سرها): "عنده حق يحبها.."
(يارا بتاخد خطوة ناحيه ليلي، تبتسم بسمة ناعمة، وتقول بصوت ناعم بس قاطع.)
يارا: "على فكرة.. خطوبتي على أركان الخميس الجاي."
(الجملة بتقع على ودن ليلى تقيلة.. صوت الضحك اللي كان مالي المكان فجأة بيختفي بالنسبالها، وكأن كل الأصوات تلاشت.. بتحس بقلبها بينزل لتحت، حاجة بتوجعها جواها، حتى لو مش عايزة تعترف بده.. بتحاول تبتسم، تبان عادية، بس عنيها بتفضح كل حاجة.)
(بتاخد نفس، تهز رأسها، وتحاول ترد بهدوء، لكن صوتها بيطلع أوطى بكتير مما توقعت.)
ليلى: "مبروك.."
(يارا بتبتسم ، وعنيها بتفضل ثابتة على ليلى، كأنها مستنية تشوف رد فعلها.. لكن ليلى مش بتديها الفرصة، بتلف وشها ناحية التوأم، وتحاول تركز فيهم، كأنهم المنقذ الوحيد لها دلوقتي من المواجهة دي.)
(عدلي بيحس بالتوتر، فيحاول يغير الجو)
(فوزية، أم ليلى، واقفة في النص، ماسكة الغربال اللي هيتعمل فيه طقس التخطي.. عنيها بتلمع بفرحة وهي تنادي بأعلى صوتها.)
فوزية: "يلا يا جماعة، لازم تخطي فوق عيالك سبع مرات!" عدي يا ليلى عشان عيالك يبقوا رزقهم واسع وعمرهم طويل!"
(ليلى، بجلابيتها البيت المريحة، تضحك بخجل، لكنها ترفع راسها بحماس وتمسك فستانها بخفة، قبل ما تبدأ تخطي فوق الغربال اللي فيه التوأم، ووشها مشع بالسعادة. الحاضرين يصفقون، والزغاريد تملأ المكان.)
(بعد التخطي، صوت "دقوا الطبل.. دقوا الطار.. سبوع ابننا زين الأنوار!" بيشتغل، ويبدأوا طقس "دق التوم"، حيث تمسك فوزية فصين توم وتدقهم جنب ريان وتاليا وهي تقول بصوت عالي مليان بركة ودعوات.)
فوزية: "اللهم احفظهم من العين والحسد، واجعلهم من الصالحين يا رب!"
(بعدها تقول: "اسمع كلام أمك وكلام أبوك!")
(أسماء، صاحبة ليلى، تخطف الهون منها بضحكة وتقول بحماس وهي تهزها فوق رأس ريان.)
أسماء: "اسمع كلام أمك وما تسمعش كلام أبوك! خدها قاعدة يا واد!"
الناس ينفجرون في الضحك
(فوزية تضحك وهي تحط إيديها على كتف ليلى بحنان، بينما أميرة، أخت ليلى، تمد إيديها تاخد ريان وتهمس بحب.)
أميرة: "ربنا يحفظكم يا حبايبي، ويجعلكم قرة عين لأمكم."
(وسط الجو العائلي الدافئ، عدلي بيقف من بعيد، عينه بتتنقل بين ليلى والتوأم ،مش مصدق إن دي نتيجه المهمه انوا بقى جد، وفريدة واقفة جنبه، ملامحها متغيرة.. كانت رافضة الجوازة، لكن قدام المشهد ده، وقلبها اللي دق لما بصت لأحفادها، بتلاقي نفسها بتبتسم غصب عنها، وفي عيونها لمعة حنان ما كانتش متوقعة تحسها.)
(وسط الجو الفرِح، الأطفال الصغيرين يجرون حوالين الترابيزة، يلمّون أكياس السبوع المليانة حمص ومغات وفول سوداني
(وسط كل الفرح، ليلى بتاخد لحظة لوحدها، بتبص على ابنها وبنتها، عنيها بتتلين وهي تحس بمشاعر غريبة.. فرحة، خوف، مسؤولية.. وسؤال بيتكرر جواها، تهمس بيه لنفسها وهي توطي تحضنه بخفة.)
ليلى (بصوت خافت وهي تلمس خد ابنتها): "أبوكم لو كان هنا.. كان هيبقى فرحان ولا..؟"
(لكنها بسرعة بتمسح الفكرة من دماغها، بترجع تبص حواليها، بتقرر تستمتع باللحظة، بالناس اللي حواليها، وبالفرحة اللي أخيرًا داقت طعمها.. حتى لو كان ناقصها حاجة، أو حد..)
لكن وسط ده كله، هو كان واقف بعيد.. بعيد قوي، بس شايف كل حاجة.)
(عينيه كانت مثبتة عليها، على ليلى.. على التوأم اللي ملفوفين في بطانيات صغيرة، شكلهم بريء كانوا عياله، دمه، لحمه، لكنه لحد دلوقتي ما لمسهمش، ما شالهمش، ما بصش في عينيهم وهو عارف إنهم ليه..)
(صدره كان بيوجعه، مش عارف ده فرح ولا وجع، ولا اتنين مع بعض.. كان عايز يروح، يشيلهم في حضنه، يحس بيهم، يلمس إيديهم الصغيرة، يسمع صوتهم.. لكن رجليه مشلولة قلبه متلخبط، عقله بيحاول يقنعه بحاجة، لكن عقله بيقول حاجة تانية.
(ابتسامتها وهي بتبص لهم.. الطريقة اللي لمست خد بنتهم.. الهمسة اللي قالتهالو الهوى ووصلت له قبل ما يسمعها بأذنه، كانت كافية تهز كيانه.)
أركان (بهمس وهو عينه عليهم): "أنا هنا.. كنت هنا طول الوقت."
(يبلع ريقه بصعوبة، يحاول يسيطر على مشاعره، لكن فكرة واحدة بتزن في دماغه.. اللي كانت من شهور ماشية قدامه ببطنها الكبيرة، كانت شايلة حياته جوه، والنهاردة.. النهاردة بقت أم، هي كويسه قدامه ودي اكتر حاجه مفراحه .)
(عينه تنزل على رايان وتاليا.. بيقولوا شبهوا ، شايف نفسه فيهم رغم إنه ما لمسهمش، ما حضنهمش، ما نطقش باسمهم.. قلبه يتقبض، إيده تتحرك لا إراديًا كأنه هيقدم خطوة.. لكنه يتراجع، يعض شفايفه بحسرة)
بيحس بوجود حد جنبه، يلتفت يلاقي عدلي واقف، نظراته هادية بس مليانة فهم لكل حاجة بتحصل جواه.)
عدلي (بهدوء وهو بيبص ليه): "مش عايز تشوف ولادك؟"
أركان (يزيح نظره بسرعة ويرجع يبص قدامه): "مالوش لازمة.. هي كويسة، العيال كويسين، وأنا.. أنا مكاني مش هنا."
عدلي (ساخرًا وهو يهز رأسه): "آه طبعًا.. مكانك مش هنا، بس واقف مرابط بقالك ساعة بتبص عليها وعلى عيالك!"
(أركان يضغط شفايفه بغضب مكبوت، ينقل نظره بعيد كأنه بيهرب، لكنه ما يقدرش ينكر الحقيقة اللي عدلي شايفها بوضوح.)
أركان (بصوت هادي لكنه مش ثابت): "أنا مش عايز أعلقها بيا.. ليلى دلوقتي عندها حياتها، وأنا عندي حياتي، مش عايز ألعب بمشاعرها، مش عايز أوهمها بحاجة مش موجودة."
عدلي (يبتسم بهدوء، نبرته مليانة يقين): "وأنت متأكد إن مشاعرك مش موجودة؟"
أركان (بعصبية وهو يعدل ياقة قميصه): "مش موضوعي دلوقتي يا بابا! هي تستحق حد يحبها بجد، حد يبقى واثق من مشاعره، مش حد زيي مش عارف هو عايز إيه.."
عدلي (يحط إيده على كتفه، صوته مليان جدية): "وهو أنت مش عارف فعلًا؟ ولا بتكابر؟"
(أركان ما يردش، يفضل ساكت، لكن تعابيره كلها صراع، كأنه بيحارب فكرة مش عايز يعترف بيها.. عدلي يتنهد، يشاور بعينه ناحية ليلى اللي بتضحك وهي بتلاعب تاليا، الفرحة واضحة في وشها، لكنه يقدر يلمح الحزن الخفيف اللي مستخبي في عيونها.)
عدلي (بهدوء): "بص عليها.. بص على الضحكة اللي لسه فيها غصة.. على الفرحة اللي ناقصها حاجة.. ناقصها حد."
(أركان ياخد نفس عميق، يحاول ما يركزش في كلامه، لكنه غصب عنه بيبص.. وبيحس، وكل حاجة جواه بتتهز.)
عدلي (بصوت هادي لكنه حاسم): "أنت بتحبها.. متعندش مع نفسك، كفاية اللي فات.. كفاية تضيع كل اللحظات الحلوة دي، اللي مش هترجع تاني."
(أركان يحس بكلماته تضرب جواه.. يعرف إنه مش سهل يعترف، مش سهل يواجه نفسه، بس الأكيد إنه مش قادر ياخد خطوة للوراء.. ومش متأكد لو كان عنده الشجاعة ياخد خطوة لقدام.)
(أركان يسيب أنفاسه ببطء، عيونه متعلقة بليلى والتوأم، كلام عدلي مش سهل، بيهزه، بيفتح جواه حاجات كان بيحاول يقفلها.. يحاول يهرب من الحوار، لكنه يحس بإيد عدلي بتضغط على كتفه، تجبره يفضل واقف في المواجهة.)
أركان (بصوت هادي لكنه مش ثابت): "أنا مش عايز أظلمها.. مش عايز أخليها تعيش على أمل مش موجود."
عدلي (يبتسم ابتسامة صغيرة وهو يهز راسه): "وأنت فاكر إنك مش ظالمها كده؟ أنت محسسها إنك مش موجود، بتكسر قلبها وهي بتحبك وانت كمان بتحبها بس بتكبر نفسك عشان مقتنع بفكره انه مستحيل يحصل بس حصل كان نصيبك تحبها وتعيش كل اللي عيشته معاها
(أركان يشد حواجبه، يحس بجملة عدلي بتخبط فيه بقوة.. هو فعلًا واقف في النص، لا قادر يبعد، ولا قادر يقرب، حابسها معاه في نفس الدائرة اللي مش عايز يعترف بوجودها.)
عدلي (بهدوء وهو بيحط إيده في جيبه): "بس خليني أقولك حاجة.. مش كل مرة هتلاقيها مستنياك، مش كل مرة هتبص في عيونها وتلاقيك أنت فيها.. في وقت، لو فضلت زي ما أنت، هتلف تلاقيها مشيت، وتأكد ساعتها إن الندم مش هينفع."
(أركان يحس بحرارة الكلام، يحاول يتمسك بجدار البرود اللي عامله لنفسه، لكنه ينهار شوية.. عيونه ترجع لليلى، تراقبها وهي بتهزر مع أسماء وأميره، تاليا في حضنها، ورايان مع فوزية.. شكلها بقى مختلف، أمومتها زادت في ملامحها، في نظرتها، بس حاجة واحدة لسه زي ما هي.. قلبها، اللي كان دايمًا مليان بيه.)
أركان (بصوت خافت، كأنه بيكلم نفسه): "وأنا.. وأنا هعرف أحبها بالشكل اللي تستحقه؟"
عدلي (بابتسامة صغيرة): "إنت أصلاً بتحبها، بس مش راضي تعترف.. والحب عمره ما كان له شكل ثابت، المهم إنك تكون عايزها، وإنك تحاول."
(أركان يبلع ريقه، أول مرة حد يواجهه بالحقيقة اللي كان بيهرب منها، يسيب نظره على ليلي للحظات، قبل ما يبعده بسرعة، كأنه خايف يتورط أكتر، خايف يعترف، خايف يقرب..)
أركان (يحرك راسه بإصرار): "لسه مش قادر يا بابا.. مش قادر."
(عدلي يبتسم بحكمة، كأنه متوقع الرد، لكنه مش مستعجل، يربت على كتف أركان بخفة، ويهمس له بكلمة أخيرة قبل ما يسيبه للدوامة اللي بيدور فيها لوحده.)
عدلي: "لما تبقى قادر، يا ترى هتلاقيها لسه مستنياك؟"
(أركان يحس بقلبه بيضرب أسرع، ما يعرفش الرد، لكن اللي يعرفه إنه لأول مرة، الفكرة دي تخوفه.. لأول مرة، يحس إنه لو سابها تروح، مش هيقدر يرجّعها تاني.)
ــــــ&ـــــ
بعد مرور يومين
أركان واقف قدام البحر، الموج بيضرب في الصخور بصوت هادي لكنه مستمر، الهوا بيلعب في شعره، والبرد بيقرص في ملامحه، لكنه مش حاسس بحاجة.. غير اللي جواه.)
(يحط إيده في جيوبه، يبص للأفق البعيد، كأنه بيدور على إجابة وسط المية، بس البحر زي عقله.. مفيش حاجة واضحة، كله متشابك، كله غامض.)
أركان (بصوت داخلي، وهو بيشد نفس عميق): "البحر واسع، زي المسافة اللي كنت فاكر إني خلقتها بيني وبينها.. بس الحقيقة إن المسافة دي ما كانتش موجودة غير في خيالي، في قلبي.. أنا عمري ما بعدت فعليًا."
(يمسك حجر صغير، يرميه في المية، يتابع التموجات اللي انتشرت، بالظبط زي اللي حصل جواه.. ليلى كانت الحجر اللي اترمى في حياته، هز كل حاجة، وماسابش حاجة مكانها.)
أركان (بصوت خافت، وهو يغمض عينيه): "أنا بحبها؟ طب حصل إمتى؟ إزاي؟"
(يفتح عينيه بسرعة، كأنه بيرفض الاعتراف، يحرك راسه بضيق، ويتمتم لنفسه.)
أركان: "الحب ما بيجيش كده.. الحب لازم يكون ليه مقدمات، مشاعر بتكبر واحدة واحدة، حاجات متخططة، مش مجرد لحظة تغير كل حاجة."
(لكن عقله يرد عليه بصورة ليلى وهي بتضحك في السبوع، وهي شايلة تاليا ورايان، نظرتها لما كانت بتبص لولاده، نبرة صوتها لما قالت اسمه بحنية.. قلبه يضرب بسرعة، وكأنه بيكذّب كل محاولاته للإنكار.)
أركان (يهمس، وكأنه بيسأل البحر): "طب لو ما كانش حب.. كان إيه؟"
حس بنفس الشعور اللي غلبه لما شاف ليلى نايمة في أوضتها، ضعيفة بس عايشة، أمانه لسه موجودة في الدنيا.
وقتها بس فهم… الحب مش فكرة، الحب مش اسم بنت كبر وهو فاكر إنه بيحبها. الحب كان جوه قلبه طول الوقت، بس مش مع يارا.
(الهوا يشتد شوية، الموج يعلى كأنه بيرد، لكن أركان يفضل واقف، يحس بقبضة غريبة في قلبه، إحساس إنه كان بيحارب حاجة، لكنه خلاص بقى عارف.. هو عايزها، بجد.. مش مجرد رغبة، مش مجرد تعلق.. هو محتاجها تكون في حياته.)
(ياخد نفس طويل، يبص حواليه، يحس إن الدنيا فاضية من غيرها.. لو كانت هنا، كانت هتقعد ترمي رمل عليه وتضحك، كانت هتقول حاجة تهزر بيها، كانت هتبص له بالبصة اللي كانت بتلخبطه.. بس هي مش هنا.)
**أركان (يتمتم لنفسه بابتسامة حزينة): "وحشتيني..
صوت البحر لسه في الخلفية، لكن صوته بدأ يختفي لما صوت الرنة العالية قطع تفكير أركان. بسرعة طلع الموبايل من جيبه، ولما شاف اسم جده " الجارحي" أخد نفس ورد بصوت ثابت، لكنه اتغير لما سمع الجملة الجاية.)
الجارحي (بصوت حازم وجاد): "يلا يا أركان، المأذون هنا، هتطلق ليلى وتكتب كتابك على يارا، مفيهاش نقاش."
اي اللى هيحصل واي رد فعل اركان تفتكروا هيطلق ليلي!!؟ انتظروا البارت ال ٣٠
صلوا على النبي
كيف تريدينه؟
= أريده لله ذاكرًا، وللفجر محافظًا، ولليل قائمًا، وللقرآن قارئًا، ولأرحامه واصلًا، وبأهله رحيمًا، وللخير فاعلًا، وبقلبي مقيم، ولي عاشق، ولحبي مُآمن، هكذا أريده. ❤️
-ادعو الله أن يزوجني وبنات المسلمين بزوج كرسول الله صلي الله عليه وسلم وكيوسف رضي الله عنه وارضاه ❤️