رواية بين عالمين الفصل الثاني2بقلم الاء الواقع


رواية بين عالمين 
الفصل الثاني2
بقلم الاء الواقع



ـ مالك ... أعمل حاجة أنا خائفة .

بص لي بنظرة اخيرة ،نظرة مليانة مشاعر، خوف ، وندم ... وبعدها فجاة مد إيدة بسرعة، ولمس جبيني بإيدة الباردة وهمس بكلمة ... كلمه ما فهمتهاش ،بس حسيت بكل حاجة بتختفي من حواليا وغبت عن الوعي .

فتحت عيني ببطء…

كان فيه دوخه بسيطة مسيطر عليّا و جسمي تقيل كأن حد ربطني بسلاسل، ودماغي مشوشة
 بس أول إحساس حسّيته كان البرد
برد غريب مش زي اللي بحسه في الشتاء  لا ده كان برد بيدخل جوا عظمي.

 كأن المكان نفسه مش طبيعي.

حاولت أرفع راسي بصعوبة وبدأت أشوف  أية حواليا…

الأرض كانت عبارة عن حجر أسود ومشققة، كأنها مكان قديم جدًا  و النور كان بسيط  جاي من مصدر مجهول  والمكان كان واسع بشكل كبير بس في نفس الوقت أنا حاسة إني محبوسة.

ـ أنا فين؟

سمعت صوت حركة، فالتفت بسرعة وقلبي كان حيخرج من مكانه.

ـ مالك

كان واقف قدامي بس 
كان شكله مختلف.

كان في هيئته الحقيقية

جلده كان أغمق بدرجة خفيفة، عيونه سودا بالكامل من غير بؤبؤ وأظافره أطول بشوية. حتى طريقة وقفته، كانت مختلفة… أقوى، أعمق، وكأنه مش بس مالك اللي كنت أعرفه، لأ ده كان كائن تاني تمامًا.

بس حتى وهو كده، حسيت بالراحة لما شفته واطمنت.

ـ مالك… إحنا فين ؟

بص لي بنظرة حزينة، وقرب مني بخطوات بطيئة، وبعدها انحنى قدامي.

ـ أنا آسف يا ألاء ، كان لازم أعمل كده.

 رديت بخوف:

ـ تعمل إيه؟
 إيه اللي حصل؟
 وإحنا فين؟

بلع ريقه، وبص بعيد كأنه مش عايز يقول ، وبعدها تمتم بصوت واطي:

ـ في مملكتي.

حسيت بالدم اتجمد في عروقي.

ـ مملكتك… تقصد…؟

ـ عالمنا..
 عالم الجن .

شهقت، وقمت بسرعة، لكن جسمي ماكنش متوازن، فحسيت برجلي بتترعش. مالك مد إيده بسرعة عشان يسندني، لكني سحبت نفسي بسرعة..

ـ لا… لا مستحيل إزاي؟

  وإزاي جبتني هنا؟

حاول يقرب مني، لكني بعدت، ودموعي بدأت تتجمع في عيوني.

ـ ألاء، ما كنتش أقدر أسيبك هناك كانوا هيأذوكي.

ـ كنت ممكن تهرب بيا لأي مكان مش… مش  تجبني لهنا.

سكت لحظة، وبعدها قال:

ـ ما كانش فيه طريقة تانية قدامي.

وقفت مكاني وأنا حاسة إني تايهة، مش قادرة أصدق إن حياتي اتقلبت بالشكل ده في لحظة، وإن اللي كنت بقراة في الكتب وكنت فاكرة إنه مجرد خيال أو أسطورة… بقى واقعي.

رفعت عيوني لمالك، وبصيت له بخوف وحيرة، وهمست بصوت مبحوح:

ـ وبعدين يا مالك؟ 
هتعمل إيه؟ 
هتسيبني هنا؟
 ولا مش هقدر أرجع تاني؟
 أنا عايزة أمشي من هنا 

نظر لي بصمت، وكأنه مش عارف يجاوب… وكأن الإجابة اللي عنده، مش اللي كنت مستنية أسمعها.

 لكن في الآخر، اتنهد قال بصوت هادي:

ـ  الأمر مش بالسهولة اللي تتخيليها يا ألاء.

اتسعت عيوني برعب:

ـ يعني إيه؟

 يعني مش هقدر أرجع؟

حاول يقرب مني، لكني رجعت خطوة لورا، وظهري خبط في جدار حجري كان ورايا، وبرغم برودته، إلا إن اللي كنت حاساه جوه قلبي كان أبرد بكتير.

ـ ألاء اسمعيني هنا فيه قوانين ، قوانين محدش يقدر يخالفها.
 مش أي حد يدخل عالمنا يقدر يخرج بسهولة.

شهقت، وحسيت برجلي بتترعش أكتر:

ـ  يعني إنت… إنت حابسني هنا؟

هزّ رأسه بسرعة، وكأنه اتصدم من كلمتي:

ـ لا ، أنا عملت كده عشان أحميكي لو كانوا لقوكي هناك، ما كنتش هقدر أضمن سلامتك… هنا، أنا أقدر أحميكي.

ضحكت بسخرية، بس صوتي كان مهزوز و مليان خوف:

ـ تحميني؟

 من إيه؟

وإزاي تبقى حاميني وأنا في وسط عالمك؟ 
أنت بتقول إن فيه قوانين، مين قال إنهم مش هيأذوني هنا برضو؟

مالك شد كفه بقوة، وعيونه غمقت أكتر وقال:

ـ لأنك تحت حمايتي… وأي حد يقرب منك، هيكون بيتحداني وده معناه الحرب.

اتسعت عيوني أكتر، وبلعت ريقي بصعوبة:

ـ حرب !

مالك، إنت بتتكلم عن الحاجات دي كأنها عادية، إحنا بنتكلم عن عالم الجن… 
عن كائنات ما ينفعش حتى البشر يشوفوها، إنت… إنت فاهم أنا حاسة بإيه دلوقتي؟

إتنهد، وبدا عليه الألم كأن كلامي كان زي السكاكين في قلبه، وبصلي بنظرة فيها حزن، وندم، وحاجة تانية حاجة ما كنتش عايزة أفهمها ومش قادرة افهمها.

ـ أنا عارف إنك خايفة…
 وعارف إن ده مش عدل بالنسبة لك. بس لو كنت سببتلك خطر، كنتِ هتكرهيني أكتر، صح؟ وأنا مش عايزك تكرهيني 

سكت، ومعرفتش أرد، لأن جزء مني كان مصدوم من اللي حصل، لكن جزء تاني كان عارف إنه مش كداب و إنه فعلاً عمل كده عشان يحميني.

لكن السؤال الحقيقي كان… مين اللي عايز يأذيني؟

 وليه؟

وقبل ما ألحق أسأله، فجأة، المكان كله تهز.

الأرض اهتزت تحتينا، والجدران الحجرية طلعت منها شقوق، كأن زلزال ضرب المكان، وصوت غريب، عميق، مليان غضب، دوّى حوالينا.

"مالك… ماذا فعلت؟!"

شهقت، وبصيت حواليَّ، لكن مالك كان ثابت، ملامحه بقت جامدة، وكأنه كان متوقع اللي حصل.

وهمس لي بسرعة:

ـ ألاء، أيًا كان اللي هتشوفيه دلوقتي… متتكلميش. مترديش. مهما حصل، خليكي واقفه ورايا وبس.

وقبل ما ألحق أفهم، فجأة… ظهر قدامنا.

ملكهم.

ظهر قدمنا .

كيان ضخم، طوله لا يمكن يكون طبيعي، جسمه ملفوف بعباءة سوداء كأنها جزء من الظلام نفسه، وملامحه… كانت مزيج بين شيء بشري وشيء لا يمكن لعقلي استيعابه. عيونه، كانت أكبر من عيون البشر، سودا بالكامل، لكن في وسطها دوامات من اللون الفضي، كأنها بوابات لعوالم تانية.

كان ملكهم.

حتى من غير ما مالك يقول، كنت عارفة… كنت حاسة بقوته وهي بتضغط على صدري، بتخلي أنفاسي تقيلة، وبتغرقني في شعور بالخوف عمري ما حسيت زيه.

"مالك… لقد تعديت حدودك."

صوته دوى في المكان، لكنه ما كانش مجرد صوت… كان كأنه بيتردد في عقلي، بيدخل جوه دماغي غصب عني، لدرجة إني حسيت بصداع .

مالك وقف قدامي فورًا، جسمه كان متوتر، لكن صوته كان ثابت وهو بيتكلم:

ـ مولاي، لم يكن لدي خيار.

"خيار!"

ضحكة منخفضة خرجت من الملك، لكنها كانت مليانة تهديد أكتر من إنها سخرية.

"تخالف قوانيننا، وتجرّ بشريًا إلى مملكتنا، ثم تخبرني أنه لم يكن لديك خيار"

قرب خطوة، وبرغم إن خطواته كانت صامتة، إلا إني حسيت بالأرض تحتيا وهي بتتهز مع كل حركة.

"أنت تعلم ما يعنيه هذا، مالك… تعلم أن ما فعلته خيانة."

خيانة!! 
عن أي خيانة بيتكلم؟

بصيت لمالك بسرعة، وكنت متوقعة ألاقي خوف في عيونه، لكنه كان هادي… وكأنه كان متوقع كل ده يحصل.

ـ لو كانت خيانة لحماية شخص يهمني، فأنا أقبل العواقب.

شهقت، وعيوني اتسعت وأنا ببص له. هو مجنون؟ بيتحدى ملكهم؟

الملك سكت للحظة، وبعدها همس بصوت منخفض… لكن خطير:

"إذاً، تقر أنك انتهكت القوانين عن عمد؟"

مالك شد كفه، ورفع راسه ببطء وهو يقول:

ـ نعم.

في اللحظة دي، حسيت بالهواء في المكان بيتغير… كأن الدنيا كلها سكتت.

الملك بص لي، وعيونه الفضية كانت بتمتصني بالكامل. حسيت بقشعريرة باردة في  جسمي، وكأنني تحت مجهر كيان غير بشري، كيان قادر على تمزيقي بنظرة واحدة.

"البشر لا ينتمون إلى عالمنا."

ثم نظر إلى مالك مجددًا، وعيناه لمعتا بوهج فضي خطير.

"ستدفع ثمن هذا، مالك… لكن أولًا، دعنا نرى… لماذا خاطر بحياته من أجلكِ يا بشرية؟"

وفجأة، شعرت بشيء يغوص في ذهني… وكأن  يد خفية بتحاول تخترق أفكاري، تقرأ كل شيء عني.

كان يحاول معرفة حقيقتي.

وكنت واثقة من شيء واحد… إذا سمحت له بالدخول، قد لا أخرج أبدًا كما كنت.

شعرت بضغط رهيب على رأسي، كأن إبرة ساخنة بتغوص جوه عقلي، بتحاول تمزق كل أفكاري، تفتح كل ذكرياتي، تقتحم كل شيء كنت أحاول أخفيه حتى عن نفسي.

"دعيني أرى… لماذا أنتِ مهمة لهذا الحد؟"

كان الصوت جوه دماغي، كأنه بيتردد في كل خلاياي، كل لحظة عشتها بدأت تتكسر قدامي كأنها زجاج، مشاهد سريعة من حياتي، من طفولتي، من أيامي العادية… 
بس في نفس الوقت، حسيت إن فيه حاجة غلط.

كان بينبش في شيء محدد.

حاولت أقاوم، حاولت أصرخ، لكن صوتي ما طلعش، كل اللي قدرت أعمله هو إن جسمي إتجمد، وعقلي كان بيتحطم من جوه.

لكن فجأة… حسيت بحرارة، حرارة حقيقية، إيد دافية لمست كفي، وسمعت صوت بعيد، صوت مألوف.

ـ آلاء… لا تسمحي له.

كانت نبرة مالك، قوية، مش مجرد كلام، كانت زي صرخة، وكأنها سحبتني من بحر الظلام اللي كنت بغرق فيه.

وفجأة، انقطع الاتصال.

شهقت، ورجعت خطوة لورا وأنا بحاول أستعيد أنفاسي، قلبي كان بيدق بجنون، ورأسي بتوجعني بطريقة صعبة.

الملك تراجع خطوة.

نظر لي للحظة، وكأنه مستغرب… أو بالأدق، مستفَز.

"غريب… أنتِ لستِ عادية."

رفع يده ببطء، وأغمض عيونه، وبعدها، كأن الهواء في المكان كله تحرك، ريح قوية ضربتني، وكأنني في قلب عاصفة غير مرئية.

"مالك… ماذا أخفيت عني؟"

مالك وقف بثبات، لكني كنت شايفة إنه بيحاول يخفي توتره.

ـ لا شيء، مولاي.

ضحكة أخرى، هذه المرة كانت بطيئة، محملة بالسخرية.

"حقًا؟ إذًا لماذا لم أتمكن من الدخول إلى عقلها؟

 لماذا يشعر وجودها هنا بأنه خاطئ؟"

بلعت ريقي، وأنا نفسي أطرح نفس السؤال.

لماذا لم يستطع؟

الملك ثبت عيونه عليا، وبعد لحظة صمت، قال بهدوء غريب:

"ستبقى هنا حتى أكتشف ذلك."

شهقت، ونظرت بسرعة لمالك، لكن قبل ما ألحق أتكلم…

كل شيء اختفى.

الأرض تحتي تلاشت، الظلام غطاني بالكامل.

 فتحت عيني بعد فترة…

كنت في غرفة.

لكنها لم تكن غرفة طبيعية.

الجدران كانت سوداء بالكامل، لكنها مش زي أي سواد شفته قبل كده… كانت كأنها ظلام حي، بيتحرك ببطء، كأنها جدران من دخان بارد بيتنفس معايا. الأرض كانت حجرية، لكنها ناعمة بشكل غريب، وفي وسط السقف، كان فيه مصدر نور خافت، مش عارفة هو شمس ولا قمر ولا شيء تاني تمامًا.

حاولت أقف، جسمي كان تقيل، بس قدرت أوازن نفسي أخيرًا، وبدأت ألف حواليا مفيش باب ، مفيش شباك.

كنت محبوسة.

حاولت ألمس الجدار، لكن أول ما صوابعي قربت منه، حسيت بشكة بارد انتشرت في إيدي، كأن الجدار رفض لمستي له. 
رجعت بسرعة وأنا باخد نفسي.

"ستبقى هنا حتى أكتشف ذلك."

كلمات الملك رجعت تتكرر في دماغي.

"ذلك"؟ إيه "ذلك" اللي كان بيحاول يكتشفه عني؟

حاول يدخل عقلي… حاول يغوص جوه دماغي لكنه فشل. وده معناه حاجة واحدة:

أنا مش مجرد بشرية عادية بالنسبالهم.

لكن ليه؟

بلعت ريقي بصعوبة، وقعدت على الأرض، وحاولت أهدي نفسي، أفكر، أفهم.

فين مالك؟ 
جابني لهنا لية؟
هل هيسيبني هنا؟ 
هل  هينقذني؟

ما لحقتش أفكر أكتر، لأني فجأة سمعت صوت.

صوت خافت… جاي من الظلام.

مش صوت مالك، لا… ده كان صوت مختلف، هادي، لكنه عميق، ومليان فضول غريب.

ـ "أنتِ… مختلفة."

اتجمدت في مكاني، وعيوني اتسعت.

ـ مين هنا؟

الصوت ضحك ضحكة خفيفة.

ـ "أنا هنا منذ زمن طويل… أنتِ فقط لم تلاحظي بعد."

حسيت بقلبي بيدق أسرع، وقمت بسرعة، وبدأت أبص حواليا، بس مفيش حد.

ـ إنت مين؟

الصوت سكت لحظة، وبعدين قال:

ـ "سؤال جيد… لكن السؤال الأهم هو: أنتِ مين؟"

"أنتِ مين؟"

حتى أنا… ما كنتش واثقة إني أعرف الإجابة.

"أنتِ مين؟"

الكلمة فضلت تتردد في دماغي، كأنها مش مجرد سؤال... 

كأنها حاجة بتنبش جوايا و بتدور على إجابة حتى أنا مش عارفاها.

اتنحنحت، وحاولت أظهر قوتي، حتى لو كان قلبي خائف وبيدق بسرعة:

ـ أنا آلاء، ومش فاهمة إنت عايز إيه بالضبط.

الصوت ضحك تاني بهدوء… بس كان فيه نغمة غريبة كأن اللي بيتكلم ده مش مجرد حد عادي.

ـ "آلاء، اسم جميل… 

لكن لا أظن أن هذا كل شيء عنك."

شدّيت كفي، وعيني فضلت تلف في المكان.

ـ إنت مين؟ 

وعايز مني إيه؟!

سكت الصوت للحظة، وبعدين تمتم:

ـ "أنا… ظل. أنا شيء كان هنا قبل أن تأتي، وشيء سيبقى بعد رحيلك. لكنكِ… أنتِ شيء مختلف."

حسيت بجسمي قشعر أكتر.

ـ مختلفة إزاي؟

سكتت  ثواني  ورد كأنه بيتأكد من كلامه قبل ما يقوله:

ـ "لا يوجد بشر يدخلون هنا دون أن يمسهم شيء من عالمنا… دون أن يتغيروا."

بلعت ريقي.

ـ بس مالك  هو إللي جابني، هو اللي دخلني هنا.

ـ "أعلم… وهذا هو ما يثير فضولي. لماذا خاطَرَ بك؟

 لماذا جعلكِ تمرين إلى هذا العالم دون أن تنكسري؟"

سكت… لأن أنا ما كنتش عارفة هو ليه عمل كدة .

مالك كان مستعد يتحدى ملكهم عشاني. لكن ليه؟
 إيه اللي مخليه متأكد إني لازم أكون هنا؟

فجأة، الصوت قرب أكتر، بقى أعمق، وأهدى، وكأنه بيحاول يهمس جوه دماغي.

ـ "ألا تتساءلين… من أنتِ حقًا؟"

حسيت ت بشيء بارد يمر بجانبي، كأنه نَفَس غير مرئي، لمسة خفيفة من الظلام، لكنه ما أذانيش… كان كأنه بيحاول يلفت انتباهي بس.

ورجعت تتكرر الجملة في دماغي.

مين أنا؟

لو كنت مجرد بشرية عادية، ليه مالك خاطر بيا؟

 ليه الملك كان مهتم يعرف حقيقتي؟ وليه… ليه الصوت ده بيقول إني مختلفة؟

قبل ما ألحق أفكر أكتر، فجأة، الجدران السوداء بدأت تتحرك.

مشيت… كأنها بتتفتح.

وفجأة، ظهر قدامي باب 

باب من ظلام نقي.

والصوت همس للمرة الأخيرة:

ـ "إذا كنتِ تريدين الإجابة… ادخلي."


                   الفصل الثالث من هنا

تعليقات